12
(فحص البصمات )
كان صوت تلك الآلة الموجودة على البوابة العملاقة لذلك السجن الذى يوحى بالرهبة و الخوف لمجرد رؤيته من بعيد ، و كأن تصميمه المثير للرهبة يخبرك عن صعوبة الدخول و الخروج منه و كأنه يحمل فى طياته وحوشاً يجب عدم السماح لهم بالخروج منه ، و لكنه لا يوجد به وحوش بل ما هو اخطر من ذلك .... انه "سجن السحرة المتمردين".
( هوية مُصرح بها )
نطقت تلك الآلة مجدداً لتُفتح الأبواب ، للسماح لذلك الزائر بالدخول للسجن.
" عرف عن نفسك " امر حارس البوابة الداخلية الزائر ليخرج هذا الزائر بطاقة تعريفه للحارس دون ان يتحدث.
" لما اتيت مبكراً و وحدك ، من المفترض ان تأتى مع الفريق بعد 6 ايام " نظر له حارس البوابة فى شك ، من زيارته المفاجئة للسجن .
" جأت لزيارة احد اقاربى هنا ، القوانين تعطينى حق الزيارة مرة كل 100 عام " اخبره بثقة بينما يرجع بطاقته لجيبه ، لينظر له الساحر بتفحص قبل ان ينظر إلى لوحة إليكترونية فى يده ليتأكد من امره ليفتح له البوابة ويسمح له بالدخول ليوصله احد الحراس بالداخل إلى زنزانة فى ناهية الرواق ، ليفتحها الحارس
" معك 30 دقيقة فقط " اخبره ليومئ الزائر بهدوء ليتقدم للدخول لتلك الزنزانة ليغلق الباب بعد دخوله.
زنزانة هادئة بشكل مريب لا يُنيرها سوى ضوء خافت للغاية ، كئيبة و هادئة و كأنه يسكنها الأشباح.
" اووه ابن عمى العزيز آتى لزيارتى ، ماتلك الزيارة العائلية المفاجأة " صوت ساخر قطع هذا الصمت ليلتفت الزائر ناحية الصوت.
فتاة تبدو فى منتصف العشرينات من عمرها ، تجلس على الأرض فى أحد جوانب الغرفة بهدوء مريب.
" و ما الغريب من زيارة ابنة عمى ... بالمناسبة تبدين فى حالة يُرثى لها " قالها بلهجة ساخرة بينما يتفحصها ليجلب كرسى من احد الجوانب و يجلس امامها.
" بربك هيون شيك ، لا تحاول إقناعى انك تأتى لزيارتى لاول مره منذ 102 عام لتطمئن على صحتى ، لذلك اخبرنى بدون مقدمات ما الذى احضرك إلى ؟ "
تفحص وجهها فى تمعن قبل ان يقترب منها " جأت إلى هنا لتحريرك "
" تحريرى ؟ " تسائلت بعدم فهم و تفاجئ
" بعد 6 ايام من الأن سوف تأتى لكى الفرصة للهرب من هنا "
" و كيف سأهرب ؟ تعلم ان هذا مُستحيل "
" سوف يتم تجديد تعويذة الجدار بعد 6 ايام و سأكون انا ضمن هذا الفريق الذى سيقوم بالمراسم ، لذلك سوف اغير القليل بها ، بعد انتهاء المراسم عند منتصف الليل مباشرتاً سوف تستطيعين استخدام سحرك خلال 15 دقيقة و تهربى من هنا " تكلم بهدوء و ثقة شديدة على عكس الجالسة امامه تنظر له بشك من مساعدته لها.
" و لما ترغب بتهريبى ؟ ماذا ستستفيد من هروبى ؟ "
" نحن عائلة فالنهاية اليس كذلك ابنة عمى العزيزة "
" عائلة ! بربك هيون شيك ... منذ متى و نحن عائلة ؟ توقف عن إلقاء النكات السخيفة ، و اخبرنى ما غايتك بدون مماطلة " اخبرته بحدة و حزم ، فهى تعلم افراد عائلتها جيداً لا يقدمون خدمات دون مقابل.
