توطِئة|| Intro
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
CH4|| دموع الذئب
CH5|| للمرة الأخيرة
CH6||بداية جديدة
CH7||سيدة النار
CH8|| لا تتوهجي
CH9||صفعة و قبلة
CH10|| أول الفجّات
CH11||وجوه جديدة
CH12||حب و راء
CH13|| تخبط
CH14||إمرأة من فولاذ
CH15||بداية الصراع
CH16|| أحياء
CH17|| تاجٌ من شوك
CH18|| بلورة باهتة
CH19|| تتويج الملك
CH20|| معركة الحب
CH21|| شطرنج
CH22|| تَفيض قوّة
CH23|| مقبرة المشاعر
CH24|| ضحايا ح-ب
CH25||الملكة
CH26|| صِراع العروش
CH27||ضبط الملكة
CH28|| حُب وحَرب
CH29|| رِهان الجسد
CH30|| أُنثى الذئب
CH31|| السِّنداوة
CH32|| الدرك الأسفل
CH13|| تخبط
" تخبط"








كما لم نكُ يوماً من قبل، اليوم يدي تُعاضد يدها و قلبي حقيقةً طوع حُكمها، كلما إبتسمت في وجهي و بانت غمازتيها الغائرتين أذابت قطعة من فؤادي.

أحبها كما لم أحب من قبل، أن تعطيني الحب هو حلمي بعينه، لا أدري كيف تغيرت سريعاً للفتاة التي هي عليها الآن، و لكنني سعيد بذلك التغيير كلياً.

لقد سلمتني نفسها البارحة برضاها، بل هي من طلبتني إلى كُنفها، ثم في الصباح ايقظتني على هدهدة قبلة طبعتها على عنقي، أثارت في حِسي وخز أليم لكنه لذيذ.

ها هي ملكتي و أميرتي الأبدية تقف إلى جانبي بردائها الملكي، تتمسك ذراعي و تنظر ناحية الجميع بإبتسامة خفيفية، ميريانا أخيراً إقتنعت بي.

جلست على عرشها بجاور عرشي كما جميع الأمراء و الأميرات غيرنا، تُنقص قاعة الماما بيكهيون و عروسه فحسب.

إقتربت منها كي أهمس في أذنها.

" ميريانا، ألم تذهبي إلى شقيقتكِ؟!"

همست تُقرّب شفاهها من أذني.

" لا أظن أنها تحتاجني، عليها أن تقف بقوة وحدها مُذ اليوم"

كلامها غريب قليلاً، أعني هي عادةً ما تتشبث بأختها، و أراهن أن الوهن في شخصية آيلا بسبب ميريانا، و وحمايتها الشديدة لأختها.

لذا إستنكرت.

" هذه ليست عاداتكِ! ظننتُ أنني لن أراكِ هنا أبداً حتى تحضر أختك!"

وقفت أمامي ثم قالت بتلك الإبتسامة العالقة على شفتيها مُذُ الأمس.

" إذن سمو الأمير أعذرني، سأذهب لأراها"

أومأت، فتحركت من أمامي تحمل حاشية فستانها، تتبعها حاشيتها من طاقم قصري.

و أنا إلتفتُ إلى شؤوني، بيكهيون يقف على المنصّة الملكيّة، عليها طاولة صغيرة عليها الخاتمين، نهضتُ عن عرشي و أشرتُ لحرسي أن يبقوا في مكانهم.

باغتُّه بتربيتة على كتفه، فأدار رأسه ناحيتي و حاجبه مرتفع، ثم إلتفت إليّ كاملاً، و ابتسم إبتسامة خفيفة.

" أهلاً أخي"

قبضتُ حاجبي لا يسعني إستيعاب التغيير الذي طرأ عليه، هو و ميريانا لقد تغيرا في غضون ليلة و ضُحاها.

" منذ متى و أنت مهذب؟"

تبسم و أوجز بنبرة هادئة يكسوها شيء من البرود.

" منذ اليوم، أتحتاج شيء؟!"

