CH4|| دموع الذئب
"دموع الذئب"
" في قلبي تغلغلتِ و لا أعرف كيف أنتشرتِ إنما أنا استفقت عليكِ في كلي و ما عدتُ أستطيع إخراجك مني، كما لو أنكِ روح لو أنتزعتكِ سلبتِ حياتي"
تقدم تشانيول من ميريانا مسلوب الأنفاس لكنها و كما إعتاد منها تجاهلته بإنفة و كان رد فعله هذه المرة أنه إبتسم معجباً للمرة الألف.
رمقته بلا فهم ثم غادرت الرقعة التي جمعتها معه، لكنه و بلا قصد أمسك بها من ذراعها الذي آذاها مسبقاً فأنّت ثم صفعت ذراعه تبعده عنها.
" ألا ترى أنك تسرف في أذيتي؟! ماذا تريد مني أنت؟! انصرف!"
قضم شفاهه بينما ينظر إلى يدها التي دَمت بالفعل من أسفل السترة التي تضعها على أكتافها، إنه نادم و بشدة كيف له أن يجعل من ناره ذات سُلطة عليه، كيف سمح لناره أن تؤذي حبيبته؟!
كان ذلك تهور مبالغ فيه!
نظر إلى وجهها الذي يحمل قدراً من الحُسن يماثل مقدار البغض الذي ترميه إلى حاويته، و كما رمى بغضها في حاوية قمامة فكره رمى بإرادتها الآن.
أمسك معصمها بلين و قال.
" تعالي معي قليلاً"
و كما إستطاع تقييدها دون قيود ليلة ما وقفت بصحبته أسفل المنارة شعرت بقيد يلتف حول رأسها جعلها تسير معه طواعية.
توقف في ركن خفيّ عن أعين المارّين ثم قال يتحدث إلى أحد ما غيرها لكنه لا يوجد أحد سواها.
" لوهان أطلب من كاي نقلك و لاي إلى هنا"
قضبت حاجبيها بلا فهم و قالت.
" من هؤلاء؟!"
نظر حولهما ثم أجاب.
" لا تقلقي، ليس بالأمر المُفزِع"
لكنها فزِعة حتى لو ما كشفت ذلك، أنه لا يتوقف عن التحكم في عقلها، لا تدرك كيف سارت معه دون إعتراض و كيف لا تصرخ الآن فيه كي يبتعد عنها.
فجأة سمعت صوت وقوع شيء ثقيل على الأرض من خلفها لتلتفت برأسها لترى ثلاثة شبان غريبو المظهر لكن مجرد النظر إليهم يسلب الأنفاس لشدة جمالهم.
و لأن تشانيول يدرك تأثير ذلك عليها بغيرة سد بصرها بكفه على عينيها و قال بشيء من الغيرة.
" لا تتحركي"
و على خِلاف سجيتها التي لا تقبل أمر و لا نهي أطاعته، شعرت بصوت أقدام يقترب ناحيتها و شعرت بالخوف، كل ما يحدث مؤخراً بات غريباً، هي متأكدة أن الشبان الثلاثة لم يكونوا هنا مسبقاً.
" تحولوا إلى بشريتكم"
سمعته يقول هذا الذي حللته بعقلها على أنه هراء ثم شعرت به يبعد يده عن عينيها، فتحت عيناها رويداً رويداً لترى وجه لا يملكه بشري طبيعي إنما ملاك هذا الذي أمامها.
إتسعت عيناها بينما تنظر إليه بإعجاب شديد و هو رغم أنه رأى في عينيّ إناث كثيرة هذه النظرة المسحورة بجماله إلا أنها أسعدته مجدداً فلقد بدت لطيفة و خصوصاً أن تشانيول ينقر ظهره كل فينة بغضب كي يبتعد عن فتاته.
تبسم لها فشهقت بخفة و كأنما برق لمع في غمازته كما البرق على جفونه، أمسك بيدها المصابة ثم شعرت به يحط بيده فوق أصابتها.
" لا تقلقي، لن تؤلمك"
لا تدري عمّا يتحدث و ما عادت تشعر بالقلق حيال أي شيء طالما هذا الملاك المبجل أمامها.
" إنتهيت"
سرعان ما شعر بدفعة أتته بغتة من خلفه و هو يعلم صاحبها الذي أغتاظ منه قائلاً.
" شكراً لك سيد لاي و الآن عُد إلى وضعك البشري"
قهقه لاي بخفة و ميريانا مسحورة به لم ترفع عينها عنه، شعره أبيض يرتفع عن جبهته بإرتداد و حدقتيه سوداوتان في غاية السحر، يبرق فوق جفنيه برقاً طفيفاً و كما هناك وشم على عنقه كما لو أنه مدار نجمي.
عاد إلى حالته البشرية و هي تراقب بذهول و فور أن اصبح شاب جميل لكنه لا يحمل ذلك السحر العظيم الذي يجعلها لا تستطيع زخزحة بصرها عنه.
أستطاعت التحكم أخيراً بحاوية بصرها و لأن يدها كانت تؤلمها عندما سحبها تشانيول إلا هنا و الآن لا تؤلم نظرت إليها فشهقت.
ما يحدث حولها كان عصيّ عليها فهمه فوجدت نفسها تتلكأ في سؤالها.
" كيف حدث ذلك؟! لقد كانت يدي مصابة؟!"
آتى أمامها فجأة شاب آخر كان أقصر أربعتهم، رويداً رويداً تحول من كونه شاب جميل إلى ملاك آخر و مجدداً شاب آخر سلبها عقلها.
بدى هذا الملاك أكثر تعقلاً من الذي سبقه إذ قال بنبرة جدية.
" ستنسي كل ما رأيته الآن و تنسي أنكِ رأيتِ قِوانا و ستقعي رويداً رويداً في حب تشانيول، حسناً؟!"
أومأت له قائلة.
" حسناً"
إبتعد عنها و تراجع خطوتين و ما زال بصره ثابت عليها حتى تبدد شكله الغريب و عاد إلى طبيعته، إنمحى لون شعره الأشقر و اكتسى باللون الاسود كما أن حدقتيه التي تميل إلى أن تكون صفراء إنطفأت لتصبح بُنية و كما إنطفئ لون شعره و عينيه إنطفئ البريق فوق جفنيه و الوشم في رقبته.
وقتها فقط إستطاعت أن تزحزح بصرها عنهم و لأنها نست ما حدث للتو و من بين الرجال الماثلين أمامها تعرف تشانيول فقط سألته عنهم بلسانها الحاد.
" من هؤلاء؟! هل حشدت رفقاك علي؟!"
تبسم و كاي في الخلف ضحك قائلاً.
" إنها ليست باللين الذي ظننته يا تشانيول"
أومئ تشانيول له بينما يراقبها ترمق كاي بإزدراء.