يبتسم بجانبية دليل على صحة كلامها " كتاب اللعنات الذى سرقتيه ، اريد الحصول عليه "
" الم تسمع بالأمر ، لقد احرقته بعدما استخدمت لعنة القمر "
" ليم هيومين ، انا و انتى نعلم جيداً انكى لم تحرقى الكتاب "
نظرت له بتمعن قبل ان تتنهد مستسلمة " و لما تريده ؟ ، ليس لديك فتاة تحبها ترغب بلعنها ايضاً ، اليس كذلك ؟ " ضحكت بقوة على عكس الجالس امامها.
" ليس مهم فيما اريد استخدامه ، المهم انكى تريدين الخروج من هذا السجن اللعين و انا اريد الكتاب ... إذاً ما هو قرارك ؟ "
صمت لبعض الوقت لتتنهد بإستسلام " حسناً موافقة ، اخرجنى من هذا المكان و سأعطيك كتاب اللعنات "
" لكن يجب ان تعلمى إن لم تُنفذى كلامكِ ، يمكننى بسهولة إرجاعك لهنا فى لمح البصر ، انتى تعرفيننى جيداً و تعرفين ما يمكننى فعله "
" لا داعى لتحذيرى ، فأنا لم اعد احتاج ذلك الكتاب على اى حال ، ما اردت فعله به فعلته منذ زمن " اخبرته بإبتسامة متهكمة قبل ان يُفتح باب الزنزانة ليعلن الحارس عن انتهاء وقت الزيارة.
( سوهيون)
استيقظت بحماس على عكس الأيام السابقة ، انه اليوم الأول من الأسبوع الذى سأفعل به ما اريد ، جهزت نفسى قبل الخروج من باب غرفتى لأنظر لنفسى فى المرآة بإبتسامة عريضة
" حان الوقت لوضع قوانينى الخاصة " خرجت من غرفتى مسرعة نحو الطابق السفلى ، لتقودنى رائحة الطعام الشهية ناحية المطبخ ، توقفت عند باب المطبخ لأنظر إليه بينما يقوم بإعداد الطعام ، كم يبدو لطيف و مثير.
" هل ستبقين واقفة عندك هكذا تتأملينى ؟ "
تباً تم الإمساك بى ، كيف علم اننى انظر إليه و هو لم يلتفت حتى؟ اشعر بالحرارة فى وجنتاى.
حمحمت قبل ان اتحدث لإزالة التوتر " لم اكن انظر إليك ، كنت شاردة فقط ليس إلا ... كنت افكر فيما اريد ان اطلبه منك" اخبرته بإبتسامة منتصرة بينما اجلس امام طاولة الطعام.
" إذاً و ماذا قررتى ؟ استجعلينى اقلد صوت الدجاجة بينما اقفز مثل الكنغر " عقد زراعيه بينما يبتسم بسخريه.
" اتعلم انها فكرة رائعة سوف اضيف هذا لقائمتى " اخبرته بحماس لأرى ملامح الصدمة على وجهه.
" اتمزحين معى ؟ مستحيل ان افعل ذلك ، هل جننتى ؟ " و كأنه اصاب بهستيرية فزع من الصدمة ، و انا اصبت بهستيرية ضحك من منظر وجهه ، تعابيره المصدومة حقاً مضحكة ، غير ذلك تخيله و هو يفعل هذا حقاً مضحك.
" لا داعى للفزع ، كنت امزح معك فقط " اخبرته بين ضحكاتى ليتنهد بإرتياح.
" حسناً ، و ماذا قررتى ان تطلبى ؟" سأل بتوتر و قلق.
" لا اعرف بعد ... لا بأس مازال الأسبوع طويل ، لكن مبدأياً اريد إلغاء جميع القوانين القديمة اولاً يمكننى الإلتصاق بك كما اشاء، ثانياً يمكننى ان اثرثر كما اشاء ، ثالثاً يمكننى الدخول إلى غرفتك وقت ما اريد ، رابعاً انت من سيطبخ لى دون نقاش "
" بربك ، و ما الجديد انتى بالفعل تثرثرين و تلتصقين بى و تجعلينى اطبخ لكى الطعام " اخبرنى بنبرة سخرية على وجهه ، لأشعر بإحراج بالنظر فى الأمر معه حق انا اخترقت جميع قوانينه بالفعل.
" بالمناسبة ، اسنأكل اللحم على الفطور ؟ " سألته بإستغراب بعد ان لاحظت اللحم على شواية.
" انا رغبت فقط بتناوله ، لقد صنعت لكى طعاماً اخر يناسب الفطور " شعرت ببعض التوتر فصوته ، حقاً يمتلك عادات غريبة.
وضع الطعام امامى ، ليجلس امامى و امامه اللحم ، نظرت له بإستغراب من طريقة تناوله للطعام ، منذ متى و هو يأكل هكذا ؟ ، إنطباعى عنه فى الأيام الماضية ، رجل لبق ومنظم فى كل افعاله و سلوكه خاصتاً آداب المائدة ، و لكن ما ارآه الأن رجل متسول لم يرى اللحم منذ سنوات ، يأكل اللحم بيده و هو مغمض العينين و بشراهة مخيفة ، ايشعر بنفسه حتى.
" لما تنظرى لى هكذا ؟ " سألنى لأغفل ، لم الحظ توقفه عن تناول الطعام.
" لا شئ ، لكن تبدوا شرهاً بشكل غريب اليوم ، يبدو انك حقاً تحب اللحم " نظرت له بإندهاش بينما اشغل نفسى بتناول طعامى لأشعر بنظراته المتوترة نحو الطعام ، و كأنه يمنع نفسه من الأكل ، حقاً يتصرف بغرابة اليوم ، اهو بخير ؟
" انا فقط احب اللحم كما تقولين " اخبرنى بينما يأكل ببطئ هذه المرة .
" لا بأس يمكنك الأكل كما تريد ، انا ايضاً أكل بشراهة كبيرة عندما أكل طعاماً احبه " ابتسمت له لأطمئنه لكى يأكل كما يريد.
" بالمناسبة ، لماذا ترتدى ملابس رسمية ، هل ستخرج اليوم ؟ " تأملت بدلته الرسمية ، يبدو اكثر إثارة بالزى الرسمي .
" كريس مشغول كثيراً هذه الفترة لذلك سأتولى أمر مجموعة الشركات لأسبوع "
" الم يكن مسافراً على اى حال ، من كان يدير الشركة مسبقاً إذاً ؟ "
" لدينا فروع كثيرة للشركة فى العديد من البلدان ، كما ان المدير التنفيذى لفرعنا هنا يتولى اعمالنا اثناء غيابنا " اومئت له بتفهم ، ليخطر فى بالى فكرة لأبتسم له بحماس.
" سأتى معك "
" ستأتى معى إلى اين ؟ " سألنى بعدم فهم
" إلى الشركة ، انا اشعر بالملل و لا اريد البقاء وحدى فالمنزل "
" اسمعى جيداً ، انا لست ذاهب للهو ، انا ذاهب للعمل ، ليس لدى وقت لأكون جليس اطفال " اخبرنى بنبرة قاطعة و جادة.
" يااا انت انا لست طفلة عمرى 24 عاماً لذلك لا تعاملنى و كأننى طفلة ذات 6 سنوات " اخبرته بنبرة منزعجه ، دائماً يتصرف معى و كأنه فى عمر والدى ، لولا مظهره و علمى بعمره لقلت انه فى سن 50 من عمره.
" حسناٌ ايتها الفتاة الناضجة ذات 24 لكننى حقاً منشغل و ليس لدى وقت لأصطحبك معى " هم بالوقوف ليغلق ازرار بدلته استعداداً للذهاب لأذهب بتجاهه مسرعة قبل ان يذهب.
