CH15||بداية الصراع
" بداية الصِراع"
حين ولجت ميريانا تبعاً لحثيث جونغكوك و جاكسون عليها للدخول إلى الحُجرة المنشودة؛ وجدت فيها إمرأة ذات خِلقة غريبة جداً، إلتفتت إلى جونغكوك و جاكسون بوجلٍ فطمئناها بتربيتة و إيمائة.
إلتفتت إليها المرأة، حينها إزدرئت ميريانا جوفها، و شعرت بقدميها تأبى التحرك و الفرار، لقد تجمدت أعصابها لكثرة ما هو مظهر هذه المرأة غريب.
و بالأصح لا تدري إن كانت إمرأة آدمية أم أنها من سُلالة أخرى من المخلوقات.
تلعثمت حروف ميريانا لكثرة ما هي خائفة عندما سألتها.
" مَ... من أنتِ؟!"
كانت سيدة ذات شعر أزرق بأطراف و جذور فضيّة يصل إلى الأرض و يفوق طوله طول أذيال فستانها، فتجده يزحف أرضاً كما ثوبها.
عيناها زرقاوتين بلا بياض يحف حدقتيها، بل أن كل عيناها حدقة زرقاء فحسب، بشرتها شديدة البياض لدرجة أن عروقها تُرى من أسفل جِلدها، و جسدها رفيع ممشوق، ترتدي فستاناً يتكسر فيه اللون الفضي على الأزرق.
تبدو مخلوق زجاجي أكثر مما تكون آدميّة، نظرت في ميريانا فتراجعت الأخرى هولاً، لكثرة الصدمات التي تتلقاها مرة واحدة اليوم.
" أنا الطاقة الزرقاء، مني خُلِقوا زوجكِ و إخوانه"
تذكرت يوم أخبرها تشانيول أنهم أبناء النجوم و الكون، لم يذكر من قبل أن له أم أو شيء من هذا القبيل، فميريانا هنا لم تصدقها.
" كيف أثق فيما تقولين؟ تشانيول أخبرني أن لا أم أنجبته!"
أومأت المرأة ثم جلست إلى أريكتها تقول.
" أنا لستُ بشريّة فلا ألد أبنائي من رحمي، هم يعرفونني، تستطيعي أن تسألي بيكهيون، لكنهم ما كانوا يعلمون أنني كائن عاقل"
إلتفتت إلى الشابين الذين يصدا المخرج بوقفتهما، وضعت يديها على رأسها و تخبطت بتيه قبل أن تهمس.
" هذا الجنون بعينه! أنا لا أطيق تحمل هذه الشعوذة!"
أخرجها صوت المرأة من تيهها عندما هتفت.
" أتفهمكِ و سأثبت لكِ أنني صادقة"
نهضت السيدة برشاقة، و سارت حتى أمسكت بمعصم ميريانا ثم سحبتها خلفها، فإما الهزيلة ميريانا فارتجفت لبرودة يد الزرقاء، و لكنها سارت معها أياً كان.
سارت بها السيدة إلى الحُجرة التي ينام بها بيكهيون، ثم جلست على طرف سريره، حينها إنتفضت ميريانا تحاول إبعادها عنه، فلا تريد إثبات على قولها يكون ضرر على بيكهيون.
" لا تمسّيه! اتركي الأمير و شأنه، سأخبر الحُماة بكل شيء!"
لكنها ما إستطاعت نزع الزرقاء عنها، بل و اجتذبتها كي ترى بوضوح ما هي بفاعلة، وضعت يدها على صدر بيكهيون فتسلل ضوء أزرق من بين أصابعها، دخل في جسد بيكهيون و سار فيه مجرى الدم حتى أن عروقه برزت بلون أزرق من أسفل جلده الشاحب.
و بينما ميريانا تبكي و تصيح خوفاً على حياة الأمير الفضيّ كان قد تلون وجهه إلى اللون الأزرق في أوجّ درجاته، ثم رويداً رويداً عاد إلى لون بشرته الطبيعية.
جونغكوك كان يمسك بميريانا، يقيد يداها إلى صدرها، و يضمها من خلاف كي لا تنزع عمل الملكة كما ينعتها.
" اتركني أيها اللعين المجرم!"
صرخت بوجه جونغكوك، لكنه أومئ و قَبِل الإهانة بصدر رحب قائلاً.
" ستعتذري لي لاحقاً، لا بأس!"
نظرت ناحية بيكهيون حين تحرك برأسه ثم ببطئ فتح عينيه، حينها أفلتها جونغكوك، و هي هرولت حتى بلغته، ثم جثت عند سريره، و راحت تربت على كتفه قائلة.
" بيكهيون؟ أنت بخير؟"
بيكهيون فتح عينيه، و عندما إستطاع تمييز ما يراه وجد تلك المرأة الزرقاء، تنهد و أدار وجهه ناحية ميريانا يقول.
" تستطيعي أن تقولي أن هذه المرأة شيء يشبه الأم بمفهوم البشر، لا تخافي منها"
عقدت السيدة حاجبيها تقول.
" و كيف علمت أنني أستطيع أن أتشكل على هذه الهيئة؟"
تنهد بيكهيون ثم أغمض عينيه من جديد مرتاحاً.
" في السجن الذي كنت فيه، كانوا يبحثون عنكِ في جسدي للتخلص منكِ و علمتُ حينها أنكِ كيان مستقل يستطيع أن يخرج منّا و يتشكل"
أومأت المرأة و وقفت تقول.
" يريدون التخلص مني ليبقى العالم تحت إمرتهم هم، لا يدرون أن وجودكم هو وجودي، و لستُ مثلها، أنتم مني و أنا منكم"
بيكهيون أقام جلسته قاعداً على الفراش، و عندما نظرت ميريانا إلى معصميه؛ كانت جراحه قد إختفت و كأنه لم يُصاب حتى.
إلتفتت إلى جاكسون و جونغكوك، فأومئ لها الشابين أن ذلك من فعل الملكة الأم.
" من قام بإستنساخ أحماضنا النووية و صنع هؤلاء؟ من هو عدونا؟"
تنهدت السيدة و إلتفتت إليه تقول.
" إنها الطاقة الحمراء، مع إقتراب موعد تعيين الملك و مع إكتمال أميراتكم، أرادت أن تنهيكم قبل ذلك، لأنه لو نُصِّب أحدكم ملكاً فلن تقدر عليه إطلاقاً"
نهض بيكهيون من على فراشه مذهولاً، و اقترب من ظهر الزرقاء يقول مندهشاً.
" أتستطيع هي أن تتشكل أيضاً؟!"
إلتفتت إليه الزرقاء تومئ بهمٍ.
" للأسف نعم، و الأكثر أسفاً ليس للحد الذي أصل أنا إليه"
عقد بيكهيون حاجبيه يستفسر.
" لأي حد تستطيع أن تتشكل إذن؟!"
أجابته.
" بلا حدود، تستطيع أن تتشكل بالهيئة التي تريدها"
بيكهيون زفر أنفاسه يسير بالحُجرة غاضباً بينما يدعك رأسه حتى جعل شعره أشعثاً، ثم وقف أمام الزرقاء يقول.
" و أين هي الآن؟"
قضمت السيدة شِفاهها بأسفٍ تنظر ناحية ميريانا، ثم قالت.
" إنها في قصر الماما"
بيكهيون بعصبيه استنكر.
" و ماذا تفعل تلك اللعينة هناك؟"
نظرت ناحية ميريانا التي وصلتها الإجابة من نظراتٍ جرداء كهذه.
" تقوم بتشتيت إنتباه تشانيول و السيطرة عليه"
إقتربت ميريانا إذ أن في الحديث شأن يعنيها و بيكهيون تخصر يتسآل.
" و كيف تقوم بذلك؟"
ربتت الزرقاء على كتف ميريانا تقول.
" لقد تشكلت على هيئة ميريانا، و أوهمته أنها هي، و بالتأكيد هي قامت بعرض نفسها عليه، ما يحدث أنها تمنحه من طاقتها الحمراء، أي تجعله يتشرّبها، و تشانيول يظن أنها طاقة النار"
ميريانا كممت فمها بيدها و أخذت تبكي بصمت، أما بيكهيون فتنهد ينظر إلى زوجة أخيه و اتبع.
" و ماذا سيحدث لتشانيول؟"
تنهدت السيدة تنظر في عينيّ الفضيّ تجيبه.
" ستصبح جزءاً منه، واحد معه، هي تمنحه من روحها و تدخل فيه كي تسيطر عليه، فإن اصبح الملك يكون الملك الظالم الذي يقتل رعيته و يسبي نسائه، ينهي أمر الحُماة ثم المملكة ثم الكوكب، و ينتهي بنفسه"
سقطت حينها ميريانا أرضاً على ركبتيها، و قد حررت كل إنهزماتها و أعلنتها، فإذ هي أخذت تبكي بولعة و حرقة.
بيكهيون إنحنى لأجلها سريعاً، و احتضنها برفق يتحدث إلى الزرقاء.
" و كيف نوقفها و نوقفه؟"
نظرت ناحية ميريانا و أجابت.
" عبر ميريانا و أختها، هنّ ما يزلن يحملنّ طاقتكما كما أنني أستطيع التسلل إليه عبرهنّ، ميريانا بها طاقة الملك، و آيلا ما زالت تحمل طاقتك، علينا توظيفهنّ لحمايتك و إخوانك، و الشعب و المملكة"
ميريانا رفعت رأسها تجيب.
" أنا مستعدة لفعل أي شيء في سبيل إستعادة أميري و حماية المملكة"
أومأت السيدة ثم خرجت، بيكهيون أوقف ميريانا معه، ثم ساعدها حتى تجلس على الأريكة، ثم بانت على شفتيه إبتسامة خفيفة.
" هل أصبحتِ تحبينه؟"
حركت ميريانا كتفيها بجهل و قالت.
" أنا لا أدري، ما أعلمه أن عليّ أن أساعده و أقوم بدوري كأميرة"
نفى بيكهيون برأسه قائلاً.
" بل كملكة، أنتِ الملكة القادمة"
وقفت ميريانا تنفي قائلة.
" دعنا من هذا الآن، الآن ماذا علينا أن نفعل يا بيكهيون؟"
بيكهيون وقف إلى النافذة و تنهد، حينها رأى في السماء سحابة شديدة الزِرقة، لقد غادرت أمه إلى قصر الماما بالفعل.
" عليكِ أن تتحملي الكثير في هذا السبيل، أمستعدة؟"
أومأت بلا ان يهتز ثباتها، مهما كان الموقف عسيراً، مهما كان صعباً، عليها أن تعود لمكانها و تستعيد أميرها أياً كان الثمن.
..........................
كان قد حلّ المساء و الذئاب قد جاعت، صوت العواء إرتفع من قائد القطيع لوهان يُحفِّز غرائز بقية الذئاب كي تتبعه إلى الغابة حيث يكون صيدهم الثمين.
خرجت الذئاب على أهِبّة واحدة، و ينقص عتادهم واحد فقط، بيكهيون.
لاحظ لوهان غيابه لكنه تجاهل الأمر مؤقتاً، إذ أنهم الآن ذئاب و الآن وقت الصيد.
أما بيكهيون فقد سمع صوت العواء رغم أنه على أطراف المملكة البعيدة، و رغم بُعد المسافة سمع أخوه يناديه و ثارت غريزته للصيد.
تحول إلى ذئب عملاق فضي يغزو فروه بَريق لامع أخّاذ يخطف الأنفاس، ذئب و لا كل الذئاب، أراد أن يخرج و أن يلحق بإخوانه، لكن جونغكوك و جاكسون إستوقفاه مُسلحان بعتادٍ من أمه الملكة الزرقاء.
" مولاي، لا نستطيع أن نتركك تذهب وحدك، فإما أن نرافقك أو تدعنا نجلب لكَ صيداً إلى هنا"
نظر فيهما الذئب و زمجر ثم تجاوزهما بهدوء، و إذ بجونغكوك و جاكسون ينبت لهما أجنحة زرقاء لامعة، و رقيقة و كأنها زجاج وهّاج.
خرج الذئب و لم يعطي للأمر بالاً إلا أن ميريانا سقطت جالسة أرضاً، تكاد تفقد وعيها حينما رأتهما على هذه الهيئة.
" ما هذا الجنون؟!"
جونغكوك لملم جناحيه إلى معقلهما في ظهره، ثم إنحنى يجلس على ركبته، و تمسك بأكتافها يطمئنها.
" أدري أن هذا يفوق مما تستطيعين تحمله، لكننا وِظّفنا لحماية الحُماة، نحن ملاكان من النجوم، سأشرح لكِ المزيد عندما نعود، اعتني بنفسكِ حتى ذا"
و غادرها جونغكوك يفرد جناحيه البهيين من جديد، ثم رأته يطير في السماء عالياً رفقة جاكسون يحلقان فوق الذئب العدّاء نحو صيد يخصه، غزال سمين، ثور صغير، أو ما شابه.
أما بيكهيون المستنسخ حيث هو سمع صوت العواء فخرج من الجناح يوهم العُمال و الأميرات بإلتحاقه للقطيع.
أما الحقيقة، فهو ذهب إلى قصره للتحرّي عن آخر الأخبار، فعندما وصل رأى أن الوضع ثائراً، و أن الفوضى تعم.
وصل إلى قاعة لقائه بإخوانه فوجد أربعة منهم ينقصهم تشانيول، و سرعان ما بادر بالسؤال عنه.
" أمن ضرر أصاب تشانيول؟ ما حالة الفوضى هذه؟!"
سيهون، النسخة الحيّة عن حامي الطبيعة الأمير سيهون، قال موّجزاً.
" ذلك الأمير اللعين هرب من القصر و أخذ معه تلك الأميرة العاهرة، و أما تشانيول فألحق به الأمير ضرر كبير، و لا أظن أنه قادر على الشفاء عمّا قريب"
ركض بيكهيون إلى أخيه خارج القاعة، و بحث عنه في مِرفقه الخاص، فوجد أنه مُصاب ذا عِلة بمعصمه يأنّ في سريره.
معصمه مربوط إلى عضده و مسنود إلى كتفه، ينام على سريره أجرد من ردائه، و العرق يتصبب منه، كما أن إحدى عينيه دون الأخرى قد ضاقت حدقتها.
تنهد بيكهيون مهموماً و جلس بجاوره.
" تشانيول، سأبعث خبر لأمي الملكة أخبرها بشأنك، و هي ستأتي لإنقاذك"
و تشانيول نفى برأسه يقول.
" دعك مني و اعتني بنفسك، أنا سأكون بخير، لقد هرب اللعين الفضيّ و عليك الفتك به قبل أن تُكشف و ننكشف جميعاً، أقتله هو و الأميرة"
أبدى حيرة بيكهيون.
" و كيف أقتله؟ أنت تعلم أن كل وسائلنا للفتك به بائت بالفشل، أنه لا يموت!"
أمسك تشانيول بيد أخيه و قال بضعف شديد.
" للحُماة ثلاثة وجوه، واحد منها قوي فقط، أقتله و هو ذئب، و إن كنت لا تثق بقدراتك أن تنتصر عليه، أقتله في حالته البشرية، أما و هو يحمل قِواه فلا يُهزم و لا يقتل."
شدد تشانيول على يد أخيه كذا شدد بقوله.
" جرّده من قوته و أقتله، أو أقتله و هو ذئب يسعى للصيد، فليكن صيدك"
أومئ بيكهيون بعد فينة إستهلكها يفكر ثم قال.
" و ماذا عن الأميرة؟ كيف أقتلها؟"
تبسم بحقد رغم عِلته و صبى إلى قول واحد.