" أراكِ لاحقاً آنسة ميريانا"
تمتمت بينما ترى تشانيول يبتعد برفاقه.
" لا أود رؤيتك..."
نظرت إلى طلته الخلفية و بينما تراقب عرض منكبيه و ارتفاعه المهول الجذاب قالت.
" ربما أود!"
سار تشانيول رفقة إخوته بعيداً عن الضوضاء إلى خارج الحفل ثم وقف يلوم لوهان.
" ما كنّا إتفقنا أن تتحكم بقلبها و توقعها بحبي، تعلم أن هذا الأمر لن ينفع طويلاً"
" لكنه يكفي لتأتي بها إلى مكانها و مكانك"
تنهد تشانيول بأستياء ثم قال قبل أن ينصرف من أمامهم.
" لا تنسى وجهتيكم التالية بعد هذه"
ثم غادرهم، لوهان يضغط عليه أكثر من البقية و حتى من القائد و لا يدرك أن ذلك الضغط لا يأتي بنتيجة بل يزيد الأمور تعقيداً على كاهل تشانيول.
تجرعه المفرط للقوة الزرقاء هو كان السبب في بقائه هنا طوال ذلك الوقت و رغم أن الأمر ليس ذنبه وحده يتلقى المزيد من الضغط و اللوم.
عاد أدراجه إلى الحفل و وقف إلى جانب بيكهيون الذي كان يتهرب منهم.
" من الجيد أن لوهان تغاظى عنك سيد بيكهيون"
أومئ بيكهيون بلا إهتمام بينما يراقب حمله الوديع تقودها أختها في هذا الحشد الذي تجهله، ما اسرف تشانيول بالحديث معه فذا النور الآن مسحور بها كما لو أنها تسحر بالفعل مثله.
" بيكهيون، لا داعي لأطلب منك ألا تتهور، أليس كذلك؟!"
أومئ بيكهيون لأخيه بعد إبتسامة ماكرة، لا يستطيع ألا يجمع عبثه بها مهما كان نِتاج ذلك مُكلفاً، إنه يحبها بصبيّانية.
تشانيول ما كانت تظهر عليه أعراض الحب و تداعياته كما يحدث مع بيكهيون ذلك لأنه أكثر نضوجاً رغم أن ولادة بيكهيون سبقت ولادته ببضع أشهر، أي أنه الأصغر بينهما.
تبسم حالما تلاقى بصره بميريانا التي تقف قبالته على بُعد معتبر، لكنها صرفت بنظرها عنه بتوتر لا بغيض، تنهد بأستياء، لقد بدأ مفعول قول لوهان يظهر عليها.
و عذراً له فأن الحب يحكمه الآن كما يحكمها أمر لوهان فلا ضير أن يستخدم قليلاً من الحيل بدافع الحب، تقدم إليها بمشيته الثابتة ثم مثل أمامها و مد يده لها قائلاً.
" أتسمحين لي برقصة؟!"
و لأنها تقف بين صديقيها الشابين -جونغكوك و جاكسون- كما أن مديرها رمى عليها إنتباهه و الأهم لأنها تريد وافقت فوضعت يدها بيده تقبل عرضه.
سحبها إلى ساحة الرقص ثم وقف قِبالتها و لأن إمرأته ليست خجول زيادة أحاطت عنقه بذراعيها تزامناً و أحاطته خصرها بذراعيه، تبسم لها و افتتح حديثاً.
" ما ظننتُ أنكِ ستقبلين عرضي آنستي"
إبتسمت هازئة ثم قالت.
" تعلم آنستك أنك تتلهف لرقصة معها لذا أغدقتك بلطفها حينما قبلت"
ضحك ضحكة بشوشة و كان لغمازته نصيب من إنتباهها.
" يا إلهي! التواضع يكاد يتقطر منكِ"
تبسمت بخفة في وجهه لأول مرة تفعل، لقدر ما كره ما فعله لوهان يود أن يشكره لأنه بفضله رأى إبتسامتها هذه.
راقصها بلطف و اعتدال دون مبالغة و دون أن يجذب الأنظار، راقصها بهدوء و تحدث إليها.
" أرغب أن نكون أقرب بداعي الرِفقة"
رفضت معلقة.
" ليس هناك رِفقة و حسب بين المرأة و الرجل"
نظر إلى صديقيها في الخلف ثم إليها و قال.
" ألستِ ترافقي زميليكِ هذين؟!"
فهمت أنه يقصد جونغكوك و جاكسون و خصوصاً أنه دلل عليها بنبرة غيورة، تبسمت بخفة تضايقه و قالت.
" جونغكوك و جاكسون لا تجمعني بهم رِفقة و حسب"
إرتفع حاجبه مستهجناً و رافضاً ثم قال.
" و ماذا أيضاً يجمعكِ بهم؟!"
اثنى جذعها و جذعه عليها أثناء الرقصة و بينما تتمسك بعنقه خشية الوقوع قالت.
" لا شأن لك"
تبسم إذ أنه لم يتوقع رداً كهذا بوضعية كهذه تسلب إنتباه النساء و الرجال، تلك الفتاة بالفعل ليست تقليدية و لمرات كثيرة أطلق عليها هذا الحكم.
" و ماذا إن جعلني ردكِ أفلتك و تحتضنكِ الأرض؟!"
قهقهت بخفة و رفعت نفسها تقوّم عودها.
" أكون قد وجدتُ حضن يلمني و أنت اُتهِمت بالوقاحة أمام الجمع هذا"
حركت أناملها على قابلته مودعة ثم انصرفت من أمامه إلى جمع الرجال الذي تنعتهم برفاقها الذي تجاوزت معهم الرفقة.
وقفت بين جاكسون و جونغكوك و دارت مقلتيها بحثاً عن آيلا لكنها سرعان ما أطمائنت عندما رأتها تأتي إليها بملامح طبيعية.
تذمر بيكهيون بينما يقابل أخوته و خصوصاً لوهان.
" لماذا لم تجعلها تقع لي؟! أنا اريد ذلك أيضاً"
تنهد لوهان بأستياء و نظر إلى بيكهيون قائلاً.
" أنت بعكس تشانيول لا تحتاج أن توقعها بحبك كي تأتي بها إلى ديارك، لا حاجة لك لهذه المشاعر السخيفة"
تنهد بيكهيون مستاءً و يديه تحاصران خصره، استطرد لوهان.
" دُلني على مكان الأم"
نظر بيكهيون إليه و إلى لاي الذي لا يوفر فرصة لإظهار غمازته ثم أومئ موافقاً.
بعدما أعلن الحفل نهايته و انتشر الحضور خارجاً إلى بيوتهم، كانت ميريانا تمسك بآيلا في الموقف تنتظر سيارة أجرة تقلهما إلى المنزل.
بعد تأفأفاً أطلقته ميريانا سأماً أتتها أضواء من خلفها ثم صوت بوق السيارة، أنزل السائق الزجاج لتراه فأشاحت ببصرها عنه بأستياء.
" أتحتاجين توصيلة؟!"
نظرت في السيارة لترى صديقه الذي لا يكف عن مضايقة أختها معه لذا رفضت بجفاء.
" أكرم علي بإنصرافك"
رفع زجاج نافذته لكنه بعناد رفض المغادرة فتنهدت مستائة و اقتربت ناحية آيلا تتمسك بيدها، تبسمت لها آيلا و ربتت على يدها فكما فعل لوهان لقد جعلها تنسى أن بيكهيون أخافها بقواها و لكنها تذكر أنه يلاحقها.
إصطفت أمام سيارة تشانيول سيارة أخرى و حالما هبط الزجاج تبسمت ميريانا عندما رأت صديقيها في السيارة.
" مير اصعدي و أختكِ لنوصلك"
أمسكت بآيلا و سحبتها معها تقول.
" شكراً يا رِفاق"
صعدت في الخلف و أختها و انطلق جونغكوك في السيارة و ترك خلفه الملتهب بناره و الآخر بضوئه يحترقان.
" كان تصرفاً وقحاً من فتاتك"
علق بيكهيون بتلك و تشانيول تنهد ثم قاد بسيارته بعيداً، لم يصل تأثير سلطة أمر لوهان عليها السلطة المعتادة و ذلك غريب.
...............
وصلت ميريانا و آيلا إلى المنزل ثم بادرت ميريانا بشكر الممرضة التي تهتم بوالدتها و وعدتها بأجر أضافي.
جلستا الفتاتين إلى جانب والدتهما و السيدة قالت.
" من أنتن؟!"
تبسمن كلتاهما ثم وجدت رؤوسهن مكاناً على صدر والدتهن، رفعت الأم يديها لتمسح على رؤوس طفلتيها بلطف غير مسبوق منذ أن مرضت و قالت بحنان.
" طفلتايّ!"
رفعت ميريانا رأسها كما آيلا سريعاً و نظرن إلى والدتهن فابتسمت إليهم.
" أتتذكري من نحن؟!"
أومأت السيدة و قالت.
" أنتن إبنتيّ"
تجمعت الدموع في عيني ميريانا بينما آيلا شهقت باكية بالفعل.
" أتعرفي ما أسمائنا يا أمي؟!"
صمتت السيدة تنظر فيهما ثم نفت برأسها فأومأت لها ميريانا تطمئنها و بعدها قالت تحدث أختها الأصغر سناً.
" علينا أن نأخذها إلى المستشفى غداً"
أومأت آيلا ثم قالت.
" حسناً دعيني أخذها أنا كي لا تتغيبي و ينتقص من أجرك"
نفت برأسها ميريانا ترفض.
" لا، أنتِ لديكِ جامعة في الغد"
إحتجت آيلا متعذرة.
" لكنني أستطيع تعويضها لا تقلقي بشأني"
و كما عهدت آيلا أختها دوماً صارمة فيما يتعلق بمصلحتها قالت.
" قلت لا، بعض الدولارات لن تزيدني فقراً، سأعمل لساعات أضافية تعويضاً"
إستاءت آيلا و قالت.
" لكنكِ ترهقين نفسك زيادة"
ربتت ميريانا على كتفها و بإبتسامة خفيفة قالت.
" لا تقلقي بشأني، أنا بخير"
في الصباح الباكر، إستأذنت ميريانا رئيسها في العمل و أخبرته بوضع والدها كي يستمح لغيابها عذراً و وافق على أن تعمل لساعات أطول بعد عودتها.
ذهبت بأمها إلى المستشفى و حتى وصل والدتها الدور بعد عدد كبير من المرضى دخلت إلى طبيبها.
بعدما شرحت لطبيب وضع والدتها طلب صورة لها تكلفها ثمن باهض بالنسبة لها يصل إلى مائة و خمسون دولاراً، تنهدت بأستياء فالتأمين الذي تملكه لوالدتها لا يعفيها من تكاليف هذه الصور الباهضة.
لكن صحة والدتها أهم لديها من المال فدفعت لأجل الصورة أغلب المال الذي تملكه معها، خرجت الصورة و عندما تفحصها الطبيب ظهرت الدهشة على وجهه قائلاً.
" هذا لا يعقل!"
قبضت ميريانا حاجبيها بلا فهم تطلب توضيحاً فقال.
" إن خلايا المخ الميتة تتضائل، أذكر أن الضرر الذي أصاب مخها كان خطيراً جداً و معظم الخلايا كانت متلفة!"
نظرت إلى الطبيب و قالت.
" و كيف تعود إلى الحياة بعد موتها؟!"
نفى الطبيب برأسه مذهولاً و شد كتفيه يقول.
" لا أملك تفسيراً طبياً لذا لا أدري"
ذلك غريب جداً، نظرت إلى أمها التي تتمدد على سرير الإستطباب ثم تنهدت، هذا عجيب بالفعل، إن هذا المرض لا شفاء مكتشف له.
عادت بأمها إلى المنزل بعد إنقضاء فحوصاتها من المستشفى، الطبيب أوصى بتخفيض جرعة الدواء و مراقبة مؤشراتها الحيوية على الدوام.
عادت بعد دوام مُهلِك إلى منزلها و أوصت بشقيقتها التي وصلت للتو بأمها ثم غادرت رغم تعبها الشديد إلى عملها.
وصلت مكتبها و أوصاها رئيس المكتب القانوني بالكثير من الملفات التي وكِلت بها اليوم، تنهدت تأخذ من كرسيها مقعداً.
وضعت رأسها على الطاولة بغرض نيل قسط قصير من الراحة لكن الأمر لم يدم فها هي ضوضاء جونغكوك و جاكسون قد إنتشرت في المكتب.
رفعت رأسها تنظر إليها فإذ بجونغكوك يضع أمامها كوب قهوة و كعك محلى و جاكسون يجذب كرسيه ليجلس بجانبها ثم تبعه جونغكوك.
" أستساعدوني؟!"
رفع جونغكوك يده ليعبثر خصل شعرها بأنامله قاصداً إغاضتها قبل ملاطفتها.
" و هل نملك سواكِ أميرة؟! كيف سنترككِ مع كل هذا العمل و نغادر"
أبرزت شفتيها بلطف ثم أقتربت تعانق ذراعيهما إليها متكئة برأسها على كتف جونغكوك.
" أحبكما! أنتما أفضل صديقان على الإطلاق!"
قهقه كلاهما و ثابروا في بعثرة شعرها لكم بدت لطيفة حتى صرخت بهم مغتاظة، لميريانا جانب لطيف أيضاً لم يستكشفه أحد سوى هذين الشابين و ذلك ما قصدت به أن ما بينها و بينهما قد تجاوز الرفقة بالفعل.
