34
( جونج ان )
مهما حاولت وصف الأمر لن استطيع ذلك ، لا يمكننى إستيعاب اى شئ، كيف يمكن هذا؟ لا يمكننى إستيعاب ما يحدث، الرئيسة جونج تجلس امامى وسط هؤلاء القوم الملعونين ، لا يمكننى إستيعاب اى شئ لابد ان يكون هناك تفسير لما يحدث امامى الأن ، او انه مجرد كابوس لعين آخر.
" أجل انها انا جونج ان " اجابتنى بكل هدوء و جمود لا تعابير على وجهها تجعلنى افهم ما الهراء الذى يحدث الأن من حولى.
" لكن كيف؟ أنتى من صدر القرار بالفبض على هيومين، لقد حميتنى كل تلك السنوات، كيف ذلك؟ " سألتها بغير إستيعاب لما اراه، لم اعد افهم اى شئ .
نهضت من ذلك العرش لتتقدم فى إتجاهى لتقف امامى " كان على إنقاذك ، كنت مدركة إننى سأحتاجك يوماً ما لذلك كان على إبقائك على قيد الحياة، و من الجيد أننى فعلت ذلك فها قد حان الوقت الذى ابقيتك لأجله "
" و لما انتظرتى كل هذا الوقت إذا ؟ " سألتها بغضب بينما ابتلع الغصة فى حلقى، لقد كنت طوال الوقت مجرد دمية على قيد الحياة لأجل وقت الحاجة .
" لم نكن نستطيع التحرك قبل ذلك كانت خطتنا تمشى بشكل جيد حتى حصل الحادث الخاص بك، كنا على وشك الحصول على كتاب اللعنات لنكتشف ان هناك ساحرة حمقاء قامت بسرقته ليتم تعطيل كل شئ " التفتت بنظرات حاده خاطفة بإتجاه هيومين لترتبك هيومين بشكل ملحوظ قبل ان تستأنف حديثها مجدداً " لم يكن بإستطاعتى مخالفة أوامر المجلس بحبسها كما أننا اطررنا الى تأجيل كل شئ الى ان تهدء الأمور خاصتاً بعد ان اصبحت الحراسة اقوى بعد حادثة السرقة تلك "
" اجل يا لها من مخططات رائعة " اجبتها بسخرية ممزوجة بغضب
" إذاً بما أننى كنت كريمة معك و اجبتك على كل تساؤلاتك اعتقد حان الوقت لتنفذ ما نريد " اخبرتنى بلهجة آمره لأنظر لها نظرات قاسية .
" لن افعل اى شئ قبل ان تخرجيها من هنا " اخبرتها بإصرار و لهجة حازمة.
" لا جونج ان، لا تفعل اى شئ، لن اسمح لهم بإذائك، اذهب انت و اتركنى " صرخت بها سوهيون لألتفت لها سريعاً، كانوا يقيدوها رجلين لأزمجر بغضب و انا اشعر بأننى على وشك التحول و الإنقضاض عليهم فأى اى لحظة.
" ابعدوا يديكم اللعينة عنها الأن " صرخت بهم بينما اتقدم نحوهم ليتأخذوا وضع الإستعداد للهجوم إستعداداً للإنقضاض على .
" اتركوها لا بأس، هيا مجرد بشرية على اى حال و لن تستطيع الهرب " امرتهم بهدوء ليبتعدوا عنها إنصياعاً لأوامرها.
" و الأن جونج ان لم يعد هناك امامى وقت، لقد نفذت ما اردته لذا فلتنفذ ما نريده فى هدوء و تعاون لينتهى الأمر سريعاً "
" لم تفعلى كل ما طلبته، انا اخبرتك لن افعل اى شئ قبل ان تخرجيها من هنا حالاً " اخبرتها بإصرار لتقف امامى مجدداً بوجه صارم.
" لن تخرج من هنا قبل ان تفعل ما نريده منك ، اعدك بعد ان تنفذ ما نريده سوف اجعلها تذهب معك، اما إذا رفضت سوف اجعلك تراها تموت الأن " نظرت لها بغضب قبل ان التفت إلى سوهيون بنظرات قلقة لأرى عيناها المترجية بأن اذهب.
" حسناً " اكتفيت بتلك الإجابة المقتضبة لتتغير نظراتها لنظرات رضا.
" احسنت، و الأن توجه إلى منتصف الدائرة التى توجد فى منتصف القاعه بهدوء " مشيت بإتجاه الدائرة راضخ لأوامرها، ليتحرك احد الرجال فى تلك القاعه معه خمس كتب ليضعها على خمسة اشكال مستطيلة تبدو و كأنها مخصصة لتلك الكتب لتشكل دائرة من حولى ليبتعد بضع خطوات عن الدائرة قبل ان تتقدم الرئيسة جونج من ذلك العرش مجدداً و لكنها ظلت واقفة هناك.
" الأن قد حانت اللحظة التى ننتظرها جميعنا منذ قرون، بعد معناة طويلة الأن نستطيع الحصول على السحر الذى سيمكنا من حكم مجلس السحرى ... و الأن فالتبدأ المراسم " القت خطابها بحماس و رضا قبل ان اضحك ضحكة قوية ساخرة ليلتفت لى الجميع فى تساؤل و قلق بعد ان التقطت انفى تلك الرائحة القوية من الخارج... رائحة دماء.
( سوهيون )
اشعر بنبضات قلبى على وشك التوقف فى اى لحظة من الهلع ، انا لا أفهم ما الذى يخططون لفعله و لكننى اعلم أنهم يريدون اذيته، اتمنى فقط لو يستمع لى و يذهب، ذلك الأحمق اللعين جونج ان ، اقسم أنه إن تأذى فلن اسامحه او اسامح نفسى.
اطلق تلك الضحكة الساخرة لأنظر له بغير فهم كما فعلوا هم قبل ان تتحول نظراتهم لنظرات هالعة.
" ايها الحقير انت من احضرتهم إلى هنا " صرخت به فى غضب شديد.
" و هل ظننتى أننى سوف اثق بكى و لن استعين بهم؟ كان على ضمان خروجها من هنا " اخبرها بسخرية قبل ان يندفع الباب بقوة و كأن إعصار خلفه ليندفع منه رجل ليقع فى منتصف القاعه جثة يسيل الدماء من جسده انتقل نظرى إتجاه الباب مجددا، عدد كبير من الأشخاص عشرات منهم ، كريس و سويونج كانوا موجودون فى مقدمة تلك المجموعة الكبيرة متخذين وضع الهجوم، تغيرت ملامح سويونج للصدمة بعد ان لمحت تلك المرأة التى تدعى سيدة جونج ببنما تلك المرأة كان يبدو عليها الإرتباك الشديد بل للتعبير الصحيح ما يقارب الفزع .
" أمى؟ " قالتها بصوت مرتعش و كأنها ستنهار فى أى وقت و هى تنظر لها بغير تصديق ، لأنظر لهم بصدمة، امها؟ هذا ما يفسر لما شعرت بأنها مألوفة لى انها تشبه سويونج كثيراً ، تقدمت سويونج مبتعدة عن المجموعة التى كانت تقف فى مقدمتها بجانب كريس و صديقهم الأخر، تقدمت مقتربة من ذلك الكرسى التى امامه والدتها فى جمود.
" هذا مستحيل، اخبريني ان هناك شيئاً خاطئ " هزت رأسها نافية و الدموع تلمع فى عينيها.
" ان الأمر ليس كما تظنين ، دعنى اشرح الأمر فقط... "
قاطعتها سويونج لتتحدث بحدة معها " كيف ستشرحين الأمر ؟ انتى هنا بين ما كنا نحاربهم ... بين من عاقبتنا لفشلنا فى القبض عليهم! " انهت حديثها بسخرية غاضبة
تغيرت تعابيرها المرتبكه إلى الجمود مجدداً و كان ما مر لم يعد يؤثر بيها " كان على ابعادكم عن الأمر، لقد تدخلتم كثيراً فى عملنا و هذا سئ لأجلكم ، أنتى ابنتى و كان على حمايتك "
" حقا ً! كم هو لطفاً منكى؟ " نظرت لها بسخرية
تقدمت المرأة نحوها لتقف امامها و تمسك كتفيها لتنظر لها بنظرات حنونه عكس تعابيرها قبل قليل ، و انا منزهلة حقاً من قدرتها على تغير مشاعرها كما تريد " سويونج حبيبتى، صدقينى ان ما نفعله هو الصواب لكم، منذ زمن و نحن نقاومهم، هؤلاء القوم و قوانينهم اللعينة، منذ قرون و نحن نختبئ مثل الفأران رغم أننا اقوى من هؤلاء البشر الضعفاء ، حان الوقت ليمسك زمام الأمور من هو الأقوى، منذ قرون و نحن نقاوم لنحصل على ما نستحقه "
" يا لهذا الحمق ، مجرد احلام مريضة أخرى ، تظنون انكم ستستطعون ذلك ؟ " تدخل كريس بنبرة ساخرة لتنظر له تلك المرأة جونج بإحتقارك.
" اجل سنفعل لقد خطتنا لكل شئ و صنعنا قوتنا الخاصة و ها نحن ننفذ الخطوة الأخيرة و سوف تشهد ذلك بنفسك " اخبرته بنظرات تحدى.
" لا يمكننى ان اسمح بهذا ابداً " نظرت سويونج لوالدتها بتحدى لترق تعابير والدتها مجدداً.
" اسمعى عزيزتى، أنتى تعرفين جيداً انه لا يمكن منعنا الأن ، و لا حتى المجلس بجميع اعضائه يستطيعون معنى لذلك عودى إلى رشدك و استسلموا اعلم أنكى ذكيه و سوف تفعلين ما هو صواب ، انضمى إلى عزيزتى، سوف اجعلك الأقوى عليكى ان تكونى معى انا، انا والدتك و اعلم ما هو صالح لكى " صمتت سويونج بينما تستمع إلى والدتها التى تحاول إغرائها بالوقوف بصفها و سويونج لا تعابير على وجهها جامد لا حياة فيه.
" حسناً موافقة " اخبرتها بهدوء لأنظر لها فى صدمة كما فعل الجميع غير مصدقين، لا يمكن ان تكون وافقت بهذه البساطة هذا مستحيل ليست سويونج من تفعل هذا، خفق قلبى بشدة بينما انظر لها بغير تصديق.
" ماذا؟ " سألتها والدتها و كأنها غير مصدقة انها وافقت .
" معكى حق على فعل ما هو صواب، انا موافقة "
" و لكن ما اللعنة معكى سويونج ما الذى تتفوهين به " صرخ بها كريس بغضب و غير تصديق بينما جونج ان يقف دون حراك يبدو عليه الصدمة غير مصدق لما يحدث ، التفتت سويونج لكريس بصمت دون ان تتحدث لألمح شئ تغير فى تعابير كريس شئ اخر غير الغضب و كأنه شرد بأمراً ما لا اعلم ما هو بالضبط و لكن و كأنهم تحدثوا بأعينهم .
" احسنتى، هذه ابنتى التى اعرفها " ابتسم والدتها فى رضى من ابنتها على عكس سويونج التى لم تتغير تعابير وجهها الجامد .
" لكن لدى شرط " تحدثت سويونج لتنظر لها والدتها بجدية و اهتمام منتظرة ان تسمع شرط ابنتها.
" بعد ان ينتهى كل شئ عليكى ان تحررى البشرية و ان تدعيها تذهب ، هى لا دخل لها بما يحدث "
" اجل... ابنتى لكن هى اصبحت تعلم بالكثير كما تعلمين لا يمكننا تركها تذهب " اخبرتها والدتها بإرتباك.
" سوف اقوم بمحو ذاكرتها بنفسى ، لن تتذكر اى شئ مما مرت به "
دب الرعب فى قلبى بعد ما سعته لأنظر الى جونج ان فى فزع، لا يمكنها ان تفعل هذا بى، لا يمكننى السماح لها بمحو كل شئ من ذاكرتى افضل الموت على هذا.
" حسناً ابنتى، افعلى ما تشائين "
التفت سويونج نحوى لتقف امامى مباشرتاً بتعابيرها الجامدة لأشعر بالخوف يتصاعد بداخلى ، حركت رأسى بالنفى بينما اترجاها الا تفعل .
" لا تقلقى سوهيون، سيكون الأمر سريعاً، سوف تفقدين الوعى بعد ما انتهى "
" لا سويونج ارجوكى لا تفعلى، لن ... " لم اكاد انهى حديثى لتقوم بمعانقتى بقوة لأشعر بتيار كهربى يتسلل إلى جسدى بأكمله لأشعر بعيناى تثقل و تغمض دونً عن إرادتى.
تغير كل شئ كل ما حولى و كأننى انتقلت إلى مكان اخر غير تلك القاعة ، كان منزل صغير ... انهم سويونج و كريس و صديقهم مين هو يجلسون على طاولة مستديرة صغيرة و امامهم كتاب ينظرون له بإهتمام.
" سويونج؟ كريس؟ " ناديت عليهم لكى ينتبهوا الى وجودى لكنهم لم يصدروا اى ردة فعل و كأننى مجرد شبح، تقدمت نحوهم لألمس كتف سويونج لتعلق يدى فى الهواء و تمر عبر جسدها لأصدم ... ماذا يحدث بحق الجحيم ؟
" ماذا يعنى هذا لا افهم الأمر؟ " سألتهم سويونج بنظرات مشوشة بعد ان توقفت عن القراءة.
" تلك التعويذة قوية للغاية انها تعمل بقوى الخمس كتب لذا كانو يجمعوها لتنفذيها ليحصلوا على سحر العين السوداء " اجابها مين هو بينما يشير لهم على رموز و اشكال فى ذلك الكتاب .
" و لكن ما دخل جونج ان بذلك؟ لما يطاردونه؟ " تسائل كريس لينظر له بتركيز.
" حين سرقت هيومين الكتاب و استخدمت قوته فى لعنة جونج ان جعلت نصف قوة الكتاب تنتقل إليه مما جعله مرتبط بذلك بشكلاً ما، لذا ان ارادوا اتمام تلك التعويذة عليهم استخدامه، هم يريدون استخدامه كوعاء "
" وعاء ؟ ماذا تعنى بهذا؟ " سألته سويونج مستفهمة .
" إن البشر عبارة عن أوعية فارغة إذا استخدموا فالتعاويذ فهذا يسبب إلى امتصاص تلك الطاقة لتتخزن بداخلهم كما حدث مع جونج ان تلك المره و امتص نصف قوى الكتاب، لكن الأن الوضع مختلف هو وعاء ممتلئ "
" و ما الفرق؟ " قاطعه كريس ليكمل مين هو
" حين يكون البشرى به طاقة من السحر منذ البداية فإن الأمر ينقلب تماماً، فيتم سحب القوى منه بدلاً من إعطائها إليه ، لذلك يريدون جونج ان ليأخذوا نص قوى الكتاب، لكن الكارثة هنا ان تلك الطريقة لا تخرج طاقة اللعنة فقط بل تسلب قواه كلها اى انها سوف تقتله ان استمرت "
" يا الهى " شهت سويونج لتنظر له بقلق.
تكلم كريس بإنفعال بينما ينظر له بنظرات مشوشة " إذا و ما الحل، لا يمكننا ترك هذا يحدث، بالتأكيد هناك طريقة لإيقافهم "
" هناك طريقة واحدة " تكلم مين هو بتردد.
" وعاء فارغ بدلاً من جونج ان ، اى بشرى طبيعى ، إذا استطعنا إخراج جونج ان من الدائرة و وضع بشرى طبيعى بدلاً منه نستطيع إنقاذه، و ليس هذا فقط بل و القضاء عليهم ايضاً "
" و لكن كيف هذا؟ " سأله كريس ليكمل مين هو .
" حين يحدث هذا سوف تسلب منهم قوى التعويذة بدلاً من اخذهم اياها غير ان قواهم ستسلب حينها سيتحولون لضعفاء بدون قوى مثل البشر حينها سيكون من السهل قتلهم "
" و لكن كيف سننفذ هذا من اين سنأتى ببشرى ليفعل هذا "
" لن نحتاج لنأتى بأحد " اخبرها مين هو بهدوء لينظروا له سويونج و كريس بتوتر.
" تقصد سوهيون؟ "
" اجل هى، قد نحتاج إليها بشدة ، هيا املنا الوحيد للقضاء عليهم "
" لا يمكننا هذا من المحتمل ان تموت ، ان البشر اضعف من ان يتحملوا تعويذة كتلك، لا يمكننا تعريضها للخطر هكذا " نظرت له بخوف و قلق رافضة تلك الفكرة.
" لا يمكننى إنكار خطورة تلك المجازفة لكنها قد تكون حلنا الوحيد لنتخلص منهم و حماية جونج ان "
" الا يوجد طريقة أخرى، دون تعريضها للخطر؟ " نظرت له بترجى منتظره ان يتحدث كما اتابع انا بفضول يكاد يقتلنى .
" هناك... يمكننا ابطال التعويذة إن قامت بدفعه و الخروج بسرعة قبل ان تتسلل الطاقة لها لكنهم سيظلون اقوياء ان خرجت "
" لا بأس يمكننا محاربتهم، نحن ايضاً لسنا ضعفاء يمكننا ان نقاتلهم دون الحاجه للتضحية، اليس كذلك؟ " صمتت منتظره إجابتهم ليومئوا لها.
" فقط كل ما علينا فعله هو ان نخرجهم قبل ان تبدأ المراسم ، اما اذا لم نستطيع علينا بالخطة الأخرى " اخبرتهم بذلك ببعض الإرتباك الواضح على وجهها.
انهوا حديثهم لأشعر بتلك الوغزة الكهربائية بكامل جسدى مجدداً لأشعر بصورتهم تتذبذب و تتغير .
كل شئ عاد كما كان و سويونج مازالت تعانقنى و كأنه لم يمر الكثير ابداً
حركت رأسها لتقرب شفتيها من اذنى لتهمست بهدوء " تظاهرى بالإغماء و حين يحين الوقت المناسب ادفعيه فقط و ابتعدى و سوف نتولى الأمر "
ابتعدت عنى بعد ما اخبرتنى بما تريد ، لأفعل ما طلبته منى فور ابتعدها وقعت على الأرض مدعية الإغماء.
" سوهيون؟ ماذا حدث لها؟ ماذا فعلتى بها؟ ... ابتعدوا عنى الأن ايها الأغبياء " صرخ بها جونج ان بهستيرية لأمنع رغبتى من ان افتح عيناى و انظر إليه.
" لا تقلق سوف تفيق بعد وقتاً قصير، لكن الأن يجب ان نقوم بإتمام المراسم ثم تذهب و تأخذها " سمعت صوت تلك الشمطاء الباردة تأمره بصوت خالى من المشاعر ليسود الصمت.
نظرت من بين رموشى بحرص لأجدهم عادوا إلى كراسيهم مجدداً و جونج ان يقف منتصف الدائرة ينظر بقلق و عجز بينما كريس و المجموعة التى معه التف حولهم رجال كثيرين ليمنعوهم من التقدم و إفساد المراسم و سويونج تقف بعيداً عنهم ترسل لكريس نظرات ذات معنى و كريس يقف لا يحاول موقاومة هؤلاء الحراس.
" الأن لنبدأ المراسم، لم يعد لدينا وقت كافى، فليبدأ الوسيط ببدأ المراسم " اخبرتهم السيدة جونج بحدة ليتحرك رجل مرتدياً راداء اسود يغطى رأسه ليقف مقابل جونج ان خارج الدائرة ممسكاً بكتاب اسود فى يده ، و يبدأ بالقراءة بلغة غريبة لم افهمها، اوقف القراءة بعد وقت قصير لتضاء تلك الدائرة فجأة و ينتقل الضوء للخطوط التى تؤدى لتلك الكراسى، و بدون سابق إنظار انفجر ضوء قوى من حول جونج ان ليبدأ جونج ان بالصراخ و كأنه يتعذب فتحت عيناى على وسعها من الخوف عليه و انا اراه امامى يتألم عكس هؤلاء الجالسين على الكراسى فى هدوء مغمضين اعينهم، لمحت سويونج و هى تعطينى إشارة برأسها لأفهم ان على التحرك الأن و فى لحظة عدم انتباه الجميع ركدت مسرعة بإتجاه الدائرة لأدفع جونج ان خارجها بكل قوتى ليقف فالخارج بينما ينظر بإتجاهى بصدمة غير مدرك لما حدث، ظللت واقفة دون حراك فى مكانى بينما انظر له بإبتسامة، سمعت صراخ سويونج تخبرنى بأن اخرج لكننى لم أهبه بالأمر، اعلم تماما اننى قد لا اراه مجددا لكننى مستعدة لفعل اى شئ ليكون بخير، فقط اتمنى ان يسامحنى.
" احبك جونج ان " اخر ما نطقت به عسى ان يسمعنى و انا اشعر بدمعة تسيل من عيناى لأغمض عيناى بعد ان نظرت إليه و انا اشعر بشيئاً يتسلل داخلى، شيئاً قوى و مؤلم كالكهرباء يتسلل إلى جسدى بينما افقد الشعور من حولى، كل ما شعرت به صوت صراخ و ضجيج قبل ان يختفى كل شئ لأغرق فى الظلام و اشعر و كأننى افقد انفاسى.
يتبع...
*************
مهما حاولت وصف الأمر لن استطيع ذلك ، لا يمكننى إستيعاب اى شئ، كيف يمكن هذا؟ لا يمكننى إستيعاب ما يحدث، الرئيسة جونج تجلس امامى وسط هؤلاء القوم الملعونين ، لا يمكننى إستيعاب اى شئ لابد ان يكون هناك تفسير لما يحدث امامى الأن ، او انه مجرد كابوس لعين آخر.
" أجل انها انا جونج ان " اجابتنى بكل هدوء و جمود لا تعابير على وجهها تجعلنى افهم ما الهراء الذى يحدث الأن من حولى.
" لكن كيف؟ أنتى من صدر القرار بالفبض على هيومين، لقد حميتنى كل تلك السنوات، كيف ذلك؟ " سألتها بغير إستيعاب لما اراه، لم اعد افهم اى شئ .
نهضت من ذلك العرش لتتقدم فى إتجاهى لتقف امامى " كان على إنقاذك ، كنت مدركة إننى سأحتاجك يوماً ما لذلك كان على إبقائك على قيد الحياة، و من الجيد أننى فعلت ذلك فها قد حان الوقت الذى ابقيتك لأجله "
" و لما انتظرتى كل هذا الوقت إذا ؟ " سألتها بغضب بينما ابتلع الغصة فى حلقى، لقد كنت طوال الوقت مجرد دمية على قيد الحياة لأجل وقت الحاجة .
" لم نكن نستطيع التحرك قبل ذلك كانت خطتنا تمشى بشكل جيد حتى حصل الحادث الخاص بك، كنا على وشك الحصول على كتاب اللعنات لنكتشف ان هناك ساحرة حمقاء قامت بسرقته ليتم تعطيل كل شئ " التفتت بنظرات حاده خاطفة بإتجاه هيومين لترتبك هيومين بشكل ملحوظ قبل ان تستأنف حديثها مجدداً " لم يكن بإستطاعتى مخالفة أوامر المجلس بحبسها كما أننا اطررنا الى تأجيل كل شئ الى ان تهدء الأمور خاصتاً بعد ان اصبحت الحراسة اقوى بعد حادثة السرقة تلك "
" اجل يا لها من مخططات رائعة " اجبتها بسخرية ممزوجة بغضب
" إذاً بما أننى كنت كريمة معك و اجبتك على كل تساؤلاتك اعتقد حان الوقت لتنفذ ما نريد " اخبرتنى بلهجة آمره لأنظر لها نظرات قاسية .
" لن افعل اى شئ قبل ان تخرجيها من هنا " اخبرتها بإصرار و لهجة حازمة.
" لا جونج ان، لا تفعل اى شئ، لن اسمح لهم بإذائك، اذهب انت و اتركنى " صرخت بها سوهيون لألتفت لها سريعاً، كانوا يقيدوها رجلين لأزمجر بغضب و انا اشعر بأننى على وشك التحول و الإنقضاض عليهم فأى اى لحظة.
" ابعدوا يديكم اللعينة عنها الأن " صرخت بهم بينما اتقدم نحوهم ليتأخذوا وضع الإستعداد للهجوم إستعداداً للإنقضاض على .
" اتركوها لا بأس، هيا مجرد بشرية على اى حال و لن تستطيع الهرب " امرتهم بهدوء ليبتعدوا عنها إنصياعاً لأوامرها.
" و الأن جونج ان لم يعد هناك امامى وقت، لقد نفذت ما اردته لذا فلتنفذ ما نريده فى هدوء و تعاون لينتهى الأمر سريعاً "
" لم تفعلى كل ما طلبته، انا اخبرتك لن افعل اى شئ قبل ان تخرجيها من هنا حالاً " اخبرتها بإصرار لتقف امامى مجدداً بوجه صارم.
" لن تخرج من هنا قبل ان تفعل ما نريده منك ، اعدك بعد ان تنفذ ما نريده سوف اجعلها تذهب معك، اما إذا رفضت سوف اجعلك تراها تموت الأن " نظرت لها بغضب قبل ان التفت إلى سوهيون بنظرات قلقة لأرى عيناها المترجية بأن اذهب.
" حسناً " اكتفيت بتلك الإجابة المقتضبة لتتغير نظراتها لنظرات رضا.
" احسنت، و الأن توجه إلى منتصف الدائرة التى توجد فى منتصف القاعه بهدوء " مشيت بإتجاه الدائرة راضخ لأوامرها، ليتحرك احد الرجال فى تلك القاعه معه خمس كتب ليضعها على خمسة اشكال مستطيلة تبدو و كأنها مخصصة لتلك الكتب لتشكل دائرة من حولى ليبتعد بضع خطوات عن الدائرة قبل ان تتقدم الرئيسة جونج من ذلك العرش مجدداً و لكنها ظلت واقفة هناك.
" الأن قد حانت اللحظة التى ننتظرها جميعنا منذ قرون، بعد معناة طويلة الأن نستطيع الحصول على السحر الذى سيمكنا من حكم مجلس السحرى ... و الأن فالتبدأ المراسم " القت خطابها بحماس و رضا قبل ان اضحك ضحكة قوية ساخرة ليلتفت لى الجميع فى تساؤل و قلق بعد ان التقطت انفى تلك الرائحة القوية من الخارج... رائحة دماء.
( سوهيون )
اشعر بنبضات قلبى على وشك التوقف فى اى لحظة من الهلع ، انا لا أفهم ما الذى يخططون لفعله و لكننى اعلم أنهم يريدون اذيته، اتمنى فقط لو يستمع لى و يذهب، ذلك الأحمق اللعين جونج ان ، اقسم أنه إن تأذى فلن اسامحه او اسامح نفسى.
اطلق تلك الضحكة الساخرة لأنظر له بغير فهم كما فعلوا هم قبل ان تتحول نظراتهم لنظرات هالعة.
" ايها الحقير انت من احضرتهم إلى هنا " صرخت به فى غضب شديد.
" و هل ظننتى أننى سوف اثق بكى و لن استعين بهم؟ كان على ضمان خروجها من هنا " اخبرها بسخرية قبل ان يندفع الباب بقوة و كأن إعصار خلفه ليندفع منه رجل ليقع فى منتصف القاعه جثة يسيل الدماء من جسده انتقل نظرى إتجاه الباب مجددا، عدد كبير من الأشخاص عشرات منهم ، كريس و سويونج كانوا موجودون فى مقدمة تلك المجموعة الكبيرة متخذين وضع الهجوم، تغيرت ملامح سويونج للصدمة بعد ان لمحت تلك المرأة التى تدعى سيدة جونج ببنما تلك المرأة كان يبدو عليها الإرتباك الشديد بل للتعبير الصحيح ما يقارب الفزع .
" أمى؟ " قالتها بصوت مرتعش و كأنها ستنهار فى أى وقت و هى تنظر لها بغير تصديق ، لأنظر لهم بصدمة، امها؟ هذا ما يفسر لما شعرت بأنها مألوفة لى انها تشبه سويونج كثيراً ، تقدمت سويونج مبتعدة عن المجموعة التى كانت تقف فى مقدمتها بجانب كريس و صديقهم الأخر، تقدمت مقتربة من ذلك الكرسى التى امامه والدتها فى جمود.
" هذا مستحيل، اخبريني ان هناك شيئاً خاطئ " هزت رأسها نافية و الدموع تلمع فى عينيها.
" ان الأمر ليس كما تظنين ، دعنى اشرح الأمر فقط... "
قاطعتها سويونج لتتحدث بحدة معها " كيف ستشرحين الأمر ؟ انتى هنا بين ما كنا نحاربهم ... بين من عاقبتنا لفشلنا فى القبض عليهم! " انهت حديثها بسخرية غاضبة
تغيرت تعابيرها المرتبكه إلى الجمود مجدداً و كان ما مر لم يعد يؤثر بيها " كان على ابعادكم عن الأمر، لقد تدخلتم كثيراً فى عملنا و هذا سئ لأجلكم ، أنتى ابنتى و كان على حمايتك "
" حقا ً! كم هو لطفاً منكى؟ " نظرت لها بسخرية
تقدمت المرأة نحوها لتقف امامها و تمسك كتفيها لتنظر لها بنظرات حنونه عكس تعابيرها قبل قليل ، و انا منزهلة حقاً من قدرتها على تغير مشاعرها كما تريد " سويونج حبيبتى، صدقينى ان ما نفعله هو الصواب لكم، منذ زمن و نحن نقاومهم، هؤلاء القوم و قوانينهم اللعينة، منذ قرون و نحن نختبئ مثل الفأران رغم أننا اقوى من هؤلاء البشر الضعفاء ، حان الوقت ليمسك زمام الأمور من هو الأقوى، منذ قرون و نحن نقاوم لنحصل على ما نستحقه "
" يا لهذا الحمق ، مجرد احلام مريضة أخرى ، تظنون انكم ستستطعون ذلك ؟ " تدخل كريس بنبرة ساخرة لتنظر له تلك المرأة جونج بإحتقارك.
" اجل سنفعل لقد خطتنا لكل شئ و صنعنا قوتنا الخاصة و ها نحن ننفذ الخطوة الأخيرة و سوف تشهد ذلك بنفسك " اخبرته بنظرات تحدى.
" لا يمكننى ان اسمح بهذا ابداً " نظرت سويونج لوالدتها بتحدى لترق تعابير والدتها مجدداً.
" اسمعى عزيزتى، أنتى تعرفين جيداً انه لا يمكن منعنا الأن ، و لا حتى المجلس بجميع اعضائه يستطيعون معنى لذلك عودى إلى رشدك و استسلموا اعلم أنكى ذكيه و سوف تفعلين ما هو صواب ، انضمى إلى عزيزتى، سوف اجعلك الأقوى عليكى ان تكونى معى انا، انا والدتك و اعلم ما هو صالح لكى " صمتت سويونج بينما تستمع إلى والدتها التى تحاول إغرائها بالوقوف بصفها و سويونج لا تعابير على وجهها جامد لا حياة فيه.
" حسناً موافقة " اخبرتها بهدوء لأنظر لها فى صدمة كما فعل الجميع غير مصدقين، لا يمكن ان تكون وافقت بهذه البساطة هذا مستحيل ليست سويونج من تفعل هذا، خفق قلبى بشدة بينما انظر لها بغير تصديق.
" ماذا؟ " سألتها والدتها و كأنها غير مصدقة انها وافقت .
" معكى حق على فعل ما هو صواب، انا موافقة "
" و لكن ما اللعنة معكى سويونج ما الذى تتفوهين به " صرخ بها كريس بغضب و غير تصديق بينما جونج ان يقف دون حراك يبدو عليه الصدمة غير مصدق لما يحدث ، التفتت سويونج لكريس بصمت دون ان تتحدث لألمح شئ تغير فى تعابير كريس شئ اخر غير الغضب و كأنه شرد بأمراً ما لا اعلم ما هو بالضبط و لكن و كأنهم تحدثوا بأعينهم .
" احسنتى، هذه ابنتى التى اعرفها " ابتسم والدتها فى رضى من ابنتها على عكس سويونج التى لم تتغير تعابير وجهها الجامد .
" لكن لدى شرط " تحدثت سويونج لتنظر لها والدتها بجدية و اهتمام منتظرة ان تسمع شرط ابنتها.
" بعد ان ينتهى كل شئ عليكى ان تحررى البشرية و ان تدعيها تذهب ، هى لا دخل لها بما يحدث "
" اجل... ابنتى لكن هى اصبحت تعلم بالكثير كما تعلمين لا يمكننا تركها تذهب " اخبرتها والدتها بإرتباك.
" سوف اقوم بمحو ذاكرتها بنفسى ، لن تتذكر اى شئ مما مرت به "
دب الرعب فى قلبى بعد ما سعته لأنظر الى جونج ان فى فزع، لا يمكنها ان تفعل هذا بى، لا يمكننى السماح لها بمحو كل شئ من ذاكرتى افضل الموت على هذا.
" حسناً ابنتى، افعلى ما تشائين "
التفت سويونج نحوى لتقف امامى مباشرتاً بتعابيرها الجامدة لأشعر بالخوف يتصاعد بداخلى ، حركت رأسى بالنفى بينما اترجاها الا تفعل .
" لا تقلقى سوهيون، سيكون الأمر سريعاً، سوف تفقدين الوعى بعد ما انتهى "
" لا سويونج ارجوكى لا تفعلى، لن ... " لم اكاد انهى حديثى لتقوم بمعانقتى بقوة لأشعر بتيار كهربى يتسلل إلى جسدى بأكمله لأشعر بعيناى تثقل و تغمض دونً عن إرادتى.
تغير كل شئ كل ما حولى و كأننى انتقلت إلى مكان اخر غير تلك القاعة ، كان منزل صغير ... انهم سويونج و كريس و صديقهم مين هو يجلسون على طاولة مستديرة صغيرة و امامهم كتاب ينظرون له بإهتمام.
" سويونج؟ كريس؟ " ناديت عليهم لكى ينتبهوا الى وجودى لكنهم لم يصدروا اى ردة فعل و كأننى مجرد شبح، تقدمت نحوهم لألمس كتف سويونج لتعلق يدى فى الهواء و تمر عبر جسدها لأصدم ... ماذا يحدث بحق الجحيم ؟
" ماذا يعنى هذا لا افهم الأمر؟ " سألتهم سويونج بنظرات مشوشة بعد ان توقفت عن القراءة.
" تلك التعويذة قوية للغاية انها تعمل بقوى الخمس كتب لذا كانو يجمعوها لتنفذيها ليحصلوا على سحر العين السوداء " اجابها مين هو بينما يشير لهم على رموز و اشكال فى ذلك الكتاب .
" و لكن ما دخل جونج ان بذلك؟ لما يطاردونه؟ " تسائل كريس لينظر له بتركيز.
" حين سرقت هيومين الكتاب و استخدمت قوته فى لعنة جونج ان جعلت نصف قوة الكتاب تنتقل إليه مما جعله مرتبط بذلك بشكلاً ما، لذا ان ارادوا اتمام تلك التعويذة عليهم استخدامه، هم يريدون استخدامه كوعاء "
" وعاء ؟ ماذا تعنى بهذا؟ " سألته سويونج مستفهمة .
" إن البشر عبارة عن أوعية فارغة إذا استخدموا فالتعاويذ فهذا يسبب إلى امتصاص تلك الطاقة لتتخزن بداخلهم كما حدث مع جونج ان تلك المره و امتص نصف قوى الكتاب، لكن الأن الوضع مختلف هو وعاء ممتلئ "
" و ما الفرق؟ " قاطعه كريس ليكمل مين هو
" حين يكون البشرى به طاقة من السحر منذ البداية فإن الأمر ينقلب تماماً، فيتم سحب القوى منه بدلاً من إعطائها إليه ، لذلك يريدون جونج ان ليأخذوا نص قوى الكتاب، لكن الكارثة هنا ان تلك الطريقة لا تخرج طاقة اللعنة فقط بل تسلب قواه كلها اى انها سوف تقتله ان استمرت "
" يا الهى " شهت سويونج لتنظر له بقلق.
تكلم كريس بإنفعال بينما ينظر له بنظرات مشوشة " إذا و ما الحل، لا يمكننا ترك هذا يحدث، بالتأكيد هناك طريقة لإيقافهم "
" هناك طريقة واحدة " تكلم مين هو بتردد.
" وعاء فارغ بدلاً من جونج ان ، اى بشرى طبيعى ، إذا استطعنا إخراج جونج ان من الدائرة و وضع بشرى طبيعى بدلاً منه نستطيع إنقاذه، و ليس هذا فقط بل و القضاء عليهم ايضاً "
" و لكن كيف هذا؟ " سأله كريس ليكمل مين هو .
" حين يحدث هذا سوف تسلب منهم قوى التعويذة بدلاً من اخذهم اياها غير ان قواهم ستسلب حينها سيتحولون لضعفاء بدون قوى مثل البشر حينها سيكون من السهل قتلهم "
" و لكن كيف سننفذ هذا من اين سنأتى ببشرى ليفعل هذا "
" لن نحتاج لنأتى بأحد " اخبرها مين هو بهدوء لينظروا له سويونج و كريس بتوتر.
" تقصد سوهيون؟ "
" اجل هى، قد نحتاج إليها بشدة ، هيا املنا الوحيد للقضاء عليهم "
" لا يمكننا هذا من المحتمل ان تموت ، ان البشر اضعف من ان يتحملوا تعويذة كتلك، لا يمكننا تعريضها للخطر هكذا " نظرت له بخوف و قلق رافضة تلك الفكرة.
" لا يمكننى إنكار خطورة تلك المجازفة لكنها قد تكون حلنا الوحيد لنتخلص منهم و حماية جونج ان "
" الا يوجد طريقة أخرى، دون تعريضها للخطر؟ " نظرت له بترجى منتظره ان يتحدث كما اتابع انا بفضول يكاد يقتلنى .
" هناك... يمكننا ابطال التعويذة إن قامت بدفعه و الخروج بسرعة قبل ان تتسلل الطاقة لها لكنهم سيظلون اقوياء ان خرجت "
" لا بأس يمكننا محاربتهم، نحن ايضاً لسنا ضعفاء يمكننا ان نقاتلهم دون الحاجه للتضحية، اليس كذلك؟ " صمتت منتظره إجابتهم ليومئوا لها.
" فقط كل ما علينا فعله هو ان نخرجهم قبل ان تبدأ المراسم ، اما اذا لم نستطيع علينا بالخطة الأخرى " اخبرتهم بذلك ببعض الإرتباك الواضح على وجهها.
انهوا حديثهم لأشعر بتلك الوغزة الكهربائية بكامل جسدى مجدداً لأشعر بصورتهم تتذبذب و تتغير .
كل شئ عاد كما كان و سويونج مازالت تعانقنى و كأنه لم يمر الكثير ابداً
حركت رأسها لتقرب شفتيها من اذنى لتهمست بهدوء " تظاهرى بالإغماء و حين يحين الوقت المناسب ادفعيه فقط و ابتعدى و سوف نتولى الأمر "
ابتعدت عنى بعد ما اخبرتنى بما تريد ، لأفعل ما طلبته منى فور ابتعدها وقعت على الأرض مدعية الإغماء.
" سوهيون؟ ماذا حدث لها؟ ماذا فعلتى بها؟ ... ابتعدوا عنى الأن ايها الأغبياء " صرخ بها جونج ان بهستيرية لأمنع رغبتى من ان افتح عيناى و انظر إليه.
" لا تقلق سوف تفيق بعد وقتاً قصير، لكن الأن يجب ان نقوم بإتمام المراسم ثم تذهب و تأخذها " سمعت صوت تلك الشمطاء الباردة تأمره بصوت خالى من المشاعر ليسود الصمت.
نظرت من بين رموشى بحرص لأجدهم عادوا إلى كراسيهم مجدداً و جونج ان يقف منتصف الدائرة ينظر بقلق و عجز بينما كريس و المجموعة التى معه التف حولهم رجال كثيرين ليمنعوهم من التقدم و إفساد المراسم و سويونج تقف بعيداً عنهم ترسل لكريس نظرات ذات معنى و كريس يقف لا يحاول موقاومة هؤلاء الحراس.
" الأن لنبدأ المراسم، لم يعد لدينا وقت كافى، فليبدأ الوسيط ببدأ المراسم " اخبرتهم السيدة جونج بحدة ليتحرك رجل مرتدياً راداء اسود يغطى رأسه ليقف مقابل جونج ان خارج الدائرة ممسكاً بكتاب اسود فى يده ، و يبدأ بالقراءة بلغة غريبة لم افهمها، اوقف القراءة بعد وقت قصير لتضاء تلك الدائرة فجأة و ينتقل الضوء للخطوط التى تؤدى لتلك الكراسى، و بدون سابق إنظار انفجر ضوء قوى من حول جونج ان ليبدأ جونج ان بالصراخ و كأنه يتعذب فتحت عيناى على وسعها من الخوف عليه و انا اراه امامى يتألم عكس هؤلاء الجالسين على الكراسى فى هدوء مغمضين اعينهم، لمحت سويونج و هى تعطينى إشارة برأسها لأفهم ان على التحرك الأن و فى لحظة عدم انتباه الجميع ركدت مسرعة بإتجاه الدائرة لأدفع جونج ان خارجها بكل قوتى ليقف فالخارج بينما ينظر بإتجاهى بصدمة غير مدرك لما حدث، ظللت واقفة دون حراك فى مكانى بينما انظر له بإبتسامة، سمعت صراخ سويونج تخبرنى بأن اخرج لكننى لم أهبه بالأمر، اعلم تماما اننى قد لا اراه مجددا لكننى مستعدة لفعل اى شئ ليكون بخير، فقط اتمنى ان يسامحنى.
" احبك جونج ان " اخر ما نطقت به عسى ان يسمعنى و انا اشعر بدمعة تسيل من عيناى لأغمض عيناى بعد ان نظرت إليه و انا اشعر بشيئاً يتسلل داخلى، شيئاً قوى و مؤلم كالكهرباء يتسلل إلى جسدى بينما افقد الشعور من حولى، كل ما شعرت به صوت صراخ و ضجيج قبل ان يختفى كل شئ لأغرق فى الظلام و اشعر و كأننى افقد انفاسى.
يتبع...
*************
Коментарі