نفيت.

" أردتُ دعمكَ فحسب!"

إنسحبتُ بهدوء بعد أن ربتَّ على كتفه، إنه ليس ودود على الإطلاق، إنه ليس طفلنا الفضيّ، لستُ مرتاحاً لهذا التغيير، أخشى أنه يكتم عنّا أمراً قد حدث له.

إقتربتُ من ناحية سوهو، كونه قائدنا تحدثتُ إليه أستنكر.

" ألا تشعر بالغرابة ناحية بيكهيون؟!"

نظر سوهو ناحية بيكهيون و حرك كتفيه متنهداً.

" نعم، لكن طلبتُ من لوهان أن يقرأ أفكاره، لكن لا شيء مُريب بأفكاره، كلها تدور عن أميرته، الليلة، و قِواه"

أومأتُ أنظر ناحية أخي من جديد، لِمَ لا أشعر بالراحة ناحيته؟!




......................




" سمو الأميرة بارك ميريانا أصبحت في الجناح"

وقفت آيلا تمسح دموعها بإنتظار أن تدخل شقيقتها، لعل كلماتها شجعتها، أو على الأقل واستها.

دخلت الأميرة و نظرت ناحية آيلا ببرود، و على عكس المتوقع قالت توبخ.

" لِمَ تتابكين؟ أنكِ تتزوجين بأحد الحُماة، ستصبيحن أميرة في المملكة، و الملكة الشرعية على قصره، كُفي عن الدلال، لقد نزعتُكِ بالفعل"

تقدمت والدتها منها لا تصدق ما نبست به ميريانا للتو، إستنكرت بشيء من الغضب.

" مير، لِمَ تتحدثي لأختكِ بهذه الطريقة؟! إنها تحتاج منكِ تشجيع لا توبيخ"

نظرت ناحية أختها بذات النظرات الباردة و نبست.

" و أنا بالفعل شجعتها، الدلال قد أفسدها، فلتكن أقوى، و إلا كيف ستتولى أمور الرعيّة و المملكة فيما بعد؟!"

خرجت ميريانا بعد أن رمت على شقيقتها ذات النظرات، كان ذلك سبباً وجيهاً و دافعاً كافياً لتنهار آيلا فوق إنهيارها.

إذ أخذت تبكي و نزعت زينتها، بينما والدتها تحتضنها و تحاول مواساتها، لكن آيلا جُرِحَت بحق، لم يسبق لميريانا أن عاملتها بهذا البرود.

تحركت السيدة بإبنتها، و العروس تستند عليها حتى مشارف قاعة الماما حيث الزفاف قائم، نفثت آيلا أعمق أنفاسها، و أغمضت عيناها تضبط نفسها حينما شَرَعَت البوابة.

رفعت رأسها تنظر ناحية بيكهيون، الذي يقف وحده فوق المنصّة بزيّه الملكي الفضي، دخلت تجُر أقدامها، و حتى وصلت المنصّة أمسك بيديها يعينها على الصعود.

كانت يدها في يده ترتجف، ضغط على يدها قليلاً و همس.

" أغمضي عينيكِ"

فعلت إذ أنه بشكل متقطع يتحكم بأفكارها، سُرعان ما دبّ صوت الهِتاف الذي يأتيها من كل حدب و صوب في سمعها.

" بإسم الإله و ما اقتضى به، على متن الكوكب الضائع و في مملكة العدل حيث جميعنا واحد، في قصر الماما و على شرف الحُماة تكون المُختارة سيدة الضوء، زوجة ملكها، و أميرة علينا"

علمت أنها هكذا تزوجته على حسب طقوس هذه المملكة، أدمعت عيناها من جديد، و أطاعته حينما همس.

" ارفعي رأسكِ و افتحي عيناكِ"

فعلت ما أمرها به، فوجدت الناس يحدقون بها بأعين متسعة و أفواه فاغرة، كان لبريقها صوت، أمسك بيكهيون بكلتي يديها و رفع بصره إليها، ثم هو تجمد ينظر لها، و قد سلبه جمالها حواسه.

شعرها أصبح رمادي كشعره، عيناها رمادية، تلمع بشرتها بفعل طاقة الضوء الكامنة فيها، و كذا يلمع الوشم في عنقها الذي يمثل مدارها النجميّ.

و رغم أنها تعلم أنهم مسحورين بمظهرها الجديد، الذي لم تراه بعد، لكنها تشعر بكتفها يحترق.

" كتفي يؤلمني!"

أومئ إليها و قال.

" إنها الطاقة قد تحفزت بداخلك، لا تخشي شيء، سآخذها الليلة و ترتاحي"

ثم قضم شفتيه بينما ينظر إلى عنقها، و لكن قبلته كانت على جبهتها على حسب الأصول، حبست أنفاسها حتى إبتعد، ثم نظرت إلى عينيه المنتشية بمظهرها بإضطراب.

" أعلنكِ زوجة لي"

حمل الخاتم من على الطاولة و وضعه في أصبعها، حينها أخذ الجميع يصفق بحرارة، و هو تبسم ينظر عبر المنصّة إلى الشعب خارجاً.

بعد إذ، أمسك بيدها، و جعلها تنزل عن المنصة، يستقبل مباركات الحُماة و غيرهم من المباركين، ثم سحبها إلى ساحة الرقص، حيث هناك يستطيع أن يستفرد بها لبضع دقائق.

أحاط خصرها بذراعيه و جذبها إليه، وضعت آيلا ذراعيها حول عنقها، جذبها أكثر حتى تلاصقت أجسادهما، كذا جبهاتهما.

كانت تنظر إلى الأسفل، و يحوي بصرها شفتيه التي يقضم عليها كل بضع ثواني، شعرت بأصابعه تنغرز في خصرها بشدة، جعلتها تقبض ملامحها بألم، و في النهاية أطلقت صوت ألمها بخفوت.

تبسم و مسح على خصرها حيث آلمها و همس.

" أتشوق لسماع صوت آهاتكِ طيلة الليل"

رفعت بصرها إلى عينيه و لم تقل شيء، إنما هي شعرت بخجل شديد، كذا خوف شديد، لم تنسى الحالة التي وصلت إليها ميريانا بعد ليلة زواجها من تشانيول.

إزدرئت جوفها و لم تعلق، لن تمر هذه الليلة على خير و لا تريد شيء بقدر ألا يمر اليوم، أو تصل الغد دون المرور بالليلة، لكن هذا مستحيل.

بعد إنتهاء الإحتفال الملكي؛ سارت آيلا مع أميرها إلى جناحه الخاص، هناك حيث ستعيش من الآن و للأبد كزوجة أبدية له.

أدخلها قبله ثم تقدمت إلى قعر الجناح بنفسها حتى وقفت في منتصفه، أغلقت عيناها بإحكام و كمشت يديها حينما سمعته من خلفها يوصد الباب عليهما.

أخذت تتنفس بإضطراب شديد، بينما تتعقب صوت حذائه يكسر الهدوء الشديد القائم في الجناح.

شعرت بشيء يسقط على الأرض، لكنها لم تلتفت لترى، بل هي لا تقوى على الإلتفات، شهقت بخفة، ثم لجأت إلى قضم شفتيها حينما شعرت به يلف ذراعيه حول خصرها، و قد باشر بالفعل بتعليم رقبتها.

قضم من عنقها فتأوهت تهرب بين يديه، ثم إلتفتت ناحيته تتمسك برقبتها، و تنظر ناحيته بخوف، خصوصاً حينما أدركت أن الذي سقط أرضاً كان زيه الملكي، فما هو لا يرتدي الآن سوى بِنطاله، و صدره عارٍ.

إقترب منها فرفعت يديها تحاول إيقافه، و قالت ترتجف.

" إنتظر أرجوك! أنا خائفة كثيراً! من فضلك اصبر"

تبسم مستهتراً لقولها، و بلامبالاة لخوفها إجتذبها من مرفقها إليه، حينها شهقت مجدداً بخفوت، و عادت تغمض عينيها، لكن صدرها يرتجف إذ هي تبكي بلا صوت.

إقترب منها حتى مسَّ بشفتيه أُذنها و قال.

" و ما المطلوب مني فعله؟ لن أصبر عليكِ، يكفي أنني صبرت حتى الآن، الآن اطيعيني و تجردي من ثوبكِ هذا"

إهتزّت آيلا بفزع بفعل ما يقوله، تراجعت عنه تنفي برأسها رفضاً أن تشاركه السرير، كذا أن تمنحه جسدها.

" أنا لا أريد، أنت لا تستحقني حتى!"

صاحت حينما أمسك بشعرها، و قد فاض غيظه، و رمى بها على السرير، آتى أعلاها سريعاً قبل أن تتحرك، و قيّد معصميها فوق رأسها جعلها تبكي.

فتحت عيناها على مظهر وجهه القريب من وجهها، لكنه بغلاظة ردد.

" لستُ أموت لمعاشرتكِ، لكنني أريد قوتي و هذا هدفي الوحيد، أنتِ لا تهميني"

و لربما لليلة واحدة أرادها بحق، فهو لم و لن يتجاوز مظهرها حتى يزول فتونها، الذي لن يزول بسهولة أبداً.

باغتها بقبلة على شفتيها، جعلتها تتحرك لمقاومته بكل ما تملك من قوة، لكنها لم تستطع دفعه عنها، لذا بكت أمامه تتوسله أن يبتعد أو يرفق بها على الأقل، لكنه لم يكُ رقيق على الإطلاق.

بل تحرك ليجردها من فستانها و حينما أصبحت أمامه عارية، إنهال عليها بغارات شهوانية كثيرة، فتارة تصرخ و تارة تبكي، و تارة تتوسله.

لكنه كان يكشف عن كل إنش من جسدها، يستكشفه و يتلذذ به، حتى وصل آخر مُبتغاه وضعت يديها على صدره تستوقفه و قالت.

" لِمَ أنت قاسي معي؟! أرجوك أمهلني بعض الوقت، إنني لا أستطيع"

تضاحك بإستهتار و إقتحمها، ثم إضافة إلى إنتشائه نشوة جديدة على أنغام آهاتها و صوتها الذي يرن في سمعه بلذة، رغم أنه بكاء، عويل، صوت ألم و حسب.

لعن بشدة حينما كانت إقتحامه بلا فائدة، فالطاقة بداخلها تُميز صاحبها و إن ما ميزه أحد، و هذا ليس بيكهيون الذي يستحق الطاقة الكامنة في جسدها.

أمسك بذراعها بعنف و جعلها تلتفت ليرى كتفها، الوشم مُطفئ كلياً، أي أنه لم يسحب منها شيء إطلاقاً.

إبتعد عنها، ثم نهض كلياً يسير بإضطراب أمام السرير، كل جهدوه ذهبت سُدى، لم يستطع أن يأخذ منها شيء.

نظر إلى آيلا التي تستتر بالأغطية و تبكي بشدة، فكر أنه لربما محاولة واحدة لا تكفي، لذا إقترب منها و إعتلاها بغية تجربة جديدة.

سُرعان ما فهمت ما يريد، حاولت دفعه لكنها لم تقدر عليه، بل عاود الكرّة من جديد بلا رأفة، جعل صراخها يرن بالجناح و لا أذن تسمعها، لا أحد سينقذها.

و في كل مرة يفشل يحاول من جديد حتى طلع الصُبح و ما زالت محاولاته قائمة، لم يتوقف حتى سقطت آيلا بين يديه مُغمى عليها.

حاول إيقاظها، و حينما فشل حتى بإيقاظها، لعن عالياً، و نهض عنها يحاول التفكير بطريقة ما تجدي نفعاً.

عجز عن فعل ذلك، لذا إستسلم مؤقتاً، إستحم، إرتدى زيه الملكي ثم خرج من الجناح، و تركها على سريره فاقدة الوعي.

وقف أمام حرس جناحه الذي إنحنوا له فور ما ظهر فقال آمراً.

" ممنوع أن تخرج الأميرة من الجناح، و ممنوع أن يدخل عليها أحد"

أطاعوه و حييوه، ثم غادر بيكهيون من أمامهم.

خرج من القصر الملكيّ، و ذهب إلى قصر قومه بسريّة تامة، و إن كُشِف أمر خروجه سيظنوه خرج للصيد، حتى يعود و يبرر ما حدث.

أما في القصر الذي ذهب إليه، هناك أستقبلوه أخوانه ينتظرون منه البُشرى، إجتمع بهم في قاعتهم الخاصة.

هم ستة أفراد فحسب، بيكهيون، تشانيول، كاي، سيهون، تشين، و سوهو.

هؤلاء ست نسخ حيّة عن ستة من الحُماة.

يجلسون ثلاثة يميناً و ثلاثة يساراً، و في مركز الست عروش يكون العرش الأعظم حجماً، يعود للملكة الأم.

نظر بيكهيون ناحية العرش و قال.

" الملكة لم تأتي إطلاقاً إلى القصر؟"

نفى تشانيول بجانبه و قال.

" هي مشغولة بملك النار الأخرق"

تبسم بيكهيون إبتسامة خافتة و قال.

" و كيف حال أميرة ذلك الملك الأخرق؟ أما زالت حيّة بين يديك؟"

قهقه الجميع قبل أن يرد تشانيول.

" لا أستطيع قتلها كما تعلم، إنها مليئة بالطاقة التي إحتاجها"

أومئ بيكهيون بهدوء فتحدث سوهو.

" ماذا عنك؟ كيف كان زواجك؟"

تنهد بيكهيون و أجاب.

" أصبحت زوجتي، لكنني لم آخذ من طاقتها شيء"

حينها وقف سوهو محموماً بالغضب و قال.

" جننت؟ و لِمَ نحن بعثناك إلى هناك؟ هذه إحدى مهامك الرئيسية!"

وقف بيكهيون كما أخيه و قال.

" أعلم و اللعنة، لكنني لم أستطع، لقد عاشرتها لأكثر من ست ساعات و لم أنل لو نُتفة من الطاقة بها، ماذا أفعل؟!"

قبض سوهو حاجبيه يفكر لوهلة، ثم أومئ متنهداً.

" ذلك كان أمراً متوقع على آية حال"

تنهد بيكهيون و عاود الجلوس على عرشه و قال بينما يدعك صدغيه.

" و ماذا أفعل الآن؟ ماذا سأقول لهم؟!"

تنهد سوهو ثم قال.

" لا أعلم، كذّب، لكن عليك أن تبقى هناك، فأنت عيننا بينهم"

أومئ بيكهيون متنهداً ثم نهض من مجلسهم، و خرج من القصر برمته عودة إلى قصر الحُماة، هناك حيث كانوا الحُماة بإنتظاره في قاعة الماما.

ولج إلى الداخل و تقدم ليجلس على عرشه، ثم سوهو إبتسم إليه و تحدث.

" أخبرنا، هل أخذت الطاقة؟"

حرك بيكهيون نظره بين الحُماة و بعد أن طالت تحديقاته قال يتعذر.

" لم آخذ منها شيء، ما زلتُ أملك وقت حتى التوافق المداري لنجمي، لم أستطع أن أتجاوز عن صوت بكائها و رجواتها، أنا آسف"

همهم سوهو قبل أن يأتي إليه، و يربت على كتفه قائلاً.

" لا بأس، إنني فخور بك، لقد تحليت بالرجولة حين أمهلتها وقتاً، و على آية حال؛ نحن لسنا بمستعجلين الآن على شيء، إن ضعفت سنمدك بطاقتنا حتى تكسب قلبها و تمنحك نفسها برضاها"

أومئ مبتسماً و تحركوا الحُماة ليشيدوا به، الوحيد الذي لم يتحرك لمباركته هو تشانيول، الذي رمقه ببرود و قال.

" لا أدري ما فائدة التعجيل من الزواج إن كنت ستمهلها الوقت"

ثم نهض عن عرشه و خرج من القاعة، صمت الجميع بعد الذي قاله تشانيول بشكل مفاجئ هكذا.

إقترب تشين من بيكهيون و ربّت على كتفه، لكن تَماس كهربائي أصابه فابتعد سريعاً، نظر الحُماة إليه إثر حركته السريعة.

تشين أمسك بيده التي صُعِقَت و همس بلا تصديق.

" لقد صعقني!"

سرعان ما نفى بيكهيون أنه لم يفعل، مسّه سوهو بحذر لكنه أيضاً صُعِق فابتعد سريعاً أيضاً، إزدرئ بيكهيون جوفه بقلق، طاقته ليست مزيفة فحسب بل و رديئة أيضاً.





...................





عودة إلى آيلا، فلقد دخل عليها بيكهيون من جديد، حينها كانت على أهبة إستعادة وعيها، قد سبق و أن منع أحد الدخول إلى جناحه حتى يعود، و ها هو ذا.

إقترب منها، إنها كما تركها صباحاً، حرَّكها بشيء من القوة بينما يناديها لعلها إستيقظت، عكّرت حاجبيها ثم فتحت عيناها بصعوبة تنظر إليه.

نهض عن السرير حينما إستفاقت و أمرها مُستعلياً، و قد سيطر على عقلها.

" انهضي الآن و استحمي، ثم إستتري بإحدى أثوابكِ الملكية، و إن سألكِ أحد عن ليلتنا أمس فأنا لم ألمسكِ، أتفهمين؟"

عقدت حاجبيها فعقد حاجبيه هو الآخر، المفروض أن تطيعه بما أنه يتحكم بعقلها.

" و لِمَ علي أن أفعل ذلك؟!"

إقترب منها سريعاً فشهقت حينما دثرها على السرير، ثم أوغل تهديده في سمعها.

" إفعلي و إلا الليلة لن تنامي إطلاقاً!"

إزدرئت جوفها ثم أومأت إليه تقول.

" حسناً سأفعل، اتركني الآن!"

إبتعد عنها فنهضت تنفذ ما أراد، قدميها كالهُلام و لا قوة ببدنها، فلا ضِرار بإطاعته الآن بما أنه سيكف ضُره عنها ليلاً.





................






كانت الأميرة على سريرها تتضجع بسكون بملامح مُدلهمّة، مضى عليها ثلاثة أيام بلياليها و لم ترى الضوء قط، كذا لم ترى وجه أحد سِواه.

نهضت تقعد على السرير متنهدة، أتحاول من جديد أن تهرب؟
ذلك ستكون وخائمه شديدة إن فشلت مجدداً.

لكنها لا تملك شيء لتخسره، تشانيول سيقضي عليها ببقائها لديه و بهروبها منه، أي أن النتيجة واحدة في كل الحالات.

كان تشانيول في جولة حول القصر ليرى في أموره، و حينما إنتهى من ذلك، قرر أن يتوجه إلى جناحه الخاص حيث سجينته يحبسها.

مالت شفتيه على شاكلة إبتسامة غثيثة، حينما شهقت بفزع إثر إقتحامه العنيف للجناح.

نهضت سريعاً عن السرير تستر ما بدى من ثوبها، و أنزلت السِتار على السرير كي لا يراها.

لكنها لا تعلم أنه ليس تشانيول، الذي لن يقتحم خصوصيتها، و لا يفرض نفسه عليها مهما بغى.

إقترب و تلك الإبتسامة المريضة على شفتيه، ينظر لها من خلف السِتار الشفّاف، ثم أمسك بقماشة السِتار، ليجعدها بين يديه، و يسحبها بقوة لتسقط أرضاً.

إتسعت عينا ميريانا، و أغلقت بيدها فمها الفاغر، حينها همس.

" لا حواجز بيننا زوجتي العزيزة"

لم تعلق، بل هي لا تجرؤ أن تعلق، هي فقط أشاحت ببصرها عنه، بينما تسمع رنين النبضات في صدرها.

نظرت إليه حالما شدَّ إنتباهها بصعوده على السرير، حينها زحفت إلى نهايته، و تمتمت بعد كدّ و إجتهاد.

" أنت لماذا لئيم معي؟ ما كنتَ هكذا، أنا لا أدري ما الذي غيرك، أنني هربتُ منك لا يخولك أن تفعل بي كل هذا، خصوصاً أنك كنتَ تتوقع مني أن أفعل، أنت لماذا أصبحت معي هكذا؟"

إتسعت إبتسامته و أمال برأسه يتمعن بوجهها طويلاً، حتى جعلها تزدرئ جوفها خشية منه، بعد وهلة حرك رأسه لينفي.

" أنا لم أتغير معكِ إطلاقاً، أنتِ فقط لا تعرفيني"

قبضت حاجبيها لا تفهم ما يرمي إليه ثم أوجزت.

" أعرفك لدرجة كافية لأن أحكم أنك لستَ الرجل الذي تزوجني و إحدى دوافعه الحب"

برم شفتيه ثم أومئ يصفق لها، و كأنه يُطري عليها و لكن مع لمسة ساخرة.

" اووه! بوركتِ! إكتشاف عظيم! لكنه أتى متأخراً عن وقته، ألا تعتقدين ذلك؟!"

إزدادت ملامحها إنقباضاً، إذ هي لا تفهم ما يرمي إليه، حينها إقترب منها على ركبتيه، و بينما تزحف هرباً منه، أمسك بعضدها و اجتذبها إليه لتشهق، كذا إتسعت عيناها و تسارعت أنفاسها.

" أنا فعلاً لستُ تشانيول الذي يحبك"

صمتت، لم تجد ما ترد به عليه، لكنه و بلا سابق إنذار قرر أن يزيل العُجمة عن فهمها.

" أنا لستُ زوجك، أنتِ لستِ زوجتي"

قضمت شفاهها التي ترتجف بينما تنظر إليه، ثم همست بإنذهال.

" من أنت إذن؟ ماذا تريد مني؟!"

قهقه بتناغم شرير جعلها تخافه أكثر، أمسك بيدها و قال.

" أنا بُعثتُ لأنهي زوجكِ و إخوانه أجميعن، بُعِثتُ لأسلبكم العرش و المملكة، حتى زوجاتهم، بُعثتُ لإنهائك و دحض طاقتكِ"

إرتفع صدرها و هبط بقوة، إرتجفت شفتيها و بصوت خافت همست.

" م.. من أنت؟!"

تبسم يجيبها.

" بما أنكِ كنتِ على الأرض، تعرفين ما هو الحمض النووي"

أومأت فرد.

" نحن نسخ حية عن الحُماة، بُعثنا منهم لإنهائم، كذا إنهاء كل ما يتعلق بهم، تتضمنكِ!"

إستهلك الأمر من ميريانا دقائق معدودة لتستوعب ما قاله، لكنها ما فهمت الكثير من الأمور، بقيت الكثير من الأسئلة عالقة في رأسها.

سألته أول ما خطر في بالها، رغم نبرتها المرتجفة سألته بنزعة غضب.

" أين أنا إذن؟ هذا قصر زوجي!"

ضحك تشانيول حتى أغاظها كذا أثار خوفها، رسى بنظراته عليها أخيراً و همس يجيبها.

" عزيزتي، كما أنا نسخة حيّة عن خِلقة زوجك، كذا القصر نسخة عن قصره، الأمر لا يحتاج التفكير"

عقدت حاجبيها و إزدرئت جوفها، كيف ذلك؟ كيف يكون هذا حقيقي؟!

أيعني الذي جلبها من على الأرض و تزوجها ليس ذات الرجل قِبالتها؟!
هذا يبرر عنفه، هذا نسخة لعينة عن زوجها.

زوجها النبيل، الصبور، و الأهم الذي يحبها بجنون، لذا يستحيل عليه أن يؤذيها، الرجل الذي يفديها بنفسه.

الآن شعرت بكم كان رفيقاً بها، كذا كم كان حنوناً، كم كان رجلاً بحق و كم كانت معه بليدة، لكنها معذورة، الآن فقط فهمت أسبابه، الآن فقط ميريانا تسامحه.

و الأهم من ذلك كله أنها تريده الآن.

" أعدني إلى أميري الآن، أو دعني أرحل، إن إكتشف سموه ما تفعله بي صدقني أن لا أحد قد يسعفك من وقعتك هذه"

ضحك من جديد و ما أبه بجدية تهديدها، ثم بنبرة ساخرة تسآل.

" أتظنين حقاً أنه يهتم لكِ، أنه الآن يعيش مع إمرأة أخرى، و احزري ماذا؟"

قضمت شفاهها تحاول كبح دموعها، يستحيل أن يتخلى عنها تشانيول إطلاقاً، هي على الأقل تعرفه من هذه الناحية، هو لن يتركها.

أما تشانيول الذي أمامها إقترب منها، حتى أنه وضع أصابعه أسفل ذقنها، بينما هي غارقة في خِضم صدمتها، ثم رفع وجهها إليه و همس.

" لقد عاشرها البارحة، و سيعاشرها اليوم، و سيعاشرها كل يوم."

نفت برأسها و أبعدت يده عنها بقوة تبكي، تشانيول لا يخونها، تشانيول يحبها.

أما اللعين أمامه فهمس بعد أن نفث أنفاسه.

" حسناً، هو يظنها أنتِ لذا ما مانع من تحرشها به"

قهقه بعدها بصخب و علق مستهزءً.

" يبدو أنكِ عذبتِه لذا الأمير المسكين كان كالملهوف حينما سلمته نفسها"

علق يتضاحك.

" قوية يا امرأة!"

دموعها كانت تصبب بسخاء على وجنتيها، بينما الآخر يتلذذ بخسارتها و ضعفها المفاجئ، كذا إنكسارها.

فجأة أمسك بيدها و اجتذبها إليه، ليهمس قبل أن يغمزها بعبث.

" ما دام هو يمرح مع شبيهتكِ، ما رأيكِ أن تمرحي معي؟ صدقيني أن مهاراتي على السرير ستعجبكِ جداً، أراهن أنني سأجعلك تصرخين من المتعة بين يديّ!"

صفعة كانت ثمن ما قاله، جعلت وجهه يستدير و أصابته جفلة.

ميريانا وقفت و رغم دموعها، هي هسهست بقوة تهدد و تبدد.

" خَسئت! أنت لا تستحق سوى عاهرة من فصيلتك تعاشرها، أنا إمرأة حُرة و أميرة، أمثالك شرف لهم أن أدوسهم بحذائي!"







...................................



الله حيوووو ميريانا...😂💔

سلاااااام


طلعت إكسو إكس شريرين أكثر من ما طلعتهم الاس ام.

عذراً عن التأخير و أتمنى تكونوا صبورين و تدعموني للنهاية و للأبد، لسة عندي أشياء كثيرة أقدمها لكم و ما أظن إني رح أخلص بيوم من الأيام.

البارت القادم بعد 90فوت و 90كومنت.

1.رأيكم بتشانيول الحقيقي؟ شعوره اتجاه مير و بيك؟

٢.رأيكم بتشانيول المستنسخ؟ الأمور الي كشفها؟

٣.رأيكم ببيكهيون المستنسخ؟ نذالته مع آيلا و عنفه معها؟!

٤.رأيكم بميريانا المزيفة و طريقة كلامها مع أختها؟

٥.رأيكم بميريانا؟ و ردة فعلها على الأمور الي كشفها تشانيول؟

٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «الدرك الأسفل|| The Eternal Monarchy».
CH14||إمرأة من فولاذ
Коментарі