العمل الذي قد تطلب منها عمل ست ساعات متواصلة بفضل جونغكوك و جاكسون إحتاج أربع ساعات.
خرجت تودعهم و رفضت عرض التوصيلة فلقد أنهكتهم بالفعل، إستقلت الحافلة حتى المحطة و عند المحطة قررت أن تسير قليلاً في الجوار.
نظرت في ساعتها، لقد تأخر الوقت، إنه منتصف الليل تقريباً، سارت قريباً من المحطة و راقبت ساعتها، آخر قِطار سيمر بعد نصف ساعة بالضبط.
سارت قُرب المحطة تضع في أذنيها سماعات تستمع إلى بعض الأغاني الهادئة، بسبب أن هذه المنطقة مخصصة لخدمات النقل فلا يشغلها شيء آخر سوى بعض الآراضي الحُرجية.
بدت مخيفة لكنها ميريانا التي لا تخاف بسهولة، سارت قرب المحطة على أطراف الأحراج إلا أن صوت آتى من بين الأحراج لحيوان تظنه خروفاً جعلها تتوقف لوهلة.
دخلت عندما سمعت صوت الحيوان يعلو فظنت أنه لربما علق في شيء و هي ستقدم المساعدة فحسب.
تجاوزت بعض الأحراج و تتبعت الصوت حتى رأته لكنها سرعان ما شهقت تغلق فاهها بيدها، إنهما ذئاب كثيرة تلتهم عدة خرفان سمينة.
تراجعت إلى الخلف تغلق فاهها بكلتي يديها تمنع نفسها عن الصراخ، حتى ضرب بظهرها جذع شجرة لكن إصطدامها بها أزعج الطائر في عشه فوقها فأخذ يصيح بصوته المزعج.
نظروا لها الذئاب و قطعوا على نفسيهم الوجبة الدسمة، وقفوا على أربعتهم ثم أخذوا يتقدموا منها و هي تتراجع، إن ركضت سيلتهموها و إن ضلت على هذه الحال سيستطيعون الإنتصار عليها.
أدمعت عيناها برعبة حقيقية فهم كُثر و هي وحدها، كثيراً ما سارت في هذه المنطقة و لكن لم يسبق لها أنها رأت حيوان مفترس، ربما لأنها تسير في ساعات أبكر.
رفعت هاتفها بيد مرتجفة بينما تحاول أن تنظر لهم و بما أنها نظرت لشاشة الهاتف كانت فرصة للذئاب كي تفترسها، صرخت فزعة عندما قفز أمامها أحد الذئاب بسرعة تتجاوز كل رفاقه و لشدة خوفها وقعت أرضاً.
أخذت تتراجع إلى الخلف و بقية الذئاب تتقدم.
" كاي تراجع عنها إنها إمرأتي"
" إنني لا أستطيع أن أسيطر على نفسي، نظرة الخوف في عينيها تثير غرائزي، افعل شيئاً"
ذلك الحديث الصامت الذي لا تستطيع ميريانا سماعه جعل ذئباً هائل الحجم يأتي من الخلف يعدو بسرعة حتى صار أمامها فصرخت و سلمت أنها ساعة موتها.
لكن الغريب أن ذلك الذئب دفع أقرب الذئاب إليها ثم رفع رأسه يصدر عواء مهولاً مخيفاً و عندما لم يتراجع أي من الذئاب عنها خرج من فاه الذئب ناراً مهولة كما لو أن حميم يتصاعد من حلقه و تداخل مع فروه شرار أحمر حارق.
فرّت الذئاب بعواء مذعور عنها و هذا الذئب ضلت النار شائبة به لكنه لا يحترق بل إلتفت ينظر لها ثم ركض مع قطيعه.
وضعت يدها على صدرها تتنفس بقوة و تنظر حولها بحثاً عمّن ينجدها، الهلع قد أصابها و أطرافها ترتجف لا تستطيع تحريكها حتى، أخذت الرؤية أمامها تتشوش و نفسها يضيق و رأسها يدور.
" ميريانا !"
سمعت صوت ذلك الناري و هي على عتبة اللاوعي، شعرت به يحتضنها إلى صدره ثم سقط رأسها في حِجره.
أخذ تشانيول يضرب وجهها بلطف لعلها تستيقظ و بما أن الأمر لا يفلح طلب من كاي نقلها إلى المنزل.
وضعها كاي على الأريكة و تشانيول آتى ليجلس قبالتها، حاول لاي تهدئته قائلاً.
" لا تخف عليها، لقد وضعت بها حماية متكاملة، لقد فقدت وعيها جرّاء الصدمة إن أردت سأوقظها"
نفى تشانيول برأسه و رفع الفتاة لتنام برأسها على كتفه يحتضنها بقوة ثم همس و الدمع واقفاً في عينيه.
" لا أتركها تنام كما تريد، لقد أخفناها اليوم"
ربت لوهان على كتفه و قال.
" لكنك أبليت جيداً عندما أوقفتنا، هي بخير و ذلك الأهم"
قبل رأسها ثم غمر وجهه في عنقها و أخذ يبكي بصوت خافت، رغم أنهم جميعاً يحاولون تهدئته لكنه أكثر هلعاً منها.
لقد تحكمت فيه غريزة الذئب و كاد أن يفترسها، لقد رأى دمها مسفوح في عيون رِفاقه، كادت أن تموت و هو عاجز عن تقديم المساعدة، لربما كان أول من أفترسها حتى.
إنصرف رِفاقه يتركونه مع إمرأته و في تلك الليلة نامت على صدره و رغم أنه بكى كثيراً إلا أنه نام في النهاية قرير العين فلقد كان قريباً منها كثيراً.
في الصباح الباكر أستيقظت فزِعة لترى أمامها تشانيول يجلس أرضاً و وجهه قبالة وجهها، زفرت أنفاسها و هي تخبئ وجهها بكفيها.
" ما زلتُ حيّة، يا إلهي!"
ربتَّ تشانيول على كتفها و قال.
" لا تخافي، أنتِ آمنة"
نظرت إليه و عادت ذاكرتها إلى الأمس حينما فقدت وعيها كان صوته آخر صوت سمعته قبل أن تغوص في الظلام.
" أين أنا؟!"
أجابها بلطف.
" في منزلي، تستطيعين البقاء هنا حتى ترتاحي"
نهضت سريعاً من على الأريكة و قالت.
" أمي و أختي!"
ثبتها من كتفيها لتبقى جالسة ثم قال.
" لا تقلقي، لقد بعثتُ لهم رسالة بأنكِ قد اضطررتِ أن تنامي في الشركة"
تنهدت بأستياء ثم جلست على الأريكة مجدداً.
" ما زال علي الذهاب للمنزل"
أمسك بيدها بلطف و قال.