" ليست مشكلتى سأذهب معك شأت ام ابيت ، لا تنسى لا يمكنك رفض ما اطلب " تعلقت بزراعه بينما انظر له بإصرار ليتنهد بإستسلام امام عنادى ، ليس لديه خيار ليرفض على اى حال.
" حسناً لنذهب ، لكن لا تتصرفى بإزعاج فالشركة " اخبرنى محذراً
" يااا توقف عن معاملتى كطفلة لن ازعجك "
(جونج ان )
خرجنا خارج المنزل بينما مازالت ملتصقة بى كالغراء و كأننى سأهرب و اتركها ، اعلم انها لن تتوقف عن إزعاجى و انا المخطئ ، انا من اعطاها الفرصة لتزيد ازعاجها و لا استطيع فعل شئ بشأن هذا الأمر ، لقد اعطيتها كلمتى و انتهى الأمر ، ليس هذا فقط ما يُزعجنى ، ما يزيد إزعاجى تلك الأعراض التى بدأت بالظهور ، اخاف ان يتم كشف امرى ، ماذا سيحدث إن تصرفت بغرابة امامها مجدداً ، فأنا لم اعد اتحكم فى تصرفاتى كالسابق لقد بدأ الذئب بداخلى بالإستيقاظ و لا يمكننى إيقاف ذلك.
" لا تخبرنى ان هذه سيارتك ، و أننا سنذهب بها للشركة " خرجت من شرودى على صوتها لأنظر لوجهها المصدوم و فمها و عينيها المفتوحتات على مصرعيهما.
" أجل ملكى و سنذهب بها ، لتتأمليها فى وقتاً اخر ، لا أريد التأخر " اخبرتها بنبرة جادة رغم رغبتى القوية بالضحك على وجهها المصدوم.
قدت السيارة فى صمت فأنا ليس لدى مزاج للحديث رأسى مشغولة و اشعر بالتوتر فأنا لم اتواصل مع الناس منذ مدة طويلة كثيراً ، و لا أعرف كيف سيكون الوضع خاصتاً خلال تلك الفترة الحرجة ، كريس اللعين لم يجد سوى هذا الوقت ليضعنى فى ذلك الموقف .
القيت نظرة خاطفة على المزعجة لأجدها تنظر لى و كأنها سوف تخترقنى بعينيها.
" لما تنظرى لى هكذا ؟ " اخبرتها دون ان ازيل نظرى عن طريق.
" اسنظل صامتين هكذا لقد مللت " نفخت وجنتها بإنزعاج بعد ان عقدت زراعيها ضد صدرها.
" الا تملين من الثرثرة ؟ " اخبرتها بإبتسامة ساخرة.
" و انت الا تمل من الصمت ؟ " ردت لى الإبتسامة الساخرة.
" هذا افضل من الثرثرة فى كلاماً فارغ "
" الحديث و إخراج ما فى قلوبنا ليس كلاماً فارغاً " اتحاول التلميح الأن عن حديثنا بالأمس ؟ انا المخطئ لأننى تحدثت معها عن اسرارى ، كيف لى ان اتحدث عن الأمر من الاساس.
" توقف عن التظاهر بالبرود جونج ان ، فهذا ليس انت " نظرت لها بإرتباك ، كانت تنظر لى بتأمل لأبتلع لعابى بتوتر.
" بل هذا انا ، توقفى انتى عن لعب دور الطبيبة النفسية معى فهذا حقاً مزعج " انا حقاً غاضب الأن ، طريقتها و نظراتها و كأنها تعرف ما بداخلى ، محاولتها لإختراق تلك الجدران التى بنيتها لنفسى منذ سنين كل هذا يُربكنى و يُغضبنى ، نظرت لها بغضب لأرى نظرات الصدمة على وجهها ، هل بالغت فى ردة فعلى معها ، ما كان يجب ان اتحدث بكل هذا الغضب.
" جونج ان ، عيناك ... زرقاء "
*********
كان صوت تلك الآلة الموجودة على البوابة العملاقة لذلك السجن الذى يوحى بالرهبة و الخوف لمجرد رؤيته من بعيد ، و كأن تصميمه المثير للرهبة يخبرك عن صعوبة الدخول و الخروج منه و كأنه يحمل فى طياته وحوشاً يجب عدم السماح لهم بالخروج منه ، و لكنه لا يوجد به وحوش بل ما هو اخطر من ذلك .... انه "سجن السحرة المتمردين".
( هوية مُصرح بها )
نطقت تلك الآلة مجدداً لتُفتح الأبواب ، للسماح لذلك الزائر بالدخول للسجن.
" عرف عن نفسك " امر حارس البوابة الداخلية الزائر ليخرج هذا الزائر بطاقة تعريفه للحارس دون ان يتحدث.
" لما اتيت مبكراً و وحدك ، من المفترض ان تأتى مع الفريق بعد 6 ايام " نظر له حارس البوابة فى شك ، من زيارته المفاجئة للسجن .
" جأت لزيارة احد اقاربى هنا ، القوانين تعطينى حق الزيارة مرة كل 100 عام " اخبره بثقة بينما يرجع بطاقته لجيبه ، لينظر له الساحر بتفحص قبل ان ينظر إلى لوحة إليكترونية فى يده ليتأكد من امره ليفتح له البوابة ويسمح له بالدخول ليوصله احد الحراس بالداخل إلى زنزانة فى ناهية الرواق ، ليفتحها الحارس
" معك 30 دقيقة فقط " اخبره ليومئ الزائر بهدوء ليتقدم للدخول لتلك الزنزانة ليغلق الباب بعد دخوله.
زنزانة هادئة بشكل مريب لا يُنيرها سوى ضوء خافت للغاية ، كئيبة و هادئة و كأنه يسكنها الأشباح.
" اووه ابن عمى العزيز آتى لزيارتى ، ماتلك الزيارة العائلية المفاجأة " صوت ساخر قطع هذا الصمت ليلتفت الزائر ناحية الصوت.
فتاة تبدو فى منتصف العشرينات من عمرها ، تجلس على الأرض فى أحد جوانب الغرفة بهدوء مريب.
" و ما الغريب من زيارة ابنة عمى ... بالمناسبة تبدين فى حالة يُرثى لها " قالها بلهجة ساخرة بينما يتفحصها ليجلب كرسى من احد الجوانب و يجلس امامها.
" بربك هيون شيك ، لا تحاول إقناعى انك تأتى لزيارتى لاول مره منذ 102 عام لتطمئن على صحتى ، لذلك اخبرنى بدون مقدمات ما الذى احضرك إلى ؟ "
تفحص وجهها فى تمعن قبل ان يقترب منها " جأت إلى هنا لتحريرك "
" تحريرى ؟ " تسائلت بعدم فهم و تفاجئ
" بعد 6 ايام من الأن سوف تأتى لكى الفرصة للهرب من هنا "
" و كيف سأهرب ؟ تعلم ان هذا مُستحيل "
" سوف يتم تجديد تعويذة الجدار بعد 6 ايام و سأكون انا ضمن هذا الفريق الذى سيقوم بالمراسم ، لذلك سوف اغير القليل بها ، بعد انتهاء المراسم عند منتصف الليل مباشرتاً سوف تستطيعين استخدام سحرك خلال 15 دقيقة و تهربى من هنا " تكلم بهدوء و ثقة شديدة على عكس الجالسة امامه تنظر له بشك من مساعدته لها.
" و لما ترغب بتهريبى ؟ ماذا ستستفيد من هروبى ؟ "
" نحن عائلة فالنهاية اليس كذلك ابنة عمى العزيزة "
" عائلة ! بربك هيون شيك ... منذ متى و نحن عائلة ؟ توقف عن إلقاء النكات السخيفة ، و اخبرنى ما غايتك بدون مماطلة " اخبرته بحدة و حزم ، فهى تعلم افراد عائلتها جيداً لا يقدمون خدمات دون مقابل.
يبتسم بجانبية دليل على صحة كلامها " كتاب اللعنات الذى سرقتيه ، اريد الحصول عليه "
" الم تسمع بالأمر ، لقد احرقته بعدما استخدمت لعنة القمر "
" ليم هيومين ، انا و انتى نعلم جيداً انكى لم تحرقى الكتاب "
نظرت له بتمعن قبل ان تتنهد مستسلمة " و لما تريده ؟ ، ليس لديك فتاة تحبها ترغب بلعنها ايضاً ، اليس كذلك ؟ " ضحكت بقوة على عكس الجالس امامها.
" ليس مهم فيما اريد استخدامه ، المهم انكى تريدين الخروج من هذا السجن اللعين و انا اريد الكتاب ... إذاً ما هو قرارك ؟ "
صمت لبعض الوقت لتتنهد بإستسلام " حسناً موافقة ، اخرجنى من هذا المكان و سأعطيك كتاب اللعنات "
" لكن يجب ان تعلمى إن لم تُنفذى كلامكِ ، يمكننى بسهولة إرجاعك لهنا فى لمح البصر ، انتى تعرفيننى جيداً و تعرفين ما يمكننى فعله "
" لا داعى لتحذيرى ، فأنا لم اعد احتاج ذلك الكتاب على اى حال ، ما اردت فعله به فعلته منذ زمن " اخبرته بإبتسامة متهكمة قبل ان يُفتح باب الزنزانة ليعلن الحارس عن انتهاء وقت الزيارة.
( سوهيون)
استيقظت بحماس على عكس الأيام السابقة ، انه اليوم الأول من الأسبوع الذى سأفعل به ما اريد ، جهزت نفسى قبل الخروج من باب غرفتى لأنظر لنفسى فى المرآة بإبتسامة عريضة
" حان الوقت لوضع قوانينى الخاصة " خرجت من غرفتى مسرعة نحو الطابق السفلى ، لتقودنى رائحة الطعام الشهية ناحية المطبخ ، توقفت عند باب المطبخ لأنظر إليه بينما يقوم بإعداد الطعام ، كم يبدو لطيف و مثير.
" هل ستبقين واقفة عندك هكذا تتأملينى ؟ "
تباً تم الإمساك بى ، كيف علم اننى انظر إليه و هو لم يلتفت حتى؟ اشعر بالحرارة فى وجنتاى.
حمحمت قبل ان اتحدث لإزالة التوتر " لم اكن انظر إليك ، كنت شاردة فقط ليس إلا ... كنت افكر فيما اريد ان اطلبه منك" اخبرته بإبتسامة منتصرة بينما اجلس امام طاولة الطعام.
" إذاً و ماذا قررتى ؟ استجعلينى اقلد صوت الدجاجة بينما اقفز مثل الكنغر " عقد زراعيه بينما يبتسم بسخريه.
" اتعلم انها فكرة رائعة سوف اضيف هذا لقائمتى " اخبرته بحماس لأرى ملامح الصدمة على وجهه.
" اتمزحين معى ؟ مستحيل ان افعل ذلك ، هل جننتى ؟ " و كأنه اصاب بهستيرية فزع من الصدمة ، و انا اصبت بهستيرية ضحك من منظر وجهه ، تعابيره المصدومة حقاً مضحكة ، غير ذلك تخيله و هو يفعل هذا حقاً مضحك.
" لا داعى للفزع ، كنت امزح معك فقط " اخبرته بين ضحكاتى ليتنهد بإرتياح.
" حسناً ، و ماذا قررتى ان تطلبى ؟" سأل بتوتر و قلق.
" لا اعرف بعد ... لا بأس مازال الأسبوع طويل ، لكن مبدأياً اريد إلغاء جميع القوانين القديمة اولاً يمكننى الإلتصاق بك كما اشاء، ثانياً يمكننى ان اثرثر كما اشاء ، ثالثاً يمكننى الدخول إلى غرفتك وقت ما اريد ، رابعاً انت من سيطبخ لى دون نقاش "
" بربك ، و ما الجديد انتى بالفعل تثرثرين و تلتصقين بى و تجعلينى اطبخ لكى الطعام " اخبرنى بنبرة سخرية على وجهه ، لأشعر بإحراج بالنظر فى الأمر معه حق انا اخترقت جميع قوانينه بالفعل.
" بالمناسبة ، اسنأكل اللحم على الفطور ؟ " سألته بإستغراب بعد ان لاحظت اللحم على شواية.
" انا رغبت فقط بتناوله ، لقد صنعت لكى طعاماً اخر يناسب الفطور " شعرت ببعض التوتر فصوته ، حقاً يمتلك عادات غريبة.
وضع الطعام امامى ، ليجلس امامى و امامه اللحم ، نظرت له بإستغراب من طريقة تناوله للطعام ، منذ متى و هو يأكل هكذا ؟ ، إنطباعى عنه فى الأيام الماضية ، رجل لبق ومنظم فى كل افعاله و سلوكه خاصتاً آداب المائدة ، و لكن ما ارآه الأن رجل متسول لم يرى اللحم منذ سنوات ، يأكل اللحم بيده و هو مغمض العينين و بشراهة مخيفة ، ايشعر بنفسه حتى.
" لما تنظرى لى هكذا ؟ " سألنى لأغفل ، لم الحظ توقفه عن تناول الطعام.
" لا شئ ، لكن تبدوا شرهاً بشكل غريب اليوم ، يبدو انك حقاً تحب اللحم " نظرت له بإندهاش بينما اشغل نفسى بتناول طعامى لأشعر بنظراته المتوترة نحو الطعام ، و كأنه يمنع نفسه من الأكل ، حقاً يتصرف بغرابة اليوم ، اهو بخير ؟
" انا فقط احب اللحم كما تقولين " اخبرنى بينما يأكل ببطئ هذه المرة .
" لا بأس يمكنك الأكل كما تريد ، انا ايضاً أكل بشراهة كبيرة عندما أكل طعاماً احبه " ابتسمت له لأطمئنه لكى يأكل كما يريد.
" بالمناسبة ، لماذا ترتدى ملابس رسمية ، هل ستخرج اليوم ؟ " تأملت بدلته الرسمية ، يبدو اكثر إثارة بالزى الرسمي .
" كريس مشغول كثيراً هذه الفترة لذلك سأتولى أمر مجموعة الشركات لأسبوع "
" الم يكن مسافراً على اى حال ، من كان يدير الشركة مسبقاً إذاً ؟ "
" لدينا فروع كثيرة للشركة فى العديد من البلدان ، كما ان المدير التنفيذى لفرعنا هنا يتولى اعمالنا اثناء غيابنا " اومئت له بتفهم ، ليخطر فى بالى فكرة لأبتسم له بحماس.
" سأتى معك "
" ستأتى معى إلى اين ؟ " سألنى بعدم فهم
" إلى الشركة ، انا اشعر بالملل و لا اريد البقاء وحدى فالمنزل "
" اسمعى جيداً ، انا لست ذاهب للهو ، انا ذاهب للعمل ، ليس لدى وقت لأكون جليس اطفال " اخبرنى بنبرة قاطعة و جادة.
" يااا انت انا لست طفلة عمرى 24 عاماً لذلك لا تعاملنى و كأننى طفلة ذات 6 سنوات " اخبرته بنبرة منزعجه ، دائماً يتصرف معى و كأنه فى عمر والدى ، لولا مظهره و علمى بعمره لقلت انه فى سن 50 من عمره.
" حسناٌ ايتها الفتاة الناضجة ذات 24 لكننى حقاً منشغل و ليس لدى وقت لأصطحبك معى " هم بالوقوف ليغلق ازرار بدلته استعداداً للذهاب لأذهب بتجاهه مسرعة قبل ان يذهب.
" ليست مشكلتى سأذهب معك شأت ام ابيت ، لا تنسى لا يمكنك رفض ما اطلب " تعلقت بزراعه بينما انظر له بإصرار ليتنهد بإستسلام امام عنادى ، ليس لديه خيار ليرفض على اى حال.
" حسناً لنذهب ، لكن لا تتصرفى بإزعاج فالشركة " اخبرنى محذراً
" يااا توقف عن معاملتى كطفلة لن ازعجك "
(جونج ان )
خرجنا خارج المنزل بينما مازالت ملتصقة بى كالغراء و كأننى سأهرب و اتركها ، اعلم انها لن تتوقف عن إزعاجى و انا المخطئ ، انا من اعطاها الفرصة لتزيد ازعاجها و لا استطيع فعل شئ بشأن هذا الأمر ، لقد اعطيتها كلمتى و انتهى الأمر ، ليس هذا فقط ما يُزعجنى ، ما يزيد إزعاجى تلك الأعراض التى بدأت بالظهور ، اخاف ان يتم كشف امرى ، ماذا سيحدث إن تصرفت بغرابة امامها مجدداً ، فأنا لم اعد اتحكم فى تصرفاتى كالسابق لقد بدأ الذئب بداخلى بالإستيقاظ و لا يمكننى إيقاف ذلك.
" لا تخبرنى ان هذه سيارتك ، و أننا سنذهب بها للشركة " خرجت من شرودى على صوتها لأنظر لوجهها المصدوم و فمها و عينيها المفتوحتات على مصرعيهما.
" أجل ملكى و سنذهب بها ، لتتأمليها فى وقتاً اخر ، لا أريد التأخر " اخبرتها بنبرة جادة رغم رغبتى القوية بالضحك على وجهها المصدوم.
قدت السيارة فى صمت فأنا ليس لدى مزاج للحديث رأسى مشغولة و اشعر بالتوتر فأنا لم اتواصل مع الناس منذ مدة طويلة كثيراً ، و لا أعرف كيف سيكون الوضع خاصتاً خلال تلك الفترة الحرجة ، كريس اللعين لم يجد سوى هذا الوقت ليضعنى فى ذلك الموقف .
القيت نظرة خاطفة على المزعجة لأجدها تنظر لى و كأنها سوف تخترقنى بعينيها.
" لما تنظرى لى هكذا ؟ " اخبرتها دون ان ازيل نظرى عن طريق.
" اسنظل صامتين هكذا لقد مللت " نفخت وجنتها بإنزعاج بعد ان عقدت زراعيها ضد صدرها.
" الا تملين من الثرثرة ؟ " اخبرتها بإبتسامة ساخرة.
" و انت الا تمل من الصمت ؟ " ردت لى الإبتسامة الساخرة.
" هذا افضل من الثرثرة فى كلاماً فارغ "
" الحديث و إخراج ما فى قلوبنا ليس كلاماً فارغاً " اتحاول التلميح الأن عن حديثنا بالأمس ؟ انا المخطئ لأننى تحدثت معها عن اسرارى ، كيف لى ان اتحدث عن الأمر من الاساس.
" توقف عن التظاهر بالبرود جونج ان ، فهذا ليس انت " نظرت لها بإرتباك ، كانت تنظر لى بتأمل لأبتلع لعابى بتوتر.
" بل هذا انا ، توقفى انتى عن لعب دور الطبيبة النفسية معى فهذا حقاً مزعج " انا حقاً غاضب الأن ، طريقتها و نظراتها و كأنها تعرف ما بداخلى ، محاولتها لإختراق تلك الجدران التى بنيتها لنفسى منذ سنين كل هذا يُربكنى و يُغضبنى ، نظرت لها بغضب لأرى نظرات الصدمة على وجهها ، هل بالغت فى ردة فعلى معها ، ما كان يجب ان اتحدث بكل هذا الغضب.
" جونج ان ، عيناك ... زرقاء "
*********
Коментарі