CH18|| بلورة باهتة
" بلورة باهتة"
وقفت أمام المرآة بثوب أسود، فهي اليوم تنعى نفسها بعد أن نَعَت زوجها، زوجها الذي قتله الشر، و استولى عليه، بل و بدله رجلاً غير الرجل الذي تعرفه.
ميريانا مسحت دمعتها عندما وصلت فكّها، و زفرت أنفاسها من أعماق أعماق صدرها لعل الألم يخرج مع الأنفاس، ثم نظرت في المرآة و هي تُحاول أن تُبدل في تعابير وجهها المُعتادة.
من المرأة العاقلة الصامتة، التي هي عليها، إلى إمرأةٍ مُثيرة تُقدم نفسها هدية للأمير... إمرأة لا تشبهها!
حددت أحمر شفاهها بلونٍ أحمر صارخ و ثائر، لا يشبه طيشه نضوجها و رزان شخصيتها، و حددت كُحل عينيها بدقّة، تجعلها تملك نظرة شرسة، و بنفس الوقت عميقة، هذه لمسة من روحها الخاصة.
فُستان أسود بأكمام كاملة، لكنه يميل لأن يكون عصريّ أكثر مما تبدو عليه موضة المملكة الكلاسيكية.
له ياقة واسعة، تكشف عُنقها و عرض أكتافها، و تنتهي بزاوية حادة إلى صدرها، إلتفتت تنظر في ظهرها، إنه مكشوف كُلياً، فالفستان لا يُغطي سوى خصرها؛ و ما يُسفله من مفاتن.
لقد أوصتها الطاقة الزرقاء أن تُخفي وشم القوة على كتفها، كي لا يكتشف تشانيول هويتها الحقيقة أو أي أحد غيره، طبقات من مستحضرات التجميل قامت بهذا الدور.
رغم أن الفستان يجر أرضاً بذيله، لكن له فُتحة تصل حتى أعلى فخذها، و تكشف ساقها بشكلٍ مُفرط، ثم بقدمها كعب عالٍ نسبياً حسب ما هي الموضة هنا.
وضعت على جسدها معطف طويل، كي لا يترآى لعين غير تشانيول؛ أن يرى إنش من جلدها المصقول.
خرجت تسير بين أروقة قصر النار إلى القصر، الذي سيلاقيها فيه، وقفت هناك بإنتظاره، قال أنه سيأتي بعد منتصف الليل، لا ضير من الإنتظار لبعض الوقت إذن.
أسندت رأسها إلى الحائط خلفها، و عقدت ساعديها أسفل صدرها، مظهرها متفجر الأنوثة لم يمنع أن تنحدر دمعة من عينها، رغم شخصيتها القوية، التي لا تخضع، خضعت لرغبتها في إذراف الدموع، لعل الثِقل على صدرها تزحزح.
سمعت صوتاً كالصفير، ففتحت عيناها دون أن تتحرك من إتكائها هذا، و إذ بجونغكوك و جاكسون يظهران من جديد على كتفيها، كفراشينِ من سِحرٍ بأجنحة لامعة.
" مير تشجعي، عليكِ أن تستعيدي الأمير، أنتِ قوية و تقدري على تخطي صِعاب كهذه"
تنهدت ميريانا تمسح دموعها بعد تشجيع جونغكوك لها، ثم شعرت جاكسون ينكز وجنتها بمرفقه الضئيل قائلاً.
" أليست هذه الدموع عن حب؟! تحبين الأمير، صحيح؟! صحيح؟!"
بدى متحمساً إثر تحليله الفذّ، لكنها أحبطته عندما همست دون أن تُحرك أنشاً، فقط شفتيها.
" سأنتف لك جناحيك هذين إن ما صمت!"
" مَن هنا؟!"
وقفت ميريانا سريعاً بإستقامة عندما سمعت صوتها في الأرجاء، و الحقيقة أنه صوتها، الذي لا يعود لها، بل لتلك التي سرقت منها صورتها، و زوجها، و كل ما تملك هنا.
لكن على ميريانا أن تكون في موقفٍ عقلاني و تتصرف بحكمة، عليها ألا تُجاهر بعِدائها، هي الآن مجرد عاملة في القصر تُدعى ميرا.
رآها الأمير و أعجبته، و هي بإنتظار أن يسرق من جسدها متعته، ثم يرميها كأي غرض، إن إنتهت الحاجة منه يُستغنى عنه.
إنحنت ميريانا عندما قابلتها النُسخة عنها، و الأخرى قالت بنبرة مُستكبرة مُستنكرة.
" من أنتِ؟ و ماذا تفعلين هنا؟"
ميريانا أجابتها بصوت، مثّلت فيه الضعف و الخجل، بينما تنظر في الأرض، و أناملها معقودة أسفل معدتها.
" أنا ميرا يا مولاتي، عاملة تنظيف أعمل في قصرك، رآني الأمير في وقتٍ سابق، و أمرني أن أسعده، و ها أنا أنتظر سموّه لتنفيذ أوامره"
همهمت الأخرى، و بزغت على شفتيها إبتسامة مُنتشية لفرط السعادة، مُحتفلة في إنتصارها السريّ، هذا كل ما تريده هي.
أن يتشتت الأمير، ملك النار، و الملك الموعود، و أن يكون غارقاً في الملذّات، لكن بنفس الوقت؛ أن يبقى خاتماً في أصبعها، تحركه كيفما شائت، و إن أرادت؛ تتخلص منه.
إقتربت من ميريانا، ثم جعلت أناملها أسفل ذقنها، و رفعت وجهها، تنظر في ملامحها تقييماً لجمالها، تبسّمت.
" جميلة! احرصي أن تسعدي الأمير، فسعادته من سعادتي، أتفهمين؟!"
أومأت ميريانا، و انحنت مجدداً عندما همّت الأخرى برحيل، و حينما عادت وحيدة في الرواق؛ نفثت أنفاسها تهزئ من هذه الحالة.
سعادته من سعادتها! يا تُرى لأي درجة تكرهه حتى تجرّه بيدها إلى وحل الملذّات؟
لطالما كان تشانيول رجلاً طيباً، أميراً نبيلاً، و محارباً شُجاع، الشعب يحبه و هو يحبهم، يقوم بدوره على أفضل وجه، و لم يُسبق أن إستغل منصبه، أو أصابه الغرور لمكانته في المملكة.
هو لم يُسبق له أن إستكبر على إخوانه لأنه أقوى منهم جميعاً، بل على العكس تماماً؛ لطالما كان مهذباً معهم، صادقاً، يعترف بإخطاءه، و يتحمل التبِعات.
إنه الطمع و الجشع، حب السُلطة و القوة، الرغبة في السيطرة و العرش... تلك الأسباب التي قادت الطاقة الحمراء - رغم أنها جُزء منهم- أن تكوّن من دمائهم جيشاً ضدهم، و تسعى لقتلهم، رغم أنها واحدة من الوالدتين، هي أمهم أيضاً، لكنها باعت أطفالها لأجل المنصب.
عادت ميريانا إلى الأرض الواقع؛ عندما إنبلجت من شفاهها شهقة فَزِعة، إثر ذراع قوية إلتفت حول خصرها، و إثر أنفاس حارّة أنغمست في عنقها، و رجل يستنشق عِطرها على وِسع رئتيه.
" مولاي!"
رفع شعرها الذي كان يستنشقه لتوّ، و أراحه على كتفها الآخر، ثم بشفتيه طبع قُبلة عميقة على عنقها جعلتها تأن بألم، لقد ترك علامة خلفه بكل تأكيد.
أمسك بيدها ثم سحبها خلفه، و للآن هو لم ينظر في وجهها، أدخلها جناحه، الذي يكون جناحها أيضاً، و ذلك خالف توقعاتها.
دخل حتى وقف أمام المرآة الطويلة، ينزع حُلّته الملكيّة، و هي تسآلت بعدما أتته من خلفه.
" لكن هذا جناح ملكة النار! ألا بأس بذلك يا مولاي؟!"
همهم، ثم إنتزع عنه آخر قطعة قماش عن صدره، فأنكست برأسها خجلاً مِما تراه، أصبح أكثر جُرأة، لكنها لا تقدر ألا تخجل، ما يجمعهما من حُب لا يؤهلها لأن تكون جريئة في موقفٍ كهذا.
شعرت به يلتفت لها أخيراً، ثم وضع أصابعه أسفل ذقنها لينظر في وجهها، غارت غمازاته فلمعت و تناثر منها بريقاً بحجم الغُبار سقط عليها، و ذلك فقط لأنه إبتسم.
أنه آية من الجمال، بل الجمال بعينه، كيف غَفت عينيها عن هذه الفتن الكثيرة فيه؟!
لقد أغشى قلبها على عينيها، فلم تكن تراه، لكنها الآن تراه بوضوح، تراه بعين الحُب.
تحسس بإبهامه ذقنها، يلحظ نظراتها الغارقة حُباً في ملامحه الوسيمة، همس.
" أُعجبك؟"
أومأت له، بعدما نالت من جماله لقطات لا تُنسى في ذاكرتها، فاجئها تحوله الصادم عندما إبتعد عنها خطوتين، و اتجّه إلى الأريكة يجلس.
" تعالي قِفي هنا أمامي!"
إرتبكت، إذ ضغطت على يديها المتشابكتين، و زفرت أنفاسها من أعماق صدرها، ثم تقدمت حتى وقفت أمامه، أمر مجدداً.
" احضري لي قدح شراب!"
تحركت حتى تُلبي له أمره، سكبت في القدح خمراً و يدها ترتجف، بالكاد إستطاعت أن تُسلمه القدح بلا أن ينكسر أو ينسكب، ثم وقفت أمامه من جديد.
أشار بإبهامه على قامتها بينما يرتشف من القدح.
" و الآن اخلعي هذا!"
أخفضت رأسها، و ما إستطاعت أن ترفع يديها كي تفك عنها المِعطف، تراجعت خطوة خوفاً عندما ضرب القدح ناحيتها، فارتطم بالأرض خلفها، و هو همس بشيء من الغضب.
" نفذي ما دمتُ أتكلم"
أومأت و اعتذرت، ثم رفعت أناملها المرتجفة نحو العُقدة فوق خصرها تفكها، ثم رمت بالمعطف عن كتفيها، فوقع أرضاً.
رفعت نظرها ناحيته و هي مُحرَجة، فوجدته يبتسم من شِدق واحد، و إحدى غمازتيه نثرت بريقاً مجدداً.
هو جال ببصره من قاع قدميها حتى قِمة رأسها ببطء شديد، ثم همس عندما نظر في وجهها.
" أظن أنكِ ستموتي الليلة على فِراش مُتعة الملك، و هذا شرف لكِ بالطبع!"
كمشت بيدها على فستانها، ثم أجابته بنبرة مُرتجفة.
" كما تُريد مولاي!"
قضم شفتيه و أمسك بمعصمها، يجتذبها حتى سقطت في حِجره، بسط راحته على عنقها، و قال بينما يتحسس بإبهامه شفتيها.
" مولاكِ سيُقدّر خدماتكِ لاحقاً!"
رفع رأسها بإبهامه، ثم باغتها بالقُبل على عنقها، أغلقت عينيها بإحكام، و تمسكت بمعصمه المرفوع نحوه، تشعر به بأبعد حِس فيها رغم أنه يأتيها عن وجه مُتعة فقط، لكن لا بأس؛ ما دامت ستستعيده.
أمسك بشعرها بقبضته عندما أزعجه، و شدّها منه فأطلقت آهاتها من قلب الألم، لكنه لم يهتم، و لِمَ يهتم و هي له مجرد جسد؟!
قَبّل عُنقها حتى خارت قوتها، و أصبحت بين يديه ترتعش برداً، نهض عن الأريكة يحملها بين يديه، و عندما أدرك السرير رماها بعنف عليه فصرخت.
صعدها يتضاحك، ثم كفف فاهها بيده يقول.
" ما زِلنا في البداية، وفري صُراخكِ لوقته!"
تكذب إن نكرت خوفها منه في هذه اللحظة، فهي تُسلم نفسها لرجل لا تعرفه، كي تستعيد رجلاً تعرفه.
شقّ فُستانها شقين، و هي ما إستطاعت أن تعترض، فقط أغمضت عيناها بشدة، و كمشت جسدها، فشعرت به يمسكها من ذراعيها و يُنثرها على السرير، ثم كان صوته في أُذنها، قبل أن يطبع قُبلاً أُخرى أكثر إيلاماً.
" لا تحاولي أن تُستري نفسكِ عني، أريد أن أرى، و ألمس، و أقتحم، كل فتنة فيكِ، هكذا تكون رغبتي"
فتحت عيناها تنظر في السقف و دموعها تنحدر بهدوء شديد، ليس بسبب الألم فقط، بل بسبب الخيبة، الخيبة من نفسها، و ليس منه، هي تسامحه سلفاً على كل شيء، تسامحه من كل قلبها، فلم يكن مدركاً، لم يخونها بإرادته.
جال بِرمة جسدها، و قشّر مفاتنها عن لائحها، و نفذّ ما قال، ما ترك إنشاً منها سالماً من يديه، كان أناني، شهواني، و عنيف إلى أبعد حد ممكن، تشانيول آخر، ليس تشانيول الذي تعرفه.
تمسّكت بالوسادة أسفل رأسها عندما شعرت به يأخذ منها آخر جُزء من متعته، صاحت و بكت بقوة ترتجف بين يديه، فذلك كان أكثر إيلاماً من المرة الأولى، يومها كان رقيق لطيف، يخشى عليها من الوجع، الآن لا يهتم إلا برغبته.
لكنه كان الفخ، الفخ الذي وجب أن يسقط به مهما قاوم و كيفما قاوم، إنعقدا حاجبيه، و أمسك بفكُها في قبضته يشدد عليها، و صاح بها.
" ما هذا الذي يتسلل لي منكِ؟! ماذا تفعلين بي؟! لِمَ لا أستطيع أن أبتعد؟!"
أجابته هذه المرة بشيء من القوة في كلماتها، و ليس في نبر صوتها، فلقد خرج صوتها ضعيف جداً.
" إنك تأخذ مني جزءاً من طاقة النار، التي تكمن في جسدي لك، و أيضاً تتسلل إليك الطاقة الزرقاء، كي تقتل الطاقة الحمراء داخلك، و تعيدك إلي كما كنت"
قبض على عُنقها، و راح يخنقها بينما يقول و الألم يسرق منه قوته، التي ما نضب منها شيء و هو يستخدمها ضدها، الآن هو يضعف و يتهاوى.
" أنتِ خائنة! سأقتلك!"
ما إستطاعت أن تحل قبضته عن عُنقها، فانحدرت دموعها بأسى على صدغها، ثم فجأة هو صرخ يضع رأسه على صدرها، و اشتعلت النار فجأة من حولهما.
نظر في النار بخواء، ثم بنفاذ أنفاس نظر إليها، و بصعوبة تحدث.
" كيف؟! كيف تعطيني النار؟ من أنتِ؟!"
همست ببحة بكاء، فارتخت يده على عنقها.
" أنا ميريانا يا تشانيول، أنا زوجتك!"
لم يجب، هو فقط تنفس بتعثر، فلا يشهق كما يجب و لا يزفر، وضع يده على صدره ثم سقط عليها مُغشياً عليه.
رفعت أناملها، لتدُسها في خصلات شعره الحمراء، فتناثر من بين خصلاته بريقاً أحمر حار، و رغم أنه لسعها، لكنها ما أخرجت أناملها من بين خُصلاته.
طبعت على رأسه قبلة، و انحدرت آخر دمعة في جفونها بينما تهمس.
" سأحميكَ دوماً، سأحميك من نفسك لو توجب علي!"
إرتفعت بصعوبة، و أسقطته بجانبها، ثم نهضت إلى خزانتها، و جلبت منه ثوباً لم يُلبس بعد، إرتدته ثم خرجت إليه، و بيدها قميص و بنطال من حرير لأجله، ألبسته ثيابه.
تقدمت من المرآة تنظر إلى نفسها، عاد شكلها لها، و زال سحر الطاقة الزرقاء عنها، بما أنها خرجت منها و دخلت في جسد تشانيول، لقد عادت الأميرة الآن.
فتحت باب الجناح، و أبدى الحرس دهشة عندما رأوها في الداخل، فهم رأوا جيداً أن إحدى العاملات من دخلت معه.
" اذهب إلى قاعة الماما و ابحث عن الأمير بيكهيون، أخبره أن يأتي بطلب مني بسرعة!"
ركض الحارس ليُلبي أمرها، ثم هي تحدثت لبقية الحرس.
" إن أتت أمرأة تدعي أنها أنا، فلا تسمحوا لها بالدخول، هذه نسخة عني أتت لتقضي على الأمراء و المملكة، توخوا الحذر منها، فهي تملك قوى خارقة"
نظر الحرس في بعضهم بإرتباك و إستنكار، لكنها دخلت و لم تزد على قولها شيء، تقدمت ناحية السرير، و جلست إلى جانب تشانيول.
تحسست وجنته إذ هي ساخنة جداً تحرق، رفعت يدها سريعاً عنه، و راحت تنفخ عليها لشدة ألمها، ثم أخذت تنظر إليه.
لاحظت أن عروقه أصبحت زرقاء، و أن شفتيه تميل إلى اللون ذاته، تداخل اللون الأزرق مع الأحمر في شعره.
قبضت يدها قبل أن تمدها ناحيته مجدداً، ثم رفعت جفنه لترى حدقته، لتراها تتقلب سريعاً بين اللونين الأزرق و الأحمر، الصراع قائم داخل جسده.
سمعت طرقاً على الباب فسمحت للطارق بالدخول، إذ هو بيكهيون بصُحبته كل الأمراء الباقين.
أنكست رأسها بإحراج شديد، و لكنهم كانوا مشغولين بقلقهم على أخيهم، بيكهيون تسآل.
" هل تسللت الطاقة الزرقاء إليه؟!"
أومات ميريانا و تراجعت قليلاً عندما أحاطوا به إخوانه، سوهو رفع يده كي يطفئ النار الناشبة في بعض الأماكن، فوضعت يدها على ذراعه و قالت.
" لا سموك، دع النار تحرق هذا الجناح بأكمله، لعله تطهر من الرجس الذي كان فيه"
تنهد سوهو ثم أومئ يقول.
" اذهبي إلى أختك، سنتولى أمره و نخرجه من هنا"
لكنها ما إستطاعت أن تتزحزح من مكانها، بل قالت بينما تنظر إليه بحُزن شديد.
" هل سيكون بخير؟!"
شعرت بأحد ما يُربت على كتفها، فالتفتت لتجده سيهون، سُرعان ما ابتعدت عنه، نظر لها بحاجبين معقودين، لا يفهم سبب خوفها منه، فأوضحت بعد تنهيدة.
" آسفة، تهيئ لي المستنسخ عنك يا سمو الأمير، إنه أكثرهم سوءً!"
و بيكهيون أكدّ عندما هتف بغيظ شديد.
" نعم، إنه عاهر لعين عفن، سيهون قذر!"
سيهون تخصّر بغُل و استنكر.
" أراك تستغل الفرصة لتوجه الشتائم لي من أسفل الطاولة!"
بيكهيون حرّك كتفيه بلا إهتمام يقول.
" لستَ المعنيّ!"
سيهون تنهد يقلب عينيه.
" طفلٌ فضيّ مُدلل!"
بعض الأمور لا تتغير!
............................
خرجت ميريانا بعد إصرار لا تفهمه من سوهو، و توجّهت إلى القصر الفضيّ تتبعها حاشيتها، دخلت الجناح، تبحث عن شقيقتها، فوجدتها في سريرها تستريح.
تبسّمت ميريانا بشوق رغم أن الدموع لمعت في عينيها، آيلا رفعت عينيها إلى أختها، ثم تنهدت تقعد في فراشها.
" لِمَ أتيتِ؟"
ميريانا لم تستغرب خشونة كلمات أختها الصغيرة، فهي لا تتوقع أن الحمراء اللعينة أحسّنت التصرف معها.
إقتربت منها حتى جلست بجانبها إلى السرير، ثم تحدثت.
" اشتقت لكِ!"
تبسمت آيلا سخرية ثم علقت.
" قلتِ أنني مجرد طفلة قد أفسدني دلالكِ، و جعلني لا أستحق لقب أميرة، لأنني لا أتحمل المسؤولية، حتى مسؤوليتي على نفسي، ألستُ عبئاً عليكِ؟!"
بكت ميريانا و تمسكت بيدي أختها تنفي برأسها.
" لا، لستِ كذلك، أنتِ ابنتي و لستِ أختي فحسب، أرجوكِ سامحيني يا آيلا لأنني قسوتُ عليكِ، أنا آسفة!"
رفعت ميريانا كفيّ أختها إلى شفتيها، ثم طبعت عليهما قُبلة محمومة بالعاطفة، ثم رفعت وجهها إلى أختها و قالت.
" صدقيني أنا مُتعبة جداً، و أحتاج إلى كتف أستند عليه"
آيلا شعرت بالقلق، فسُرعان ما رفعت كفيها لتحتضن وجنتي أختها و قالت.
" ما بكِ؟ ما الذي حدث؟!"
ميريانا ما أجابتها، فقط إكتفت بإستعارة صدر أختها و البكاء في حُضنها، و آيلا ما بخلت عليها بالمواساة، بحضنها، بقبلاتها، و تربيتاتها.
هكذا هي آيلا، لا تكن الضغائن، و تنسى كل أساءة وجهت إليها بإعتذار صادق فحسب، طيبة القلب بشكل مفرط، يجعلها سيئة في شخصيتها لا حسنة.
ولجت السيدة كيم والدتهما إليهنّ، فوجدت طفلتيها يتعانقن و يبكين لبعضهن، هرعت إلى كلتاهين تحتضنهن بقوة و تبكي بشدة، آيلا عادت للتوّ من أسر المستنسخ، و ميريانا ما كانت ميريانا، الآن هذه هي إبنتها الحقيقة.
" صغيراتي!"
الأخبار جالت القصر و الجميع أصبح على دراية بحقيقة ما حدث، بقي بياناً ملكي يثبت صِحة الأقوال من عدمها.
لكن ما لم يلحظه أحد أن البلوة الفضيّة تُضيء بشدة، و أن نجم الثور يكاد أن يتوافق، هنا يكمن فرح و ترح، فرصة و جريمة... بيكهيون سيكون بطلها أو شريرها... و بكل الحالات ستكون آيلا الضحية.
لكنها لن تكون في المستقبل القريب الضحية الوحيدة.
..................
مرّت ثلاثة أيام و لم ترى ميريانا فيها تشانيول إطلاقاً، وصلها مرسوم ملكيّ يحوي أمراً لها من الحُماة الأمراء أنه وجب عليها أن تَلزم القصر الفضيّ بموجبه، و أن التصليحات في قصر النار ستنتهي بعد ثلاثة أيام، و ها هو اليوم الثالث يوشك على الإنتهاء.
الأمراء في حالة تحفظ شديدة، فكلما سألت عن تشانيول، عندما يأتي سوهو لينظر في أحوالهن، قال "أنه سيكون بخير" و لا يمنح أيُ تفاصيل أضافية، و ذلك جعلها تشعر بالخوف.
أما بيكهيون، فلم يظهر إطلاقاً أيضاً، و لم يبادر في مصالحة آيلا أو زيارتها منذ أن عادت، هو فقط لم يظهر و هرب من المواجهة، أو أنه ليس مستعداً بعد.
آيلا إلتزمت بأوامر الأمراء و لزمت جناحها، أما ميرينا فلا، خصوصاً أنها تشعر بأن مكروه أصاب تشانيول، و هم يخفون ذلك عنها.
قبل بزوغ الفجر؛ وضعت فوق فُستانها الأحمر، الذي يُدلل على هويتها، عباءة سوداء بقلنسوة وضعتها على رأسها، و خرجت تتسلل إلى قصر النار، فهي أصبحت خبيرة في الهرب و التسلل.
وصلت الرواق، الذي يقطن في واجهته جناحها، ثم رفعت القلنسوة عن رأسها و تقدمت، لكن الحرس أوقفوها معترضين.
" مولاتي، بأمر من القائد الأمير سوهو، أنتِ يجب أن تبقي في قصر الضوء حتى تنتهي الإصلاحات"
أومأت تقول.
" أنا فقط أريد أن أرى لأي حد وصلت الإصلاحات في الجناح"
تراجع الحارس، و انحنى يأذن لها بالدخول، يوشك الجناح على الإنتهاء، فبالداخل طاقم عمل يركبوا قطع الأثاث و ينظفوه، لكن ما من أثر لتشانيول.
خرجت إلى الحرس من جديد و قالت.
" أين سمو الأمير تشانيول؟!"
الحرس نظروا في بعضهم بحرج، ثم اخفضوا رؤوسهم يرفضون الإجابة، حينها قبضت على يدها و خاطبتهم بلين، تشعر أن مشاعرها مذبوحة بالفعل، هي بحاجة أن تطمئن و تراه فقط.
" أخبروني أين هو من فضلكم، أنا خائفة عليه، أريد أن أراه فقط!"
نظر الحرس في بعضهم و قد نالت على إستعطافهم، حينها تحدث معها أحدهم.
" لا ندري إلى أين تحديداً يا مولاتي، سمو الأمير كاي نقله إلى مكان آخر في القصر، هذا ما نعرفه"
أومأت تتنهد.
" حسناً، شكراً لكم!"
نظروا في بعضهم بإستهجان، تشكرهم؟
لقد كانت تذلهم و تشتمهم كثيراً، إذن صدقت الأقاويل، و صدقت هي عندما قالت أن التي كانت تعيش معهم ليست هي، بل إمرأة شريرة إستنسخت هويتها.
راقبوها تركض في الرواق، بدى القلق و الخوف واضحاً في ملامحها الناعمة، هي بالفعل خائفة على الأمير.
خرجت ميريانا من قصر النار و توجهت إلى القصر العام، حيث يحوي مرافق ممنوع دخولها إلا من الأمراء، هي متأكدة أن تشانيول بأحد هذه الأماكن الممنوعة.
لكنها بجراءة إمرأة تُحب تسللت إلى القصر، و رغم جهلها بمرافق القصر لكنها جالته، وصلت إلى الطابق السُفلي، سُفلى الأرض و كانت تسمع صراخ ثخين و عميق، إنه صراخ تشانيول!
...............................
في وقت سابق من اليوم...
همسات رقيقة تتخللها لمسات جريئة، ضحكات ناعمة تُخفي نظرات كارهة... إنها الطاقة الحمراء، يشعر بها و يرى وجهها الحقيقي بوضوح.
داخله أيضاً، كفٌ باردة تمسح على وجنته، و دمعة حارة مسّت بشرته، إبتسامة أُم عذبة تُدغدغ الحنان في حِسه، و نظرت أُم مُنكسرة تصقُل وجعه... إنها الطاقة الزرقاء، الأم الحنون التي أتت لإنقاذه، و ها هو يشعر بها تحويه و تحميه.
فتح عينيه، فوجد نفسه مُثبت على لوح بارد، في السقف فوقه توجد بلورة كبيرة الحجم تمزج إثنا عشر لوناً، و تحوي إثنا عشر رمزاً.
من خلفه الحائط مُقعر، مُعلق في قعره إثنتا عشرة بلورة، واحدة فقط تلمع بشدة، إنها الفضيّة، و ذلك ما وجّه نظرات الحُماة إلى بيكهيون فابتلع غصته و أومئ.
و أخرى باهتة جداً، يكاد نورها أن ينطفئ، إنها البلورة الحمراء، فما زال الصراع قائماً بجسد تشانيول.
لكن عندما فتح عينيه ينظر في السقف أضاءت، فاستبشر الحُماة خيراً، بأن الطاقة الحمراء خرجت منه، فلقد عاد لبلورته بريقها، لكن...
الكُرة البلورية فوق تشانيول هي التي تكشف التوازن في جسده بين الطاقتين، إمتزجا اللونين معاً، الأزرق و الأحمر، و احتاجا وقتاً للإنفصال و تقدير مقدار الطاقتين في جسده.
حتى تساوت و ظهرت النتيجة، كانت أن للطاقة الزرقاء الثُلث، و ثُلثين للطاقة الحمراء.
و هذا يعني أمراً واحداً، أن الطاقة الزرقاء إنتصرت في الصراع على الطاقة الحمراء، و لكن الحمراء خلَّفت آثار جسيمة في شخصيته.
سيكون تشانيول جديد حسب هذه النتيجة، تشانيول القديم لن يعود بسهولة!
............................
سلاااااااام♥️
بارت جديد عبارة عن قلة أدب و دموع😂♥️
أسأل سؤال، كم بالله في حد بقرأ؟ أنا شايفة أنو في بس بنتين بقرأو؟ اثبتو وجودكم يا جماعة بلييييييييييز
لازم في كل رواية لي تطلع جوزة حلقي بسبب التفاعل😭😭😭😭😭💔
هيبتُها بتحكيلكم تسعدوا لإستضافتها و تجهزوا مكان شاغر إلها في قلوبكم😊♥️
الفصل القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت.
1.رأيكم بِميريانا؟ تضحيتها لأجل تشانيول؟ قلقها عليه؟
2. رأيكم بتشانيول المغرور؟
3.كيف ستكون شخصية تشانيول الجديدة؟
4.لماذا كان يصرخ؟ و ماذا ستفعل ميريانا لمساعدته؟
5. ما المقصد خلف البلورة الفضية؟
6.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
وقفت أمام المرآة بثوب أسود، فهي اليوم تنعى نفسها بعد أن نَعَت زوجها، زوجها الذي قتله الشر، و استولى عليه، بل و بدله رجلاً غير الرجل الذي تعرفه.
ميريانا مسحت دمعتها عندما وصلت فكّها، و زفرت أنفاسها من أعماق أعماق صدرها لعل الألم يخرج مع الأنفاس، ثم نظرت في المرآة و هي تُحاول أن تُبدل في تعابير وجهها المُعتادة.
من المرأة العاقلة الصامتة، التي هي عليها، إلى إمرأةٍ مُثيرة تُقدم نفسها هدية للأمير... إمرأة لا تشبهها!
حددت أحمر شفاهها بلونٍ أحمر صارخ و ثائر، لا يشبه طيشه نضوجها و رزان شخصيتها، و حددت كُحل عينيها بدقّة، تجعلها تملك نظرة شرسة، و بنفس الوقت عميقة، هذه لمسة من روحها الخاصة.
فُستان أسود بأكمام كاملة، لكنه يميل لأن يكون عصريّ أكثر مما تبدو عليه موضة المملكة الكلاسيكية.
له ياقة واسعة، تكشف عُنقها و عرض أكتافها، و تنتهي بزاوية حادة إلى صدرها، إلتفتت تنظر في ظهرها، إنه مكشوف كُلياً، فالفستان لا يُغطي سوى خصرها؛ و ما يُسفله من مفاتن.
لقد أوصتها الطاقة الزرقاء أن تُخفي وشم القوة على كتفها، كي لا يكتشف تشانيول هويتها الحقيقة أو أي أحد غيره، طبقات من مستحضرات التجميل قامت بهذا الدور.
رغم أن الفستان يجر أرضاً بذيله، لكن له فُتحة تصل حتى أعلى فخذها، و تكشف ساقها بشكلٍ مُفرط، ثم بقدمها كعب عالٍ نسبياً حسب ما هي الموضة هنا.
وضعت على جسدها معطف طويل، كي لا يترآى لعين غير تشانيول؛ أن يرى إنش من جلدها المصقول.
خرجت تسير بين أروقة قصر النار إلى القصر، الذي سيلاقيها فيه، وقفت هناك بإنتظاره، قال أنه سيأتي بعد منتصف الليل، لا ضير من الإنتظار لبعض الوقت إذن.
أسندت رأسها إلى الحائط خلفها، و عقدت ساعديها أسفل صدرها، مظهرها متفجر الأنوثة لم يمنع أن تنحدر دمعة من عينها، رغم شخصيتها القوية، التي لا تخضع، خضعت لرغبتها في إذراف الدموع، لعل الثِقل على صدرها تزحزح.
سمعت صوتاً كالصفير، ففتحت عيناها دون أن تتحرك من إتكائها هذا، و إذ بجونغكوك و جاكسون يظهران من جديد على كتفيها، كفراشينِ من سِحرٍ بأجنحة لامعة.
" مير تشجعي، عليكِ أن تستعيدي الأمير، أنتِ قوية و تقدري على تخطي صِعاب كهذه"
تنهدت ميريانا تمسح دموعها بعد تشجيع جونغكوك لها، ثم شعرت جاكسون ينكز وجنتها بمرفقه الضئيل قائلاً.
" أليست هذه الدموع عن حب؟! تحبين الأمير، صحيح؟! صحيح؟!"
بدى متحمساً إثر تحليله الفذّ، لكنها أحبطته عندما همست دون أن تُحرك أنشاً، فقط شفتيها.
" سأنتف لك جناحيك هذين إن ما صمت!"
" مَن هنا؟!"
وقفت ميريانا سريعاً بإستقامة عندما سمعت صوتها في الأرجاء، و الحقيقة أنه صوتها، الذي لا يعود لها، بل لتلك التي سرقت منها صورتها، و زوجها، و كل ما تملك هنا.
لكن على ميريانا أن تكون في موقفٍ عقلاني و تتصرف بحكمة، عليها ألا تُجاهر بعِدائها، هي الآن مجرد عاملة في القصر تُدعى ميرا.
رآها الأمير و أعجبته، و هي بإنتظار أن يسرق من جسدها متعته، ثم يرميها كأي غرض، إن إنتهت الحاجة منه يُستغنى عنه.
إنحنت ميريانا عندما قابلتها النُسخة عنها، و الأخرى قالت بنبرة مُستكبرة مُستنكرة.
" من أنتِ؟ و ماذا تفعلين هنا؟"
ميريانا أجابتها بصوت، مثّلت فيه الضعف و الخجل، بينما تنظر في الأرض، و أناملها معقودة أسفل معدتها.
" أنا ميرا يا مولاتي، عاملة تنظيف أعمل في قصرك، رآني الأمير في وقتٍ سابق، و أمرني أن أسعده، و ها أنا أنتظر سموّه لتنفيذ أوامره"
همهمت الأخرى، و بزغت على شفتيها إبتسامة مُنتشية لفرط السعادة، مُحتفلة في إنتصارها السريّ، هذا كل ما تريده هي.
أن يتشتت الأمير، ملك النار، و الملك الموعود، و أن يكون غارقاً في الملذّات، لكن بنفس الوقت؛ أن يبقى خاتماً في أصبعها، تحركه كيفما شائت، و إن أرادت؛ تتخلص منه.
إقتربت من ميريانا، ثم جعلت أناملها أسفل ذقنها، و رفعت وجهها، تنظر في ملامحها تقييماً لجمالها، تبسّمت.
" جميلة! احرصي أن تسعدي الأمير، فسعادته من سعادتي، أتفهمين؟!"
أومأت ميريانا، و انحنت مجدداً عندما همّت الأخرى برحيل، و حينما عادت وحيدة في الرواق؛ نفثت أنفاسها تهزئ من هذه الحالة.
سعادته من سعادتها! يا تُرى لأي درجة تكرهه حتى تجرّه بيدها إلى وحل الملذّات؟
لطالما كان تشانيول رجلاً طيباً، أميراً نبيلاً، و محارباً شُجاع، الشعب يحبه و هو يحبهم، يقوم بدوره على أفضل وجه، و لم يُسبق أن إستغل منصبه، أو أصابه الغرور لمكانته في المملكة.
هو لم يُسبق له أن إستكبر على إخوانه لأنه أقوى منهم جميعاً، بل على العكس تماماً؛ لطالما كان مهذباً معهم، صادقاً، يعترف بإخطاءه، و يتحمل التبِعات.
إنه الطمع و الجشع، حب السُلطة و القوة، الرغبة في السيطرة و العرش... تلك الأسباب التي قادت الطاقة الحمراء - رغم أنها جُزء منهم- أن تكوّن من دمائهم جيشاً ضدهم، و تسعى لقتلهم، رغم أنها واحدة من الوالدتين، هي أمهم أيضاً، لكنها باعت أطفالها لأجل المنصب.
عادت ميريانا إلى الأرض الواقع؛ عندما إنبلجت من شفاهها شهقة فَزِعة، إثر ذراع قوية إلتفت حول خصرها، و إثر أنفاس حارّة أنغمست في عنقها، و رجل يستنشق عِطرها على وِسع رئتيه.
" مولاي!"
رفع شعرها الذي كان يستنشقه لتوّ، و أراحه على كتفها الآخر، ثم بشفتيه طبع قُبلة عميقة على عنقها جعلتها تأن بألم، لقد ترك علامة خلفه بكل تأكيد.
أمسك بيدها ثم سحبها خلفه، و للآن هو لم ينظر في وجهها، أدخلها جناحه، الذي يكون جناحها أيضاً، و ذلك خالف توقعاتها.
دخل حتى وقف أمام المرآة الطويلة، ينزع حُلّته الملكيّة، و هي تسآلت بعدما أتته من خلفه.
" لكن هذا جناح ملكة النار! ألا بأس بذلك يا مولاي؟!"
همهم، ثم إنتزع عنه آخر قطعة قماش عن صدره، فأنكست برأسها خجلاً مِما تراه، أصبح أكثر جُرأة، لكنها لا تقدر ألا تخجل، ما يجمعهما من حُب لا يؤهلها لأن تكون جريئة في موقفٍ كهذا.
شعرت به يلتفت لها أخيراً، ثم وضع أصابعه أسفل ذقنها لينظر في وجهها، غارت غمازاته فلمعت و تناثر منها بريقاً بحجم الغُبار سقط عليها، و ذلك فقط لأنه إبتسم.
أنه آية من الجمال، بل الجمال بعينه، كيف غَفت عينيها عن هذه الفتن الكثيرة فيه؟!
لقد أغشى قلبها على عينيها، فلم تكن تراه، لكنها الآن تراه بوضوح، تراه بعين الحُب.
تحسس بإبهامه ذقنها، يلحظ نظراتها الغارقة حُباً في ملامحه الوسيمة، همس.
" أُعجبك؟"
أومأت له، بعدما نالت من جماله لقطات لا تُنسى في ذاكرتها، فاجئها تحوله الصادم عندما إبتعد عنها خطوتين، و اتجّه إلى الأريكة يجلس.
" تعالي قِفي هنا أمامي!"
إرتبكت، إذ ضغطت على يديها المتشابكتين، و زفرت أنفاسها من أعماق صدرها، ثم تقدمت حتى وقفت أمامه، أمر مجدداً.
" احضري لي قدح شراب!"
تحركت حتى تُلبي له أمره، سكبت في القدح خمراً و يدها ترتجف، بالكاد إستطاعت أن تُسلمه القدح بلا أن ينكسر أو ينسكب، ثم وقفت أمامه من جديد.
أشار بإبهامه على قامتها بينما يرتشف من القدح.
" و الآن اخلعي هذا!"
أخفضت رأسها، و ما إستطاعت أن ترفع يديها كي تفك عنها المِعطف، تراجعت خطوة خوفاً عندما ضرب القدح ناحيتها، فارتطم بالأرض خلفها، و هو همس بشيء من الغضب.
" نفذي ما دمتُ أتكلم"
أومأت و اعتذرت، ثم رفعت أناملها المرتجفة نحو العُقدة فوق خصرها تفكها، ثم رمت بالمعطف عن كتفيها، فوقع أرضاً.
رفعت نظرها ناحيته و هي مُحرَجة، فوجدته يبتسم من شِدق واحد، و إحدى غمازتيه نثرت بريقاً مجدداً.
هو جال ببصره من قاع قدميها حتى قِمة رأسها ببطء شديد، ثم همس عندما نظر في وجهها.
" أظن أنكِ ستموتي الليلة على فِراش مُتعة الملك، و هذا شرف لكِ بالطبع!"
كمشت بيدها على فستانها، ثم أجابته بنبرة مُرتجفة.
" كما تُريد مولاي!"
قضم شفتيه و أمسك بمعصمها، يجتذبها حتى سقطت في حِجره، بسط راحته على عنقها، و قال بينما يتحسس بإبهامه شفتيها.
" مولاكِ سيُقدّر خدماتكِ لاحقاً!"
رفع رأسها بإبهامه، ثم باغتها بالقُبل على عنقها، أغلقت عينيها بإحكام، و تمسكت بمعصمه المرفوع نحوه، تشعر به بأبعد حِس فيها رغم أنه يأتيها عن وجه مُتعة فقط، لكن لا بأس؛ ما دامت ستستعيده.
أمسك بشعرها بقبضته عندما أزعجه، و شدّها منه فأطلقت آهاتها من قلب الألم، لكنه لم يهتم، و لِمَ يهتم و هي له مجرد جسد؟!
قَبّل عُنقها حتى خارت قوتها، و أصبحت بين يديه ترتعش برداً، نهض عن الأريكة يحملها بين يديه، و عندما أدرك السرير رماها بعنف عليه فصرخت.
صعدها يتضاحك، ثم كفف فاهها بيده يقول.
" ما زِلنا في البداية، وفري صُراخكِ لوقته!"
تكذب إن نكرت خوفها منه في هذه اللحظة، فهي تُسلم نفسها لرجل لا تعرفه، كي تستعيد رجلاً تعرفه.
شقّ فُستانها شقين، و هي ما إستطاعت أن تعترض، فقط أغمضت عيناها بشدة، و كمشت جسدها، فشعرت به يمسكها من ذراعيها و يُنثرها على السرير، ثم كان صوته في أُذنها، قبل أن يطبع قُبلاً أُخرى أكثر إيلاماً.
" لا تحاولي أن تُستري نفسكِ عني، أريد أن أرى، و ألمس، و أقتحم، كل فتنة فيكِ، هكذا تكون رغبتي"
فتحت عيناها تنظر في السقف و دموعها تنحدر بهدوء شديد، ليس بسبب الألم فقط، بل بسبب الخيبة، الخيبة من نفسها، و ليس منه، هي تسامحه سلفاً على كل شيء، تسامحه من كل قلبها، فلم يكن مدركاً، لم يخونها بإرادته.
جال بِرمة جسدها، و قشّر مفاتنها عن لائحها، و نفذّ ما قال، ما ترك إنشاً منها سالماً من يديه، كان أناني، شهواني، و عنيف إلى أبعد حد ممكن، تشانيول آخر، ليس تشانيول الذي تعرفه.
تمسّكت بالوسادة أسفل رأسها عندما شعرت به يأخذ منها آخر جُزء من متعته، صاحت و بكت بقوة ترتجف بين يديه، فذلك كان أكثر إيلاماً من المرة الأولى، يومها كان رقيق لطيف، يخشى عليها من الوجع، الآن لا يهتم إلا برغبته.
لكنه كان الفخ، الفخ الذي وجب أن يسقط به مهما قاوم و كيفما قاوم، إنعقدا حاجبيه، و أمسك بفكُها في قبضته يشدد عليها، و صاح بها.
" ما هذا الذي يتسلل لي منكِ؟! ماذا تفعلين بي؟! لِمَ لا أستطيع أن أبتعد؟!"
أجابته هذه المرة بشيء من القوة في كلماتها، و ليس في نبر صوتها، فلقد خرج صوتها ضعيف جداً.
" إنك تأخذ مني جزءاً من طاقة النار، التي تكمن في جسدي لك، و أيضاً تتسلل إليك الطاقة الزرقاء، كي تقتل الطاقة الحمراء داخلك، و تعيدك إلي كما كنت"
قبض على عُنقها، و راح يخنقها بينما يقول و الألم يسرق منه قوته، التي ما نضب منها شيء و هو يستخدمها ضدها، الآن هو يضعف و يتهاوى.
" أنتِ خائنة! سأقتلك!"
ما إستطاعت أن تحل قبضته عن عُنقها، فانحدرت دموعها بأسى على صدغها، ثم فجأة هو صرخ يضع رأسه على صدرها، و اشتعلت النار فجأة من حولهما.
نظر في النار بخواء، ثم بنفاذ أنفاس نظر إليها، و بصعوبة تحدث.
" كيف؟! كيف تعطيني النار؟ من أنتِ؟!"
همست ببحة بكاء، فارتخت يده على عنقها.
" أنا ميريانا يا تشانيول، أنا زوجتك!"
لم يجب، هو فقط تنفس بتعثر، فلا يشهق كما يجب و لا يزفر، وضع يده على صدره ثم سقط عليها مُغشياً عليه.
رفعت أناملها، لتدُسها في خصلات شعره الحمراء، فتناثر من بين خصلاته بريقاً أحمر حار، و رغم أنه لسعها، لكنها ما أخرجت أناملها من بين خُصلاته.
طبعت على رأسه قبلة، و انحدرت آخر دمعة في جفونها بينما تهمس.
" سأحميكَ دوماً، سأحميك من نفسك لو توجب علي!"
إرتفعت بصعوبة، و أسقطته بجانبها، ثم نهضت إلى خزانتها، و جلبت منه ثوباً لم يُلبس بعد، إرتدته ثم خرجت إليه، و بيدها قميص و بنطال من حرير لأجله، ألبسته ثيابه.
تقدمت من المرآة تنظر إلى نفسها، عاد شكلها لها، و زال سحر الطاقة الزرقاء عنها، بما أنها خرجت منها و دخلت في جسد تشانيول، لقد عادت الأميرة الآن.
فتحت باب الجناح، و أبدى الحرس دهشة عندما رأوها في الداخل، فهم رأوا جيداً أن إحدى العاملات من دخلت معه.
" اذهب إلى قاعة الماما و ابحث عن الأمير بيكهيون، أخبره أن يأتي بطلب مني بسرعة!"
ركض الحارس ليُلبي أمرها، ثم هي تحدثت لبقية الحرس.
" إن أتت أمرأة تدعي أنها أنا، فلا تسمحوا لها بالدخول، هذه نسخة عني أتت لتقضي على الأمراء و المملكة، توخوا الحذر منها، فهي تملك قوى خارقة"
نظر الحرس في بعضهم بإرتباك و إستنكار، لكنها دخلت و لم تزد على قولها شيء، تقدمت ناحية السرير، و جلست إلى جانب تشانيول.
تحسست وجنته إذ هي ساخنة جداً تحرق، رفعت يدها سريعاً عنه، و راحت تنفخ عليها لشدة ألمها، ثم أخذت تنظر إليه.
لاحظت أن عروقه أصبحت زرقاء، و أن شفتيه تميل إلى اللون ذاته، تداخل اللون الأزرق مع الأحمر في شعره.
قبضت يدها قبل أن تمدها ناحيته مجدداً، ثم رفعت جفنه لترى حدقته، لتراها تتقلب سريعاً بين اللونين الأزرق و الأحمر، الصراع قائم داخل جسده.
سمعت طرقاً على الباب فسمحت للطارق بالدخول، إذ هو بيكهيون بصُحبته كل الأمراء الباقين.
أنكست رأسها بإحراج شديد، و لكنهم كانوا مشغولين بقلقهم على أخيهم، بيكهيون تسآل.
" هل تسللت الطاقة الزرقاء إليه؟!"
أومات ميريانا و تراجعت قليلاً عندما أحاطوا به إخوانه، سوهو رفع يده كي يطفئ النار الناشبة في بعض الأماكن، فوضعت يدها على ذراعه و قالت.
" لا سموك، دع النار تحرق هذا الجناح بأكمله، لعله تطهر من الرجس الذي كان فيه"
تنهد سوهو ثم أومئ يقول.
" اذهبي إلى أختك، سنتولى أمره و نخرجه من هنا"
لكنها ما إستطاعت أن تتزحزح من مكانها، بل قالت بينما تنظر إليه بحُزن شديد.
" هل سيكون بخير؟!"
شعرت بأحد ما يُربت على كتفها، فالتفتت لتجده سيهون، سُرعان ما ابتعدت عنه، نظر لها بحاجبين معقودين، لا يفهم سبب خوفها منه، فأوضحت بعد تنهيدة.
" آسفة، تهيئ لي المستنسخ عنك يا سمو الأمير، إنه أكثرهم سوءً!"
و بيكهيون أكدّ عندما هتف بغيظ شديد.
" نعم، إنه عاهر لعين عفن، سيهون قذر!"
سيهون تخصّر بغُل و استنكر.
" أراك تستغل الفرصة لتوجه الشتائم لي من أسفل الطاولة!"
بيكهيون حرّك كتفيه بلا إهتمام يقول.
" لستَ المعنيّ!"
سيهون تنهد يقلب عينيه.
" طفلٌ فضيّ مُدلل!"
بعض الأمور لا تتغير!
............................
خرجت ميريانا بعد إصرار لا تفهمه من سوهو، و توجّهت إلى القصر الفضيّ تتبعها حاشيتها، دخلت الجناح، تبحث عن شقيقتها، فوجدتها في سريرها تستريح.
تبسّمت ميريانا بشوق رغم أن الدموع لمعت في عينيها، آيلا رفعت عينيها إلى أختها، ثم تنهدت تقعد في فراشها.
" لِمَ أتيتِ؟"
ميريانا لم تستغرب خشونة كلمات أختها الصغيرة، فهي لا تتوقع أن الحمراء اللعينة أحسّنت التصرف معها.
إقتربت منها حتى جلست بجانبها إلى السرير، ثم تحدثت.
" اشتقت لكِ!"
تبسمت آيلا سخرية ثم علقت.
" قلتِ أنني مجرد طفلة قد أفسدني دلالكِ، و جعلني لا أستحق لقب أميرة، لأنني لا أتحمل المسؤولية، حتى مسؤوليتي على نفسي، ألستُ عبئاً عليكِ؟!"
بكت ميريانا و تمسكت بيدي أختها تنفي برأسها.
" لا، لستِ كذلك، أنتِ ابنتي و لستِ أختي فحسب، أرجوكِ سامحيني يا آيلا لأنني قسوتُ عليكِ، أنا آسفة!"
رفعت ميريانا كفيّ أختها إلى شفتيها، ثم طبعت عليهما قُبلة محمومة بالعاطفة، ثم رفعت وجهها إلى أختها و قالت.
" صدقيني أنا مُتعبة جداً، و أحتاج إلى كتف أستند عليه"
آيلا شعرت بالقلق، فسُرعان ما رفعت كفيها لتحتضن وجنتي أختها و قالت.
" ما بكِ؟ ما الذي حدث؟!"
ميريانا ما أجابتها، فقط إكتفت بإستعارة صدر أختها و البكاء في حُضنها، و آيلا ما بخلت عليها بالمواساة، بحضنها، بقبلاتها، و تربيتاتها.
هكذا هي آيلا، لا تكن الضغائن، و تنسى كل أساءة وجهت إليها بإعتذار صادق فحسب، طيبة القلب بشكل مفرط، يجعلها سيئة في شخصيتها لا حسنة.
ولجت السيدة كيم والدتهما إليهنّ، فوجدت طفلتيها يتعانقن و يبكين لبعضهن، هرعت إلى كلتاهين تحتضنهن بقوة و تبكي بشدة، آيلا عادت للتوّ من أسر المستنسخ، و ميريانا ما كانت ميريانا، الآن هذه هي إبنتها الحقيقة.
" صغيراتي!"
الأخبار جالت القصر و الجميع أصبح على دراية بحقيقة ما حدث، بقي بياناً ملكي يثبت صِحة الأقوال من عدمها.
لكن ما لم يلحظه أحد أن البلوة الفضيّة تُضيء بشدة، و أن نجم الثور يكاد أن يتوافق، هنا يكمن فرح و ترح، فرصة و جريمة... بيكهيون سيكون بطلها أو شريرها... و بكل الحالات ستكون آيلا الضحية.
لكنها لن تكون في المستقبل القريب الضحية الوحيدة.
..................
مرّت ثلاثة أيام و لم ترى ميريانا فيها تشانيول إطلاقاً، وصلها مرسوم ملكيّ يحوي أمراً لها من الحُماة الأمراء أنه وجب عليها أن تَلزم القصر الفضيّ بموجبه، و أن التصليحات في قصر النار ستنتهي بعد ثلاثة أيام، و ها هو اليوم الثالث يوشك على الإنتهاء.
الأمراء في حالة تحفظ شديدة، فكلما سألت عن تشانيول، عندما يأتي سوهو لينظر في أحوالهن، قال "أنه سيكون بخير" و لا يمنح أيُ تفاصيل أضافية، و ذلك جعلها تشعر بالخوف.
أما بيكهيون، فلم يظهر إطلاقاً أيضاً، و لم يبادر في مصالحة آيلا أو زيارتها منذ أن عادت، هو فقط لم يظهر و هرب من المواجهة، أو أنه ليس مستعداً بعد.
آيلا إلتزمت بأوامر الأمراء و لزمت جناحها، أما ميرينا فلا، خصوصاً أنها تشعر بأن مكروه أصاب تشانيول، و هم يخفون ذلك عنها.
قبل بزوغ الفجر؛ وضعت فوق فُستانها الأحمر، الذي يُدلل على هويتها، عباءة سوداء بقلنسوة وضعتها على رأسها، و خرجت تتسلل إلى قصر النار، فهي أصبحت خبيرة في الهرب و التسلل.
وصلت الرواق، الذي يقطن في واجهته جناحها، ثم رفعت القلنسوة عن رأسها و تقدمت، لكن الحرس أوقفوها معترضين.
" مولاتي، بأمر من القائد الأمير سوهو، أنتِ يجب أن تبقي في قصر الضوء حتى تنتهي الإصلاحات"
أومأت تقول.
" أنا فقط أريد أن أرى لأي حد وصلت الإصلاحات في الجناح"
تراجع الحارس، و انحنى يأذن لها بالدخول، يوشك الجناح على الإنتهاء، فبالداخل طاقم عمل يركبوا قطع الأثاث و ينظفوه، لكن ما من أثر لتشانيول.
خرجت إلى الحرس من جديد و قالت.
" أين سمو الأمير تشانيول؟!"
الحرس نظروا في بعضهم بحرج، ثم اخفضوا رؤوسهم يرفضون الإجابة، حينها قبضت على يدها و خاطبتهم بلين، تشعر أن مشاعرها مذبوحة بالفعل، هي بحاجة أن تطمئن و تراه فقط.
" أخبروني أين هو من فضلكم، أنا خائفة عليه، أريد أن أراه فقط!"
نظر الحرس في بعضهم و قد نالت على إستعطافهم، حينها تحدث معها أحدهم.
" لا ندري إلى أين تحديداً يا مولاتي، سمو الأمير كاي نقله إلى مكان آخر في القصر، هذا ما نعرفه"
أومأت تتنهد.
" حسناً، شكراً لكم!"
نظروا في بعضهم بإستهجان، تشكرهم؟
لقد كانت تذلهم و تشتمهم كثيراً، إذن صدقت الأقاويل، و صدقت هي عندما قالت أن التي كانت تعيش معهم ليست هي، بل إمرأة شريرة إستنسخت هويتها.
راقبوها تركض في الرواق، بدى القلق و الخوف واضحاً في ملامحها الناعمة، هي بالفعل خائفة على الأمير.
خرجت ميريانا من قصر النار و توجهت إلى القصر العام، حيث يحوي مرافق ممنوع دخولها إلا من الأمراء، هي متأكدة أن تشانيول بأحد هذه الأماكن الممنوعة.
لكنها بجراءة إمرأة تُحب تسللت إلى القصر، و رغم جهلها بمرافق القصر لكنها جالته، وصلت إلى الطابق السُفلي، سُفلى الأرض و كانت تسمع صراخ ثخين و عميق، إنه صراخ تشانيول!
...............................
في وقت سابق من اليوم...
همسات رقيقة تتخللها لمسات جريئة، ضحكات ناعمة تُخفي نظرات كارهة... إنها الطاقة الحمراء، يشعر بها و يرى وجهها الحقيقي بوضوح.
داخله أيضاً، كفٌ باردة تمسح على وجنته، و دمعة حارة مسّت بشرته، إبتسامة أُم عذبة تُدغدغ الحنان في حِسه، و نظرت أُم مُنكسرة تصقُل وجعه... إنها الطاقة الزرقاء، الأم الحنون التي أتت لإنقاذه، و ها هو يشعر بها تحويه و تحميه.
فتح عينيه، فوجد نفسه مُثبت على لوح بارد، في السقف فوقه توجد بلورة كبيرة الحجم تمزج إثنا عشر لوناً، و تحوي إثنا عشر رمزاً.
من خلفه الحائط مُقعر، مُعلق في قعره إثنتا عشرة بلورة، واحدة فقط تلمع بشدة، إنها الفضيّة، و ذلك ما وجّه نظرات الحُماة إلى بيكهيون فابتلع غصته و أومئ.
و أخرى باهتة جداً، يكاد نورها أن ينطفئ، إنها البلورة الحمراء، فما زال الصراع قائماً بجسد تشانيول.
لكن عندما فتح عينيه ينظر في السقف أضاءت، فاستبشر الحُماة خيراً، بأن الطاقة الحمراء خرجت منه، فلقد عاد لبلورته بريقها، لكن...
الكُرة البلورية فوق تشانيول هي التي تكشف التوازن في جسده بين الطاقتين، إمتزجا اللونين معاً، الأزرق و الأحمر، و احتاجا وقتاً للإنفصال و تقدير مقدار الطاقتين في جسده.
حتى تساوت و ظهرت النتيجة، كانت أن للطاقة الزرقاء الثُلث، و ثُلثين للطاقة الحمراء.
و هذا يعني أمراً واحداً، أن الطاقة الزرقاء إنتصرت في الصراع على الطاقة الحمراء، و لكن الحمراء خلَّفت آثار جسيمة في شخصيته.
سيكون تشانيول جديد حسب هذه النتيجة، تشانيول القديم لن يعود بسهولة!
............................
سلاااااااام♥️
بارت جديد عبارة عن قلة أدب و دموع😂♥️
أسأل سؤال، كم بالله في حد بقرأ؟ أنا شايفة أنو في بس بنتين بقرأو؟ اثبتو وجودكم يا جماعة بلييييييييييز
لازم في كل رواية لي تطلع جوزة حلقي بسبب التفاعل😭😭😭😭😭💔
هيبتُها بتحكيلكم تسعدوا لإستضافتها و تجهزوا مكان شاغر إلها في قلوبكم😊♥️
الفصل القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت.
1.رأيكم بِميريانا؟ تضحيتها لأجل تشانيول؟ قلقها عليه؟
2. رأيكم بتشانيول المغرور؟
3.كيف ستكون شخصية تشانيول الجديدة؟
4.لماذا كان يصرخ؟ و ماذا ستفعل ميريانا لمساعدته؟
5. ما المقصد خلف البلورة الفضية؟
6.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі