CH24|| ضحايا ح-ب
" ضحايا ح-ب"
يومًا ما؛ كانت سماء حياتي صافيّة كما سماء الربيع، لا تتلبدها سوى غيوم طفيفة، لكنها الآن تبلّدت بغيوم سوداء مُخيفة، كالعاصفة تضرب، كإعصارٍ شرس، تُمطر ولا تتوقف، تُمطر عليَّ بالمصائب.
خابت ظنوني كلها فيه، فاليوم إكتشف أنه بيدوفيلي*.
أدري أن الطاقة الحمراء تُسيطر عليه، لكنها لا تُسيطر عليه بشيء لا يخصُّني، فإن هدم حياة طفلة فهذا يكون خياره الخاص، لا سيطرة من الطاقة الحمراء عليه.
ألا بأس بالنسبة له أن يُدمر حياة قاصر كي يكسب المزيد من القِوى؟!
هو قوي بالفعل، ولا يحتاج أن يزداد قوّة، منذ أنه أقوى مخلوق على وجه الأرض، يحكم أكثر الطاقات شرًا وشراسة؛ النار.
لكن تشبثه بهذه القوّة الموجودة في أجسادهنّ تشتت أفكاري وتعبث بها، وربما أنها تصححها بشأنها، لربما كنتُ مخدوعة بأصالة شخصيتها.
أنا الآن أتسآل، إلى أي حد هو جشع للسُلطة؟!
لأي حد سيكتفي ويفهم أن لا أحد ينهازه قوّة؟!
أم أن لا حد لجشعه إطلاقًا، فقط يريد المزيد والمزيد منها.
أشعر أنني أخطأتُ الأختيار هذه المرة، أندم ندمًا شديدًا لأنني أحببتُه، وما أزال أندم لأنني ما أزال أحبه!
أخشى أنني مازوخية*، وإلا كيف بعدما تعرضت للإهانة على كرامتي قبل جسدي ومشاعري ناحيته لم تتأثر؟!
متى أنا غرقت فيه إلى هذا الحد؟!
ما وعيتُ على نفسي إلا وأنا في حبه غاطسة ولا يمكن إنقاذي، مغموسة في حبه أنا، أحبه جدًا.
لا يسعني سوى أن أندم لأنني أحبه اليوم وفي المستقبل وفي كل حين، فلا مقدرة لي أن اقتل هذا الحب ولا أريد أن أفعل، أريده أن يحيى فيي حتى لو في نهاية المطاف قتلني، فلا يبدو لي أن إنتشاله من قلبي مُهمة أقدّر عليها بنفسي.
لكنه سيء معي، سيء جدًا، يتحجج بحياتي كي يُلحق بي الأذى، أكره أن يفعل هذا بي!
يعتدي عليّ ثم يُلاطفني، يغتصب إرادتي ثم يُحبني...
لكنه ضربني، لا أصدق أنه فعل، هو ليس تشانيول الذي أحببتُه، وهو ليس تشانيول الذي يُحبني، لذا حُريٌ بي أن أقاومه.
لكن، ألا بأس لديه بما يفعله بي؟! ألا يخشى من تقلّب قلبي؟
ألا يفكر بعواقب أفعاله؟ أم يظنني عبدة لمشاعري؟! ماذا لو انقلب حُبي بُغضًا؟ عمّ يستند حينها؟
أنا أتحمل عذاب قلبي ولا أتحمل العذاب إن صبّ في كرامتي، مهما الحب آلمني أستطيع أن أتحمل، لكن إن تأذت كرامتي فأنني سأخرج كل وجعي منه خارجًا وأفرغه فيه. على شاكلة موجة غضب.
وعلى آية حال، فهو يعذبني من الناحيتين -بحُبي وكرامتي- ، فأنّى له أن يثق بمتانة مشاعري!
أفقتُ لتويّ من نوم عميق، فأنني مُنهكة منه، أحيانًا لا اكون قادرة على تحريك ضلع، هو لا يُمارس عليّ العُنف إطلاقًا عليّ حينما يفترش جسدي، لكن قُبلاته تفضحه وتخبرني كم يحبني تشانيول الحقيقي.
لكنني هذه المرة نمت بسبب صفعة وليس بسبب ولعه بي، لا أذكر شيء بعدما لسعت يده وجنتي، كانت حامية جدًا ومؤلمة لدرجة أنني لا أذكر شيئًا بعدها، بالتأكيد علامة سيئة المظهر مطبوعة على وجهي الآن.
وجدتني أنام على السرير الذي فرشني عليه في وقت سابق وافترشني، كم أشعر بالمهانة!
لا أدري كيف وصلت إلى هنا وماذا حصل بعدما رطم جسدي الأرض، أذكر بوضوح أنني لطمتُهُ بلسانه فلطمني بيده، هكذا هم الرجال، همجّ.
يده ثقيلة جدًا، يقدر على قتلي لو أراد، ولن أقدر على صدّه، هل أهون عليه لهذا الحد؟ ألا أعني له شيئًا؟!
ربما هو لم يفكر حتى بما قد يتسبب لي من مشاكل حينما ضربني، ربما يصيبني كسر في الجمجمة أو حتى نزيف على الدماغ، ربما أفقد بصري حتى، قوته لا يُستهان بها، وحقيقة أنني أستفقت بلا إعاقات لهي نعمة أشكر الله عليها.
نهضتُ على قدميّ ونظرت في وجهي، أشعر بمادة لزجة على وجنتي، أستطيع أن أرى كدمة تراكمت أسفل عيني، وبُقعة دماء متيبسة على طرف شفتي، كُسرت يده!
كل هذا من صفعة، من الجيد أنني ما زلتُ حيّة...!
دخلتُ إلى دورة المياه، إغتسلت من أثره العالق على جسدي، لمساته، قُبَلُه، همساته، أنّاته، كُلها عالقة بي، أحيانًا أشعر ناحيته بالحُب وأحيانًا أنفر منه.
خرجتُ أُنبّش في دولابه عن شيء أرتديه، بما أنه حظر عليّ الثياب النسائية كي لا أستطيع الخروج، وجدتُ قميصًا أسود له، يصل إلى أعلى رُكبتاي ارتديته وخرجت.
إن عاد قريبًا سأُكلّمه، أنا أريد إستعادة حياتي السابقة، بما أنني هُنا، أريد أن أعيش كالسابق وفي الحقيقة؛ أنا لا أريد أن أعود لمملكته، حياة الكد والكفاح تبقى أفضل من حياة الشقاء والعذاب.
مهما كانت بائسة تبقى أفضل من الحياة معه، على الأقل كنت أكافح لأحفظ القرش، لم أرهن كرامتي واحترامي لذاتي.
خرجتُ إلى الصالة ابحث عنه في الجوار، لكنه ليس موجود، بالطبع لن أراه في هذا الوقت، فالشهوة تطرق أبوابه ليلًا.
توجهتُ إلى المطبخ منذ أن معدتي تتضور جوعًا، أرجو أنه يتذكر بأن زوجته بشريّة لا تفترس الثيران في الغاب كما يفعل.
فتحتُ الثلاجة، وعلى عكس توقعاتي؛ وجدتُ فيها طعامًا كثيرًا، لكنني اكتفيت بما يسد حاجتي فقط.
أنكببتُ على الأريكة أمام التلفاز، ورغم إشتياقي لهذا الإختراع العبقري لكنني لم أعطيه إهتمامي، فهناك أمور أُخرى تشغل تفكيري.
أنا خائفة، سأعترف بذلك لنفسي على الأقل.
مضى وقت حتى سمعت صوب الباب يُفتح، أسقطتُ بصري على الساعة، إنه منتصف الليل، وقت أستيقاظ رغبته،مثّلتُ أنني نائمة كي لا يتحرش بي، رغم أنني أعلم أنها خُطة فاشلة.
المشكلة أنني أعذره عمّا يفعله وأُناقض نفسي، ألتمس له العذر فيما يفعله بي، فالطاقة الحمراء عبدة لديه، هو سيدها، وفي طبيعة جسده.
فإن رجل النار هو سيد طاقة الشر -الطاقة الحمراء- ، منذ أن النار هي أكثر الطاقات فتكًا وشرًا، الجحيم من نار.
والطاقة الحمراء إمرأة غيورة، تريده لها وحدها، رغم أنها ليست كيان حي قابل للتعايش معه، بل هي مجرد طاقة تنبعث كالغاز النفّاث منه، لكن غيرتها مني جعلتها أكثر فِتكًا عمّا كانت عليه، فتمثّلت على هيئتي، وجعلت تدخل فيه مُستغلّة مشاعره نحوي، ثم جعلتني المُلامة في نظره.
دخلت فيه، تجذّرت وتأصلت حتى سيطرت عليه كليًا، وصار هو العبد لها وهي السيدة، يكرهني لأنها هي تكرهني، يُسيء لي لأنها تتمنى أن أموت، يجرحني لأنها تريد.
لكنني أرى بقايا من تشانيول الذي يحبني فيه، هو محبوس في مكان ما بداخله، وما زال يهتم بأمري، وإلا لما إهتم لسحب قواه مني كي لا أموت، لما عاملني بلطف شديد على سريره.
أدري أنه يحبني، فحيث يلمسني تنتشر علامات على جسدي مهما كانت لمسته خفيفة فهي تؤلم وتنهكني، سبق وأخبرتني أميرة الرياح بأن هذا يدل أنه يحبني.
من بين الأميرات جميعًا، لم تظهر علامات الحُب سوى على ثلاثة منّا، أنا، آيلا، وفكتوريا أميرة الأمير سيهون.
شعرت بشفتيه تنطبع بخفة على خديّ، هذا ما يُنقصني، أن يترك علامة في وجهي، واضحة للعيان، علامة حُب على وجنة وعلامة عُنف على الوجنة الأُخرى!
وضعتُ يدي على صدره، وأبعدتُه حينما أراد أن يضع قُبلة أُخرى على وجهي.
" توقف، سيمتلئ وجهي بالكدمات، تكفي التي سببتها لي بعُنفك ضدي"
شهقتُ رغمًا عني حينما أمسك بعضدي وسحبني حتى أقعد على الأريكة، كانت حركة مُفاجئة منه وبذات الوقت عنيفة ، لقد آلمني!
فتحت عيناي على مرآه فوجدته يجلس أرضًا بجوار ساقيّ.
" ماذا تريد؟"
إرتفع حاجبه يرمقني بسخط كذا إستنكار فأشحتُ عنه.
" تعلمين ما أُريد جيدًا يا ميريانا!"
تنهدت أسد رؤياه بإحكام جفوني وهمست، كنتُ أقبض على أطراف قميصه الذي أرتديه بقوة وبدني يرتعش، فلم يسبق لي أن أفشيتُ له عن أسراري الأنثوية، وأنا الآن أيضًا أكذب.
" لا يصح أن تقترب مني في هذه الفترة من الشهر"
ترقبتُ رد فعله لكنه لم يُرد، فإلتفت له أقصد التحرّي عن ردّه، لكنه فاجئني بإلتصاقه بي، وصيد القُبل من شفتي، وما كنتُ قادرة على إبعاده، لم أستغرب أنه لم يُصدقني.
حملني على ذراعيه دون أن يحرر فاهي من أسر شفتيه، وضعني على السرير بلطف وجعلني فراشه، مسح دموعي عندما بكيت وإغتصب إرادتي مُجددًا.
عاقرني ككأس نبيذ، يجعله ثملًا ولا يرتوي، فيثمل ويثمل ويثمل حتى يستنزف قواي وما زال يُطالب بالمزيد.
لكن شيئًا ما استوقفني.
" حينما أغفو، ابحثي عن ورقة في جيوب بنطالي"
كتب هذه على جانب عنقه، تحديدًا أسفل شحمة أذنه، تركته يفعل بي ما يشاء، وما إن إنتهى مني خلد إلى النوم، مثّلت أنني نائمة حتى نام، ثم بحثتُ في جيوب بنطاله الذي أصبح في وقت سابق مُهملًا على الأرض عن الورقة التي تحدث عنها.
بحثت في جيوبه بجِد حتى وجدت الورقة التي قصدها، خبّأتُها في يدي ودخلتُ دورة المياه، كنتُ حريصة أن أغلق الباب خلفي جيدًا، وفتحتُ صُنبور المياه كي لا يسمع صوتًا ولا يشك بشيء.
" رمز دخول الباب هو ذكرى مولدك...
أريدكِ في مهة جلالتكِ، فأنا عاجز عن تأديتها وحدي، في هذه الورقة ستجدين فيها عنوانًا، عليكِ أن قصديه، اصطحبي معكِ رفيقيكِ فأنني سمعتُ بأنهما جنّيتين لكِ وأدّي المُهِمَّة.
العنوان هو لشقة تسكن فيها سوان وسارانغ، وهما الأميرتين الصغيرتين، عليكِ فعل ما أقوله الآن..."
قرأت رسالته بحذافيرها، إذن هو أستيقظ على الأرض، ولكن كما يذكر في رسالته أنه حينما يقترب مني تسيطر عليه الطاقة الحمراء، أو إن تحوّل لحالته النارية.
وكما طلب مزقتُ الورقة وسحبها المرحاض، فإن إكتشف الأمر تشانيول وهو بهذه الحالة سيعمل على تعطيل الخُطة.
في رسالته، اعتذر لي اعتذارات كثيرة لأنه يعاملني بهذه الطريقة، وصارحني بأنه تحت سيطرة الطاقة الحمراء سلب من الأميرة الثالثة قِواه.
ذلك آلمني بشدة، شعرتُ أنني للمرة الثانية أُطعن، فللمرة الثانية يطئ جسدًا غير جسدي، ولا أستطيع أن أعتبرها خيانة.
يقول أنه يتذكر كل ما يحدث وهو في حالته هذه، ولكنه لا يتحكم بتصرفاته، أخبرني أنه عليّ ألا أقاومه حينما يطلبني إلى حُضنه، فأنا على مشارف الموت، وهذه الطريقة الوحيدة المضمونة لإنقاذي حاليًا.
عُدت إلى السرير وتمددتُ بجانبه، كان ينام ويعطيني وجهه، تحسستُ وجنته رغم أن بسببه وجنتاي رطبتان، تكاد الغيرة ان تمزقني، أنا آسفة ولكنني لا أستطيع كبت قهري من هذه الناحية.
حتى لو ما تزوج سوان وسارانغ، لكنه تزوج علي إمرأة أخرى، وعاشرها بلا ضمير، دون أن يعتبر مشاعري، وأكثر ما يجعلني مُستاءة أنني لا أستطيع إتهامه بالخيانة، فالأمر لم يكن أختياره الحُر.
في الصباح؛ حينما أستيقظت لم أجده حولي، وهذا أمر جيد، يسعني تنفيذ الخطة هكذا طالما هو غائب ولا يتذكرني إلا لينتشي.
22393 هذه هي كلمة السر، أخبرني أنني أستطيع أن أجد ثيابًا لي لو نبّشتُ بدولابه جيدًا، وبالفعل وجدتُ ثيابًا لأجلي.
إرتديتُها وخرجت، فلقد وضع بين الثياب ظرف به مال، أخذت سيارة أُجرة إلى مكان عملي السابق، فأنا أحتاج أن يساعداني جاكسون وجونغكوك، جنّيتاي على حسب تعبيره.
أخبرني تشانيول ألا أفعل شيء دونهما، وأن يرافقاني على الدوام، لأنهما قادران على حمايتي، رغم تعليقه بأنه غيور ولا يطيقهما بظروف أخرى.
دخلتُ مكتب الإستشارة القانونية، هناك الكثير من الوجوه الجديدة التي لا أعرفها، لم أشعر بالحنين للمكان لأن ناسه قد تغيرو، لكن جونغكوك وجاكسون ما زالا يلزمان مكانهما المعتاد، وقد شغل مكتبي شخصٌ آخر.
لم أرد أن ألفت الإنتباه، لذا لوحت لهم من بعيد حتى إنتبهوا لي وأشّرت لهما أن يتبعاني.
سار الرجلان خلفي حتى بلغنا السطح، حينها لم أكمل إلتفاتي لهما حتى ما عدت أشعر بقدميّ على الارض، لقد طحنني هذا العِناق المليء بالعضلات.
" كنتما أجمل كجنيتين صغيرتين بحجم فراشة أستطيع قتلكما!"
دفعتهما عني بصعوبة، ثم وقفت بينهما أزجرهما بنظراتي، سُرعان ما عبث جاكسون بشعري، ولا أدري كيف أصبحت تحت ذراع جونغكوك مرة أخرى.
هذان البغيظان... أُحبهما!
بعد الكثير من القِتال والعِناق معهما إستطعتُ أن أجلس معهما كما يفعل البشر عادة.
" ماذا تفعل الملكة هنا؟!"
ضربت جونغكوك على قِفا رأسه فهو يسخر مني الآن.
" أخبركما أنني أريد مساعدتكما في أمرٍ هام"
...
ذكر تشانيول عِنوان مُعين في الرسالة، وأخبرني أن أذهب في ساعة مُعينة، لا يكون هو فيها هناك، كي لا يهاجمني لو رآني.
إنتظرتُ حتى حانت ساعة العصر، ثم توجهت بجاكسون وجونغكوك إلى هناك.
إنه عنوان يعود لمبنى سكني آهل بالسُكان في منتصف المدينة، علي أن أقصد الشِقة الآن، والأهم ألا أُثير ريبة أحدهم، فتحت لي إمرأة كهلة الباب.
" عذرًا، من أنتِ؟!"
" ميريانا، زوجة تشانيول"
إنحنت لي، ثم ابتعدت عن الباب لأدخل بصحبتي شابين، ربما تشانيول حدّثها عني، لذا أظهرت إحترامها لي، إلتفتُ أسألها فيما جونغكوك وجاكسون يلوحان لها كمراهقين مخبولين.
" أين سوان وسارانغ؟"
أشارت إلى أحدى الغرف، فولجتها، وجدتُ فتاتين صغيرتين في أول صِباهن يجمعنّ الكتب ويذاكرنُ على طاولتين منفصلتين.
لوهلة؛ شعرت بالغيرة وكرهتهن، وددتُ أن أغرز تلك الحُقن في إعناقهن، لوهلة فقط ملكتُ مثل هذه الرغبات الإجرامية.
لكنني جمعتُ عقلي، هنّ لسنّ مذنبات، وأنا متأكدة بأنهن يفضلن حياتهن هنا مهما كانت، على أن يكن زوجتين مهملتين لنفس الرجل حتى لو كان ملكًا.
لذا شعرتُ بالشفقة عليهنّ، لكن شفقتي لم تظهر في معاملتي، لم أتعمد أن أعاملهن بشيء من للقسوة، لكنني فعلت.
مددتُ يدي لجونغكوك فيما هن يرمقنني بنظرات خائفة، وجونغكوك ناولني الحقيبة البلاستيكية التي تولّى إحضارها.
وفيما أُحضّر الحُقنة حدثتهن بنبرة خرجت جافية باردة.
" أنا ميريانا بارك، ربما سمعتنّ عني من قبل، لذا لا تخفنّ مني، أنه أمر بسيط وأفعله لمصلحتكنّ في المقام الاول"
بما أنني مؤخرًا أعيش في بيئة ضارية وقاسية فما عدت قادرة على تليين نبرتي أو إستخدام كلمات لطيفة، لذا أراهنّ خائفات مني الآن.
أيضًا أنا لا أستطيع كبح غيرتي، كلما أفكر أن مسّهن واجب على زوجي، وأنهنّ سيشاركنني به؛ أكرههن خارج إرادتي.
وقفت كِلتاهما ثم تناظرنّ، أدري ما بعد هذا، سيحاولن الهروب، وأنا لهذا أتيتُ بصُحبة رجلين، أشّرتُ للشابين في صحبتي عليهنُ، وتولّى كلٌ منهما إمساك واحدة فيما هنّ يصرخن مذعورات.
إقتربت من إحداهن فأخذت تتوسلني.
" أرجوكِ لا تؤذيني، أنا لم أفعل شيء، ولا أدري لِمَ أنا هنا!"
تنهدتُ انظر إليها، عليّ أن أكون عاقلة أكثر فلا شأن لهنّ بما يحدث، هنّ لم يخترن أن يكنّ في هذا الموقف ضدي.
" صدقيني لا أنوي أن أضركِ بشيء، أريد عيّنة من دمائكِ فحسب، لو نفعنا دمائكِ ستكونين حُرة بعد ذلك، لن تكوني في خطر إطلاقًا."
همدت حركتها وبحذر أخذت الدماء من يدها، حينما وصلتُ الأخرى كانت هامدة، لم تقاوم لكنها ترتجف خوفًا.
سحبتُ من دمائها ثم ربتُّ على كتفها لعلها إطمأنت.
" شكرًا لكنّ، الآن تستطعنّ أن تكملنّ ما كنتنّ بصدد فعله"
خرجتُ من لديهنّ، ثم قاد بي جونغكوك إلى حيث دللته، إلى المنزل، ما بقي الآن هو مهمتي الخاصّة.
تجهزتُ لحضوره الليلة، بدوتُ مُختلفة عن الأمس، لم أُغير في مظهري شيء ولم أتزين، هو لا يستحق طالما أن الطاقة تسيطر عليه، لن أعامله بحُب، لن أظهر له حُبي.
أنا فقط انتظره أن يأتي على عكس رغبتي كل يوم بألا يأتي وأراه.
حان وقت عودته، كنتُ أقف أمام النافذة أُراقب الشارع رغم أنه أبعد من ان تصطاده عينيّ، إنني أسكن الطابق العشرون.
سمعتُ صوت قفل الباب فألتفتُ إليه، رمقني بعينيه الحمراوتين ورفع شِدقه حتى بانت إحدى غمّازتيه ولمعت لمعة إرتدت على فؤادي بنبضة فرضتُ عليها سيطرتي بالقوّة.
" أراكِ اليوم مُستيقظة على عكس العادة!"
قبض ملامحه في شك وأمال رأسه يسألني.
" هل كُنتِ بإنتظاري؟"
لم أجبه سريعًا، إنما تنهدت ثم همست وقد عدتُ انظر من النافذة.
" لا فائدة من الهرب منك وإختلاق الأعذار، في النهاية؛ أنت لا تهمك إرادتي"
اقترب مني دون أن يرد ثم عانقني من خِلاف وذراعه سوّرت خصري، استند بذقنه على كتفي، وهمس لي.
" أنتِ إمرأة غريبة، أنا أنفرك في نفس الوقت أشتاق إليكِ، أكره لُقياك رغم أنني أعد الساعات حتى آتي إليكِ، كيف تتمكنين مني بهذا القدر من التناقض؟"
لم أجيبه، لأنني لا أدري ما أقول، وهو لن يفهم الإجابة على آية حال، أسندتُ رأسي على كتفه حينما باشر يباغتني بقُبله على عنقي.
متى ينتهي كل هذا؟! ألا تنضب قِواه داخلي؟
أم هو يخدعني!
لا أدري، وعلى آية حال؛ لن أقدر عليه...
إنتظرته حتى نام ثم أتيتُ بالحُقن، كنتُ أسير على رؤوس أصابعي كي لا يشعر بشيء، هو لا يستيقظ بسهولة على آية حال، وأرجو أن يظنها قرصة حشرة وحسب.
جلستُ بجانبه، ثم سحبتُ ذراعه تلك التي أصبحت شاغرة من خصري، غرزتها بيده بحذر ولطف، قضمت شفتيّ أتطلع لرد فعله، هو قبض حاجبيه منزعجًا.
أرجوك لا تستيقظ، لا تستيقظ!
أتيتُ بالحُقنة الثانية بعدما زفرت براحة، أشعر بالعرق يتصبب مني، لم أكن خائفة بحياتي مثلما أنا الآن، غرزتها بحذر ولُطف شديد في يده، وما إن سحبتها من يده فتح عينيه.
شهقت خوفًا منه وانتفضتُ من مكاني، عيناه حمراوتان كنار أضرمت في الهشيم، بدى مُخيفًا خصوصًا أن الغضب يعتريه.
حملتُ جسدي أريد الهروب منه، لكنه أمسك بمعصمي وسحبني حتى سقطتُ أسفله واعتلاني.
أردتُ مقاومته، أو الهروب، رغم أن هذا لن ينجح وأنا أعلم لكنني حقًا خائفة، لن أصمد في وجه غضبه لو ألقاه علي.
وفيما لا تنفع المقاومة حدثته ولم أشعر بأن في نبرتي توسل وخوف.
" تشانيول أفلتني! دعني أُكلمك!"
قبض على معصميّ وثبتهما فوق رأسي، صرخت لأنه آلمني، لكن صوته غاضبًا طغى على صوتي، صرخ بي وما إستطعت سوى الإنكماش على نفسي.
" لهذا لم تقاوميني وكنتِ جاهزة لحضوري، كي تسقطيني بفخكِ، بماذا حقنتني؟!"
بدأت تستشري من حوله هالة حمراء ذلك الدخان النفّاث، إنه مخيف جدًا، انفاسه تلسع بشرتي، أشعر بوجهي يحترق، كذا معصميّ حيث يقيدني.
حدثته رغم أنفاسي المسلوبة، أشعر أنني أختنق.
" لم أفعل شيء يضرّك صدقني، هذه حُقن من دماء القاصرتين، لعلك هكذا حصلت على قواك دون أن تحتاج إنتهاك حروماتهنّ!"
بعد ثوان، أفلتني ونهض عني، لكنني كنتُ أتنفس بصعوبة، كدتُ أموت خوفًا، ما بالي أصبحتُ هشّة هكذا؟ منذ متى أخافه؟
ربما لأني أعلم بأنه لن يتردد بإيذائي...
بحذر تبعت خطواته إلى الصالة كان يجلس على الأريكة، عن بُعد سألته كي لا تطولني يده سريعًا لو امتدت عليّ بالبطش.
" ألا تستطيع أن تعلم إذا أخذت قواك من دمائهن؟"
نفى برأسه قائلًا.
" منذ أنني أخذتُ من طاقتكِ فأنني لا أستطيع أن أميّز المقدار"
منذ أنه هادئ تجرأت وجلستُ على مقربة منه.
" أليس عليكَ أن تتأكد من الأمر؟"
نظر إليّ، ولم يجبني، بل هو أمعن النظر إليّ حتى أربكني، فأخفضت عنه بصري ونظرتُ في حِجري، يبقى أفضل من وجهه المُفعم بالغضب، وفي النهاية تكلّم.
" من أخبركِ أن تفعلي كل هذا؟!"
إزدرئت جوفي وبتوتر أشحتُ عنه، لا أستطيع أن أخبره بأنها خُطته، هو سيفسد كل شيء.
" إنها فكرتي"
ضحك ساخرًا ثم نظر إليّ.
" حقًا؟ إذن لِمَ لم تجربي دمائك أنتِ؟! ما كنتُ لأمتلك حُجة لأقترب منكِ لو نجحتِ، وهكذا يكون قد إنتهت معاناتكِ معي"
" لأنني الملكة، الأمر قد لا ينجح معي بما أن الطاقة تنبعث مني على دُفعات"
" ولم سينجح مع الأميرات؟!"
لن أقع، أدري ما يريد سماعه، سأكذب لا بأس يريد أن يعلم إن كنتُ أعلم بأن الطاقة تندفع منهنّ دفعة واحدة على عكسي.
" أخاف الحُقنة"
ضحك وأخذ يصفق لي، ثم استقام قائلًا.
" فُزتِ يا ميريانا، لكنني أعرف أن هذه ليست الحقيقة، سأكتشف الأمر بنفسي"
عاد إلى الداخل، استحم وارتدى ثيابه ثم خرج، لا يهم كل ما حدث، المهم أنني نفّذتُ خُطتي، وأرجو أن تأتي نتائجها سريعًا.
........
*البيدوفيلية: هو اضطراب نفسي يجعل المريض يشعر بالنشوة/ الشهوة تجاه الأطفال وقاصري السن.
*المازوخية: إضطراب نفسي يجعل المريض يشعر بالنشوة/ الشهوة حينما يتعرض للإهانة والإيذاء الجسدي والنفسي، بالشتائم والضرب.
......................................
بعد مُنتصف الليل، وذلك تحديدًا بعدما غادر تشانيول ميريانا، لمعت عيناه الحمراوتين في منتصف الظلام.
" أحتاج أن اصطاد"
" سنأتي إليك"
تخاطر مع لوهان، ثم حيثُ إعتادو أن يبحثوا عن صيد على الأرض ذهبوا، حيث أن غابة تقع على مشارف أنشتون، هناك عادة يجتمعون للصيد.
حينما رأى إخوانه ذئابًا عن بُعد ركض إليهم ثم قفز في الهواء ليسقط أرضًا على أربع، ذئب ذا فروٍ أسود يتخلله الشرار بحجم دُب ضخم.
قاد الملك قطيعه، فعادة ما يكون قائد القطيع في الخلف ويكون أضعف الذئاب في المُقدمة، وبما أن لا أحد منهم ضعيف، أخذ القائد موقعه في نهاية القطيع، و سار في المُقدمة سوهو، كريس، ولوهان.
هذه الغابة تعمر بالغزلان، ثلاثة غِزلان ستكفي بالغرض.
إنتهوا من وجبتهم الدسمة، وفيما يتجمعون لدفن بقايا الفرائس كي لا يشك أحدهم بوجود حيوان مفترس، كان من المفاجئ بالنسبة لهم سقوط مصيدة عليهم وتسليط الضوء عليهم من طائرات حربيّة.
" تلك الذئاب مخلوقات فضائية، أياكم أن تضيعوا أحدهم!"
.............................
سلاااااااام
عارفة أنو العنوان غريب😂 وهذا الغرض منه.
المهم الموجة الثانية من الأكشن إبتدت، الحرب بين الحُماة والبشر، إذا بدكم أحرق عليكم ففيكم تتمعنوا بفيديو مونستر، لاكي ون، و لوتو وباور😎
أنا مع الحرق مفيش يما ارحميني😂😂
السبب بتأخر الفصل إني عارفة شو لازم أكتب بس مش عاجبني كيف سردته، استهلك تعديله أكثر من ساعة لهيك لا تبخلوا عليّ بدعمكم☹
الفصل القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت.
1.رأيكم بتشانيول المتأثر بالطاقة الحمراء؟ في المقابل تشانيول الحقيقي وخططه؟!
2.رأيكم بميريانا؟ تضارب مشاعرها وتناقضها؟ وتنفيذها للخطة؟
3.ماذا تتوقعوا أن يحدث للحُماة؟
4. رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
يومًا ما؛ كانت سماء حياتي صافيّة كما سماء الربيع، لا تتلبدها سوى غيوم طفيفة، لكنها الآن تبلّدت بغيوم سوداء مُخيفة، كالعاصفة تضرب، كإعصارٍ شرس، تُمطر ولا تتوقف، تُمطر عليَّ بالمصائب.
خابت ظنوني كلها فيه، فاليوم إكتشف أنه بيدوفيلي*.
أدري أن الطاقة الحمراء تُسيطر عليه، لكنها لا تُسيطر عليه بشيء لا يخصُّني، فإن هدم حياة طفلة فهذا يكون خياره الخاص، لا سيطرة من الطاقة الحمراء عليه.
ألا بأس بالنسبة له أن يُدمر حياة قاصر كي يكسب المزيد من القِوى؟!
هو قوي بالفعل، ولا يحتاج أن يزداد قوّة، منذ أنه أقوى مخلوق على وجه الأرض، يحكم أكثر الطاقات شرًا وشراسة؛ النار.
لكن تشبثه بهذه القوّة الموجودة في أجسادهنّ تشتت أفكاري وتعبث بها، وربما أنها تصححها بشأنها، لربما كنتُ مخدوعة بأصالة شخصيتها.
أنا الآن أتسآل، إلى أي حد هو جشع للسُلطة؟!
لأي حد سيكتفي ويفهم أن لا أحد ينهازه قوّة؟!
أم أن لا حد لجشعه إطلاقًا، فقط يريد المزيد والمزيد منها.
أشعر أنني أخطأتُ الأختيار هذه المرة، أندم ندمًا شديدًا لأنني أحببتُه، وما أزال أندم لأنني ما أزال أحبه!
أخشى أنني مازوخية*، وإلا كيف بعدما تعرضت للإهانة على كرامتي قبل جسدي ومشاعري ناحيته لم تتأثر؟!
متى أنا غرقت فيه إلى هذا الحد؟!
ما وعيتُ على نفسي إلا وأنا في حبه غاطسة ولا يمكن إنقاذي، مغموسة في حبه أنا، أحبه جدًا.
لا يسعني سوى أن أندم لأنني أحبه اليوم وفي المستقبل وفي كل حين، فلا مقدرة لي أن اقتل هذا الحب ولا أريد أن أفعل، أريده أن يحيى فيي حتى لو في نهاية المطاف قتلني، فلا يبدو لي أن إنتشاله من قلبي مُهمة أقدّر عليها بنفسي.
لكنه سيء معي، سيء جدًا، يتحجج بحياتي كي يُلحق بي الأذى، أكره أن يفعل هذا بي!
يعتدي عليّ ثم يُلاطفني، يغتصب إرادتي ثم يُحبني...
لكنه ضربني، لا أصدق أنه فعل، هو ليس تشانيول الذي أحببتُه، وهو ليس تشانيول الذي يُحبني، لذا حُريٌ بي أن أقاومه.
لكن، ألا بأس لديه بما يفعله بي؟! ألا يخشى من تقلّب قلبي؟
ألا يفكر بعواقب أفعاله؟ أم يظنني عبدة لمشاعري؟! ماذا لو انقلب حُبي بُغضًا؟ عمّ يستند حينها؟
أنا أتحمل عذاب قلبي ولا أتحمل العذاب إن صبّ في كرامتي، مهما الحب آلمني أستطيع أن أتحمل، لكن إن تأذت كرامتي فأنني سأخرج كل وجعي منه خارجًا وأفرغه فيه. على شاكلة موجة غضب.
وعلى آية حال، فهو يعذبني من الناحيتين -بحُبي وكرامتي- ، فأنّى له أن يثق بمتانة مشاعري!
أفقتُ لتويّ من نوم عميق، فأنني مُنهكة منه، أحيانًا لا اكون قادرة على تحريك ضلع، هو لا يُمارس عليّ العُنف إطلاقًا عليّ حينما يفترش جسدي، لكن قُبلاته تفضحه وتخبرني كم يحبني تشانيول الحقيقي.
لكنني هذه المرة نمت بسبب صفعة وليس بسبب ولعه بي، لا أذكر شيء بعدما لسعت يده وجنتي، كانت حامية جدًا ومؤلمة لدرجة أنني لا أذكر شيئًا بعدها، بالتأكيد علامة سيئة المظهر مطبوعة على وجهي الآن.
وجدتني أنام على السرير الذي فرشني عليه في وقت سابق وافترشني، كم أشعر بالمهانة!
لا أدري كيف وصلت إلى هنا وماذا حصل بعدما رطم جسدي الأرض، أذكر بوضوح أنني لطمتُهُ بلسانه فلطمني بيده، هكذا هم الرجال، همجّ.
يده ثقيلة جدًا، يقدر على قتلي لو أراد، ولن أقدر على صدّه، هل أهون عليه لهذا الحد؟ ألا أعني له شيئًا؟!
ربما هو لم يفكر حتى بما قد يتسبب لي من مشاكل حينما ضربني، ربما يصيبني كسر في الجمجمة أو حتى نزيف على الدماغ، ربما أفقد بصري حتى، قوته لا يُستهان بها، وحقيقة أنني أستفقت بلا إعاقات لهي نعمة أشكر الله عليها.
نهضتُ على قدميّ ونظرت في وجهي، أشعر بمادة لزجة على وجنتي، أستطيع أن أرى كدمة تراكمت أسفل عيني، وبُقعة دماء متيبسة على طرف شفتي، كُسرت يده!
كل هذا من صفعة، من الجيد أنني ما زلتُ حيّة...!
دخلتُ إلى دورة المياه، إغتسلت من أثره العالق على جسدي، لمساته، قُبَلُه، همساته، أنّاته، كُلها عالقة بي، أحيانًا أشعر ناحيته بالحُب وأحيانًا أنفر منه.
خرجتُ أُنبّش في دولابه عن شيء أرتديه، بما أنه حظر عليّ الثياب النسائية كي لا أستطيع الخروج، وجدتُ قميصًا أسود له، يصل إلى أعلى رُكبتاي ارتديته وخرجت.
إن عاد قريبًا سأُكلّمه، أنا أريد إستعادة حياتي السابقة، بما أنني هُنا، أريد أن أعيش كالسابق وفي الحقيقة؛ أنا لا أريد أن أعود لمملكته، حياة الكد والكفاح تبقى أفضل من حياة الشقاء والعذاب.
مهما كانت بائسة تبقى أفضل من الحياة معه، على الأقل كنت أكافح لأحفظ القرش، لم أرهن كرامتي واحترامي لذاتي.
خرجتُ إلى الصالة ابحث عنه في الجوار، لكنه ليس موجود، بالطبع لن أراه في هذا الوقت، فالشهوة تطرق أبوابه ليلًا.
توجهتُ إلى المطبخ منذ أن معدتي تتضور جوعًا، أرجو أنه يتذكر بأن زوجته بشريّة لا تفترس الثيران في الغاب كما يفعل.
فتحتُ الثلاجة، وعلى عكس توقعاتي؛ وجدتُ فيها طعامًا كثيرًا، لكنني اكتفيت بما يسد حاجتي فقط.
أنكببتُ على الأريكة أمام التلفاز، ورغم إشتياقي لهذا الإختراع العبقري لكنني لم أعطيه إهتمامي، فهناك أمور أُخرى تشغل تفكيري.
أنا خائفة، سأعترف بذلك لنفسي على الأقل.
مضى وقت حتى سمعت صوب الباب يُفتح، أسقطتُ بصري على الساعة، إنه منتصف الليل، وقت أستيقاظ رغبته،مثّلتُ أنني نائمة كي لا يتحرش بي، رغم أنني أعلم أنها خُطة فاشلة.
المشكلة أنني أعذره عمّا يفعله وأُناقض نفسي، ألتمس له العذر فيما يفعله بي، فالطاقة الحمراء عبدة لديه، هو سيدها، وفي طبيعة جسده.
فإن رجل النار هو سيد طاقة الشر -الطاقة الحمراء- ، منذ أن النار هي أكثر الطاقات فتكًا وشرًا، الجحيم من نار.
والطاقة الحمراء إمرأة غيورة، تريده لها وحدها، رغم أنها ليست كيان حي قابل للتعايش معه، بل هي مجرد طاقة تنبعث كالغاز النفّاث منه، لكن غيرتها مني جعلتها أكثر فِتكًا عمّا كانت عليه، فتمثّلت على هيئتي، وجعلت تدخل فيه مُستغلّة مشاعره نحوي، ثم جعلتني المُلامة في نظره.
دخلت فيه، تجذّرت وتأصلت حتى سيطرت عليه كليًا، وصار هو العبد لها وهي السيدة، يكرهني لأنها هي تكرهني، يُسيء لي لأنها تتمنى أن أموت، يجرحني لأنها تريد.
لكنني أرى بقايا من تشانيول الذي يحبني فيه، هو محبوس في مكان ما بداخله، وما زال يهتم بأمري، وإلا لما إهتم لسحب قواه مني كي لا أموت، لما عاملني بلطف شديد على سريره.
أدري أنه يحبني، فحيث يلمسني تنتشر علامات على جسدي مهما كانت لمسته خفيفة فهي تؤلم وتنهكني، سبق وأخبرتني أميرة الرياح بأن هذا يدل أنه يحبني.
من بين الأميرات جميعًا، لم تظهر علامات الحُب سوى على ثلاثة منّا، أنا، آيلا، وفكتوريا أميرة الأمير سيهون.
شعرت بشفتيه تنطبع بخفة على خديّ، هذا ما يُنقصني، أن يترك علامة في وجهي، واضحة للعيان، علامة حُب على وجنة وعلامة عُنف على الوجنة الأُخرى!
وضعتُ يدي على صدره، وأبعدتُه حينما أراد أن يضع قُبلة أُخرى على وجهي.
" توقف، سيمتلئ وجهي بالكدمات، تكفي التي سببتها لي بعُنفك ضدي"
شهقتُ رغمًا عني حينما أمسك بعضدي وسحبني حتى أقعد على الأريكة، كانت حركة مُفاجئة منه وبذات الوقت عنيفة ، لقد آلمني!
فتحت عيناي على مرآه فوجدته يجلس أرضًا بجوار ساقيّ.
" ماذا تريد؟"
إرتفع حاجبه يرمقني بسخط كذا إستنكار فأشحتُ عنه.
" تعلمين ما أُريد جيدًا يا ميريانا!"
تنهدت أسد رؤياه بإحكام جفوني وهمست، كنتُ أقبض على أطراف قميصه الذي أرتديه بقوة وبدني يرتعش، فلم يسبق لي أن أفشيتُ له عن أسراري الأنثوية، وأنا الآن أيضًا أكذب.
" لا يصح أن تقترب مني في هذه الفترة من الشهر"
ترقبتُ رد فعله لكنه لم يُرد، فإلتفت له أقصد التحرّي عن ردّه، لكنه فاجئني بإلتصاقه بي، وصيد القُبل من شفتي، وما كنتُ قادرة على إبعاده، لم أستغرب أنه لم يُصدقني.
حملني على ذراعيه دون أن يحرر فاهي من أسر شفتيه، وضعني على السرير بلطف وجعلني فراشه، مسح دموعي عندما بكيت وإغتصب إرادتي مُجددًا.
عاقرني ككأس نبيذ، يجعله ثملًا ولا يرتوي، فيثمل ويثمل ويثمل حتى يستنزف قواي وما زال يُطالب بالمزيد.
لكن شيئًا ما استوقفني.
" حينما أغفو، ابحثي عن ورقة في جيوب بنطالي"
كتب هذه على جانب عنقه، تحديدًا أسفل شحمة أذنه، تركته يفعل بي ما يشاء، وما إن إنتهى مني خلد إلى النوم، مثّلت أنني نائمة حتى نام، ثم بحثتُ في جيوب بنطاله الذي أصبح في وقت سابق مُهملًا على الأرض عن الورقة التي تحدث عنها.
بحثت في جيوبه بجِد حتى وجدت الورقة التي قصدها، خبّأتُها في يدي ودخلتُ دورة المياه، كنتُ حريصة أن أغلق الباب خلفي جيدًا، وفتحتُ صُنبور المياه كي لا يسمع صوتًا ولا يشك بشيء.
" رمز دخول الباب هو ذكرى مولدك...
أريدكِ في مهة جلالتكِ، فأنا عاجز عن تأديتها وحدي، في هذه الورقة ستجدين فيها عنوانًا، عليكِ أن قصديه، اصطحبي معكِ رفيقيكِ فأنني سمعتُ بأنهما جنّيتين لكِ وأدّي المُهِمَّة.
العنوان هو لشقة تسكن فيها سوان وسارانغ، وهما الأميرتين الصغيرتين، عليكِ فعل ما أقوله الآن..."
قرأت رسالته بحذافيرها، إذن هو أستيقظ على الأرض، ولكن كما يذكر في رسالته أنه حينما يقترب مني تسيطر عليه الطاقة الحمراء، أو إن تحوّل لحالته النارية.
وكما طلب مزقتُ الورقة وسحبها المرحاض، فإن إكتشف الأمر تشانيول وهو بهذه الحالة سيعمل على تعطيل الخُطة.
في رسالته، اعتذر لي اعتذارات كثيرة لأنه يعاملني بهذه الطريقة، وصارحني بأنه تحت سيطرة الطاقة الحمراء سلب من الأميرة الثالثة قِواه.
ذلك آلمني بشدة، شعرتُ أنني للمرة الثانية أُطعن، فللمرة الثانية يطئ جسدًا غير جسدي، ولا أستطيع أن أعتبرها خيانة.
يقول أنه يتذكر كل ما يحدث وهو في حالته هذه، ولكنه لا يتحكم بتصرفاته، أخبرني أنه عليّ ألا أقاومه حينما يطلبني إلى حُضنه، فأنا على مشارف الموت، وهذه الطريقة الوحيدة المضمونة لإنقاذي حاليًا.
عُدت إلى السرير وتمددتُ بجانبه، كان ينام ويعطيني وجهه، تحسستُ وجنته رغم أن بسببه وجنتاي رطبتان، تكاد الغيرة ان تمزقني، أنا آسفة ولكنني لا أستطيع كبت قهري من هذه الناحية.
حتى لو ما تزوج سوان وسارانغ، لكنه تزوج علي إمرأة أخرى، وعاشرها بلا ضمير، دون أن يعتبر مشاعري، وأكثر ما يجعلني مُستاءة أنني لا أستطيع إتهامه بالخيانة، فالأمر لم يكن أختياره الحُر.
في الصباح؛ حينما أستيقظت لم أجده حولي، وهذا أمر جيد، يسعني تنفيذ الخطة هكذا طالما هو غائب ولا يتذكرني إلا لينتشي.
22393 هذه هي كلمة السر، أخبرني أنني أستطيع أن أجد ثيابًا لي لو نبّشتُ بدولابه جيدًا، وبالفعل وجدتُ ثيابًا لأجلي.
إرتديتُها وخرجت، فلقد وضع بين الثياب ظرف به مال، أخذت سيارة أُجرة إلى مكان عملي السابق، فأنا أحتاج أن يساعداني جاكسون وجونغكوك، جنّيتاي على حسب تعبيره.
أخبرني تشانيول ألا أفعل شيء دونهما، وأن يرافقاني على الدوام، لأنهما قادران على حمايتي، رغم تعليقه بأنه غيور ولا يطيقهما بظروف أخرى.
دخلتُ مكتب الإستشارة القانونية، هناك الكثير من الوجوه الجديدة التي لا أعرفها، لم أشعر بالحنين للمكان لأن ناسه قد تغيرو، لكن جونغكوك وجاكسون ما زالا يلزمان مكانهما المعتاد، وقد شغل مكتبي شخصٌ آخر.
لم أرد أن ألفت الإنتباه، لذا لوحت لهم من بعيد حتى إنتبهوا لي وأشّرت لهما أن يتبعاني.
سار الرجلان خلفي حتى بلغنا السطح، حينها لم أكمل إلتفاتي لهما حتى ما عدت أشعر بقدميّ على الارض، لقد طحنني هذا العِناق المليء بالعضلات.
" كنتما أجمل كجنيتين صغيرتين بحجم فراشة أستطيع قتلكما!"
دفعتهما عني بصعوبة، ثم وقفت بينهما أزجرهما بنظراتي، سُرعان ما عبث جاكسون بشعري، ولا أدري كيف أصبحت تحت ذراع جونغكوك مرة أخرى.
هذان البغيظان... أُحبهما!
بعد الكثير من القِتال والعِناق معهما إستطعتُ أن أجلس معهما كما يفعل البشر عادة.
" ماذا تفعل الملكة هنا؟!"
ضربت جونغكوك على قِفا رأسه فهو يسخر مني الآن.
" أخبركما أنني أريد مساعدتكما في أمرٍ هام"
...
ذكر تشانيول عِنوان مُعين في الرسالة، وأخبرني أن أذهب في ساعة مُعينة، لا يكون هو فيها هناك، كي لا يهاجمني لو رآني.
إنتظرتُ حتى حانت ساعة العصر، ثم توجهت بجاكسون وجونغكوك إلى هناك.
إنه عنوان يعود لمبنى سكني آهل بالسُكان في منتصف المدينة، علي أن أقصد الشِقة الآن، والأهم ألا أُثير ريبة أحدهم، فتحت لي إمرأة كهلة الباب.
" عذرًا، من أنتِ؟!"
" ميريانا، زوجة تشانيول"
إنحنت لي، ثم ابتعدت عن الباب لأدخل بصحبتي شابين، ربما تشانيول حدّثها عني، لذا أظهرت إحترامها لي، إلتفتُ أسألها فيما جونغكوك وجاكسون يلوحان لها كمراهقين مخبولين.
" أين سوان وسارانغ؟"
أشارت إلى أحدى الغرف، فولجتها، وجدتُ فتاتين صغيرتين في أول صِباهن يجمعنّ الكتب ويذاكرنُ على طاولتين منفصلتين.
لوهلة؛ شعرت بالغيرة وكرهتهن، وددتُ أن أغرز تلك الحُقن في إعناقهن، لوهلة فقط ملكتُ مثل هذه الرغبات الإجرامية.
لكنني جمعتُ عقلي، هنّ لسنّ مذنبات، وأنا متأكدة بأنهن يفضلن حياتهن هنا مهما كانت، على أن يكن زوجتين مهملتين لنفس الرجل حتى لو كان ملكًا.
لذا شعرتُ بالشفقة عليهنّ، لكن شفقتي لم تظهر في معاملتي، لم أتعمد أن أعاملهن بشيء من للقسوة، لكنني فعلت.
مددتُ يدي لجونغكوك فيما هن يرمقنني بنظرات خائفة، وجونغكوك ناولني الحقيبة البلاستيكية التي تولّى إحضارها.
وفيما أُحضّر الحُقنة حدثتهن بنبرة خرجت جافية باردة.
" أنا ميريانا بارك، ربما سمعتنّ عني من قبل، لذا لا تخفنّ مني، أنه أمر بسيط وأفعله لمصلحتكنّ في المقام الاول"
بما أنني مؤخرًا أعيش في بيئة ضارية وقاسية فما عدت قادرة على تليين نبرتي أو إستخدام كلمات لطيفة، لذا أراهنّ خائفات مني الآن.
أيضًا أنا لا أستطيع كبح غيرتي، كلما أفكر أن مسّهن واجب على زوجي، وأنهنّ سيشاركنني به؛ أكرههن خارج إرادتي.
وقفت كِلتاهما ثم تناظرنّ، أدري ما بعد هذا، سيحاولن الهروب، وأنا لهذا أتيتُ بصُحبة رجلين، أشّرتُ للشابين في صحبتي عليهنُ، وتولّى كلٌ منهما إمساك واحدة فيما هنّ يصرخن مذعورات.
إقتربت من إحداهن فأخذت تتوسلني.
" أرجوكِ لا تؤذيني، أنا لم أفعل شيء، ولا أدري لِمَ أنا هنا!"
تنهدتُ انظر إليها، عليّ أن أكون عاقلة أكثر فلا شأن لهنّ بما يحدث، هنّ لم يخترن أن يكنّ في هذا الموقف ضدي.
" صدقيني لا أنوي أن أضركِ بشيء، أريد عيّنة من دمائكِ فحسب، لو نفعنا دمائكِ ستكونين حُرة بعد ذلك، لن تكوني في خطر إطلاقًا."
همدت حركتها وبحذر أخذت الدماء من يدها، حينما وصلتُ الأخرى كانت هامدة، لم تقاوم لكنها ترتجف خوفًا.
سحبتُ من دمائها ثم ربتُّ على كتفها لعلها إطمأنت.
" شكرًا لكنّ، الآن تستطعنّ أن تكملنّ ما كنتنّ بصدد فعله"
خرجتُ من لديهنّ، ثم قاد بي جونغكوك إلى حيث دللته، إلى المنزل، ما بقي الآن هو مهمتي الخاصّة.
تجهزتُ لحضوره الليلة، بدوتُ مُختلفة عن الأمس، لم أُغير في مظهري شيء ولم أتزين، هو لا يستحق طالما أن الطاقة تسيطر عليه، لن أعامله بحُب، لن أظهر له حُبي.
أنا فقط انتظره أن يأتي على عكس رغبتي كل يوم بألا يأتي وأراه.
حان وقت عودته، كنتُ أقف أمام النافذة أُراقب الشارع رغم أنه أبعد من ان تصطاده عينيّ، إنني أسكن الطابق العشرون.
سمعتُ صوت قفل الباب فألتفتُ إليه، رمقني بعينيه الحمراوتين ورفع شِدقه حتى بانت إحدى غمّازتيه ولمعت لمعة إرتدت على فؤادي بنبضة فرضتُ عليها سيطرتي بالقوّة.
" أراكِ اليوم مُستيقظة على عكس العادة!"
قبض ملامحه في شك وأمال رأسه يسألني.
" هل كُنتِ بإنتظاري؟"
لم أجبه سريعًا، إنما تنهدت ثم همست وقد عدتُ انظر من النافذة.
" لا فائدة من الهرب منك وإختلاق الأعذار، في النهاية؛ أنت لا تهمك إرادتي"
اقترب مني دون أن يرد ثم عانقني من خِلاف وذراعه سوّرت خصري، استند بذقنه على كتفي، وهمس لي.
" أنتِ إمرأة غريبة، أنا أنفرك في نفس الوقت أشتاق إليكِ، أكره لُقياك رغم أنني أعد الساعات حتى آتي إليكِ، كيف تتمكنين مني بهذا القدر من التناقض؟"
لم أجيبه، لأنني لا أدري ما أقول، وهو لن يفهم الإجابة على آية حال، أسندتُ رأسي على كتفه حينما باشر يباغتني بقُبله على عنقي.
متى ينتهي كل هذا؟! ألا تنضب قِواه داخلي؟
أم هو يخدعني!
لا أدري، وعلى آية حال؛ لن أقدر عليه...
إنتظرته حتى نام ثم أتيتُ بالحُقن، كنتُ أسير على رؤوس أصابعي كي لا يشعر بشيء، هو لا يستيقظ بسهولة على آية حال، وأرجو أن يظنها قرصة حشرة وحسب.
جلستُ بجانبه، ثم سحبتُ ذراعه تلك التي أصبحت شاغرة من خصري، غرزتها بيده بحذر ولطف، قضمت شفتيّ أتطلع لرد فعله، هو قبض حاجبيه منزعجًا.
أرجوك لا تستيقظ، لا تستيقظ!
أتيتُ بالحُقنة الثانية بعدما زفرت براحة، أشعر بالعرق يتصبب مني، لم أكن خائفة بحياتي مثلما أنا الآن، غرزتها بحذر ولُطف شديد في يده، وما إن سحبتها من يده فتح عينيه.
شهقت خوفًا منه وانتفضتُ من مكاني، عيناه حمراوتان كنار أضرمت في الهشيم، بدى مُخيفًا خصوصًا أن الغضب يعتريه.
حملتُ جسدي أريد الهروب منه، لكنه أمسك بمعصمي وسحبني حتى سقطتُ أسفله واعتلاني.
أردتُ مقاومته، أو الهروب، رغم أن هذا لن ينجح وأنا أعلم لكنني حقًا خائفة، لن أصمد في وجه غضبه لو ألقاه علي.
وفيما لا تنفع المقاومة حدثته ولم أشعر بأن في نبرتي توسل وخوف.
" تشانيول أفلتني! دعني أُكلمك!"
قبض على معصميّ وثبتهما فوق رأسي، صرخت لأنه آلمني، لكن صوته غاضبًا طغى على صوتي، صرخ بي وما إستطعت سوى الإنكماش على نفسي.
" لهذا لم تقاوميني وكنتِ جاهزة لحضوري، كي تسقطيني بفخكِ، بماذا حقنتني؟!"
بدأت تستشري من حوله هالة حمراء ذلك الدخان النفّاث، إنه مخيف جدًا، انفاسه تلسع بشرتي، أشعر بوجهي يحترق، كذا معصميّ حيث يقيدني.
حدثته رغم أنفاسي المسلوبة، أشعر أنني أختنق.
" لم أفعل شيء يضرّك صدقني، هذه حُقن من دماء القاصرتين، لعلك هكذا حصلت على قواك دون أن تحتاج إنتهاك حروماتهنّ!"
بعد ثوان، أفلتني ونهض عني، لكنني كنتُ أتنفس بصعوبة، كدتُ أموت خوفًا، ما بالي أصبحتُ هشّة هكذا؟ منذ متى أخافه؟
ربما لأني أعلم بأنه لن يتردد بإيذائي...
بحذر تبعت خطواته إلى الصالة كان يجلس على الأريكة، عن بُعد سألته كي لا تطولني يده سريعًا لو امتدت عليّ بالبطش.
" ألا تستطيع أن تعلم إذا أخذت قواك من دمائهن؟"
نفى برأسه قائلًا.
" منذ أنني أخذتُ من طاقتكِ فأنني لا أستطيع أن أميّز المقدار"
منذ أنه هادئ تجرأت وجلستُ على مقربة منه.
" أليس عليكَ أن تتأكد من الأمر؟"
نظر إليّ، ولم يجبني، بل هو أمعن النظر إليّ حتى أربكني، فأخفضت عنه بصري ونظرتُ في حِجري، يبقى أفضل من وجهه المُفعم بالغضب، وفي النهاية تكلّم.
" من أخبركِ أن تفعلي كل هذا؟!"
إزدرئت جوفي وبتوتر أشحتُ عنه، لا أستطيع أن أخبره بأنها خُطته، هو سيفسد كل شيء.
" إنها فكرتي"
ضحك ساخرًا ثم نظر إليّ.
" حقًا؟ إذن لِمَ لم تجربي دمائك أنتِ؟! ما كنتُ لأمتلك حُجة لأقترب منكِ لو نجحتِ، وهكذا يكون قد إنتهت معاناتكِ معي"
" لأنني الملكة، الأمر قد لا ينجح معي بما أن الطاقة تنبعث مني على دُفعات"
" ولم سينجح مع الأميرات؟!"
لن أقع، أدري ما يريد سماعه، سأكذب لا بأس يريد أن يعلم إن كنتُ أعلم بأن الطاقة تندفع منهنّ دفعة واحدة على عكسي.
" أخاف الحُقنة"
ضحك وأخذ يصفق لي، ثم استقام قائلًا.
" فُزتِ يا ميريانا، لكنني أعرف أن هذه ليست الحقيقة، سأكتشف الأمر بنفسي"
عاد إلى الداخل، استحم وارتدى ثيابه ثم خرج، لا يهم كل ما حدث، المهم أنني نفّذتُ خُطتي، وأرجو أن تأتي نتائجها سريعًا.
........
*البيدوفيلية: هو اضطراب نفسي يجعل المريض يشعر بالنشوة/ الشهوة تجاه الأطفال وقاصري السن.
*المازوخية: إضطراب نفسي يجعل المريض يشعر بالنشوة/ الشهوة حينما يتعرض للإهانة والإيذاء الجسدي والنفسي، بالشتائم والضرب.
......................................
بعد مُنتصف الليل، وذلك تحديدًا بعدما غادر تشانيول ميريانا، لمعت عيناه الحمراوتين في منتصف الظلام.
" أحتاج أن اصطاد"
" سنأتي إليك"
تخاطر مع لوهان، ثم حيثُ إعتادو أن يبحثوا عن صيد على الأرض ذهبوا، حيث أن غابة تقع على مشارف أنشتون، هناك عادة يجتمعون للصيد.
حينما رأى إخوانه ذئابًا عن بُعد ركض إليهم ثم قفز في الهواء ليسقط أرضًا على أربع، ذئب ذا فروٍ أسود يتخلله الشرار بحجم دُب ضخم.
قاد الملك قطيعه، فعادة ما يكون قائد القطيع في الخلف ويكون أضعف الذئاب في المُقدمة، وبما أن لا أحد منهم ضعيف، أخذ القائد موقعه في نهاية القطيع، و سار في المُقدمة سوهو، كريس، ولوهان.
هذه الغابة تعمر بالغزلان، ثلاثة غِزلان ستكفي بالغرض.
إنتهوا من وجبتهم الدسمة، وفيما يتجمعون لدفن بقايا الفرائس كي لا يشك أحدهم بوجود حيوان مفترس، كان من المفاجئ بالنسبة لهم سقوط مصيدة عليهم وتسليط الضوء عليهم من طائرات حربيّة.
" تلك الذئاب مخلوقات فضائية، أياكم أن تضيعوا أحدهم!"
.............................
سلاااااااام
عارفة أنو العنوان غريب😂 وهذا الغرض منه.
المهم الموجة الثانية من الأكشن إبتدت، الحرب بين الحُماة والبشر، إذا بدكم أحرق عليكم ففيكم تتمعنوا بفيديو مونستر، لاكي ون، و لوتو وباور😎
أنا مع الحرق مفيش يما ارحميني😂😂
السبب بتأخر الفصل إني عارفة شو لازم أكتب بس مش عاجبني كيف سردته، استهلك تعديله أكثر من ساعة لهيك لا تبخلوا عليّ بدعمكم☹
الفصل القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت.
1.رأيكم بتشانيول المتأثر بالطاقة الحمراء؟ في المقابل تشانيول الحقيقي وخططه؟!
2.رأيكم بميريانا؟ تضارب مشاعرها وتناقضها؟ وتنفيذها للخطة؟
3.ماذا تتوقعوا أن يحدث للحُماة؟
4. رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі