توطِئة|| Intro
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
CH4|| دموع الذئب
CH5|| للمرة الأخيرة
CH6||بداية جديدة
CH7||سيدة النار
CH8|| لا تتوهجي
CH9||صفعة و قبلة
CH10|| أول الفجّات
CH11||وجوه جديدة
CH12||حب و راء
CH13|| تخبط
CH14||إمرأة من فولاذ
CH15||بداية الصراع
CH16|| أحياء
CH17|| تاجٌ من شوك
CH18|| بلورة باهتة
CH19|| تتويج الملك
CH20|| معركة الحب
CH21|| شطرنج
CH22|| تَفيض قوّة
CH23|| مقبرة المشاعر
CH24|| ضحايا ح-ب
CH25||الملكة
CH26|| صِراع العروش
CH27||ضبط الملكة
CH28|| حُب وحَرب
CH29|| رِهان الجسد
CH30|| أُنثى الذئب
CH31|| السِّنداوة
CH32|| الدرك الأسفل
CH10|| أول الفجّات
" أول الفجّات"



" ظننتُ أن بسلوكي الطريق إلى قلبكِ قد تسلقتُ جبلاً... لم أعي أن ذاك الجبل كان مجرد هضبة ضمن هضبات كثيرة إلى قمتكِ"









في صبيحة يوم جديد، أستيقظت ميريانا على صوت قرع الأجراس العالية في القصر،  في خبرتها المتواضع في الإقامة بهذا القصر الفسيح لم يُسبق أن إستُخدِمت الأجراس لأيقاظ النيّام.

تحركت متململة على فراشها بلا أي رغبة في النهوض، فإن الواقع مهما كان حُلواً فالنوم أحلى، و مع واقعها المُر هي بالتأكيد تفضل النوم!

  حينما عانت من تشويش بين رغبتها في النوم و رغبة حاملي الأجراس اللحوحة لإيقاظها فتحت عينيها على مرأى من تشانيول الذي ينام على الكنبة المجاورة بعمق بلا أن يضطرب نومه لحدة الأصوات خارجاً.

تنهدت لتقعد على فراشها تلتحف في غِطائها و تنظر إليه، لقد إلتزم في وعده و أوفى به، إذ أنه لم يقترب منها أبداً منذ أن أخذ منها ما أراد ليلة زفافهما، لا يتحرش بها و لا ينظر إليها برغبة إنما بحب و حنان.

طالما هو على كلمته فهي لن تعاني معه، على الأقل تستطيع أن تنام معه أسفل سقف واحد قريرة العين فهو لن ينام معها على فراش واحد إن ما أذنت له.

أستيقظ بعدها لأزدياد الأصوات حِدة و فتح عينيه الوسيعتين ذوات الحدقتين القرمزية، جلس يمسح وجهه من آثار النوم ثم نهض متنهداً، شهقت خجول و أختبأت أسفل ملائة السرير حينما قام و قام من على ذهنها سرحانها.

ألا يعي أنه ذهب لفتح باب الجناح عاري الجسد و أمام الحرس؟!
لقد زاد في إحراجها، فماذا سيظنون؟!

" عذراً سيدي لإيقاظك و لكن القائد سوهو أمر بعقد إجتماع للحُماة في قاعة الماما على الفور"

رغم أن الخبر أثار إستهجانه فسوهو لا يعقد إجتماعات مفاجئة عادة و لا في ساعات باكرة كهذه إلا أنه أومئ للحارس و أمره بالإنصراف مقتصراً على نفسه السؤال.

عاد إلى قعر جناحه بملامح متبرمة فما زال بين الغفوة و اليقظة، و لكن برؤيتها -أميرته- تتلصص النظر إليه من أسفل الغطاء، ابتسم ملئ شدقيه و الفرح شغَّف قلبه و لكنه قرر ألا يحرجها بأنه قبض عليها متلبسة بل أدعى أنه لم يرى شيء و اقترب إليها باسم السِنحة.

" صباح الخير أميرتي"

نهضت من فراشها أخيراً و دون أن تنظر إليه بدافع الخجل قالت.

" صباح الخير"

ارتفع حاجبه إعجاباً بتلك الحُمرة التي تستشري وجنتيها، هذه أميرته المليحة حينما تخجل، اتسعت إبتسامته فها هي أخيراً تتجاوب معه، رد التحية عادة لم يعتادها منها بعد.

هذّب مشاعره المشاكسة و سار إلى حِمامه الملكي كي يحتفل و مشاعره وحده هناك، نظر في المرآة الكبيرة التي تملئ الحائط.

وجهه مُبتهج على غير العادة؛ أو أنه مبتهج بجرعة زائدة فحسب، شاكس شعره بأنامله و ضحك ضحكة فرِحة، تلك الغمازة لمعت حينما ضحك، ذلك تأثير ميريانا عليه.

بعد أن إختفى خلف باب الحِمام الملكي خلى الجناح بها فنهضت، إرتدت فستانها الملكي و بمساعدة الخدم تزينت زينتها الملكية اللازمة و التي إعتادت عليها مؤخراً.

قُبيل أن تخرج من الجناح أستوقفها صوته من خلفها يناديها برفق فتوقفت تستمع إليه و إلتفتت، كان يرتدي زيه الملكيّ و يبدو متهيأً للخروج، لكنه بدى جذاباً بطريقة غريبة، فاتناً بطريقة كلاسيكية، ذاك الزي الخشن الذي يستر جسده الأكثر خشونة في ضخامته جعلها لوهلة تنظر إليه في إعجاب قبل أن يقول.

" فلنخرج معاً"

حينما أصبح قريباً منها أمسك بيدها و عاضد على راحتها أناملع ثم سار و جعلها تسير إلى جانبه، تلك المرة الأولى التي يمسك بها يدها و تلك المرة الأولى التي لا تقاوم فيها إقترابه منها.

خطف نظرة إليها باسم الشفتين، جعلها تشعر بالخجل بلا أن تفهم أسبابها، جالت في أرواق قصره يدها بيده و الخدم من خلفهما و الخجل بينهما، فما كان الزواج و لا الليلة الأولى كافية لزعزعة الخجل ذاك، إنما المشاعر ما زالت فتيّة، تحتاج لتنضج كي تخلع عباءة الخجل و تظهر عارية .

سار بها بهدوء لم يتخلله أي حديث إنما فقط بعض النظرات المسروقة حتى وصل قاعة النسوة، توقف و على عتبتها و تحدث إليها بلطف كعادته.

" ادخلي و تناولي طعامكِ، سألتقي بكِ لاحقاً"

كاد أن يسير بعيداً، لكنها تمسكت بيده قائلة و لا تعلم لِمَ قالت ذلك، هل هي حقاً مهتمة؟! أم أنها فقط تزيل الحرج من بينهما؟!

" و ماذا عنك؟ ألن تأكل؟"

تبسم إبتسامة هادئة لا تنم عن الضجيج الذي يحدث في جوفه، ثم إرتفعت يده ليعدل التاج على رأسها و قال.

" لا تقلقي بشأني أميرتي، أنا سأتدبر أمري"

أومأت إليه بتفهم و إزدرئت جوفها خجلاً حتى رفع يده عن تاجها، انتظرته حتى يغادر لكنه فاجأها حينما اقترب فجأة نحوها و أحاط وجنتيها بيديه ثم طبع قبلة على جبهتها.

ابتعد ليجد عيناها قد إتسعت و قد اكتنز الخجل في وجنتيها الظريفتين من جديد، ضحك بخفة ثم همس لها قبل أن يسير بعيداً.

" احصلي على وجبة دسمة سموكِ"

ثم سار مغادراً متبوعاً برجاله من حرسه الملكيّ، تنهدت قبل أن تتدخل القاعة، لِمَ هو يعبث بمشاعرها هكذا؟!

وجدت أن جميع النسوة مجتمعات على طاولة الإفطار إلا آيلا و والدتها فمكانهما فارغ، توقفت ميريانا و نظرها معلق على الكراسي الفارغة، و حينما مررت عدستيها على الفتيات وجدت أنهنّ يبلعنّ الكَلم بتوتر.

حينها لم تفكر بالكثير إلا أن كل الإحتمالات السيئة تواردت إلى ذهنها، حملت أطراف ثوبها و دون أن تستفسر سارت سريعة الخُطى خارج القاعة، و إلى ذاك القصر الرمادي ركضت.

اقتحمت البوابة و الخدم من قصر حاميها يتبعونها و يحاولون إيقافها، سارت حتى الجناح الخاص بملك الضوء، و حينما أصبحت أمام البوابة أخذت تضرب الباب بيديها و تصرخ على الحرس أن يفتحوا البوابة لكنهم يرفضون.

" أخبرتك أن تفتح الباب، أريد أن أدخل!"

إنحنى الحراس لها مجدداً و قال.

" عذراً مولاتي، إنها أوامر سمو الأمير بيكهيون، لا يمكنني فتح الباب لسواه!" 

" ميريانا!"

سمعت صوت صياح غاضب آتى من خلفها فالتفتت لتجد تشانيول، الذي سار إليها محموماً بالغضب، و حينما وقف قِبالتها هدر بخشونة مقبوض السِنحة.

" ما الذي يجعلكِ تخرقي البروتوكول الملكيّ هنا؟! أنتِ أميرة و لا يحق لكِ أن تتصرفي إلا تبعاً لهذا المنصب."

لم تهتم كيف علم بشأنها بهذه السرعة و لا لأنه بدى غاضباً منها هي تحديداً، إنما كان إهتمامها يتمحور حول شقيقتها المحبوسة في الداخل.

" لا أهتم بأنظمتكَ السخيفة! ما الذي حدث لأختي؟ لماذا يحبسونها؟!"

تجاهل أسئلتها المُفحمة بالغضب و الرعونة، و أمسك بها من عِضدها ينوي سحبها إلا أنها تشبثت في مكانها قائلة.

" أريد أن أرى آيلا، لِمَ لا تفهمني؟!"

اقتلعها من أرضها رغماً عنها بعدما نفث أنفاسه بنفاذ صبر، كادت أن تصيح بوجهه لكنه سبق و نظر إليها نظرة ساخطة فابتلعت حروفها قبل أن تبصقها.

" تقدمي بهدوء، أتفهمين يا ميريانا؟!"

أومأت إليه بلا أن تزيد حرف، فسار متقدماً عنها و سارت من خلفه بهدوء، كان يسيراً على الخدم أن يخمنوا أنه قيّد عقلها بأوامره كي لا يواجهها علناً.

سار بها عودة إلى جناحه و حتى دخلت من خلفه و أغلق الباب حررها، حينما استرجعت قدرتها على التحكم بنفسها، إلتفتت إليه مقبوضة ملامحها و همست مستهجنة.

" ألتوكَ قيدتني؟! أجعلتني أطيع أوامرك كما لو أنني حيوانك الأليف؟!"

تنهد تشانيول مستاءً، إنه لا يتقدم معها بشيء و هي إمرأة صعبة المراس لا تلين، كلما ظن أنها لانت في يده أخيراً يكتشف أنها مازادت إلا تماسكاً أمام تليينه، لكنه حقاً لا يستطيع أن يُسايرها دوماً بحُجة أنه يحبها.

" لستُ في مزاج لأبرر لكِ شيء، فلتبقي هنا، ممنوع أن تخرجي من هنا"

سار خارجاً رغم أنه تحثه بصخبها المزعج أن يستجيب لكنه تجاهلها فحسب.

" توقف!! لِمَ لا تواجهني فحسب؟!"

أغلق عليها باب الجناح و أوصى حرسه بألا يتركوها تخرج، ثم ذهب إلى قاعة الماما حيث يُعقَد الإجتماع.

دخل ليجد جميع الحُماة على عروشهم جالسين و ينتظرونه، و من حال وجهه المتبرم أدركوا أن ميريانا قاومته من جديد، أو أنها تسببت في مشكلة جديدة.

جلس على عرشه متنهداً و شرع الإجتماع، تحدث سوهو.

" جمعتكم لنتحدث بأمر بيكهيون، بما أنه العازب الوحيد بيننا و الفتاة في القصر بالفعل فحان الوقت المناسب لتزويجهم."

حينها قال تشانيول معترضاً.

" أحد طقوس الزواج لدينا أن يتم الزواج في يوم التوافق النجميّ للحامي، ألن ننتظر لأجل بيكهيون؟!"

نفى سوهو متنهداً و قال.

" أعلم ذلك، لكن لا، لن ننتظر، بيكهيون يعاني من مضاعفات خطيرة لا نجد لها تبرير، أنه يفقد قوته بسرعة و يفقد سيطرته على التحكم بها في أحيانٍ أُخر، و كنا نحتاج قوته لتوالي الليل و النهار و إلا إنغمس الكوكب في عتمة دامسة، لذا قررنا إتمام الزواج في أسرع وقت ممكن قبل أن يزداد الوضع سوءاً، لقد بدأت التحضيرات بالفعل."

بيكهيون يجلس على عرشه مُنهكاً، كان التعب بادٍ على ملامحه بلا أي مبرر، إنه بالكاد يتحرك و يتنفس بصعوبة كما ان العرق يتصبب منه و الأدهى أن ألوانه الرمادية تفواتت مع لون شعره الأسود بمعنى أنه يخسر قِواه بلا شك.

" لكن ما السبب في ذلك؟! هل حصل شيء للبلورة؟!"

تسآل تشانيول و أجابه لوهان.

" بلورته بهتت بالفعل من قبل أن تعودوا، أرجح أن السبب في ذلك أنكم أطلتم البقاء على الأرض متسترين على قِواكم و ذلك وحده يستهلك قِواه، و الآن ها هي النتائج باذخة على بيكهيون"

سكن تشانيول يستمع إلى أخوانه و الريب قد ساور نفسه، إن كان قد وصل الحال ببيكهيون إلى هذه الحالة السيئة، لِمَ لم يحدث له شيء؟!

كثرة الدلائل تصُب في عين واحدة و هو يكرهها بشدة، يريد أن تخيب ظنونه، ألا يكون المبرر الذي في رأسه هو الصحيح.

لأن ذلك الظن إن تأكد فلن يجلب له سوى التعاسة و سيدمر كل ما بناه و ما سيبنيه إن أمكن، هو لا يريد الكثير، مكتفٍ بكرسيه بين الحماة و ميريانا زوجة بليدة له.

تنهد مستاءً بينما ينظر إلى بيكهيون الذي يسعل كل فينة و قال.

" إذن دعونا نتمم الزواج في أسرع وقت، فلنعن عنه اليوم و نقيمه خلال الأيام القادمة، حتى ذلك الحين علينا مدّ بيكهيون من طاقتنا حتى يستطيع أن يسيطر على قوته و يتمم عمله في حفظ كوكبنا متنزناً."

أومئ الحُماة موافقين على اقتراح تشانيول و جميعهم نهضوا على أهِبة رجل واحد ليتحركوا ناحية بيكهيون.

تعاضدت كفوفهم فوق بعضها البعض فوق صدر بيكهيون فأضأت من بين أيديهم أنوار مختلفة ألوانها و شعّت بإتجاه معاكس و تجانست ليتشربها جسد بيكهيون رويداً رويداً فإذ به يشهق بقوة فجأة و غفت عينه.

ابتعدوا عنه الحُماة و تريثوا من حوله يترقبون النتائج، ما طال إنتظارهم إلا لبعض دقائق قليلة ، إذ هو يفتح عينيه و يبتسم ببهجته المعتادة صحيح الجسد و كأن عِلة ما أصابته.

" مرحباً إخوتي!"

تنهد سوهو مستاءً و صفع رأسه بخفة موبخاً حينما بدأ بيكهيون يلعب بأضواء القاعة.

" للمرة التي لا أحصيها، أخبرتك ألا تلعب بالأضواء"

أمسك بيكهيون محل الضربة عاقداً حاجبيه و قال.

" تضربني مجدداً يا سوهو؟! سأريك!"

أمسك سوهو سريعاً بيده و هدده قائلاً.

" أقسم إن نزعتها مجدداً فأنني سأجعلك طوال الليل تعوم في الماء و لا تخرج!"

وقتها رفع بيكهيون يديه مستسلماً يدعي البراءة.

كان مشهداً معتاداً من الصبي الذي على شاكلة رجل، لكنه أثار ضحكهم، ربما لأنهم إحتاجوا أن يضحكوا، فلقد تسببت حالة بيكهيون باضطراب في نفوسهم لم يظهروه لنزعة الرجولة فيهم، لكنهم كانوا قلقين.




..............




في المساء و بعد مناوشات عمل كثيرة؛ عاد تشانيول أدراجه إلى الجناح الملكي في بلاط قصره الخاص، حينما ولج من البوابة العظيمة نظر في الجناح بحثاً عنها في عينيه.

كانت تجلس محتضنة نفسها فوق السرير، و أسفل ملاءة السرير التي تنسدل على جوانبه الأربعة كانت تختبئ و تنطوي على نفسها إلا أن شهقات بكائها الخافت تسرب إلى سمعه.

اقترب سريعاً إليها قلِقاً لكنه ارتدع حينما اصبح قريباً من السرير، حينما رأته يلج أقامت عودها على ركبتيها و شدت حبل الملاءة لتسقط الطبقة الثخينة منها و يصبح غير قادراً على رؤيتها من الداخل.

فهم أنها ترفض وجوده بقربها فتنهد و تراجع عِدة خطوات عن السرير، عادت هي إلى مكانها و لكنها مددت جذعها على السرير، إذ أنها تثق - و لا تعلم مصدر الثقة- إنه لن يقطع خِلوتها بما أنها لا تريد وجوده معها.

قال من خلف السِتار بينما يستمع بأذن رافضة لعياءها من البكاء الشديد الذي كانت تهوج فيه.

" سواء عليكِ غضبتِ أم رضيتِ الزواج سيتم و هذا خارج إرادتي، تهمني سعادتك و تلك الدموع التي تذرفينها تنزل على قلبي كالحميم و لكن لا سلطة لي، ليس أنني أسيركِ رغماً عنكِ على صراطيّ الخاص، إنما الأمر لا يتعلق بإرادة أحد."

لم يستهجن أنها لم تجيبه فهي تجيب عمّا يغيظها بشدة، و كلامه المعلوم مسبقاً بالنسبة لها لن يجعلها ترد.

تنهد و اقترب من الستائر يتلمسها بحواف أنامله و كأنه يمسّها لا يمس مِلائة تفصله عنها، حتى شعر أنه قريب جداً منها ابتعد خوفاً من نفرها، يكفي الأسباب التي منحها أياها لتكرهه، لا للمزيد.

سار بعكس السرير يبتعد، فلتخلي بنفسها حتى إذا طرحت إرتباكها على شاكلة دموع اختلت نفسها من الوجع، لكن صوتها الذي بدى محشرجاً استوقفه.

" هل ستحبسني هنا حتى تزوجون أختي من أخيك؟"

إلتفت إليها و قال بهدوء.

" لستُ من يرغب بحبسكِ، أنتِ تجبريني على تشييد قيودب عليكِ، و بما أني أكره تقييد عقلكِ، أفضل أن أقيد جسدكِ بدلاً منه"

تحرك مبتعداً فوجدت أن فرصتها لتلينه تذهب مع هبوب الرياح، نهضت عن السرير سريعاً و راحت تركض إليه حتى تشبثت بذراعه على عتبة الجناح و قالت.

" توقف، سأستمع إليك، دعني اخرج و أرى أختي!"

قبض حاجبيه شكاً في نواياها، و لكن وجهها السَمِح و ملامحها البريئة تعاضدت لتثبت له حسن نواياها، كان بإمكانه أن يقرأ أفكارها لكنه لم يُرد، فلتكن جوانب علاقته بها طبيعية على الأقل.

" حسناً، تعالي معي"

أمسك بيدها و جعلها تسير بمحاذاته إلى خارج الجناح، في الصباح بينما هي مارّة؛ رأت لوهان ذاك الحامي الذي يتحكم بالعقول و الأشياء،يسير بحاشيته و إمرأته تسير من خلفه على بُعد خطوتين.

هنا حامي النار تشانيول يمسك بيدها و يشدد عليها، و كأنه يخشى من الهواء أن يتسلل بين أصابعها فيثير على جلدها نسمة باردة، لهذه الدرجة يخشى عليها.

رفعت بصرها عن يده التي تتمسك بها بإحكام و نظرت في وجهه المليح، دوماً ما يملك وجهاً جاد خارج الجناح، للتو لاحظت أن وجهه الباسم ذاك هو لها هي فقط.

سارت على سيره و بقيادته دون أن تعي كيف سارت و إلى أين تسير، إنما هي مشغولة بالنظر إليه هنا بجانبها.

وسيم، وصف بسيط عمّا تراه و لا يمنحه حقه في الوصف، تلك الغمازة المختفية الآن في وجنته حينما يبتسم تظهر، و كملاك كيبوبيد ترمي عليها سِهام من حب حينما تبرق في منتصف وجنته.

تماماً كما الآن، حينما نظر إليها فوجدها تتمعن في خِلقته الجميلة بلا أن تدرك تبسم فرمى عليها ذلك الملاك المشاغب سِهاماً من حقيبة ظهره و ضحك فاخترقتها إختراقاً عميقاً و لكنه لذيذاً.

توقف فجأة عن السير، فلاحظت أخيراً أنها في البلاط الرمادي و أنها على عتبة البوابة تحديداً، لقد سارت طوال الطريق معه و ذلك الملاك الصغير يضرب عليها من سهامه.

" ادخلي إليها، تستطيعين البقاء الليلة معها، أراكِ صباحاً سموكِ"

أومأت إليه فاقترب فجأة جعلها تتراجع بحذر خطوة إلى الخلف، تبسم و برقت الغمازة و رمى ذلك الملاك الصغير سهماً آخر عليها.

طبع قبلة على إبهامه ثم داعب به وجنتها كقُبلة غير مباشرة، الخدم تناظروا فيما بينهم.

أهذا هو الحامي تشانيول الشرِس؟!
لكنها لا تعرف حاميهم الشرس، إنما الرجل المغموس في حبها و حسب.

غادر متبوعاً بحاشيته من الخدم بعد أن شعر بالحرج مما فعله بلا وعي أمام خدمه و حرسه، تبسمت ميريانا إبتسامة طفيفة تواجه الباب حينما فتحوه الحرس منحنين لها.

ولجت إلى داخل الجناح و صوت البكاء يتسرب إلى مسامعها، فركضت بلا وعي ناحية الصوت، تقدمت من الصوت و شعور بالتيه يراودها.

أنها تسمع صوت البكاء و لكنها لا تراها!

خطر في بالها عادات آيلا القديمة، عندما تكون خائفة أو حزينة فهي تختبئ خلف الأريكة و تنسى أن صوت بكائها يكشف مكانها دوماً.

لكن هذا جناح فسيح و لن تنتهي من البحث خلف الآرائك إن باشرت بالبحث عنها، توجهت صوب الرُكن الذي يندلع منه الصوت، قريباً من شُرفة الجناح الفسيحة.

تقدمت إلى الآرائك تبحث من خلفها، لتجدها أخيراً تختبئ خلف إحداها و هي تحتضن جسدها.

" آيلا!"

رفعت رأسها و نظرت ناحية ميريانا حينما ناداتها باسمها بهمس محزون، سُرعان ما نهضت تهم بدسّ نفسها بكُنف أختها تبكي و كأن فاجعة وقعت على رأسها.

" ميريانا، لا تتركيني وحدي، أنا خائفة جداً"

رفعت ميريانا يديها لتربت على رأس أختها الصغيرة تحاول بث الطمأنينة فيها، رغم أنها لا تشعر بالإطمئنان في قرارة نفسها، لا تخشى أنه ينتهي الحال بها كما تخشى صلابة بيكهيون، و إن كان أخرق كما يُشاع عنه فهو رجل صلب معها و هذا ما يهم.

" بيكهيون أتاني هذا الصباح يخبرني أن ليلته معي غداً، و أنه حاصلٌ عليّ حاصل و لن يقف أحد بطريقه و لا حتى أنا"

قالت ميريانا و هي حقيقة لا تدرك أنه أكبر سناً - و لو كان في بضعة شهور فحسب- من زوجها ضخم البُنية.

" ذلك الفتى اللئيم!"

تنهدت ميريانا بأستياء بعدها و تابعت بالرّبت على شقيقتها التي إسترسلت.

" هو مخيف، أنا أخاف منه و لا أستطيع أن أسلمه نفسي، أدرك جيداً إن ما منحته نفسي بإرادتي فسيأخذني رغماً عني كما حدث معكِ، أرجوكِ ساعديني، أنا لا أريد أن يتزوجني"

قضمت ميريانا شِفاهها و عيناها تجول بشتات في الجناح، عليها أن تفعل شيء لأجل آيلا مهما كان متهوراً، مهما كانت نسبة نجاحه ضئيلة، و مهما كان خطيراً و ربما أحمقاً.

لا يصح أن ينتهي الأمر بآيلا كما انتهى بها مهما كانت الظروف و المبررات، و إن كان الرجل جيداً - و هو ليس كذلك- لا ينفي أنها مجبورة عليه.

أفلتت شقيقتها و سارت إلى الشُرفة، نظرت من خلال اسوار الشرفة إلى باحات القصر البيّنة، الإرتفاع شاهق و السقوط إلى هناك إنتحار مُحتم.

جالت في الجناح بلا واجهة، تدور حول نفسها و تفكر بإضطراب حتى توقفت فجأة و نظرت ناحية الباب حينما لمعت في رأسها فكرة.

تقدمت إلى الباب ثم أمرت الحارس بلا معالم.

" أحضر لنا خادمتين، نحتاج بعض العون"

أومئ لها الحارس و انصرف، و هي عادت إلى الداخل بإنتظار حضور الخادمتين، تقدمت منها آيلا و همست.

" ماذا تنوين أن تفعلي؟!"

همست بينما تراقب الباب.

" سنهرب من هنا"

شهقت آيلا و كممت فمها سريعاً، أختها جريئة بطريقة متهورة في بعض الأحيان كما الآن، طُرِق الباب قاطعاً على آيلا استفساراتها الكثيرة فأذنت ميريانا لهنّ بالدخول، حينما دخلنّ الفتاتين قالت ميريانا.

" نحن نريد أن نستحم لذا جهزنّ لنا الحمام"

تحركنّ الخادمتين ليفعلن ما أُمِرن به بينما ميريانا بالخفاء أومأت لآيلا كي تطمئن، فالأخرى جبانة و تكاد تختنق من الخوف، خرجت إحدى الخادمتين بعد وقت و قالت.

" مولاتي، الحمام أصبح جاهزاً"

أمسكت ميريانا بيد شقيقتها و دخلت الحِمام من بعد الخادمة، عملنَّ الخادمتين لمساعدة الأميرتين لخلع فساتينهن الملكيّة.

و حينما اقتربنّ من المغطس ضربت ميريانا إحداهن رأسها بلوح الصابون الصلب، و سرعان ما تحركت للأخرى قبل أن تأتي بحركة.

شهقت آيلا مرتعبة من فِعلة شقيقتها و لكن ميريانا الجريئة حثّتها بنبرتها المتأزمة أن تتحرك لتُعينها.

" لا تقفي هكذا كالصنم، ساعديني في خلع ثيابهنّ، سنضعهن في المغطس بدلاً عنّا، و نرتدي ثيابهنّ لنستطيع الخروج."

تحركت آيلا أخيراً لتساعد شقيقتها و ما إن إنتهينّ الفتاتين حتى وضبنّ أنفسهنّ، قالت آيلا بينما تنظر في شقيقتها.

" لكنكِ بشعر أحمر، كيف سنُخفي ذلك؟!"

أجابت ميريانا بينما تخفي شعرها.

" سأضعه أسفل ثيابي و قُبعة الخادمات هذه ستفي بالغرض حتى نخرج،  لقد رأيتُ الخادمات الأعلى مرتبة يضعنّ أوشحة، سنسرق أثنين و ثم سنخرج من هنا"

تسترنّ الفتاتين جيداً و تخفينّ بمعاونة أزياء العاملتين ثم خرجنّ منحنيات القِوام بعض الشيء كي لا يميزوا حرس البوابة أنهنّ الأميرات.

سِرنّ بتودئة متحاذتين جنباً إلى جنب، و حينما وصلنّ رُكن العاملات في قصر بيكهيون أملنّ طريقهن بحثاً عن مكان أزياء العمل في القصر.

" جوري و ماركلين، إن إنتهيتنّ من خدمة الأميرات تستطعنّ المغادرة يا فتيات"

إنحنين لها دون قول شيء لكن رئيسة الخدم توقفت في مكانها مستعجبة من تصرفهن، عادة لا ينحنينّ لأحد سوى للأميرات و الحُماة فالناس و مع إختلاف أعمالهم إلا أنهم يُعاملوا معاملة واحدة على متن الكوكب الضائع، فلا ينحني أحد لآخر فهذا قانون المملكة الأول، المساواة.

" ما بهنّ ينحنينّ لي؟!"

تسآلت السيدة في سِرها و لكن سُرعان ما تشتت إنتباهها حينما طلبت منها إحدى الزميلات المجيء.

إستطعنّ ميريانا و آيلا التسلل إلى غرفة العاملات حيث يبدلنّ ثيابهنّ أخيراً، و تعمدت ميريانا أن تسرق وشاحين ثقيلين من أوشحة الخدم الكِبار في القصر ثم خرجنّ معاً.

حاولنّ ألا يلفتنّ إنتباه العُمال في أركان القصر و ذلك بتفادي الطرق التي يسلكونها عادة حتى خرجنّ من القصر بأمان.

لم يُشكك أحد بأمرهنّ إطلاقاً، فلقد بدينّ كسيدتي بلاط قد إنتهت ساعات عملهنّ و حان الوقت ليعدنّ إلى منازلهنّ بآمان.

أمسكت ميريانا بيد شقيقتها حينما أصبحت بعيدة عن أعين حرس أسوار القصر ثم أخذت تركض تحث شقيقتها بأن تركض معها بعيداً و سريعاً فإن إكتشف تشانيول أنها هربت أو بيكهيون فالبتأكيد سيفرض حظر تجول حتى يجدهن، حتى ذلك الوقت عليها أن تجد مكاناً يأويها و شقيقتها.

أخذت تركض و تركض لمسافات طويلة حتى ولجنّ الزحمة بين الناس في سوق المدينة، وقتها فقط انحنينّ على ركبهنّ ليحصلن على بعض الأنفاس.

بينما ميريانا تلتقط أنفاسها كانت تنظر فيما حولها، و ذلك بعدما تفقدت جعبتها - عنقها- من المجوهرات.

حلّت القلادة في عنقها و قالت.

" سأبيع هذا، بالتأكيد سيوفر لنا الكثير من المال لنجد مأوى هنا و طعام و كِساء"

ذاك العِقد الذي يحوي تلك الألماسة الفاخرة قررت أنها مستغنية عنه، و على آية حال فهو لا يحمل بالنسبة لها سوى قيمته المادية، فكان سهلاً يسيراً عليها أن تعرضه على صائغ المجوهرات، الذي ما إن رآه ذُهِل.

لا تدرك حقيقة كم هو مميز و كم أنه ثميناً بقيمته المعنوية أكثر من قيمته المادية التي تستطيع بها أن تسد حاجتها طوال حياتها و شقيقتها.

أخذ يتفحص جوانب الألماسة بعدسته الدقيقة، و ثم إزدرئ جوفه ينظر للفتاتين أمامه بإرتباك، خصوصاً تلك المُتسترة على وجهها و لا يظهر منها شيء و لا حتى عينيها، إنما تحدثت معه من خلف خِمارها.

" عذراً، هذه الألماسة أصيلة و لا يوجد منها سوى إثنتا عشرة قطعة في المملكة كلها، من أين حصلتِ عليها سيدتي؟!"

تجهّمت ميريانا ترد عليه، فذاك الرجل بتطليعاته الغريبة لا يزيدها سوى توتراً.

" و أنت ما شأنك من أين حصلت عليها؟! فقط خذها و امنحني بدلاً منها مالاً"

نظر إليها البائع و أبدى إزعاجه حينما عكف حاجبيه و قال.

" الطريقة التي تتكلمين بها معي ليست مقبولة في توبيا، لكنني سأمررها لكِ لأن هناك ما هو أهم، تلك الألماسة يملكونها فقط الحُماة و أميراتنا، أيعقل أنكِ سرقتِها رغم أن العواقب شديدة؟!"

إزدرئت جوفها و نظرت بآيلا، لا يعقل بمجرد أن خرجت من القصر ستُكتَشف.

" إنها تقليد، ليست الأصلية"

ضحك البائع هازئاً و قال.

" يبدو أنكِ لا تعلمين أن التقليد يُعتبر طريقة للغش و القانون يعاقب عليه بشراسة، أنتِ سرقتِ تلك الألماسة و تدعي أنها مقلدة، جريمتين في ذات الوقت."

ميريانا ضاعت و للحظة تشتت لا تدرك ماذا عليها أن تفعل كي تخرج من هذه الورطة، بينما آيلا بجانبها تكاد أن تبكي لشدة خوفها.

تقدمت ميريانا منه و سحبت القلادة من يده برعونة قائلة.

" لستَ قاضٍ لتحكم عليّ، و ما عدتُ أود بيعها"

تحدث الرجل منفعلاً.

" لن يشتريها أحد منكِ على آية حال"

إلتفتت ميريانا تمسك بيد شقيقتها، حينها بانت له بعض خصل شعرها الأحمر التي إنحدرت من أسفل وشاحها الداكن فشهق قائلاً.

" و تصبغين شعركِ بلون شعر مولاتي ملكة النار! أنا سأبلغ عنكِ فلقد أصبحت جرائمكِ ثلاث!"

أحكمت ميريانا قبضتها على يد آيلا و همست خائفة.

" هيا اركضي اركضي!"

أخذنَّ الأميرات يركضن هرباً من الصائغ اليقظ ذاك، ركضنّ إلى مسافة طويلة بعيداً عن السوق ثم انحنين مجدداً يتمسكن بركبهن لأخذ بعض الأنفاس.

" ماذا سنفعل الآن يا ميريانا؟!"

شاكست ميريانا شعرها بأظافرها بتيه بينما تنظر حولها و تذمرت.

" هل نحن في يوتوبيا و أنا لا أدري!"

آتاهن صوت ضِحكة خافتة من خلف ظهورهن فالتفتن الفتاتين.

" الأميرات هربنّ من القصر بلا تدبيرات!"





..................






حينما أنهى أعماله الفورية تحرك بيكهيون إلى جناحه، فلقد إشتاق لإغاضة آيلا رغم أنه تركها صباحاً تبكي خوفاً من وعيده.

لا يسره رؤيتها تبكي خوفاً منه، و لكن... أليست هذه الرجولة بالفعل؟!

سار إلى جناحه بخطوات سريعة يتخللها بعض القفزات و شيئاً من الهرولة، حينما يأتي الوقت لمقابلتها تغزوه حماسة فجّة تتفجر في أركانه،  لكنها لا تظهر عليه أمامها إنما يتقنع بِجد.

إنحنى له الحرس ثم ولج الجناح، و حينما سار في جناحه الفسيح يبحث عنها منادياً و لا إستجابة تأتيه؛ توجه ناحية الحِمام الملكي فلربما هي لا تسمع صوته أو تتجاهله كما تفعل عادة.

كان يستطيع أن يستخدم قواه ليعلم أين هي، لكنه شعر بالكسل رغم أن البحث عنها مُنهِك أكثر.

جال و صال في الجناح بلا فائدة، و حينما اقتحم الحمام الملكي رأى خادمتين مجردتين من ثيابهنّ في الحوض.

سُرعان ما أشاح ببصره عنهنّ و تمتم بلعنات شتى، خرج من الحمام بخطوات وئيدة و قد وجد الغضب طريقه ليتخلل إلى نفسه.

  خرج إلى حُرّاس بوابة الجناح، و أفرغ جلجلة غضبه بالحارس الذي يقابله حينما قبض على تلابيب سترته و جذبه إليه بعنف شديد قائلاً.

" أين الأميرة أيها المغفل؟! كيف تغفل عينك عنها؟!"

إرتبك الحارس و نظر إلى الأمير بتيه، حتى إستطاع إستدراك حِسه قال.

" مولاي لم تخرج الأميرتين إطلاقاً!"

قبض بيكهيون حاجبيه بلا فهم، سُرعان ما فهم و صاح.

" أميرة الحامي تشانيول كانت معها أيضاً؟!"

أومئ إليه الحارس فلعن بصوت مرتفع، ثم ركض في بلاطه الرمادي متبوعاً بحراسه الكُثر، إقتحم قاعة الماما على إخوانه و صرَّح سريعاً.

" ملكة النار و أميرتي قد هربنّ!"

وقف الحُماة محمومين بهول الخبر، و نهض تشانيول مُسرعاً إلى قصره، لكنه بينما يعدو إلى هناك ما شعر بها قريبة منه، بل لا يشعر بها حتى و ذلك شيئ غريب!

توقف للحظة و تحدث إلى بيكهيون الذي يجري من خلفه.

" ألا تشعر بأميرتك؟!"

توقف بيكهيون للحظة يحاول الشعور بها لكن لا شيء، إزدرئ جوفه بقلق ثم نفى برأسه، وقتها دفع تشانيول بيده التمثال الماثل أمامه و صاح لاعناً.

إنه للمرة الأولى التي يلعن بها، أو يغضب بها حتى...!

إستوقف الحارس الذي يسير من خلفه و أمر.

" اذهب و اجمع سَريّتين من الحرس الملكي و اتبعني إلى بوابة القصر!"

إنحنى الحارس إليه ثم ركض لتلبية أوامراه، سارا تشانيول و بيكهيون محشودين بحرسهم إلى البوابة، و قد سبقوهم بعض الحُماة إلى هناك.

كان لوهان يقف قُرب البوابة يغمض عينيه و الجميع يترقب ما سيقوله، فتح عينيه و تنهد قائلاً.

" لا أستطيع إيجادهن"

ضرب تشانيول البوابة بقدمه بثوران و انبعث منه دخان أحمر نفّاث، فاقترب منه لوهان سريعاً بحزم و تحدث.

" تشانيول! اضبط نفسك و إلا سيطرت عليك الطاقة الحمراء، دعنا نفكر بروية لنجدهنّ"

الأسوء من كل ذلك أنه لا بشعر بها و هذا لا يعني سوى أمرين، إما أنها ماتت أو أنها عادت إلى الأرض، الخيار الثاني مستحيل فالخيار الأول أقرب إلى الصواب.

و إن كان لا ذاك و لا ذاك فإن عطب كبير حلّ كمصيبة على رؤوس القصر و المملكة و الكوكب بشتى أركانه...!

كيف لا يشعر بها؟!

.............






سلاااااااااام



البارت كثير متأخر للأسف و أنا بعرف لكن حياتي عبارة عن روحة على الجامعة، جامعة، و ترويحة من الجامعة....😪

ادعولي يمر هالفصل على خير و اخلص...💔

بمناسبة الخبر التعيس الي سمعنا في اليوم، أحس بالحزن على سولي رغم اني مو فان الها إنما معرفتي فيها سطحية... لكن روح كل إنسان غالية شو ما كان جنسه، عرقه، دينه، و لونه.

دائماً فكروا بأثر الكلمة الي ممكن تحكوها و كيف ممكن تأثر على نفسية المستمع، جرّب تحكيها لنفسك قبل ما تحكيها لغيرك... بتقبلها على نفسك؟!
إذا قبلتها احكيها و اذا لا احتفظ فيها لنفسك، النقد للشخص بعينه مين ما كان غير مقبول.💔

البارت القادم بعد 70 فوت و 70 كومنت.

1.رأيكم بميريانا؟! مشاعرها التي بدأت تميل لتشانيول؟! هروبها من القصر؟!

٢.رأيكم بتشانيول؟ معاملته التي تتوازن بين الشد و اللين معها؟! ردة فعله على هروبها؟!

٣.ماذا سيفعل بيك و تشان؟ و إن وجودهنّ ماذا سيفعلون؟!

٤. ما السبب الذي يجعل تشان و بيك غير قادرين على الشعور بزوجاتهم؟ و لماذا لم يجدهن لوهان حتى؟

٥.من كان الذي إلتقى بهنّ في المدينة؟ و كيف عرفهن؟!

٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «الدرك الأسفل|| The Eternal Monarchy».
CH11||وجوه جديدة
Коментарі