CH26|| صِراع العروش
" صِراع العروش"
حيوات الحُماة هُنا على المَحك، إذ توافقت توقعاتهم مع صيرورة الأحداث هنا، البشر بالفعل جِنس طمّاع لأقصى حد، لأجل المال والشُهرة لا بأس لديهم بأن يقتلوا بما أن المُقابل بعض رُزم المال وبعض بُقع الضوء.
تشانيول كان يشعر باليأس إزاء مسؤوليته كملك، وحامٍ، والأهم كأخ.
فلا يقدر على تحرير إخوته ولا تحرير نفسه، فقط يرى إخوانه يتغرضون للتعذيب، وهو لا يملك سوى النظر إلى معاناتهم والإنصهار في داخله، وكأن النار التي تأبى الإنصياع له وحرق كل من يمس أحد من أحبابه ببنان تحرقه هو من داخله بدلًا عن الجميع.
كل واحد من الحُماة، بما فيهم هو، وضِعَ في كبسولة مخبريّة، وعبرها؛ كل واحد منهم تعرّض إلى القوة التي تُناقض قوته؛ كي يقدروا المخبريين على تقدير مدى قوتهم.
إلا بعضًا منهم، الذين لا يمكن إختبار مدى قوّتهم بهذه الطريقة، وهم تاو، لوهان، وكريس، وكاي، وتشين، فهم يخضعون لنوع آخر من التعذيب.
أما البقيّة فهم بتلك الكبسولات الضيّقة يواجهون معركة هم الطرف الوحيد فيها...
فمثلًا...
شيومين تتسرب له المياه من حيث لا يدري عبر الكبسولة، فإن ما جمّدها من حوله سينتهي أمره مخنوقًا.
أما يشينغ فتخرج أنصالًا من الكبسولة وتنغرز فيه، فإما ينزف حتى يموت أو يُعالج نفسه سريعًا فيما يقاوم تلك الأنصال.
سوهو تندلع من كبسولته نارًا تلتهب أسفل قدميه، يقاومها بمقدرته على سَرب الماء من أصابعه وإلا إحترق.
بيكهيون موضوع في كبسولة مُعتمة جدًا تطمس النظر، فيضطر إلى أستخدام قوته لتنوير عتمته وإلا فقد بصره.
سيهون يندلع من الكبسولة صوت صياح مُخيف وشديد يجعل أُذنيّه تنزف، فإما أن يمنع موجات الصوت أن تصل إلى أذنيه عبر الهواء، أو فقد سمعه وتفجّر رأسه بفعل قوتها.
دي او تنبعث من أسفل قدميه حشرات مُخفية، حشرات مهجّنة وفقّاريات مفزعة؛ وليحمي نفسه من آذاها عليه طمرها بتراب ينسلّ من بين أصابع قدميه وإلا قُرص منها وتسمم.
أما تشانيول فهو موضوع بقالب من جليد، حرارته ثلاث مائة درجة سيلسيوس تحت الصفر، فإما أن يحرق الجليد من حوله، أو الجليد يحرقه.
وأما بقية الحُماة الذين هم خارج الكبسولات، فهم يتعرضون للتعذيب الذهني عبر الموجات الكهربائية والكشف المغناطيسي على الذهن.
إذ هم يختبرون ذهنيًّا مدى قوتهم، ويعذبونهم في نفس الوقت.
جميعهم مربوطين إلى أسرّتهم، على رؤوسهم أسلاك كهربائية مُتصلة بجهاز يتحكم به إحدى المَخبريين المجانين.
وبعد طور طويل مع التعذيب هذا، أخرجوا الحُماة من معاقلهم ووضعوهم في غرفتهم السابقة، كل أربعة أسرّة تتجاور على ثلاثة إتجاهات في الغرفة.
أبقوا المَخبريين على قيود الحُماة وأصفادهم إلى أسرّتهم، فيما ممرضات يرتدين زي أبيض بطواقي حُمُر، خدمنّ أسرّتهم ووضعنّ لهم مغذيات ومحاليل طبيّة تساعدهم على إستعادة عافيتهم حتى يتحملون حِصّتهم من العذاب غدًا.
فبالتأكيد المسؤولين عن إكتشافهم ودراستهم لا يريدونهم أموات، ولم ينسوا بالتأكيد تثبيط قِواهم عبر المُرخيات العصبيّة والعضليّة.
بيكهيون نظر إلى الأضواء وأطفئها بنظرة من عينيه، وفيما المُراقبين يعتقدونهم نيام، هم كانوا يتخاطرون ذهنيّا مع لوهان، الذي كوّن بينهم جميعًا شبكة ذهنيّة تمكنهم من التواصل مع بعضهم البعض.
فلا، المُراقبين لا يستطيعوا أن يعلموا أنهم مستيقظين من مؤشراتهم الحيوية، فمؤشراتهم ليست عادية، وما زالت بعيدة لأن يقدروا على فهمها.
لذا كان على الحُماة إستغلال الفرصة، فبعدما عقد لوهان الشبكة الذهنية، أطرافها الحُماة جميعهم قال.
" علينا أن نُخطط كي نخرج من هنا، ونُحرر قِوانا، علينا إستعادتها كي نعود إلى كوكبنا"
قال تشانيول.
" لا أظن أن بعضكم سيتحمل التعذيب هذا ليوم آخر، هم يستنزفون قِوانا لكي لا نقدر على تحرير أنفسنا.
هم ينتهكون قِواي بشكل خاص؛ لأنهم يعرفون أنني الأقوى بيننا، ويضغطون على لوهان بما أن قوته تتيح له الإتصال بأي أحد.
أنا أتحمل يوم آخر من العذاب، لكن لوهان لا، لذا علينا الآن أن نحاول تخليص أنفسنا قبل أن نخضع للتعذيب مجددًا في الغد"
حينها قال بيكهيون.
" ماذا علينا أن نفعل إذن؟"
تشانيول أجاب.
" علينا أن نحاول الخروج من هنا كيفما كان، ودون أن يشعروا بنا، كي لا تقدر علينا أسلحتهم"
سوهو قال.
" نحتاج إلى تكتيك وخُطة مُحكَمة للنفاد من هنا أولًا، دعونا نفكر بخُطّة"
..................
في مكان مُظلم، جُدران مُعتِمة، نافذة صغيرة على ارتفاع مترين يحدّها سياج حديدي متين، باب شديد الغِلظة من الحديد، وعلى أرضٍ باردة قاحلة عارية الأميرات متساقطات.
كأوراق ربيعيّة قتلها الخريف وسحب منها ألوانها البهيّة، هُنّ كُنّ على هذه الحالة.
لم تكن واحدة فيهنّ صامدة أو قوية البدن إطلاقًا إلا آيلا، التي أصبحت تملك عدوًا واضحًا بوسعها أن تتخلص منه، وهدفًا لتخرج من هنا.
الأعتياد على هذا المكان وعلى هذا القدر من العذاب؛ خوّلها ألا تسقط كبقية الأميرات، فبينما هنّ جميعًا أميرات رقيقات لم يرين من مُر الحياة شيء منذ أن وطأت أقدامهنّ أرض هذه المملكة، آيلا ذاقت الأمرّين، وما عاشت إلا بضنك.
من بين الأميرات جميعًا وحدها فكتوريا التي تعرضت للتعنيف أكثر من بقية الأميرات، كانت الأميرة آيلا تجلس أرضًا، وفي حِجرها رأس الأميرة التي لم تستيقظ منذ البارحة.
الأميرات جميعهن أستيقظنّ منذ وقت بسيط، لا يفهمنّ ما حدث ولا ما سيحدث، آيلا فقط إكتفت بالإطمئنان عليهنّ، والتكتّم على علمها بحقيقة هؤلاء المزيفين حتى تستيقظ فكتوريا وتشرح لهنّ كل شيء، لعلهنّ يجدنّ طريقة بالهروب من هُنا معًا.
حرّكت فكتوريا رأسها فالتفتت آيلا لتطمئن عليها.
" فكتوريا، أنتِ بخير؟!"
ها قد أفاقت، تكمش ملامحها من الألم وتتمسك برأسها إذ أن صُداع فظيع يداهمها، أومأت لآيلا رغم أنها لم تكن بخير على الإطلاق.
ففكتوريا عادت بذاكرتها إلى ما حدث قبل أن تفقد وعيها.
كُن الأميرات العشرة مُجتمعات في قاعتهنّ الخاصّة حيث يتناولنّ الطعام عادة، كُن الأميرات يتبادلنّ الأحاديث بقلق حيال الحُماة الذين خرجوا ليصطادوا مساءً، برح الليل وطلّت الشمس وهم لم يعودوا بعد.
ماريا -ملكة الماء- بعثت أمرًا ببعث فِرق من الحرس إلى الغاب الذي يصطادون الحُماة فيه عادة ليبحثوا عنهم، وطلبت التشديد على حراسة القصر بشكل إحترازي.
بعدها كُن مُلتفّات حول طاولة الطعام، ولم تأكل أي واحدة منهنّ شيء، فكيف يأكلنّ والقلق يأكلهنّ؟
لذا كنّ شاردات قلقات بأحوال أزواجهنّ الأُمراء، جميعهن بلا إستثناء، رغم أن بعضهنّ لا علاقة حُب تجمعهنّ بأزواجهنّ، وأُخريات فقط يعشنّ ما فُرض عليهنّ، وحدها فكتوريا الغاطسة في حُب أميرها -الأمير سيهون-، ومنهنّ من يحملنّ علاقة وِد وإحترام متبادلة مع أزواجهنّ، كأميرة الأمير تشين الأميرة آماندا.
قالت فكتوريا.
" سمعتُ سيهون يقول للأمير تشين بأنهم سيهبطوا إلى الأرض ليصطادوا، فلا يمكن لجلالة الملك أن يذهب للأصطياد وحده، سمعتهم يقولون أنهم سيصطحبون الأمير بيكهيون معهم"
تنهدت ماريا بأسى فيما تدعك صدغيها قائلة.
" أخبرني الأمير سوهو بذلك، لكنني إحتياطًا طلبتُ ببعث فرق إستطلاع للغابة، نحن لا نستطيع أن نبحث عنهم في الأرض كما تعلمنّ"
فجأة بدأنّ الأميرات يسمعنّ شغب شديد يأتي من الخارج، كِدنّ أن يخرجنّ ليرينّ ما في الأمر، لكن ماريا وقفت على الباب تمنعهنّ قائلة.
" لا، لا يمكن أن نخرج، علينا أن نحمي أنفسنا فقط، هذا واجبنا كأميرات"
إعترضت الأميرة كريستين -ملكة القوة-.
" لكن ربما هؤلاء الحرس يتشجارون فقط، أو أنهم سمعوا بخبر ما عن الحُماة"
نفت ماريا والإرتباك أرجفها.
" لا يمكن لهذا الشغب أن يكون من الحرس، فهم مُدرّبين، والأمير لوهان يتحكم بعقولهم"
حينها الأميرة جازميت قالت.
" ما الذي يحدث إذن؟!"
نبست ماريا.
" أحدهم يُهاجم القصر!"
ثم فجأة الباب الذي يحميهنّ سقط بضربة بَرق.
سقط الباب ليظهر من خلفة خمسة رجال، يشبهون الحُماة جدًا إلا أن ثيابهم الجلديّة غريبة جدًا، كذلك على وجه كل واحد منهم نُدبة.
أحدهم ذا نُدبة أسفل عينه اليُسرى، شعره أحمر، يرتدي بدلة جلدية حمراء غريبة تكشف صدره وعضلات معدته، إنه يشبه الأمير سوهو كثيرًا.
ماريا لم يخدعها الشبه فتراجعت عنه تقول بدهشة.
" أنت لستَ الأمير سوهو، أنت أحد يشبهه فقط!"
تقدم منها ذلك الرجل الغريب يبتسم إبتسامة عريضة فيما يرفع إحدى حاجبيه العريضين.
" إذن أنتِ هي الفتاة التي تخُصّني"
رفع سبابته ووسطاه مترافقين، وسار بهما على عُنقها حتى كاد أن يصل صدرها ضربت يده تبعده عنها، حينها نظر إلى وجهها المذعور وضحك.
إلتفت إلى رِفاقه وقال.
" انظروا إليهنّ، تعجبني أذواق الأُمراء الأغبياء"
ضحك بعضهم إلا واحد، كان سيهون المُستنسخ الذي لا يعرف كيف يبتسم حتى، وتشين المُستنسخ علّق.
" سيسعنا أن نقضي ليالٍ ساخنة برفقتهنّ"
سيهون المستنسخ كان ينظر إلى الأميرة التي هي حِصته كما اتفق سابقًا وإخوانه، كانت تتجنب نظراته، يبدو عليها الإرتباك وتتراجع عن الجميع، تقف وحدها بعيدًا.
بلمح البصر كان أمامها، صرخت خائفة لذا كتم صوتها بكفّه، كان بوسعه أن يتأمل ملكة الرياح كما يشاء، ويُقيّم مدى إعجابه بها، كذلك هي.
" ألا تعلمين من زوجكِ الذي ينتمي لفصيلة الكلاب، أن الغزال حينما يبتعد عن قطيعه يَسهُل إفتراسه؟!"
بدلته الصفراء، النُدبة التي على عينه اليُمنى وشعره الأسود المرفوع، يملك وجه سيهون، قامة سيهون، صوت سيهون، لكنه ليس سيهون.
حاولت إبعاد يده عنها، لكنه شدد على فاهها لدرجة آلمتها جدًا.
وفجأة إلتفت يده حول خصرها ورفعها إلى كتفه، يحملها ويذهب بها بعيدًا، كانت تصرخ، تضرب ظهره بقبضتيها، ولكنها لن تنجو منه بهذه السهولة.
وأما الأميرات، فما كِدنَّ أن يعترضنّ للدفاع عن الأميرة إلا وأحاطهنّ هؤلاء الرجال الأربعة معهم رجال أُخر لمعاونتهم.
رجال يشبهون الأمراء والملك، تشانيول، تشين، سوهو، وكاي.
وبالتأكيد تم خطفهنّ كما حدث معها.
كانت تقاوم على ظهر الرجل الذي يشبه سيهون، تحاول الفرار منه، وحينما أصابها العجز صرخت تلعنه.
" اللعنة عليك أيها المريض المُزيف! انزلني! من أنت أيها الحُثالة!"
أكثر ما يستفز المستنسخين هو أن ينعتهم أحد ما بالمُزيفون رغم أنها حقيقيتهم، وهو لا بصبور ولا حليم، جعل الهواء يحملها، وألقى بها بقوة على الجدار.
لم تصرخ، لم تنبس بشيء، فقط فقدت وعيها سريعًا.
لا يُمكنها تصديق أن كل هذا حدث معها، رفعت رأسها عن حِجر آيلا تبكي، كان الأمر بالنسبة لها أشبه بكابوس فظيع، لكن وجودها هنا يثبت أن هذا الكابوس واقعيٌّ جدًا.
