CH7||سيدة النار
" سيدة النار"
" حياتي دونكِ بلاء لكن حبكِ أكبر إبتلاء فدليني إلى طريق ينتهي بمفتاح قلبك، أو خذيني و ضعيني فيه، لا تريني سوى نوركِ و دلليني في حبك"
إنني أتقلب من كفةٍ إلى كفة، أشعر و كأنني حيوان يسير ضِمن الأوامر أو جماد طيّع، إنني فقيدة موطني و لا أحد يعلم مكاني، حتى أنا لا أعلم.
لا أعلم أي اسم أطلقه على حالي هذه، مخطوفة أم مجبورة أم أن هذا قدري، لطالما آمنت بأن ظلم الحياة هو حصاد الإنسان على أفعاله، لكنني لم أخطئ بشيء.
فبأي حق تجور الحياة علي ظُلماً؟!
مشتتة بين أُناس لم يسبق لي أن عاشرتُ طينتهم، أُناس غريبون عني حد العُجمة و يدعونني بمولاتي!
أشعر بثقل الهم على أكتافي و المسؤولية على رأسي، أختي و أمي ها هنا أيضاً و لا أعرف كيف ألوذ بالفرار بهنّ.
لستُ طيّعة للظروف و يعرف ذاك الذي جلبني أنني صعبة المراس و لا أخضع، فكيف يجرؤ أن يورط نفسه في مشاكستي؟!
أريد مخرجاً من هذا المكان العجيب، أريد العودة إلى حياتي الطبيعية رغم كدحي، لقد إشتقتُ فجأة لجاكسون و جونغكوك.
اليوم وعدتُ آيلا بأنني سأنقذها و أمي و نفسي من هنا، لنعود إلى حياتنا الطبيعة و لأولي تشانيول هذا و صديقه أو لا اعلم بما يقربه شأن غضبي.
إنني ساخطة جداً و أود إقتلاع عينيه الكحيلتين من محجريهما الوسيعين.
رغم غضبي الشديد منه و من هذا المكان و من كل ما يحيطني و أجهله، أشعر بالبؤس لأنني أدرك أن قوة بأسي لن تأتي بفائدة لي هنا.
إن هو ما أخرجني من هنا أنا لن أخرج، أشعر بالذل، لأول مرة أكون المَعولة لا المُعيلة، حتى لو بحاجة كهذه، أكره أنا أحتاج لأحد.
إنني الآن حبيسة جناحه، حرسه على الباب لا يدعوني اخرج و لأنني في النهاية صرخت غاضبة خرجنَّ الخادمات مذعورات مني، يبدو أنني أول من أساء معاملتهنّ.
تنهدتُ بأستياء بينما أجلس على الكرسي قِبالة التسريحة، لقد مللتُ النظر في جناحه العثماني و ها أنا انظر بِحُلتي الفيكتورية.
حينما أمرهم أن أبدو أميرة -كما يجب أن أكون هنا- تحركت الكلمة في أجسادهم بنشاط و أفرغوا علي إبداعهم و حيلهم.
ما كنتُ أستطيع دحض عزمهم و عزيمتهم عني، و لإصرارهم المُهذب إستسلمت، حتى أخرجوني على هذه الشاكلة.
لم يسبق لي أن تزينتُ هكذا، بل لم أفكر يوماً أنني سأكون أميرة من عصور بديعة قديمة.
مُصفف شعري بطريقة حديثة، كما أصففه عادة بإختلاف بسيط، مسدول بتمويجاته العريضة يصل حتى نهاية ظهري، هذه هي طبيعة شعري.
يعلو رأسي تاج ذهبي يتوسطه ماسة و على أطرافه قد ترصع اللؤلؤ.
زينة خفيفة نالها وجهي، كُحل أسود يرسم عينيّ و أحمر شفاه قاتم اللون جعل فاهي يبدو أكثر إكتنازاً.
في رقبتي عُقد خشن، لم أحبه لكنهم فرضوه علي، بين اللؤلؤ و الألماس المتروس في معدنه الذهبي هناك ألماسة تشبه تلك التي في التاج.
ألبسوني فستاناً جميلاً بأكمام طويلة، فتحة صدره تصل حتى نهاية مقدمة صدري، و فتحة في الظهر تكشف حتى منتصف ظهري، يضيق على جذعي و يتسع بعد ضيقه على خصري.
منفوش بشكل أنيق لا إبتذال فيه، يتكون من ثلاث طبقات من قماش فاره أعلاهما الحرير، لونه أحمر و حينما أستفسرتُ عن السبب خلف لون الفستان و ثيابهم قالوا أن اللون الأحمر يرمز للنار أي لمولاهم تشانيول.
علمتُ منهم أن الليلة ستجري مناسبة رسمية، ذلك لأن إرتدائي للون الأحمر إلزامي في المناسبات الرسمية، و هو لون ملزوم عليهم، كونهم حاشية ملك النار.
أي مناسبة ستقام الليلة؟!
أشعر بالقلق حيال هذا الأمر!
أما بالنسبة لوعده، لقد أطعته لأنه هددني بوالدتي و أختي، ما ظننته إنتهازي لئيم حتى هذا الحد.
فُتِح باب الجناح كاسراً جُلة الصمت المهيبة في المكان، ظننتُ أنهم آتين لنقلي، لكنه كان هو.
أدرتُ وجهي عنه بأستياء و ما منحتُ لنظراته الهائمة بي قيمة، أدرك أنه يحبني لكنه لم يمهلني الوقت لأحبه بل أتى بي هنا رغماً عني.
شعرتُ به يتقدم نحوي، كلما إقترب غَزَت رائحة عِطره أنفي و شعرت بدبّات حِذائه ضد الأرض أقرب إليّ.
وقف خلفي متكأ بكفيه على ظهر الكرسي، أما عينيه فعليّ عبر المرآة، تنهدتُ أنظر إليه، قليلاً و سينشق ثغره لوسع إبتسامته.
إرتفع حاجبي بغيظ و قلت.
" لعبتك البغيظة هذه فلتنهِها و تعيدني و عائلتي إلى البيت، أياً كان هذا الهُراء فلتنهِه!"
تنهد ساخطاً على كلماتي، و لكنني ما زلتُ أرى الحنان الذي يرمقني به.
" لستُ ألاعبك و لو أنها لعبة فعلاً لما وضعتكِ بها كما تدعين، لستُ من فرض عليكِ نفسي و حرمكِ حق إختيار سَير حياتك، إنما أنا مجبور مثلكِ."
صمت لوهلة ثم اتبع، ظننته يحبني.
" تزوجيني و اعتبري ولايتكِ أميرة على شعبي مهراً لكِ فاقبلي"
وقفتُ و قد أثار كلامه غيظي، تحركت أمامه فصرف ثقله عن الكرسي و ارتسى عليّ بعينيه و إنتباهه.
" أتظنني كلبة مال و جاه؟! لو أنني أردتُ ذلك لتزوجتُ منذ زمن و لا عِشتُ يوماً واحداً أكدح لنيل اللقمة!"
رسى بيديه على كتفيّ يحاول إخماد ثورتي لكنني دفعته عني و استرسلت، أكره أن يُحَط من شأني.
" لستُ أريدك، و لا أحبك، و لا أقبل الزواج منك، حذاري أن تلجئ لتهديدي مجدداً، تعلم أنني لستُ طيّعة لحِس رجولتك السخيف، الآن اعدني إلى دياري و ولِّني أمي و شقيقتي ثم انصرف عن حياتي كأنك لم تكون!"
إشتعلت عيناه بوهيج أحمر و كان أقدر مني على ضبط نفسه إذ أغمض عينيه بغرض التهدئة، أما أنا فهائجة و أنفاسي و هو يواري غضبه تحت سِتار الكظم.
فتح عينيه يرمقني بنظرة نارية، خُيّل لي أنني أرى النار تسري في عروقه مجرى الدم، قال و ابتعدتُ عنه خطوة فلقد كادت أنفاسه تلفح وجهي و أنني أدرك جداً شر حرِّها.
" استمعي إليَّ جيداً، الشر كله مُكتنز بي، أياكِ أن تجعلي الطاقة الحمراء أن تتفلت مني، وقتها لن أستطيع السيطرة على نفسي، و لا أضمن لكِ سلامتك، إنني سيدها و أكتمها عنكِ رغماً عني، لا تسهبي في إهانتي و الزمي حدودك"
إقترب مني خطوة جعلني أتراجع بمثيلتها عنه، لا أعرف لِمَ ساور الخوف قلبي، إنني خائفة أكثر من كل المرات القليلة التي خفت بها، و كلها كانت من صُنع يده.
إزدرئتُ جوفي حينما صدني الحائط عن التراجع أكثر و هو مَثل أمامي يحتجزي بذراعيه ضد الحائط و صدره يوازي نظري.
رفعتُ نظري إليه فشهقت شهقة خفيفة كتمت نصفها بكفي، يخرج منه دُخان أحمر نفّاث، إنها الطاقة الحمراء التي تحدث عنها.
" اقبلي بي زوجاً و رجلاً أبدياً لكِ، أنا لا أعرض عليكِ هذا و لا أُخيركِ، إنه واقعك فتقبليه بدل رفضكِ معطوب النتائج هذا."
إقترب بوجهه مني فأشحتُ بوجهي عنه و ها أنا أشعر بأنفاسه على عنقي لكنه لا يحرقني رغم ذلك أشعر بحرارته.
" اتقي ناري و شري إن غضبت، فكلاهما يغيران عليّ منكِ"
إبتعد فجأة و نظر إليّ معقود الحاجبين.
" لا تجبريني على إخافتكِ مجدداً، إنني أكره ذلك و لكنكِ تتبجحين بقوة أستطيع سحقها بثانية، ابقي عزيزة غالية في قلبي، لا تكسري المكانة التي منحتكِ أياها بكبريائكِ المُفرَّغ"
سار حتى الباب ثم نظر إلي شزراً و قال.
" أنتِ متورطة معي و هذا حتميّ، كلما تقبلتِ هذه الحقيقة بوقت اسرع كلما كان ذلك أفضل لكِ"
خرج و تركني ألملم شتات نفسي و ضيعان كلماته في عقلي، هددني، و أجبرني، و طوَّعني، ثم فرض علي تقبل كل ذلك، و أنا كالحمقاء خِفتُ منه و أبقيت لساني المنطلق حبيس حلقي.
لكنني كيف سأواجهه؟! لقد أخافني بحق، إنني لأول مرة أرى رجلاً تهب النار فيه و لا يحترق، ذلك كان مريعاً، لي الحق أن أخاف منه.
هدأتُ من ورعي و جلستُ على الأريكة الموضوعة في بُعد من أبعاد الجناح الفسيح أدرس كلماته في عقلي.
سيد الطاقة الحمراء و ملك النار و مالك الشر، أميرة على شعبه و تلك الرموز الغريبة، كل هذا يبدو غريباً لكنني رويداً رويداً بدأتُ أفهم الذي يحدث حولي.
لكن شيء واحد لا أفهمه أو إن صح التعبير هو أكثر شيء لا أفهمه، بماذا يحتاجني؟! و لماذا انا متورطة معه؟! لماذا أنا بالذات؟! أهو جلبني لأنه يحبني أم أنه يتزوجني لسبب آخر؟!
فُتِحَ الباب مجدداً فجهزتُ ملامحي لإستقباله بسخط مجدداً، لكنه لم يكن هو بل آيلا.
نهضتُ سريعاً و رغم أن الفستان يعيقني لكنني ركضتُ إليها لأحتضنها، لفت ذراعيها حولي و احتضنتي برفق إليها بينما تبكي.
إرتفعتُ عنها و مسحتُ دموعها و إبتسامة متعذرة تشق فاهها الزاهي.
" لقد سمحوا لنا برؤية أمي، هيا لقد أتيتُ لنذهب معاً إليها"
إتسعت عيناي بلا تصديق و أطعتُ تمسكها بيدي و سحبي خلفها، خرجتُ من الجناح لأراه في الخارج يقف مع بيكهيون و شاب آخر من ضمن مجموعتهم.
" اذهبن لرؤية أمكنّ لكن لا تتفاجئنّ كثيراً"
قالها الشاب ذا الشعر الأزرق، إعتدتُ على ألوانهم الغريبة، الآن علي رؤية أمي.
جريت و آيلا التي تسحبني و ما استمعنا لتحذيراتهم من خلفنا.
" أنتنّ! يا أميرات! تذكرنّ أنكنّ أميرات"
الأبله هذا يود أن نسير بوقار إلى أمنا، ألا يدرك أننا طفلتين في حب أُمنا؟!
اقتحمنا الغرفة التي فيها أمي، كانت ضمن قصر تشانيول.
رأيتُ شابة صبيّة هناك فدرنا نبحث عن أمي، إننا لا نجدها هناك، حتى سمعنا صوت ضحكة خاملة خرجت من فاه الشابة.
" أنتِ و هي يا مغفلات، هذه أنا أمكن"
نظرت أنا و آيلا ناحيتها ثم إلى بعضنا و ضحكنا بخفة رغم فاجعتنا، أين أمي خبؤها؟!
كِدنا أن نخرج لولا أن خمسة رجال دخلوا، ضِمنهم تشانيول و بيكهيون و ذا الشعر الأزرق، أما الأخيرين فأحدهما يبدو مألوف، هو ذاته الشاب الذي عالج يدي، أما الأخير فأنني للمرة الأولى أراه، إنه بشعر بُني و حدقتين بذات اللون، الوحيد الذي يبدو طبيعي اللون، لا الشكل.
تحدث ذا الشعر الأزرق.
" إنها أمكن بالفعل، إنها فقط لمسات لاي و تاو، لاي ساعدها لتعود بصحة كاملة، و تاو أعادها صبيّة"
هذا تاو صاحب الشكل المريح يتحكم بالزمن، نظرت إلى آيلا ثم ضحكنا معاً نضرب كفينا معاً ثم نظرنا إلى هذه الشابة الذي يدَّعون أنها أمي فبكينا معاً نحتضن بعضنا.
" أعيدوا لنا أمي!"
قهقه الجميع و نحن نبكي، إنني أبكي حقاً، منذ متى و أنا أبكي بسهولة؟!
لكنني نعم ابكي إن تعلق الأمر بأمي، إلا أمي!
نهضت الشابة و تقدمت إلينا ثم أمسكت بأذنيّ كلتانا و أخذت تحركنا أماماً و خلفاً و نحن نتألم.
" يااا أنتِ سأضربكِ حقاً!"
هددتها بغيظ لكن سرعان ما إرتد التهديد علي عندما ضربتني على مؤخرة رأسي.
" أستضربين أمكِ يا عُقلة؟!"
ما كدتُ أرد حتى ضربت آيلا كما ضربتني فصاحت أختي متذمرة ببكاء.
" لكنني لم أقل شيئاً!"
ردت.
" تحسباً إن قُلتِ يا فأرة"
فأرة و عُقلة، هذه ألقاباً منحتنا أياها أمي بالفعل، أدركت ساعتها أن هذه بالفعل أمي و آيلا انتحبت بما أود قوله.
" لكنني أريد أمي العجوز"
سرعان ما أتت تختبئ خلفي و أمي تباشر بنزع حذائها، نسينا أننا لسنا لوحدنا، و حتى ضحكوا كِدنا أن نُضرب كِلتانا.
أنزلت أمي حذائها الذي شهرته علينا على أستيحاء مفاجئ، تذكرت أنها عادت صبيّة فقط الآن، نظرت ناحية المتفرجون و قالت بنبرة مهذبة لم تحدثنا بها إطلاقاً.
" سأتولى أمرهن، تستطيعوا المغادرة الآن"
أومأوا إليها و انسحبوا بهدوء، تنهدت والدتي ثم أشارت إلى حضنها كي نأوي إليها، نظرنا في بعضنا لكننا سرعان ما إلتجأنا إلى ذراعيها المفرودة لأستقبالنا على صدرها ضيوف كِرام و مُحَببين إليها.
" صغيراتي الجميلات، أعلم أن ما يحدث هنا صعبٌ عليكن إدراكه، كما كان صعباً علي لولا أن أسهب تشانيول و سوهو لجعلي أفهم."
تنهدت والدتي ثم أتبعت، أما أنا و آيلا فكان فضولنا شاكلاً فوق رؤوسنا، فصمتنا نستمع، ما قالته كان مفزعاً و مرفوض، مرفوض جداً بالنسبة إلي.
أنا لستُ دمية أحد، و حياتي هي طوعي وحدي أنا، أنا أتخذ قراراتي التي تخصني، و لا أسمح بوجود قيد على حريتي، لكن أمي مسالمة جداً و تؤيدهم على ما سيفعلونه بنا، لقد منحتهم موافقتها بهذه السهولة!!
....................
كما لو أنها متشوقة للجوانب الشيطانية في شخصي، تود إكتشاف شري و كم يحرق لهيبي، إنني بشر سويّ كأي بشري من هذه الناحية، لستُ ملاك مُنزل لأتحمل و أكظم غيظي كلما أهاجت شري بأفعالها الساخطة علي.
أتفهم أنها تشعر بالأغلال تحطيها، أفهم قدر عجزها و كم أن ضعفها الحالي يصفعها بالألم، لطالما كانت إمرأة آمرة و الآن قُيّدت، لا أتوقع منها تقبلي، لكنني لا أريد منها أن تجاهر في كرهي.
لِمَ تكرهني؟!
من سيحبها أكثر مني؟! بل من هذا الذي سيتحمل أفعالها كالتي تفعلها بي؟! من هذا الذي يريد إمراة مشاكسة مثلها و لا يملك نية في ترويضها إطلاقاً؟
بيكهيون و هو كالكتكوت بيننا إلا أنه رجل حازم مع آيلا، أنا لا أريد أن أسلك طرقه و لا أريد أن تجبرني هي على ذلك.
سأتحمل كما تحملتِ مِداد هذه السنين، معركتي معها ليس لأتزوجها، إنني سأتزوجها مهما رفضت، معركتي معها أن أوقعها غارقة في حبي، تغوص و لا تعوم.
ستعيش معي في هناء لو سقطت في حبي، غير ذلك سترى حبي لها و تحاملي عليها عذاب شديد كما لو أنها بالدرك الأسفل.
طالما هي لا تتقبلني ستضع نفسها في الدرك الأسفل رغم أنني أمنحها الجِنان، هي التي ستختار، إما أن تميل لي أو تميل علي.
أنظر من شُرفة جناحي إلى الحشد في باحة القصر العام، إن الناس تجمعت لتشهد على عقد قِراني عليها، الأسوء في كل ذلك أنها لا تعلم.
لقد أخذوها قبل أن آتي ليجهزونها لحفل الزفاف أو أياً ما كان اسمه، تأهُبي لمواجهتها الليلة ينحدر كلما ترآى لي الرفض في عينيها.
سِرتُ أخلع ثيابي ناحية الحِمام، خلعتُ ثيابي و أرحت جسدي في الماء الدافئ، يعلو سطحها الورود و على حواف الحوض الكبير شموع أشعلتها بنظرة.
تنهدت أركن رأسي على حافته المرنة خصصياً لرأسي، بقيتُ قليلاً ألملم أفكاري حتى خرجت و كان الرجال في إنتضاري لألباسي زيي المَلكي.
خرجتُ جاهزاً للمناسبة و توجهتُ ناحية القاعة المَلكيّة، التي تخص المناسبات، و التي تجمعنا بالعامة و الجيش.
إنحنوا لي حينما تجاوزت البوابة الضخمة، تقدمت ليباركوا لي إخوتي الزفاف ثم وقفت فوق المنصة أنتظرها لتدخل، كنتُ متأهباً لطلتها الآسرة، لكن حالما دخلت إندثرت تجهيزاتي و هممتُ بها بنظرة، إنها فاتنة حد التُخمة.
راحت تنظر يميناً يساراً بجهل، كانت ضائعة بلا مأوى و هنا أنا مأواها الوحيد، سأكون لها عِز الحامي و عِز المأوى، فلتقبل بي فقط.
رأيت التردد يحفها، إنها واقفة بمكانها و تريد الهروب مني و منّا أجمعين، لذا أنا آسف يا حبي، لكنني مجبور على أن أجبرك.
فرضتُ عليها قيودي و أعلم أنها في داخلها تشتمني، جعلتها تسير حتى وصلتني و ما إن قَرُبت المنصة مددت لها يدي و حثثتها أن تتقبل مساعدتي.
أمسكت بكلتي يديها و وقفنا متقابلين، ثم طلبت منها فأجابتني.
" اغمضي عينيكِ و لا تجزعي"
تمسكت بيديها جيداً حينما ارتجفت لإرتفاع صوت الهتاف من كل مكان.
" باسم الإله و ما اقتضى به، على متن الكوكب الضائع و في مملكة العدل حيث جميعنا واحد، في قصر الماما و على شرف الحُماة تكون المُختارة سيدة النار، زوجة ملكها، و أميرة علينا"
و على خِلاف طقوس البشر هكذا هنا أكون تزوجتها، طلبتُ منها.
" الآن ارفعي رأسكِ و افتحي عينيكِ"
كانت ملاكاً كريم تفوقني جمالاً، تجمد الجميع لسحرها عِداي، فأنني مالك هذا السحر و سآخذه منها للأسف.
شعرها لمع ببريق أحمر ناري كلون شعري، و عيناها سرقت اللهيب و اكتنزته في حدقتيها، لمع فوق جفنها بريق كالذي يعلو جفني و امتد حتى صدغها ثم برق في عنقها وشم كوشمي لكنه أكثر لمعاناً و بريقة.
ما كنتُ أدرك أنها تملك هذا الكم الهائل من النار، أمسكت بيديها و قلت.
" أعلنكِ زوجة لي"
أخذت الخاتم من على الطاولة الصغيرة الواقعة على مقربة منّا و دسستُ الخاتم في أصبعها برفق ثم قبَّلتُ يدها لتشع شعاعاً بهياً شديد.
أعلم أنها خائفة من نظارات الجميع لها و ما يثير خوفها أكثر هو تلون شعرها، لا تدرك ان عيناها تغيرت، همست برجفة لأول مرة التمسها في صوتها.
" كتفي! كتفي يؤلمني!"
أعلم ذلك، الأسوء أنها ستتألم أكثر لاحقاً.
إحتضنتها برفق إليَّ و قُلت.
" لا تخافي، أنتِ بأمان معي و هنا"
رغم شكي في صِحة قولي، لكنني لا أملك سوى طمأنتها، اليوم سيكون طويل و هذه الليلة ستكرهني بحق، لكن سامحيني، لا أملك خياراً.
صفق الجميع ترحيباً بها بطريقة لائقة بيننا و مباركة لكلينا ما إن وضعت الخاتم في يدها، ما زالت ساحرة لكن خاتم زواجي يحرر الآخرين من سِحرها الأخّاذ.
أقمتُ عليها قيودي حتى نلت جميع المباركات و من ثم سحبتها لأراقصها قليلاً، حاصرتُ خصرها بيديّ و هي أنامت كفيها على كتفي ثم أحكمت وثاقها خلف عنقي.
مِلتُ إليها و أسندتُ جبهتي على ناصيتها، و سيدة النار تتوهج بفتنة شديدة و أنا بدون وهج واقع في حبها، فكيف بوهج؟!
ما كنتُ مدركاً لشيء سِواها و لا ألقي إنتباهاً لإحتفالاتهم، إنها هي و وهجها فقط.
...........
في زاوية مستترة عن النظر أقامت آيلا إحتفالاً خاصاً مع دموعها على شقيقتها، تود لو أنها تخرج أختها من تلك القيود التي تُسيّرها طَوع كلمة تشانيول الذي تزوجها هكذا، لكنها أيضاً مقيدة بفعل بيكهيون و أمها تقف بصفه.
أشار لها بعينيه و هي رغماً عنها سارت على أمره، خرجت من القاعة و أولته أمرها بفعل تلك القيود، حتى ما إن وصل إلى قاعة ما لم تلقي بالاً لما يفرشها حاصرها ضد الحائط و فرَّت من فاهها شهقة.
وقتها فقط حرر قيوده الذهنية بما أنه تمكن من تقييدها عضلياً، دفعته لكنه ما تحرك و لا إنشاً حتى بل و كأنها اجتذبته ما دفعته، ها هو يلتصق بقِوامها أكثر.
أشاحت بوجهها عنه عندما كاد أن يلامس أنفه أنفها، فجال أنفه بلذة على جيدها، أضطربت الأنفاس في صدرها و أفصحت بتخوف.
" إبتعد عني من فضلك!"
طبع على عنقها قبلة أثارت في نفسها شعوراً مؤلم لكن به لذة، لكنه ابتعد يتركها ضائعة بينها و بينها.
همس و عينيه تلتهم شفتيها بنهم، و على شفتيه إبتسامة معقودة بلذة تحكم و سيطرة.
" ها أنا إبتعدت لكن لا تجبريني على إبعادكِ نهائياً عن أختكِ، أتفهمين؟!"
أومأت إليه بوجل، و هو ما وفر على نفسه عناء تهدئتها بل زادها تخبطاً حينما طبع قبلة تركت علامة فوق عنقها، ما إبتعد حتى بكت خوفاً منه، وقتها فقط إنسحب و خرج يسحبها معه إلى القاعة مجدداً.
نظر بيكهيون إليها ملتصقة بأمها و فرض عليها قيوده مجدداً، غافياً إنتباهه عن الذين يراقبونه.
آتى إليه سوهو و لاي ثم طلبوا منه اللحاق بهم، ما إن خرج من القاعة حتى وقف على أطراف أصابعه و تأوه لأن كلتا أذنيه تُشد و تقرص بلا رحمة من أخويه.
" ما رأيك أن نفعل بك كما تفعل بها؟! ها؟!"
قهقه بيكهيون مُحرجاً متخوفاً من العِقاب الذي سيناله، لقد حذره سوهو عن معاملتها بخشونة، و شرح له حرفاً و تفصيلاً أن الإناث قوارير، و أنها لن تحبه طالما هو لا يرفق بها.
لكن كما يبدو أن الكلام لا ينفع معه، لذا سيلجؤا إلى طرق ملتوية، كي يستوي هذا الأعوج أمامهم.
شمَّر سوهو عن ذراعيه، و لاي إبتسم إبتسامة خفيفة يطمئنه أنه مهما حدث له فهو هنا كي يعالجه لاحقاً.
قهقه بيكهيون يدعي الجهل ثم فرّ من أمام سوهو و الأخير كان يتوقع فعلاً كهذا منه، فجأة وجد بيكهيون نفسه يحاط بموج عالٍ من الماء و من العدم أتى شيومين كي يقوم بتجميد هذه المياه فيبقى محاصراً بيكهيون فيها.
" وقع الفأر في المصيدة!"
ذلك لاي الذي صفق بحماسة، و ركض ليرى العرض الشيّق بطله سوهو و الضحية بيكهيون، أخذ سوهو يضرب بيكهيون ضربات خفيفة، على رأسه ثم مؤخرته.
" يا عديم الإحساس، للمرة المليون أقول لك عاملها برفق، و لكنك فاسد تحتاج للتهذيب أيها الصبي"
ما تركه سوهو حتى اعتذر و وعد بأنه لن يكررها، أفلتوه و سار هو أمامهم يتمتم بالشتائم على سوهو، ذاك الذي لحقه سريعاً فركض بيكهيون هارباً.
رآها في الرِواق تسير إلى جناحه و خلفه حاشيته من الخدم، إنحنوا له و توقفوا و هو آتى ليقف أمامها.
أشاحت آيلا ببصرها عنه متخوفة، أما بيكهيون فاستشعر مراقبة إخوانه الأكبر سِناً خلفه، فاقترب إليها و طبع قبلة لطيفة على وجنتها، ثم رفع يده و بعد تردد خفيف مسح على شعرها بلطف، ثم سار بوقار مبتعداً عنها.
تنهد سوهو و همس.
" طلبتُ منه أن يعاملها برفق يليق بأنوثتها، لا أن يعاملها كما لو أنها جرو صغير"
.............................
سلاااااااام
آسفة جداً جداً على التأخير لكن اظن عارفين شو صار معي، لهيك بتمنى أنكم تدعوا لليزا بالرحمة والمغفرة.
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت.
١.رأيكم بميريانا؟! جهلها بكل ما يحدث؟! رفضها لتشانيول؟!
٢.رأيكم بتشانيول؟ محاولاته لكتم غيظه؟ و افتنانه الشديد لعروسه؟
٣.رأيكم ببيكهيون و تصرفاته مع آيلا؟! تحذير سوهو و ما آتى به من نفع؟!
٤. ماذا تتوقعوا تكون ردة فعل ميريانا؟! و كيف سيحتضن تشانيول رد فعلها؟!
٥.ما هي توقعاتكم حول بيك و آيلا؟ و كيف سيكون مصير هذا الثنائي؟!
٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" حياتي دونكِ بلاء لكن حبكِ أكبر إبتلاء فدليني إلى طريق ينتهي بمفتاح قلبك، أو خذيني و ضعيني فيه، لا تريني سوى نوركِ و دلليني في حبك"
إنني أتقلب من كفةٍ إلى كفة، أشعر و كأنني حيوان يسير ضِمن الأوامر أو جماد طيّع، إنني فقيدة موطني و لا أحد يعلم مكاني، حتى أنا لا أعلم.
لا أعلم أي اسم أطلقه على حالي هذه، مخطوفة أم مجبورة أم أن هذا قدري، لطالما آمنت بأن ظلم الحياة هو حصاد الإنسان على أفعاله، لكنني لم أخطئ بشيء.
فبأي حق تجور الحياة علي ظُلماً؟!
مشتتة بين أُناس لم يسبق لي أن عاشرتُ طينتهم، أُناس غريبون عني حد العُجمة و يدعونني بمولاتي!
أشعر بثقل الهم على أكتافي و المسؤولية على رأسي، أختي و أمي ها هنا أيضاً و لا أعرف كيف ألوذ بالفرار بهنّ.
لستُ طيّعة للظروف و يعرف ذاك الذي جلبني أنني صعبة المراس و لا أخضع، فكيف يجرؤ أن يورط نفسه في مشاكستي؟!
أريد مخرجاً من هذا المكان العجيب، أريد العودة إلى حياتي الطبيعية رغم كدحي، لقد إشتقتُ فجأة لجاكسون و جونغكوك.
اليوم وعدتُ آيلا بأنني سأنقذها و أمي و نفسي من هنا، لنعود إلى حياتنا الطبيعة و لأولي تشانيول هذا و صديقه أو لا اعلم بما يقربه شأن غضبي.
إنني ساخطة جداً و أود إقتلاع عينيه الكحيلتين من محجريهما الوسيعين.
رغم غضبي الشديد منه و من هذا المكان و من كل ما يحيطني و أجهله، أشعر بالبؤس لأنني أدرك أن قوة بأسي لن تأتي بفائدة لي هنا.
إن هو ما أخرجني من هنا أنا لن أخرج، أشعر بالذل، لأول مرة أكون المَعولة لا المُعيلة، حتى لو بحاجة كهذه، أكره أنا أحتاج لأحد.
إنني الآن حبيسة جناحه، حرسه على الباب لا يدعوني اخرج و لأنني في النهاية صرخت غاضبة خرجنَّ الخادمات مذعورات مني، يبدو أنني أول من أساء معاملتهنّ.
تنهدتُ بأستياء بينما أجلس على الكرسي قِبالة التسريحة، لقد مللتُ النظر في جناحه العثماني و ها أنا انظر بِحُلتي الفيكتورية.
حينما أمرهم أن أبدو أميرة -كما يجب أن أكون هنا- تحركت الكلمة في أجسادهم بنشاط و أفرغوا علي إبداعهم و حيلهم.
ما كنتُ أستطيع دحض عزمهم و عزيمتهم عني، و لإصرارهم المُهذب إستسلمت، حتى أخرجوني على هذه الشاكلة.
لم يسبق لي أن تزينتُ هكذا، بل لم أفكر يوماً أنني سأكون أميرة من عصور بديعة قديمة.
مُصفف شعري بطريقة حديثة، كما أصففه عادة بإختلاف بسيط، مسدول بتمويجاته العريضة يصل حتى نهاية ظهري، هذه هي طبيعة شعري.
يعلو رأسي تاج ذهبي يتوسطه ماسة و على أطرافه قد ترصع اللؤلؤ.
زينة خفيفة نالها وجهي، كُحل أسود يرسم عينيّ و أحمر شفاه قاتم اللون جعل فاهي يبدو أكثر إكتنازاً.
في رقبتي عُقد خشن، لم أحبه لكنهم فرضوه علي، بين اللؤلؤ و الألماس المتروس في معدنه الذهبي هناك ألماسة تشبه تلك التي في التاج.
ألبسوني فستاناً جميلاً بأكمام طويلة، فتحة صدره تصل حتى نهاية مقدمة صدري، و فتحة في الظهر تكشف حتى منتصف ظهري، يضيق على جذعي و يتسع بعد ضيقه على خصري.
منفوش بشكل أنيق لا إبتذال فيه، يتكون من ثلاث طبقات من قماش فاره أعلاهما الحرير، لونه أحمر و حينما أستفسرتُ عن السبب خلف لون الفستان و ثيابهم قالوا أن اللون الأحمر يرمز للنار أي لمولاهم تشانيول.
علمتُ منهم أن الليلة ستجري مناسبة رسمية، ذلك لأن إرتدائي للون الأحمر إلزامي في المناسبات الرسمية، و هو لون ملزوم عليهم، كونهم حاشية ملك النار.
أي مناسبة ستقام الليلة؟!
أشعر بالقلق حيال هذا الأمر!
أما بالنسبة لوعده، لقد أطعته لأنه هددني بوالدتي و أختي، ما ظننته إنتهازي لئيم حتى هذا الحد.
فُتِح باب الجناح كاسراً جُلة الصمت المهيبة في المكان، ظننتُ أنهم آتين لنقلي، لكنه كان هو.
أدرتُ وجهي عنه بأستياء و ما منحتُ لنظراته الهائمة بي قيمة، أدرك أنه يحبني لكنه لم يمهلني الوقت لأحبه بل أتى بي هنا رغماً عني.
شعرتُ به يتقدم نحوي، كلما إقترب غَزَت رائحة عِطره أنفي و شعرت بدبّات حِذائه ضد الأرض أقرب إليّ.
وقف خلفي متكأ بكفيه على ظهر الكرسي، أما عينيه فعليّ عبر المرآة، تنهدتُ أنظر إليه، قليلاً و سينشق ثغره لوسع إبتسامته.
إرتفع حاجبي بغيظ و قلت.
" لعبتك البغيظة هذه فلتنهِها و تعيدني و عائلتي إلى البيت، أياً كان هذا الهُراء فلتنهِه!"
تنهد ساخطاً على كلماتي، و لكنني ما زلتُ أرى الحنان الذي يرمقني به.
" لستُ ألاعبك و لو أنها لعبة فعلاً لما وضعتكِ بها كما تدعين، لستُ من فرض عليكِ نفسي و حرمكِ حق إختيار سَير حياتك، إنما أنا مجبور مثلكِ."
صمت لوهلة ثم اتبع، ظننته يحبني.
" تزوجيني و اعتبري ولايتكِ أميرة على شعبي مهراً لكِ فاقبلي"
وقفتُ و قد أثار كلامه غيظي، تحركت أمامه فصرف ثقله عن الكرسي و ارتسى عليّ بعينيه و إنتباهه.
" أتظنني كلبة مال و جاه؟! لو أنني أردتُ ذلك لتزوجتُ منذ زمن و لا عِشتُ يوماً واحداً أكدح لنيل اللقمة!"
رسى بيديه على كتفيّ يحاول إخماد ثورتي لكنني دفعته عني و استرسلت، أكره أن يُحَط من شأني.
" لستُ أريدك، و لا أحبك، و لا أقبل الزواج منك، حذاري أن تلجئ لتهديدي مجدداً، تعلم أنني لستُ طيّعة لحِس رجولتك السخيف، الآن اعدني إلى دياري و ولِّني أمي و شقيقتي ثم انصرف عن حياتي كأنك لم تكون!"
إشتعلت عيناه بوهيج أحمر و كان أقدر مني على ضبط نفسه إذ أغمض عينيه بغرض التهدئة، أما أنا فهائجة و أنفاسي و هو يواري غضبه تحت سِتار الكظم.
فتح عينيه يرمقني بنظرة نارية، خُيّل لي أنني أرى النار تسري في عروقه مجرى الدم، قال و ابتعدتُ عنه خطوة فلقد كادت أنفاسه تلفح وجهي و أنني أدرك جداً شر حرِّها.
" استمعي إليَّ جيداً، الشر كله مُكتنز بي، أياكِ أن تجعلي الطاقة الحمراء أن تتفلت مني، وقتها لن أستطيع السيطرة على نفسي، و لا أضمن لكِ سلامتك، إنني سيدها و أكتمها عنكِ رغماً عني، لا تسهبي في إهانتي و الزمي حدودك"
إقترب مني خطوة جعلني أتراجع بمثيلتها عنه، لا أعرف لِمَ ساور الخوف قلبي، إنني خائفة أكثر من كل المرات القليلة التي خفت بها، و كلها كانت من صُنع يده.
إزدرئتُ جوفي حينما صدني الحائط عن التراجع أكثر و هو مَثل أمامي يحتجزي بذراعيه ضد الحائط و صدره يوازي نظري.
رفعتُ نظري إليه فشهقت شهقة خفيفة كتمت نصفها بكفي، يخرج منه دُخان أحمر نفّاث، إنها الطاقة الحمراء التي تحدث عنها.
" اقبلي بي زوجاً و رجلاً أبدياً لكِ، أنا لا أعرض عليكِ هذا و لا أُخيركِ، إنه واقعك فتقبليه بدل رفضكِ معطوب النتائج هذا."
إقترب بوجهه مني فأشحتُ بوجهي عنه و ها أنا أشعر بأنفاسه على عنقي لكنه لا يحرقني رغم ذلك أشعر بحرارته.
" اتقي ناري و شري إن غضبت، فكلاهما يغيران عليّ منكِ"
إبتعد فجأة و نظر إليّ معقود الحاجبين.
" لا تجبريني على إخافتكِ مجدداً، إنني أكره ذلك و لكنكِ تتبجحين بقوة أستطيع سحقها بثانية، ابقي عزيزة غالية في قلبي، لا تكسري المكانة التي منحتكِ أياها بكبريائكِ المُفرَّغ"
سار حتى الباب ثم نظر إلي شزراً و قال.
" أنتِ متورطة معي و هذا حتميّ، كلما تقبلتِ هذه الحقيقة بوقت اسرع كلما كان ذلك أفضل لكِ"
خرج و تركني ألملم شتات نفسي و ضيعان كلماته في عقلي، هددني، و أجبرني، و طوَّعني، ثم فرض علي تقبل كل ذلك، و أنا كالحمقاء خِفتُ منه و أبقيت لساني المنطلق حبيس حلقي.
لكنني كيف سأواجهه؟! لقد أخافني بحق، إنني لأول مرة أرى رجلاً تهب النار فيه و لا يحترق، ذلك كان مريعاً، لي الحق أن أخاف منه.
هدأتُ من ورعي و جلستُ على الأريكة الموضوعة في بُعد من أبعاد الجناح الفسيح أدرس كلماته في عقلي.
سيد الطاقة الحمراء و ملك النار و مالك الشر، أميرة على شعبه و تلك الرموز الغريبة، كل هذا يبدو غريباً لكنني رويداً رويداً بدأتُ أفهم الذي يحدث حولي.
لكن شيء واحد لا أفهمه أو إن صح التعبير هو أكثر شيء لا أفهمه، بماذا يحتاجني؟! و لماذا انا متورطة معه؟! لماذا أنا بالذات؟! أهو جلبني لأنه يحبني أم أنه يتزوجني لسبب آخر؟!
فُتِحَ الباب مجدداً فجهزتُ ملامحي لإستقباله بسخط مجدداً، لكنه لم يكن هو بل آيلا.
نهضتُ سريعاً و رغم أن الفستان يعيقني لكنني ركضتُ إليها لأحتضنها، لفت ذراعيها حولي و احتضنتي برفق إليها بينما تبكي.
إرتفعتُ عنها و مسحتُ دموعها و إبتسامة متعذرة تشق فاهها الزاهي.
" لقد سمحوا لنا برؤية أمي، هيا لقد أتيتُ لنذهب معاً إليها"
إتسعت عيناي بلا تصديق و أطعتُ تمسكها بيدي و سحبي خلفها، خرجتُ من الجناح لأراه في الخارج يقف مع بيكهيون و شاب آخر من ضمن مجموعتهم.
" اذهبن لرؤية أمكنّ لكن لا تتفاجئنّ كثيراً"
قالها الشاب ذا الشعر الأزرق، إعتدتُ على ألوانهم الغريبة، الآن علي رؤية أمي.
جريت و آيلا التي تسحبني و ما استمعنا لتحذيراتهم من خلفنا.
" أنتنّ! يا أميرات! تذكرنّ أنكنّ أميرات"
الأبله هذا يود أن نسير بوقار إلى أمنا، ألا يدرك أننا طفلتين في حب أُمنا؟!
اقتحمنا الغرفة التي فيها أمي، كانت ضمن قصر تشانيول.
رأيتُ شابة صبيّة هناك فدرنا نبحث عن أمي، إننا لا نجدها هناك، حتى سمعنا صوت ضحكة خاملة خرجت من فاه الشابة.
" أنتِ و هي يا مغفلات، هذه أنا أمكن"
نظرت أنا و آيلا ناحيتها ثم إلى بعضنا و ضحكنا بخفة رغم فاجعتنا، أين أمي خبؤها؟!
كِدنا أن نخرج لولا أن خمسة رجال دخلوا، ضِمنهم تشانيول و بيكهيون و ذا الشعر الأزرق، أما الأخيرين فأحدهما يبدو مألوف، هو ذاته الشاب الذي عالج يدي، أما الأخير فأنني للمرة الأولى أراه، إنه بشعر بُني و حدقتين بذات اللون، الوحيد الذي يبدو طبيعي اللون، لا الشكل.
تحدث ذا الشعر الأزرق.
" إنها أمكن بالفعل، إنها فقط لمسات لاي و تاو، لاي ساعدها لتعود بصحة كاملة، و تاو أعادها صبيّة"
هذا تاو صاحب الشكل المريح يتحكم بالزمن، نظرت إلى آيلا ثم ضحكنا معاً نضرب كفينا معاً ثم نظرنا إلى هذه الشابة الذي يدَّعون أنها أمي فبكينا معاً نحتضن بعضنا.
" أعيدوا لنا أمي!"
قهقه الجميع و نحن نبكي، إنني أبكي حقاً، منذ متى و أنا أبكي بسهولة؟!
لكنني نعم ابكي إن تعلق الأمر بأمي، إلا أمي!
نهضت الشابة و تقدمت إلينا ثم أمسكت بأذنيّ كلتانا و أخذت تحركنا أماماً و خلفاً و نحن نتألم.
" يااا أنتِ سأضربكِ حقاً!"
هددتها بغيظ لكن سرعان ما إرتد التهديد علي عندما ضربتني على مؤخرة رأسي.
" أستضربين أمكِ يا عُقلة؟!"
ما كدتُ أرد حتى ضربت آيلا كما ضربتني فصاحت أختي متذمرة ببكاء.
" لكنني لم أقل شيئاً!"
ردت.
" تحسباً إن قُلتِ يا فأرة"
فأرة و عُقلة، هذه ألقاباً منحتنا أياها أمي بالفعل، أدركت ساعتها أن هذه بالفعل أمي و آيلا انتحبت بما أود قوله.
" لكنني أريد أمي العجوز"
سرعان ما أتت تختبئ خلفي و أمي تباشر بنزع حذائها، نسينا أننا لسنا لوحدنا، و حتى ضحكوا كِدنا أن نُضرب كِلتانا.
أنزلت أمي حذائها الذي شهرته علينا على أستيحاء مفاجئ، تذكرت أنها عادت صبيّة فقط الآن، نظرت ناحية المتفرجون و قالت بنبرة مهذبة لم تحدثنا بها إطلاقاً.
" سأتولى أمرهن، تستطيعوا المغادرة الآن"
أومأوا إليها و انسحبوا بهدوء، تنهدت والدتي ثم أشارت إلى حضنها كي نأوي إليها، نظرنا في بعضنا لكننا سرعان ما إلتجأنا إلى ذراعيها المفرودة لأستقبالنا على صدرها ضيوف كِرام و مُحَببين إليها.
" صغيراتي الجميلات، أعلم أن ما يحدث هنا صعبٌ عليكن إدراكه، كما كان صعباً علي لولا أن أسهب تشانيول و سوهو لجعلي أفهم."
تنهدت والدتي ثم أتبعت، أما أنا و آيلا فكان فضولنا شاكلاً فوق رؤوسنا، فصمتنا نستمع، ما قالته كان مفزعاً و مرفوض، مرفوض جداً بالنسبة إلي.
أنا لستُ دمية أحد، و حياتي هي طوعي وحدي أنا، أنا أتخذ قراراتي التي تخصني، و لا أسمح بوجود قيد على حريتي، لكن أمي مسالمة جداً و تؤيدهم على ما سيفعلونه بنا، لقد منحتهم موافقتها بهذه السهولة!!
....................
كما لو أنها متشوقة للجوانب الشيطانية في شخصي، تود إكتشاف شري و كم يحرق لهيبي، إنني بشر سويّ كأي بشري من هذه الناحية، لستُ ملاك مُنزل لأتحمل و أكظم غيظي كلما أهاجت شري بأفعالها الساخطة علي.
أتفهم أنها تشعر بالأغلال تحطيها، أفهم قدر عجزها و كم أن ضعفها الحالي يصفعها بالألم، لطالما كانت إمرأة آمرة و الآن قُيّدت، لا أتوقع منها تقبلي، لكنني لا أريد منها أن تجاهر في كرهي.
لِمَ تكرهني؟!
من سيحبها أكثر مني؟! بل من هذا الذي سيتحمل أفعالها كالتي تفعلها بي؟! من هذا الذي يريد إمراة مشاكسة مثلها و لا يملك نية في ترويضها إطلاقاً؟
بيكهيون و هو كالكتكوت بيننا إلا أنه رجل حازم مع آيلا، أنا لا أريد أن أسلك طرقه و لا أريد أن تجبرني هي على ذلك.
سأتحمل كما تحملتِ مِداد هذه السنين، معركتي معها ليس لأتزوجها، إنني سأتزوجها مهما رفضت، معركتي معها أن أوقعها غارقة في حبي، تغوص و لا تعوم.
ستعيش معي في هناء لو سقطت في حبي، غير ذلك سترى حبي لها و تحاملي عليها عذاب شديد كما لو أنها بالدرك الأسفل.
طالما هي لا تتقبلني ستضع نفسها في الدرك الأسفل رغم أنني أمنحها الجِنان، هي التي ستختار، إما أن تميل لي أو تميل علي.
أنظر من شُرفة جناحي إلى الحشد في باحة القصر العام، إن الناس تجمعت لتشهد على عقد قِراني عليها، الأسوء في كل ذلك أنها لا تعلم.
لقد أخذوها قبل أن آتي ليجهزونها لحفل الزفاف أو أياً ما كان اسمه، تأهُبي لمواجهتها الليلة ينحدر كلما ترآى لي الرفض في عينيها.
سِرتُ أخلع ثيابي ناحية الحِمام، خلعتُ ثيابي و أرحت جسدي في الماء الدافئ، يعلو سطحها الورود و على حواف الحوض الكبير شموع أشعلتها بنظرة.
تنهدت أركن رأسي على حافته المرنة خصصياً لرأسي، بقيتُ قليلاً ألملم أفكاري حتى خرجت و كان الرجال في إنتضاري لألباسي زيي المَلكي.
خرجتُ جاهزاً للمناسبة و توجهتُ ناحية القاعة المَلكيّة، التي تخص المناسبات، و التي تجمعنا بالعامة و الجيش.
إنحنوا لي حينما تجاوزت البوابة الضخمة، تقدمت ليباركوا لي إخوتي الزفاف ثم وقفت فوق المنصة أنتظرها لتدخل، كنتُ متأهباً لطلتها الآسرة، لكن حالما دخلت إندثرت تجهيزاتي و هممتُ بها بنظرة، إنها فاتنة حد التُخمة.
راحت تنظر يميناً يساراً بجهل، كانت ضائعة بلا مأوى و هنا أنا مأواها الوحيد، سأكون لها عِز الحامي و عِز المأوى، فلتقبل بي فقط.
رأيت التردد يحفها، إنها واقفة بمكانها و تريد الهروب مني و منّا أجمعين، لذا أنا آسف يا حبي، لكنني مجبور على أن أجبرك.
فرضتُ عليها قيودي و أعلم أنها في داخلها تشتمني، جعلتها تسير حتى وصلتني و ما إن قَرُبت المنصة مددت لها يدي و حثثتها أن تتقبل مساعدتي.
أمسكت بكلتي يديها و وقفنا متقابلين، ثم طلبت منها فأجابتني.
" اغمضي عينيكِ و لا تجزعي"
تمسكت بيديها جيداً حينما ارتجفت لإرتفاع صوت الهتاف من كل مكان.
" باسم الإله و ما اقتضى به، على متن الكوكب الضائع و في مملكة العدل حيث جميعنا واحد، في قصر الماما و على شرف الحُماة تكون المُختارة سيدة النار، زوجة ملكها، و أميرة علينا"
و على خِلاف طقوس البشر هكذا هنا أكون تزوجتها، طلبتُ منها.
" الآن ارفعي رأسكِ و افتحي عينيكِ"
كانت ملاكاً كريم تفوقني جمالاً، تجمد الجميع لسحرها عِداي، فأنني مالك هذا السحر و سآخذه منها للأسف.
شعرها لمع ببريق أحمر ناري كلون شعري، و عيناها سرقت اللهيب و اكتنزته في حدقتيها، لمع فوق جفنها بريق كالذي يعلو جفني و امتد حتى صدغها ثم برق في عنقها وشم كوشمي لكنه أكثر لمعاناً و بريقة.
ما كنتُ أدرك أنها تملك هذا الكم الهائل من النار، أمسكت بيديها و قلت.
" أعلنكِ زوجة لي"
أخذت الخاتم من على الطاولة الصغيرة الواقعة على مقربة منّا و دسستُ الخاتم في أصبعها برفق ثم قبَّلتُ يدها لتشع شعاعاً بهياً شديد.
أعلم أنها خائفة من نظارات الجميع لها و ما يثير خوفها أكثر هو تلون شعرها، لا تدرك ان عيناها تغيرت، همست برجفة لأول مرة التمسها في صوتها.
" كتفي! كتفي يؤلمني!"
أعلم ذلك، الأسوء أنها ستتألم أكثر لاحقاً.
إحتضنتها برفق إليَّ و قُلت.
" لا تخافي، أنتِ بأمان معي و هنا"
رغم شكي في صِحة قولي، لكنني لا أملك سوى طمأنتها، اليوم سيكون طويل و هذه الليلة ستكرهني بحق، لكن سامحيني، لا أملك خياراً.
صفق الجميع ترحيباً بها بطريقة لائقة بيننا و مباركة لكلينا ما إن وضعت الخاتم في يدها، ما زالت ساحرة لكن خاتم زواجي يحرر الآخرين من سِحرها الأخّاذ.
أقمتُ عليها قيودي حتى نلت جميع المباركات و من ثم سحبتها لأراقصها قليلاً، حاصرتُ خصرها بيديّ و هي أنامت كفيها على كتفي ثم أحكمت وثاقها خلف عنقي.
مِلتُ إليها و أسندتُ جبهتي على ناصيتها، و سيدة النار تتوهج بفتنة شديدة و أنا بدون وهج واقع في حبها، فكيف بوهج؟!
ما كنتُ مدركاً لشيء سِواها و لا ألقي إنتباهاً لإحتفالاتهم، إنها هي و وهجها فقط.
...........
في زاوية مستترة عن النظر أقامت آيلا إحتفالاً خاصاً مع دموعها على شقيقتها، تود لو أنها تخرج أختها من تلك القيود التي تُسيّرها طَوع كلمة تشانيول الذي تزوجها هكذا، لكنها أيضاً مقيدة بفعل بيكهيون و أمها تقف بصفه.
أشار لها بعينيه و هي رغماً عنها سارت على أمره، خرجت من القاعة و أولته أمرها بفعل تلك القيود، حتى ما إن وصل إلى قاعة ما لم تلقي بالاً لما يفرشها حاصرها ضد الحائط و فرَّت من فاهها شهقة.
وقتها فقط حرر قيوده الذهنية بما أنه تمكن من تقييدها عضلياً، دفعته لكنه ما تحرك و لا إنشاً حتى بل و كأنها اجتذبته ما دفعته، ها هو يلتصق بقِوامها أكثر.
أشاحت بوجهها عنه عندما كاد أن يلامس أنفه أنفها، فجال أنفه بلذة على جيدها، أضطربت الأنفاس في صدرها و أفصحت بتخوف.
" إبتعد عني من فضلك!"
طبع على عنقها قبلة أثارت في نفسها شعوراً مؤلم لكن به لذة، لكنه ابتعد يتركها ضائعة بينها و بينها.
همس و عينيه تلتهم شفتيها بنهم، و على شفتيه إبتسامة معقودة بلذة تحكم و سيطرة.
" ها أنا إبتعدت لكن لا تجبريني على إبعادكِ نهائياً عن أختكِ، أتفهمين؟!"
أومأت إليه بوجل، و هو ما وفر على نفسه عناء تهدئتها بل زادها تخبطاً حينما طبع قبلة تركت علامة فوق عنقها، ما إبتعد حتى بكت خوفاً منه، وقتها فقط إنسحب و خرج يسحبها معه إلى القاعة مجدداً.
نظر بيكهيون إليها ملتصقة بأمها و فرض عليها قيوده مجدداً، غافياً إنتباهه عن الذين يراقبونه.
آتى إليه سوهو و لاي ثم طلبوا منه اللحاق بهم، ما إن خرج من القاعة حتى وقف على أطراف أصابعه و تأوه لأن كلتا أذنيه تُشد و تقرص بلا رحمة من أخويه.
" ما رأيك أن نفعل بك كما تفعل بها؟! ها؟!"
قهقه بيكهيون مُحرجاً متخوفاً من العِقاب الذي سيناله، لقد حذره سوهو عن معاملتها بخشونة، و شرح له حرفاً و تفصيلاً أن الإناث قوارير، و أنها لن تحبه طالما هو لا يرفق بها.
لكن كما يبدو أن الكلام لا ينفع معه، لذا سيلجؤا إلى طرق ملتوية، كي يستوي هذا الأعوج أمامهم.
شمَّر سوهو عن ذراعيه، و لاي إبتسم إبتسامة خفيفة يطمئنه أنه مهما حدث له فهو هنا كي يعالجه لاحقاً.
قهقه بيكهيون يدعي الجهل ثم فرّ من أمام سوهو و الأخير كان يتوقع فعلاً كهذا منه، فجأة وجد بيكهيون نفسه يحاط بموج عالٍ من الماء و من العدم أتى شيومين كي يقوم بتجميد هذه المياه فيبقى محاصراً بيكهيون فيها.
" وقع الفأر في المصيدة!"
ذلك لاي الذي صفق بحماسة، و ركض ليرى العرض الشيّق بطله سوهو و الضحية بيكهيون، أخذ سوهو يضرب بيكهيون ضربات خفيفة، على رأسه ثم مؤخرته.
" يا عديم الإحساس، للمرة المليون أقول لك عاملها برفق، و لكنك فاسد تحتاج للتهذيب أيها الصبي"
ما تركه سوهو حتى اعتذر و وعد بأنه لن يكررها، أفلتوه و سار هو أمامهم يتمتم بالشتائم على سوهو، ذاك الذي لحقه سريعاً فركض بيكهيون هارباً.
رآها في الرِواق تسير إلى جناحه و خلفه حاشيته من الخدم، إنحنوا له و توقفوا و هو آتى ليقف أمامها.
أشاحت آيلا ببصرها عنه متخوفة، أما بيكهيون فاستشعر مراقبة إخوانه الأكبر سِناً خلفه، فاقترب إليها و طبع قبلة لطيفة على وجنتها، ثم رفع يده و بعد تردد خفيف مسح على شعرها بلطف، ثم سار بوقار مبتعداً عنها.
تنهد سوهو و همس.
" طلبتُ منه أن يعاملها برفق يليق بأنوثتها، لا أن يعاملها كما لو أنها جرو صغير"
.............................
سلاااااااام
آسفة جداً جداً على التأخير لكن اظن عارفين شو صار معي، لهيك بتمنى أنكم تدعوا لليزا بالرحمة والمغفرة.
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت.
١.رأيكم بميريانا؟! جهلها بكل ما يحدث؟! رفضها لتشانيول؟!
٢.رأيكم بتشانيول؟ محاولاته لكتم غيظه؟ و افتنانه الشديد لعروسه؟
٣.رأيكم ببيكهيون و تصرفاته مع آيلا؟! تحذير سوهو و ما آتى به من نفع؟!
٤. ماذا تتوقعوا تكون ردة فعل ميريانا؟! و كيف سيحتضن تشانيول رد فعلها؟!
٥.ما هي توقعاتكم حول بيك و آيلا؟ و كيف سيكون مصير هذا الثنائي؟!
٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі