CH0
CH1
CH2
CH3
CH4
CH5
CH6
CH7
CH8
CH9
CH10
CH11
CH12
CH13
CH14
CH15
CH16
CH17
CH18
CH19
CH20
CH21
CH22
CH23
CH24.p1
CH24.p2
Mini CH
CH24.p3
CH24.p4
CH13

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ماذا مالذي قلته للتو ؟" صرخ بها ذاك الرجل بأعلى صوته بتلك الغرفة الصغيرة

الموظف:"لقد اتصل و قـ قال إنه لا يمكنه القدوم " بارتباك شديد

المدرب:"هل قال السبب أم ترك المجال لك لاختلاق الأعذار كالعادة؟" قالها و هو ممسكا به من كتفه حتى يتسنى له دراسة تعبير وجهه جيدا

الموظف:"إ-إنه بالمشفى بـ بسبب إصابته المرة الماضية " بارتباك و خوفا شديد ، قد يفقد وظفته هذه المرة حتما

المدرب:"و هو يربت على كتفه مفرقا بين شفتاه بضحكة عالية ساخرة أرعبت كل خلية بجسد ذاك الموظف المسكين و لكن قبل أن يطلق العنان لكلماته فتح الباب تلك الحجرة الصغيرة فجأة مظهرا موظفا شابا أخر ،مرتعدا من الخوف فلا أحد يقف أمام المدرب *مون*و ينجوا

المدرب:"افتح فمك اللعين هذا أو ارحل للجحيم " بحنق شديد تبديه كل كلمة تخرج من ثغره

الموظف الأخر:"سـ سيدي لقد وصل الشخص ا-الذي تم طلبه من مساعدين الكواليس ا-لخاصين " بارتباك شديد أظهرته حروفه التي تبعثرت حال وقوع عينيه بعينيه الوحش ذاك

المدرب:"مالذي تنتظره أيها الوغد اللعين ادخله حالا" بصراخ كافي ليصل للبيت الأزرق

"حــ ح- حاضر سيدي " ليركض كالطائر فتح له باب القفص و لكنه مشفقا على زميله الذي في الداخل فهو لا ذنب له ،إذا كان ذاك الفاسق غير مبالي لعمله

ثواني قليلة و عاد برفقة ذاك الشخص ليفتح أمامه باب الجحيم

الموظف:"هنا سيدي " فلم يستطيع انتقاء كلماته هذه المرة لتعريف به ،إنه حقا شيئا محيرا ،بينما يدعو بدخله أن يمر هذا اليوم بسلام على الجميع

المدرب:"ما هذا هل تمزح معي أيها العاهر " بينما يخطو صوبه لكن أوقفه صوت الشخص القادم حديث

"مرحبا، سيدي اعذر وقاحتي و لكن هل من الممكن أن تكون حاضرتك المدرب مون؟" بصوت هادئ ، ثواني مرت و لم يحصل على إجابته من مراده و لكن حصل عليها من الشخص الواقف في الخلف عندما هز رأسه بإيجاب على سؤاله

لينحني بسرعة رادفا"مرحبا سيدي أنا بارك إيما من قسم المساعدين بالكواليس سررت بالتعرف بك " بابتسامة مجاملة عكس البركان الذي يثور في داخلها بسبب ذاك الأحمق الذي أرسله معها للمساعدة و لكنه اصطدم بها لتتبادل المهمات ، لتدرك الأمر متأخر بسبب الاسم الذي لم يكن كالذي كان في السابق ، أرادت البحث عنه و لكن دون جدوى لتقع فريسة بين مخالب هذا الموظف ،حتى فكرة الاعتذار من الرجل المدون اسمه بورقة تبخرت هي كذلك بفعل براكينه التي تنفجر بعينيه

المدرب:"أحقا! أنتي من قاموا بإرسالها ؟" باستغراب كما إنه معروف لديهم بأنه لا يوظف الفتيات و لا يدخل بعمله الفتيات بتاتا

إيما:"نعم ، سيدي " بثقة ظاهريا و مجلس الحكماء و الضمير يقيمان عويلا بالداخل فهي لا تحب الكذب و لم تكذب بحياتها –الضمير- قوائم المشاكل التي خلقتها هذه الكذبة إن اكتشفت ،فالأستاذ *مان* لن يفوت حفلة كهذه –مجلس الحكماء(عقلها)- فلقد شرح لها المسئول عن القسم مهماتها بالتفاصيل و حذرها كثيرا من ارتكاب الأخطاء و لكن قدميها تعشق الطرق الوعرة و أي مكانا يجلب نقاطا سوداء لحياتها –مثير للسخرية-

ليقف خلفها موظف ثالث يلهث من الركض متقطعا الأنفاس و الكلمات أيضا!

الموظف الثالث:"سيدي إن المخرج و أعضاء الفرقة جاهزون "

المدرب:"اللعنة ، فلتعتذر بالنيابة عني و اخبرهم أن ينتظرون بعض الدقائق فقط" فهو معروفا عنه الانضباط و الإتقان بالعمل

لتشعر إيما بقشعريرة إثر تحديقات ذاك الرجل الأربعيني بها بتمعن شديد يكاد يرى جوفها من الداخل

المدرب:متنهدا بيأس "لا يهم فأنتي تبدين كاللوح المسطح "

على الرغم من ملابسها التي تبدو ذكورية نوعا ما ولكنه لا يمنع إنها فتاة .

ليبتعد بخطواته داخل الحجرة مخرجا بعض الثياب ليقوم بمدها لها "ارتدي هذه الثياب و هذه القبعة ،من الجيد إنها جزء من العرض " ليتحمم قليلا و يكمل"و هذا تعرفين أين تضعينه ، لا داعي لنظرات الصدمة تلك " بصراخ يخفي به خجله من ذاك الشيء الذي قدمه لها في الأخير ،بينما هي شُخص بصرها في البداية من ذاك الشيء و لكنها ما لبثت إلا و اكتست وجنتيها اللون القرمزي خجلا ، لترفع بصرها بالأرجاء لعله لا يوجد أحد غيره هنا بينما قال تلك الكلمات المحرجة و لكنها صدمت من ذاك الموظف الذي كان بمنتصف الغرفة منذ قدومها و لكن الاختلاف الوحيد هو إنه في البداية كان يرتعش خوفا و الآن يرتعش ضحكا ^اللعنة عليك كنت مشفقة عليك في البداية ،أحمق^

نعم يا سادة فلم يكن ذاك الشيء سوى حزام طبي الخاص بالظهر و رباط طبي قماشي مرن قليلا الذي يستخدمنه في حالات التواء القدم أو الرسغ للفه ، نعم، ستلفه على جذعها العلوي لتبدو كما قال لوح مسطح .

.

.

مرت عشر دقائق لتفتح الباب بحلتها الجديدة لتجد المدرب بانتظارها و هو مكشر بحدة و كادت أن تقسم إن الدخان بدأ بالتصاعد منه من شدة حنقه

"إياك بأن يتعرف عليك أحد ،أنصحك بعدم تجربة غضبي" مهدد إياها بسبابته لتهز هي رأسها بالمقابل ^ كأني أتوق لذلك يكفي غرقا بالجحيم لهذا الحد.^

.

.

فتح المدرب مون الاستديو الخاصة بالتصوير و هو يتقدم تلك المسكينة التي لا تعلم أي جحيم رمت بنفسها به ماذا كان سيحدث لو أخبرته بالحقيقة لا شيء سوى عقابا أخر في درجات التسامح الشديدة و لكن الأمر الحقيقي هو الطرد الحتمي هذه المرة

تجمدت الدماء بعروقها حالما رفعت بصرها ،فلم تعد تسمع لكلمات الاعتذار ذاك المدرب و لا حتى التعريف بها و ،لا حتى أوامره كل ما ترسله لها عينيها بتلك اللحظة هو صور حية لبيكهيون و هو ينظر مباشرة لعينيها و كأنه آلة مسح ضوئي تكشف عن الشخص بمجرد لمح بؤبؤ عينيه

كل ما شعرت به بتلك اللحظة هو جذب و من ثم دفع و ألم بكلى ذراعها و ظهرها و خلف رأسها و رؤوس أخرى تطل عليها من الجانبين

بيكهيون:"لا يعقل، أحقا! هل أنتي معجبة مهووسة " بصراخ بينما يمسك بذراعها الأيمن فوق رأسها و عينيه بعينيها تطلق شرارا أم أقول هو تصادم شرارات بينهما

إيما:حررت ذراعها بالقوة من قبضته بينما لم تقتطع التواصل بينهما "لم أكن اعرف إن ذاكرتك ضعيفة سيد بيون فأنا حاليا أعمل بقسم المساعدين الخاصين بالكواليس " بابتسامة منتصرة بعدما لمحت الصدمة بين بؤبؤيه

بيكهيون:في داخله"اللعنة !على هذا الدماغ الأحمق كيف أنسى شيء كهذا" يصر على أسنانه بقوة حتى كاد فكيه أن ينفصلا عن جمجمته ،ولكن قبل أن يفك التحامهما تكلم أحدهم

المدرب:"أنا حقا شديد التأسف ،الراقص الرئيسي بالمشفى ، طلبت قسم مساعدي الكواليس لإرسال أحدهم ولكن لم أكن أعلم إنهم سيرسلون فتاة ،و لكنها بجدية تبدو كاللوح المسطح تمام ،رجاء اقبلوا اعتذاري المتواضع هذا " بانحناء

ليصعقوا جميعا فهذه المرة الأولى التي يرون مدربهم ينحني أمام أحدهم حتى الرئيس لم ينحني أمامه ،فتيقنوا إن الأمر في غاية الجدية

بيكهيون:"رجاءا، لا تعتذر فهذا ليس خطأك سيدي " منحني باحترام ،ليلتفت للتي بجانبه بابتسامة جانبية ساخرة محدقا لكامل جسدها

"لوح مسطح ،إنها حقا لا صلة لها بالفتيات سوى كلمة أنثى بشهادة الميلاد"

لينفجر جميع الحضور بالضحك بينما كل يشير إلى هيئاتها الذكورية قليلا

بينما تلك المسكينة تعض شفتها السفلية بغضب و إحراج بذات الوقت

إيما:في داخلها "لعنة عليكم جميعا ،  لوح مسطح كم أتمنى أن أجلب أكبر لوح في العالم و أقوم بضربكم به حتى تنفجر خلايا دماغكم ،آه إن وجدت في الأساس "

المخرج:"هذا يكفي ،هيا الجميع لأماكنهم" ليتحرك و يتبعوه الجميع

لتقف أخر واحدة بينما يسير أمامها بيكهيون بغرور بعدما أرسل لها نظرة استحقار ،لترفع قبضتها في الهواء و هي تتمتم "و كأن معاشرة العاهرات تجعل منك رجلا ،مختل ،مخنث " تمتمت الأخيرة بخفوت لا يكاد أن يسمع و لكنها لم تدرك بالذي يقف خلفها و بالتأكيد سمع كل كلمة ليشهق بدرامية محاولا استلطاف الجو معها

كاي:"إيما اللطيفة منذ متى و هي تنطق كلمات كهذه ، أين تعلمتها ؟!"

اصفر وجهها خوفا بينما تستدير ببطء كأفلام الرعب تماما ،ثواني و يعود لونها الطبيعي بعدما رأت ابتسامته الساحرة لها لتطلق نفسا نست إنها تكتمه

إيما:"كاد قلبي أن يقف " لتضربه بخفة على ذراعه ليضحك على تعبيرها هذا

كاي:"أظنه سيسر كثيرا إن سمع كلماتك هذه" واضعا سبابته اليمنى بين حاجبيه بعادة غبية هو الأخر

إيما:"كاي سنباي (زميلي الأكبر) لنعقد اتفاقا أنا أخبرك أين تعلمتها و أنت تحفظ هذا السر" بابتسامة لطيفة بينما تتشبث بذراعه الأيسر و ترفع يدها اليسرى بعلامة ok

كاي: يضحك بلطف "هذا اتفاق غير عادل أيتها الشيطانة " بينما يضرب سبابته اليمنى جبهتها بلطف لتعبس هي بالمقابل بطفولية ،ليتجهم وجهها بعدما تفك عقدة يدها عن ذراعه و تردف

إيما:"فلتقلها لا يخفني البتة ، انتظر سأذهب و أصرخ بها بوجهه أمام الجميع حينها سيسعد أكثر" مستديرة باتجاه القاعة

كاي:محاولا كتم ضحكاته الصاخبة"ما نوعك المفضل من الورود؟" لتلفت له باستفهام

إيما:"الحمراء "

كاي:"رائع، سأزورك كل عام و أزين بها ضريحك " بينما يضحك على تعبير البلاهة التي تعتليها ،لكن لحظات حتى تفطن إنها محاولة للملمة سطور الحزن التي بدأت بظهور

إيما:"يكفيني أن تنساني فزيارة الموتى لا تجلب سوى الحزن" مستديرة بسرعة لتمسح تلك الدمعة المتمردة

كاي:"حسنا! علميني تلك الكلمات و سأحفظ سرك " و هو يضع يده على كتفها ليديرها بمواجهته

إيما:بملامح الاستفهامية "ماذا ؟! "

كاي:"أرى إن في جعبتك الكثير من تلك الشتائم علمني القليل منها" ليترهل فكها من الصدمة

إيما:"أنا لا أعلم شيئا " و هي تشير بكلتى يديها أمامه بالنفي

كاي:و هو يسحبها من يدها "هيا الآن لقد تأخرنا ،معلمتي " قال الأخيرة بابتسامة ساخرة لاستفزازها فهي تبدو لطيفة عندما تغضب

دخلا الاستديو معا ليجدوا الجميع كلٌ في مواقعهم ،ولكن كان يخيم على الأجواء بعض التوتر و الخوف ،من ذا الذي لن يرتعب بعد سماع تلك الجمل التهديدية من ثغر مدربهم ، إذا فكر أحدهم بالتحادق و فتح فمه بحرف عن هذه الحادثة لن يكتفي بتعذيبهم هم فقط بل حتى عائلاتهم و أصدقائهم سيجعل من الأهل الجحيم يشفقون على حالهم .

المدرب:"أنتي أيتها اللوح المسطح ،اذهبي هناك و تدربي جيدا على الرقصة معهم " ليشير لمجموعة من الشباب ،لتنحني له و تهم بالتوجه إليهم

ليقهقه أحد الشباب ساخر عندما وقفت أمامهم "أنتي أيتها اللوح المسطح ما اسمك؟" لينفجر الباقية التي معه بالضحك

إيما:بابتسامة ساخرة "خشب الزان " لتتجاهلهم و من ثم لتتجه لأحد الطاولات الخاصة بالطاقم التصوير لتسألهم "أيمكن أن أرى الرقصة المسجلة هنا ؟"و هي تشير لإحدى شاشات الكمبيوتر

موظفة:بازدراء "لم ؟" و هي تتفحصها من الأعلى إلى الأسفل

لتتنهد إيما بتثاقل و هي تتمتم بكم سيكون اليوم طويلا جدا ، لتتجاهلها و تتجه للمخرج الذي كان يجلس بعيدا عنها بطاولتين يحدق بإحدى الشاشات و بعض الأوراق

إيما:"سيدي المخرج هل يمكني مشاهدة الرقصة المسجلة ؟" ليحدق بها باستغراب و ينظر خلفها لتلك المجموعة الحمقى و هم يرقصون

المخرج:"هل هناك مشكلة؟" باستفهام رسم على محياه

إيما:"إطلاقا ،و لكني أفضل مشاهدتها أولا و من ثم التدرب معهم " مبتسمة بإحراج

المخرج:"حسنا ! اجلسي هنا" و هو يقدم لها أحد الكراسي لترتاح عليها بينما يقوم بتشغيل إحدى الشاشات أمامها

لتهم بالنهوض بعدما أعادت المشاهدة الفيديو مرتين ، لتنحني بالشكر للمخرج و تنصرف باتجاه مجموعة الشباب تلك الذين يزالون يتمرنون

ليتوقفوا قليلا ليبادر ذات الشاب مجددا بفتح فمه و لكنها توقفه بيدها متجاهلة إياه لتتجه لمكان ذاك الشاب الذي استدعاه المدرب منذ دخولها ليتدرب على الرقصة الراقص الرئيسي المتغيب

ليبتسم الشباب بسخرية برغم من وجههم التي تقطر حنقا من وقاحتها هذه

ليضحك الشاب الأول بصوت عالي ساخر ، لتتجه جميع الأنظار عليهم بصمت مهيب ، ليردف و هو ينظر لها باستحقار "لقد وكلت أن أكون مدربك اممم اختبار بسيط" ليذهب اتجاه مشغل الموسيقى و يشغل ذات الأغنية و هي تسمرت بمكانها لم تفهم مقصده جيدا و هي تفكر منذ متى و الحشرات تُدرب ،لتتوقف الموسيقى فجأة

الشاب:"هل أخبرك أحدهم إنها رقصة الشجرة الثابتة ،أيتها اللوح!" ثانية لينفجر الجميع من في الاستديو من الضحك ، لتعض شفتها السفلية بإحراج و حنق

سيهون:و هو يجلس بجانب بيكهيون ،ليميل هامسا في أذن الأخير بسخرية "لو كنت مكانها لهربت لنهاية العالم و لن أعود لكوريا أبدا ليس لشركة فحسب ، أظنها اليوم سطرت نقطة النهاية بمشوارها الفني" ليقهقهان بعدها بخفوت

المدرب:"ما الذي يحدث هنا ؟" بصراخ مرعب

الشاب:"سيدي ، هل شاهدت يوما شجرة ترقص ، أعلم إن ألواح الرقيقة تسقط عند أول نفخة و أظنها إنها سقطت قبل حتى النفخ عليها " بسخرية

المدرب:باستفهام"فلتوضح أيها الفاسق " بغضب ، ليتطوع أحد الشبان الآخرين بسرد القصة "سيدي هي لم تتدرب معنا فقط اتجهت و جلست قليلا لتعود و تأمرنا بمواقعنا و كأن الرقصة قطعة حلوة بالنسبة لها " لتحتد ملامح المدرب

لتبادر إيما بسرعة قبل أن تتعقد الأمور أكثر

إيما:"إنها حقا! قطعة حلوة بالنسبة لي " بملامح واثقة و جوفها يرتعد خوفا من تلك الشرارات التي تصلها من عيني المدرب ، لتتجه بسرعة لمشغل الموسيقى و تقوم بتشغيله و تعود مسرعة لموقعها لترقص عليها باحترافية شديدة و كأنها كانت تتدرب عليها لشهور و ليس بمشاهدتها مرتين فحسب!

حبست أنفاس الجميع بذهول و أولهم المخرج الذي كان يتابعها منذ أن جلست بجواره و كيفية تركيزها بالشاشة

إيما:"حققت أمنيتك ،من الممكن للأشجار أن ترقص " بابتسامة منتصرة بينما تقترب من ذاك الشاب بشموخ "لمْ تعجبك !" بعبوس مصطنع و لكن ملامحها و نبرة صوتها تتدرج بين مرادفات السخرية ، بينما تقترب من وجهه مفرجة بالنهاية عن ابتسامة جانبية ساخرة

المدرب:بوجه غاضب يتصبب منه حمم لو نظرته له لاحترقت "هل أضعتم هذا الوقت لأجل شجار الأطفال هذا " بنبرة تعلو مع كل كلمة تنطقها شفتيه ، جاعلا من الذين أمامه يرتجفون خوفا

كانت تنظر إلى أي مكان ماعدا وجه المدرب الغاضب فلا تريد أن تتطورت في المشاكل أكثر من هذا ،ليخرجها من متاهة أفكارها صوته مرة أخرى

المدرب:"أنتي ، إنه الإنذار الأول و الأخير لا تحاولي استفزاز صبري المفقود " بعينين تتوعدان الجحيم ، ليلتفت للباقية بذات النظرة و النبرة صارخا"الكل لعمله " ليتجه لموقعه السابق

لتُشغل الموسيقى مرة أخرى بانتصار تبروزه حركاتها باتجاه مكانها

.

.

ليمر وقت طويلا و هم لايزالوا يتدربون دون استراحة ، و لكن لحظات لتهب عاصفة جامحة بالاستديو فلم يكن سوى المدرب مون الذي ما فتئا يرعب ذاك الشاب المسكين

المدرب:"كم من مرة أُُعدي فيها كلامي ليس هكذا تمسك السيف أيها الأبله "

نعم فهذه المرة عودتهم ستكون مغايرة عن المرات السابقة ستكون بطابع تاريخي معاصر يستخدم فيها السيوف اليابانية برقصة فريدة تضم الأعضاء في نهايتها

المخرج:"سيد مون إنه وقت الغداء تقريبا ، ما رأيك باستراحة قصيرة ليستعيد الجميع قواهم "

المدرب: و هو يناظر الجميع فبدأت علامات التعب تظهر على صفحة وجههم "حسنا" ليفرج الجميع تنهيدة متعبة و بدأ البعض بالتهامس بكم إن اليوم كان صعبا

المدرب:مخاطبا ذات الشاب مرة أخرى"لا استراحة لك حتى تتقن الحركات جيدا " ليستدير مستعدا للمغادرة مع الباقية تاركا ذاك المسكين يندب حظه الذي جعله ذاك اليوم يراقب تدريب هذه الرقصة الملعونة

غادر الجميع ما عدا أحدهم تبطئ في الخروج و هو يراقب المشهد أمامه

Emma p.o.v

خرج الجميع بسرعة و كأنهم هاربين من سجن و ليس عملهم ، أبطئت من حركتي عمدا بينما صوبت عيني باتجاه ذاك الشاب و هو يغرق بيأسه ، لحظة لتتسع عيني بصدمة ،حقا! و يسمي نفسه مدربا ذاك العجوز الخرف ، كيف له لا أن يرى وقفته الخاطئة تلك ، إنها واضحة كوضوح الخيوط الذهبية في يوما صيفيا ، هززت رأسي بخفة نافضة تلك الفكرة فكم من مرة ورطتني |يد العون|بمشاكل لا حصر لها و لاتزال تلاحقني تلك المشاكل ليومنا هذا ، فليتصرف بنفسه لا شأن لي بهم فقط اهتمي بأمورك الخاصة إيما ، أخاطب نفسي بينما أشكل يدي على هيئة قبضة وصلت للباب و لكن قبل ترك أصابعي علامتها على مقبضه ألقيت نظرة أخيرة على المشهد خلفي لتعتق شفتي تنهيدة مستسلمة ، تحركت خطواتي بلا أمرا مني باتجاه ذاك الشاب الذي على ما أتذكر كان اسمه *تشانغ مين *

انتصبت أمامه كعمود رخامي أنظر له بيأس " إذا أخبرتك إن هذا السقف يسحق ببطء و يجب عليك حماية رأسك بذراعيك ،كيف ستقف ؟" يا إلهي ما هذا الهراء الذي تفوه به فمي الأخرق هذا ، أقسم إن سمعني المدرب مون لجعل هذا السقف ضريح لي

"إن كنت تمتلكين وقت للهو فهناك الكثيرين من سيسعدهم اللعب معك" بعينين تطلق الشرارات حارقة باتجاهي ، حسنا معه كامل الحق أعني إن كنت في مكانه لجعلت هذا السقف المنظر الوحيد الذي ستراه عينيه

"كل ما أريد قوله هو إنه وقفتك خاطئة تماما ، هذا ما يصعب عليك تتميم الحركات جيدا" حسنا هذا جيد قولت ما أريد و حان وقت الرحيل

"كـ كيف ؟ " بنبرة مرتبكة ليقهقه بعدها بسخرية "أنظروا من يتكلم ! ــ" توجهت خلفه قبل أن يكمل سخريته ضاربة ركبتي خلف ركبته و لكني ثبته من كتفه قبل أن يقع ،همست قرب أذنه "الشجرة الثابتة هي التي تكون جذورها متأصلة بالأرض و الغصن الناعم هو من يهتز مع النسمات ، هل فهمت ؟!" ابتعدت عنه لأتوجه نحو إحدى السيوف المرمية على الأرض ملتقطة واحدا "جرب مهاجمتي بأقوى ما لديك " تكلمت بعدما أخذت الوضعية المناسبة ،ثواني مرت و لايزال هذا الأحمق يحدق نحوي بشرود ،حمحمت لألفت نظره مُرجعة إياه لأرض الواقع و لكن روحه لاتزال تحوم في الأفق ، ثانية بعد و سأفصل عنقه مالذي يحدق به

"عذرا، و لكني لا اضرب النساء " نثر كلماته هذه على مسامعي باستهزاء تضخه عينيه ، تيقنت إنها حقا فكرة غبية مساعدة هذا الأبله " حقا! أتفضل أن تضرب من قبل أحدهن " ما أنهيت جملتي حتى رفعت السيف بوجه بثقة لنرى مدى صلابتك أيها الفتى الأسفنجي، اهتزت نظراته و بدأ السيف بارتعاش لارتعاش يده الممسكة بطرفه "هـ هذا شروع بمحاولة قتل سـ سأقاضيك ،أقسم بذلك " أيهددني هذا المغفل

"هل سمعت يوما إن أحدهم مات بغمد سيف بلاستيكي ، هل أنت مغفل " تدرجت نوتات صوتي بين الاستهزاء و الاستصغار قدراته العقلية !

رفع سبابته بوجه فاتح فمه لرمي مخلفات لغته الركيكة بوجهي و لكني سبقته مرة أخرى "ياااا ، إني حقا أريد أن ينتهي اليوم بسرعة ، فصبري بدأ ينفذ و لا أطيق مضي ساعة أخرى هنا ، فلتفعل اللعنة التي أخبرتك بها بسرعة " صرخة تصاحب كل كلمة تخرج من بين شفتيه ، حقا هذا اليوم سيكون أطول من الحرب العالمية نفسها !

توجهت لمكاني مرة أخرى متخذة الوضعية السابقة محدقة بالأخرق بغضب ليتنهد مستسلما ،ركض نحوي كصياد وجد فريسته

وقوع أحد السيوف هو كل ما يسمع في هذا المكان ،ربحت لم يستطع تحريكي بمقدار شعرة من مكاني ،ابتسمت له بانتصار مشكلة كلماتي بلذته "هذا مقصدي جذعك السفلي كشجرة ثابتة متأصلة بالأرض بينما جذعك العلوي كغصن ناعم يهتز مع النسمات ، تخيلك أن هذا السقف سينهار عليك يوصلك للوضعية الصحيحة ،أفهمت أو تريد جولة أخرى؟" بنغمة ساخرة في نهاية جملتي

كل ما فعله بعد تلك الكلمات هو نكس رأسه كالذي أُُسر في الحرب ، تنهدت بتعب "فقط أفعل ما قلته لك في البداية تخيل انهيار هذا السقف ..،ما أقصده هو اتخذ تلك الوضعية ضع كامل قوتك في جذعك السفلي " أومأ لي بالموافقة

بعد رؤيتي لوضعيته هذه تيقنت و أمنت إن فكرة مساعدته خاطئة من جذورها ، زفرت بحنق ماسحة بكفي على وجهي بغضب كي لا أقوم بضربه

"أخبرتك إن السقف ينهار عليك ليس غيمة قطنية تهطل عليك " بنكهة سخرية ممتزجة بكل كلمة ،نظر لي بحزن و علامات المعاتبة تتقاطر من مسمات وجهه ،أعلم حقا إني قاسية في بعض الأحيان و لكني لا أمتلك الوقت الكافي لإرشاده خطوة ،خطوة

"لا خيار لدي" تنهدت بهذه الكلمات لأتوجه نحوه و أقوم بإمساكه من الخلف لترسيخ وضعيته و إرشاده حتى و لو بالقوة سأفعل فلقد أضعت ما يكفي من الوقت أقسم إن الأستاذ مان يبحث عني الآن تحت ذرات الهواء نفسه و أراهن إنه وضع أعمالي المتراكمة بالبورصة كل دقيقة تأخير أطنان من المهام تتكدس على عاتقي و لن يفسح لي مجال لتنفس في الأيام المقبلة ، تبا له كم أتمنى أن يحترق في قعر الجحيم !

"جيد ،فلتبقي على وضعيتك هذه " قلتها متحركة باتجاه الأخر من الاستديو حيث يوجد سيفين يابانيان أصليان و كم أطربت قلبي رؤيتهما ،أمسكت احدهما كان لونه أسود ممتزجا ببعض اللون الذهبي و كم دغدغت ملمسه ذكرياتي هززت رأسي قليل لكي لا أغوص ببحر الماضي ، نظرت له بابتسامة غامضة ارتسمت فوق ثغري لتهتز مقلتيه بالمقابل و تدحرج بؤبؤيه بين وجهي و السيف

"مـ ما هذا ؟ ما ا الذي تفكرين فيه ؟" تكلم بنبرة مهتزة

"الحرب يا بني لا تدرس بل تختبر كالحياة تماما تمتحن ثم تتعلم " قلتها بنبرة واعظ حكيم بأحد كهوف التبت ! أخرجت السيف من غمده ليشع نصله بتسلط الأضواء عليه "حركة تردد واحدة و يفصل هذا الباسم عنقك " نفخت هذه الكلمات في وجهه كقاضي حَكم عليه بالإعدام بينما أحرك قدمي باتجاه

"هل أنتي مجنونة ياااااااا توقفي سأصرخ ، النجدةةةةة " صارخا بالكلمة الأخيرة ، ليتلون وجهي بلون الغضب و اصرخ به بالمقابل "توقف عن الصراخ كالعاهرات و دافع عنك نفسك أيها الأبله ،اللعين ،المختل" حركت قدمي بسرعة متخذة الوضعية المناسبة للهجوم

ثواني مرت و نحن على هذه الوضعية تنهدت بتعب ، يا له من جبان لولا تحرك صدره لظنت إنه مات

"هل سنظل هكذا كثيرا أيها الطفل الباكي " باستهزاء ، فرت قهقهة ساخرة عندما فتح عينيه ببطء يجس نبض الوضع

"أيها الأبله هل هناك أحد سيموت بمقبض السيف ؟!" همست بوجهه بسخرية ليناظرني الأخرق بذهول و دهشة عندما وجد السيف بغمده ممسكة به و المقبض يبعد انشا عن ذراعه ،ليزفر بارتياح و تتحول ملامحه للغضب الثانية التالية

"هل كنتي تريدين قتلي حقا ! كيف يمكنك فعل هذا ــــ" قطعت خطابه الإنساني هذا بتمتمة و أنا مستديرة للخروج "فقط تدرب على هذه الوضعية و حرك ذراعيك بحرية ،لقد أنجز اليوم " أكملت و من ثم فتحت الباب للمغادرة فلقد تبقى نصف ساعة لانتهاء استراحة الغداء إني حقا أشعر بالجوع فلم أتناول فطوري و لا عشائي ليلة الأمس

|لكنهما لم يلاحظا تلك العيون التي تراقبهما في الخفاء !|

|إحدى العيون متفاجئة و الأخرى حاقدة ،ربما !|

دخلت لغرفة الاستراحة لتلتقط عيني نظرات ذاك المتعجرف نحوي ليرفع حاجبه الأيسر بتهكم لقوم بالمقابل بتجاهله و التحرك باتجاه طاولة المتدربين و العاملين بعيدا عن تلك الطاولة التي تضم المتعجرف و فرقته و المدرب و المخرج و بعض المساعدين

لا يوجد مقعد شاغرا سوى واحد ،الذي خُسِفَ لون وجهي حالما حددت موقعه إنه حقا أسوء موقع يتحصل عليه شخصٌ أعسر مثلي ،كان يوجد في المنتصف الجهة اليمنى لا مفر إذن ،يعني يحتم عليّ الجلوس على يمين من بجواري أي إنه حتما ستحتك يدي اليسرى بيده اليمنى و من هنا تبدأ المشاكل ! ،إنه يوما سيء منذ صبيحته ، لحظة كل أيامي سيئة و لكنها تتدرج بين السيئ و الأسوء و اليوم يعتلي قمة الأسوء

حاولت بكل جهدي ألا ألفت الأنظار باتجاهي بعدما أخذت صينية الغداء خاصتي و اتجهت إلى الكرسي حركته بخفة إلى جهة اليمين ليتسنى لي الأكل براحة أكثر ، جلست بهدوء و الحمد الله لم يلتفت أحد باتجاهي فالكل مشغول بمن بجواره

بدأت الأكل و لكن من بجواري من الجهة اليسرى لا يعرف الحدود بتاتا فهو يتحرك في المكان كله ففهمت لما تُرك هذا المقعد خاليا ! احتكت يداينا ثلاث مرات بالفعل برغم من هذا في كل مرة اقرب يدي مني أكثر حتى لا تحتك و لكنه يقترب في كل مرة

طفح الكيل

الشاب:"طفح الكيل" بصراخ

لحظة لما يبدو صوتي في أفكاري ثخين هكذا !

نقرة على كتفي الأيسر أيقظتني من شرودي لألمح أنظار الجميع نحوي ،غريب! لأرفع نظري صوب الشاب الذي بجواري لأره محمرا من الغضب ليبدأ بالصراخ ،إذا الصوت الثخين البشع داخل رأسي منذ قليل يعود لهذا الأخرق

الشاب:"هل أنتي منحرفة لما تواصلين التحرش بي أيتها العاهرة "

من الذي يتحرش بمن أيها المختل ، احتدت نظراتي بعدما لمحت شبح ابتسامة ماكرة بطرف شفته

الشاب:"كم ثمنك؟ (قهقهة ساخرة،قذرة مثله) لمَ لا نجعل المرة الأولى مجانية فنحن زملاء الآن" لينفجر جميع من كان على الطاولة بالضحك و ليبدؤوا بصق تفاهتهم نحوي بجمل بذيئة مثلهم ،أريد تخفيضا ، و أنا أيضا جولة مجانية ،إلخ . عضتُ شفتي السفلية بغضب لأعاود النظر لطبقي و الانشغال بطعامي متجاهلة الجميع فلا فائدة ترجا من الرد على نباح كلاب ضالة !

صوت زلزلة المكان من حولي و أقسم إن معدتي أقسمت اليوم على أن لا تهضم شيء سوا أعصابي

المدرب:"ما الذي يحدث هنا "

الشاب:"سيدي المدرب لم أكن أعلم إنك توظف العاهرات أيضا!"

لأرى نظرات المدرب أصبحت لهيبا صوب القذر الذي بجواري ،لو كانت حقيقية لأصبح رمادا متطاير بالغرفة الآن

ليعتدل الشاب بسرعة و يردف بخوف "سيدي أعتذر لوقاحتي و لكنها تتحرش بي منذ جلوسها هنا و لم أستطع التحمل أكثر من ذلك " منزلا رأسه ببراءة

ضربة على الطاولة أرسلت الرعشة بجسد جميع من عليها ، لينحني ناظرا لوجهي بغضب جحيمي و لكن قبل أن يفتح فمه انتصبت أمامه بثقة ناظرة لعينيه التي تعكس مدى غضبه

المدرب:"أنتي مجددا ، هل تحذيرات مجرد حروفا متناسقة أمامك ، ماذا يوجد داخل هذا الدماغ ، حتى يتحداني أنا ،أه " يضرب سبابته بجبهتي بكل كلمة ،و كم هذا مذل

"ليس ذنبي إن ولدتُ عسراء سيدي " نطقتها برود يعكس غضبي البارد! أعلم إنهما كلمتان متناقضتان و طالما عُرفت بلقبي الجحيم المتجمد !

المدرب:بنبرة استهزاء"هل سألك أحد عن سر ولادتك " ما أنهى جملته حتى أنفجر الجميع بالضحك مرة أخرى ،لحظة و أشار أحدهم لي بذهول فلقد كان يجلس مقابلا لي و منذ لحظة جلوسي وهو يرمي نظرات المسروقة صوبي

"علمتُ الآن سبب تشوشي منذ قليل ،فلقد كان بسبب استخدامك يدك اليسرى " تحمحم ليقف باحترام و يكمل كمحامي الدفاع "سيدي كل ما في الأمر سوء تفاهم فهي تستخدم يدها اليسرى و هو يستخدم يده اليمنى من الطبيعي أن تحتك أيديهم" حمرت عيني المدرب أكثر و صرخ بوجه الشاب لنقول اللطيف الذي فهم الأمر و شرحه دون الحاجة لي تفسير الحدث من طرفي

المدرب:"هل تشعرون بالفراغ لدرجة تمثيل هذه المسرحية الهزلية ،و أنتي لم تلده أمه بعد الذي يخطئ و يفر من عقابي لقد حذرتك مرتين بالفعل ــ" قطعه تدخل يدا بينا لتسحبني جانبي ،إنه كاي سنباي

كاي:"أعتذر سيدي بالنيابة عنها و أرجو أن نتغاضى الطرف عن هذا الأمر فالعمل في أجواء مشحونة ليست جيدة و تأثر سلبا على أدائنا " نحنى باحترام للمدرب و ألتفت لمواجهتي توقعت كلمات معاتبة و لكنه فجئني

كاي:"إيما، تعالي معي " بينما يحمل صينيتي بيده و رَسما ابتسامة مريحة على ثغره التي بدورها أراحت أعصابي كالمخدر تماما ،لحظة! لنعد للواقع ماذا قال تعالي معي ! تعلى صدى صوته بداخل رأسي

"إلى أين ؟" سئلت و علامات الاستفهام تتراقص بعيني

كاي:"إلى طاولتنا " بنبرة جادة

"أعتذر سنباي و لكني سأكمل طعامي هنا بسرعة و أذهب من بعدها لاستكمال التدريب اعتذر لإقحامك بمشكلة كهذه "احني باحترام و من ثم استقمت و وضعت يدي على الصينية بغية أخذها و لكنه أحكم إمساكها

احتد نظره و تكلم بنبرة آمرة لا نقاش بعدها "إيما، تحركي معي " ليتحرك قبلي أخذا معه صينيتي ،آه يا إلهي ، أريد أن أكل

تحركت خلفه مجبرة لأجد كرسي فارغ على يسار كاي سنباي و الجهة الأخرى للكرسي تبدو مشغولة بسبب وجود صينية أخرى أمام كرسي ،تنهدت بتعب و لكني فزعت قليل بسبب لمست أحدهم ليدي فلقد كان كاي الذي أشارا للكرسي الذي بجواره من الجهتهُ اليمنى و الجهة اليسرى لتشان أي إن كرسيي يقع في المنتصف بينهما ،ولعنة ! الذي يقابلني يكون المتعجرف تبا لحظي

اتجهت لكرسي و حركته لليمين قليلا و جلست لأجد كاي ينظر لي بابتسامة لعوبة

كاي:"لا تقلقي لن أتهمك بالتحرش و لكني لا أضمن تشاني " ختم كلامه بقهقهة لطيفة ، لتقلع عيني باتجاه تشان لأنحني له بخفة "هل أضايقك " تكلمت بينما أحاول تحريك الكرسي باتجاه اليسار قليلا

تشان:"يااا، نحن نمزح لا تأخذي الأمر على عاتق الجدية ،فهذا لا يناسبك " ابتسامة لطيفة نحوي و قدم لي أعواد طعام خشبية نظيفة فالأولى لا أدري أين وضعتها!

End Emma p.o.v

بدأت بطلتنا بالأكل و الغرق في أفكارها الخاصة و الشرود بصينيتها ،و لكنها في لحظة من اللحظات نست كيفية البلع فأصبح الطعام يتكدس في كلتى وجنتيها كالسنجاب تماما

مساعدة المخرج :بازدراء "هل فعلتي هذه المسرحية للجلوس هنا " بصوت عالي الذي لفت جميع الأنظار صوبها إلا الشخص المطلوب فلقد كان في غير عالمهم ، و لكنها لم تتوقف عند هذا الحد على الرغم التحديقات الغاضبة من كاي نحوها التي تجاهلتها ،و قهقهت كالدجاجة المخنوقة و أكملت "ما هذه قلة الاحترام ،على رغم من تقاربنا في العمر لا يعني تقاربنا في مراتب العمل ، يجب عليك احترام من يفوقك خبرة و مرتبة " متصنعة الحكمة ليربت على كتفها سيهون الذي يجلس بجوارها من جهتها اليسرى بينما يجاورها بيكهيون من اليمنى .

أنظار الجميع اتجهت نحوى تلك الشاردة و لاتزال تقوم بحشو وجنتها ،لتتغير نظراتهم لاشمئزاز قليلا منها .

قام كاي بنقر وجنتها بخفة "على رسلك فالطعام لن يهرب " كاتما ضحكته عندما ألتفت باتجاه و كلى وجنتيها منتفخات كالبالون ،قام بالعدد بدماغه 1،2،3

اتسعت عينيها كالمغارة و اختنقت بالبلع و أصبحت تضرب على صدرها و هي تسعل بفم مغلق احتراما لآداب المائدة و هي تدير ظهرها لهم ، ظهر كوب ماء من عدم أمامها و يد تربت على ظهرها

كاي:"على رسلك ،اشربي هذا الماء ،رشفة رشفة" بلطف شديد

ابتلعت إيما الطعام بصعوبة و ألحقته بدفعات الماء لتسليك مجراها الهوائي لتتنفس ببطء شديد مربتة عل صدرها بخفة

استدارت محرجة من الجميع حنت رأسها قليلا بإحراج و قد تلون بياض وجنتيها بورد ربيعا زهري اللون ،"أعتذر ،لقلت احترامي هذه و شرودي الغير مقصود ،أتمنى ألا أكون قد أزعجت أحدا بهذا الموقف"

مساعدة المخرج:"عدم احترام منهم أكبر منك و من يفوقك مرتبة و أيضا عدم احترام آداب المائدة ،ماذا أيضا في جعبتك" بتهكم واضح بنبرتها

إيما:"عفوا" باستفهام

مساعدة المخرج:"أراهن إن والديك لم يحسن تربيتك" لتحملق بها إيما بغضب فلقد لامست الوتر الحساس و لكن من قام ضربه كان من بجانب تلك المشعوذة بنظر بطلتنا!

سيهون:"إن امتلكت في المقام الأول ، أتصدقي إنها التحقت بهذا المجال فقط بحث عن والدها ،إذ قولنا إنه الحقيقي " منهيا جملته بضحكة ساخرة جشعت من بجانبه و صديقه المتعجرف

ارتجفت حدقتيها و يديها غضبا ، فمن أين لهم بهذه المعلومات و كيف يحقون لأنفسهم نشرها هكذا دون اكتراث لمشاعر الغير ، هل جروح البشر تسلية بالنسبة لهم !

مساعدة المخرج شهقت بدرامية "أتقصد إنها ابنة زنا!" بهمس مسموع و مقصود

سيهون:"بينغو!" بابتسامة لعوبة بينما يتلمس فخدها من تحت الطاولة و لكن أحدهم تفطن لهذه الحركات القذرة

إيما:بابتسامة علت بطرف شفته و عينين يثور بداخلهما بركان "صدقتي لم أتلقى أي تربية تذكر بحياتي لذا كنت بانتظارك لتعليمي آداب المائدة و أيضا يبدو إنك تجدين فنا أخر أريد الاستعانة بخبرتك فيه " بسخرية تتدحرج بين كلماتها بينما حركت حدقتيها بينها و بين سيهون و الطاولة ،لتستشيط غضبا الأخرى و تستقيم في مكانها

مساعدة المخرج:"ما الذي تقصدينه أيتها العاهرة ابنة العاهرة " و هي تشير إليها

إيما: ببرود تام"لا أدري من منا هي العاهرة "

بيكهيون:" المعروف إنه العاهرات لا يلدن الراهبات " بتهكم بينما عَلى طرف شفته بمكر

إيما:بقهقهة ساخرة"صحيح ، و لكنه من المعروف أيضا إنهن يحتجن عاهرين فكما تعلم هن لا يحملن بمفردهن ،آه و أيضا ينجبن الجنسين الذكر و الأنثى " سكتت لبرهة تفكر بينها و بين نفسها $أنا حقا أكره الإشارة لجروح الآخرين و لكن أحيانا نضطر لتخلي عن مبادئنا في سبيل إنقاذ ما تبقى منا $

إيما:"و أيضا من المعروف إن المجرمين لا يلدون الأطباء" استقمت استعدادا للمغادرة و لكن جذبتها نظرة التي علت عيني الذي بمقابلها ، نظرة حملت نقيضا من المشاعر ، تجاهلته و انحنت للآخرين معتذرة على هذا الموقف المشين مرة أخرى و على الرغم لا ذنب لها فيه ،ككل مرة

بيكهيون:"صوبي على الهدف و كفاك تلويحا من بعيد " بغضب شديد

إيما:متمسكة بأخر ذرة إنسانية تملكها اتجاهه "ما أقصده هو إنه الأفعى لا تبيض حمامة "

بيكهيون:بضحكة ساخرة عالية "حقا!" و بنظرة تحدي اتجاهها أما أن تفضي ما في جعبتها بإرادتها أما يقوم بالمهمة بنفسه

إيما بحزن يطغى على بؤبؤيها العسليان على الرغم من محاولتها لإخفائه و لكن دون جدوى ،تنهدت باستسلام و تستدير لإجابته و الرحيل و الاختلاء بنفسها لتضميد جراحها المتعفنة بالفعل

إيما:"الخامس من سبتمبر ،تاريخ يطوي بجعبته الكثير بالفعل " أنهت جملتها و أسرعت بالخروج قبل أن تفضحها دموعها

تجمدت الدماء بعروق بيكهيون و بدأت يده بارتعاش طفيفا ، عيون الجميع أمتلئت بالفضول نحوهم بعد تلك الجملة الغامضة التي طرحتها أرضا كلغما قاتل إذا تجرئ أحدهم و فتح فمه للذي بدأ البخار يتصاعد من أعلى رأسه لشدة غضبه ، و لكنه لايزال يكابر لتصريح به علانية و الإجهار بفوزها الساحق عليه للمرة الثانية و لكن هذه المرة سددت ضربتها بالمنطقة محظورة و تجاوزها يعني سقوطها بهاوية الجحيم ! و هي سقطت بالفعل

ابتسم بتصنع متجاهل علامات الاستفهام التي حلت ضيفة ثقيلة على هذه المائدة المنحوسة بعدما نعقت عليها تلك الغراب ،استقام في مكانه "اعتذر على هذا الموقف ، سأذهب لتدرب قليلا قبل التصوير " اتجاه نحو الباب بخطوات يعتليها غروره إلى إن أقفل الباب خلفه ليسرع من خطواته المشتعلة باحثا عنها بكل الاتجاهات حتى لمح طيفها قرب باب إحدى غرف الموظفين أو التنظيف لا يهم ما يهم حقا هو الخروج بروحها الآن و فورا

كانت تسير ببطء محاصرة دموعها بمعتقل جفونها الغاشم ،تغوص برفوف ذكرياتها المغبرة

انتشلت بعنف من داخل عالمها الرمادي غير قابل للتلوين بلحظة ،و اللحظة التي تاليها كان الألم يتغذي على ظهرها بنهم و مجراها التنفسي فُرغ من الهواء و عينين بنيتين تشتعلان بجحرهما أمامها

بيكهيون:"بارك اللعنة ، أين و ممن تعرفين هذا التاريخ ؟ " بهدوء يسبق جميع الكوارث الطبيعية

إيما: بابتسامة مستفزة ما تبقى من عقله الواعي "حيثما كتب ، ربما" و قبل أن يغلق منافذ الدماء المغذية لدماغها مسكت يده بقوة و قامت بضرب على مفصله بقوة حتى تأوها و أبعد يده بسرعة

إيما:"إن وضعت يدك القذرة هذه عليّ مرة أخرى أقسم سأرجعك إياها ناقصة " بصراخ غاضب يصاحب كل كلمة

ضحك بيكهيون بهسترية أرجفت قلبها الغاضب فلقد بدا كالمجنون تماما و قبل أن تسترجع حواسها أمساكها من منتصف قميصها واضعا جبينه فوق جبينها

بيكهيون:"هيا ! هيا ! صغيرتي نفذي تهديداتك أيتها العاهرة الرخيصة أقسم لك سأجعل من أهل الجحيم يشفقون عليك ، سأعلم من هم خلفك و سأجعل روحك اليوم هائمة بين العالمين دون رحمة " صارخا بغضب هستيري و هي لاتزال تقابله بنظرات باردة مستفزة

و لكن قبل أن يقدم أي منها على أي خطوة ظهرت يد من العدم فصلتهم عن بعضهما و حدقت اتجاه الأصغر بغضب شديد

.......:"إيما من أين سمعتي هذه المعلومات؟" بنبرة هادئة قاتلة

إيما\بيكهيون:"كاي!"

كاي:"اجبي بسرعة " بنبرة يغلفها غضب طفيف

إيما:"و ما شأنك أنت؟" بنبرة باردة و نظرات أبرد أربكت القادم لتوه

هدئت أنفاس كاي قليلا مسترجعا بعض من رزانة عقله و لتتلطف ملامحه اتجاهها

كاي:"أرجوكِ أجبيني من أين حصلت على هذه المعلومات " بنبرة يغلفها القليل من التوسل و لكنها محافظة على القليل من غروره هو الأخر

إيما:"مغلف " و هي مشيحة بوجهها لجهة المعاكسة لهم

بيكهيون:قهقهة ساخرة"نعم مغلف وقع من سماء في أحضانك ،أليس كذلك أيتها الرخيصة كم ثمنك سأدفع أكثر منهم " لتحدق له باشمئزاز و حقد دفين فهذه المرة لم يلمس الجرح فحسب بل مزقه أكثر قبل أن تفتح فمها صرخة دوت في المكان جمدت كلهما على الفور....

يتبع....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

© Aia D Scarlet,
книга «Frozen hell |الجحيم المتجمد».
Коментарі