" لا تقتلها، أحبسها فقط، طاقة النار التي بجسدها ستحرقها، حتى إلتقاء نجم القوس القادم لا تحررها، و ستموت وحدها"
أومئ بيكهيون و نهض أخيراً عن سرير أخيه يقول.
" فهمت، لكنني مُصِر أن أخبر أمي الملكة بشأنك"
ثم عاد بيكهيون إلى إخوانه الأربعة و وجدهم متأهبين لأمرٍ ما، فها هم يعدوا العتاد و يستعلوا الأحصنة في سبيل المغادرة.
" أين انتم ذاهبون؟!"
إلتفت سوهو يحدثه.
" سنبحث عن الهاربين، و إن وجدناهم قتلناهم، أما أنت فعُد إلى القصر سريعاً و لا تجعلهم يشعروا بغيابك"
تولى بيكهيون فرسه، و عاد إلى قصر الحُماة الأصيل، حينها كانوا الحُماة قد سبقوه ذئاباً إلى داخل القصر.
تنهد مرتاحاً، فهم سيكونوا مشغولين عنه بتنضيف روث الذئاب و رائحتهم عنهم.
لكنه تفاجئ بلاي يقف مستنداً إلى بلاطه الرمادي، يعود برأسه إلى الحائط و يعقد ساعديه إلى صدره، كذا يغمض عينيه.
" أخي لاي، ماذا تفعل أمام قصري؟ أتريدني بأمرٍ ما؟"
إستقام لاي بوقفته، ثم أمعن النظر في بيكهيون من أخمصه صعوداً إلى قِمته، ثم تحدث.
" لم أراك بيننا اليوم في القطيع، ألا تشعر بالجوع؟"
لا يدري بيكهيون -رديئ الصُنع- كيف توغل الشك إلى نفس الأمير لاي ملك الشِفاء، و كيف أثار شكوكه دوناً عن بقية الحُماة.
تضاحك مستدركاً إجابته.
" بلى كُنت في القطيع، و لكن العِواء قطع علي جوّاً رومنسيّ مع زوجتي فتأخرتُ بالمجيء"
لاي أومئ و أخفى عنه شكوكه التي في تفاقم، مدَّ يده و رفع شفاهه بإبتسامة فإذ بوجنته غارت، و غمّازته الوحيدة لمعت بوهج برّاق.
" مر وقت منذ أن عرضت علي مهاراتك في إستخدام الطاقة الزرقاء و إستخدام حِصتك من قوتي، أرني ما لديك الآن"
طاقة زرقاء! إنها عدوه اللدود، هو ابن الشِر، ابن الطاقة الحمراء و لا يعترف بسواها أماً له، لكن عليه أن يرفق حِجة ليتخلص من لاي و شكوكه.
أمسك بكف يده و أخذ يدعك راحته بإبهامه قائلاً بإبتسامة ملتوية.
" وددتُ ذلك، لكنني لا أستطيع أن أفعل ذلك الآن، تعلم أن طاقتي بتراجع"
و أراد أن يهرب من شكوكه و إلحاحه لكنه توقف عندما حط لاي بيده ثقيلة على كتف بيكهيون و أوقفه عن السير يقول.
" أنا و أنت نعلم أن لا شأن لقوانا بالطاقة الزرقاء و لا بالقوة المشتركة، لدي حصان قد أُصيبت قدمه، تعال معي و عالجه، و استعرض علي مهاراتك"
دفع بيكهيون بيد لاي عن كتفه بنفاذ صبر ثم قال.
" أنا متعب لاي الآن، لستُ في مزاج للعب معك و اللهو بالأرجاء"
تضاحك لاي مستنكراً.
" تلعب معي!"
و بيكهيون قرر أنه سيصم أذنه عن إستفزاز الآخر له، و سيقتله لاحقاً مع بقية إخوانه، لكن للاي رأي آخر فكلما خرج بيكهيون من إتهام وضعه لاي في خانة إتهام أوسع.
" قلت أنكَ كُنت معنا؟ نحن نعود ذئاب إلى القصر، و ليس بشراً بثياب ملكية"
توقف بيكهيون في مكانه متسمراً فيبدو أن هذه الضربة القاضية، و صوت لاي من خلفه أكّد شكوكه.
" أنت لست الأمير بيكهيون، من أنت و أين الأمير؟"
إلتفت بيكهيون ناحيته نصف إلتفاتة و أوجز.
" أخي، لربما شربت قدح شراب قبل أن تقابلني، اذهب و ارتح في جناحك!"
حينها ضحك لاي ضحكة عالية و قال.
" ألم يعلمونك الذين أرسلونك أيها المُستنسخ أننا لا نشرب و لا نأكل كالبشر!"
و كانت قد كُشفت كل أوراق بيكهيون أمام الأمير فما كان خياره إلا أن ينقذ نفسه بقتل الأمير، إذ هاجمه فوراً بالطاقة الحمراء و لاي تصدى له بقوته الزرقاء، كذا قوته التي تمنع عنه الأذيّة.
أخرج لاي سيفه من زنده، و إذ به سيف ضوئي حصّله بفعل طاقة الضوء التي يتشاركها و بيكهيون.
و حينها في صدمة من الآخر، ضرب السيف بوجهه، فترك على وجه بيكهيون نُدبة تطول من أسفل جفنه الأيمن حتى أسفل جفنه الأيسر مروراً بأنفه.
سقط بيكهيون أرضاً سريعاً يتداعى بألم، فضربة الأمير مهما بدت هيّنة فهي فتّاكة تودي إلى القبر.
و لكن الأمير لاي كان غافلاً عن موج السِهام الذي يتدافع إليه من خِلاف، و حينما أصابت ظهره إنغرزت الأسهم فيه بقوة.
إلتفتت لاي لينظر نحو الجبان الذي نال منه من ظهره، فوجده سيهون يبتسم بشرٍ و حقد، علم سريعاً أنه ليس أخيه الأمير، و أجزم أنه إن لم يلتقي بالأمير بيكهيون فهو سينال ذات المصير بما أنه سقط في قبضتهم.
وقع أرضاً فاقداً وعيه، بدى سيهون مذهولاً أن بضعة أسهم أسقطته، و ما لا يدركه أي منهم، أن الأمير لاي شريك بيكهيون في القوة، فلاي سيد القوة الزرقاء و بيكهيون شريكه بنسبة محدودة فيها.
كذا يتشاركان قواهم الخاصة فلبيكهيون قدرة نسبية للشفاء، و للاي قدرة نسبية للتحكم بالضوء، و إن تضرر إحدى الشريكين الآخر سيضعف.
فما أسقط لاي إلا لأن بيكهيون سقط من قبله، لكن الأمير بيكهيون هناك نسخة حيّة عنه تقوم بدوره في القصر، لكن لاي فلم يُستنسَخ عنه مخلوقاً كشقيقه.
و هنا ورطة المستنسخون، فكيف سيغطون مكان لاي و هم لا يملكون نسخة عنه، و حمضه النووي لا يقبل الإنقسام فلا يستنسخ؟!
هم سيُكشَفون بلا شك، و لذا عليهم التحضير لحربهم ضد المملكة و الحُماة، لإسقاطهم و الأستولاء على مكانهم، فلطالما كان عرش الملك و قاعة الماما هدفهم الذي لأجله يقتلون.
و ما يزيد الأمر سوءاً عليهم أن الأمير بيكهيون و الملكة المستقبلية هربا من يدهم، إن وصلا القصر بلا ان يقدروا على ردعهم فالحرب قائمة قائمة، و هم ميتون ميتون.
حتى هذه اللحظة أبناء الشر سيهون و بيكهيون إتفقا أن سيهون سيأخذ لاي إلى مقرّهم، و بيكهيون عليه أن يقوم بمهمته الأخيرة قبل أن يلوذ بالفرار.
إقتحم بوابة قصره الرمادي سريعاً، ثم ولج إلى جناحه الخاص فوجد آيلا في الشُرفة غافية، أيقظها بخشونة و أمرها بغلظة.
" ضعي خماركِ و عبائتكِ و اتبعيني سريعاً"
و رغم أن الوسن قد أكل من وعيها ما أكل إلا أنها ادركت أنه يهاب شيء ما، و ربما يلوذ بالفرار، حينما صاح بها أن تستعجله نهضت تنفذ أمره، ثم هو أمسك بيدها و غادر بها القصر خِلسة، و رفض أن يعلمها إلى أي أرضٍ يأخذها مهما أصرّت.
...................
و لدى تشانيول الأمير جوٌّ آخر، فها هو يجلس في الشُرفة على الفراش الملكي و التي يظنها زوجته تُقيم عرضاً راقصاً على شرف إغوائه، و كثيراً ما تحرش بها كلما مالت بخصرها، و كلما كشفت فتحة فستانها العميقة عمّا يهوى من لذّتها.
و لا، تشانيول ما عاد يستغرب تصرفاتها الجريئة، و لا يذكر أنه قظ ساوره الشك في أمرها يوماً، بل هو منغمس في سحرها إلى قِمة رأسه، و هي لا توفر جهودها بعزله عن أخوته، و مِلئ رأسه بأفكار مستبدة عن كيف يكون دكتاتور المستقبل و مُستغل السلطة.
إلا أنها حريصة ان يبقى عبداً لحبها، ما لا يدريه تشانيول بأن لياليه الرومانسيّة معها، التي تجاوزت ما يذكر عدده، ما هي إلا جلسة ترويص ليكون حيوانها الأليف، و ما الطاقة التي يؤخذها منها إلا جزءً منها يتغلغل فيه لقتله بعد أن يقتل الجميع.
لميريانا جسد رشيق و مرن تهيأت على شاكلته، و تطوعه لجذبه إليها عبر مفاتنها المفعمة بالأنوثة و قياساتها المثالية.
جلست أخيراً بين قدميه و قد أنهكها الرقص، فإذ به يغار على رقبتها بشفتيه و أسنانه، و بيديه يتحسس ما راق له منها.
فتشانيول إنعدم حيائه و أصبح جسد ميريانا يسابق روحها البعيدة عنه على قلبه، و هنا أُم الشر و إمرأته الوفيّة ما ترددت أن تخلع عنه ردائه الملكي، لتمنحه جرعة جديدة من سُمها يتناولها هو بسعادة.
بعد معركة سريرية طاحنة، طرفيها وقحين تغلبهم الشهوة، كانت تنام المرأة إلى صدره العارٍ، و هو يكيل لها من شفتيه قُبلات على كتفها العاري و رأسها، و بأصابعه يسرح خُصلها الناريّة.
تشانيول الذي يزداد سوءً بلا أن يدري كلما نال جرعة من سُمها قال و على شفتيه إبتسامة لئيمة.
" عندما أُتوَّج ملكاً سأنفي الحُماة خارج القصر، و أحول قصورهم إلى مرافئ تخدمني"
أومأت إليه و قالت.
" نعم، فأنت الملك و عليك أن تتخلص منهم جميعاً، لستُ مرتاحة بوجودهم، لا أريد أن يشاركني أحدهم القصر و لا أن يساويني بالسلطة، أنت فقط مولاي و بقيتهم عبيد أسفل قدمي"
و تشانيول عزز لها بإيمائة يقول.
" لا تقلقي من شيء، سأتخلص منهم بمجرد أن أصبح الملك، و سأقتل من يعصيني"
ثم إبتسم بملعنة و غمزها يقول.
" و من تعجبني إمرأته"
..............
و حيث يكون من يخطط لهدم المملكة، هناك من يخطط لإعمارها، عاد سمو الأمير بيكهيون من رحلة صيده بوجه تعمرّه الصحة، فلقد إنضم لجلسة ميريانا و صديقيها، الذين لطالما كرههما على كوكب الأرض، ليفهم كيف وصلوا إلى هنا.
" بعد أن غادرتِ، أبلغنا الشرطة أنكِ مفقودة و لا نجد لكِ و لعائلتك أثر، فبدأت الشرطة بحثها لأسبوع كامل، كُنا في حالة سيئة جداً، فلقد حان يوم مناقشتكِ لدرجة الماجستير و لم تأتي، و مرّت إمتحانات آيلا و لم تحضر إلى الجامعة، كما و أننا بحثنا في كل المستشفيات عن أمكِ و لم نجدها"
كان جونغكوك من افتتح أحداث غياب ميريانا الأولى عن الأرض، و جاكسون اتبع.
" لاحظنا بعد ذلك أن بارك تشانيول و صديقه بيون بيكهيون قد إختفبا و انمحى وجودهما أيضاً، فعلمنا أنهما متضرران معكِ إن لم يكونا من ألحقا بكِ الضرر، ذهبنا لمركز الشرطة كي نعبر عن شكوكنا حولهم، و لكننا لم نقدر، فنحن أيضاً أختفينا، و عندما أدركنا أنفسنا وجدنا أننا في الفضاء سابحين."
أومئ جونغكوك يؤكد كلام صديقه و اكمل.
" وجدنا الملكة الأم على هذه الهيئة الزرقاء، و كنّا نواجه الموت عندما إخترقت نجومٌ ما ظهورنا و أنبتت محلها أجنحة، ثم هبطت بنا الملكة إلى هنا، و أخبرتنا عنكِ و قصتكِ مع الحُماة و طبيعة هذا الكوكب، و أننا الملائكة التي ستحرس الحُماة خفيّةً."
و انهى جونغكوك الحديث قائلاً.
" و حديثاً إستلمنا مهامنا، تحديداً في اليوم الذي وجدتكِ فيه بالسوق ضائعة و تبحثين عن مساعدة، كنت مبعوث للبحث عنكِ"
أومأت ميريانا تفهم ما يقولونه، و كادت أن تسترسل بالحديث لولا أن بيكهيون بجانبها شهق بقوة ثم سقط بأنفاس لاهثة.
أتته سريعاً ميريانا، و وضعت رأسه في حِجرها، بينما تربت على وجنته لعله يستفيق، و هي مذعورة هتفت.
" بيكهيون! ما بك؟ أستيقظ! لقد كنت صحيحاً تفيض بالصحة للتوّ، ماذا حدث؟!"
تمتم بيكهيون بصعوبة و هو على حفة وعيه يقول.
" لاي، أخي حدث له شيء، أنقذوه!"
......................
سلاااااااام♥️
هذا بارت كارثي، ممكن لأنها فانتازيا رح تختلط عليكم بعض الأمور، فأي حدا ما فهم شي يسألني و رح أشرحله.
الرواية بلشت تحمى و تحمى و بدأت تتوضح معالم الدرك الأسفل، طبعاً قراءة متأنية و بها تركيز ستكون كافية لفهم الأحداث، بالإضافة إلى مخيلة خصبة.
في النهاية، أتمنى أنكم حبيتم الرواية رغم غرابتها و أتمنى تقدمولها الحب و الدعم الي تستحقه.
الفصل القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت.
١.رأيكم بميريانا؟ حالتها المتهاوية أمام الصدمات المتتالية التي تعرضت لها؟! قرارها الحازم في إستعادة تشانيول و مكانتها كأميرة؟ علاقتها الودودة مع بيكهيون؟
٢.رأيكم ببيكهيون الحقيقي؟ و ماذا تخالو فيه من شجاعة و قوة؟ و هل سيمون قادراً للتصدي على الأعداء؟
٣.رأيكم بجونغكوك و جاكسون و قصتهما مع الملكة الزرقاء؟ و كيف تظنوا أن الزرقاء ستحمي المملكة و تستعيد تشانيول؟
٤.رأيكن بلاي و ذكائه في إيقاع بيكهيون المستنسخ؟ و ماذا سيكون مصيره؟
٥.رأيكم ببيكهيون المستنسخ؟ ماذا هو فاعل؟ و إلى أين خطف آيلا و ما نيته؟
٦.رأيكم بتشانيول و التغيير الخطير الذي جرأ على شخصيته؟ و المتسببة به الطاقة الحمراء؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
حين ولجت ميريانا تبعاً لحثيث جونغكوك و جاكسون عليها للدخول إلى الحُجرة المنشودة؛ وجدت فيها إمرأة ذات خِلقة غريبة جداً، إلتفتت إلى جونغكوك و جاكسون بوجلٍ فطمئناها بتربيتة و إيمائة.
إلتفتت إليها المرأة، حينها إزدرئت ميريانا جوفها، و شعرت بقدميها تأبى التحرك و الفرار، لقد تجمدت أعصابها لكثرة ما هو مظهر هذه المرأة غريب.
و بالأصح لا تدري إن كانت إمرأة آدمية أم أنها من سُلالة أخرى من المخلوقات.
تلعثمت حروف ميريانا لكثرة ما هي خائفة عندما سألتها.
" مَ... من أنتِ؟!"
كانت سيدة ذات شعر أزرق بأطراف و جذور فضيّة يصل إلى الأرض و يفوق طوله طول أذيال فستانها، فتجده يزحف أرضاً كما ثوبها.
عيناها زرقاوتين بلا بياض يحف حدقتيها، بل أن كل عيناها حدقة زرقاء فحسب، بشرتها شديدة البياض لدرجة أن عروقها تُرى من أسفل جِلدها، و جسدها رفيع ممشوق، ترتدي فستاناً يتكسر فيه اللون الفضي على الأزرق.
تبدو مخلوق زجاجي أكثر مما تكون آدميّة، نظرت في ميريانا فتراجعت الأخرى هولاً، لكثرة الصدمات التي تتلقاها مرة واحدة اليوم.
" أنا الطاقة الزرقاء، مني خُلِقوا زوجكِ و إخوانه"
تذكرت يوم أخبرها تشانيول أنهم أبناء النجوم و الكون، لم يذكر من قبل أن له أم أو شيء من هذا القبيل، فميريانا هنا لم تصدقها.
" كيف أثق فيما تقولين؟ تشانيول أخبرني أن لا أم أنجبته!"
أومأت المرأة ثم جلست إلى أريكتها تقول.
" أنا لستُ بشريّة فلا ألد أبنائي من رحمي، هم يعرفونني، تستطيعي أن تسألي بيكهيون، لكنهم ما كانوا يعلمون أنني كائن عاقل"
إلتفتت إلى الشابين الذين يصدا المخرج بوقفتهما، وضعت يديها على رأسها و تخبطت بتيه قبل أن تهمس.
" هذا الجنون بعينه! أنا لا أطيق تحمل هذه الشعوذة!"
أخرجها صوت المرأة من تيهها عندما هتفت.
" أتفهمكِ و سأثبت لكِ أنني صادقة"
نهضت السيدة برشاقة، و سارت حتى أمسكت بمعصم ميريانا ثم سحبتها خلفها، فإما الهزيلة ميريانا فارتجفت لبرودة يد الزرقاء، و لكنها سارت معها أياً كان.
سارت بها السيدة إلى الحُجرة التي ينام بها بيكهيون، ثم جلست على طرف سريره، حينها إنتفضت ميريانا تحاول إبعادها عنه، فلا تريد إثبات على قولها يكون ضرر على بيكهيون.
" لا تمسّيه! اتركي الأمير و شأنه، سأخبر الحُماة بكل شيء!"
لكنها ما إستطاعت نزع الزرقاء عنها، بل و اجتذبتها كي ترى بوضوح ما هي بفاعلة، وضعت يدها على صدر بيكهيون فتسلل ضوء أزرق من بين أصابعها، دخل في جسد بيكهيون و سار فيه مجرى الدم حتى أن عروقه برزت بلون أزرق من أسفل جلده الشاحب.
و بينما ميريانا تبكي و تصيح خوفاً على حياة الأمير الفضيّ كان قد تلون وجهه إلى اللون الأزرق في أوجّ درجاته، ثم رويداً رويداً عاد إلى لون بشرته الطبيعية.
جونغكوك كان يمسك بميريانا، يقيد يداها إلى صدرها، و يضمها من خلاف كي لا تنزع عمل الملكة كما ينعتها.
" اتركني أيها اللعين المجرم!"
صرخت بوجه جونغكوك، لكنه أومئ و قَبِل الإهانة بصدر رحب قائلاً.
" ستعتذري لي لاحقاً، لا بأس!"
نظرت ناحية بيكهيون حين تحرك برأسه ثم ببطئ فتح عينيه، حينها أفلتها جونغكوك، و هي هرولت حتى بلغته، ثم جثت عند سريره، و راحت تربت على كتفه قائلة.
" بيكهيون؟ أنت بخير؟"
بيكهيون فتح عينيه، و عندما إستطاع تمييز ما يراه وجد تلك المرأة الزرقاء، تنهد و أدار وجهه ناحية ميريانا يقول.
" تستطيعي أن تقولي أن هذه المرأة شيء يشبه الأم بمفهوم البشر، لا تخافي منها"
عقدت السيدة حاجبيها تقول.
" و كيف علمت أنني أستطيع أن أتشكل على هذه الهيئة؟"
تنهد بيكهيون ثم أغمض عينيه من جديد مرتاحاً.
" في السجن الذي كنت فيه، كانوا يبحثون عنكِ في جسدي للتخلص منكِ و علمتُ حينها أنكِ كيان مستقل يستطيع أن يخرج منّا و يتشكل"
أومأت المرأة و وقفت تقول.
" يريدون التخلص مني ليبقى العالم تحت إمرتهم هم، لا يدرون أن وجودكم هو وجودي، و لستُ مثلها، أنتم مني و أنا منكم"
بيكهيون أقام جلسته قاعداً على الفراش، و عندما نظرت ميريانا إلى معصميه؛ كانت جراحه قد إختفت و كأنه لم يُصاب حتى.
إلتفتت إلى جاكسون و جونغكوك، فأومئ لها الشابين أن ذلك من فعل الملكة الأم.
" من قام بإستنساخ أحماضنا النووية و صنع هؤلاء؟ من هو عدونا؟"
تنهدت السيدة و إلتفتت إليه تقول.
" إنها الطاقة الحمراء، مع إقتراب موعد تعيين الملك و مع إكتمال أميراتكم، أرادت أن تنهيكم قبل ذلك، لأنه لو نُصِّب أحدكم ملكاً فلن تقدر عليه إطلاقاً"
نهض بيكهيون من على فراشه مذهولاً، و اقترب من ظهر الزرقاء يقول مندهشاً.
" أتستطيع هي أن تتشكل أيضاً؟!"
إلتفتت إليه الزرقاء تومئ بهمٍ.
" للأسف نعم، و الأكثر أسفاً ليس للحد الذي أصل أنا إليه"
عقد بيكهيون حاجبيه يستفسر.
" لأي حد تستطيع أن تتشكل إذن؟!"
أجابته.
" بلا حدود، تستطيع أن تتشكل بالهيئة التي تريدها"
بيكهيون زفر أنفاسه يسير بالحُجرة غاضباً بينما يدعك رأسه حتى جعل شعره أشعثاً، ثم وقف أمام الزرقاء يقول.
" و أين هي الآن؟"
قضمت السيدة شِفاهها بأسفٍ تنظر ناحية ميريانا، ثم قالت.
" إنها في قصر الماما"
بيكهيون بعصبيه استنكر.
" و ماذا تفعل تلك اللعينة هناك؟"
نظرت ناحية ميريانا التي وصلتها الإجابة من نظراتٍ جرداء كهذه.
" تقوم بتشتيت إنتباه تشانيول و السيطرة عليه"
إقتربت ميريانا إذ أن في الحديث شأن يعنيها و بيكهيون تخصر يتسآل.
" و كيف تقوم بذلك؟"
ربتت الزرقاء على كتف ميريانا تقول.
" لقد تشكلت على هيئة ميريانا، و أوهمته أنها هي، و بالتأكيد هي قامت بعرض نفسها عليه، ما يحدث أنها تمنحه من طاقتها الحمراء، أي تجعله يتشرّبها، و تشانيول يظن أنها طاقة النار"
ميريانا كممت فمها بيدها و أخذت تبكي بصمت، أما بيكهيون فتنهد ينظر إلى زوجة أخيه و اتبع.
" و ماذا سيحدث لتشانيول؟"
تنهدت السيدة تنظر في عينيّ الفضيّ تجيبه.
" ستصبح جزءاً منه، واحد معه، هي تمنحه من روحها و تدخل فيه كي تسيطر عليه، فإن اصبح الملك يكون الملك الظالم الذي يقتل رعيته و يسبي نسائه، ينهي أمر الحُماة ثم المملكة ثم الكوكب، و ينتهي بنفسه"
سقطت حينها ميريانا أرضاً على ركبتيها، و قد حررت كل إنهزماتها و أعلنتها، فإذ هي أخذت تبكي بولعة و حرقة.
بيكهيون إنحنى لأجلها سريعاً، و احتضنها برفق يتحدث إلى الزرقاء.
" و كيف نوقفها و نوقفه؟"
نظرت ناحية ميريانا و أجابت.
" عبر ميريانا و أختها، هنّ ما يزلن يحملنّ طاقتكما كما أنني أستطيع التسلل إليه عبرهنّ، ميريانا بها طاقة الملك، و آيلا ما زالت تحمل طاقتك، علينا توظيفهنّ لحمايتك و إخوانك، و الشعب و المملكة"
ميريانا رفعت رأسها تجيب.
" أنا مستعدة لفعل أي شيء في سبيل إستعادة أميري و حماية المملكة"
أومأت السيدة ثم خرجت، بيكهيون أوقف ميريانا معه، ثم ساعدها حتى تجلس على الأريكة، ثم بانت على شفتيه إبتسامة خفيفة.
" هل أصبحتِ تحبينه؟"
حركت ميريانا كتفيها بجهل و قالت.
" أنا لا أدري، ما أعلمه أن عليّ أن أساعده و أقوم بدوري كأميرة"
نفى بيكهيون برأسه قائلاً.
" بل كملكة، أنتِ الملكة القادمة"
وقفت ميريانا تنفي قائلة.
" دعنا من هذا الآن، الآن ماذا علينا أن نفعل يا بيكهيون؟"
بيكهيون وقف إلى النافذة و تنهد، حينها رأى في السماء سحابة شديدة الزِرقة، لقد غادرت أمه إلى قصر الماما بالفعل.
" عليكِ أن تتحملي الكثير في هذا السبيل، أمستعدة؟"
أومأت بلا ان يهتز ثباتها، مهما كان الموقف عسيراً، مهما كان صعباً، عليها أن تعود لمكانها و تستعيد أميرها أياً كان الثمن.
..........................
كان قد حلّ المساء و الذئاب قد جاعت، صوت العواء إرتفع من قائد القطيع لوهان يُحفِّز غرائز بقية الذئاب كي تتبعه إلى الغابة حيث يكون صيدهم الثمين.
خرجت الذئاب على أهِبّة واحدة، و ينقص عتادهم واحد فقط، بيكهيون.
لاحظ لوهان غيابه لكنه تجاهل الأمر مؤقتاً، إذ أنهم الآن ذئاب و الآن وقت الصيد.
أما بيكهيون فقد سمع صوت العواء رغم أنه على أطراف المملكة البعيدة، و رغم بُعد المسافة سمع أخوه يناديه و ثارت غريزته للصيد.
تحول إلى ذئب عملاق فضي يغزو فروه بَريق لامع أخّاذ يخطف الأنفاس، ذئب و لا كل الذئاب، أراد أن يخرج و أن يلحق بإخوانه، لكن جونغكوك و جاكسون إستوقفاه مُسلحان بعتادٍ من أمه الملكة الزرقاء.
" مولاي، لا نستطيع أن نتركك تذهب وحدك، فإما أن نرافقك أو تدعنا نجلب لكَ صيداً إلى هنا"
نظر فيهما الذئب و زمجر ثم تجاوزهما بهدوء، و إذ بجونغكوك و جاكسون ينبت لهما أجنحة زرقاء لامعة، و رقيقة و كأنها زجاج وهّاج.
خرج الذئب و لم يعطي للأمر بالاً إلا أن ميريانا سقطت جالسة أرضاً، تكاد تفقد وعيها حينما رأتهما على هذه الهيئة.
" ما هذا الجنون؟!"
جونغكوك لملم جناحيه إلى معقلهما في ظهره، ثم إنحنى يجلس على ركبته، و تمسك بأكتافها يطمئنها.
" أدري أن هذا يفوق مما تستطيعين تحمله، لكننا وِظّفنا لحماية الحُماة، نحن ملاكان من النجوم، سأشرح لكِ المزيد عندما نعود، اعتني بنفسكِ حتى ذا"
و غادرها جونغكوك يفرد جناحيه البهيين من جديد، ثم رأته يطير في السماء عالياً رفقة جاكسون يحلقان فوق الذئب العدّاء نحو صيد يخصه، غزال سمين، ثور صغير، أو ما شابه.
أما بيكهيون المستنسخ حيث هو سمع صوت العواء فخرج من الجناح يوهم العُمال و الأميرات بإلتحاقه للقطيع.
أما الحقيقة، فهو ذهب إلى قصره للتحرّي عن آخر الأخبار، فعندما وصل رأى أن الوضع ثائراً، و أن الفوضى تعم.
وصل إلى قاعة لقائه بإخوانه فوجد أربعة منهم ينقصهم تشانيول، و سرعان ما بادر بالسؤال عنه.
" أمن ضرر أصاب تشانيول؟ ما حالة الفوضى هذه؟!"
سيهون، النسخة الحيّة عن حامي الطبيعة الأمير سيهون، قال موّجزاً.
" ذلك الأمير اللعين هرب من القصر و أخذ معه تلك الأميرة العاهرة، و أما تشانيول فألحق به الأمير ضرر كبير، و لا أظن أنه قادر على الشفاء عمّا قريب"
ركض بيكهيون إلى أخيه خارج القاعة، و بحث عنه في مِرفقه الخاص، فوجد أنه مُصاب ذا عِلة بمعصمه يأنّ في سريره.
معصمه مربوط إلى عضده و مسنود إلى كتفه، ينام على سريره أجرد من ردائه، و العرق يتصبب منه، كما أن إحدى عينيه دون الأخرى قد ضاقت حدقتها.
تنهد بيكهيون مهموماً و جلس بجاوره.
" تشانيول، سأبعث خبر لأمي الملكة أخبرها بشأنك، و هي ستأتي لإنقاذك"
و تشانيول نفى برأسه يقول.
" دعك مني و اعتني بنفسك، أنا سأكون بخير، لقد هرب اللعين الفضيّ و عليك الفتك به قبل أن تُكشف و ننكشف جميعاً، أقتله هو و الأميرة"
أبدى حيرة بيكهيون.
" و كيف أقتله؟ أنت تعلم أن كل وسائلنا للفتك به بائت بالفشل، أنه لا يموت!"
أمسك تشانيول بيد أخيه و قال بضعف شديد.
" للحُماة ثلاثة وجوه، واحد منها قوي فقط، أقتله و هو ذئب، و إن كنت لا تثق بقدراتك أن تنتصر عليه، أقتله في حالته البشرية، أما و هو يحمل قِواه فلا يُهزم و لا يقتل."
شدد تشانيول على يد أخيه كذا شدد بقوله.
" جرّده من قوته و أقتله، أو أقتله و هو ذئب يسعى للصيد، فليكن صيدك"
أومئ بيكهيون بعد فينة إستهلكها يفكر ثم قال.
" و ماذا عن الأميرة؟ كيف أقتلها؟"
تبسم بحقد رغم عِلته و صبى إلى قول واحد.
" لا تقتلها، أحبسها فقط، طاقة النار التي بجسدها ستحرقها، حتى إلتقاء نجم القوس القادم لا تحررها، و ستموت وحدها"
أومئ بيكهيون و نهض أخيراً عن سرير أخيه يقول.
" فهمت، لكنني مُصِر أن أخبر أمي الملكة بشأنك"
ثم عاد بيكهيون إلى إخوانه الأربعة و وجدهم متأهبين لأمرٍ ما، فها هم يعدوا العتاد و يستعلوا الأحصنة في سبيل المغادرة.
" أين انتم ذاهبون؟!"
إلتفت سوهو يحدثه.
" سنبحث عن الهاربين، و إن وجدناهم قتلناهم، أما أنت فعُد إلى القصر سريعاً و لا تجعلهم يشعروا بغيابك"
تولى بيكهيون فرسه، و عاد إلى قصر الحُماة الأصيل، حينها كانوا الحُماة قد سبقوه ذئاباً إلى داخل القصر.
تنهد مرتاحاً، فهم سيكونوا مشغولين عنه بتنضيف روث الذئاب و رائحتهم عنهم.
لكنه تفاجئ بلاي يقف مستنداً إلى بلاطه الرمادي، يعود برأسه إلى الحائط و يعقد ساعديه إلى صدره، كذا يغمض عينيه.
" أخي لاي، ماذا تفعل أمام قصري؟ أتريدني بأمرٍ ما؟"
إستقام لاي بوقفته، ثم أمعن النظر في بيكهيون من أخمصه صعوداً إلى قِمته، ثم تحدث.
" لم أراك بيننا اليوم في القطيع، ألا تشعر بالجوع؟"
لا يدري بيكهيون -رديئ الصُنع- كيف توغل الشك إلى نفس الأمير لاي ملك الشِفاء، و كيف أثار شكوكه دوناً عن بقية الحُماة.
تضاحك مستدركاً إجابته.
" بلى كُنت في القطيع، و لكن العِواء قطع علي جوّاً رومنسيّ مع زوجتي فتأخرتُ بالمجيء"
لاي أومئ و أخفى عنه شكوكه التي في تفاقم، مدَّ يده و رفع شفاهه بإبتسامة فإذ بوجنته غارت، و غمّازته الوحيدة لمعت بوهج برّاق.
" مر وقت منذ أن عرضت علي مهاراتك في إستخدام الطاقة الزرقاء و إستخدام حِصتك من قوتي، أرني ما لديك الآن"
طاقة زرقاء! إنها عدوه اللدود، هو ابن الشِر، ابن الطاقة الحمراء و لا يعترف بسواها أماً له، لكن عليه أن يرفق حِجة ليتخلص من لاي و شكوكه.
أمسك بكف يده و أخذ يدعك راحته بإبهامه قائلاً بإبتسامة ملتوية.
" وددتُ ذلك، لكنني لا أستطيع أن أفعل ذلك الآن، تعلم أن طاقتي بتراجع"
و أراد أن يهرب من شكوكه و إلحاحه لكنه توقف عندما حط لاي بيده ثقيلة على كتف بيكهيون و أوقفه عن السير يقول.
" أنا و أنت نعلم أن لا شأن لقوانا بالطاقة الزرقاء و لا بالقوة المشتركة، لدي حصان قد أُصيبت قدمه، تعال معي و عالجه، و استعرض علي مهاراتك"
دفع بيكهيون بيد لاي عن كتفه بنفاذ صبر ثم قال.
" أنا متعب لاي الآن، لستُ في مزاج للعب معك و اللهو بالأرجاء"
تضاحك لاي مستنكراً.
" تلعب معي!"
و بيكهيون قرر أنه سيصم أذنه عن إستفزاز الآخر له، و سيقتله لاحقاً مع بقية إخوانه، لكن للاي رأي آخر فكلما خرج بيكهيون من إتهام وضعه لاي في خانة إتهام أوسع.
" قلت أنكَ كُنت معنا؟ نحن نعود ذئاب إلى القصر، و ليس بشراً بثياب ملكية"
توقف بيكهيون في مكانه متسمراً فيبدو أن هذه الضربة القاضية، و صوت لاي من خلفه أكّد شكوكه.
" أنت لست الأمير بيكهيون، من أنت و أين الأمير؟"
إلتفت بيكهيون ناحيته نصف إلتفاتة و أوجز.
" أخي، لربما شربت قدح شراب قبل أن تقابلني، اذهب و ارتح في جناحك!"
حينها ضحك لاي ضحكة عالية و قال.
" ألم يعلمونك الذين أرسلونك أيها المُستنسخ أننا لا نشرب و لا نأكل كالبشر!"
و كانت قد كُشفت كل أوراق بيكهيون أمام الأمير فما كان خياره إلا أن ينقذ نفسه بقتل الأمير، إذ هاجمه فوراً بالطاقة الحمراء و لاي تصدى له بقوته الزرقاء، كذا قوته التي تمنع عنه الأذيّة.
أخرج لاي سيفه من زنده، و إذ به سيف ضوئي حصّله بفعل طاقة الضوء التي يتشاركها و بيكهيون.
و حينها في صدمة من الآخر، ضرب السيف بوجهه، فترك على وجه بيكهيون نُدبة تطول من أسفل جفنه الأيمن حتى أسفل جفنه الأيسر مروراً بأنفه.
سقط بيكهيون أرضاً سريعاً يتداعى بألم، فضربة الأمير مهما بدت هيّنة فهي فتّاكة تودي إلى القبر.
و لكن الأمير لاي كان غافلاً عن موج السِهام الذي يتدافع إليه من خِلاف، و حينما أصابت ظهره إنغرزت الأسهم فيه بقوة.
إلتفتت لاي لينظر نحو الجبان الذي نال منه من ظهره، فوجده سيهون يبتسم بشرٍ و حقد، علم سريعاً أنه ليس أخيه الأمير، و أجزم أنه إن لم يلتقي بالأمير بيكهيون فهو سينال ذات المصير بما أنه سقط في قبضتهم.
وقع أرضاً فاقداً وعيه، بدى سيهون مذهولاً أن بضعة أسهم أسقطته، و ما لا يدركه أي منهم، أن الأمير لاي شريك بيكهيون في القوة، فلاي سيد القوة الزرقاء و بيكهيون شريكه بنسبة محدودة فيها.
كذا يتشاركان قواهم الخاصة فلبيكهيون قدرة نسبية للشفاء، و للاي قدرة نسبية للتحكم بالضوء، و إن تضرر إحدى الشريكين الآخر سيضعف.
فما أسقط لاي إلا لأن بيكهيون سقط من قبله، لكن الأمير بيكهيون هناك نسخة حيّة عنه تقوم بدوره في القصر، لكن لاي فلم يُستنسَخ عنه مخلوقاً كشقيقه.
و هنا ورطة المستنسخون، فكيف سيغطون مكان لاي و هم لا يملكون نسخة عنه، و حمضه النووي لا يقبل الإنقسام فلا يستنسخ؟!
هم سيُكشَفون بلا شك، و لذا عليهم التحضير لحربهم ضد المملكة و الحُماة، لإسقاطهم و الأستولاء على مكانهم، فلطالما كان عرش الملك و قاعة الماما هدفهم الذي لأجله يقتلون.
و ما يزيد الأمر سوءاً عليهم أن الأمير بيكهيون و الملكة المستقبلية هربا من يدهم، إن وصلا القصر بلا ان يقدروا على ردعهم فالحرب قائمة قائمة، و هم ميتون ميتون.
حتى هذه اللحظة أبناء الشر سيهون و بيكهيون إتفقا أن سيهون سيأخذ لاي إلى مقرّهم، و بيكهيون عليه أن يقوم بمهمته الأخيرة قبل أن يلوذ بالفرار.
إقتحم بوابة قصره الرمادي سريعاً، ثم ولج إلى جناحه الخاص فوجد آيلا في الشُرفة غافية، أيقظها بخشونة و أمرها بغلظة.
" ضعي خماركِ و عبائتكِ و اتبعيني سريعاً"
و رغم أن الوسن قد أكل من وعيها ما أكل إلا أنها ادركت أنه يهاب شيء ما، و ربما يلوذ بالفرار، حينما صاح بها أن تستعجله نهضت تنفذ أمره، ثم هو أمسك بيدها و غادر بها القصر خِلسة، و رفض أن يعلمها إلى أي أرضٍ يأخذها مهما أصرّت.
...................
و لدى تشانيول الأمير جوٌّ آخر، فها هو يجلس في الشُرفة على الفراش الملكي و التي يظنها زوجته تُقيم عرضاً راقصاً على شرف إغوائه، و كثيراً ما تحرش بها كلما مالت بخصرها، و كلما كشفت فتحة فستانها العميقة عمّا يهوى من لذّتها.
و لا، تشانيول ما عاد يستغرب تصرفاتها الجريئة، و لا يذكر أنه قظ ساوره الشك في أمرها يوماً، بل هو منغمس في سحرها إلى قِمة رأسه، و هي لا توفر جهودها بعزله عن أخوته، و مِلئ رأسه بأفكار مستبدة عن كيف يكون دكتاتور المستقبل و مُستغل السلطة.
إلا أنها حريصة ان يبقى عبداً لحبها، ما لا يدريه تشانيول بأن لياليه الرومانسيّة معها، التي تجاوزت ما يذكر عدده، ما هي إلا جلسة ترويص ليكون حيوانها الأليف، و ما الطاقة التي يؤخذها منها إلا جزءً منها يتغلغل فيه لقتله بعد أن يقتل الجميع.
لميريانا جسد رشيق و مرن تهيأت على شاكلته، و تطوعه لجذبه إليها عبر مفاتنها المفعمة بالأنوثة و قياساتها المثالية.
جلست أخيراً بين قدميه و قد أنهكها الرقص، فإذ به يغار على رقبتها بشفتيه و أسنانه، و بيديه يتحسس ما راق له منها.
فتشانيول إنعدم حيائه و أصبح جسد ميريانا يسابق روحها البعيدة عنه على قلبه، و هنا أُم الشر و إمرأته الوفيّة ما ترددت أن تخلع عنه ردائه الملكي، لتمنحه جرعة جديدة من سُمها يتناولها هو بسعادة.
بعد معركة سريرية طاحنة، طرفيها وقحين تغلبهم الشهوة، كانت تنام المرأة إلى صدره العارٍ، و هو يكيل لها من شفتيه قُبلات على كتفها العاري و رأسها، و بأصابعه يسرح خُصلها الناريّة.
تشانيول الذي يزداد سوءً بلا أن يدري كلما نال جرعة من سُمها قال و على شفتيه إبتسامة لئيمة.
" عندما أُتوَّج ملكاً سأنفي الحُماة خارج القصر، و أحول قصورهم إلى مرافئ تخدمني"
أومأت إليه و قالت.
" نعم، فأنت الملك و عليك أن تتخلص منهم جميعاً، لستُ مرتاحة بوجودهم، لا أريد أن يشاركني أحدهم القصر و لا أن يساويني بالسلطة، أنت فقط مولاي و بقيتهم عبيد أسفل قدمي"
و تشانيول عزز لها بإيمائة يقول.
" لا تقلقي من شيء، سأتخلص منهم بمجرد أن أصبح الملك، و سأقتل من يعصيني"
ثم إبتسم بملعنة و غمزها يقول.
" و من تعجبني إمرأته"
..............
و حيث يكون من يخطط لهدم المملكة، هناك من يخطط لإعمارها، عاد سمو الأمير بيكهيون من رحلة صيده بوجه تعمرّه الصحة، فلقد إنضم لجلسة ميريانا و صديقيها، الذين لطالما كرههما على كوكب الأرض، ليفهم كيف وصلوا إلى هنا.
" بعد أن غادرتِ، أبلغنا الشرطة أنكِ مفقودة و لا نجد لكِ و لعائلتك أثر، فبدأت الشرطة بحثها لأسبوع كامل، كُنا في حالة سيئة جداً، فلقد حان يوم مناقشتكِ لدرجة الماجستير و لم تأتي، و مرّت إمتحانات آيلا و لم تحضر إلى الجامعة، كما و أننا بحثنا في كل المستشفيات عن أمكِ و لم نجدها"
كان جونغكوك من افتتح أحداث غياب ميريانا الأولى عن الأرض، و جاكسون اتبع.
" لاحظنا بعد ذلك أن بارك تشانيول و صديقه بيون بيكهيون قد إختفبا و انمحى وجودهما أيضاً، فعلمنا أنهما متضرران معكِ إن لم يكونا من ألحقا بكِ الضرر، ذهبنا لمركز الشرطة كي نعبر عن شكوكنا حولهم، و لكننا لم نقدر، فنحن أيضاً أختفينا، و عندما أدركنا أنفسنا وجدنا أننا في الفضاء سابحين."
أومئ جونغكوك يؤكد كلام صديقه و اكمل.
" وجدنا الملكة الأم على هذه الهيئة الزرقاء، و كنّا نواجه الموت عندما إخترقت نجومٌ ما ظهورنا و أنبتت محلها أجنحة، ثم هبطت بنا الملكة إلى هنا، و أخبرتنا عنكِ و قصتكِ مع الحُماة و طبيعة هذا الكوكب، و أننا الملائكة التي ستحرس الحُماة خفيّةً."
و انهى جونغكوك الحديث قائلاً.
" و حديثاً إستلمنا مهامنا، تحديداً في اليوم الذي وجدتكِ فيه بالسوق ضائعة و تبحثين عن مساعدة، كنت مبعوث للبحث عنكِ"
أومأت ميريانا تفهم ما يقولونه، و كادت أن تسترسل بالحديث لولا أن بيكهيون بجانبها شهق بقوة ثم سقط بأنفاس لاهثة.
أتته سريعاً ميريانا، و وضعت رأسه في حِجرها، بينما تربت على وجنته لعله يستفيق، و هي مذعورة هتفت.
" بيكهيون! ما بك؟ أستيقظ! لقد كنت صحيحاً تفيض بالصحة للتوّ، ماذا حدث؟!"
تمتم بيكهيون بصعوبة و هو على حفة وعيه يقول.
" لاي، أخي حدث له شيء، أنقذوه!"
......................
سلاااااااام♥️
هذا بارت كارثي، ممكن لأنها فانتازيا رح تختلط عليكم بعض الأمور، فأي حدا ما فهم شي يسألني و رح أشرحله.
الرواية بلشت تحمى و تحمى و بدأت تتوضح معالم الدرك الأسفل، طبعاً قراءة متأنية و بها تركيز ستكون كافية لفهم الأحداث، بالإضافة إلى مخيلة خصبة.
في النهاية، أتمنى أنكم حبيتم الرواية رغم غرابتها و أتمنى تقدمولها الحب و الدعم الي تستحقه.
الفصل القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت.
١.رأيكم بميريانا؟ حالتها المتهاوية أمام الصدمات المتتالية التي تعرضت لها؟! قرارها الحازم في إستعادة تشانيول و مكانتها كأميرة؟ علاقتها الودودة مع بيكهيون؟
٢.رأيكم ببيكهيون الحقيقي؟ و ماذا تخالو فيه من شجاعة و قوة؟ و هل سيمون قادراً للتصدي على الأعداء؟
٣.رأيكم بجونغكوك و جاكسون و قصتهما مع الملكة الزرقاء؟ و كيف تظنوا أن الزرقاء ستحمي المملكة و تستعيد تشانيول؟
٤.رأيكن بلاي و ذكائه في إيقاع بيكهيون المستنسخ؟ و ماذا سيكون مصيره؟
٥.رأيكم ببيكهيون المستنسخ؟ ماذا هو فاعل؟ و إلى أين خطف آيلا و ما نيته؟
٦.رأيكم بتشانيول و التغيير الخطير الذي جرأ على شخصيته؟ و المتسببة به الطاقة الحمراء؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі