43
( سويونج )
يكاد التوتر و القلق ينهش اعصابى بينما ننتظر انا و مين هو و تايون فى المكتب قدوم كريس من عند مكتب رئيس المنظمة، بعد ما عَلِمنا البارحة و نحن فى حالة خوف و قلق و مشتتين لا نعلم ماذا سنفعل و كيف سنخبر جونج ان عن الأمر، اشعر بالأسف و الحزن الشديد لأجله، لقد افترق عن الفتاة التى يحبها ليعود لها بشرى طبيعى و بعد كل هذا سيكتشف ان كل تلك سنوات الفراق قد ضاعت سُدى .
رفعت رأسى سريعاً بإتجاه الباب بعد ان سمعت صوته يُفتح لأتجه مسرعة بإتجاه كريس ليقف كلاً من مين هو و تايون متأهبين.
" ماذا حدث؟ " سألته بتأهب و قلق.
" لقد اعطانى تصريح بإستخدام السحر حتى نستطيع ان نجد حل " رفع ورقة بيده امامنا تحمل ختم الرئيس لأتنفس بإرتياح و تنظر علامات الإرتياح على ثلاثتنا.
" و انتى تايون اخبرنى انه سيأجل قرار التحقيق معكى الا ان نجد حل لمشكلة جونج ان " وجه الحديث لها لتنظر له بإمتنان .
" لا بأس انا مستعدة لتحمل نتيجة اخطائى "
" إذاً ماذا سنفعل الأن؟، هل نبدأ الان؟ " سأله مين هو لينظر له كريس بتفكير.
"اجل ، لقد رتبت الأمر لإخراج جونج ان و سوهيون من المنزل حتى نرتب الأمر، لا اريده ان يشعر بشئ الا ان نجد حل، اذهب لمنزله و نفذ ما طلبته منك " اومئ له قبل ان يخرج من الغرفة ليبدأ بالتنفيذ.
" انا و انتى علينا الذهاب لمكانٍ ما الأن "
" إلى اين؟ "
" سأخبرك و نحن فالطريق " انهى كلامه ليلتفت للخروج لأقوم للحاق به.
طوال الطريق كان يبدوا عليه الشرود و القلق اعلم كم هو منزعج لقد وعده بأن يعود بشرى طبيعى ليحدث هذا و يضيع هباء كل شئ.
" لا تضغط على نفسك كريس لقد فعلت ما بوسعك " اخبرته بإبتسامة مواسية و انا امسك بيده ليبعد نظره عن الطريق و ينظر لى.
" لقد ظننت اننى قد وفيت بوعدى له، اخشى ان اخذله " لا اعرف ماذا اقول له فانا لا اعلم ان كان سيعود بشرى ام لا، لا اريد اعطائه آمالاً كاذبة و نحن لا نعلم بعد كيف سنتصرف.
" إلى اين نحن ذاهبان؟ " قررت تغير الموضوع بعد ان ساد الصمت بيننا.
" ذاهبان لرؤية السيدة مين جى، ربما تستطيع ان تفيدنا بأى شئ بشأن ما حدث "
" اجل معك حق نسيت امرها تماماً "
ساد الصمت بيننا لأغرق فى افكارى الا ان افقت من شرودى عند توقف السيارة امام ذلك المنزل الذى لم نراه منذ ذلك اليوم قبل سنتين و كأننا عدنا بالزمن للوراء.
" مرحباً سيدة مين جى " حياها كريس بعد ان فتحت الباب لننحنى لها احتراماً.
" مرحباً بك ايها الشاب، منذ مدة لم اراك " اخبرته بإبتسامة مرحبة قبل ان تلتفت لى لتنظر لى بإهتمام بإبتسامة ودودة على وجهها .
" و مرحباً بكى ايضاً ، انتى الفتاة التى اتت معه فى المرة السابقة و كانت تحاول التنصت " شعرت بأن وجهى يشتعل من شدة الإحراج ، بعد ان علمت انها كانت تعلم بأمرى لأنحنى لها معتذرة.
" اسفة سيدة مين جى "
" لا داعى للأعتذار ، لم اغضب بشأن الأمر ، اعلم كم هو ممل ان ينتظر المرء فالخارج " اخبرتنى بمزاح لتستأنف حديثها " اعتذر لم اقوم بدعوتكم للدخول ، تفضلوا " افسحت لنا الطريق للدخول .
" كيف احوال صديقك البشرى؟ " سألت كريس بعد ان دعتنا للجلوس و احضرت إلينا بعض المشروبات .
" لهذا نحن هنا "
" كيف بإمكانى مساعدتكم ؟ "
" لقد نفذنا ما اخبرتنا به ، و تأكدنا ان اللعنة تختفى و ذئبه يضعف لكن حدث امر لا نجد تفسيراً له ، لقد انتهت اللعنة و تأكدنا انه اصبح بشرى فانى لكننا اكتشفنا ان روح الذئب مازالت بجسده و لا نفهم كيف حدث هذا " انهى كريس كلامه لتصمت السيدة مين جى بتفكير.
" هل تعرض لأى شكل من انواع السحر بعد ان بدأت اللعنة بالزوال؟ " نظرنا انا و كريس لبعضنا البعض و نحن نفكر فى ذلك اليوم الجحيمى.
" اجل، يوم تم القبض على منظمة العين السوداء لقد استخدموه كوعاء الإستحواذ على سحر الأسود بداخلهم " اخبرتها لتومئ لى.
" هذا هو السبب إذاً "
" كيف هذا؟ انه مستحيل ، من المفترض ان جونج ان وعاء لإفراغ الطاقة و ليس لنقل الطاقة له كما انه تم سحبه قبل ان تتم الطقوس " اخبرها كريس بنظرات مشتته.
" ان الأمر لا يتعلق باللعنة، تلك الطقوس لم تؤذيه بشكل مباشر لكنها تسببت بخلل فالأرواح.
" لا افهم " اخبرها كريس لننظر لها بغير إستيعاب.
" انظر جسد ذلك البشرى كان يحتوى على روحين اثناء وجود اللعنة كانت روح الذئب مرهونة باللعنة لكن حين استخدموه فى تلك الطقوس تعرض جسده لخلل فى الأرواح ، ان سبب بقاء روح الذئب فى جسده انها تحررت من إرتباطها باللعنة لتندمج مع روحه البشرية "
" نحن لا نفهم، هل سيظل هكذا؟ بالتأكيد يوجد حل " اخبرها كريس بنظرات مترجية منتظر ان تخبره بوجود علاج للأمر .
" للأسف لا يمكننى ان افيدك هذه المرة، اخبرتك بكل ما تعلمه عن الأمر و ليس لدى المزيد بشأنه " اخبرته بنظرات حزينة لنشعر بالصدمة .
" هل انتى متأكدة سيدتى؟ الا يوجد اى حل " سألتها انا ربما تعلم اى طريقة ممكنة.
" ان ذلك الذئب هو نفسه ذلك البشرى الأن ، لقد اصبحوا واحد لا يمكن نزع الذئب بداخله " اخبرتنا لتقطع اى خيط امل لمساعدة جونج ان، لا اعلم ماذا سنفعل الأن او كيف سنخبره بشأن هذا الأمر.
( سوهيون )
استيقظت من النوم على صوت رنين هاتفى، لأفتح عيناى بإنزعاج و ضوء النهار القوى يزعنى، التقط هاتفى لأرد على المكالمة.
" استيقظى ايتها الكسولة، ما كل هذا النوم "
" ماذا تريد جونج ان؟ مازال الوقت مبكراً على موعد إستيقاظى " اجبته بتذمر مانعة نفسى من التثائب بصعوبة.
" و هل تسمين التاسعة صباحاً وقتاً مبكراً "
" اجل بالنسبة الى، على اى حال، ماذا كنت تريد؟ "
" حدث امراً طارئاً و على الذهاب للشركة، امامك عشر دقائق لتكونى جاهزة "
" ماذا؟ و لما على ان اكون جاهزة، لا افهم شيئاً ما دخلى انا بذهابك للشركة "
" هل انتى حمقاء، من سيعتنى بى و يقود السيارة، لا تتوقعين منى الذهاب بتلك الحالة وحدى " تنهدت بإستسلام و انا احرك شعرى بإنزعاج.
" ربع ساعة و سأكون جاهزة "
" عشر دقائق فقط لا يوجد وقت لدى إجتماع هام بعد نص ساعة " اغلقت الهاتف بتذمر .
احياناً كثيرة يصبح جونج ان مزعج كثيراً و اتمنى لو اقوم بخنقه .
قفزت من سريري مهرولة ، اخرجت اول شئ قابلنى فى خزانة ملابسى لأرتديه بسرعة ، خرجت من غرفتى لأجد اخى غارق فى ثبات عميق على الأريكة لذا قررت عدم إزعاجه و بدلاً من ذلك تركت له ملاحظة على الطاولة بجانب الأريكة اخبره فيها عن ذهابى مع جونج ان إلى عمله لمساعدته.
" تأخرتى دقيقتين " اخبرنى بينما ينظر لساعة يده بينما ينتظرنى على كرسيه امام باب المنزل.
" لا يحق لك تأنيبي على تأخرى ، انت من اخبرتنى متأخراً ، و ايضاً انهم دقيقتين فقط و اللعنة " اخبرته بنظرات منزعجة عاقدة يداى امام صدرى .
" لن اتجادل معكى لأننى تأخرت بما يكفى " اخبرنى بنبرة لا مبالاة و كأنه لا يكترث على الإطلاق بكونى منزعجة منه ليزداد إنزعاجى لأصب جام غضبى على كرسيه المتحرك بينما ادفعه نحو السيارة.
" اتودين قتلى ام ماذا؟، توقفى عن دفعى بتلك الطريقة المتهورة " صرخ بى بتذمر .
" هذه هى طريقتى ان كان يعجبك ، الم تقل انك لا تريد التأخر "
" اجل قلت لا اريد التأخر ، لكن كنت اقصد التأخر عن الشركة و ليس عن الموت ، اتمنى الا تكن قيادتك للسيارة كقيادتك للكرسي .
" هذا يتوقف على مزاجى " اجبته بلا مبالاة بينما افتح باب السيارة مانعة نفسى من الإنفجار فى الضحك و انا ارى نظرات الهلع على وجهه ، هذا عقابك سيد جونج ان لتصرفك اللئيم معى .
انحنيت قليلاً نحوه ليقوم بالإستناد على كتفى لكى اساعده للجلوس فى مقعد السيارة ، شعرت بالتوتر الشديد من قربنا من بعض و انا مدركة لأنفاسه التى تضرب عنقى ، اجلسته على الكرسى لأتجمد للحظات و انا ارى نظراته نحوى و عيناه التى تنتقل لكل جزءاً فى وجهى ، ابتعد بتوتر بعد ان افقت لأبتعد بسرعة .
صرخت متألمة بعد ان ارتضم رأسى بسقف السيارة .
" حمقاء " قالها بين ضحكاته لأشعر بالإحراج الشديد بينما ارمقه بنظرات قاتلة قبل ان ابتعد عنه و احمل كرسيه لأضعه فى حقيبة السيارة قبل ان اركب بجانبه لأتحرك للذهاب.
( جونج ان )
احب حين إزعجها ، حاولت كثيراً عدم فعل ذلك لكن فى النهاية لم استطع ذلك ، احب ان ارى تلك النظرات الغاضبة على وجهها ، تجعلها اكثر لطافة ، ان استفزاز سوهيون امر ممتع للغاية ، لكن احيانا كثيرة تعلم كيف تجعلنى اندم على إزعاجها لأتمنى اننى لم افعل .
كنت منشغل بإختلاس النظر لها بينما تقود ليقاطعنى صوت الهاتف يعلن عن وصول رسالة .
( هل مر كل شيئاً على ما يرام ؟ )
( اجل نحن فالسيارة متجهين للشركة ، شكراً للمساعدة صديقى العزيز )
( لا داعى للشكر ، استمتع فالخارج قدر الإمكان ، بالتوفيق )
ابتسمت على رسالة كريس ، كان هو صاحب فكرة خروجى مع سوهيون بحجة العمل لأستطيع الإنفراد بها ، لا اعلم ماذا كنت سأفعل من دون وجود هؤلاء الرفاق فى حياتى .
" لما تبتسم هكذا اهى حبيبتك؟ " كانت تنظر لى بفضول و بعض ملامح الإزعاج على وجهها ، قررت اللعب معها قليلاً .
" ربما " اجبتها بإختصار بينما ابتسم .
" اهى تلك الفتاة التى اخبرتنى بأنها تناديك بالشكولا؟ "
" لا ليست هى " اجبتها و انا اكاد لا استطيع منع نفسى من الإنفجار فى الضحك.
" يبدو ان لك الكثير من المعجبات، لابد انهم لديهم نظر ضعيف " اجبتنى بتجهم بينما تحاول التركيز على القيادة.
" انى ارى انكى من تملكين نظر ضعيف او انكى تشعرين بالغيرة " اخبرتها بإبتسامة جانبية بينما ارمقها بنظرات متسلية لتنظر لى بصدمة .
" من تغار؟ اتمزح معى، انت تحلم بالتأكيد " ضحكت بغير تصديق ، تحاول إقناعه بعكس ذلك .
" إذا هى الاجابة الاولى ، لديكى نظر ضعيف "
" سوف اكون عمياء إذا اعجبت بك " اخبرتنى بسخرية ، لأبتسم بداخلى مازالت عنيدة تأبى الإعتراف ، لكننى لست بحاجة لذلك للإعتراف ، اعلم انها تحبنى حتى و ان فقدت ذاكرتها الآف المرات ستبقى ملكى .
وصلنا إلى الشركة بعد وقتاً قصير ليساعد الأمن هذه المرة ، جعلت بيكهيون قبل ان احضر ينبه على موظفين الشركة الا يتحدث احد مع سوهيون و انا اقصد هذا بالمعنى الحرفى ، الجميع مازالو يظنون انها زوجتى و انا لم اصحح لهم المعلومة فهذا سيتحقق عاجلاً ام آجلاً.
الجميع كان يلقى التحية بالإنحناء لنا دون اى كلمة خوفاً ان يتم طردهم اذا تحدثوا، يبدو ان بيكهيون ابلى بلائاً حسناً.
كانت سوهيون تنظر حولها بتوتر بينما تتأمل المكان و الموظفين يقفون بإنتظام على الجانبين.
( سوهيون )
" تبدين شاردة الذهن؟ " تساءل جونج ان و نحن داخل المصعد اقف بجانبه .
" لا شئ، فقط اتساءل كيف لشخص صغير فى العمر ان يمتلك كل هذا وحده، هل هو إرث عائلى؟ "
" لا، انا لم احصل على شئ من عائلتى، لقد صنعت ثروتى بنفسى "
" مستحيل " قلتها بتهكم.
" لماذا؟ " تسائل بنظرات متعجبة.
" لا يمكن لاى شخص ان يحقق كل هذا القدر من الثراء وحده الا اذا كان يفعل شئ غير قانوني " اجبته بسخرية و نظرات متشككة.
" و من قال أننى حققت كل هذا وحدى "
" ماذا تقصد؟ "
" لدى شريك ، لقد فعلنا كل هذا معاً ، صنعنا تلك المجموعة من الصفر بمجهودنا و نحن نفتخر بذلك كثيراً "
" متشوقة لرؤية ذلك الشريك يبدو انك تقدره كثيراً ".
" لقد وصلنا " انهى الحديث عندما فتح باب المصعد ليخرج قبلى و هو يقوم بتحريك كرسيه بنفسه .
ظللت شاردة بتأمل ذلك المكان الراقى و المقاعد الجليدية لتقع عيناى على تلك الفتاة الواقفة بجانب مكتب يقع فى احد جوانب الغرفة، لم اشعر بالإرتياح إتجاهها و تلك الملابس القصيرة المبتزلة التى ترتديها، لابد انه يستمتع كثيرا بتواجده فالشركة.
" مرحباً بقدومك سيد جونج ان، اتمنى الله السلامة " اخبرته بطريقة مبتزلة لأقلب عيناى.
" شكرا لكى داهيون " صدمت حين تحدث معها بدون رسمية ، يا تُرى الى اى مدى تكون علاقتهم لتتحدث معه بدون رسمية هكذا ، هل يتسلى معها فالمكتب فى وقت فراغه .
" توقفى عن دفع الكرسى بتلك الطريقة، اتريدين ان يكسر ما تبقى من عظامى " صرخ بتذمر و انا اقوم بإدخاله إلى مكتبه بعد ان قطعت حديثه مع تلك المبذلة.
" لا اكترث ، لا بأس من بعض العظام المكسورة " اخبرته بسخرية و انا افكر جدياً بفعل ذلك لأرى نظرات التوتر على وجهه.
" ماذا الان؟ " سألته لأنظر لذلك المكتب ذا الطابع العملى الممل.
" ماذا تقصدين؟ "
" هل سأظل هنا ام سأرحل؟ اعتقد انك مشغول و لديك الكثير من الإجتماعات و انا لست بارعة فى الجلوس دون فعل شئ " اخبرته و انا اتخيل الامر بضجر.
" لن يطول الأمر سوف اقوم بالتوقيع على بعض الأوراق ، و هناك اجتماع لن يطول كثيراً ، ثم يمكننا الذهاب حينها "
" حسنا "
جلست على الأريكة فى احد جوانب الغرفة و انا اتأمل جونج ان الجالس على ذلك المكتب الكبير و ينظر فى احد الملفات على مكتبه بإهتمام، يبدوا عليه الجدية و التركيز، يليق به ان يكون رجل اعمال ان تلك الهالة تجعله اكثر جاذبية حقاً.
" توقفى عن النظر لى هكذا، اريد ان اركز " انتفضت من مكانى بعد ان تم الإمساك بى من قبله و انا اراقبه ، ذلك الخبيث كيف رآنى و هو منكب على تلك الأوراق بهذا الإهتمام.
" اخيراً يا رجل قد اتيت ، كدت افقد عقلى من كثرة ما تركته على كاهلى ، انت.... " انقذنى من الإحراج مقتحم الغرفة ، لكن كلمة إنقاذ لا تنطبق عليه على الإطلاق ، فأنا اود حرقه حياً بلا رحمة .
توقف عن الكلام ما ان رآنى فالمكتب لتتغير نظراته من الإرتياح إلى التوتر بينما اسلط نظراتى القاتلة عليه ذلك الخائن الكاذب .
" سو... سوهى، سعيد برؤيتك "
" و انا اكثر منك لا تتخيل الى اى مدى " اخبرته و انا اتقدم نحوه ليبتلع ما فى حلقه بتوتر.
" لا داعى لتخبرينى، ارى هذا على وجهك "
" إذاً لابد انك قد جهزت وصيتك إستعداداً للموت على يدى ايها اللعين " قلتها بغضب و صراخ ليبتعد بخوف.
" بربك سوهيون، لا تكبرى الأمور كنت فقط اساعدكم لتتصالحوا "
" توقفوا عن المشاجرة هنا، نحن فى مكان للعمل و ليس لشجار الأطفال " تكلم جونج ان بتجهم لألقى نظراتى المنزعجة نحوه قبل ان اتجاهله و اوجه انظارى الى بيكهيون.
" انت و كريستال انتظرا عقابكم "
جلست منتظرة ان ينهى توقيع تلك الاوراق التى احضرها بيكهيون و انا مازلت انظر الى بيكهيون بشر ليبدو عليه التوتر ، رغم ان الأمر قد انتهى و لم اعد منزعجة لكننى احب حين ازعجه و ايضاً مازلت منزعجة لأنه اتفق هو و الحقيرة الاخرى مع جونج ان بكل بساطة ضدى .
دخل جونج ان للإجتماع لأنفخ بضجر و انا اتأمل كل جزء فالغرفة ابحث فالمكتب عن اى شئ يسلينى حتى ينهى الاجتماع ، و لكن فقدت الامل بعد ان وجدت ان كل الكتب عن الاقتصاد و الهندسة و المبانى المملة.
كنت منغمسة فى قراءة عناوين تلك الكتب ليقاطعنى صوت هاتفى يعلن عن وصول رسالة .
( اضطررت إلى السفر من اجل عملاً ما، مضطر لتركك مع جونج ان ) نظرت إلى محتوى رسالة اخى بغرابة ، ما الذى يحدث و اللعنة ، يسافر فجأة بدون ان يخبرنى و يتركنى ايضاً مع جونج ان فى منزله بتلك البساطة؟ هناك خطباً ما بالتأكيد .
قررت ان اتصل به لأرى ما الخطب معه و بشأن ذلك السفر المفاجئ.
( الهاتف الذى طلبته خارج نطاق التغطية )
شعرت بالقلق يتسلل إلى بعد ان وجدت ان هاتفه مغلق ، هل يا تُرى قد حدث خطباً ما و لا يريد اخبارى.
قررت فالنهاية العودة لمنزل جونج ان لأرى ما الخطب معه، عسى ان الحق به قبل ان يرحل ، تركت رسالة على مكتب جونج ان اخبره اننى اضطررت للعودة للمنزل لأترك المكتب مسرعة.
وصلت إلى المنزل فى وقت قياسى بعد ان رشوت سائق التاكسى ليوصلنى سريعاً، شعرت بالإرتياح بعد ان سمعت صوت خطوات داخل المنزل بينما اقوم بإدخال كلمة السر الخاصة بالمنزل على اللوح.
" كيونج سو ، اين انت " صرخت بحثاً عن كيونج سو، بحثت فى كل مكان داخل المنزل عسى ان اجده، لأجده فارغ تماماً، هذا مستحيل متأكدة سمعت صوت احدهم يتحرك داخل المنزل.
تذكرت كونى لم ابحث فالدور العلوى للمنزل لأصعد سريعاً و ابدأ فتح الغرف بينما انادي عليه لكن دون رد مجدداً الغرف فارغة من اى احد.
نزلت مجدداً للأسفل بينما اعاود الاتصال هذه المرة كان هاتفه يرن.
" كيونج سو، اين انت و اللعنة ، عن اى عمل تتحدث ؟ ، لما ذهبت فجأة هكذا و لم تخبرنى من قبل انك ستسافر؟ "
" اضطررت للسفر لأجل عمل هام سوف اعود بعد ان انتهى ، لن يطول الامر ، على الإغلاق الان "
نظرت للهاتف بتعجب بعد ان اغلق الهاتف ، كان يتحدث و كأنه جهاز للرد الألى، لم يتحدث هكذا، هذا غريب حقاً، على اى حال من الجيد أننى استطعت الإطمئنان عليه، عندما يعود سوف استفسر منه عن سبب تصرفه الغريب.
لم اكد ان اتحرك من مكان حتى رن هاتفى مجدداً لأجده جونج ان.
" ماذا تريد؟ "
" ماذا اريد! اين ذهبتى و اللعنة، لقد تركتى تلك الملاحظة فقط و ذهبتى، الم اطلب منكى البقاء قليلاً " تكلم بهستيرية لأقلب عيناى على طريقته الطفولية للغاية مزعج.
" لقد ترك اخى رسالة غريبة يخبرنى انه مضطر للسفر لذلك عدت للمنزل لكننى لم الحق به "
" حقاً " تحدث بتفاجئ لأضحك بسخرية لأنه لم يستطيع إخفاء الفرح الذى شعرت به فى صوته .
" اشك بأن لك يد بالأمر " اخبرته بنبرة متشككة .
" و ما دخلى انا بالأمر ، اقسم اننى لا دخل لى بذهاب اخيكى ، لما دائماً تظلمينى هكذا " تحدث بتذمر طفولى لأضحك على طريقته.
" حسناً اصدقك، لكنك تحت المراقبة " اخبرته بمزاح ، لأتوقف مكانى فجأة لتمحى تلك الأبتسامة بعد ان رأيت تلك اللوحة الكبيرة قرب السلم ، لم انتبه إليها من قبل لأننى لم اقترب من ذلك الجزء من المنزل .
" اين ذهبتى؟ هل مازلتى على الهاتف؟ "
" على الإغلاق الأن ، لنتحدث حين تعود وداعاً " اغلقت الهاتف بسرعة و انا انظر لها بإهتمام.
تلك اللوحة لقد حلمت بها من قبل، اتذكرها جيداً، كانت لوحة لكوخ قديم، لوحة كبيرة تغطى جزء كبير من الحائط، اختار الألم هذا الوقت ليعاود ليؤلم رأسى بقوة كبيرة لتتغير الصورة امام عيناى.
كنت اصعد عبر سلم المنزل و صوت صراخ رجل قادم من باب معدنى مكان تلك اللوحة، فتحت عيناى و انا اضغط بيدى على رأسى الى ان اختفى الألم.
كدت ان التفت لأذهب من ذلك المكان لأتوقف مكانى بعد ان راودتنى فكرة ان اتأكد مما مر على رأسى منذ قليل.
مشيت مترددة نحو تلك اللوحة لأحاول رفعها من مكانها دون إيقاعها، كان الأمر صعب بعض الشئ لكبر حجم اللوحة لكن فالنهاية استطعت فعلها.
اتسعت عيناى بعدم تصديق و انا ارى ذلك الباب المعدنى امامى، كيف هذا؟ انه لم يكن مجرد وهم او هلوسة لقد كان هناك بالفعل، كيف استطعت رؤية شئ كهذا.
لقد كان وضع الباب سئ و كأن هناك شاحنة اصطدمت به و قامت بترك تلك العلامات عليه ، تقدمت إلى الباب بتردد لأقوم بدفعه بيدى ، لم اكن واثقة من انه قد يفتح معى لكنه فتح بالفعل، كانت الغرفة مظلمة بالرغم من ان الوقت ما زال نهاراً لكننى كنت استطيع الرؤية بسبب الضوء خارج المنزل لأبدأ البحث عن مفتاح الضوء لأجده بالقرب من الباب لتضئ الغرفة و استطيع رؤيتها بوضوح ، غرفة مغطاة بالكامل بالمعدن لا نوافذ بها فتحات تهوية بالأعلى لإصال الاكسچين للغرفة ، نظرت بصدمة بعد ان لمحت تلك السلاسل الحديدية المتصلة بالحائط المعدنى ، و كأنها صنعت لتكون سجناً لشيئاً خطير، اكملت اتجول بنظر لباقى الغرفة كانت فارغة تماماً، توقفت عند احد جوانب الغرفة لألمح صندوق متوسط الحجم موضوع فى احد الجوانب، قررت التقدم نحو ذلك الصندوق لأقوم بفتحه بعد تردد.
كان مليئاً بأغراض قديمة ، ساعة جيب تبدو قديمة للغاية و ملابس كانت تبدو ايضاً قديمة و كأنها من القرن العشرين توقف نظرى على دفترين كانو موضوعين فالصندوق كان احدهم بنى اللون يبدو قديم كباقى الاشياء فالصندوق و الأخر لونه احمر لا يبدو عليه انه قديم بل يبدو حديث.
قررت فتح ذلك الدفتر البنى القديم ليقع نظرى على تلك الجملة فى اول صفحة ( مذكرات كيم جونج ان )
وقفت فى مكانى و انا اقوم بفتحه لأنغمس فى قرائتها .
" ما هذا ايقوم بتأليف قصة خيالية؟ " قلتها بسخرية بعد ان اغلقت الدفتر البنى، لقد كانت تتحدث عن اشياء غريبة لعنة و سحرة لم اكن اعلم ان يكتب اشياء كهذه، هل يا تُرى يستخدم تلك الغرفة لتساعده على كتابة تلك الأشياء، على اى حال القصة كانت جيدة لكنها نهايتها حزينة سأخبره ان يغيرها عندما يعود ، اعلم انه سيغضب اننى اكتشفت مكانه السرى و بحثت فى اشيائه لكنه ايضاً استخدم اصدقائى ليتحالفوا معه ضدى، تعادلنا.
تركت ذلك الدفتر البنى لأمسك ذلك الدفتر الأحمر بحماس، متحمسة لقراءة هذا ايضاً، يا تُرى هل هى قصة اخرى ، نظرت لها بحماس لأقوم بفتحها ، مكتوب فى الصفة الاولى فى المنتصف مذكرات كيم جونج ان كالسابقة، هل هى جزء اخر من تلك الرواية قلبت الصفحة لأبدأ فالقراءة ، كانت مختلفة عن الاخرى لم يكن بها تفاصيل او احداث بل كلاماً قصير نوعاً ما فى منتصف كل صفحة.
( لم اعد اكتب مذكراتى كما اعتدت حين كانت حياتى طبيعية كبشرى ، بعد ان اصبحت ايامى مملة و جامدة ، لكن اليوم وجدت رغبة بالعودة لكتابتها ، لقد حدث امراً مزعج فى حياتى اليوم، و كل ذلك بسبب كريس، فجأة انقلبت حياتى بعد ان تحضر تلك الفتاة البشرية المزعجة، ذلك اللعين حين اراه )
( تلك الفتاة حقاً مزعجة، انها لا تحترم اى قوانين على الإطلاق، اخبرتها الا تتحدث معى و مازالت تثرثر دون توقف، اخبرتها ان يخدم كل شخص نفسه لكن الأمر انتهى بأننى من قمت بالطبخ و فوق كل هذا احضرت للمنزل فتى غريب يبدو غير مريح يدعى تاو مسهترة مزعجة فوضاوية )
" تاو؟ " نظرت بصدمة لذكر اسم تاو فذلك الدفتر، ربما مجرد تشابه اسماء، قلبت الصفحة لأعود لإكمال القراءة.
( يوم كارثي اخر تلك الفتاة عبارة عن كارثة متنقلة، استيقظت على رائحة حريق لأجدها تعد لى بيض محروق، انا متأكد ان كريس ارسلها لقتلى، و فوق كل هذا كدت ان اكشف امامها لقد تحولت عينى للأزرق بسبب الملح الذى وضعته فى ذلك الشئ المحروق ، كان على ان اعلم ان سرى سيكشف بسبب غبائها، فوق كل هذا اتت سويونج لتوبخنى بسببها من منا يجب توبيخه هنا )
( لا يمكننى تصديق ما حدث حتى الان لقد اتت إلى البيت فى وقتاً متأخر بصحبة ذلك الشاب و هى ثملة لقد قامت بتلقيبى الشيكولا المثيرة و قامت بتقبيلى تلك المستهترة المنحرفة ماذا ان كان شخصاً اخر قام بإستغلال الأمر )
( لقد حبست مع تلك الكارثة فى غرفتها بعد انقطاع الكهرباء، لقد تحدثت معها اكثر من الازم مازلت متفاجئ مما فعلت حتى الان، علمت انها طبيبة نفسية، لا اصدق تلك الكارثة طبيبة نفسية، لقد اخبرتها عما يؤلمنى بكل سهولة ربما هذا سر قدرة هؤلاء الاطباء عن إستخراج ما نخفيه )
( بسبب ذلك الرهان السخيف الذي كنت انا سببه، كسرت كل قوانينى و اصبحت اكثر إزعاجاً، لقد اصرت على القدوم معى إلى الشركة، كدت ان اكشف مجدداً امامها بسبب عدم السيطرة على غضبى لقد رأت عيون الذئب مجدداً ، حدث الكثير من الامور اليوم اكاد ان افقد صوابى، بسببها سوف تنتشر إشاعات انها زوجتى و اكتشفت ان المدير التنفيذى لشركتى يكون صديقها كانوا ينادون بعضهم بتدليل كان يناديها سوهى و هى تناديه بيكى و عانقوا بعضهم البعض فى مكتبى دون ان يهتموا بوجودى بينهم اتسائل كم من العشاق تملك ، فى نهاية الأمر تشاجرنا و كانت هى المنزعجة و كأننى انا من اتسبب فالمشاكل لها و ليس العكس )
( لا اصدق شيئاً كهذا حتى الان، لقد ذهبت معاها فى موعد، كيف وصلت الامور الى هذا الحد لا اعلم ، فقط حدث، اعلم ان هناك شيئاً تغير بداخلى ، تلك المزعجة قامت بإلقاء على سحر هى الأخرى )
( لم اكتب منذ مدة لقد حدث امور كثيرة فى تلك الفترة قرب موعد تحولى، لقد اكتشفت سوهيون امرى و وجدت تلك الغرفة حيث احبس نفسى فى ليلة اكتمال القمر الى ان تعود سيطرتى على نفسى، لا اصدق ان هذا حدث ذلك اللعين هيون شيك قريب اللعينة قام بحبثها معى يوم اكتمال القمر لا اصدق أننى كدت اقتلها اكاد افقد عقلى حين اتذكر، لقد افقت لأجدها قد حصلت على الكثير من الجروح بسببى لن اتحمل ان افقدها... )
اوقعت ذلك الدفتر من يدى بصدمة بعد ما قرأته، لا هذا مستحيل، لابد ان هذا كله اشياء وهمية هو فقط يستخدم اسماء اشخاص يعرفهم.
لمحت شيئاً كان بداخل الدفتر بعد ان انحنيت لإلتقاط الدفتر الذى وقع من يدى لأخرى ذلك الشئ الذى كان بداخله.
اتسعت عيناى بصدمة لأتراجع للخلف بغير تصديق.
" هذا مستحيل "
هذا ما استطعت النطق به بعد ما رأيته، كانت صورة لى مع جونج ان بينما يحملنى على ظهره في مكان يبدو كغابة.
" سوهيون " رفعت رأسى اثر هذا الصوت بصعوبة لأجد جونج ان امامى ينظر لى بهلع بينما ينظر بما امسك لأشعر بأننى لا استطيع التنفس و ذلك الألم يعود لرأسى لكن بشكل اقوى من كل مرة لتبدأ الرؤية تختفى تدريجياً من امام عيناى قبل ان اقع فى ثبات لأشعر بيد تمسكها حتى لا ارتضم بالأرض كان هذا اخر ما شعرت به قبل ان افقد وعى بشكل كامل.
*********
to be continued.....
ملحوظة مهمة ( الشئ الى طلبو كريس من مين هو هو إبعاد كيونج سو من البيت عن طريق التحكم بعقلوا عشان يتجنبوا كشف سرهم و دا كان السبب الرئيسى لطلب التصريح استخدام السحر على كيونج سو ، صوت الخطوات الى سمعتو سوهيون كان صوت خطوات مين هو )
يكاد التوتر و القلق ينهش اعصابى بينما ننتظر انا و مين هو و تايون فى المكتب قدوم كريس من عند مكتب رئيس المنظمة، بعد ما عَلِمنا البارحة و نحن فى حالة خوف و قلق و مشتتين لا نعلم ماذا سنفعل و كيف سنخبر جونج ان عن الأمر، اشعر بالأسف و الحزن الشديد لأجله، لقد افترق عن الفتاة التى يحبها ليعود لها بشرى طبيعى و بعد كل هذا سيكتشف ان كل تلك سنوات الفراق قد ضاعت سُدى .
رفعت رأسى سريعاً بإتجاه الباب بعد ان سمعت صوته يُفتح لأتجه مسرعة بإتجاه كريس ليقف كلاً من مين هو و تايون متأهبين.
" ماذا حدث؟ " سألته بتأهب و قلق.
" لقد اعطانى تصريح بإستخدام السحر حتى نستطيع ان نجد حل " رفع ورقة بيده امامنا تحمل ختم الرئيس لأتنفس بإرتياح و تنظر علامات الإرتياح على ثلاثتنا.
" و انتى تايون اخبرنى انه سيأجل قرار التحقيق معكى الا ان نجد حل لمشكلة جونج ان " وجه الحديث لها لتنظر له بإمتنان .
" لا بأس انا مستعدة لتحمل نتيجة اخطائى "
" إذاً ماذا سنفعل الأن؟، هل نبدأ الان؟ " سأله مين هو لينظر له كريس بتفكير.
"اجل ، لقد رتبت الأمر لإخراج جونج ان و سوهيون من المنزل حتى نرتب الأمر، لا اريده ان يشعر بشئ الا ان نجد حل، اذهب لمنزله و نفذ ما طلبته منك " اومئ له قبل ان يخرج من الغرفة ليبدأ بالتنفيذ.
" انا و انتى علينا الذهاب لمكانٍ ما الأن "
" إلى اين؟ "
" سأخبرك و نحن فالطريق " انهى كلامه ليلتفت للخروج لأقوم للحاق به.
طوال الطريق كان يبدوا عليه الشرود و القلق اعلم كم هو منزعج لقد وعده بأن يعود بشرى طبيعى ليحدث هذا و يضيع هباء كل شئ.
" لا تضغط على نفسك كريس لقد فعلت ما بوسعك " اخبرته بإبتسامة مواسية و انا امسك بيده ليبعد نظره عن الطريق و ينظر لى.
" لقد ظننت اننى قد وفيت بوعدى له، اخشى ان اخذله " لا اعرف ماذا اقول له فانا لا اعلم ان كان سيعود بشرى ام لا، لا اريد اعطائه آمالاً كاذبة و نحن لا نعلم بعد كيف سنتصرف.
" إلى اين نحن ذاهبان؟ " قررت تغير الموضوع بعد ان ساد الصمت بيننا.
" ذاهبان لرؤية السيدة مين جى، ربما تستطيع ان تفيدنا بأى شئ بشأن ما حدث "
" اجل معك حق نسيت امرها تماماً "
ساد الصمت بيننا لأغرق فى افكارى الا ان افقت من شرودى عند توقف السيارة امام ذلك المنزل الذى لم نراه منذ ذلك اليوم قبل سنتين و كأننا عدنا بالزمن للوراء.
" مرحباً سيدة مين جى " حياها كريس بعد ان فتحت الباب لننحنى لها احتراماً.
" مرحباً بك ايها الشاب، منذ مدة لم اراك " اخبرته بإبتسامة مرحبة قبل ان تلتفت لى لتنظر لى بإهتمام بإبتسامة ودودة على وجهها .
" و مرحباً بكى ايضاً ، انتى الفتاة التى اتت معه فى المرة السابقة و كانت تحاول التنصت " شعرت بأن وجهى يشتعل من شدة الإحراج ، بعد ان علمت انها كانت تعلم بأمرى لأنحنى لها معتذرة.
" اسفة سيدة مين جى "
" لا داعى للأعتذار ، لم اغضب بشأن الأمر ، اعلم كم هو ممل ان ينتظر المرء فالخارج " اخبرتنى بمزاح لتستأنف حديثها " اعتذر لم اقوم بدعوتكم للدخول ، تفضلوا " افسحت لنا الطريق للدخول .
" كيف احوال صديقك البشرى؟ " سألت كريس بعد ان دعتنا للجلوس و احضرت إلينا بعض المشروبات .
" لهذا نحن هنا "
" كيف بإمكانى مساعدتكم ؟ "
" لقد نفذنا ما اخبرتنا به ، و تأكدنا ان اللعنة تختفى و ذئبه يضعف لكن حدث امر لا نجد تفسيراً له ، لقد انتهت اللعنة و تأكدنا انه اصبح بشرى فانى لكننا اكتشفنا ان روح الذئب مازالت بجسده و لا نفهم كيف حدث هذا " انهى كريس كلامه لتصمت السيدة مين جى بتفكير.
" هل تعرض لأى شكل من انواع السحر بعد ان بدأت اللعنة بالزوال؟ " نظرنا انا و كريس لبعضنا البعض و نحن نفكر فى ذلك اليوم الجحيمى.
" اجل، يوم تم القبض على منظمة العين السوداء لقد استخدموه كوعاء الإستحواذ على سحر الأسود بداخلهم " اخبرتها لتومئ لى.
" هذا هو السبب إذاً "
" كيف هذا؟ انه مستحيل ، من المفترض ان جونج ان وعاء لإفراغ الطاقة و ليس لنقل الطاقة له كما انه تم سحبه قبل ان تتم الطقوس " اخبرها كريس بنظرات مشتته.
" ان الأمر لا يتعلق باللعنة، تلك الطقوس لم تؤذيه بشكل مباشر لكنها تسببت بخلل فالأرواح.
" لا افهم " اخبرها كريس لننظر لها بغير إستيعاب.
" انظر جسد ذلك البشرى كان يحتوى على روحين اثناء وجود اللعنة كانت روح الذئب مرهونة باللعنة لكن حين استخدموه فى تلك الطقوس تعرض جسده لخلل فى الأرواح ، ان سبب بقاء روح الذئب فى جسده انها تحررت من إرتباطها باللعنة لتندمج مع روحه البشرية "
" نحن لا نفهم، هل سيظل هكذا؟ بالتأكيد يوجد حل " اخبرها كريس بنظرات مترجية منتظر ان تخبره بوجود علاج للأمر .
" للأسف لا يمكننى ان افيدك هذه المرة، اخبرتك بكل ما تعلمه عن الأمر و ليس لدى المزيد بشأنه " اخبرته بنظرات حزينة لنشعر بالصدمة .
" هل انتى متأكدة سيدتى؟ الا يوجد اى حل " سألتها انا ربما تعلم اى طريقة ممكنة.
" ان ذلك الذئب هو نفسه ذلك البشرى الأن ، لقد اصبحوا واحد لا يمكن نزع الذئب بداخله " اخبرتنا لتقطع اى خيط امل لمساعدة جونج ان، لا اعلم ماذا سنفعل الأن او كيف سنخبره بشأن هذا الأمر.
( سوهيون )
استيقظت من النوم على صوت رنين هاتفى، لأفتح عيناى بإنزعاج و ضوء النهار القوى يزعنى، التقط هاتفى لأرد على المكالمة.
" استيقظى ايتها الكسولة، ما كل هذا النوم "
" ماذا تريد جونج ان؟ مازال الوقت مبكراً على موعد إستيقاظى " اجبته بتذمر مانعة نفسى من التثائب بصعوبة.
" و هل تسمين التاسعة صباحاً وقتاً مبكراً "
" اجل بالنسبة الى، على اى حال، ماذا كنت تريد؟ "
" حدث امراً طارئاً و على الذهاب للشركة، امامك عشر دقائق لتكونى جاهزة "
" ماذا؟ و لما على ان اكون جاهزة، لا افهم شيئاً ما دخلى انا بذهابك للشركة "
" هل انتى حمقاء، من سيعتنى بى و يقود السيارة، لا تتوقعين منى الذهاب بتلك الحالة وحدى " تنهدت بإستسلام و انا احرك شعرى بإنزعاج.
" ربع ساعة و سأكون جاهزة "
" عشر دقائق فقط لا يوجد وقت لدى إجتماع هام بعد نص ساعة " اغلقت الهاتف بتذمر .
احياناً كثيرة يصبح جونج ان مزعج كثيراً و اتمنى لو اقوم بخنقه .
قفزت من سريري مهرولة ، اخرجت اول شئ قابلنى فى خزانة ملابسى لأرتديه بسرعة ، خرجت من غرفتى لأجد اخى غارق فى ثبات عميق على الأريكة لذا قررت عدم إزعاجه و بدلاً من ذلك تركت له ملاحظة على الطاولة بجانب الأريكة اخبره فيها عن ذهابى مع جونج ان إلى عمله لمساعدته.
" تأخرتى دقيقتين " اخبرنى بينما ينظر لساعة يده بينما ينتظرنى على كرسيه امام باب المنزل.
" لا يحق لك تأنيبي على تأخرى ، انت من اخبرتنى متأخراً ، و ايضاً انهم دقيقتين فقط و اللعنة " اخبرته بنظرات منزعجة عاقدة يداى امام صدرى .
" لن اتجادل معكى لأننى تأخرت بما يكفى " اخبرنى بنبرة لا مبالاة و كأنه لا يكترث على الإطلاق بكونى منزعجة منه ليزداد إنزعاجى لأصب جام غضبى على كرسيه المتحرك بينما ادفعه نحو السيارة.
" اتودين قتلى ام ماذا؟، توقفى عن دفعى بتلك الطريقة المتهورة " صرخ بى بتذمر .
" هذه هى طريقتى ان كان يعجبك ، الم تقل انك لا تريد التأخر "
" اجل قلت لا اريد التأخر ، لكن كنت اقصد التأخر عن الشركة و ليس عن الموت ، اتمنى الا تكن قيادتك للسيارة كقيادتك للكرسي .
" هذا يتوقف على مزاجى " اجبته بلا مبالاة بينما افتح باب السيارة مانعة نفسى من الإنفجار فى الضحك و انا ارى نظرات الهلع على وجهه ، هذا عقابك سيد جونج ان لتصرفك اللئيم معى .
انحنيت قليلاً نحوه ليقوم بالإستناد على كتفى لكى اساعده للجلوس فى مقعد السيارة ، شعرت بالتوتر الشديد من قربنا من بعض و انا مدركة لأنفاسه التى تضرب عنقى ، اجلسته على الكرسى لأتجمد للحظات و انا ارى نظراته نحوى و عيناه التى تنتقل لكل جزءاً فى وجهى ، ابتعد بتوتر بعد ان افقت لأبتعد بسرعة .
صرخت متألمة بعد ان ارتضم رأسى بسقف السيارة .
" حمقاء " قالها بين ضحكاته لأشعر بالإحراج الشديد بينما ارمقه بنظرات قاتلة قبل ان ابتعد عنه و احمل كرسيه لأضعه فى حقيبة السيارة قبل ان اركب بجانبه لأتحرك للذهاب.
( جونج ان )
احب حين إزعجها ، حاولت كثيراً عدم فعل ذلك لكن فى النهاية لم استطع ذلك ، احب ان ارى تلك النظرات الغاضبة على وجهها ، تجعلها اكثر لطافة ، ان استفزاز سوهيون امر ممتع للغاية ، لكن احيانا كثيرة تعلم كيف تجعلنى اندم على إزعاجها لأتمنى اننى لم افعل .
كنت منشغل بإختلاس النظر لها بينما تقود ليقاطعنى صوت الهاتف يعلن عن وصول رسالة .
( هل مر كل شيئاً على ما يرام ؟ )
( اجل نحن فالسيارة متجهين للشركة ، شكراً للمساعدة صديقى العزيز )
( لا داعى للشكر ، استمتع فالخارج قدر الإمكان ، بالتوفيق )
ابتسمت على رسالة كريس ، كان هو صاحب فكرة خروجى مع سوهيون بحجة العمل لأستطيع الإنفراد بها ، لا اعلم ماذا كنت سأفعل من دون وجود هؤلاء الرفاق فى حياتى .
" لما تبتسم هكذا اهى حبيبتك؟ " كانت تنظر لى بفضول و بعض ملامح الإزعاج على وجهها ، قررت اللعب معها قليلاً .
" ربما " اجبتها بإختصار بينما ابتسم .
" اهى تلك الفتاة التى اخبرتنى بأنها تناديك بالشكولا؟ "
" لا ليست هى " اجبتها و انا اكاد لا استطيع منع نفسى من الإنفجار فى الضحك.
" يبدو ان لك الكثير من المعجبات، لابد انهم لديهم نظر ضعيف " اجبتنى بتجهم بينما تحاول التركيز على القيادة.
" انى ارى انكى من تملكين نظر ضعيف او انكى تشعرين بالغيرة " اخبرتها بإبتسامة جانبية بينما ارمقها بنظرات متسلية لتنظر لى بصدمة .
" من تغار؟ اتمزح معى، انت تحلم بالتأكيد " ضحكت بغير تصديق ، تحاول إقناعه بعكس ذلك .
" إذا هى الاجابة الاولى ، لديكى نظر ضعيف "
" سوف اكون عمياء إذا اعجبت بك " اخبرتنى بسخرية ، لأبتسم بداخلى مازالت عنيدة تأبى الإعتراف ، لكننى لست بحاجة لذلك للإعتراف ، اعلم انها تحبنى حتى و ان فقدت ذاكرتها الآف المرات ستبقى ملكى .
وصلنا إلى الشركة بعد وقتاً قصير ليساعد الأمن هذه المرة ، جعلت بيكهيون قبل ان احضر ينبه على موظفين الشركة الا يتحدث احد مع سوهيون و انا اقصد هذا بالمعنى الحرفى ، الجميع مازالو يظنون انها زوجتى و انا لم اصحح لهم المعلومة فهذا سيتحقق عاجلاً ام آجلاً.
الجميع كان يلقى التحية بالإنحناء لنا دون اى كلمة خوفاً ان يتم طردهم اذا تحدثوا، يبدو ان بيكهيون ابلى بلائاً حسناً.
كانت سوهيون تنظر حولها بتوتر بينما تتأمل المكان و الموظفين يقفون بإنتظام على الجانبين.
( سوهيون )
" تبدين شاردة الذهن؟ " تساءل جونج ان و نحن داخل المصعد اقف بجانبه .
" لا شئ، فقط اتساءل كيف لشخص صغير فى العمر ان يمتلك كل هذا وحده، هل هو إرث عائلى؟ "
" لا، انا لم احصل على شئ من عائلتى، لقد صنعت ثروتى بنفسى "
" مستحيل " قلتها بتهكم.
" لماذا؟ " تسائل بنظرات متعجبة.
" لا يمكن لاى شخص ان يحقق كل هذا القدر من الثراء وحده الا اذا كان يفعل شئ غير قانوني " اجبته بسخرية و نظرات متشككة.
" و من قال أننى حققت كل هذا وحدى "
" ماذا تقصد؟ "
" لدى شريك ، لقد فعلنا كل هذا معاً ، صنعنا تلك المجموعة من الصفر بمجهودنا و نحن نفتخر بذلك كثيراً "
" متشوقة لرؤية ذلك الشريك يبدو انك تقدره كثيراً ".
" لقد وصلنا " انهى الحديث عندما فتح باب المصعد ليخرج قبلى و هو يقوم بتحريك كرسيه بنفسه .
ظللت شاردة بتأمل ذلك المكان الراقى و المقاعد الجليدية لتقع عيناى على تلك الفتاة الواقفة بجانب مكتب يقع فى احد جوانب الغرفة، لم اشعر بالإرتياح إتجاهها و تلك الملابس القصيرة المبتزلة التى ترتديها، لابد انه يستمتع كثيرا بتواجده فالشركة.
" مرحباً بقدومك سيد جونج ان، اتمنى الله السلامة " اخبرته بطريقة مبتزلة لأقلب عيناى.
" شكرا لكى داهيون " صدمت حين تحدث معها بدون رسمية ، يا تُرى الى اى مدى تكون علاقتهم لتتحدث معه بدون رسمية هكذا ، هل يتسلى معها فالمكتب فى وقت فراغه .
" توقفى عن دفع الكرسى بتلك الطريقة، اتريدين ان يكسر ما تبقى من عظامى " صرخ بتذمر و انا اقوم بإدخاله إلى مكتبه بعد ان قطعت حديثه مع تلك المبذلة.
" لا اكترث ، لا بأس من بعض العظام المكسورة " اخبرته بسخرية و انا افكر جدياً بفعل ذلك لأرى نظرات التوتر على وجهه.
" ماذا الان؟ " سألته لأنظر لذلك المكتب ذا الطابع العملى الممل.
" ماذا تقصدين؟ "
" هل سأظل هنا ام سأرحل؟ اعتقد انك مشغول و لديك الكثير من الإجتماعات و انا لست بارعة فى الجلوس دون فعل شئ " اخبرته و انا اتخيل الامر بضجر.
" لن يطول الأمر سوف اقوم بالتوقيع على بعض الأوراق ، و هناك اجتماع لن يطول كثيراً ، ثم يمكننا الذهاب حينها "
" حسنا "
جلست على الأريكة فى احد جوانب الغرفة و انا اتأمل جونج ان الجالس على ذلك المكتب الكبير و ينظر فى احد الملفات على مكتبه بإهتمام، يبدوا عليه الجدية و التركيز، يليق به ان يكون رجل اعمال ان تلك الهالة تجعله اكثر جاذبية حقاً.
" توقفى عن النظر لى هكذا، اريد ان اركز " انتفضت من مكانى بعد ان تم الإمساك بى من قبله و انا اراقبه ، ذلك الخبيث كيف رآنى و هو منكب على تلك الأوراق بهذا الإهتمام.
" اخيراً يا رجل قد اتيت ، كدت افقد عقلى من كثرة ما تركته على كاهلى ، انت.... " انقذنى من الإحراج مقتحم الغرفة ، لكن كلمة إنقاذ لا تنطبق عليه على الإطلاق ، فأنا اود حرقه حياً بلا رحمة .
توقف عن الكلام ما ان رآنى فالمكتب لتتغير نظراته من الإرتياح إلى التوتر بينما اسلط نظراتى القاتلة عليه ذلك الخائن الكاذب .
" سو... سوهى، سعيد برؤيتك "
" و انا اكثر منك لا تتخيل الى اى مدى " اخبرته و انا اتقدم نحوه ليبتلع ما فى حلقه بتوتر.
" لا داعى لتخبرينى، ارى هذا على وجهك "
" إذاً لابد انك قد جهزت وصيتك إستعداداً للموت على يدى ايها اللعين " قلتها بغضب و صراخ ليبتعد بخوف.
" بربك سوهيون، لا تكبرى الأمور كنت فقط اساعدكم لتتصالحوا "
" توقفوا عن المشاجرة هنا، نحن فى مكان للعمل و ليس لشجار الأطفال " تكلم جونج ان بتجهم لألقى نظراتى المنزعجة نحوه قبل ان اتجاهله و اوجه انظارى الى بيكهيون.
" انت و كريستال انتظرا عقابكم "
جلست منتظرة ان ينهى توقيع تلك الاوراق التى احضرها بيكهيون و انا مازلت انظر الى بيكهيون بشر ليبدو عليه التوتر ، رغم ان الأمر قد انتهى و لم اعد منزعجة لكننى احب حين ازعجه و ايضاً مازلت منزعجة لأنه اتفق هو و الحقيرة الاخرى مع جونج ان بكل بساطة ضدى .
دخل جونج ان للإجتماع لأنفخ بضجر و انا اتأمل كل جزء فالغرفة ابحث فالمكتب عن اى شئ يسلينى حتى ينهى الاجتماع ، و لكن فقدت الامل بعد ان وجدت ان كل الكتب عن الاقتصاد و الهندسة و المبانى المملة.
كنت منغمسة فى قراءة عناوين تلك الكتب ليقاطعنى صوت هاتفى يعلن عن وصول رسالة .
( اضطررت إلى السفر من اجل عملاً ما، مضطر لتركك مع جونج ان ) نظرت إلى محتوى رسالة اخى بغرابة ، ما الذى يحدث و اللعنة ، يسافر فجأة بدون ان يخبرنى و يتركنى ايضاً مع جونج ان فى منزله بتلك البساطة؟ هناك خطباً ما بالتأكيد .
قررت ان اتصل به لأرى ما الخطب معه و بشأن ذلك السفر المفاجئ.
( الهاتف الذى طلبته خارج نطاق التغطية )
شعرت بالقلق يتسلل إلى بعد ان وجدت ان هاتفه مغلق ، هل يا تُرى قد حدث خطباً ما و لا يريد اخبارى.
قررت فالنهاية العودة لمنزل جونج ان لأرى ما الخطب معه، عسى ان الحق به قبل ان يرحل ، تركت رسالة على مكتب جونج ان اخبره اننى اضطررت للعودة للمنزل لأترك المكتب مسرعة.
وصلت إلى المنزل فى وقت قياسى بعد ان رشوت سائق التاكسى ليوصلنى سريعاً، شعرت بالإرتياح بعد ان سمعت صوت خطوات داخل المنزل بينما اقوم بإدخال كلمة السر الخاصة بالمنزل على اللوح.
" كيونج سو ، اين انت " صرخت بحثاً عن كيونج سو، بحثت فى كل مكان داخل المنزل عسى ان اجده، لأجده فارغ تماماً، هذا مستحيل متأكدة سمعت صوت احدهم يتحرك داخل المنزل.
تذكرت كونى لم ابحث فالدور العلوى للمنزل لأصعد سريعاً و ابدأ فتح الغرف بينما انادي عليه لكن دون رد مجدداً الغرف فارغة من اى احد.
نزلت مجدداً للأسفل بينما اعاود الاتصال هذه المرة كان هاتفه يرن.
" كيونج سو، اين انت و اللعنة ، عن اى عمل تتحدث ؟ ، لما ذهبت فجأة هكذا و لم تخبرنى من قبل انك ستسافر؟ "
" اضطررت للسفر لأجل عمل هام سوف اعود بعد ان انتهى ، لن يطول الامر ، على الإغلاق الان "
نظرت للهاتف بتعجب بعد ان اغلق الهاتف ، كان يتحدث و كأنه جهاز للرد الألى، لم يتحدث هكذا، هذا غريب حقاً، على اى حال من الجيد أننى استطعت الإطمئنان عليه، عندما يعود سوف استفسر منه عن سبب تصرفه الغريب.
لم اكد ان اتحرك من مكان حتى رن هاتفى مجدداً لأجده جونج ان.
" ماذا تريد؟ "
" ماذا اريد! اين ذهبتى و اللعنة، لقد تركتى تلك الملاحظة فقط و ذهبتى، الم اطلب منكى البقاء قليلاً " تكلم بهستيرية لأقلب عيناى على طريقته الطفولية للغاية مزعج.
" لقد ترك اخى رسالة غريبة يخبرنى انه مضطر للسفر لذلك عدت للمنزل لكننى لم الحق به "
" حقاً " تحدث بتفاجئ لأضحك بسخرية لأنه لم يستطيع إخفاء الفرح الذى شعرت به فى صوته .
" اشك بأن لك يد بالأمر " اخبرته بنبرة متشككة .
" و ما دخلى انا بالأمر ، اقسم اننى لا دخل لى بذهاب اخيكى ، لما دائماً تظلمينى هكذا " تحدث بتذمر طفولى لأضحك على طريقته.
" حسناً اصدقك، لكنك تحت المراقبة " اخبرته بمزاح ، لأتوقف مكانى فجأة لتمحى تلك الأبتسامة بعد ان رأيت تلك اللوحة الكبيرة قرب السلم ، لم انتبه إليها من قبل لأننى لم اقترب من ذلك الجزء من المنزل .
" اين ذهبتى؟ هل مازلتى على الهاتف؟ "
" على الإغلاق الأن ، لنتحدث حين تعود وداعاً " اغلقت الهاتف بسرعة و انا انظر لها بإهتمام.
تلك اللوحة لقد حلمت بها من قبل، اتذكرها جيداً، كانت لوحة لكوخ قديم، لوحة كبيرة تغطى جزء كبير من الحائط، اختار الألم هذا الوقت ليعاود ليؤلم رأسى بقوة كبيرة لتتغير الصورة امام عيناى.
كنت اصعد عبر سلم المنزل و صوت صراخ رجل قادم من باب معدنى مكان تلك اللوحة، فتحت عيناى و انا اضغط بيدى على رأسى الى ان اختفى الألم.
كدت ان التفت لأذهب من ذلك المكان لأتوقف مكانى بعد ان راودتنى فكرة ان اتأكد مما مر على رأسى منذ قليل.
مشيت مترددة نحو تلك اللوحة لأحاول رفعها من مكانها دون إيقاعها، كان الأمر صعب بعض الشئ لكبر حجم اللوحة لكن فالنهاية استطعت فعلها.
اتسعت عيناى بعدم تصديق و انا ارى ذلك الباب المعدنى امامى، كيف هذا؟ انه لم يكن مجرد وهم او هلوسة لقد كان هناك بالفعل، كيف استطعت رؤية شئ كهذا.
لقد كان وضع الباب سئ و كأن هناك شاحنة اصطدمت به و قامت بترك تلك العلامات عليه ، تقدمت إلى الباب بتردد لأقوم بدفعه بيدى ، لم اكن واثقة من انه قد يفتح معى لكنه فتح بالفعل، كانت الغرفة مظلمة بالرغم من ان الوقت ما زال نهاراً لكننى كنت استطيع الرؤية بسبب الضوء خارج المنزل لأبدأ البحث عن مفتاح الضوء لأجده بالقرب من الباب لتضئ الغرفة و استطيع رؤيتها بوضوح ، غرفة مغطاة بالكامل بالمعدن لا نوافذ بها فتحات تهوية بالأعلى لإصال الاكسچين للغرفة ، نظرت بصدمة بعد ان لمحت تلك السلاسل الحديدية المتصلة بالحائط المعدنى ، و كأنها صنعت لتكون سجناً لشيئاً خطير، اكملت اتجول بنظر لباقى الغرفة كانت فارغة تماماً، توقفت عند احد جوانب الغرفة لألمح صندوق متوسط الحجم موضوع فى احد الجوانب، قررت التقدم نحو ذلك الصندوق لأقوم بفتحه بعد تردد.
كان مليئاً بأغراض قديمة ، ساعة جيب تبدو قديمة للغاية و ملابس كانت تبدو ايضاً قديمة و كأنها من القرن العشرين توقف نظرى على دفترين كانو موضوعين فالصندوق كان احدهم بنى اللون يبدو قديم كباقى الاشياء فالصندوق و الأخر لونه احمر لا يبدو عليه انه قديم بل يبدو حديث.
قررت فتح ذلك الدفتر البنى القديم ليقع نظرى على تلك الجملة فى اول صفحة ( مذكرات كيم جونج ان )
وقفت فى مكانى و انا اقوم بفتحه لأنغمس فى قرائتها .
" ما هذا ايقوم بتأليف قصة خيالية؟ " قلتها بسخرية بعد ان اغلقت الدفتر البنى، لقد كانت تتحدث عن اشياء غريبة لعنة و سحرة لم اكن اعلم ان يكتب اشياء كهذه، هل يا تُرى يستخدم تلك الغرفة لتساعده على كتابة تلك الأشياء، على اى حال القصة كانت جيدة لكنها نهايتها حزينة سأخبره ان يغيرها عندما يعود ، اعلم انه سيغضب اننى اكتشفت مكانه السرى و بحثت فى اشيائه لكنه ايضاً استخدم اصدقائى ليتحالفوا معه ضدى، تعادلنا.
تركت ذلك الدفتر البنى لأمسك ذلك الدفتر الأحمر بحماس، متحمسة لقراءة هذا ايضاً، يا تُرى هل هى قصة اخرى ، نظرت لها بحماس لأقوم بفتحها ، مكتوب فى الصفة الاولى فى المنتصف مذكرات كيم جونج ان كالسابقة، هل هى جزء اخر من تلك الرواية قلبت الصفحة لأبدأ فالقراءة ، كانت مختلفة عن الاخرى لم يكن بها تفاصيل او احداث بل كلاماً قصير نوعاً ما فى منتصف كل صفحة.
( لم اعد اكتب مذكراتى كما اعتدت حين كانت حياتى طبيعية كبشرى ، بعد ان اصبحت ايامى مملة و جامدة ، لكن اليوم وجدت رغبة بالعودة لكتابتها ، لقد حدث امراً مزعج فى حياتى اليوم، و كل ذلك بسبب كريس، فجأة انقلبت حياتى بعد ان تحضر تلك الفتاة البشرية المزعجة، ذلك اللعين حين اراه )
( تلك الفتاة حقاً مزعجة، انها لا تحترم اى قوانين على الإطلاق، اخبرتها الا تتحدث معى و مازالت تثرثر دون توقف، اخبرتها ان يخدم كل شخص نفسه لكن الأمر انتهى بأننى من قمت بالطبخ و فوق كل هذا احضرت للمنزل فتى غريب يبدو غير مريح يدعى تاو مسهترة مزعجة فوضاوية )
" تاو؟ " نظرت بصدمة لذكر اسم تاو فذلك الدفتر، ربما مجرد تشابه اسماء، قلبت الصفحة لأعود لإكمال القراءة.
( يوم كارثي اخر تلك الفتاة عبارة عن كارثة متنقلة، استيقظت على رائحة حريق لأجدها تعد لى بيض محروق، انا متأكد ان كريس ارسلها لقتلى، و فوق كل هذا كدت ان اكشف امامها لقد تحولت عينى للأزرق بسبب الملح الذى وضعته فى ذلك الشئ المحروق ، كان على ان اعلم ان سرى سيكشف بسبب غبائها، فوق كل هذا اتت سويونج لتوبخنى بسببها من منا يجب توبيخه هنا )
( لا يمكننى تصديق ما حدث حتى الان لقد اتت إلى البيت فى وقتاً متأخر بصحبة ذلك الشاب و هى ثملة لقد قامت بتلقيبى الشيكولا المثيرة و قامت بتقبيلى تلك المستهترة المنحرفة ماذا ان كان شخصاً اخر قام بإستغلال الأمر )
( لقد حبست مع تلك الكارثة فى غرفتها بعد انقطاع الكهرباء، لقد تحدثت معها اكثر من الازم مازلت متفاجئ مما فعلت حتى الان، علمت انها طبيبة نفسية، لا اصدق تلك الكارثة طبيبة نفسية، لقد اخبرتها عما يؤلمنى بكل سهولة ربما هذا سر قدرة هؤلاء الاطباء عن إستخراج ما نخفيه )
( بسبب ذلك الرهان السخيف الذي كنت انا سببه، كسرت كل قوانينى و اصبحت اكثر إزعاجاً، لقد اصرت على القدوم معى إلى الشركة، كدت ان اكشف مجدداً امامها بسبب عدم السيطرة على غضبى لقد رأت عيون الذئب مجدداً ، حدث الكثير من الامور اليوم اكاد ان افقد صوابى، بسببها سوف تنتشر إشاعات انها زوجتى و اكتشفت ان المدير التنفيذى لشركتى يكون صديقها كانوا ينادون بعضهم بتدليل كان يناديها سوهى و هى تناديه بيكى و عانقوا بعضهم البعض فى مكتبى دون ان يهتموا بوجودى بينهم اتسائل كم من العشاق تملك ، فى نهاية الأمر تشاجرنا و كانت هى المنزعجة و كأننى انا من اتسبب فالمشاكل لها و ليس العكس )
( لا اصدق شيئاً كهذا حتى الان، لقد ذهبت معاها فى موعد، كيف وصلت الامور الى هذا الحد لا اعلم ، فقط حدث، اعلم ان هناك شيئاً تغير بداخلى ، تلك المزعجة قامت بإلقاء على سحر هى الأخرى )
( لم اكتب منذ مدة لقد حدث امور كثيرة فى تلك الفترة قرب موعد تحولى، لقد اكتشفت سوهيون امرى و وجدت تلك الغرفة حيث احبس نفسى فى ليلة اكتمال القمر الى ان تعود سيطرتى على نفسى، لا اصدق ان هذا حدث ذلك اللعين هيون شيك قريب اللعينة قام بحبثها معى يوم اكتمال القمر لا اصدق أننى كدت اقتلها اكاد افقد عقلى حين اتذكر، لقد افقت لأجدها قد حصلت على الكثير من الجروح بسببى لن اتحمل ان افقدها... )
اوقعت ذلك الدفتر من يدى بصدمة بعد ما قرأته، لا هذا مستحيل، لابد ان هذا كله اشياء وهمية هو فقط يستخدم اسماء اشخاص يعرفهم.
لمحت شيئاً كان بداخل الدفتر بعد ان انحنيت لإلتقاط الدفتر الذى وقع من يدى لأخرى ذلك الشئ الذى كان بداخله.
اتسعت عيناى بصدمة لأتراجع للخلف بغير تصديق.
" هذا مستحيل "
هذا ما استطعت النطق به بعد ما رأيته، كانت صورة لى مع جونج ان بينما يحملنى على ظهره في مكان يبدو كغابة.
" سوهيون " رفعت رأسى اثر هذا الصوت بصعوبة لأجد جونج ان امامى ينظر لى بهلع بينما ينظر بما امسك لأشعر بأننى لا استطيع التنفس و ذلك الألم يعود لرأسى لكن بشكل اقوى من كل مرة لتبدأ الرؤية تختفى تدريجياً من امام عيناى قبل ان اقع فى ثبات لأشعر بيد تمسكها حتى لا ارتضم بالأرض كان هذا اخر ما شعرت به قبل ان افقد وعى بشكل كامل.
*********
to be continued.....
ملحوظة مهمة ( الشئ الى طلبو كريس من مين هو هو إبعاد كيونج سو من البيت عن طريق التحكم بعقلوا عشان يتجنبوا كشف سرهم و دا كان السبب الرئيسى لطلب التصريح استخدام السحر على كيونج سو ، صوت الخطوات الى سمعتو سوهيون كان صوت خطوات مين هو )
Коментарі