" ذا الملامح الرمادية "









أتعلمين الحب ؟!
أنتِ عينه !





عادت آيلا إلى المنزل بعد أن حل المساء ، تركت صديقاتها بالمطعم وحدهن و أستأذنتهن الرحيل بإتصال هاتفي .

لا تستطيع العودة إلى الطاولة و تكمل نهارها بشكل طبيعي و كأن شيء لم يحدث خصوصاً أن بيكهيون قد يكون هناك بإنتظارها ليرى معالم هزيمتها و إنتصاره بائنة على وجهها ، لذا كان من الأفضل أن تنصرف بصمت .

جميع من رآها في طريقها إلى المنزل رمقها مستعجباً ، لم تفهم نظراتهم هذه و لا تهتم ، تود لو تصل إلى البيت بأسرع وقت ممكن ،هذا ما تريده فقط .

حالما دخلت ظهرت لها ميريانا إذ خرجت من غرفة والدتها تطلع على أختها .
" آيلا ، لماذا كنتِ تبكين على الهاتف ؟ "
خلعت الصغيرة معطفها و علقته لتقول .
" لم أكن أبكي أختاه ، كنتُ متعبة فقط ."

إقتربت إليها ميريانا تدقق نظرها في وجهها تماماً كما كانوا يرمقونها المارّة في الشارع .
" مما هذا الذي على شفتيكِ ؟! "

ابتلعت آيلا جوفها بخوف و راحت إلى المرآة تنظر إلى شفتيها ، سرعان ما شهقت إذ كانت بطرف شفتها كدمة زرقاء داكنة و كأنها ضُربت ، تلمستها بأصبعه فتأوهت بألم خفيض .

أيعقل أنها القبلة ؟ لكنها كانت خفيفة جداً ، يستحيل أن تترك أثراً كهذا ، لو كانت هي كيف لم تشعر بالألم ، الكدمة ما آلمتها إلا عندما لمستها .
" ما هذا ؟ هل إعترض أحد لكِ بالضرب ؟!"

إزدرئت إيلا جوفها مجدداً ثم إلتفتت إلى أختها تقول بتوتر .
" شاب ما قبلني . "
شهقت ميريانا و سدَّت فوهة فمها بأصابعها إلا أن آيلا سرعان ما بررت .
" لكن أقسم لكِ أنه رغماً عني ، لقد حاصرني وحدي و ما إستطعت ردعه ! "

نفثت ميريانا أنفاسها غاضبة و أسندت ذراعيها إلى خصرها تحترق بغل .
" من هذا الحقير ؟! "
بسرعة إقتربت آيلا و أمسكت بكتفيها لتقول .
" ميريانا أنه غني ذا سلطة ، لن نقدر عليه ! "

تنهدت ميريانا بغضب و أزالت كفي آيلا عنها لتمسك هي بوجنتيها ثم قالت بثقة .
" يبدو أنكِ نسيتِ من أنا و ماذا أستطيع أن أفعل أو أنكِ لا تثقين بي ، كوني أكيدة أنني سأريه النجوم في عِز الظهيرة ، أريد اسمه فقط .

" بيون بيكهيون ."
هذا ما نبست به آيلا بهدوء لترضي أختها ، أومأت لها ميريانا ثم ربتت على وجنتها برفق و قالت بإبتسامة .
" حسناً ، الآن اخلدي إلى النوم و لا تقلقي ، أنا سأريكِ ماذا سأفعل بهذا المدلل . "

خرجت ميريانا من لدن أختها الصغيرة و ذهبت إلى غرفة أمها مجدداً ، تفقدت دفء والدتها ثم جلست على السرير بجانبها ، رفعت هاتفها و اتصلت بمعوانيها .
" أهلاً جونغكوك ."

" ماذا تريد مني سيدة القانون الأولى ، أنا بالخدمة . "
قالها ممازحاً فضحكت بخفة ثم استرسلت .
" كُف عن العبث ، أريدك لأجل أمر هام ، أحدهم يهز ذيله بساحتي ، بيون بيكهيون ."

إسترسل هو متحمساً بنبرة لعوبة .
" اووه ! هل أقطع له ذيله ؟! "
همهمت له ثم قالت .
" نعم ، من فضلك ."

أنهت الإتصال ثم تنهدت بشر متوعدة لهذا الوقح بأشر النتائج على الإطلاق ، لا أحد يجرؤ أن يعبث معها أو بمن يخصها على الإطلاق ببساطة لأن سلاحها القانون .

في الصباح التالي ، كان على ميريانا أن تذهب إلى عملها و بذات الوقت تهمها سلامة أختها الصغيرة لذا أعطتها بخاخ فُلفل أسود يستخدم لدفاع عن النفس .

إستلقت هي و أختها معاً حافلة وجدت كبديل مؤقت عن القطار حتى ينهوا تصليحاته و في نقطة تتقاطع فيها طرقهما تفرقن كل واحدة في طريقها .

وصلت ميريانا إلى الشركة و كان المكتب عائماً بالتحضيرات للأجتماع فكما هو واضح فأن عمل المكتب القانوني في الشركة ألا تخرق أنظمة الشركة القانون بجهل .

" هل وصل مدير شركة البرمجيات ؟! "
قالتها ميريانا تحدث جاكسون الذي سرعان ما أجابها .
" وصل لتوه ، أنه في مكتب الرئيس "

أومأت له لتعكف حديثها مستطردة إلى جونغكوك .
" هل فعلت شيئاً من أجل البارحة ؟! "
أومئ لها جونغكوك قائلاً .
" سيدعونكِ من أجل الملابسات . "

دخلت مساعدة الرئيس الشخصية على مكتبهم تعلمهم .
" الرئيس على وشك أن يبدأ الإجتماع ، عليكم أن تكونوا هناك الآن . "
أخذ ثلاثتهم ملفاتهم و من باب الرجولة جعلوا ميريانا تتوسطهم و هما بمحاذاتها على كِلا الطرفين .

دخلت و خلفها زميليها و أدت التحية لتجلس في مكانها و الشابين بجانبها ، لم تلحظ رئيس شركة البرمجيات و هو منذ أن دخلت المكتب و عينه لم ترتفع عنها حتى أن الرئيس الآخر بجانبه أصابه الريب من نظراته الثاقبة هذه .

رفعت ميريانا نظرها أخيراً بعدما رتبت أوراقها و نظرت نحو الرئيس الضيف ، سرعان ما شهقت و وضعت يدها على فمها متفاجأة ، أنه ذات الرجل من البارحة .

إبتسم تشانيول نصف إبتسامة باذخة الكِبر و ما زالت عينيه عليها ، سرعان ما لملمت هي تشتتها لكي لا يلحظ أحد إلا أن الشابين بجانبها لاحظا .
" أتعرفينه ؟!"

كان هذا كل ما طرحه جاكسون و كان جوابها بإيمائة مقرة ، إبتدء الإجتماع الحافل بكوادر كلتا الشركتين ، ضمنهم كانت ميريانا ، جاكسون ، جونغكوك ، و المستشار القانوني الذي يرأسهم ، إنهم فريق أمن الشركة قانونياً .

إبتدأ الرئيس يعرف الكوادر برئيس شركة البرمجيات .
" يسرني بداية و قبل أن نناقش مشروع التعاون بين الشركتين أن أعرف كوادري على الرئيس بارك تشانيول رئيس شركة البرمجيات و محدثها و مطورها الشرعي . "

طوال تعريف الرئيس بالرئيس الضيف - تشانيول - كان بصر تشانيول ثابت على ميريانا دون أن يزحزحه عنها حتى أنها شعرت بالضيق لنظراته هذه .

إبتدأ كادره يعرف بالنظام البرمجي الذي ستستخدمه أجهزة T.O.P إن تم التعاون بين الشركتين .

إقتنصت ميريانا نفسها من إهتمام تشانيول بها و ركزت على عملها تبحث عن ثغرة لتقلب الطاولة ، لطالما كان عملها البحث عن الثقوب في عمل الآخرين ، ليس لإنتزاعه بل لإغلاق ثقوبه .

استمعت بحرص و دونت ملاحظاتها كما الفريق الذي يضمنها ، تكون مناقشتها إذا بائت أو وافقت في الإجتماع القادم و على هذا ينتهي الإجتماع بتقديم شركة البرمجيات مشروعها و أن تباشر شركة T.O.P بدراستها لتبان بالرفض أو القبول أو الإصلاح .

خرج أعضاء الأجتماع بعد أن إنتهى إلا أن الرئيس سونغهيون أوقف ميريانا عن المضي إذ نادى عليها .
" آنسة ميريانا من فضلكِ تعالي إلى هنا
دقيقة . "

إبتسمت ميريانا ثم إستأذنت زملائها و تقدمت نحو الرئيسين لتقول .
" تفضل حضرة الرئيس . "

أومئ الرئيس بإبتسامة ثم أشار إليها يحدث تشانيول .
" دعني أعرفك على أقوى حافظي القانون بكوريا ، الآنسة ميريانا ستكن عقبة في وجه التعاون إن وجدت ثقب غفت عنه عين فريقك ."

أومئ تشانيول دون أن يزحزح بصره عنها .
" يسرني أن تجدي ثقوب المشروع آنسة ميريانا . "
هو لا يقصد أن يتحداها لكنها فهمت ما قاله على هذا المنوال.

أومأت هي و لمع التحدي في عزيمتها لتقل بإصرار .
" يسرني إن كان تطبيقكم سليم يخلو من الثقوب . "

" رد ذكي آنسة ميريانا . "
أومئ تشانيول مؤكداً لكلام الرئيس بإبتسامة ، هذه الفتاة لطالما سحرته دون أن تفعل شيء فكيف لو فعلت .



..................................




إمرأة قوية هذه التي من نصيبي ، تتحدى الجميع لتثبت هيمنتها ، منذ أتيت إلى هنا لأجلها ، كان نصيب محتوم علي منذ البداية سواء أحببته أم كرهته ، و لحسن الحظ أو لسوئه أنا عشقت نصيبي هذا لم أحببه فقط ، أنا مجنون بها .

لعشقي لها وسائلي الخاصة و لحسن الفرص أن نصيب أخي إجتمع بنصيبي و توفر لكلينا المزيد من الفرص للُقيا الأحبة .

أنا رجل جعلت الحب على يساري و فيه يتغلغل و إخفائه على يمني ، لستُ رجلاً ذا حِس مرهف و كلمات غزلية ، أنا منطقي لدي واحد زائد واحد إثنان و ليس نحن واحد .

لي مبدئي في الحب مبدأ لا يتخطاني ، لا يتخطى عظمتي و لا كبريائي ، أحبها جداً لكن ألعنها إن آذت كبريائي ، أنا رجل لا يسامح و لا يغفر و لا اهتم بمن تقبلني و من رفضني حتى هي و هذه سياستي .

وصلني إتصال من بيكهيون يعلمني أن الشرطة سحبته لأمر ما و علي الحضور بناري و إلا ضوئه سطع .

تركت العمل من يدي ، حُجة إستنفزتها لغاية وحيدة - للحصول بهدوء على إمرأتي - خرجتُ قبل أن يتهور بيكهيون و يكشف أمرنا ، وقتها سنتهم بالسحر و الدجل و نحبس تحت الأرض و كاي ليس هنا لنجدتنا ، أيضاً لوهان و تاو .

إستخدمت سيارتي لإنتقل إلى فضاء بيكهيون حيث هو في مركز الشرطة يخضع إلى تحقيق ، أرجو ألا يغضب و يكشفنا ، مصيرنا وقتها الرحيل من هنا بطرق لا نستسيغها .

دخلت إلى مركز الشرطة و استقبلني محقق ماثل في مكتبه ، شرح لي أن بيون بيكهيون تم القبض عليه بشكوى مقدمة من عائلة فتاة تحرش بها و سبب على وجهها كدمات و هو الآن تحت التحقيق .

اللعين ! قلت له لا ألا يخرج ضمن حدوده ، تصرفاته الطائشة تذهب لي عقلي ، أيظن أننا بعالمنا حيث كل شيء مباح و تحت طاعتنا ؟!

طلبت من المحقق الأذن لأراه و وافق إذ عليه أن يبت ليلته هنا و في الصباح يحول إلى المحكمة ، هذا ما ينقصنا !

دخلت إليه بعدما أوصلني أحد عناصر الشرطة إليه ، كان يجلس في زنزانته وحيداً ، جلستُ بجانبه ثم استرسلت .
" قوانين البشر صارمة . "

نظر إلي مبتسماً إبتسامة أفهمها جيداً .
" لكن أصحاب الأموال أمثالك يستطيعون نقضها . "
أبتسمت مدركاً غايته من حديثه ثم قلت .
" و لِمَ علي أن أدفع لأخرجك ؟! ابقى هنا لتتعلم أن هذا ليس عالمنا . "

أومئ لي و أفرج عن ضحكة ساخرة ثم عقد ساعديه إلى صدره ، أراح رأسه على الحائط خلفه و اغمض عينيه يدعي النوم ثم استرسل .
" حسناً ، كما تشاء لا تخرجني ، مهمتنا ستبقى معلقة طالما أنا هنا محبوس . "

نهضت على قدميّ و خرجت بصمت ، هو محق أنا لا أستطيع تركه هنا ليس فقط لأن المهمة ستُعلق بل أيضاً لأنه يبحث عن أي فرصة ممكنة ليستخدم قِواه .

رحتُ إلى المحقق و رشوته ببعض المال ، سرعان ما استجاب و وعدته أن بيكهيون لن يعبث مجدداً مع هذه الفتاة أو أي فتاة أخرى و أنا بنفسي سأتكلم مع عائلتها ليفصحوا عنها .

ميريانا هي التي وضعته هنا ، قوية بحق لكن المال أقوى ، أشعر بالفخر و أنسبه إليها ، رغم أن أفعالها ضدي أنا لكن فخر لي أن تكون إمرأتي قوية ذات كلمة .

حمداً لله أنها ليست ضمن الفئة التي تكن كل أسلحتها تتجمع فوق تسريحة أمام مرآة ، رغم أنه أحد أسلحتها ، بالنهاية هي أنثى و ما أجمل هذه الأنثى و ما أرقها !

حررتُ سبيله و ذهبنا معاً إلى المنزل ، كان يوماً سهلاً ، سلساً طبيعياً و لكن ما أدركه جيداً أن الغد ليس كذلك ، هي ستحشد علي و تأتيني تتهمني بالفساد و أنا أسعد رجل في العالم إن هي أتتني حتى لو بغية مهاجمتي .

في الصباح الباكر حضرتُ إلى الشركة قبل الجميع ، أظنها ستأتي و علي أن أكون جاهزاً لمهاجمتي .
" سيدي ، هناك سيدة بالخارج تريد رؤيتك . "

إبتسمت إبتسامة واسعة ثم أشرت إلى مساعدتي أن تأذن لها بالدخول ، عدلتُ هيئتي ثم جلستُ بوضعية الرئيس جاهز لإستقبالها .
" سيدي ، لقد أتيتُ لأجل شروط الأمن و الآمان في التطبيق الأخير . "

ليست هي ، هذه المرأة طلبت منها الأمس أن تدقق في النظام مع طاقمها لكي لا تجد ميريانا شيئاً خلفهم ، كسرت توقعاتي .

..................................


" لقد خرج ، لا تترددي بإستخدام رذاذ الفلفل إن تعرض لكِ مجدداً ، أنا سأحاسب المغفل الذي أخرجه و أنتِ كوني قوية . "

كان رد فعل آيلا أن تنبس ب " حسناً " و تغلق الخط على مضض إذ هي لا تعرف كيف خرج أمامها و حاصرها بين رفوف المكتبة بعيداً عن النظر .

إبتسم بشفتيه إبتسامة حلوة لكن ما رأته منه كان الشر فقط ، نبس يحدثها رغم أنها لن تفقه مقصده .
" إمرأة تشانيول قوية جداً عكس إمرأتي
هشة ".

همس ب" هشة " بأذنها بنبرة ذات فحيح بارد ، شيء كهذا لم تسمعه من قبل أبداً .
" تعلمين ماذا ؟! أحب المرأة الضعيفة على القوية ، أنتِ أستطيع السيطرة عليكِ . "

دفعته من صدره لكنه لم يتزحزح من مكانه بل اقترب أكثر و همس .
" قاوميني ، تروقين لي هكذا . "
قضمت شفتيها بغضب بينما تنظر له ، لا تعلم لما تشعر بأن يديها مربوطة عن دفعه و إيذائه .

هو ليس شعوراً فقط إنه كما لو أنها مربوطة المعصمين بالفعل ، حاولت رفع يديها لكنها لم تستطع .

هو نظر إلى يديها ثم وجهها متفحصاً ثم أعاد نظره إلى يديها و لكنه شدد نظره مركزاً على معصميها ، لحظات و شعرت بيديها حرتين .

فور أن تحررت دون أن تفهم كيف قُيدت رفعت الرذاذ إلى وجهه و بخته في عينيه ثم ولت قدميها الريح إذ خرجت من بين الرفوف .

قبل أن تصل الباب إنغلق وحده ، حاولت فتحه لكنها لم تستطع ، إلتفتت عندما شعرت بأنفاسه قريبة خلفها دفعته بقوة و استندت على الباب تتنفس بذعر .

تراجع هو خطوتين بإرادته و نظره مركزاً عليها ، ملامح الذعر بائنة على وجهها و هي حقيقة إستفزته فقرر أن يلعب معها قليلاً .

نظر إلى السقف لتنطفئ الأضواء ، هي لديها رهبة شديدة تجاه العتمة ، هي حتى لا تستطيع أن تنام في مكان معتم ، بكت و ارتفع صوتها قليلاً بطريقة تجعله يسمع نحيبها .

إبتسم فرأت صف أسنانه يضيء من بعيد ، إزدرئت جوفها إذ هي بدأت تشك أنه بشري طبيعي مثل الجميع ، و تحقق شكها عندما لمعت عينيه في الظلام بحدقتين رمادتين ، و أضاء شعره في منتصف غياهب المكتبة بلون رمادي يميل إلى البياض أكثر .

بدى مخيفاً جداً ، لو رأته بأضواء مشعلة لأستعجبت لجماله و هوت لحسنه عاشقة ، أظلم مجدداً و اختفى ضوئه ، شعرت بحركة طفيفة حولها لتقول بذعر شديد بينما تبكي .

" أرجوك دعني أخرج أنا خائفة ، كيف تفعل ذلك ، كيف تتحكم بي و بالإضاءة ، كيف تنير و ثم يذهب نورك ؟! من أنت بل ماذا أنت ؟! "

كادت أن تصرخ برعب لولا أنه وضع يده على فمها سريعاً حالما إمتثل أمامها منير بهذه العتمة ، فقط شعره و عينيه ما تراهما باللون الرمادي الذي كسر إسوداد المكان .

أضائت المكتبة مجدداً و كان أمامها لكن ملامحه الرمادية إختفت ، فرقع مفاصل عنقه أمامها و عينيه ثابتة عليها ثم ابتسم و خرج .

إنتكست هي و هبطت أرضاً لا حول لها و لا قوة ، في موقف كهذا لم تستطع إلا أن تخرج هاتفها و تحاول الإتصال بأختها إلا أن هاتفها أظلم فجأة رغم أن البطارية مملؤة .

خرجت من المكتبة مسرعة و قطعت الممرات ركضاً لأكثر مكان يتواجد به الطلاب - الكافتيريا - جلست هناك و هي ترتجف و تنظر حولها تبحث عنه و بذات الوقت ترجو ألا تراه .

أوقفت إحدى الطالبات و بلغة مذعورة استرسلت .
" من فضلكِ ، دعيني ، أجري الإتصال هذا ، إنه أمر عاجل . "
أومأت الفتاة و قد انتابها القلق على حال زميلتها إذ أعطتها الهاتف و استرسلت .
" تفضلي،  خذي راحتك . "

شكرتها آيلا و أخذت هاتفها لتجري الإتصال ، كان يراها هو من زاوية بعيدة ، أرادت أن تتصل مرة و منعها و لكنها تبدو ذات إصرار أكبر و لن يعارض هذه المرة ، فليدع الأمر يصب في مصلحة أخيه .

" ميريانا ، أرجوكِ ساعديني ، أنا في مأزق حقيقي تعالي خذيني ! "
وصلها صوت أختها الذي توتر فجأة إذا استرسلت .
" حسناً ، لا تبكي ، سآتي فوراً . "

" يجب أن تدفع لي لقاء المعروف بارك تشانيول ."
قالها بيكهيون بينما يتقدم إلى آيلا ليحتويه نظرها ، ابتلعت جوفها بجفاء فور أن رأته ثم تراجعت لتجلس بين الطلبة .

...........................................


يظنون هؤلاء أبناء المال أنهم يستطيعون شراء كل شيء أرادوه بمالهم ، لقد اشترى المحقق بثمن بُخس عندما رشاه ، لكن هي و أختها لا يشتروا بالمال أبداً .

تركت مكتبها بعصبية و خرجت دون أن تستأذن من رئيسها ، إستقلت سيارة أجرة إلى الجامعة و تجاهلت تحذيرات جونغكوك و جاكسون الحثيثة من خلفها .

وصلت باكراً جداً إلى الجامعة و دخلت إلى حرمها بحُجة أنها أخت أحد الطالبات و أن اختها بضيق فعلي ، رافقها أحدى موظفي الأمن إلى الداخل .

وصلت حيث تواعدت هي و أختها أن تلتقيا ، كانت تجلس آيلا و تنظر إلى شاب ما أمامها و هذا الشاب ينظر لها أيضاً لكن هيهات بين نظرته لها و نظرتها له ، هي كانت تنظر له خشية أن يفعل شيء لها و هو ينظر لها بتسلط و إثبات قوة .

إمتثلت أمامهما ميريانا ثم سحبت آيلا لتقف خلفها ، إستطردت بصوت قد أخشوشن قليلاً بفعل الغضب و بنبرة قوية تهدده .
ميريانا : أنت أيها الطالب إن ما كففت عن هذه الفتاة سأجعلك تكف عن كونك رجلاً !

وقف هو و اصدر " اوه !" ساخرة من شفتيه ثم إسترسل .
" لستِ قوية و جريئة فقط بل و وقحة أيضاً ."
كشرت بملامحها الناعمة ثم سخرت بلاذاعة عندما قالت .

" يبدو أن الماما و البابا لم يعلمونك الأدب جيداً قبل ان يرسولك إلى الجامعة ، لا تجعلني أعلمك أياه على يدي لذا وضب نفسك و انقشع من أمامي أيها المتذاكي . "

وضب نفسه كما قالت ثم تطرق بهمس سمعته قبل أن يغادر .
" أعانك الله فيما إبتلاك يا تشانيول . "
إستقطب سمعها الأسم الذي ذكره ، هي صمتت عن الرشوة التي دفعها تشانيول هذا ليخرج هذا الوقح من زنزانته لكن اليوم لن تصمت أبداً .

هي ظنت أن ما فعلته كان تنويه كافي ليرتدع هذا الثقيل عن أختها و لكن يبدو أن هذا لم يكن كافياً و عليها أن تثقل العيار عليه .

إحتضنت أختها التي كانت تختبئ خلف ظهرها و ربتت على شعرها برفق بينما توبخها بلهجة لاذعة .
" ألم أخبركِ أن تكوني قوية ؟! هل أكسر رأسكِ لتصبحي قوية ؟! " .

هذه هي ميريانا ببساطة ، ذات موقفين في ذات الآن ، إمرأة كهذه كيف ستقع لرجل أوقف العالم على قدم ليحصل عليها ؟!

أوصلت آيلا إلى المنزل ثم استقلت سيارة الأجرة إلى العمل مجدداً ، فور أن دخلت وجدت جونغكوك و جاكسون يقفان على رأس أعمالهم منهكين ، فور أن رأوها قال جونغكوك .
" ماذا حدث ؟! لقد غطينا على خروجكِ غصباً . "

تنهدت ثم جلست بمكانها بينهما لتقول .
" تذكران الرئيس بارك تشانيول ؟! "
أومئ كلاهما لتكمل .
" صديقه لا يكف عن التحرش بأختي . "

نظر إليها جونغكوك و قد فاجئه ما سمعه .
" أهذا يعني أن الذي حبسناه الأمس
صديقه ؟! "
أومأت لتتابع .
" نعم ، لكن الرئيس رشى المحقق المسؤول و الآن المحقق في زنزانة صديقه . "

كان كلاهما صامتين ينظران لها ، هذه ليست مثل بقية الفتيات ، كل الفتيات في كَفة و هي في كَفة ، فوق هذا كَفتها ترجِح .
" أريد رقم هاتف الرئيس ، تستطيع الوصول إليه ، أليس كذلك جاكسون ؟! "

أومئ لها لتبتسم بلطف في وجهه و تهمس بِ
" جيد " ، نظر جاكسون إلى جونغكوك ثم كلاهما نظرا إليها ، مهما تطورت معرفتهما بها تبقى ناقصة ، ألم نقل أنها ذات موقفين في الآن !

في المساء ، عادت وجدت أن آيلا قد أطعمت والدتها و حممتها ، جلست ميريانا قرب أمها ثم مسحت على شعرها بلطف لتقول الأم مستهجنة .
" من أنتِ ؟! "

" أنا التي مستعدة أن تدفع عمرها لأجل سلامتكِ و سلامة آيلا دون أن يهتز لي طرف . "
تبسمت الأم رغم أنها لم تعلم من هذه لكنها شعرت بالآمان .

احتضنتها ميريانا بلطف و أسندت ذقنها على كتفها ، تنهدت لتغمض عينيها ، كل ما تحتاجه أن ترتاح فقط .

لكن قبل أن ترتاح عليها أن تفعل شيئاً حيال أختها ، أخرجت هاتفها لتتصل بالرقم الذي حصلت عليه قبل قليل .

تريثت حتى يجيبها من الطرف الآخر ، حيث ابتسم تشانيول عندما أنارت الشاشة باسمها .
" أهلاً بخياطة الثقوب !"
تنهدت هي ثم استرسلت بسخرية .
" أهلاً يا ذا الشعر الأحمر و اليد المشتعلة . "

تبسم هو بخفة ثم قال .
" من يسمعكِ سيظن أنكِ مجنونة بالتأكيد ، على آية حال لماذا اتصلت الأميرة ؟! "
تنهدت هي مجدداً و لكن بغضب ثم استرسلت بلهجة قوية .
" أريد أن أتحدث معك بشأن الشاب الذي رشوت الشرطي لتخرجه . "

همهم معجباً ثم قال .
" أعشق فمكِ الذي يتفوه بجراءة و صراحة ، أنا أمام منزلك ، قرب المنارة . "
قبضت حاجبيها مستعجبة إذ كيف يعلم عنوان بيتها بل كيف علم أن هذا رقم هاتفها ، و غازلها أيضاً !

إقتربت إلى النافذة ثم نظرت نحو المنارة لتجد سيارة سوداء ضخمة تصطف بالأسفل و هو يستند عليها .

وضعت وشاحها و ارتدت معطفها ، اغلقت الباب بلطف لكي لا تشعر أختها ثم خرجت ، وصلت إليه ليعتدل بوقفته و ينظر لها بحزم لكن قلبه يرقص .
" السافل الذي أخرجته من السجن برشوة إن ما كف بلائه عن أختي ، أنا سأقضيك و أقاضيه . "

" أهلاً ، شكراً لكِ و أنا بخير "
تنهدت و دورت عينيها في محجريها الوسيعين ليكمل بإبتسامة .
" هكذا الناس تبدأ حديثها و لكن على آية حال ، أنتِ لا تستطيعي مقاضاتي ، يبدو أنكِ لا تعرفي قدركِ مجدداً يا امرأة "

نظرت إليه مستهجنة بشدة ما قاله ، رفعت سبابتها بوجهه و زجرته .
" أنت وقح جداً ، اسمع يا هذا سترى هذه المرأة ماذا ستفعل بك أنت و السافل ذاك ! "

قضم شفاهه بينما يستمع إلى حديثها و لا ينظر لها ، يحاول كبح غيظه ، لكن نبرتها مستفزة جداً و الناري ليس عاقل أبداً و لا حليم .

أمسك بها من وشاحها التي تلفه على عنقها لتحميه من صقيع الشتاء و جذبها إليه بقوة حتى أن أنفه لامس أنفها و هي حررت شهقة .

نبس محذراً و بذات الوقت بنبرة ثملة بخمر أنفاسها قال و بصره عالق على شفتيها .
" أنتِ لسانكِ طويل جداً و أنا لا طاقة لي لتحمل وقاحتك لذا اصمتي و لا أخرستكِ بشفاهي . "

كان ثمن ما قاله صفعة منها على وجنته جعلته يتراجع إلى الخلف و ينظر لها بغضب ، هي لو كانت تعلم ما سيحدث لها بسبب هذه الصفعة لما صفعته .

عذراً ميريانا لقد لعبتِ في قفص قضبانه حميم مع أسد و لا حرية أو راحة بعد الآن !

......................

سلاااااااااااااااااام

مبارح نزلت البارت و كنت كاتبة ألفين كلمة بس ، منيح ما بلشتوا بمهاجمتي😪😪

أتمنى أنو البارت أعجبكم و خليني أحكيلكم أنو هاي الصفعة هي الي خلتني ادخل بيكهيون و آيلا .

إذا تراجع التفاعل يتراجع التنزيل ... ها أن أحذر ، كان من المفترض أن أقوم بتحميل تفاح محرم قبل ورد شائك و لكن لعدم إيفاء الشرط لن أحمله .

البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .

١. رأيكم بميريانا ؟! جرائتها ؟! قوة شخصيتها ؟!

٢ . رأيكن بآيلا ؟! خوفها من بيك ؟!

٣. رأيكم بتشانيول ؟! كلامه لميريانا ؟! ماذا يقصد بكلامه عن عالمه ؟!

٤. رأيكم ببيكهيون ؟! كلامه لآيلا ؟! ما هي قوته ؟!

٥. هل استطعتم إكتشاف او تحليل اي جوانت خيالية ؟! ما هي ؟!

٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين ❤
Love  ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