" من هؤلاء؟!"
مسحت آيلا على رأسها بلطف ثم قالت تتحدث إلى الأميرات جميعًا.
" سموّ الأميرات، نحن الآن أسيرات، سيستخدمونا للضغط على الملك والأمراء، ولا استعبد أن يستخدمونا لتلبية رغباتهم"
جعلنّ يبكينّ بصمت، ماريا قالت فيما تبكي كالجميع.
" من هم؟"
آيلا رمقتهنّ بأسف وقالت.
" أولًا ليس عليكنّ خلطهنّ بأمراءنا، هؤلاء نُسخ عنهم، نسختهم الطاقة الحمراء لتكسر حُكم المملكة بقتل الأُمراء، وجعل الملك دُمية لديها"
" الطاقة الحمراء؟ تقصدين طاقة الشرّ التي يحكمها جلالة الملك؟!"
آيلا أومأت بعدما سألتها الأميرة ليليانا- ملكة الشفاء- ثم قالت.
" ليس علينا أن ننتظرهم يأذونا ويستخدمونا لإسقاط الأمراء، نحن يجب أن نكون مصدر قوتهم، لا نِقاط ضعفهم، لذا نحن من واجبنا أن نحمي أنفسنا ونحمي المملكة بغيابهم"
" وكيف نفعل ذلك وهم بقوة الحُماة؟!"
نفت آيلا كلام الأميرة ليليانا وقالت.
" هم قِواهم مُزيفة؛ أي أنها ضعيفة مُقارنة بالحُماة، كما أنهم ستة فقط، لا يملكون قوة الشفاء فلو آذيناهم لن يمتثلوا للشفاء، لا يملكون خمسة من القِوى، لا قوّة مُتّحدة، حتى أن قدراتهم الخارقة محدودة، لا يمكنهم تتبعنا، فقط علينا أن نحذر من المستنسخ كاي بما أنه يتنقل ولا أدري لأي مدى هو يتنقل"
أومأنّ جميعهنّ، حينها قالت أميرة الأمير كاي كاثرين.
" وكيف علينا أن نؤذيهم ونهرب؟!"
إلتفنّ حول آيلا وهي قالت.
" هم بالتأكيد سيفرقوننا عن بعضنا، وحينما يفعلون علينا أن نستغل الفرصة لصالحنا، ستكون تلك فىصتنا الوحيدة للنجاة"
" كيف؟!"
...
ميريانا كانت في شِقّتِها بإنتظار عودة جِنّتيها من المُهمة التي أوكلتها لهما، فيما هي تنتظر مع الطاقة الزرقاء التي تمثّلت على هيئة كائن بشري شفّاف، شديدة بياض البشرة، شعرها الذي يصل الأرض أزرق كذا عدستيها.
" جلالتكِ، هل حدث وتواصل الأمير لوهان معكِ ثانيةً؟"
أجابت.
" نعم، وأخبروني بما عليّ فعله لمساعدتهم في الخروج من المُعتَقل، لكن عليّ أولًا أن أكون قويّة كفاية لأستعيدهم"
أومأت تلك السيدة وقالت.
" سأجعل من جونغكوك وجاكسون جنديّان لا يُقهران، وأنتِ عليكِ حماية نفسكِ وإنقاذ الحُماة لاحقًا"
أومأت ميريانا، ثم نهضت لتعد العُدة للعملية، مرّت ليلة على الحُماة وهم بالأسر يعذبون، بعضهم لن يتحمل لليلة أُخرى.
إرتدت بدلة جلديّة تستر جسدها بأكمله، وفرها لها جونغكوك، على ظهرها علّقت بُندقيّة، وفي جيبيها سلاحين ناريين، تلتف حول معصميّ البدلة أحبالًا مطاطيّة ثخينة، بنهايتها نِجم حديدية، ستساعدها على التسلق، كما قد تساعدها على القتال.
وصل جونغكوك وجاكسون أخيرًا، حطّا على الأرض ليستعيدا هيئتهما البشرية، ثم وقفا كشابيّن أقوياء أمامها، وتكلم منهما جونغكوك.
" جلالتك، هُم محجوزون بمُختبر للأبحاث الفضائية تابع لوكالة ناسا، يحميه عدد كبير من الجنود الأمريكين، والحكومة الكورية تُكثّف لأجلهم الحماية"
ثم اتبع جاكسون مُبتأسًا.
" نحن فقط ثلاثة مولاتي، لا يمكن أن ننتصر أمام كل هذه القوّات"
تقدمت منهم الطاقة الزرقاء وقالت.
" أنتم لستم ثلاثة، أنا معكم، وفي الداخل هناك إثنا عشر حامٍ، لا يمكن أن يُقهروا لو نجحنا في تحريرهم، نحن فقط علينا تحريرهم، وهم سينجحون في الباقي، أنا واثقة!"
تنهدت ميريانا فيما تضع قفازيّها الجلديّان، ونظّاراتها القاتمة.
" مهما كان الوضع، لا يُمكن أن أتركهم هناك، حتى لو فشلت بتحريرهم سأحاول، وسأضل أحاول حتى أنجح"
تحرّكت من مكانها يخلفها الرجلان والسيدة التي إختفت كما الهواء، لكن ميريانا تعلم أنها معهم.
إستقل ثلاثتهم الناقلة المُدرّعة التي أتى بها جاكسون مُسبقًا، فربما لو نجحوا سينقلوا الحُماة عبرها.
لوهان وفّر لها القدرة لأن تتواصل معه ذهنيًا متى ما أرادت، وها هي تفعل بمجرد ما تحرّكت الشاحنة.
" نحن خرجنا للتو، سنصل لكم بعد ساعتين"
لوهان سمع صوت الملكة بذهنه، فأشار بعينيه للحُماة وأخبرهم بالتخاطر.
" جلالة الملكة خرجت، خلال ساعتين ستكون هنا"
دي او قال في ذهنه.
" متى نبتدأ نحن؟!"
تشانيول قال.
" الآن!"
يتوسّط سرير دي او الغرفة التي هم محجوزون بها، كان يجلس على سريره بإستقامة، وإخوانه الأمراء على يمينه وشِماله.
رفع بصره إلى الأمام، وفي داخله رغبة بشحذ قِواه؛ لذا حمّاها حينما أراد تفجير النافذة العريضة بظهره، فتحولت إلى فُتات بغضون لحظة ونجم عن إنفجارها صوت مُروع.
وبما أن الإستخدام الأول لطاقته قد نجح لذا طاقته على وجه التحرر، أخذ ينظر إلى أصفاد إخوانه واحد تلو الآخر فتتحول إلى فُتات.
نهضوا جميعًا عن أسرّتهم، تشانيول جمعهم ووقف بهم جميعًا في منتصف الغُرفة، ثم مَدَّ يده بينهم وقال.
" سأعطي كل واحد منكم شطرًا من طاقتي، لتحموا أنفسكم ونخرج جميعًا بسلام"
إعترض لوهان.
" لكن..."
قاطعه تشانيول يقول.
" لا لكن أخي، أنت أكثرنا حاجة للقوّة"
تعاضدت أيدي الحُماة فوق يد الملك، ومنح كل واحد منهم شطر من طاقته لتتغذى قواهم المتخاذلة، ثم الملك قال.
" كل حامٍ من حُماة الطبيعة سيلازم حامٍ من حمُاة الحياة، كل أميرين يتشاركا القوة عليهما بالخروج معًا، أياكم أن يفقد أحدكم أخوه، نحن إثنا عشر أخ، لو فقدنا واحد منّا فقط ستكون مصيبة وأمر جلل، سلامتكم أهم ما نملك، ولو استطعتم الهروب بلا قتال فاهربوا!"
أومئوا جميعهم ثم تشانيول وجّه كلامه للأمير لاي.
" لاي، عليك بتطويقهم جميعًا بطوق من العافية كي لا يتعرضوا للأذى"
" سأفعل جلالتك!"
والآن حان وقت المعركة...!
وقف تشانيول خلف الباب، ثم نظر إلى سيهون فأومئ، مهمة سيهون هنا، جعل كل شيء يتم بلا صوت.
أدار تشانيول يد الباب، وعن عمد كسر القِفل، نظر في الرِواق، ثم أشار لإخوته بأصبعيه السبابة والوسطى ليخرج كل اثنين يتشاركا القوة معًا.
خرج سوهو وشيومين
ثم لاي وبيكهيون
دي او وتشين
كاي ولوهان
سيهون وتاو معًا
وأخيرًا تشانيول وكريس.
خرج كل اثنين عبر رِواق مختلف؛ نظرًا لأن المختبر عبارة عن متاهة يصعُب الخروج منها.
خلال طريق بحثهم عن مخرج؛ الأمير سوهو تراخت دفعاته، فهو الذي قاوم أقوى طاقة-النار- خلال وجوده في تلك الكبسولة الضيّقة.
سُرعان ما أسنده شيومين وقال.
" أنتَ بخير؟!"
أومئ يقول.
" رغم أنني ملك الماء، لكنني أشعر بعطشٍ شديد"
تنهد شيومين وقال.
" لا عليك، فقط اشحذ قواك، وسأساعدك بشرب المياه"
أومئ سوهو يُقوّم قِوامه بصعوبة مستندًا بكفّيه على خصريه.
شيومين رفع يده، وكلاهما أصبح ينظر فيها، رويدًا رويدًا تكوّن جليد على هيئة كأس، إمتلئ بالماء، ثم كلا منهما روى عطشه.
في رِواق آخر؛ كان سيهون وتاو يسيران معًا، إلا أن إحدى الممرضات خرجت من العدم واعترضت طريقهم تقول.
" كيف خرجتم أنتم؟!"
وسُرعان ما أرادت رفع النقّال الخاص بها للإبلاغ عنهم، حينها تاو ضرب بنانه ببعضه فتوقف الوقت إلا أنه حرر سيهون من قيد الوقت، ثم سيهون أخذ ينظر في عينيها حتى تفجّر رأسها.
ما كان يود أن ينفخ رأس أحدهم بضغط عالي من الهواء لدرجة تفجيره، لكنه لا يملك خيارًا آخر.
تمسّك تاو بيد سيهون وسحبه خلفه يقول.
" سيهون، اجمع شتاتك ودعنا نمضي سريعًا!"
لم يكن سيهون قادرًا على جمع شتاته، يكره أذية والناس، وتمنّى فقط ألا بستخدم قوّته بقتل أحد يومًا ما، واليوم فعل لأجل أن يبقى هو، قتل أحدهم ليحيى.
" سيهون هيا!"
سحبه تاو خلفه، فيما هو ينظر إلى تلك الجثّة ذات الرأس المُتفجّر.
في رواق آخر، كان كاي يسند جسد لوهان عليه ويسيران، فلوهان بات لا يقدر أن يمشي حتى لشدة ضعفه ولكثرة ما تحمّل جسده من تعذيب.
وهما اعترضتهم ممرضة، حسنًا يُمكن لكاي أن يختفي بلمح البصر من وجهها برفقة لوهان، لكن الأخير ورغم تعبه جعل يبتسم وقال.
" فقط انظر إليها، سأجعلها تغرم بك، وتفقد وعيها"
كاي ضحك بخفة رغم أنهما بحرب، هما لا يريدان أن يقتلا شخص مهما كان، والأهم لا يريدان إلحاق ضرر جسيم بها، فلا بأس من بعض العبث بغرض إنقاذ روحها والتسلية.
نظر كاي لها وألوانه شعّت، حدقتيه مثل بدرين، وشعره أبيض برّاق تتخلله خُصل سوداء وأخرى رماديّة.
ظهر وشم مداره النجميّ على عنقه، يمتد من خط فكه حتى عِظام ترقوته، وحينما ابتسم لها اندثر من مبسمه حبّات برق؛ جعلتها تسقط فورًا له، ولا تدري عن شيء سوى هذا السحر، الذي يكمن في وجهه الحَسن.
" يا إلهي، جمالك!"
لوهان قهقه وكاي غمز لها فاندثرت من بين رموشه حبات حُسن برّاقة، ثم كاي عاون أخيه، وعَبَرَ كلاهما من فوق المسكينة التي أُغمى عليها.
" ماتت الفتاة بطلقة حب"
للمرة الأولى يظهر للوهان حِس فُكاهي، ربما التعذيب أفقده عقله.
بيكهيون ولاي كانا يركضان في إحدى الأروقة، لكنها من العدم خرجت لهم إحدى الممرضات، وقبل أن تنبس بشيء، أنبت لاي بيده لها زهرة فعلّق بيكهيون ساخرًا.
" رومانسيّ يا رجل!"
لاي اتبع.
" أجعلها زهرة من ضوء واصمت"
ما إن نظرت الممرضة إلى الزهرة البيضاء حتى فقدت بصرها بفضل بيكهيون، فصرخت تستنجد إلا أن لاي كتم فاهها بيده وهمس قُرب أُذنها.
" لا حاجة لكِ للصراخ آنستي، ستستعيدي بصركِ بعد دقيقة، فقط اصمتي حتى ذلك الحين أو لا أعيده، حسنًا؟!"
سُرعان ما أومأت له، افقدها وعيها وردّ لها بصرها، ثم هرب بأخيه.
" إنسانيتك لا تسمح لك بإيذائها، أليس كذلك؟!"
لاي قال.
" هي عبد مأمور فحسب"
في رواقٍ ما، تشين ودي او كانا يركضان، حينها شعر دي او بأحد ما يسير على الأرض قريبًا منهما، فتمسّك بتشين بظهره وهمس.
" أحد ما هنا، فلنختبئ سريعًا!"
إختبئ كلاهما في الرواق الأيمن وإذ بممرضة أخرى تظهر، تكفل بها تشين، إذ أشار لها ببنانه فإمتد برق من بنانه وضربها ضربة واحد أسقطتها.
" هيا بنا"
أما تشانيول برفقة كريس فتصرفا بطريقة مُغايرة، فحينما حاصرتهم ثلاث ممرضات تشانيول قال.
" تعلمن أن الجحيم من نار، أليس كذلك؟"
أشعل بيده شعلة واستعرضها عليهنّ يقول.
" التي ستعترض طريقنا يؤسفني أن تموت مثل هذه الميتة الشنيعة!"
أفسحنّ الطريق له ولأخوه فسارا بثبات بينهنّ، خطرت في باله فجأة ميريانا، فهو لم يؤذي إمرأة قطّ إلاها، وهي المرأة الوحيدة التي في حياته.
في مثل هذه الأوقات؛ حينما يعود له وعيه، وتفقد الطاقة الحمراء سيطرتها عليه، ويتذكر الذي فعله بها يود لو يجعل النار التي أحرقتها تحرقه، يرغب في مُعاقبة نفسه، وقصّ يده التي تطاولت عليها.
ما يجعله ثابتًا منصبه كملك ومسؤوليته تجاه إخوانه وشعبه ومملكته، وأيضًا مسؤوليته إتجاهها، بمجرد أن يتحرر من هذه ااطاقة الملعونة سيفعل أي شيء كي تسامحه، مهما تطلب الأمر منه..
لم تكن الأروقة مزدحمة على عكس توقعاتهم، لا حرس ولا أحد، فقط هؤلاء الممرضات اللواتي يقابلهنّ صُدفة.
وصلوا البوابة الرئيسة للمُختبر، تجمعوا هناك في نهاية المطاف، أستخدم بيكهيون بمساعدة تشانيول ودي او قِواهم المثبّطة؛ لتحطيم البوابة العظيمة أمامهم.
وما إن عبروها ما كانوا ليصدقوا ما حدث معهم، كان من البلاهة أنهم لم يشعروا بالرَّيب إزاء خروجهم السَلِس من المُختبر، فجيش من المُسلحين بالعُصيّ والقُضبان الحديديّة يقفون أمام البوابة.
البوابة من الداخل بيضاء، من الخارج سوداء، لم تكن بابًا إلى الحُريّة كما ظنّوا، بل بابًا إلى ساحة الوَغى، الحُماة ما توقعوا ذلك، ولو فعلًا توقعوه، فهم أقوياء، لا يمكن هزيمتهم.
لكن المُفاجأة أن جميعهم فقدوا هيئاتهم الخارقة، وعادوا لهيئاتهم البشريّة العاديّة، نظر الجميع في الجميع، ولوهان صاح بلا تصديق.
" ما الذي يحدث معنا؟!"
سمعوا صوت قهقهة كان مصدرها من مكان ما بين الحشود من صفوف المُجندين أمامهم، وحينما تفرّق المجندين بان من خلفهم ذلك الرجل طويل القامة؛ تشوي سونغهيون كما عرّفه تشانيول سابقًا.
" رغم أن قواكم لا تخدمكم كما يجب، لكنكم أذهلتموني في آدائكم السلس"
ثم رفع سبابته يشير إلى الأمير تشين وغمز قائلًا.
" سيد البرق، أعجبني كيف كنت تفجر الكاميرات والرؤوس، ليس لديك قلب سموّ الأمير؟!"
تعاضد الأُمراء حول الملك، ليس لحمايته، بل لأنه أقواهم، حينها تشانيول ابتسم يستفز عدوه البشريّ وقال.
" حضرت رجالًا ليقاومونا بالعُصي؟!"
تقدم منهم يخلفه الأمراء أجميعن متمتمًا.
" يبدو أنك تستهين بقِوانا كثيرًا!"
لكل من الحُماة قوة جسدية تبلغ قوة عشرة رجال ثِقال أقوياء ومُدرّبين على القتال، هيئاتهم المتواضعة ما بين النحافة وقُصر القامة لدى بعضهم خدّاعة.
لوهان، وهو أضعفهم، وحده يستطيع طرح عشرة رجال من هؤلاء بغضون ثوانٍ، وهذا ما حدث.
فقد تفاجئ الحرس المقنّعون بمدى قوة هؤلاء الفتيّة كما يظنوهم، ورغم أن ثيابهم ثخينة كانت الضربات التي تصيبهم من الحُماة قوية جدًا، تؤلم كالموت ونزعاته.
فيما القِتال مُحتدم بين الأمراء الحُماة ومجنديّ المختبر؛ وصلت الناقلة؛ لتنزل منها ميريانا فيما ترى هذه الفوضى بدهشة.
بدى الأمر وأن النصر سيحالف الحُماة حتى أتت قوات إضافية ضعف العدد الموجود بالفعل، وهنا بدأ الأُمراء بخسارة فرصتهم للنجاة من هذا المكان.
تجمع على كل أمير من الأمراء عشرون رجلًا وأكثر، وأما الملك فقد نال حِصة الأسد من المُقاتلين، فلأنه أقوى من بقيّة الأُمراء، إذ هو بقوة ثلاثين رجلًا أقوياء في حالته البشرية، تجمع عليه وحده خمسين رجلًا كان عليهم إسقاطهم وحده.
الأمير كاي جثى على ركبتيه بوجه مُدمى، رموا بشيومين عبر الزجاج إلا داخل إحدى الشاحنات فسقط فيها والجراح تكاثرت عليه، يقيدون لاي، يضربون تشين وسوهو بالعُصي، حتى الملك يحاولون تثبيته.
ميريانا ما كانت تطيق أن ترى الأُمراء يتعرضون لهذه الإهانة دون أن تفعل شيء لمساعدتهم، هي أتت لتحريرهم من هذا المُعتقَل ومن جشع البشر، وستقوم بهذه المهمة مهما حدث.
أشارت لجونغكوك وجاكسون أن يتبعانها، ثم بمعونتهما تخلّصت من ثلاثة مُقاتلين بهدوء شديد، وفيما تقف عند رؤوسهم قالت للرَجُلين.
" سنتنكر بلباسهم، ونمثل أننا منهم، الحرب خُدعة كما تعلمون"
بعدما وضعت على جسدها قطع إضافية فوق بدلتها الجلدية لتوهمهم أنها منهم؛ أتت الطاقة الزرقاء أمامها على شاكلة المرأة الشفافة وقالت.
" جلالتك، اسمحي لي أن أدخل جسدِك، ستُصبحين قوية جدًا، ولن يقدر على هزيمة قبضتِك أحد"
أومأت ميريانا وفتحت ذراعيها لها تقول.
" ادخلي، أثق بكِ"
دخلت الطاقة جسدها فتراجعت ميريانا خطوتين متخاذلتين بفعل القوة المُفاجئة التي ملأت جسدها، ثم حينما رمشت بعينيها أصبحت حدقتيها زرقاوتين ذات بريق ساحر، كعيني لاي بالضبط.
وفيما الرجلين أمامها مسحورين بالمشهد قالت تُحدثهم.
" إما نحررهم وإما ننأسر معهم، لا رجعة في ذلك يا رفاق!"
تثاقلت أهدابهما وقالا.
" أمركِ جلالتك!"
فيما الأمراء يقاتلون علنًا مع هؤلاء المقنّعين ميريانا وجاكسون وجونغكوك كانوا يسقطونهم بالخفية، جاكسون ضرب رأس أحدهم من خِلاف، جونغكوك ضرب ظهر آخر، ميريانا وثبت إلى كتف واحد منهم ولَوت عنقه فوقع.
كان ثلاثتهم يصطادون المُقاتلين، وإن حدث ورآهم أحدهم، لن يشكّوا بهم، فهم يرتدون ذات الزي الذي يلبسونه هُم.
قضى الثُلاثي على عدد كبير منهم، وبدأت الأمور تسير لصالح الملكة، جعلت جونغكوك يقترب من إحدى المُقاتلين ليقول له.
" علينا أن نضعهم بتلك الشاحنة، فلهم قوّة خفيّة تُقاتل معهم، وسنخسرهم لو استمرينا هكذا!"
أومئ المقاتل، فهم يخسرون رجال كُثر ولا يدرون كيف، ثم صاح بزملائه.
" الذي يسقط من هؤلاء الفضائيين ضعوه في تلك الشاحنة!"
واحتدم القتال أكثر من جهة الحُماة الذين إزدادت مُقاومتهم رغم هلاك أجسادهم، إذ صاح تشانيول بهم.
" لا تستسلموا مهما حدث!"
إندس الثلاثي بين الحشود المجتمعة على الأمراء، وإذ بالأمير بيكهيون يقاتلهم بقبضتيه المتهالكتين من الكدمات والجروح.
كاد أن يلكم وجهها لولا أنها سريعًا ما أخفضت رأسها، ثم تقدمت منه سريعًا لتسقطه أرضًا، قيّدت معصميه فوق صدره، الشُكر للطاقة الزرقاء، وإلا ما قدرت عليه، ثم همست بصوت منخفض له.
" أنا ميريانا، لا تقاومني، فقط أسقط لأضعك في مكانٍ آمن"
اتسعت عينيه وهو ينظر لها خلف الخوذة التي تضعها، ثم مثَّل مشهد مُقاومة، فمثّلت أنها تضربه حتى سقط.
أمسكت بكتفيه ورفعته على كتفها تحمله، وضعته في السيارة إلا أنه استوقفها حينما تمسّك بمعصمها مندهشًا.
" كيف قدرتِ على تثبيتي وحملي؟!"
تكلّمت ميريانا.
" الطاقة الزرقاء تسللت إلى جسدي"
تركته في الشاحنة وخرجت، بعض الأعضاء سقطوا بالفعل وتولّى جونغكوك وجاكسون وضعهم في الداخل، وآخرهم الملك الذي لا يقدرون على تثبيته.
تدخلت ميريانا بين الحشود وحاولت تثبيته، كان قويًا جدًا رغم وجهه المُدمى وقبضتيه المُتكدِّمة.
رفعت خوذتها قليلًا عنها دون أن يلحظ أحد، حتى أصبح يرى قِلادة الماسّة على عُنقها فتخاذلت مُقاومته، إنها رمز المملكة، لا ترتدي هذه القِلادة سوى إحدى الأميرات والملكة، وبما أن الأميرات لسنَّ هُنا فإنها ميريانا بلا شك.
لذا تراخت دفعاته ضدها، وجعلها تجلبه بلا مقاومة شديدة حتى وضعته أخيرًا في الشاحنة، أغلقت عليهم باب الشاحنة، ثم صعدت مع جونغكوك وجاكسون في غرفة القيادة وانطلق الثلاثة.
فالمقاتلون يظنون أن هذه الشاحنة أخذتهم للمقرّ الرئيسي للوكالة في هذه البلد.
أخذ جونغكوك وجاكسون يحتفلان بنصرهم هذا، وميريانا بجانبهم تبتسم، هتف جاكسون.
" لقد ربحنا!"
حينما أصبحوا في مكانٍ بعيد جدًا عن المَقرّ، حيث أراضٍ شاغرة لا يسكنها أحد، ولا تسمع بين أشجارها سوى دبّات الحيوانات، ترجّلت ميريانا من السيارة، وقد سبق أن خرجت الطاقة الزرقاء من جسد ميريانا، لتطفو كغمامة فوق الشاحنة، لذا لن يلتقطها أحد بتقنياته.
تقدّمت من السيارة، وفتحت الباب الخلفي للشاحنة حيث الحُماة، خلعت خوذتها ونظرت لهم.
" مرحبًا سموّكم!"
بعض الأمراء الذين ظنّوا أنهم سقطوا بيد العدو مجددًا تدافعوا إليها خارجًا، وقفوا أمامها فيما بقي تشانيول في الداخل معه بيكهيون.
الأمراء حيّوها على شجاعتها وأنها خلّصتهم، إذ لوهان قال.
" جلالتك، أدّيتِ واجبكِ على أكمل وجه، شكرًا لكِ لإنقاذنا!"
نفت ميريانا بيدها تقول.
" هذا وجبي سمو الأمير، حياتكم من حياتي، لا يمكنني التخلّي عنكم!"
فيما يتبادلون الأحاديث الأُمراء معها، نظرت هي إلى داخل الشاحنة وإذ بتشانيول يجلس أرضًا بها.
ما إن نظرت إليه حتى خرج من السيارة وتقدّم منها، الجميع كان ينظر إليهما، لا تحضى ميريانا بذكرى سعيدة معه مؤخرًا؛ لذا هي فقط تحاشت النظر إليه، لكنه جذبها من كتفيها إليه، ثم طبع قُبلة على جبينها، وأخيرًا إحتضنها بين ذراعيه، وفيما يريح ذقنه على كتفها همس لها.
" جلالتك، أنتِ أثبتِّ إستحقاقكِ للقب"
تفرّق عنها يُمسك بكتفيها، ثم همس لها فيما يبتسم.
" شكرًا لكِ ميريانا لأنكِ أنقذتِني رغم ما أفعله بكِ"
...........................
كما توقّعت آيلا وأخبرت الأميرات حدث، فلقد بَنت خُطّة للفرار على حسب توقعاتها هذه.
ففيما الأميرات يتعاضدنّ بجلوسهنّ أرضًا، ورغم أن التعب وقِلة الغذاء والماء يضعفهنّ إلا إنهنّ كُنَّ مُصرّات على النجاة، فبنجاتهنّ قد تنجو المملكة من كيد الأعداء.
فُتِح باب الحديد ثم دخل خمسة رجال، هُم هؤلاء الذين يشبهون الحُماة، دخل أولهم سيهون وآخرهم كان بيكهيون.
منذ أن دخلوا ما كانت أنظارهم تجول بين الأميرات، بل كل واحد منهم كان ينظر لأميرة محددة.
تقدم سيهون من الأميرة فكتوريا فتشبثت بفستان الأميرة آيلا بجانبها، وفيما هو يتقدم وهي لا يمكنها الفرار قالت بصوتٍ يرتجف.
" أياكِ أن تقربني، سموّ الأمير سيهون لن يكتفي بقتلك"
سخر من هذا التهديد الفارغ بتقدمه الثابت منها، أمسك بعضدها وجعلها تستقيم فيما يقول.
" حتى يأتي ليقتلني دعينا نحن نستمتع"
نفت برأسها تحاول تفليت نفسها من يديه، لكنه رفعها على كتفه فصاحت تضرب ظهره فيما يأخذها للخارج.
وقفن الأميرات يتعاضدن ببعضهنّ البعض أمام هؤلاء المزيفين، فأخذوا يضحكون، هُنّ أميرات تعودنّ على الدلال والراحة، بالتأكيد لا يمكنهنّ القتال.
تقدم سوهو من ماريا وطرق بأطراف بنانه غمازة ذقنها قائلًا.
" أعجبتِني منذ أن رأيتك، ولا ينفع أن أرى العسل ولا أتذوَّقه"
رفعت يدها لتلكمه، لكنه تمسّك بمعصمها وسحبها خلفه بالقوة، ومهما حاولت التشبث بالأرض لا تُفلح في معرقلته.
بعض الأميرات بدأن بالبكاء بالفعل بما أنهنّ يخسرنّ كل واحدة منهنّ بالتوالي، خصوصًا الأميرتين آماندا وكاثرين، فنظرات تشين وكاي عالقة عليهنّ، أشار كاي لتشين إليهنّ فتقدما منهنّ ولاطوعًا ذهبنّ معهم.
بقيّ بيكهيون الذي يقف مستندًا على إطار الباب ويضحك فيما يصفّق بكفيه.
" اووه! مسكينات، لن تتحملن كل هذا الرعب بالتأكيد!"
رمقته آيلا بنظرة مُتقرّفة، فنظر لها وشدّ عوده يقول.
" بما إن إخوتي الآن يستمتعون، ما رأيكِ أن نستمتع نحن أيضًا؟!"
رمقته بذات النظرات المتقرّفة وقالت.
" تشتاق لأن تصبح رمادًا، أليس كذلك؟!"
حرّك كتفيه ثم نبس فيما يتقدم منها.
" ما دُمت سأُخلق مجددًا فلا بأس"
كاد أن يمسك بمعصمها لكنها أخّرته عن يده وبركبتها ركلته كي لا يقدر أن يستمتع قريبًا، ضحك بخفة إزاء ما فعلت قائلًا.
" أنا لستُ بشرًا عزيزتي، لن تقدري أن تؤلميني مهما فعلتِ"
أمسك بعضدها ثم جذبها حتى اصبحت بين يديه، رفع يده إلى وجنتها يتحسسها، والأخرى أحاطت خصرها تُقربها منه أكثر، رفع يده حتى رفع شعرها عن أُذنها واقترب ليهمس لها.
" أنتِ وحدكِ من ستتألم عزيزتي، فأنني أرى أن أميركِ العزيز سحب قواه منكِ، وأنا لا أحب أن يشاركني أحد ما أملكه"
حملها من خصرها إلى كتفه وخرج بها، كانت تعلم أن الأمور ستؤل إلى هذا الحال معهم، سيأخذون الأميرات التي هُن للأمراء المستنسخين عنهم.
وتركوا بقية الأميرات بالتأكيد لتعذيبهن، فالمستنسخ تشانيول لم يأتي معهم، وهذا ما حدث، إذ بعد مغادرة بيكهيون بآيلا على ظهره سمعنّ الأميرات صوت ضحكات خاشنة آتية من الرِواق الذي يضم هذه الغرفة المظلمة.
وإذ به المُستنسخ تشانيول، شعره باللون الوردي الباهت، كلون شعر الأمير شيومين، إحدى حدقتيه ضيّقة، بدى مخيفًا حينما دخل يحمل سلسلة مفاتيح.
" عذرًا سمو الأميرات، بما أن الملكة ليست معكنّ، سأتسلى بكنّ جميعًا، ولكن على طُرقي الخاصة"
نظر في الرِواق فدخل عدة رجال، كل اثنين تمسكا بأميرة، دب الرعب في قلوبهنّ فأخذنّ يصرخنّ خوفًا مما يحدث، وانتهى الحال بكل واحدة منهنّ مربوطة على لوح حديدي، كالذي رُبِطَت عليه آيلا في الماضي.
آيلا حيث هي أصابها الخوف رغم ذلك هي حاولت ضبط أعصابها التي تتفلت منها، الأميرات جميعهنّ لسنَّ قويات كفاية لمواجهة الشر في هذا المكان، ولا حتى هي، لكن أقلّها أنها جرّبت المُر هنا، ولا يوجد ما هو أمرّ لتذوقه.
أنزلها بيكهيون في جناحه الخاص الذي يتطابق مع جناحها في القصر إلا أنه أصغر حجمًا فحسب، فهذا مجرد قصر منسوخ ورديئ.
القوة التي نبنيها بعرق الجبين تكون أمتن من قوة تأتي بطرفة عين.
أنزلها أرضًا، وبلا مُقدمات باشر بخلع سترته، هكذا تصرّف ليلة الزفاف، بسببه كنّت حقدًا لا يمكن تسويته للأمير، هذا المستنسخ أمامها مجرد كائن حقير أناني وشهواني، ومهما حدث لن تسمح له بأن تكون أداة يُفرّغ بها شهواته.
سرٌ لا يعرفه المستنسخين، عِقد الألماسة وراءه سر خفيّ، الأمراء قبل قيام دولتهم كانوا محتاطون لمثل هذا الحدث، فصمموا هذه الألماسات لحماية أميراتهم قبل أن يحضروهنّ حتى.
في كل ماسة تحوي نوع قوّة تتوافق وقوة الأمير الذي تتزوجه الأميرة التي بعنقها هذا العِقد، إذ لا يمكن المساس بها.
يوم زواج آيلا من المستنسخ كان قد وضع لها ألماسة عادية، لا قوّة فيها، ظنًّا منه أن هذه الألماسات مجرد تقليد وحسب، ولأنها لم تكن تضع الألماسة الحقيقة في عنقها إستطاع إيذائها بتلك الطريقة المؤسفة.
لكن الآن، هي تضعها، فبيكهيون بدّلها لها دون أن تدري لتضع في عنقها الحقيقيّة، هذا السر يعرفونه فقط الأمراء.
آيلا كانت تخطط لإسقاطه بقوة بدنها المتواضعة، كسب الوقت للفرار وتضييعه معه، لم تكن تدري أن بقية المستنسخين قد فقدوا وعيهم منذ زمن بمجرد ما مسّوا إحدى الأميرات بنيّة الإعتداء ضربتهم القوة الكامنة في العِقد.
آيلا كانت تتراجع عنه وهو يتقدم، لم تكن لتسمح لشيء أن يعرقل تراجعها حتى وصلت سور الشرفة وأصبح ظهرها عليه قالت فيما يحاصرها بدوره بين ذراعيه.
" فلتعلم شيئًا، أنا إما أقتلك أو أقتل نفسي ولا يحدث ما تطمح إليه"
برم شفتيه يومئ معجبًا بثقتها هذه وقال.
" إن استطعتِ اقتليني"
تقرّب منها أكثر فثنت قدميها تضرب صدره ليندفع عنها ثم أخرجت من تسريحة شعرها الدبوس الطويل الذي يمكنه قتل بشريّ، رفعته وغرزته بصدره بكل قوتها.
شهق بقوة وتسرّب الدماء من فمه، نظر لها بملامح مشدودة، كذا عروق عُنقه وجهه إحمرّ، وحدقتيه أصبحت حمراء.
رفع قبضته التي ترتجف فيما يخرج منها دُخان نفّاث أحمر، وأخرج النصل بقوة من صدره، ورغم الألم إلا أنه إبتسم يهزئ بها.
" سأذكركِ مجددًا، هذه الأشياء لا تقتلني، أنا أقوى مما كنتُ عليه سابقًا"
وحينما وجدت أن لا نفع من السلاح معه أرادت رمي نفسها من أعلى الشرفة، فالموت أفضل مما يريده، لكنه سُرعان ما تشبث بها وصرخ.
" مجنونة أنتِ!"
" دعني!"
صرخت تدفع كتفيه، فابتعد يتمتم بالشتائم عليها، اقترب مجددًا فيما هي تلهث وحبّات العرق تتصبب من جبهتها، اجتذبها من معصمها، ودفعها داخل الجناح فسقطت أرضًا وخرج صوت ألمها معه.
شقّ قميصه وانحنى إليها يقول والغضب يشتعل في عينيه ذوات الحدقة الحمراء.
" سآخذ ما شئت منكِ، وستعيشي معي، أنتِ لي، فلقد حصلتُ عليكِ أولًا!"
ودت لو تزحف بعيدًا عنه، لكنه سحبها من ساقها فاندثرت أرضًا تصرخ.
" لن يكون موتك كافي هذه المرة، إن كانت حياتك تهمك حقًا إبتعد عني!"
زفر ساخرًا يبتسم، ثم أمسك بيديها بغلظة يثبتهما فوق رأسها، واقتربت شفتيه من عُنقها وهي صرخت، لكن صرخته كانت أعلى بكثير من صرختها.
لم تدري ما باله، فما إن مسّت شفتاه أديمها صرخ، شعرت بشيء يقطّر على عنقها، فدفعت به عنها ومسحت عنقها، أنه دم قاتم، دمائه.
نظرت إليه مدهوشة فيما تبتلع رمقها، لقد فقد وعيه أو مات، لا تدري ولا تهتم، ما يهمها أن تنفذ منه إلى أي قُطر من أقطار هذا العالم.
خرجت من جناحه بحذر، نظرت في الرِواق يمينًا يسارًا، لم يكن هناك أحد، لذا خرجت وسارت إلى الحائط بحذر شديد، إن كان هذا القصر نسخة مزيفة عن قصر المملكة، فأنها تستطيع أن تجد بقية الأميرات.
بانوا لها حرسًا من آخر الرواق، فختبأت تكتم فاهها بيدها، وبخفّة شديدة تسللت إلى خارج القصر الفضيّ.
ذهبت تبحث عن بقية الأميرات، هنّ بالتأكيد في قصور محددة، ذهبت إلى قصر المستنسخ سيهون، تسللت إلى الداخل وبصعوبة إستطاعت الوصول إلى جناحه، وجدته أرضًا والأميرة تلتصق بالحائط وتبكي.
دخلت إليها آيلا، وجذبتها من يدها إلى الخارج تقول.
" لم يكن عليكِ البقاء بعد وقوعه، ماذا لو استفاق ووجدكِ أمامه؟"
همست فكتوريا فيما تسير مع الأميرة آيلا وتتكتم على بكاءها.
" فورما قَدَّ دُبر ثوبي سقط هكذا، لا أريد أن يموت إنسان على يدي أو بسببي!"
تنهدت آيلا وإلتفتت إليها تقول.
" لكنه ليس بشري، يا ليته بشري يموت بهذه السهولة ولا يحيى من جديد!"
وكما اتفقت آيلا مع الأميرات الثلاث الأخريات؛ وجدتهنّ قُرب القصر الأحمر، فلقد توقعت آيلا أن يأخذ المستنسخ تشانيول بقية الأميرات لتعذيبهنّ هناك، وفي قصر المملكة أسفل كل قصر يوجد غرف منفصلة كهذه، لكنها هناك، بالقصر الحقيقي، لم يكن الغرض منها التعذيب، بل مُعاقبة المذنب عبر عزله.
أشارت إليهنّ ليتقدمن ثم تسللنّ إلى الداخل بخفة وخفاء، هؤلاء المستنسخين مغرورين ومغترّين، فلا يضعون حرس كُثر لفرط الثقة بأنفسهم.
تسللن إلى الطابق الذي يسفل الأرض، كان هادئ، لا يسمع به حسيسًا ولا يوجد به أحد، ما إن فتحت الأميرة أحدى الأبواب فتح معها وإذا خلفه كاترينا أميرة الأمير كريس، وأرضًا يقع تشانيول ذا الشعر الوردي.
هبطت آيلا قُربه على ركبتيها وأخذت تبحث في جيوبه عن مفاتيح هذه الغرف حتى وجدتها، فيما تولّت الأميرة ماريا تحرير الأميرة كاترينا من على اللوح.
خرجت آيلا لتحرير بقية الأميرات، وقبل خروجهنّ من الطابق قالت آيلا.
" غرف التعذيب هذه مليئة بالأدوات التي يمكننا استخدامها لحماية أنفسنا، خذنّ منها على قدر إستطاعتكنّ"
وهذا ما حدث، إذ أخذنّ الأميرات تلك الأدوات، من أنصال، وسكاكين وسياط وغيرها من الأدوات الساديّة لحماية انفسهنّ، قمنّ بقص فساتينهنّ حتى الرُكب ثم خرجنّ جميعًا معًا بتسلل.
ولسوء حظ الحرس، فلقد قطعوا طريقهنّ فِرقة منهم، في كل الحالات الأميرات لن يخسرنّ هذه المعركة، فلو تأذّينّ سيسقطون هم مغشى عليهم، لذا تقدمن ببسالة، إحدى عشرة أميرة بمواجهة فرقة تتكون من عشرين رجلًا.
شمّرن عن أكمامهن، ورفعن شعورهنّ بقطع ممزقة من أثوابهنّ فيما يهرولنّ ناحية هؤلاء النسخ الرديئة.
أبدين الأميرات شجاعة وبسالة في تلك المواجهة، إذ قاتلن كجسد واحد وبروح قوية، حتى أكثرهنّ دلالًا ورقّة، فكتوريا، قاتلت وأسقطت رجلًا حينما ضربت رأسه بعصا غليظة.
أخذن يضربنهم بالأنصال والسياط والعُصي، أما ماريا فلقد كانت شُجاعة كفاية لترمي قلب أحدهم بسكين.
وقفنّ جميعهنّ فوق هذه الجثث الهامدة وأخذن يتنفسنّ النصر، هذه قوة النساء، يستطعنّ هزيمة الرجال لو أردنّ ذلك بالفعل.
......................
صرخت برجالها الذي رؤوسهم وأنظارهم بالأرض، نسخها الرديئة.
" الأمر لم ينتهي إلى هنا، لم ينتهي!"
تقدمت من مستنسخها بيكهيون تقول.
" أنت كنت واثق بأنك هذه المرة لن تخسر، وأنك تنتظر الفرصة بحكمة، لكن انظر إلى نفسك وإلينا، مجرد فتيات صغيرات لم تقدروا عليهنّ، فكيف ستقدرون على أمراء أقوياء وملك قوي، جيش متين وحرس مُدرّب، بثقتكم العمياء هذه؟!"
عادت لتجلس على عرشها الذي هو نسخة رديئة عن عرش الملك.
" إن نفذوا من يد البشر، فهم لن ينفذوا من قوة سحري، سأحبسهم بالأرض، ولن اسمح لهم بالعودة ها هنا أبدًا!"
........................
سلااااااااااام
It's been along time without you my friends
آخر تحديث كان قبل العيد الأضحى!
Oh My God!
I am so sorry
بصراحة الوقت ضيّق، مسؤولياتي بحياتي الشخصيّة ماخذة كل وقتي، غير هيك كتابيًا كنت متأزمة بسبب تفاح محرم.
الآن تفاح محرم خلصت، وصارت الدرك الأسفل هي الرواية الرئيسية.
إذا لاحظتوا الفصول صارت أطول والأحداث حامية، الرواية حاليًا عم تمر بتأزم الصراع، لهيك أحتاج وقت قبل ما اكتب أي مشهد.
وبما أنه حاليًا عم أكتب الدرك الأسفل وهيبتها بس، سو رح تكون التحديثات أكثر وأسرع والفصول طويلة هيك.
رغم التخاذل وقلة الوقت والقوة أحيانًا إلا أنه حبكم وحماسكن بيدفعني لأكمل الرواية بشغف، لأمي بكون متشوقة أعرف آرائكم وأفكاركم وردات فعلكم، لهيك لا تبخلوا عليّ بتفاعلكم.
الفصل القادم بعد 150 فوت و200 كومنت.
1.رأيكم بميريانا؟! وقوفها مع الأمراء وشجاعتها في مواجهة الأعداء؟
2. رأيكم بالحماة؟ تعاونهم وتماسكهم حتى الخروج؟
3.رأيكم بالمستنسخين؟ ماذا سيفعلون للسيطرة على الكوكب؟
4.رأيكم بآيلا؟ شجاعتها في مواجهة بيكهيون المستنسخ وإنقاذ الأميرات؟
5.رأيكم بالأميرات؟ تعاضدهن في النهاية؟
6.رأيكم بالفصل ككل وتوقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
حيوات الحُماة هُنا على المَحك، إذ توافقت توقعاتهم مع صيرورة الأحداث هنا، البشر بالفعل جِنس طمّاع لأقصى حد، لأجل المال والشُهرة لا بأس لديهم بأن يقتلوا بما أن المُقابل بعض رُزم المال وبعض بُقع الضوء.
تشانيول كان يشعر باليأس إزاء مسؤوليته كملك، وحامٍ، والأهم كأخ.
فلا يقدر على تحرير إخوته ولا تحرير نفسه، فقط يرى إخوانه يتغرضون للتعذيب، وهو لا يملك سوى النظر إلى معاناتهم والإنصهار في داخله، وكأن النار التي تأبى الإنصياع له وحرق كل من يمس أحد من أحبابه ببنان تحرقه هو من داخله بدلًا عن الجميع.
كل واحد من الحُماة، بما فيهم هو، وضِعَ في كبسولة مخبريّة، وعبرها؛ كل واحد منهم تعرّض إلى القوة التي تُناقض قوته؛ كي يقدروا المخبريين على تقدير مدى قوتهم.
إلا بعضًا منهم، الذين لا يمكن إختبار مدى قوّتهم بهذه الطريقة، وهم تاو، لوهان، وكريس، وكاي، وتشين، فهم يخضعون لنوع آخر من التعذيب.
أما البقيّة فهم بتلك الكبسولات الضيّقة يواجهون معركة هم الطرف الوحيد فيها...
فمثلًا...
شيومين تتسرب له المياه من حيث لا يدري عبر الكبسولة، فإن ما جمّدها من حوله سينتهي أمره مخنوقًا.
أما يشينغ فتخرج أنصالًا من الكبسولة وتنغرز فيه، فإما ينزف حتى يموت أو يُعالج نفسه سريعًا فيما يقاوم تلك الأنصال.
سوهو تندلع من كبسولته نارًا تلتهب أسفل قدميه، يقاومها بمقدرته على سَرب الماء من أصابعه وإلا إحترق.
بيكهيون موضوع في كبسولة مُعتمة جدًا تطمس النظر، فيضطر إلى أستخدام قوته لتنوير عتمته وإلا فقد بصره.
سيهون يندلع من الكبسولة صوت صياح مُخيف وشديد يجعل أُذنيّه تنزف، فإما أن يمنع موجات الصوت أن تصل إلى أذنيه عبر الهواء، أو فقد سمعه وتفجّر رأسه بفعل قوتها.
دي او تنبعث من أسفل قدميه حشرات مُخفية، حشرات مهجّنة وفقّاريات مفزعة؛ وليحمي نفسه من آذاها عليه طمرها بتراب ينسلّ من بين أصابع قدميه وإلا قُرص منها وتسمم.
أما تشانيول فهو موضوع بقالب من جليد، حرارته ثلاث مائة درجة سيلسيوس تحت الصفر، فإما أن يحرق الجليد من حوله، أو الجليد يحرقه.
وأما بقية الحُماة الذين هم خارج الكبسولات، فهم يتعرضون للتعذيب الذهني عبر الموجات الكهربائية والكشف المغناطيسي على الذهن.
إذ هم يختبرون ذهنيًّا مدى قوتهم، ويعذبونهم في نفس الوقت.
جميعهم مربوطين إلى أسرّتهم، على رؤوسهم أسلاك كهربائية مُتصلة بجهاز يتحكم به إحدى المَخبريين المجانين.
وبعد طور طويل مع التعذيب هذا، أخرجوا الحُماة من معاقلهم ووضعوهم في غرفتهم السابقة، كل أربعة أسرّة تتجاور على ثلاثة إتجاهات في الغرفة.
أبقوا المَخبريين على قيود الحُماة وأصفادهم إلى أسرّتهم، فيما ممرضات يرتدين زي أبيض بطواقي حُمُر، خدمنّ أسرّتهم ووضعنّ لهم مغذيات ومحاليل طبيّة تساعدهم على إستعادة عافيتهم حتى يتحملون حِصّتهم من العذاب غدًا.
فبالتأكيد المسؤولين عن إكتشافهم ودراستهم لا يريدونهم أموات، ولم ينسوا بالتأكيد تثبيط قِواهم عبر المُرخيات العصبيّة والعضليّة.
بيكهيون نظر إلى الأضواء وأطفئها بنظرة من عينيه، وفيما المُراقبين يعتقدونهم نيام، هم كانوا يتخاطرون ذهنيّا مع لوهان، الذي كوّن بينهم جميعًا شبكة ذهنيّة تمكنهم من التواصل مع بعضهم البعض.
فلا، المُراقبين لا يستطيعوا أن يعلموا أنهم مستيقظين من مؤشراتهم الحيوية، فمؤشراتهم ليست عادية، وما زالت بعيدة لأن يقدروا على فهمها.
لذا كان على الحُماة إستغلال الفرصة، فبعدما عقد لوهان الشبكة الذهنية، أطرافها الحُماة جميعهم قال.
" علينا أن نُخطط كي نخرج من هنا، ونُحرر قِوانا، علينا إستعادتها كي نعود إلى كوكبنا"
قال تشانيول.
" لا أظن أن بعضكم سيتحمل التعذيب هذا ليوم آخر، هم يستنزفون قِوانا لكي لا نقدر على تحرير أنفسنا.
هم ينتهكون قِواي بشكل خاص؛ لأنهم يعرفون أنني الأقوى بيننا، ويضغطون على لوهان بما أن قوته تتيح له الإتصال بأي أحد.
أنا أتحمل يوم آخر من العذاب، لكن لوهان لا، لذا علينا الآن أن نحاول تخليص أنفسنا قبل أن نخضع للتعذيب مجددًا في الغد"
حينها قال بيكهيون.
" ماذا علينا أن نفعل إذن؟"
تشانيول أجاب.
" علينا أن نحاول الخروج من هنا كيفما كان، ودون أن يشعروا بنا، كي لا تقدر علينا أسلحتهم"
سوهو قال.
" نحتاج إلى تكتيك وخُطة مُحكَمة للنفاد من هنا أولًا، دعونا نفكر بخُطّة"
..................
في مكان مُظلم، جُدران مُعتِمة، نافذة صغيرة على ارتفاع مترين يحدّها سياج حديدي متين، باب شديد الغِلظة من الحديد، وعلى أرضٍ باردة قاحلة عارية الأميرات متساقطات.
كأوراق ربيعيّة قتلها الخريف وسحب منها ألوانها البهيّة، هُنّ كُنّ على هذه الحالة.
لم تكن واحدة فيهنّ صامدة أو قوية البدن إطلاقًا إلا آيلا، التي أصبحت تملك عدوًا واضحًا بوسعها أن تتخلص منه، وهدفًا لتخرج من هنا.
الأعتياد على هذا المكان وعلى هذا القدر من العذاب؛ خوّلها ألا تسقط كبقية الأميرات، فبينما هنّ جميعًا أميرات رقيقات لم يرين من مُر الحياة شيء منذ أن وطأت أقدامهنّ أرض هذه المملكة، آيلا ذاقت الأمرّين، وما عاشت إلا بضنك.
من بين الأميرات جميعًا وحدها فكتوريا التي تعرضت للتعنيف أكثر من بقية الأميرات، كانت الأميرة آيلا تجلس أرضًا، وفي حِجرها رأس الأميرة التي لم تستيقظ منذ البارحة.
الأميرات جميعهن أستيقظنّ منذ وقت بسيط، لا يفهمنّ ما حدث ولا ما سيحدث، آيلا فقط إكتفت بالإطمئنان عليهنّ، والتكتّم على علمها بحقيقة هؤلاء المزيفين حتى تستيقظ فكتوريا وتشرح لهنّ كل شيء، لعلهنّ يجدنّ طريقة بالهروب من هُنا معًا.
حرّكت فكتوريا رأسها فالتفتت آيلا لتطمئن عليها.
" فكتوريا، أنتِ بخير؟!"
ها قد أفاقت، تكمش ملامحها من الألم وتتمسك برأسها إذ أن صُداع فظيع يداهمها، أومأت لآيلا رغم أنها لم تكن بخير على الإطلاق.
ففكتوريا عادت بذاكرتها إلى ما حدث قبل أن تفقد وعيها.
كُن الأميرات العشرة مُجتمعات في قاعتهنّ الخاصّة حيث يتناولنّ الطعام عادة، كُن الأميرات يتبادلنّ الأحاديث بقلق حيال الحُماة الذين خرجوا ليصطادوا مساءً، برح الليل وطلّت الشمس وهم لم يعودوا بعد.
ماريا -ملكة الماء- بعثت أمرًا ببعث فِرق من الحرس إلى الغاب الذي يصطادون الحُماة فيه عادة ليبحثوا عنهم، وطلبت التشديد على حراسة القصر بشكل إحترازي.
بعدها كُن مُلتفّات حول طاولة الطعام، ولم تأكل أي واحدة منهنّ شيء، فكيف يأكلنّ والقلق يأكلهنّ؟
لذا كنّ شاردات قلقات بأحوال أزواجهنّ الأُمراء، جميعهن بلا إستثناء، رغم أن بعضهنّ لا علاقة حُب تجمعهنّ بأزواجهنّ، وأُخريات فقط يعشنّ ما فُرض عليهنّ، وحدها فكتوريا الغاطسة في حُب أميرها -الأمير سيهون-، ومنهنّ من يحملنّ علاقة وِد وإحترام متبادلة مع أزواجهنّ، كأميرة الأمير تشين الأميرة آماندا.
قالت فكتوريا.
" سمعتُ سيهون يقول للأمير تشين بأنهم سيهبطوا إلى الأرض ليصطادوا، فلا يمكن لجلالة الملك أن يذهب للأصطياد وحده، سمعتهم يقولون أنهم سيصطحبون الأمير بيكهيون معهم"
تنهدت ماريا بأسى فيما تدعك صدغيها قائلة.
" أخبرني الأمير سوهو بذلك، لكنني إحتياطًا طلبتُ ببعث فرق إستطلاع للغابة، نحن لا نستطيع أن نبحث عنهم في الأرض كما تعلمنّ"
فجأة بدأنّ الأميرات يسمعنّ شغب شديد يأتي من الخارج، كِدنّ أن يخرجنّ ليرينّ ما في الأمر، لكن ماريا وقفت على الباب تمنعهنّ قائلة.
" لا، لا يمكن أن نخرج، علينا أن نحمي أنفسنا فقط، هذا واجبنا كأميرات"
إعترضت الأميرة كريستين -ملكة القوة-.
" لكن ربما هؤلاء الحرس يتشجارون فقط، أو أنهم سمعوا بخبر ما عن الحُماة"
نفت ماريا والإرتباك أرجفها.
" لا يمكن لهذا الشغب أن يكون من الحرس، فهم مُدرّبين، والأمير لوهان يتحكم بعقولهم"
حينها الأميرة جازميت قالت.
" ما الذي يحدث إذن؟!"
نبست ماريا.
" أحدهم يُهاجم القصر!"
ثم فجأة الباب الذي يحميهنّ سقط بضربة بَرق.
سقط الباب ليظهر من خلفة خمسة رجال، يشبهون الحُماة جدًا إلا أن ثيابهم الجلديّة غريبة جدًا، كذلك على وجه كل واحد منهم نُدبة.
أحدهم ذا نُدبة أسفل عينه اليُسرى، شعره أحمر، يرتدي بدلة جلدية حمراء غريبة تكشف صدره وعضلات معدته، إنه يشبه الأمير سوهو كثيرًا.
ماريا لم يخدعها الشبه فتراجعت عنه تقول بدهشة.
" أنت لستَ الأمير سوهو، أنت أحد يشبهه فقط!"
تقدم منها ذلك الرجل الغريب يبتسم إبتسامة عريضة فيما يرفع إحدى حاجبيه العريضين.
" إذن أنتِ هي الفتاة التي تخُصّني"
رفع سبابته ووسطاه مترافقين، وسار بهما على عُنقها حتى كاد أن يصل صدرها ضربت يده تبعده عنها، حينها نظر إلى وجهها المذعور وضحك.
إلتفت إلى رِفاقه وقال.
" انظروا إليهنّ، تعجبني أذواق الأُمراء الأغبياء"
ضحك بعضهم إلا واحد، كان سيهون المُستنسخ الذي لا يعرف كيف يبتسم حتى، وتشين المُستنسخ علّق.
" سيسعنا أن نقضي ليالٍ ساخنة برفقتهنّ"
سيهون المستنسخ كان ينظر إلى الأميرة التي هي حِصته كما اتفق سابقًا وإخوانه، كانت تتجنب نظراته، يبدو عليها الإرتباك وتتراجع عن الجميع، تقف وحدها بعيدًا.
بلمح البصر كان أمامها، صرخت خائفة لذا كتم صوتها بكفّه، كان بوسعه أن يتأمل ملكة الرياح كما يشاء، ويُقيّم مدى إعجابه بها، كذلك هي.
" ألا تعلمين من زوجكِ الذي ينتمي لفصيلة الكلاب، أن الغزال حينما يبتعد عن قطيعه يَسهُل إفتراسه؟!"
بدلته الصفراء، النُدبة التي على عينه اليُمنى وشعره الأسود المرفوع، يملك وجه سيهون، قامة سيهون، صوت سيهون، لكنه ليس سيهون.
حاولت إبعاد يده عنها، لكنه شدد على فاهها لدرجة آلمتها جدًا.
وفجأة إلتفت يده حول خصرها ورفعها إلى كتفه، يحملها ويذهب بها بعيدًا، كانت تصرخ، تضرب ظهره بقبضتيها، ولكنها لن تنجو منه بهذه السهولة.
وأما الأميرات، فما كِدنَّ أن يعترضنّ للدفاع عن الأميرة إلا وأحاطهنّ هؤلاء الرجال الأربعة معهم رجال أُخر لمعاونتهم.
رجال يشبهون الأمراء والملك، تشانيول، تشين، سوهو، وكاي.
وبالتأكيد تم خطفهنّ كما حدث معها.
كانت تقاوم على ظهر الرجل الذي يشبه سيهون، تحاول الفرار منه، وحينما أصابها العجز صرخت تلعنه.
" اللعنة عليك أيها المريض المُزيف! انزلني! من أنت أيها الحُثالة!"
أكثر ما يستفز المستنسخين هو أن ينعتهم أحد ما بالمُزيفون رغم أنها حقيقيتهم، وهو لا بصبور ولا حليم، جعل الهواء يحملها، وألقى بها بقوة على الجدار.
لم تصرخ، لم تنبس بشيء، فقط فقدت وعيها سريعًا.
لا يُمكنها تصديق أن كل هذا حدث معها، رفعت رأسها عن حِجر آيلا تبكي، كان الأمر بالنسبة لها أشبه بكابوس فظيع، لكن وجودها هنا يثبت أن هذا الكابوس واقعيٌّ جدًا.
" من هؤلاء؟!"
مسحت آيلا على رأسها بلطف ثم قالت تتحدث إلى الأميرات جميعًا.
" سموّ الأميرات، نحن الآن أسيرات، سيستخدمونا للضغط على الملك والأمراء، ولا استعبد أن يستخدمونا لتلبية رغباتهم"
جعلنّ يبكينّ بصمت، ماريا قالت فيما تبكي كالجميع.
" من هم؟"
آيلا رمقتهنّ بأسف وقالت.
" أولًا ليس عليكنّ خلطهنّ بأمراءنا، هؤلاء نُسخ عنهم، نسختهم الطاقة الحمراء لتكسر حُكم المملكة بقتل الأُمراء، وجعل الملك دُمية لديها"
" الطاقة الحمراء؟ تقصدين طاقة الشرّ التي يحكمها جلالة الملك؟!"
آيلا أومأت بعدما سألتها الأميرة ليليانا- ملكة الشفاء- ثم قالت.
" ليس علينا أن ننتظرهم يأذونا ويستخدمونا لإسقاط الأمراء، نحن يجب أن نكون مصدر قوتهم، لا نِقاط ضعفهم، لذا نحن من واجبنا أن نحمي أنفسنا ونحمي المملكة بغيابهم"
" وكيف نفعل ذلك وهم بقوة الحُماة؟!"
نفت آيلا كلام الأميرة ليليانا وقالت.
" هم قِواهم مُزيفة؛ أي أنها ضعيفة مُقارنة بالحُماة، كما أنهم ستة فقط، لا يملكون قوة الشفاء فلو آذيناهم لن يمتثلوا للشفاء، لا يملكون خمسة من القِوى، لا قوّة مُتّحدة، حتى أن قدراتهم الخارقة محدودة، لا يمكنهم تتبعنا، فقط علينا أن نحذر من المستنسخ كاي بما أنه يتنقل ولا أدري لأي مدى هو يتنقل"
أومأنّ جميعهنّ، حينها قالت أميرة الأمير كاي كاثرين.
" وكيف علينا أن نؤذيهم ونهرب؟!"
إلتفنّ حول آيلا وهي قالت.
" هم بالتأكيد سيفرقوننا عن بعضنا، وحينما يفعلون علينا أن نستغل الفرصة لصالحنا، ستكون تلك فىصتنا الوحيدة للنجاة"
" كيف؟!"
...
ميريانا كانت في شِقّتِها بإنتظار عودة جِنّتيها من المُهمة التي أوكلتها لهما، فيما هي تنتظر مع الطاقة الزرقاء التي تمثّلت على هيئة كائن بشري شفّاف، شديدة بياض البشرة، شعرها الذي يصل الأرض أزرق كذا عدستيها.
" جلالتكِ، هل حدث وتواصل الأمير لوهان معكِ ثانيةً؟"
أجابت.
" نعم، وأخبروني بما عليّ فعله لمساعدتهم في الخروج من المُعتَقل، لكن عليّ أولًا أن أكون قويّة كفاية لأستعيدهم"
أومأت تلك السيدة وقالت.
" سأجعل من جونغكوك وجاكسون جنديّان لا يُقهران، وأنتِ عليكِ حماية نفسكِ وإنقاذ الحُماة لاحقًا"
أومأت ميريانا، ثم نهضت لتعد العُدة للعملية، مرّت ليلة على الحُماة وهم بالأسر يعذبون، بعضهم لن يتحمل لليلة أُخرى.
إرتدت بدلة جلديّة تستر جسدها بأكمله، وفرها لها جونغكوك، على ظهرها علّقت بُندقيّة، وفي جيبيها سلاحين ناريين، تلتف حول معصميّ البدلة أحبالًا مطاطيّة ثخينة، بنهايتها نِجم حديدية، ستساعدها على التسلق، كما قد تساعدها على القتال.
وصل جونغكوك وجاكسون أخيرًا، حطّا على الأرض ليستعيدا هيئتهما البشرية، ثم وقفا كشابيّن أقوياء أمامها، وتكلم منهما جونغكوك.
" جلالتك، هُم محجوزون بمُختبر للأبحاث الفضائية تابع لوكالة ناسا، يحميه عدد كبير من الجنود الأمريكين، والحكومة الكورية تُكثّف لأجلهم الحماية"
ثم اتبع جاكسون مُبتأسًا.
" نحن فقط ثلاثة مولاتي، لا يمكن أن ننتصر أمام كل هذه القوّات"
تقدمت منهم الطاقة الزرقاء وقالت.
" أنتم لستم ثلاثة، أنا معكم، وفي الداخل هناك إثنا عشر حامٍ، لا يمكن أن يُقهروا لو نجحنا في تحريرهم، نحن فقط علينا تحريرهم، وهم سينجحون في الباقي، أنا واثقة!"
تنهدت ميريانا فيما تضع قفازيّها الجلديّان، ونظّاراتها القاتمة.
" مهما كان الوضع، لا يُمكن أن أتركهم هناك، حتى لو فشلت بتحريرهم سأحاول، وسأضل أحاول حتى أنجح"
تحرّكت من مكانها يخلفها الرجلان والسيدة التي إختفت كما الهواء، لكن ميريانا تعلم أنها معهم.
إستقل ثلاثتهم الناقلة المُدرّعة التي أتى بها جاكسون مُسبقًا، فربما لو نجحوا سينقلوا الحُماة عبرها.
لوهان وفّر لها القدرة لأن تتواصل معه ذهنيًا متى ما أرادت، وها هي تفعل بمجرد ما تحرّكت الشاحنة.
" نحن خرجنا للتو، سنصل لكم بعد ساعتين"
لوهان سمع صوت الملكة بذهنه، فأشار بعينيه للحُماة وأخبرهم بالتخاطر.
" جلالة الملكة خرجت، خلال ساعتين ستكون هنا"
دي او قال في ذهنه.
" متى نبتدأ نحن؟!"
تشانيول قال.
" الآن!"
يتوسّط سرير دي او الغرفة التي هم محجوزون بها، كان يجلس على سريره بإستقامة، وإخوانه الأمراء على يمينه وشِماله.
رفع بصره إلى الأمام، وفي داخله رغبة بشحذ قِواه؛ لذا حمّاها حينما أراد تفجير النافذة العريضة بظهره، فتحولت إلى فُتات بغضون لحظة ونجم عن إنفجارها صوت مُروع.
وبما أن الإستخدام الأول لطاقته قد نجح لذا طاقته على وجه التحرر، أخذ ينظر إلى أصفاد إخوانه واحد تلو الآخر فتتحول إلى فُتات.
نهضوا جميعًا عن أسرّتهم، تشانيول جمعهم ووقف بهم جميعًا في منتصف الغُرفة، ثم مَدَّ يده بينهم وقال.
" سأعطي كل واحد منكم شطرًا من طاقتي، لتحموا أنفسكم ونخرج جميعًا بسلام"
إعترض لوهان.
" لكن..."
قاطعه تشانيول يقول.
" لا لكن أخي، أنت أكثرنا حاجة للقوّة"
تعاضدت أيدي الحُماة فوق يد الملك، ومنح كل واحد منهم شطر من طاقته لتتغذى قواهم المتخاذلة، ثم الملك قال.
" كل حامٍ من حُماة الطبيعة سيلازم حامٍ من حمُاة الحياة، كل أميرين يتشاركا القوة عليهما بالخروج معًا، أياكم أن يفقد أحدكم أخوه، نحن إثنا عشر أخ، لو فقدنا واحد منّا فقط ستكون مصيبة وأمر جلل، سلامتكم أهم ما نملك، ولو استطعتم الهروب بلا قتال فاهربوا!"
أومئوا جميعهم ثم تشانيول وجّه كلامه للأمير لاي.
" لاي، عليك بتطويقهم جميعًا بطوق من العافية كي لا يتعرضوا للأذى"
" سأفعل جلالتك!"
والآن حان وقت المعركة...!
وقف تشانيول خلف الباب، ثم نظر إلى سيهون فأومئ، مهمة سيهون هنا، جعل كل شيء يتم بلا صوت.
أدار تشانيول يد الباب، وعن عمد كسر القِفل، نظر في الرِواق، ثم أشار لإخوته بأصبعيه السبابة والوسطى ليخرج كل اثنين يتشاركا القوة معًا.
خرج سوهو وشيومين
ثم لاي وبيكهيون
دي او وتشين
كاي ولوهان
سيهون وتاو معًا
وأخيرًا تشانيول وكريس.
خرج كل اثنين عبر رِواق مختلف؛ نظرًا لأن المختبر عبارة عن متاهة يصعُب الخروج منها.
خلال طريق بحثهم عن مخرج؛ الأمير سوهو تراخت دفعاته، فهو الذي قاوم أقوى طاقة-النار- خلال وجوده في تلك الكبسولة الضيّقة.
سُرعان ما أسنده شيومين وقال.
" أنتَ بخير؟!"
أومئ يقول.
" رغم أنني ملك الماء، لكنني أشعر بعطشٍ شديد"
تنهد شيومين وقال.
" لا عليك، فقط اشحذ قواك، وسأساعدك بشرب المياه"
أومئ سوهو يُقوّم قِوامه بصعوبة مستندًا بكفّيه على خصريه.
شيومين رفع يده، وكلاهما أصبح ينظر فيها، رويدًا رويدًا تكوّن جليد على هيئة كأس، إمتلئ بالماء، ثم كلا منهما روى عطشه.
في رِواق آخر؛ كان سيهون وتاو يسيران معًا، إلا أن إحدى الممرضات خرجت من العدم واعترضت طريقهم تقول.
" كيف خرجتم أنتم؟!"
وسُرعان ما أرادت رفع النقّال الخاص بها للإبلاغ عنهم، حينها تاو ضرب بنانه ببعضه فتوقف الوقت إلا أنه حرر سيهون من قيد الوقت، ثم سيهون أخذ ينظر في عينيها حتى تفجّر رأسها.
ما كان يود أن ينفخ رأس أحدهم بضغط عالي من الهواء لدرجة تفجيره، لكنه لا يملك خيارًا آخر.
تمسّك تاو بيد سيهون وسحبه خلفه يقول.
" سيهون، اجمع شتاتك ودعنا نمضي سريعًا!"
لم يكن سيهون قادرًا على جمع شتاته، يكره أذية والناس، وتمنّى فقط ألا بستخدم قوّته بقتل أحد يومًا ما، واليوم فعل لأجل أن يبقى هو، قتل أحدهم ليحيى.
" سيهون هيا!"
سحبه تاو خلفه، فيما هو ينظر إلى تلك الجثّة ذات الرأس المُتفجّر.
في رواق آخر، كان كاي يسند جسد لوهان عليه ويسيران، فلوهان بات لا يقدر أن يمشي حتى لشدة ضعفه ولكثرة ما تحمّل جسده من تعذيب.
وهما اعترضتهم ممرضة، حسنًا يُمكن لكاي أن يختفي بلمح البصر من وجهها برفقة لوهان، لكن الأخير ورغم تعبه جعل يبتسم وقال.
" فقط انظر إليها، سأجعلها تغرم بك، وتفقد وعيها"
كاي ضحك بخفة رغم أنهما بحرب، هما لا يريدان أن يقتلا شخص مهما كان، والأهم لا يريدان إلحاق ضرر جسيم بها، فلا بأس من بعض العبث بغرض إنقاذ روحها والتسلية.
نظر كاي لها وألوانه شعّت، حدقتيه مثل بدرين، وشعره أبيض برّاق تتخلله خُصل سوداء وأخرى رماديّة.
ظهر وشم مداره النجميّ على عنقه، يمتد من خط فكه حتى عِظام ترقوته، وحينما ابتسم لها اندثر من مبسمه حبّات برق؛ جعلتها تسقط فورًا له، ولا تدري عن شيء سوى هذا السحر، الذي يكمن في وجهه الحَسن.
" يا إلهي، جمالك!"
لوهان قهقه وكاي غمز لها فاندثرت من بين رموشه حبات حُسن برّاقة، ثم كاي عاون أخيه، وعَبَرَ كلاهما من فوق المسكينة التي أُغمى عليها.
" ماتت الفتاة بطلقة حب"
للمرة الأولى يظهر للوهان حِس فُكاهي، ربما التعذيب أفقده عقله.
بيكهيون ولاي كانا يركضان في إحدى الأروقة، لكنها من العدم خرجت لهم إحدى الممرضات، وقبل أن تنبس بشيء، أنبت لاي بيده لها زهرة فعلّق بيكهيون ساخرًا.
" رومانسيّ يا رجل!"
لاي اتبع.
" أجعلها زهرة من ضوء واصمت"
ما إن نظرت الممرضة إلى الزهرة البيضاء حتى فقدت بصرها بفضل بيكهيون، فصرخت تستنجد إلا أن لاي كتم فاهها بيده وهمس قُرب أُذنها.
" لا حاجة لكِ للصراخ آنستي، ستستعيدي بصركِ بعد دقيقة، فقط اصمتي حتى ذلك الحين أو لا أعيده، حسنًا؟!"
سُرعان ما أومأت له، افقدها وعيها وردّ لها بصرها، ثم هرب بأخيه.
" إنسانيتك لا تسمح لك بإيذائها، أليس كذلك؟!"
لاي قال.
" هي عبد مأمور فحسب"
في رواقٍ ما، تشين ودي او كانا يركضان، حينها شعر دي او بأحد ما يسير على الأرض قريبًا منهما، فتمسّك بتشين بظهره وهمس.
" أحد ما هنا، فلنختبئ سريعًا!"
إختبئ كلاهما في الرواق الأيمن وإذ بممرضة أخرى تظهر، تكفل بها تشين، إذ أشار لها ببنانه فإمتد برق من بنانه وضربها ضربة واحد أسقطتها.
" هيا بنا"
أما تشانيول برفقة كريس فتصرفا بطريقة مُغايرة، فحينما حاصرتهم ثلاث ممرضات تشانيول قال.
" تعلمن أن الجحيم من نار، أليس كذلك؟"
أشعل بيده شعلة واستعرضها عليهنّ يقول.
" التي ستعترض طريقنا يؤسفني أن تموت مثل هذه الميتة الشنيعة!"
أفسحنّ الطريق له ولأخوه فسارا بثبات بينهنّ، خطرت في باله فجأة ميريانا، فهو لم يؤذي إمرأة قطّ إلاها، وهي المرأة الوحيدة التي في حياته.
في مثل هذه الأوقات؛ حينما يعود له وعيه، وتفقد الطاقة الحمراء سيطرتها عليه، ويتذكر الذي فعله بها يود لو يجعل النار التي أحرقتها تحرقه، يرغب في مُعاقبة نفسه، وقصّ يده التي تطاولت عليها.
ما يجعله ثابتًا منصبه كملك ومسؤوليته تجاه إخوانه وشعبه ومملكته، وأيضًا مسؤوليته إتجاهها، بمجرد أن يتحرر من هذه ااطاقة الملعونة سيفعل أي شيء كي تسامحه، مهما تطلب الأمر منه..
لم تكن الأروقة مزدحمة على عكس توقعاتهم، لا حرس ولا أحد، فقط هؤلاء الممرضات اللواتي يقابلهنّ صُدفة.
وصلوا البوابة الرئيسة للمُختبر، تجمعوا هناك في نهاية المطاف، أستخدم بيكهيون بمساعدة تشانيول ودي او قِواهم المثبّطة؛ لتحطيم البوابة العظيمة أمامهم.
وما إن عبروها ما كانوا ليصدقوا ما حدث معهم، كان من البلاهة أنهم لم يشعروا بالرَّيب إزاء خروجهم السَلِس من المُختبر، فجيش من المُسلحين بالعُصيّ والقُضبان الحديديّة يقفون أمام البوابة.
البوابة من الداخل بيضاء، من الخارج سوداء، لم تكن بابًا إلى الحُريّة كما ظنّوا، بل بابًا إلى ساحة الوَغى، الحُماة ما توقعوا ذلك، ولو فعلًا توقعوه، فهم أقوياء، لا يمكن هزيمتهم.
لكن المُفاجأة أن جميعهم فقدوا هيئاتهم الخارقة، وعادوا لهيئاتهم البشريّة العاديّة، نظر الجميع في الجميع، ولوهان صاح بلا تصديق.
" ما الذي يحدث معنا؟!"
سمعوا صوت قهقهة كان مصدرها من مكان ما بين الحشود من صفوف المُجندين أمامهم، وحينما تفرّق المجندين بان من خلفهم ذلك الرجل طويل القامة؛ تشوي سونغهيون كما عرّفه تشانيول سابقًا.
" رغم أن قواكم لا تخدمكم كما يجب، لكنكم أذهلتموني في آدائكم السلس"
ثم رفع سبابته يشير إلى الأمير تشين وغمز قائلًا.
" سيد البرق، أعجبني كيف كنت تفجر الكاميرات والرؤوس، ليس لديك قلب سموّ الأمير؟!"
تعاضد الأُمراء حول الملك، ليس لحمايته، بل لأنه أقواهم، حينها تشانيول ابتسم يستفز عدوه البشريّ وقال.
" حضرت رجالًا ليقاومونا بالعُصي؟!"
تقدم منهم يخلفه الأمراء أجميعن متمتمًا.
" يبدو أنك تستهين بقِوانا كثيرًا!"
لكل من الحُماة قوة جسدية تبلغ قوة عشرة رجال ثِقال أقوياء ومُدرّبين على القتال، هيئاتهم المتواضعة ما بين النحافة وقُصر القامة لدى بعضهم خدّاعة.
لوهان، وهو أضعفهم، وحده يستطيع طرح عشرة رجال من هؤلاء بغضون ثوانٍ، وهذا ما حدث.
فقد تفاجئ الحرس المقنّعون بمدى قوة هؤلاء الفتيّة كما يظنوهم، ورغم أن ثيابهم ثخينة كانت الضربات التي تصيبهم من الحُماة قوية جدًا، تؤلم كالموت ونزعاته.
فيما القِتال مُحتدم بين الأمراء الحُماة ومجنديّ المختبر؛ وصلت الناقلة؛ لتنزل منها ميريانا فيما ترى هذه الفوضى بدهشة.
بدى الأمر وأن النصر سيحالف الحُماة حتى أتت قوات إضافية ضعف العدد الموجود بالفعل، وهنا بدأ الأُمراء بخسارة فرصتهم للنجاة من هذا المكان.
تجمع على كل أمير من الأمراء عشرون رجلًا وأكثر، وأما الملك فقد نال حِصة الأسد من المُقاتلين، فلأنه أقوى من بقيّة الأُمراء، إذ هو بقوة ثلاثين رجلًا أقوياء في حالته البشرية، تجمع عليه وحده خمسين رجلًا كان عليهم إسقاطهم وحده.
الأمير كاي جثى على ركبتيه بوجه مُدمى، رموا بشيومين عبر الزجاج إلا داخل إحدى الشاحنات فسقط فيها والجراح تكاثرت عليه، يقيدون لاي، يضربون تشين وسوهو بالعُصي، حتى الملك يحاولون تثبيته.
ميريانا ما كانت تطيق أن ترى الأُمراء يتعرضون لهذه الإهانة دون أن تفعل شيء لمساعدتهم، هي أتت لتحريرهم من هذا المُعتقَل ومن جشع البشر، وستقوم بهذه المهمة مهما حدث.
أشارت لجونغكوك وجاكسون أن يتبعانها، ثم بمعونتهما تخلّصت من ثلاثة مُقاتلين بهدوء شديد، وفيما تقف عند رؤوسهم قالت للرَجُلين.
" سنتنكر بلباسهم، ونمثل أننا منهم، الحرب خُدعة كما تعلمون"
بعدما وضعت على جسدها قطع إضافية فوق بدلتها الجلدية لتوهمهم أنها منهم؛ أتت الطاقة الزرقاء أمامها على شاكلة المرأة الشفافة وقالت.
" جلالتك، اسمحي لي أن أدخل جسدِك، ستُصبحين قوية جدًا، ولن يقدر على هزيمة قبضتِك أحد"
أومأت ميريانا وفتحت ذراعيها لها تقول.
" ادخلي، أثق بكِ"
دخلت الطاقة جسدها فتراجعت ميريانا خطوتين متخاذلتين بفعل القوة المُفاجئة التي ملأت جسدها، ثم حينما رمشت بعينيها أصبحت حدقتيها زرقاوتين ذات بريق ساحر، كعيني لاي بالضبط.
وفيما الرجلين أمامها مسحورين بالمشهد قالت تُحدثهم.
" إما نحررهم وإما ننأسر معهم، لا رجعة في ذلك يا رفاق!"
تثاقلت أهدابهما وقالا.
" أمركِ جلالتك!"
فيما الأمراء يقاتلون علنًا مع هؤلاء المقنّعين ميريانا وجاكسون وجونغكوك كانوا يسقطونهم بالخفية، جاكسون ضرب رأس أحدهم من خِلاف، جونغكوك ضرب ظهر آخر، ميريانا وثبت إلى كتف واحد منهم ولَوت عنقه فوقع.
كان ثلاثتهم يصطادون المُقاتلين، وإن حدث ورآهم أحدهم، لن يشكّوا بهم، فهم يرتدون ذات الزي الذي يلبسونه هُم.
قضى الثُلاثي على عدد كبير منهم، وبدأت الأمور تسير لصالح الملكة، جعلت جونغكوك يقترب من إحدى المُقاتلين ليقول له.
" علينا أن نضعهم بتلك الشاحنة، فلهم قوّة خفيّة تُقاتل معهم، وسنخسرهم لو استمرينا هكذا!"
أومئ المقاتل، فهم يخسرون رجال كُثر ولا يدرون كيف، ثم صاح بزملائه.
" الذي يسقط من هؤلاء الفضائيين ضعوه في تلك الشاحنة!"
واحتدم القتال أكثر من جهة الحُماة الذين إزدادت مُقاومتهم رغم هلاك أجسادهم، إذ صاح تشانيول بهم.
" لا تستسلموا مهما حدث!"
إندس الثلاثي بين الحشود المجتمعة على الأمراء، وإذ بالأمير بيكهيون يقاتلهم بقبضتيه المتهالكتين من الكدمات والجروح.
كاد أن يلكم وجهها لولا أنها سريعًا ما أخفضت رأسها، ثم تقدمت منه سريعًا لتسقطه أرضًا، قيّدت معصميه فوق صدره، الشُكر للطاقة الزرقاء، وإلا ما قدرت عليه، ثم همست بصوت منخفض له.
" أنا ميريانا، لا تقاومني، فقط أسقط لأضعك في مكانٍ آمن"
اتسعت عينيه وهو ينظر لها خلف الخوذة التي تضعها، ثم مثَّل مشهد مُقاومة، فمثّلت أنها تضربه حتى سقط.
أمسكت بكتفيه ورفعته على كتفها تحمله، وضعته في السيارة إلا أنه استوقفها حينما تمسّك بمعصمها مندهشًا.
" كيف قدرتِ على تثبيتي وحملي؟!"
تكلّمت ميريانا.
" الطاقة الزرقاء تسللت إلى جسدي"
تركته في الشاحنة وخرجت، بعض الأعضاء سقطوا بالفعل وتولّى جونغكوك وجاكسون وضعهم في الداخل، وآخرهم الملك الذي لا يقدرون على تثبيته.
تدخلت ميريانا بين الحشود وحاولت تثبيته، كان قويًا جدًا رغم وجهه المُدمى وقبضتيه المُتكدِّمة.
رفعت خوذتها قليلًا عنها دون أن يلحظ أحد، حتى أصبح يرى قِلادة الماسّة على عُنقها فتخاذلت مُقاومته، إنها رمز المملكة، لا ترتدي هذه القِلادة سوى إحدى الأميرات والملكة، وبما أن الأميرات لسنَّ هُنا فإنها ميريانا بلا شك.
لذا تراخت دفعاته ضدها، وجعلها تجلبه بلا مقاومة شديدة حتى وضعته أخيرًا في الشاحنة، أغلقت عليهم باب الشاحنة، ثم صعدت مع جونغكوك وجاكسون في غرفة القيادة وانطلق الثلاثة.
فالمقاتلون يظنون أن هذه الشاحنة أخذتهم للمقرّ الرئيسي للوكالة في هذه البلد.
أخذ جونغكوك وجاكسون يحتفلان بنصرهم هذا، وميريانا بجانبهم تبتسم، هتف جاكسون.
" لقد ربحنا!"
حينما أصبحوا في مكانٍ بعيد جدًا عن المَقرّ، حيث أراضٍ شاغرة لا يسكنها أحد، ولا تسمع بين أشجارها سوى دبّات الحيوانات، ترجّلت ميريانا من السيارة، وقد سبق أن خرجت الطاقة الزرقاء من جسد ميريانا، لتطفو كغمامة فوق الشاحنة، لذا لن يلتقطها أحد بتقنياته.
تقدّمت من السيارة، وفتحت الباب الخلفي للشاحنة حيث الحُماة، خلعت خوذتها ونظرت لهم.
" مرحبًا سموّكم!"
بعض الأمراء الذين ظنّوا أنهم سقطوا بيد العدو مجددًا تدافعوا إليها خارجًا، وقفوا أمامها فيما بقي تشانيول في الداخل معه بيكهيون.
الأمراء حيّوها على شجاعتها وأنها خلّصتهم، إذ لوهان قال.
" جلالتك، أدّيتِ واجبكِ على أكمل وجه، شكرًا لكِ لإنقاذنا!"
نفت ميريانا بيدها تقول.
" هذا وجبي سمو الأمير، حياتكم من حياتي، لا يمكنني التخلّي عنكم!"
فيما يتبادلون الأحاديث الأُمراء معها، نظرت هي إلى داخل الشاحنة وإذ بتشانيول يجلس أرضًا بها.
ما إن نظرت إليه حتى خرج من السيارة وتقدّم منها، الجميع كان ينظر إليهما، لا تحضى ميريانا بذكرى سعيدة معه مؤخرًا؛ لذا هي فقط تحاشت النظر إليه، لكنه جذبها من كتفيها إليه، ثم طبع قُبلة على جبينها، وأخيرًا إحتضنها بين ذراعيه، وفيما يريح ذقنه على كتفها همس لها.
" جلالتك، أنتِ أثبتِّ إستحقاقكِ للقب"
تفرّق عنها يُمسك بكتفيها، ثم همس لها فيما يبتسم.
" شكرًا لكِ ميريانا لأنكِ أنقذتِني رغم ما أفعله بكِ"
...........................
كما توقّعت آيلا وأخبرت الأميرات حدث، فلقد بَنت خُطّة للفرار على حسب توقعاتها هذه.
ففيما الأميرات يتعاضدنّ بجلوسهنّ أرضًا، ورغم أن التعب وقِلة الغذاء والماء يضعفهنّ إلا إنهنّ كُنَّ مُصرّات على النجاة، فبنجاتهنّ قد تنجو المملكة من كيد الأعداء.
فُتِح باب الحديد ثم دخل خمسة رجال، هُم هؤلاء الذين يشبهون الحُماة، دخل أولهم سيهون وآخرهم كان بيكهيون.
منذ أن دخلوا ما كانت أنظارهم تجول بين الأميرات، بل كل واحد منهم كان ينظر لأميرة محددة.
تقدم سيهون من الأميرة فكتوريا فتشبثت بفستان الأميرة آيلا بجانبها، وفيما هو يتقدم وهي لا يمكنها الفرار قالت بصوتٍ يرتجف.
" أياكِ أن تقربني، سموّ الأمير سيهون لن يكتفي بقتلك"
سخر من هذا التهديد الفارغ بتقدمه الثابت منها، أمسك بعضدها وجعلها تستقيم فيما يقول.
" حتى يأتي ليقتلني دعينا نحن نستمتع"
نفت برأسها تحاول تفليت نفسها من يديه، لكنه رفعها على كتفه فصاحت تضرب ظهره فيما يأخذها للخارج.
وقفن الأميرات يتعاضدن ببعضهنّ البعض أمام هؤلاء المزيفين، فأخذوا يضحكون، هُنّ أميرات تعودنّ على الدلال والراحة، بالتأكيد لا يمكنهنّ القتال.
تقدم سوهو من ماريا وطرق بأطراف بنانه غمازة ذقنها قائلًا.
" أعجبتِني منذ أن رأيتك، ولا ينفع أن أرى العسل ولا أتذوَّقه"
رفعت يدها لتلكمه، لكنه تمسّك بمعصمها وسحبها خلفه بالقوة، ومهما حاولت التشبث بالأرض لا تُفلح في معرقلته.
بعض الأميرات بدأن بالبكاء بالفعل بما أنهنّ يخسرنّ كل واحدة منهنّ بالتوالي، خصوصًا الأميرتين آماندا وكاثرين، فنظرات تشين وكاي عالقة عليهنّ، أشار كاي لتشين إليهنّ فتقدما منهنّ ولاطوعًا ذهبنّ معهم.
بقيّ بيكهيون الذي يقف مستندًا على إطار الباب ويضحك فيما يصفّق بكفيه.
" اووه! مسكينات، لن تتحملن كل هذا الرعب بالتأكيد!"
رمقته آيلا بنظرة مُتقرّفة، فنظر لها وشدّ عوده يقول.
" بما إن إخوتي الآن يستمتعون، ما رأيكِ أن نستمتع نحن أيضًا؟!"
رمقته بذات النظرات المتقرّفة وقالت.
" تشتاق لأن تصبح رمادًا، أليس كذلك؟!"
حرّك كتفيه ثم نبس فيما يتقدم منها.
" ما دُمت سأُخلق مجددًا فلا بأس"
كاد أن يمسك بمعصمها لكنها أخّرته عن يده وبركبتها ركلته كي لا يقدر أن يستمتع قريبًا، ضحك بخفة إزاء ما فعلت قائلًا.
" أنا لستُ بشرًا عزيزتي، لن تقدري أن تؤلميني مهما فعلتِ"
أمسك بعضدها ثم جذبها حتى اصبحت بين يديه، رفع يده إلى وجنتها يتحسسها، والأخرى أحاطت خصرها تُقربها منه أكثر، رفع يده حتى رفع شعرها عن أُذنها واقترب ليهمس لها.
" أنتِ وحدكِ من ستتألم عزيزتي، فأنني أرى أن أميركِ العزيز سحب قواه منكِ، وأنا لا أحب أن يشاركني أحد ما أملكه"
حملها من خصرها إلى كتفه وخرج بها، كانت تعلم أن الأمور ستؤل إلى هذا الحال معهم، سيأخذون الأميرات التي هُن للأمراء المستنسخين عنهم.
وتركوا بقية الأميرات بالتأكيد لتعذيبهن، فالمستنسخ تشانيول لم يأتي معهم، وهذا ما حدث، إذ بعد مغادرة بيكهيون بآيلا على ظهره سمعنّ الأميرات صوت ضحكات خاشنة آتية من الرِواق الذي يضم هذه الغرفة المظلمة.
وإذ به المُستنسخ تشانيول، شعره باللون الوردي الباهت، كلون شعر الأمير شيومين، إحدى حدقتيه ضيّقة، بدى مخيفًا حينما دخل يحمل سلسلة مفاتيح.
" عذرًا سمو الأميرات، بما أن الملكة ليست معكنّ، سأتسلى بكنّ جميعًا، ولكن على طُرقي الخاصة"
نظر في الرِواق فدخل عدة رجال، كل اثنين تمسكا بأميرة، دب الرعب في قلوبهنّ فأخذنّ يصرخنّ خوفًا مما يحدث، وانتهى الحال بكل واحدة منهنّ مربوطة على لوح حديدي، كالذي رُبِطَت عليه آيلا في الماضي.
آيلا حيث هي أصابها الخوف رغم ذلك هي حاولت ضبط أعصابها التي تتفلت منها، الأميرات جميعهنّ لسنَّ قويات كفاية لمواجهة الشر في هذا المكان، ولا حتى هي، لكن أقلّها أنها جرّبت المُر هنا، ولا يوجد ما هو أمرّ لتذوقه.
أنزلها بيكهيون في جناحه الخاص الذي يتطابق مع جناحها في القصر إلا أنه أصغر حجمًا فحسب، فهذا مجرد قصر منسوخ ورديئ.
القوة التي نبنيها بعرق الجبين تكون أمتن من قوة تأتي بطرفة عين.
أنزلها أرضًا، وبلا مُقدمات باشر بخلع سترته، هكذا تصرّف ليلة الزفاف، بسببه كنّت حقدًا لا يمكن تسويته للأمير، هذا المستنسخ أمامها مجرد كائن حقير أناني وشهواني، ومهما حدث لن تسمح له بأن تكون أداة يُفرّغ بها شهواته.
سرٌ لا يعرفه المستنسخين، عِقد الألماسة وراءه سر خفيّ، الأمراء قبل قيام دولتهم كانوا محتاطون لمثل هذا الحدث، فصمموا هذه الألماسات لحماية أميراتهم قبل أن يحضروهنّ حتى.
في كل ماسة تحوي نوع قوّة تتوافق وقوة الأمير الذي تتزوجه الأميرة التي بعنقها هذا العِقد، إذ لا يمكن المساس بها.
يوم زواج آيلا من المستنسخ كان قد وضع لها ألماسة عادية، لا قوّة فيها، ظنًّا منه أن هذه الألماسات مجرد تقليد وحسب، ولأنها لم تكن تضع الألماسة الحقيقة في عنقها إستطاع إيذائها بتلك الطريقة المؤسفة.
لكن الآن، هي تضعها، فبيكهيون بدّلها لها دون أن تدري لتضع في عنقها الحقيقيّة، هذا السر يعرفونه فقط الأمراء.
آيلا كانت تخطط لإسقاطه بقوة بدنها المتواضعة، كسب الوقت للفرار وتضييعه معه، لم تكن تدري أن بقية المستنسخين قد فقدوا وعيهم منذ زمن بمجرد ما مسّوا إحدى الأميرات بنيّة الإعتداء ضربتهم القوة الكامنة في العِقد.
آيلا كانت تتراجع عنه وهو يتقدم، لم تكن لتسمح لشيء أن يعرقل تراجعها حتى وصلت سور الشرفة وأصبح ظهرها عليه قالت فيما يحاصرها بدوره بين ذراعيه.
" فلتعلم شيئًا، أنا إما أقتلك أو أقتل نفسي ولا يحدث ما تطمح إليه"
برم شفتيه يومئ معجبًا بثقتها هذه وقال.
" إن استطعتِ اقتليني"
تقرّب منها أكثر فثنت قدميها تضرب صدره ليندفع عنها ثم أخرجت من تسريحة شعرها الدبوس الطويل الذي يمكنه قتل بشريّ، رفعته وغرزته بصدره بكل قوتها.
شهق بقوة وتسرّب الدماء من فمه، نظر لها بملامح مشدودة، كذا عروق عُنقه وجهه إحمرّ، وحدقتيه أصبحت حمراء.
رفع قبضته التي ترتجف فيما يخرج منها دُخان نفّاث أحمر، وأخرج النصل بقوة من صدره، ورغم الألم إلا أنه إبتسم يهزئ بها.
" سأذكركِ مجددًا، هذه الأشياء لا تقتلني، أنا أقوى مما كنتُ عليه سابقًا"
وحينما وجدت أن لا نفع من السلاح معه أرادت رمي نفسها من أعلى الشرفة، فالموت أفضل مما يريده، لكنه سُرعان ما تشبث بها وصرخ.
" مجنونة أنتِ!"
" دعني!"
صرخت تدفع كتفيه، فابتعد يتمتم بالشتائم عليها، اقترب مجددًا فيما هي تلهث وحبّات العرق تتصبب من جبهتها، اجتذبها من معصمها، ودفعها داخل الجناح فسقطت أرضًا وخرج صوت ألمها معه.
شقّ قميصه وانحنى إليها يقول والغضب يشتعل في عينيه ذوات الحدقة الحمراء.
" سآخذ ما شئت منكِ، وستعيشي معي، أنتِ لي، فلقد حصلتُ عليكِ أولًا!"
ودت لو تزحف بعيدًا عنه، لكنه سحبها من ساقها فاندثرت أرضًا تصرخ.
" لن يكون موتك كافي هذه المرة، إن كانت حياتك تهمك حقًا إبتعد عني!"
زفر ساخرًا يبتسم، ثم أمسك بيديها بغلظة يثبتهما فوق رأسها، واقتربت شفتيه من عُنقها وهي صرخت، لكن صرخته كانت أعلى بكثير من صرختها.
لم تدري ما باله، فما إن مسّت شفتاه أديمها صرخ، شعرت بشيء يقطّر على عنقها، فدفعت به عنها ومسحت عنقها، أنه دم قاتم، دمائه.
نظرت إليه مدهوشة فيما تبتلع رمقها، لقد فقد وعيه أو مات، لا تدري ولا تهتم، ما يهمها أن تنفذ منه إلى أي قُطر من أقطار هذا العالم.
خرجت من جناحه بحذر، نظرت في الرِواق يمينًا يسارًا، لم يكن هناك أحد، لذا خرجت وسارت إلى الحائط بحذر شديد، إن كان هذا القصر نسخة مزيفة عن قصر المملكة، فأنها تستطيع أن تجد بقية الأميرات.
بانوا لها حرسًا من آخر الرواق، فختبأت تكتم فاهها بيدها، وبخفّة شديدة تسللت إلى خارج القصر الفضيّ.
ذهبت تبحث عن بقية الأميرات، هنّ بالتأكيد في قصور محددة، ذهبت إلى قصر المستنسخ سيهون، تسللت إلى الداخل وبصعوبة إستطاعت الوصول إلى جناحه، وجدته أرضًا والأميرة تلتصق بالحائط وتبكي.
دخلت إليها آيلا، وجذبتها من يدها إلى الخارج تقول.
" لم يكن عليكِ البقاء بعد وقوعه، ماذا لو استفاق ووجدكِ أمامه؟"
همست فكتوريا فيما تسير مع الأميرة آيلا وتتكتم على بكاءها.
" فورما قَدَّ دُبر ثوبي سقط هكذا، لا أريد أن يموت إنسان على يدي أو بسببي!"
تنهدت آيلا وإلتفتت إليها تقول.
" لكنه ليس بشري، يا ليته بشري يموت بهذه السهولة ولا يحيى من جديد!"
وكما اتفقت آيلا مع الأميرات الثلاث الأخريات؛ وجدتهنّ قُرب القصر الأحمر، فلقد توقعت آيلا أن يأخذ المستنسخ تشانيول بقية الأميرات لتعذيبهنّ هناك، وفي قصر المملكة أسفل كل قصر يوجد غرف منفصلة كهذه، لكنها هناك، بالقصر الحقيقي، لم يكن الغرض منها التعذيب، بل مُعاقبة المذنب عبر عزله.
أشارت إليهنّ ليتقدمن ثم تسللنّ إلى الداخل بخفة وخفاء، هؤلاء المستنسخين مغرورين ومغترّين، فلا يضعون حرس كُثر لفرط الثقة بأنفسهم.
تسللن إلى الطابق الذي يسفل الأرض، كان هادئ، لا يسمع به حسيسًا ولا يوجد به أحد، ما إن فتحت الأميرة أحدى الأبواب فتح معها وإذا خلفه كاترينا أميرة الأمير كريس، وأرضًا يقع تشانيول ذا الشعر الوردي.
هبطت آيلا قُربه على ركبتيها وأخذت تبحث في جيوبه عن مفاتيح هذه الغرف حتى وجدتها، فيما تولّت الأميرة ماريا تحرير الأميرة كاترينا من على اللوح.
خرجت آيلا لتحرير بقية الأميرات، وقبل خروجهنّ من الطابق قالت آيلا.
" غرف التعذيب هذه مليئة بالأدوات التي يمكننا استخدامها لحماية أنفسنا، خذنّ منها على قدر إستطاعتكنّ"
وهذا ما حدث، إذ أخذنّ الأميرات تلك الأدوات، من أنصال، وسكاكين وسياط وغيرها من الأدوات الساديّة لحماية انفسهنّ، قمنّ بقص فساتينهنّ حتى الرُكب ثم خرجنّ جميعًا معًا بتسلل.
ولسوء حظ الحرس، فلقد قطعوا طريقهنّ فِرقة منهم، في كل الحالات الأميرات لن يخسرنّ هذه المعركة، فلو تأذّينّ سيسقطون هم مغشى عليهم، لذا تقدمن ببسالة، إحدى عشرة أميرة بمواجهة فرقة تتكون من عشرين رجلًا.
شمّرن عن أكمامهن، ورفعن شعورهنّ بقطع ممزقة من أثوابهنّ فيما يهرولنّ ناحية هؤلاء النسخ الرديئة.
أبدين الأميرات شجاعة وبسالة في تلك المواجهة، إذ قاتلن كجسد واحد وبروح قوية، حتى أكثرهنّ دلالًا ورقّة، فكتوريا، قاتلت وأسقطت رجلًا حينما ضربت رأسه بعصا غليظة.
أخذن يضربنهم بالأنصال والسياط والعُصي، أما ماريا فلقد كانت شُجاعة كفاية لترمي قلب أحدهم بسكين.
وقفنّ جميعهنّ فوق هذه الجثث الهامدة وأخذن يتنفسنّ النصر، هذه قوة النساء، يستطعنّ هزيمة الرجال لو أردنّ ذلك بالفعل.
......................
صرخت برجالها الذي رؤوسهم وأنظارهم بالأرض، نسخها الرديئة.
" الأمر لم ينتهي إلى هنا، لم ينتهي!"
تقدمت من مستنسخها بيكهيون تقول.
" أنت كنت واثق بأنك هذه المرة لن تخسر، وأنك تنتظر الفرصة بحكمة، لكن انظر إلى نفسك وإلينا، مجرد فتيات صغيرات لم تقدروا عليهنّ، فكيف ستقدرون على أمراء أقوياء وملك قوي، جيش متين وحرس مُدرّب، بثقتكم العمياء هذه؟!"
عادت لتجلس على عرشها الذي هو نسخة رديئة عن عرش الملك.
" إن نفذوا من يد البشر، فهم لن ينفذوا من قوة سحري، سأحبسهم بالأرض، ولن اسمح لهم بالعودة ها هنا أبدًا!"
........................
سلااااااااااام
It's been along time without you my friends
آخر تحديث كان قبل العيد الأضحى!
Oh My God!
I am so sorry
بصراحة الوقت ضيّق، مسؤولياتي بحياتي الشخصيّة ماخذة كل وقتي، غير هيك كتابيًا كنت متأزمة بسبب تفاح محرم.
الآن تفاح محرم خلصت، وصارت الدرك الأسفل هي الرواية الرئيسية.
إذا لاحظتوا الفصول صارت أطول والأحداث حامية، الرواية حاليًا عم تمر بتأزم الصراع، لهيك أحتاج وقت قبل ما اكتب أي مشهد.
وبما أنه حاليًا عم أكتب الدرك الأسفل وهيبتها بس، سو رح تكون التحديثات أكثر وأسرع والفصول طويلة هيك.
رغم التخاذل وقلة الوقت والقوة أحيانًا إلا أنه حبكم وحماسكن بيدفعني لأكمل الرواية بشغف، لأمي بكون متشوقة أعرف آرائكم وأفكاركم وردات فعلكم، لهيك لا تبخلوا عليّ بتفاعلكم.
الفصل القادم بعد 150 فوت و200 كومنت.
1.رأيكم بميريانا؟! وقوفها مع الأمراء وشجاعتها في مواجهة الأعداء؟
2. رأيكم بالحماة؟ تعاونهم وتماسكهم حتى الخروج؟
3.رأيكم بالمستنسخين؟ ماذا سيفعلون للسيطرة على الكوكب؟
4.رأيكم بآيلا؟ شجاعتها في مواجهة بيكهيون المستنسخ وإنقاذ الأميرات؟
5.رأيكم بالأميرات؟ تعاضدهن في النهاية؟
6.رأيكم بالفصل ككل وتوقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі