30
( سوهيون )
هرولنا إلى الخارج بعد ان سمعنا صوتها المنزعج و يبدو انها تتشاجر مع احدهم .
" ما الذى تفعله هنا بحق اللعنه ؟ " صرخت كريستال يتفاجئ و عدم تصديق.
" لقد اتيت لقضاء العطلة معكى عزيزتى ظننت ان الأمر سيعجبك "
تنهدت بضجر حين لمحت القادم، كان على ان أدرك الأمر حين سمعت صراخها، بالتأكيد لا احد غيره يثير غضبها هكذا .
" يعجبنى؟ بالتأكيد قد اصبت برأسك " اخبرته بسخرية قبل ان تستأنف حديثها مجددا بعد ان تنهدت بإنزعاج " سوف اقولها مره واحده ، سوف تذهب من امام وجهى بهدوء او لست مسؤلة عن ما سأفعله إذا فقدت اعصابى " اخبرته بتهديد و هدوء مرعب .
" لن يذهب احد من هنا " آتى الصوت من خلفنا لنلتفت لمصدر الصوت، كان والد كريستال يتقدم نحو ابنته بنظرات منزعجة.
" ابى... " صرخت بها بإنزعاج و تفاجئ.
" انا من دعوته إلى الحضور إلى هنا لأننى كنت اعلم انكى لن تفعلى "
" لكن ابى... "
" انتهى النقاش، لا اعرف ما سبب الشجار بينكم، اىً كان فلتحلوه سريعاً "
كانت على وشك الإعتراض مجددا لأقاطعها انا هذه المره .
" لا تقلق عمى سوف يكون كل شئ بخير، انتظروا انتم فى غرفة المعيشة الا ان اذهب انا و كريستال لتحضير العشاء "
" لااااا " صرخوا بها جميعاً لأنظر لهم يتفاجئ .
" لا اعتقد انها فكره جيده عزيزتى سوهى سوف اتولى انا الطعام " اخبرنى تاو بتعابير متوترة .
"يااااا لما تعاملونى هكذا ، و هل انا سيئة السمعة فالطبخ إلى هذه الدرجة " صرخت بهم لأتنهد بإنزعاج " سوف نقوم بإعداد طعام شهى و سوف ترون، اليس كذلك كريستال؟ " اخبرتهم يتحدى رغم أننى غير واثقة مما افعل، لكننى ورطت نفسى بالأمر و قد فات الاوان ، وجهت حديثى لكريستال لتبتسم لى بتوتر
" سوهى لا اعتقد انها فكرة جيدة " همست لى بتوتر لأنظر لها بنظرات قاتلة لتصمت.
سحبت كريستال ورائى إلى المطبخ مبتعدة عنهم .
" إذاً ماذا سنفعل الأن؟ ، انتى تعلمى أننى ايضاً لا اجيد الطبخ " اخبرتنى كريستال بنبرة منزعجة مما ورطتها فيه .
" لا اعرف لقد اردت إنهاء الجدال ، و لم اجد نفسى سوى متورطة فى ذلك الأمر " اخبرتها بتوتر، بينما احرك يدى خلف عنقى.
" انتى حمقاء كبيرة سوهى، ما الذى وضعتنا به ، كان عليكى ترك تاو هو من يصنع الطعام "
" إلى اين انتى ذاهبة " اوقفتها قبل ان تخرج من المطبخ لتلتفت لى .
" ذاهبة لأطلب الطعام من الخارج قبل ان نموت جوعاً بسبب حماقاتك "
" لا، لا تفعلى هذا فسوف اوضع فى موقف محرج إذا احضرنا طعاماً من الخارج "
" افعلى ما تشائين سوهى، لكننى لن اشترك فى تلك الجريمة ، لست مستعدة لذهاب إلى السجن "
" كريستال انتظرى هنا، لن تتركينى وحدى " صرخت بها لكن دون جدوى.
و هكذا تركتنى الحمقاء و اصبحت وحدى الأن فى تلك الورطة، اكان يجب ان يزل لسانى اللعين.
وقفت وقتاً طويل افكر ماذا سأفعل بينما انظر داخل الثلاجة، لأقرر صنع المعكرونة، لكننى لا أعرف حتى ما مكوناتها ، اخرجت الهاتف من جيبي لأبحث عن بعض المعلومات لمساعدتى .
" اولاً على وضع المعكرونة فى مياه مغلية، حسناً هذا سهل "
بدأت بتحضير باقى المكونات بتردد ، لا أعرف اتمنى ان اكون افعل الشئ الصواب.
شعرت بحركة خلفى، لأبتسم بإرتياح لابد ان كريستال قررت الا تتركنى فى تلك الورطة اخيراً .
التفت خلفى لاتفاجئ بالقادم بتوتر .
" ماذا تفعل هنا؟ عليك الإنتظار فالخارج الا ان انتهى " اخبرته بينما اتجه نحوه لأدفعه بيدى نحو باب المطبخ.
" توقفى عن دفعى ، و دعينى ارى ماذا تفعلين " و هذا بالضبط ما لا اريده، تجاهلنى ليتجه بإتجاه الطعام الموضوع على النار.
" إن موهبتك فى الطبخ واضحة كثيراً " اخبرنى بسخرية لأنظر له بنظرات منزعجة.
" توقف عن السخرية ، ربما شكله ليس جيد كثيراً لكننى متأكدة بأن طعمه جيد " اخبرته بعناد رغم اننى اعلم ان الطعام كارثى، فالمعكرونة تبدو كالعجين و الصوص يبدو غريب قليلاً بعض الشئ، رغم اننى اتبعت كل التعليمات، يبدو ان تلكالمعلومات عبر الإنترنت خاطئة .
" لا اعتقد بأن المشكله فالمعلومات، لا ترمى اخطائك على االآخرين"
" ماذا؟ هل لديك القدرة على قراءة الأفكار ؟ " نظرت له يتفاجئ بينما اضع يداى على فمى.
" بل انت من تفكرين بصوتاً عالى " اخبرنى بسخرية بينما يقلب عيناه .
" ياااا ماذا تفعل؟ " صرخت به بينما اراه يرمى الطعام الذى صنعته فى القمامة.
" افعل ما يتوجب فعله، سوف نصنع طعاماً آخر صالح لأكل بدلاً من تلك الكارثة " تجاهلت حديثه الوقح معى لأركز على تلك الجملة، اقال للتو اننا سنصنع الطعام معاً، كم تمنيت فعل ذلك تبدو لى فكرة رومانسية رائعة.
" إلى متى ستتوقفين عندك تبتسمين كالبلهاء بينما تنظرين لى " جفلت على صوته لأنظر له بتوتر بينما اشعر بالحرارة تتسلل إلى وجنتاى.
" ياااا ماذا تظن نفسك، لم اكن انظر إليك، كنت افكر فشيئاً ما " اخبرته ناظرة فى جهة اخرى.
" متأكد انه أمراً يخصنى " اخبرنى بإبتسامة متهكمة لأشهق و ابتسم بسخرية.
" يا لك من مغرور، انت ... "
" توقفى عن الثرثرة و تعالى لتساعدينى " قاطعنى بينما كان منشغل فى تقطيع البصل بمهارة و سرعة .
" حسناً، ما المطلوب منى؟ "
" قومى بغسل الخضراوات الموجودة امامك و تقطيعهم ثم اسكبيهم فى الإناء الموضع على النار " اومئت له لأبدأ بغسل الخضراوات خاطفة بعض النظرات نحوه مراقبة له كيف يطهى الطعام بمهارة .
" متأكد انك لم تكن طباخاً مشهوراً فى ما مضى "
" العيش وحيداً لوقتاً طويل يمكن ان يصنع من الفرد طباخاً ماهراً " اخبرنى بشبح إبتسامة على وجهه.
" انا ايضاً كنت اعيش لوحدى الكثير من الوقت لكننى لا اجيد الطبخ "
" هذا لأنك فاشلة على اى حال " اخبرنى بينما يرمقنى بإبتسامة ساخرة لأقوم بضربه على كتفه بغضب .
" يالك من مزعج، انا لست فاشلة، فقط كان لدى امور تمنعنى من التفرغ لتعلم الطبخ" اخبرته بينما شردت بذهني فى حياتى لم يكن لدى اى وقت لتفرغ، كنت طوال الوقت منشغلة بعمليات الإحتيال انا و تاو، كنا نكتفي بإحضار الوجبات السريعة اثناء انشغالنا بالعمل.
" ياااا انتبهى لما تفعلين؟ " آتى تحذيره متأخراً لأننى جرحت يدى بالفعل بالسكين لأتآوه بألم.
" هل انتى حمقاء، عليكى الأنتباه اكثر حين تستخدمين أدوات حادة " صرخ بى موبخاً بينما ينظر للجرح فى اصبعى.
" أسفة لقد شردت قليلاً " اخبرته بصوت منخفض بينما اخفض نظرى عنه، جفلت سريعاً حين شعرت بلمس شفتيه على اصبع ليقوم بلعق جرحى لأشعر بتلك الكهرباء تسرى بداخلى.
" لا تخافى فالذئب بداخلى قد تناول طعامه فى الصباح و لن يأكلك " اخبرنى بتهكم.
" لست خائفة، بل تفاجئت فقط "
" هذا يساعد على إيقاف النزيف، يوجد حقيبة إسعافات أولية فى المطبخ، انتظرى قليلاً " ترك يدى ليتجه ناحية خزانة المطبخ ليفتح الرف الثانى
" كيف علمت بمكانها؟ " تسائلت يتفاجئ .
" امتلك حاسة شم قوية اكثر بكثير مما تتخيلين " اخبرنى بينما يتقدم نحوى و هو يحمل لاصق للجروح .
" آآه لقد نسيت الأمر، حسناً هذا يفسر كيف علمت ان الطعام الذى صنعته غير صالح " اخبرته بينما اتأمل يده بينما يضع الاصق برفق.
" صدقينى عزيزتى ، طعامك لا يحتاج لقدراتى الخارقة لأدرك الأمر " اخبرنى بتهكم و سخرية لأقوم بركله على قدمه فى غضب .
" ما دمت انا سيئة لتلك الدرجة ، فلتصنع الطعام وحدك إذاً " قمت بدفعه بيدى بإنزعاج لألتفت لتركه لأشعر بيده تسحبنى إلى الخلف ليوقفنى امام الطاولة و هو خلفى ، قام بالإمساك بيدى ليضع السكين بها بينما انا واقفة دون حراك.
" هكذا يجب ان تمسكى بالسكين اثناء تقطيع الطعام حتى لا تتأذى، ابعدى يدك اليسرى عن الجزء الذى تقومين بتقطيعه " كنت صامتة كلياً تاركه يديه الممسكة بيداى بإحكام و يحركها لتقطيع الخضراوات و انا لست مركزة معه بسبب صوته العميق قرب آذنى و أنفاسه التى تلفحها لأشعر بوتيرة انفاسى تضطرب، اللعنة عليك جونج ان، اتريد قتلى بحق الجحيم.
" كيف وجدت الرفقة فالخارج ؟ " حاولت التحدث فى اى شئ حتى الهى نفسى عن قربه منى بهذا الشكل .
" انهم رائعين لكن ليس جميعهم " اعلم انه يقصد تاو، فأنا لم اغفل عن الحرب الصامتة بينهم .
" اتمنى الا تجد صعوبة فالبقاء هنا، فأنا اعلم كم هذا صعباً عليك "
" لا تقلقى استطيع تدبر امرى جيداً، كما اننى استمتع بوقتى هنا، بالمناسبة لقد ثرثر بيكهيون كثيراً الليلة و اخبره بشأن زواجنا " اخبرنى بهدوء لأتنهد بإنزعاج، ذلك الأخرق بيكى على ان اقوم بقطع لسانه اللعين يوماً ما.
" كان على وضع حد للأمر منذ مدة، لقد تمادت تلك الكذبة كثيراً ، سوف اخبرهم الليلة انها كانت مجرد مزحة " اخبرته بإنزعاج، منزعجة من تصرفات بيكى الحمقاء .
" ليس هناك داعى لتخبريهم الأن، فأنا احتاج لأن اكون بقربك " جفلت على ما يقوله لتتسع عيناى بينما اشعر بدقات قلبى المتسارعة بسبب ما قاله و ما زاد الوضع سوءاً، ذلك الشاب مرسل لقتلى حتماً.
" ماذا؟ " سألته بنبرة متوترة بينما ابتلع ما فى خلقى.
" اقصد لأجل حمايتك ، فلا استطيع توقع ما تخطط له تلك اللعينة و ابن عمها " تنهدت بخيبة أمل، ماذا كان يتوقع عقلى اللعين المنحرف.
ساد الصمت بيننا لوقتاً ليس بقصير ليبتعد عنى ليضع الخضراوات المقطعة فالآناء، لأشعر بإنزعاج لإبتعاده عنى، أعترف انه راقنى قربه كثيراً، شعرت حين ابتعد و كأن قلبى ذهب عنه الدفئ.
" هل اتصل كريس و سويونج بك؟ لقد تأخروا " سألته قاطعة ذلك الصمت الموتر.
" لقد نسيت اخبارك انهم وصلوا و هم فالخارج الأن ، يبدو ان السيد كيم يحب الرفقة كثيراً "
" اجل ، انه ينتظر زياراتنا بفارغ الصبر، فهو بمثابة اب لنا جميعا، سوف تستمتع كثيراً من رفقته " نظرت له بنظرات مرحة.
" انا متأكد من ذلك و يبدو ان كريس و سويونج يتفقون معى بهذا الشأن ايضا، فأنا اسمع مزاحهم معه من هنا "
" تبدو ان رائحة الطعام شهية، لم استطع الجلوس فى هدوء و انا اشتمها " التفت لأجد سويونج التى اقتربت من الطعام الذى يقوم جونج ان بتحضيره كالمنومة مغناطيسياً حتى دون النظر لنا ليقوم جونج ان بإمساكها من ياقة ملابسها مانعاً اياها ان تقترب من الطعام اكثر من ذلك.
" يا إلهى الن تتوقفى عن تلك التصرفات الطفولية ، عودى من حيث آتيتى و انتظرى طعامك فى صبر كالقطة المطيعة.
" و هل رأيت يوماً قطة تنتظر طعامها فى صبر " اخبرته فى تهكم قبل ان تحاول محاولة الفرار من يده و لكن كانت محاولاتها فاشلة.
" يبدو انك تحتاج مساعدة هنا " التفت لمصدر الصوت لأجد كريس الذى ينظر لسويونج بسخرية قبل ان يتقدم نحونا.
" اجل آتيت بوقتك، خذ تلك المجنونة الجائعة للخارج الا ان ننتهى "
" من دواعى سرورى يا صديقى " اخبره بإبتسامة واسعة ليأخذ ياقة قميص سويونج من يد جونج ان.
" يااااا هل تمسكوا بكيس قمامة هنا، دعنى ايها الأحمق انت ايضاً " صرخت به محاولة الإفلات من يده لكن دون جدوى ايضاً فالأمر يبدو كفأر بين مخالب قط " اوه اسفه سويونج لم الحظ وجودك فأنا عندما ارى الطعام و انا جائعة افقد القدرة على التركيز " اخبرتنى بعد ان انتبهت لوجودى متناسية يد كريس التى مازلت ممسكة بها بتلك الطريقة المضحكة اومئت لها بينما مازلت تحت تأثير الصدمة، هؤلاء الثلاثة كتلة من الجنون.
" سوف ابعدها عنكم لبعض الوقت، لكننى لن استطيع كثيراً فأسرعوا، فسويونج قد تأكلكم و تأكلنى إذا ظلت جائعة " أخبرنا بنبرة ساخرة قبل ان يتركوا المطبخ ساحباً اياه بطريقة تقودونى للإنفجار من الضحك و هذا ما حدث لى كما انفجر جونج ان ضحكاً ايضاً.
" مجموعة مجانين " قلناها معاً لنعود للضحك مجدداً.
انهينا وضع الطعام على الأطباق و قام بتزينها بينما ذهبت لتحضير طاولة الطعام بمساعدة الرفاق.
جلسنا جميعاً معاً لينظروا للطعام بتفاجئ.
" هل أنتى من حضر ذلك الطعام؟ " سألنى العم كيم بشك
" اجل بعض الشئ " اخبرتهم بتوتر.
" سوهيون " نظر لى بيكهيون بنظراته البوليسية لأتنهد بإستسلام.
" حسناً لقد سعادنى جونج ان قليلاً "
" قليلاً فقط، يمكننى ان ارى الى اى مدى ساعدك " اخبرتنى كريستال بسخرية لأقوم بركلها أسفل الطاولة فمن سوء حظها انها تجلس بجانبى.
" متوحشة " اخبرتنى من بين اسنانها.
" لقد حصلتى على شاب وسيم و يجيد الطبخ، ارى ان احد طفلتاى تمتلك حظاً جيد " اخبرنى عمى كيم بمزاج لأبتسم له بتوتر.
" ليس طباخاً ماهراً كثيراً فأى شخص يمكنه صنع افضل من ذلك " قالها تاو بينما ينظر لجونج ان بإستخفاف.
" إذاً بالمرة القادمة ارنى قدراتك العظيمة بالطبخ تلك " ردها جونج ان له بنظرات متحدية لأشعر و كأن هناك حربا باردة تحصل هنا .
" ما رأيكم ان نجلس حول النار فالخارج قليلاً بعد تناول الطعام؟ " اقترحت محاولتاً الخروج من ذلك الجو الموتر.
" اجل انها فكرة رائعة، احب فعل هذا كثيراً " قالتها سويونج متحمسة من الفكرة.
" للأسف لن استطيع مرافقتكم، فقد اقترب موعد نومى، استمتعوا بوقتكم " اومئت له بإبتسامة متفهمة
( جونج ان )
ذلك الأخرق يستمر فى استفزازى بجميع الطرق الممكنة، انا لا آكل البشر، لكننى مستعد لكسر تلك القاعدة، إن كان هو طعامى.
خرجنا بعد تناول الطعام لإشعال الحطب بينما توجهوا الفتيات لإحضار المشروبات الساخنة.
" ارى ان الأمور تتطور بينك و بينها، اشم رائحة غيرة منتشرة فالجو " اخبرنى كريس بنبرته الإستفزازية بينما اقوم بإحضار المزيد من الحطب لأنظر له بإنزعاج.
" توقف عن إزعاجى، فبالتأكيد لاترغب بأن اتحول و اقوم بتناولك امام كل هذا الجموع من البشر " اخبرته بسخرية.
" دعك من تهديداتك ، و اخبرنى هل تحبها؟ " نظر لى بترقب لأقف بينما اشعر بتلك الدقات الضعيفة تعود بعد ان خطر فى ذهنى وجهها المبتسم لأمسك مكان قلبى بتوتر .
" اكل شيئ بخير جون ان؟ " سألنى كريس بتعابير قلقة .
" لا اعرف، هذا غريب بعض الشئ، لا اعرف إن كنت بخير ام لا " اخبرته بشرود بينما افكر فى تلك الظاهرة الغريبة.
" ماذا تقصد؟ لا افهم شيئاً "
" ايمكن لقلبى ان ينبض من جديد؟ " سألته بترقب لتتسع عيناه بغير تصديق.
" هل تقول ان قلب عاد ينبض؟ آنت متأكد؟ "
" لا اعرف لقد ظننته فى بادئ الأمر أننى اتوهم، أن دقات قلبى تعود لوقتاً قصير ثم تختفى لذلك اعتقد انى اتوهم، لكننى الأن لا اعتقد ذلك " تغيرت تعابير وجه كريس تدريجياً من الصدمة إلى تعابير فرحة لأنظر له فى تساؤل و فضول .
" يا إلهى لا اصدق، إن الأمر يحدث " قالها بإبتسامة فرحة.
" ما الذى تقصده و اللعنه؟ " سألته بنفاذ صبر مترقب إجابته.
" إن تأثير اللعنة يبدأ بالزوال، أنت تعود بشرى "
توسعت عيناى على مصرعها بينما استمع لكلماته، اشعر و كأن عقلى توقف عن التفكير كلياً، و تلك الكلمات تتردد فى ذهنى... انا اعود بشرى.
---------
هدوء، مريب يملئ ذلك المكان الغريب و كأن ما يسكنه اشباح، لا تسمع سوى خطوات الأقدام، حيث يتقدم اثنين عبر ذلك الممر الطويل يحاوطهم من الجهتين رجلين يرتدون عبارات سوداء تغطى وجوههم كمان يرتدوا الرجال الواقفين على جانبى الممر، يبدو لتلك الفتاة التى تدخل إلى هذا المكان الغريب لأول مرة فىحياتها و كأنها دخلت إلى احد افلام الرعب المبتزلة لدى البشر عكس ذلك الرجل الجامد االمشاعر بجانبها الذى يبدو عليه الثقة و تعابير وجهه الباردة التى لا يمكن معرفة ما تخفى خلفها من افكار .
وصلوا اخيراً إمام باب كبير يبدو أنه يؤدى إلى قاعة كبيرة.
" إنتظروا إلى ان ابلغ الساحر الكبير بوجودكم " أخبرهم احد الحراس الذين قاموا بإصالهم ليدخل إلى الداخل حوالى دقيقة قبل ان يعود ليسمح لهم بالدخول، و الفتاة يكاد يأكلها الفضول لمقابلة ذلك الساحر الكبير الذى تحدث عنه ذلك الحارس.
" ايم هيومين، لقد سمعت عنكى الكثير من هيون شيك، سعيد بقدومك كثيراً فلولا مساعدتك لما استطعنا الحصول على كتاب اللعنات ، اهلا بكى فى منظمة العين السوداء " مد يده لمصافحة يدى لترفع يدى للمصافحة بعد تردد لم يدم كثيراً.
" لقد اتيت ل... " كنت على وشك الحديث ليقاطعنى.
" اعلم لما انتى هنا، تحتاجين لأجوبة و انا هنا لأجيبك على جميع أسئلتك عزيزتى " اخبرها بإبتسامة باردة كتعبير وجهه الغير مريحة " اذهب انت هيون شيك لترى كيف تسير التحضيرات " استئنف حديثه موجهاً حديثه له بلهجة آمرة ليومئ له هيون شيك بطاعة قبل ان يخرج من القاعة بخطوات ثابتة.
" إذاً من اين تريدين ان نبدأ؟ " سألنى بهدوء
" ما هى تلك العين السوداء؟ " سألته فى ترقب
" منذ الآف السنين و يحكمنا مجلس السحرة و يضع لنا القوانين السخيفة آملين فى ترويضنا، يحمون البشر و يبدوهم على شعبهم، حتى قدراتنا لا نستطيع استخدامها بحرية، الا ان ظهر مجموعة من السحرة تمردوا على المجلس كان عقابهم السجن، الا ان قرر المتمردين الذين لم يسجنوا بعمل تلك المنظمة، هدفنا التخلص من المجلس الذى يقيد السحرة "
" لكن هذا مستحيل، المجلس لا يمكن تحطيمه انهم الأقوى لا يوجد اى ساحر يتجرأ على تحديهم " نظرت له بغير تصديق على عكس الرجل امامها، كان ثابت واثق رجل يعلم ماذا يفعل.
" نحن اقوى مما تتخيلين عزيزتى، نحن لم نكن نلهو طوال تلك الفترة " اخبرها بإبتسامة جانبية.
" لا اقصد... "
" اعلم بما تفكرين ، الم تسألى سبب اختيارنا لأسم العين السوداء؟ " نظرت له بتساؤل و فضول يعتريها .
" فى السنوات الأولى كان هدفنا ايجاد نوع من السحر يجعلنا اقوياء مما عليه السحرة العادين، شئ يزيد قوتنا يجعلنا لا نقهر، اثناء بحثنا وجد باحثينا مقبرة قديمة لرؤساء المجلس القدامى، لم تكن مقبرة عادية كانت تحمل اسرار بإمكانها قلب الآمور، وجدنا بها كتب تتحدث عن سحر قديم يسمى العين السوداء، استطعنا زيادة قوتنا، لم نعد مجرد سحرة، بل اكثر من مجرد سحرة لكن هذا ليس كافى ابداً لنواجههم، كان علينا الحصول على طريقة اقوى "
" تلك الطريقة هى الكتب المحرمة الخمس "
" بالضبط، لقد فشلنا فى تنفيذ تلك المهمة فى الماضى و استطاعوا تفريقها عبر فروعنا فالعالم، لكن بعد محاولات عديدة استطعنا ذلك و بفضلك الكتاب الخامس اصبح معنا "
" و ما المطلوب منى الأن؟ " سألته بجمود.
" انتى ساحرة قوية هيومين، وجودك سيفيدنا كثيراً فى تحقيق اهدافنا إذا تم تزويدك بقوة العين السوداء، يمكنك ان تحصلى على ما تريدين، اى شئ "
" و هذا ما انا موجودة لأجله و قبل اى شئ الإنتقام من مجلس السحرة " اخبرته بإصرار ليبتسم لها و كأنه وجد ضالته.
" ما المطلوب منى بالضبط لتنفيذ ذلك ؟ "
" لقد انتهينا من الخطوة الأصعب و حصلنا على الكتب، ظل خطوة واحدة لا احد يستطيع تنفيذها غيرك "
" و ما هى؟ "
" نحتاج للبشرى المصاب باللعنة " اخبرها بهدوء لتتوسع عيناها .
" ماذا؟ "
**********
هرولنا إلى الخارج بعد ان سمعنا صوتها المنزعج و يبدو انها تتشاجر مع احدهم .
" ما الذى تفعله هنا بحق اللعنه ؟ " صرخت كريستال يتفاجئ و عدم تصديق.
" لقد اتيت لقضاء العطلة معكى عزيزتى ظننت ان الأمر سيعجبك "
تنهدت بضجر حين لمحت القادم، كان على ان أدرك الأمر حين سمعت صراخها، بالتأكيد لا احد غيره يثير غضبها هكذا .
" يعجبنى؟ بالتأكيد قد اصبت برأسك " اخبرته بسخرية قبل ان تستأنف حديثها مجددا بعد ان تنهدت بإنزعاج " سوف اقولها مره واحده ، سوف تذهب من امام وجهى بهدوء او لست مسؤلة عن ما سأفعله إذا فقدت اعصابى " اخبرته بتهديد و هدوء مرعب .
" لن يذهب احد من هنا " آتى الصوت من خلفنا لنلتفت لمصدر الصوت، كان والد كريستال يتقدم نحو ابنته بنظرات منزعجة.
" ابى... " صرخت بها بإنزعاج و تفاجئ.
" انا من دعوته إلى الحضور إلى هنا لأننى كنت اعلم انكى لن تفعلى "
" لكن ابى... "
" انتهى النقاش، لا اعرف ما سبب الشجار بينكم، اىً كان فلتحلوه سريعاً "
كانت على وشك الإعتراض مجددا لأقاطعها انا هذه المره .
" لا تقلق عمى سوف يكون كل شئ بخير، انتظروا انتم فى غرفة المعيشة الا ان اذهب انا و كريستال لتحضير العشاء "
" لااااا " صرخوا بها جميعاً لأنظر لهم يتفاجئ .
" لا اعتقد انها فكره جيده عزيزتى سوهى سوف اتولى انا الطعام " اخبرنى تاو بتعابير متوترة .
"يااااا لما تعاملونى هكذا ، و هل انا سيئة السمعة فالطبخ إلى هذه الدرجة " صرخت بهم لأتنهد بإنزعاج " سوف نقوم بإعداد طعام شهى و سوف ترون، اليس كذلك كريستال؟ " اخبرتهم يتحدى رغم أننى غير واثقة مما افعل، لكننى ورطت نفسى بالأمر و قد فات الاوان ، وجهت حديثى لكريستال لتبتسم لى بتوتر
" سوهى لا اعتقد انها فكرة جيدة " همست لى بتوتر لأنظر لها بنظرات قاتلة لتصمت.
سحبت كريستال ورائى إلى المطبخ مبتعدة عنهم .
" إذاً ماذا سنفعل الأن؟ ، انتى تعلمى أننى ايضاً لا اجيد الطبخ " اخبرتنى كريستال بنبرة منزعجة مما ورطتها فيه .
" لا اعرف لقد اردت إنهاء الجدال ، و لم اجد نفسى سوى متورطة فى ذلك الأمر " اخبرتها بتوتر، بينما احرك يدى خلف عنقى.
" انتى حمقاء كبيرة سوهى، ما الذى وضعتنا به ، كان عليكى ترك تاو هو من يصنع الطعام "
" إلى اين انتى ذاهبة " اوقفتها قبل ان تخرج من المطبخ لتلتفت لى .
" ذاهبة لأطلب الطعام من الخارج قبل ان نموت جوعاً بسبب حماقاتك "
" لا، لا تفعلى هذا فسوف اوضع فى موقف محرج إذا احضرنا طعاماً من الخارج "
" افعلى ما تشائين سوهى، لكننى لن اشترك فى تلك الجريمة ، لست مستعدة لذهاب إلى السجن "
" كريستال انتظرى هنا، لن تتركينى وحدى " صرخت بها لكن دون جدوى.
و هكذا تركتنى الحمقاء و اصبحت وحدى الأن فى تلك الورطة، اكان يجب ان يزل لسانى اللعين.
وقفت وقتاً طويل افكر ماذا سأفعل بينما انظر داخل الثلاجة، لأقرر صنع المعكرونة، لكننى لا أعرف حتى ما مكوناتها ، اخرجت الهاتف من جيبي لأبحث عن بعض المعلومات لمساعدتى .
" اولاً على وضع المعكرونة فى مياه مغلية، حسناً هذا سهل "
بدأت بتحضير باقى المكونات بتردد ، لا أعرف اتمنى ان اكون افعل الشئ الصواب.
شعرت بحركة خلفى، لأبتسم بإرتياح لابد ان كريستال قررت الا تتركنى فى تلك الورطة اخيراً .
التفت خلفى لاتفاجئ بالقادم بتوتر .
" ماذا تفعل هنا؟ عليك الإنتظار فالخارج الا ان انتهى " اخبرته بينما اتجه نحوه لأدفعه بيدى نحو باب المطبخ.
" توقفى عن دفعى ، و دعينى ارى ماذا تفعلين " و هذا بالضبط ما لا اريده، تجاهلنى ليتجه بإتجاه الطعام الموضوع على النار.
" إن موهبتك فى الطبخ واضحة كثيراً " اخبرنى بسخرية لأنظر له بنظرات منزعجة.
" توقف عن السخرية ، ربما شكله ليس جيد كثيراً لكننى متأكدة بأن طعمه جيد " اخبرته بعناد رغم اننى اعلم ان الطعام كارثى، فالمعكرونة تبدو كالعجين و الصوص يبدو غريب قليلاً بعض الشئ، رغم اننى اتبعت كل التعليمات، يبدو ان تلكالمعلومات عبر الإنترنت خاطئة .
" لا اعتقد بأن المشكله فالمعلومات، لا ترمى اخطائك على االآخرين"
" ماذا؟ هل لديك القدرة على قراءة الأفكار ؟ " نظرت له يتفاجئ بينما اضع يداى على فمى.
" بل انت من تفكرين بصوتاً عالى " اخبرنى بسخرية بينما يقلب عيناه .
" ياااا ماذا تفعل؟ " صرخت به بينما اراه يرمى الطعام الذى صنعته فى القمامة.
" افعل ما يتوجب فعله، سوف نصنع طعاماً آخر صالح لأكل بدلاً من تلك الكارثة " تجاهلت حديثه الوقح معى لأركز على تلك الجملة، اقال للتو اننا سنصنع الطعام معاً، كم تمنيت فعل ذلك تبدو لى فكرة رومانسية رائعة.
" إلى متى ستتوقفين عندك تبتسمين كالبلهاء بينما تنظرين لى " جفلت على صوته لأنظر له بتوتر بينما اشعر بالحرارة تتسلل إلى وجنتاى.
" ياااا ماذا تظن نفسك، لم اكن انظر إليك، كنت افكر فشيئاً ما " اخبرته ناظرة فى جهة اخرى.
" متأكد انه أمراً يخصنى " اخبرنى بإبتسامة متهكمة لأشهق و ابتسم بسخرية.
" يا لك من مغرور، انت ... "
" توقفى عن الثرثرة و تعالى لتساعدينى " قاطعنى بينما كان منشغل فى تقطيع البصل بمهارة و سرعة .
" حسناً، ما المطلوب منى؟ "
" قومى بغسل الخضراوات الموجودة امامك و تقطيعهم ثم اسكبيهم فى الإناء الموضع على النار " اومئت له لأبدأ بغسل الخضراوات خاطفة بعض النظرات نحوه مراقبة له كيف يطهى الطعام بمهارة .
" متأكد انك لم تكن طباخاً مشهوراً فى ما مضى "
" العيش وحيداً لوقتاً طويل يمكن ان يصنع من الفرد طباخاً ماهراً " اخبرنى بشبح إبتسامة على وجهه.
" انا ايضاً كنت اعيش لوحدى الكثير من الوقت لكننى لا اجيد الطبخ "
" هذا لأنك فاشلة على اى حال " اخبرنى بينما يرمقنى بإبتسامة ساخرة لأقوم بضربه على كتفه بغضب .
" يالك من مزعج، انا لست فاشلة، فقط كان لدى امور تمنعنى من التفرغ لتعلم الطبخ" اخبرته بينما شردت بذهني فى حياتى لم يكن لدى اى وقت لتفرغ، كنت طوال الوقت منشغلة بعمليات الإحتيال انا و تاو، كنا نكتفي بإحضار الوجبات السريعة اثناء انشغالنا بالعمل.
" ياااا انتبهى لما تفعلين؟ " آتى تحذيره متأخراً لأننى جرحت يدى بالفعل بالسكين لأتآوه بألم.
" هل انتى حمقاء، عليكى الأنتباه اكثر حين تستخدمين أدوات حادة " صرخ بى موبخاً بينما ينظر للجرح فى اصبعى.
" أسفة لقد شردت قليلاً " اخبرته بصوت منخفض بينما اخفض نظرى عنه، جفلت سريعاً حين شعرت بلمس شفتيه على اصبع ليقوم بلعق جرحى لأشعر بتلك الكهرباء تسرى بداخلى.
" لا تخافى فالذئب بداخلى قد تناول طعامه فى الصباح و لن يأكلك " اخبرنى بتهكم.
" لست خائفة، بل تفاجئت فقط "
" هذا يساعد على إيقاف النزيف، يوجد حقيبة إسعافات أولية فى المطبخ، انتظرى قليلاً " ترك يدى ليتجه ناحية خزانة المطبخ ليفتح الرف الثانى
" كيف علمت بمكانها؟ " تسائلت يتفاجئ .
" امتلك حاسة شم قوية اكثر بكثير مما تتخيلين " اخبرنى بينما يتقدم نحوى و هو يحمل لاصق للجروح .
" آآه لقد نسيت الأمر، حسناً هذا يفسر كيف علمت ان الطعام الذى صنعته غير صالح " اخبرته بينما اتأمل يده بينما يضع الاصق برفق.
" صدقينى عزيزتى ، طعامك لا يحتاج لقدراتى الخارقة لأدرك الأمر " اخبرنى بتهكم و سخرية لأقوم بركله على قدمه فى غضب .
" ما دمت انا سيئة لتلك الدرجة ، فلتصنع الطعام وحدك إذاً " قمت بدفعه بيدى بإنزعاج لألتفت لتركه لأشعر بيده تسحبنى إلى الخلف ليوقفنى امام الطاولة و هو خلفى ، قام بالإمساك بيدى ليضع السكين بها بينما انا واقفة دون حراك.
" هكذا يجب ان تمسكى بالسكين اثناء تقطيع الطعام حتى لا تتأذى، ابعدى يدك اليسرى عن الجزء الذى تقومين بتقطيعه " كنت صامتة كلياً تاركه يديه الممسكة بيداى بإحكام و يحركها لتقطيع الخضراوات و انا لست مركزة معه بسبب صوته العميق قرب آذنى و أنفاسه التى تلفحها لأشعر بوتيرة انفاسى تضطرب، اللعنة عليك جونج ان، اتريد قتلى بحق الجحيم.
" كيف وجدت الرفقة فالخارج ؟ " حاولت التحدث فى اى شئ حتى الهى نفسى عن قربه منى بهذا الشكل .
" انهم رائعين لكن ليس جميعهم " اعلم انه يقصد تاو، فأنا لم اغفل عن الحرب الصامتة بينهم .
" اتمنى الا تجد صعوبة فالبقاء هنا، فأنا اعلم كم هذا صعباً عليك "
" لا تقلقى استطيع تدبر امرى جيداً، كما اننى استمتع بوقتى هنا، بالمناسبة لقد ثرثر بيكهيون كثيراً الليلة و اخبره بشأن زواجنا " اخبرنى بهدوء لأتنهد بإنزعاج، ذلك الأخرق بيكى على ان اقوم بقطع لسانه اللعين يوماً ما.
" كان على وضع حد للأمر منذ مدة، لقد تمادت تلك الكذبة كثيراً ، سوف اخبرهم الليلة انها كانت مجرد مزحة " اخبرته بإنزعاج، منزعجة من تصرفات بيكى الحمقاء .
" ليس هناك داعى لتخبريهم الأن، فأنا احتاج لأن اكون بقربك " جفلت على ما يقوله لتتسع عيناى بينما اشعر بدقات قلبى المتسارعة بسبب ما قاله و ما زاد الوضع سوءاً، ذلك الشاب مرسل لقتلى حتماً.
" ماذا؟ " سألته بنبرة متوترة بينما ابتلع ما فى خلقى.
" اقصد لأجل حمايتك ، فلا استطيع توقع ما تخطط له تلك اللعينة و ابن عمها " تنهدت بخيبة أمل، ماذا كان يتوقع عقلى اللعين المنحرف.
ساد الصمت بيننا لوقتاً ليس بقصير ليبتعد عنى ليضع الخضراوات المقطعة فالآناء، لأشعر بإنزعاج لإبتعاده عنى، أعترف انه راقنى قربه كثيراً، شعرت حين ابتعد و كأن قلبى ذهب عنه الدفئ.
" هل اتصل كريس و سويونج بك؟ لقد تأخروا " سألته قاطعة ذلك الصمت الموتر.
" لقد نسيت اخبارك انهم وصلوا و هم فالخارج الأن ، يبدو ان السيد كيم يحب الرفقة كثيراً "
" اجل ، انه ينتظر زياراتنا بفارغ الصبر، فهو بمثابة اب لنا جميعا، سوف تستمتع كثيراً من رفقته " نظرت له بنظرات مرحة.
" انا متأكد من ذلك و يبدو ان كريس و سويونج يتفقون معى بهذا الشأن ايضا، فأنا اسمع مزاحهم معه من هنا "
" تبدو ان رائحة الطعام شهية، لم استطع الجلوس فى هدوء و انا اشتمها " التفت لأجد سويونج التى اقتربت من الطعام الذى يقوم جونج ان بتحضيره كالمنومة مغناطيسياً حتى دون النظر لنا ليقوم جونج ان بإمساكها من ياقة ملابسها مانعاً اياها ان تقترب من الطعام اكثر من ذلك.
" يا إلهى الن تتوقفى عن تلك التصرفات الطفولية ، عودى من حيث آتيتى و انتظرى طعامك فى صبر كالقطة المطيعة.
" و هل رأيت يوماً قطة تنتظر طعامها فى صبر " اخبرته فى تهكم قبل ان تحاول محاولة الفرار من يده و لكن كانت محاولاتها فاشلة.
" يبدو انك تحتاج مساعدة هنا " التفت لمصدر الصوت لأجد كريس الذى ينظر لسويونج بسخرية قبل ان يتقدم نحونا.
" اجل آتيت بوقتك، خذ تلك المجنونة الجائعة للخارج الا ان ننتهى "
" من دواعى سرورى يا صديقى " اخبره بإبتسامة واسعة ليأخذ ياقة قميص سويونج من يد جونج ان.
" يااااا هل تمسكوا بكيس قمامة هنا، دعنى ايها الأحمق انت ايضاً " صرخت به محاولة الإفلات من يده لكن دون جدوى ايضاً فالأمر يبدو كفأر بين مخالب قط " اوه اسفه سويونج لم الحظ وجودك فأنا عندما ارى الطعام و انا جائعة افقد القدرة على التركيز " اخبرتنى بعد ان انتبهت لوجودى متناسية يد كريس التى مازلت ممسكة بها بتلك الطريقة المضحكة اومئت لها بينما مازلت تحت تأثير الصدمة، هؤلاء الثلاثة كتلة من الجنون.
" سوف ابعدها عنكم لبعض الوقت، لكننى لن استطيع كثيراً فأسرعوا، فسويونج قد تأكلكم و تأكلنى إذا ظلت جائعة " أخبرنا بنبرة ساخرة قبل ان يتركوا المطبخ ساحباً اياه بطريقة تقودونى للإنفجار من الضحك و هذا ما حدث لى كما انفجر جونج ان ضحكاً ايضاً.
" مجموعة مجانين " قلناها معاً لنعود للضحك مجدداً.
انهينا وضع الطعام على الأطباق و قام بتزينها بينما ذهبت لتحضير طاولة الطعام بمساعدة الرفاق.
جلسنا جميعاً معاً لينظروا للطعام بتفاجئ.
" هل أنتى من حضر ذلك الطعام؟ " سألنى العم كيم بشك
" اجل بعض الشئ " اخبرتهم بتوتر.
" سوهيون " نظر لى بيكهيون بنظراته البوليسية لأتنهد بإستسلام.
" حسناً لقد سعادنى جونج ان قليلاً "
" قليلاً فقط، يمكننى ان ارى الى اى مدى ساعدك " اخبرتنى كريستال بسخرية لأقوم بركلها أسفل الطاولة فمن سوء حظها انها تجلس بجانبى.
" متوحشة " اخبرتنى من بين اسنانها.
" لقد حصلتى على شاب وسيم و يجيد الطبخ، ارى ان احد طفلتاى تمتلك حظاً جيد " اخبرنى عمى كيم بمزاج لأبتسم له بتوتر.
" ليس طباخاً ماهراً كثيراً فأى شخص يمكنه صنع افضل من ذلك " قالها تاو بينما ينظر لجونج ان بإستخفاف.
" إذاً بالمرة القادمة ارنى قدراتك العظيمة بالطبخ تلك " ردها جونج ان له بنظرات متحدية لأشعر و كأن هناك حربا باردة تحصل هنا .
" ما رأيكم ان نجلس حول النار فالخارج قليلاً بعد تناول الطعام؟ " اقترحت محاولتاً الخروج من ذلك الجو الموتر.
" اجل انها فكرة رائعة، احب فعل هذا كثيراً " قالتها سويونج متحمسة من الفكرة.
" للأسف لن استطيع مرافقتكم، فقد اقترب موعد نومى، استمتعوا بوقتكم " اومئت له بإبتسامة متفهمة
( جونج ان )
ذلك الأخرق يستمر فى استفزازى بجميع الطرق الممكنة، انا لا آكل البشر، لكننى مستعد لكسر تلك القاعدة، إن كان هو طعامى.
خرجنا بعد تناول الطعام لإشعال الحطب بينما توجهوا الفتيات لإحضار المشروبات الساخنة.
" ارى ان الأمور تتطور بينك و بينها، اشم رائحة غيرة منتشرة فالجو " اخبرنى كريس بنبرته الإستفزازية بينما اقوم بإحضار المزيد من الحطب لأنظر له بإنزعاج.
" توقف عن إزعاجى، فبالتأكيد لاترغب بأن اتحول و اقوم بتناولك امام كل هذا الجموع من البشر " اخبرته بسخرية.
" دعك من تهديداتك ، و اخبرنى هل تحبها؟ " نظر لى بترقب لأقف بينما اشعر بتلك الدقات الضعيفة تعود بعد ان خطر فى ذهنى وجهها المبتسم لأمسك مكان قلبى بتوتر .
" اكل شيئ بخير جون ان؟ " سألنى كريس بتعابير قلقة .
" لا اعرف، هذا غريب بعض الشئ، لا اعرف إن كنت بخير ام لا " اخبرته بشرود بينما افكر فى تلك الظاهرة الغريبة.
" ماذا تقصد؟ لا افهم شيئاً "
" ايمكن لقلبى ان ينبض من جديد؟ " سألته بترقب لتتسع عيناه بغير تصديق.
" هل تقول ان قلب عاد ينبض؟ آنت متأكد؟ "
" لا اعرف لقد ظننته فى بادئ الأمر أننى اتوهم، أن دقات قلبى تعود لوقتاً قصير ثم تختفى لذلك اعتقد انى اتوهم، لكننى الأن لا اعتقد ذلك " تغيرت تعابير وجه كريس تدريجياً من الصدمة إلى تعابير فرحة لأنظر له فى تساؤل و فضول .
" يا إلهى لا اصدق، إن الأمر يحدث " قالها بإبتسامة فرحة.
" ما الذى تقصده و اللعنه؟ " سألته بنفاذ صبر مترقب إجابته.
" إن تأثير اللعنة يبدأ بالزوال، أنت تعود بشرى "
توسعت عيناى على مصرعها بينما استمع لكلماته، اشعر و كأن عقلى توقف عن التفكير كلياً، و تلك الكلمات تتردد فى ذهنى... انا اعود بشرى.
---------
هدوء، مريب يملئ ذلك المكان الغريب و كأن ما يسكنه اشباح، لا تسمع سوى خطوات الأقدام، حيث يتقدم اثنين عبر ذلك الممر الطويل يحاوطهم من الجهتين رجلين يرتدون عبارات سوداء تغطى وجوههم كمان يرتدوا الرجال الواقفين على جانبى الممر، يبدو لتلك الفتاة التى تدخل إلى هذا المكان الغريب لأول مرة فىحياتها و كأنها دخلت إلى احد افلام الرعب المبتزلة لدى البشر عكس ذلك الرجل الجامد االمشاعر بجانبها الذى يبدو عليه الثقة و تعابير وجهه الباردة التى لا يمكن معرفة ما تخفى خلفها من افكار .
وصلوا اخيراً إمام باب كبير يبدو أنه يؤدى إلى قاعة كبيرة.
" إنتظروا إلى ان ابلغ الساحر الكبير بوجودكم " أخبرهم احد الحراس الذين قاموا بإصالهم ليدخل إلى الداخل حوالى دقيقة قبل ان يعود ليسمح لهم بالدخول، و الفتاة يكاد يأكلها الفضول لمقابلة ذلك الساحر الكبير الذى تحدث عنه ذلك الحارس.
" ايم هيومين، لقد سمعت عنكى الكثير من هيون شيك، سعيد بقدومك كثيراً فلولا مساعدتك لما استطعنا الحصول على كتاب اللعنات ، اهلا بكى فى منظمة العين السوداء " مد يده لمصافحة يدى لترفع يدى للمصافحة بعد تردد لم يدم كثيراً.
" لقد اتيت ل... " كنت على وشك الحديث ليقاطعنى.
" اعلم لما انتى هنا، تحتاجين لأجوبة و انا هنا لأجيبك على جميع أسئلتك عزيزتى " اخبرها بإبتسامة باردة كتعبير وجهه الغير مريحة " اذهب انت هيون شيك لترى كيف تسير التحضيرات " استئنف حديثه موجهاً حديثه له بلهجة آمرة ليومئ له هيون شيك بطاعة قبل ان يخرج من القاعة بخطوات ثابتة.
" إذاً من اين تريدين ان نبدأ؟ " سألنى بهدوء
" ما هى تلك العين السوداء؟ " سألته فى ترقب
" منذ الآف السنين و يحكمنا مجلس السحرة و يضع لنا القوانين السخيفة آملين فى ترويضنا، يحمون البشر و يبدوهم على شعبهم، حتى قدراتنا لا نستطيع استخدامها بحرية، الا ان ظهر مجموعة من السحرة تمردوا على المجلس كان عقابهم السجن، الا ان قرر المتمردين الذين لم يسجنوا بعمل تلك المنظمة، هدفنا التخلص من المجلس الذى يقيد السحرة "
" لكن هذا مستحيل، المجلس لا يمكن تحطيمه انهم الأقوى لا يوجد اى ساحر يتجرأ على تحديهم " نظرت له بغير تصديق على عكس الرجل امامها، كان ثابت واثق رجل يعلم ماذا يفعل.
" نحن اقوى مما تتخيلين عزيزتى، نحن لم نكن نلهو طوال تلك الفترة " اخبرها بإبتسامة جانبية.
" لا اقصد... "
" اعلم بما تفكرين ، الم تسألى سبب اختيارنا لأسم العين السوداء؟ " نظرت له بتساؤل و فضول يعتريها .
" فى السنوات الأولى كان هدفنا ايجاد نوع من السحر يجعلنا اقوياء مما عليه السحرة العادين، شئ يزيد قوتنا يجعلنا لا نقهر، اثناء بحثنا وجد باحثينا مقبرة قديمة لرؤساء المجلس القدامى، لم تكن مقبرة عادية كانت تحمل اسرار بإمكانها قلب الآمور، وجدنا بها كتب تتحدث عن سحر قديم يسمى العين السوداء، استطعنا زيادة قوتنا، لم نعد مجرد سحرة، بل اكثر من مجرد سحرة لكن هذا ليس كافى ابداً لنواجههم، كان علينا الحصول على طريقة اقوى "
" تلك الطريقة هى الكتب المحرمة الخمس "
" بالضبط، لقد فشلنا فى تنفيذ تلك المهمة فى الماضى و استطاعوا تفريقها عبر فروعنا فالعالم، لكن بعد محاولات عديدة استطعنا ذلك و بفضلك الكتاب الخامس اصبح معنا "
" و ما المطلوب منى الأن؟ " سألته بجمود.
" انتى ساحرة قوية هيومين، وجودك سيفيدنا كثيراً فى تحقيق اهدافنا إذا تم تزويدك بقوة العين السوداء، يمكنك ان تحصلى على ما تريدين، اى شئ "
" و هذا ما انا موجودة لأجله و قبل اى شئ الإنتقام من مجلس السحرة " اخبرته بإصرار ليبتسم لها و كأنه وجد ضالته.
" ما المطلوب منى بالضبط لتنفيذ ذلك ؟ "
" لقد انتهينا من الخطوة الأصعب و حصلنا على الكتب، ظل خطوة واحدة لا احد يستطيع تنفيذها غيرك "
" و ما هى؟ "
" نحتاج للبشرى المصاب باللعنة " اخبرها بهدوء لتتوسع عيناها .
" ماذا؟ "
**********
Коментарі