" لا تقلقي حيال شيء، لقد بعثتُ لأختكِ مصروفها و دفعتُ للممرضة أجرها كما أنني حضرتُ لأجلكِ الإفطار و إن أردتِ الذهاب إلى العمل سأوصلك"
نظرت إليه قابضة حاجبيها بأستياء ثم وقفت ليقيم عوده أمامها.
" ألا ترى أنك تمنح نفسك أكبر من مِقدارها في حياتي؟!"
تبسم لها، لم يتوقع منها أن تشكره مثلاً، توقع رد فعل كهذا لكنه أراد أن يخفف عنها.
" عفواً"
تنهدت بأستياء و وضعت على الطاولة مبلغاً من المال مقابل ما دفعه ثم إلتفتت تقابله.
" لا تتدخل في شؤوني مجدداً، ها مالك"
تنهد مستاءً و عندما حملت نفسها خارجاً أمسك بعضدها قرب الباب و قال.
" لم آذن لكِ بالمغادرة"
ارتفع حاجبها سخطاً و دفعت يدها عنه و قالت.
" تعرف أين تضع إذنك؟"
قهقه بخفة إلا أن شارة وصلته فجأة شوشت سمعه.
" عليك أن تصعد، حان الوقت"
حرك رأسه كلا الجانبين ثم عادت تلك الإبتسامة تزين شفتيه.
" ما زال عليك أن تفطري معي"
و هي نظرت له مستهجنة أفعاله المبعثرة للتو.
......................
سلااااااااام
شكراً لكل شخص انتظر الدرك الأسفل و آسفة من كل قلبي على الإنقطاع الطويل الي صار، بعرف انو ما ح ترجع الرواية بقوتها كما كانت بالبداية و بعرف أنو حماسكم خامل بالنسبة لها لكن مثل ما انتظرني قِلة منكم أنا سأنتظركم جميعاً♥️
و أوعدكم الدرك الأسفل ما عاد تنقطع أبداً لأنه حان وقتها لتسطع.
الفصل القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت.
١. رأيكم بتشانيول؟ و ميريانا؟! و علاقتهما معاً؟!
٢.هل إستطعتم إكتشاف المزيد من الإسرار؟! ما هي؟!
٣.كيف تتوقعوا أن تشانيول سيأخذ ميريانا و إلى أين و لماذا؟!
٤.ماذا نظنون السبب في تحسن الأم و ما السر خلف الذئاب؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" في قلبي تغلغلتِ و لا أعرف كيف أنتشرتِ إنما أنا استفقت عليكِ في كلي و ما عدتُ أستطيع إخراجك مني، كما لو أنكِ روح لو أنتزعتكِ سلبتِ حياتي"
تقدم تشانيول من ميريانا مسلوب الأنفاس لكنها و كما إعتاد منها تجاهلته بإنفة و كان رد فعله هذه المرة أنه إبتسم معجباً للمرة الألف.
رمقته بلا فهم ثم غادرت الرقعة التي جمعتها معه، لكنه و بلا قصد أمسك بها من ذراعها الذي آذاها مسبقاً فأنّت ثم صفعت ذراعه تبعده عنها.
" ألا ترى أنك تسرف في أذيتي؟! ماذا تريد مني أنت؟! انصرف!"
قضم شفاهه بينما ينظر إلى يدها التي دَمت بالفعل من أسفل السترة التي تضعها على أكتافها، إنه نادم و بشدة كيف له أن يجعل من ناره ذات سُلطة عليه، كيف سمح لناره أن تؤذي حبيبته؟!
كان ذلك تهور مبالغ فيه!
نظر إلى وجهها الذي يحمل قدراً من الحُسن يماثل مقدار البغض الذي ترميه إلى حاويته، و كما رمى بغضها في حاوية قمامة فكره رمى بإرادتها الآن.
أمسك معصمها بلين و قال.
" تعالي معي قليلاً"
و كما إستطاع تقييدها دون قيود ليلة ما وقفت بصحبته أسفل المنارة شعرت بقيد يلتف حول رأسها جعلها تسير معه طواعية.
توقف في ركن خفيّ عن أعين المارّين ثم قال يتحدث إلى أحد ما غيرها لكنه لا يوجد أحد سواها.
" لوهان أطلب من كاي نقلك و لاي إلى هنا"
قضبت حاجبيها بلا فهم و قالت.
" من هؤلاء؟!"
نظر حولهما ثم أجاب.
" لا تقلقي، ليس بالأمر المُفزِع"
لكنها فزِعة حتى لو ما كشفت ذلك، أنه لا يتوقف عن التحكم في عقلها، لا تدرك كيف سارت معه دون إعتراض و كيف لا تصرخ الآن فيه كي يبتعد عنها.
فجأة سمعت صوت وقوع شيء ثقيل على الأرض من خلفها لتلتفت برأسها لترى ثلاثة شبان غريبو المظهر لكن مجرد النظر إليهم يسلب الأنفاس لشدة جمالهم.
و لأن تشانيول يدرك تأثير ذلك عليها بغيرة سد بصرها بكفه على عينيها و قال بشيء من الغيرة.
" لا تتحركي"
و على خِلاف سجيتها التي لا تقبل أمر و لا نهي أطاعته، شعرت بصوت أقدام يقترب ناحيتها و شعرت بالخوف، كل ما يحدث مؤخراً بات غريباً، هي متأكدة أن الشبان الثلاثة لم يكونوا هنا مسبقاً.
" تحولوا إلى بشريتكم"
سمعته يقول هذا الذي حللته بعقلها على أنه هراء ثم شعرت به يبعد يده عن عينيها، فتحت عيناها رويداً رويداً لترى وجه لا يملكه بشري طبيعي إنما ملاك هذا الذي أمامها.
إتسعت عيناها بينما تنظر إليه بإعجاب شديد و هو رغم أنه رأى في عينيّ إناث كثيرة هذه النظرة المسحورة بجماله إلا أنها أسعدته مجدداً فلقد بدت لطيفة و خصوصاً أن تشانيول ينقر ظهره كل فينة بغضب كي يبتعد عن فتاته.
تبسم لها فشهقت بخفة و كأنما برق لمع في غمازته كما البرق على جفونه، أمسك بيدها المصابة ثم شعرت به يحط بيده فوق أصابتها.
" لا تقلقي، لن تؤلمك"
لا تدري عمّا يتحدث و ما عادت تشعر بالقلق حيال أي شيء طالما هذا الملاك المبجل أمامها.
" إنتهيت"
سرعان ما شعر بدفعة أتته بغتة من خلفه و هو يعلم صاحبها الذي أغتاظ منه قائلاً.
" شكراً لك سيد لاي و الآن عُد إلى وضعك البشري"
قهقه لاي بخفة و ميريانا مسحورة به لم ترفع عينها عنه، شعره أبيض يرتفع عن جبهته بإرتداد و حدقتيه سوداوتان في غاية السحر، يبرق فوق جفنيه برقاً طفيفاً و كما هناك وشم على عنقه كما لو أنه مدار نجمي.
عاد إلى حالته البشرية و هي تراقب بذهول و فور أن اصبح شاب جميل لكنه لا يحمل ذلك السحر العظيم الذي يجعلها لا تستطيع زخزحة بصرها عنه.
أستطاعت التحكم أخيراً بحاوية بصرها و لأن يدها كانت تؤلمها عندما سحبها تشانيول إلا هنا و الآن لا تؤلم نظرت إليها فشهقت.
ما يحدث حولها كان عصيّ عليها فهمه فوجدت نفسها تتلكأ في سؤالها.
" كيف حدث ذلك؟! لقد كانت يدي مصابة؟!"
آتى أمامها فجأة شاب آخر كان أقصر أربعتهم، رويداً رويداً تحول من كونه شاب جميل إلى ملاك آخر و مجدداً شاب آخر سلبها عقلها.
بدى هذا الملاك أكثر تعقلاً من الذي سبقه إذ قال بنبرة جدية.
" ستنسي كل ما رأيته الآن و تنسي أنكِ رأيتِ قِوانا و ستقعي رويداً رويداً في حب تشانيول، حسناً؟!"
أومأت له قائلة.
" حسناً"
إبتعد عنها و تراجع خطوتين و ما زال بصره ثابت عليها حتى تبدد شكله الغريب و عاد إلى طبيعته، إنمحى لون شعره الأشقر و اكتسى باللون الاسود كما أن حدقتيه التي تميل إلى أن تكون صفراء إنطفأت لتصبح بُنية و كما إنطفئ لون شعره و عينيه إنطفئ البريق فوق جفنيه و الوشم في رقبته.
وقتها فقط إستطاعت أن تزحزح بصرها عنهم و لأنها نست ما حدث للتو و من بين الرجال الماثلين أمامها تعرف تشانيول فقط سألته عنهم بلسانها الحاد.
" من هؤلاء؟! هل حشدت رفقاك علي؟!"
تبسم و كاي في الخلف ضحك قائلاً.
" إنها ليست باللين الذي ظننته يا تشانيول"
أومئ تشانيول له بينما يراقبها ترمق كاي بإزدراء.
" أراكِ لاحقاً آنسة ميريانا"
تمتمت بينما ترى تشانيول يبتعد برفاقه.
" لا أود رؤيتك..."
نظرت إلى طلته الخلفية و بينما تراقب عرض منكبيه و ارتفاعه المهول الجذاب قالت.
" ربما أود!"
سار تشانيول رفقة إخوته بعيداً عن الضوضاء إلى خارج الحفل ثم وقف يلوم لوهان.
" ما كنّا إتفقنا أن تتحكم بقلبها و توقعها بحبي، تعلم أن هذا الأمر لن ينفع طويلاً"
" لكنه يكفي لتأتي بها إلى مكانها و مكانك"
تنهد تشانيول بأستياء ثم قال قبل أن ينصرف من أمامهم.
" لا تنسى وجهتيكم التالية بعد هذه"
ثم غادرهم، لوهان يضغط عليه أكثر من البقية و حتى من القائد و لا يدرك أن ذلك الضغط لا يأتي بنتيجة بل يزيد الأمور تعقيداً على كاهل تشانيول.
تجرعه المفرط للقوة الزرقاء هو كان السبب في بقائه هنا طوال ذلك الوقت و رغم أن الأمر ليس ذنبه وحده يتلقى المزيد من الضغط و اللوم.
عاد أدراجه إلى الحفل و وقف إلى جانب بيكهيون الذي كان يتهرب منهم.
" من الجيد أن لوهان تغاظى عنك سيد بيكهيون"
أومئ بيكهيون بلا إهتمام بينما يراقب حمله الوديع تقودها أختها في هذا الحشد الذي تجهله، ما اسرف تشانيول بالحديث معه فذا النور الآن مسحور بها كما لو أنها تسحر بالفعل مثله.
" بيكهيون، لا داعي لأطلب منك ألا تتهور، أليس كذلك؟!"
أومئ بيكهيون لأخيه بعد إبتسامة ماكرة، لا يستطيع ألا يجمع عبثه بها مهما كان نِتاج ذلك مُكلفاً، إنه يحبها بصبيّانية.
تشانيول ما كانت تظهر عليه أعراض الحب و تداعياته كما يحدث مع بيكهيون ذلك لأنه أكثر نضوجاً رغم أن ولادة بيكهيون سبقت ولادته ببضع أشهر، أي أنه الأصغر بينهما.
تبسم حالما تلاقى بصره بميريانا التي تقف قبالته على بُعد معتبر، لكنها صرفت بنظرها عنه بتوتر لا بغيض، تنهد بأستياء، لقد بدأ مفعول قول لوهان يظهر عليها.
و عذراً له فأن الحب يحكمه الآن كما يحكمها أمر لوهان فلا ضير أن يستخدم قليلاً من الحيل بدافع الحب، تقدم إليها بمشيته الثابتة ثم مثل أمامها و مد يده لها قائلاً.
" أتسمحين لي برقصة؟!"
و لأنها تقف بين صديقيها الشابين -جونغكوك و جاكسون- كما أن مديرها رمى عليها إنتباهه و الأهم لأنها تريد وافقت فوضعت يدها بيده تقبل عرضه.
سحبها إلى ساحة الرقص ثم وقف قِبالتها و لأن إمرأته ليست خجول زيادة أحاطت عنقه بذراعيها تزامناً و أحاطته خصرها بذراعيه، تبسم لها و افتتح حديثاً.
" ما ظننتُ أنكِ ستقبلين عرضي آنستي"
إبتسمت هازئة ثم قالت.
" تعلم آنستك أنك تتلهف لرقصة معها لذا أغدقتك بلطفها حينما قبلت"
ضحك ضحكة بشوشة و كان لغمازته نصيب من إنتباهها.
" يا إلهي! التواضع يكاد يتقطر منكِ"
تبسمت بخفة في وجهه لأول مرة تفعل، لقدر ما كره ما فعله لوهان يود أن يشكره لأنه بفضله رأى إبتسامتها هذه.
راقصها بلطف و اعتدال دون مبالغة و دون أن يجذب الأنظار، راقصها بهدوء و تحدث إليها.
" أرغب أن نكون أقرب بداعي الرِفقة"
رفضت معلقة.
" ليس هناك رِفقة و حسب بين المرأة و الرجل"
نظر إلى صديقيها في الخلف ثم إليها و قال.
" ألستِ ترافقي زميليكِ هذين؟!"
فهمت أنه يقصد جونغكوك و جاكسون و خصوصاً أنه دلل عليها بنبرة غيورة، تبسمت بخفة تضايقه و قالت.
" جونغكوك و جاكسون لا تجمعني بهم رِفقة و حسب"
إرتفع حاجبه مستهجناً و رافضاً ثم قال.
" و ماذا أيضاً يجمعكِ بهم؟!"
اثنى جذعها و جذعه عليها أثناء الرقصة و بينما تتمسك بعنقه خشية الوقوع قالت.
" لا شأن لك"
تبسم إذ أنه لم يتوقع رداً كهذا بوضعية كهذه تسلب إنتباه النساء و الرجال، تلك الفتاة بالفعل ليست تقليدية و لمرات كثيرة أطلق عليها هذا الحكم.
" و ماذا إن جعلني ردكِ أفلتك و تحتضنكِ الأرض؟!"
قهقهت بخفة و رفعت نفسها تقوّم عودها.
" أكون قد وجدتُ حضن يلمني و أنت اُتهِمت بالوقاحة أمام الجمع هذا"
حركت أناملها على قابلته مودعة ثم انصرفت من أمامه إلى جمع الرجال الذي تنعتهم برفاقها الذي تجاوزت معهم الرفقة.
وقفت بين جاكسون و جونغكوك و دارت مقلتيها بحثاً عن آيلا لكنها سرعان ما أطمائنت عندما رأتها تأتي إليها بملامح طبيعية.
تذمر بيكهيون بينما يقابل أخوته و خصوصاً لوهان.
" لماذا لم تجعلها تقع لي؟! أنا اريد ذلك أيضاً"
تنهد لوهان بأستياء و نظر إلى بيكهيون قائلاً.
" أنت بعكس تشانيول لا تحتاج أن توقعها بحبك كي تأتي بها إلى ديارك، لا حاجة لك لهذه المشاعر السخيفة"
تنهد بيكهيون مستاءً و يديه تحاصران خصره، استطرد لوهان.
" دُلني على مكان الأم"
نظر بيكهيون إليه و إلى لاي الذي لا يوفر فرصة لإظهار غمازته ثم أومئ موافقاً.
بعدما أعلن الحفل نهايته و انتشر الحضور خارجاً إلى بيوتهم، كانت ميريانا تمسك بآيلا في الموقف تنتظر سيارة أجرة تقلهما إلى المنزل.
بعد تأفأفاً أطلقته ميريانا سأماً أتتها أضواء من خلفها ثم صوت بوق السيارة، أنزل السائق الزجاج لتراه فأشاحت ببصرها عنه بأستياء.
" أتحتاجين توصيلة؟!"
نظرت في السيارة لترى صديقه الذي لا يكف عن مضايقة أختها معه لذا رفضت بجفاء.
" أكرم علي بإنصرافك"
رفع زجاج نافذته لكنه بعناد رفض المغادرة فتنهدت مستائة و اقتربت ناحية آيلا تتمسك بيدها، تبسمت لها آيلا و ربتت على يدها فكما فعل لوهان لقد جعلها تنسى أن بيكهيون أخافها بقواها و لكنها تذكر أنه يلاحقها.
إصطفت أمام سيارة تشانيول سيارة أخرى و حالما هبط الزجاج تبسمت ميريانا عندما رأت صديقيها في السيارة.
" مير اصعدي و أختكِ لنوصلك"
أمسكت بآيلا و سحبتها معها تقول.
" شكراً يا رِفاق"
صعدت في الخلف و أختها و انطلق جونغكوك في السيارة و ترك خلفه الملتهب بناره و الآخر بضوئه يحترقان.
" كان تصرفاً وقحاً من فتاتك"
علق بيكهيون بتلك و تشانيول تنهد ثم قاد بسيارته بعيداً، لم يصل تأثير سلطة أمر لوهان عليها السلطة المعتادة و ذلك غريب.
...............
وصلت ميريانا و آيلا إلى المنزل ثم بادرت ميريانا بشكر الممرضة التي تهتم بوالدتها و وعدتها بأجر أضافي.
جلستا الفتاتين إلى جانب والدتهما و السيدة قالت.
" من أنتن؟!"
تبسمن كلتاهما ثم وجدت رؤوسهن مكاناً على صدر والدتهن، رفعت الأم يديها لتمسح على رؤوس طفلتيها بلطف غير مسبوق منذ أن مرضت و قالت بحنان.
" طفلتايّ!"
رفعت ميريانا رأسها كما آيلا سريعاً و نظرن إلى والدتهن فابتسمت إليهم.
" أتتذكري من نحن؟!"
أومأت السيدة و قالت.
" أنتن إبنتيّ"
تجمعت الدموع في عيني ميريانا بينما آيلا شهقت باكية بالفعل.
" أتعرفي ما أسمائنا يا أمي؟!"
صمتت السيدة تنظر فيهما ثم نفت برأسها فأومأت لها ميريانا تطمئنها و بعدها قالت تحدث أختها الأصغر سناً.
" علينا أن نأخذها إلى المستشفى غداً"
أومأت آيلا ثم قالت.
" حسناً دعيني أخذها أنا كي لا تتغيبي و ينتقص من أجرك"
نفت برأسها ميريانا ترفض.
" لا، أنتِ لديكِ جامعة في الغد"
إحتجت آيلا متعذرة.
" لكنني أستطيع تعويضها لا تقلقي بشأني"
و كما عهدت آيلا أختها دوماً صارمة فيما يتعلق بمصلحتها قالت.
" قلت لا، بعض الدولارات لن تزيدني فقراً، سأعمل لساعات أضافية تعويضاً"
إستاءت آيلا و قالت.
" لكنكِ ترهقين نفسك زيادة"
ربتت ميريانا على كتفها و بإبتسامة خفيفة قالت.
" لا تقلقي بشأني، أنا بخير"
في الصباح الباكر، إستأذنت ميريانا رئيسها في العمل و أخبرته بوضع والدها كي يستمح لغيابها عذراً و وافق على أن تعمل لساعات أطول بعد عودتها.
ذهبت بأمها إلى المستشفى و حتى وصل والدتها الدور بعد عدد كبير من المرضى دخلت إلى طبيبها.
بعدما شرحت لطبيب وضع والدتها طلب صورة لها تكلفها ثمن باهض بالنسبة لها يصل إلى مائة و خمسون دولاراً، تنهدت بأستياء فالتأمين الذي تملكه لوالدتها لا يعفيها من تكاليف هذه الصور الباهضة.
لكن صحة والدتها أهم لديها من المال فدفعت لأجل الصورة أغلب المال الذي تملكه معها، خرجت الصورة و عندما تفحصها الطبيب ظهرت الدهشة على وجهه قائلاً.
" هذا لا يعقل!"
قبضت ميريانا حاجبيها بلا فهم تطلب توضيحاً فقال.
" إن خلايا المخ الميتة تتضائل، أذكر أن الضرر الذي أصاب مخها كان خطيراً جداً و معظم الخلايا كانت متلفة!"
نظرت إلى الطبيب و قالت.
" و كيف تعود إلى الحياة بعد موتها؟!"
نفى الطبيب برأسه مذهولاً و شد كتفيه يقول.
" لا أملك تفسيراً طبياً لذا لا أدري"
ذلك غريب جداً، نظرت إلى أمها التي تتمدد على سرير الإستطباب ثم تنهدت، هذا عجيب بالفعل، إن هذا المرض لا شفاء مكتشف له.
عادت بأمها إلى المنزل بعد إنقضاء فحوصاتها من المستشفى، الطبيب أوصى بتخفيض جرعة الدواء و مراقبة مؤشراتها الحيوية على الدوام.
عادت بعد دوام مُهلِك إلى منزلها و أوصت بشقيقتها التي وصلت للتو بأمها ثم غادرت رغم تعبها الشديد إلى عملها.
وصلت مكتبها و أوصاها رئيس المكتب القانوني بالكثير من الملفات التي وكِلت بها اليوم، تنهدت تأخذ من كرسيها مقعداً.
وضعت رأسها على الطاولة بغرض نيل قسط قصير من الراحة لكن الأمر لم يدم فها هي ضوضاء جونغكوك و جاكسون قد إنتشرت في المكتب.
رفعت رأسها تنظر إليها فإذ بجونغكوك يضع أمامها كوب قهوة و كعك محلى و جاكسون يجذب كرسيه ليجلس بجانبها ثم تبعه جونغكوك.
" أستساعدوني؟!"
رفع جونغكوك يده ليعبثر خصل شعرها بأنامله قاصداً إغاضتها قبل ملاطفتها.
" و هل نملك سواكِ أميرة؟! كيف سنترككِ مع كل هذا العمل و نغادر"
أبرزت شفتيها بلطف ثم أقتربت تعانق ذراعيهما إليها متكئة برأسها على كتف جونغكوك.
" أحبكما! أنتما أفضل صديقان على الإطلاق!"
قهقه كلاهما و ثابروا في بعثرة شعرها لكم بدت لطيفة حتى صرخت بهم مغتاظة، لميريانا جانب لطيف أيضاً لم يستكشفه أحد سوى هذين الشابين و ذلك ما قصدت به أن ما بينها و بينهما قد تجاوز الرفقة بالفعل.
العمل الذي قد تطلب منها عمل ست ساعات متواصلة بفضل جونغكوك و جاكسون إحتاج أربع ساعات.
خرجت تودعهم و رفضت عرض التوصيلة فلقد أنهكتهم بالفعل، إستقلت الحافلة حتى المحطة و عند المحطة قررت أن تسير قليلاً في الجوار.
نظرت في ساعتها، لقد تأخر الوقت، إنه منتصف الليل تقريباً، سارت قريباً من المحطة و راقبت ساعتها، آخر قِطار سيمر بعد نصف ساعة بالضبط.
سارت قُرب المحطة تضع في أذنيها سماعات تستمع إلى بعض الأغاني الهادئة، بسبب أن هذه المنطقة مخصصة لخدمات النقل فلا يشغلها شيء آخر سوى بعض الآراضي الحُرجية.
بدت مخيفة لكنها ميريانا التي لا تخاف بسهولة، سارت قرب المحطة على أطراف الأحراج إلا أن صوت آتى من بين الأحراج لحيوان تظنه خروفاً جعلها تتوقف لوهلة.
دخلت عندما سمعت صوت الحيوان يعلو فظنت أنه لربما علق في شيء و هي ستقدم المساعدة فحسب.
تجاوزت بعض الأحراج و تتبعت الصوت حتى رأته لكنها سرعان ما شهقت تغلق فاهها بيدها، إنهما ذئاب كثيرة تلتهم عدة خرفان سمينة.
تراجعت إلى الخلف تغلق فاهها بكلتي يديها تمنع نفسها عن الصراخ، حتى ضرب بظهرها جذع شجرة لكن إصطدامها بها أزعج الطائر في عشه فوقها فأخذ يصيح بصوته المزعج.
نظروا لها الذئاب و قطعوا على نفسيهم الوجبة الدسمة، وقفوا على أربعتهم ثم أخذوا يتقدموا منها و هي تتراجع، إن ركضت سيلتهموها و إن ضلت على هذه الحال سيستطيعون الإنتصار عليها.
أدمعت عيناها برعبة حقيقية فهم كُثر و هي وحدها، كثيراً ما سارت في هذه المنطقة و لكن لم يسبق لها أنها رأت حيوان مفترس، ربما لأنها تسير في ساعات أبكر.
رفعت هاتفها بيد مرتجفة بينما تحاول أن تنظر لهم و بما أنها نظرت لشاشة الهاتف كانت فرصة للذئاب كي تفترسها، صرخت فزعة عندما قفز أمامها أحد الذئاب بسرعة تتجاوز كل رفاقه و لشدة خوفها وقعت أرضاً.
أخذت تتراجع إلى الخلف و بقية الذئاب تتقدم.
" كاي تراجع عنها إنها إمرأتي"
" إنني لا أستطيع أن أسيطر على نفسي، نظرة الخوف في عينيها تثير غرائزي، افعل شيئاً"
ذلك الحديث الصامت الذي لا تستطيع ميريانا سماعه جعل ذئباً هائل الحجم يأتي من الخلف يعدو بسرعة حتى صار أمامها فصرخت و سلمت أنها ساعة موتها.
لكن الغريب أن ذلك الذئب دفع أقرب الذئاب إليها ثم رفع رأسه يصدر عواء مهولاً مخيفاً و عندما لم يتراجع أي من الذئاب عنها خرج من فاه الذئب ناراً مهولة كما لو أن حميم يتصاعد من حلقه و تداخل مع فروه شرار أحمر حارق.
فرّت الذئاب بعواء مذعور عنها و هذا الذئب ضلت النار شائبة به لكنه لا يحترق بل إلتفت ينظر لها ثم ركض مع قطيعه.
وضعت يدها على صدرها تتنفس بقوة و تنظر حولها بحثاً عمّن ينجدها، الهلع قد أصابها و أطرافها ترتجف لا تستطيع تحريكها حتى، أخذت الرؤية أمامها تتشوش و نفسها يضيق و رأسها يدور.
" ميريانا !"
سمعت صوت ذلك الناري و هي على عتبة اللاوعي، شعرت به يحتضنها إلى صدره ثم سقط رأسها في حِجره.
أخذ تشانيول يضرب وجهها بلطف لعلها تستيقظ و بما أن الأمر لا يفلح طلب من كاي نقلها إلى المنزل.
وضعها كاي على الأريكة و تشانيول آتى ليجلس قبالتها، حاول لاي تهدئته قائلاً.
" لا تخف عليها، لقد وضعت بها حماية متكاملة، لقد فقدت وعيها جرّاء الصدمة إن أردت سأوقظها"
نفى تشانيول برأسه و رفع الفتاة لتنام برأسها على كتفه يحتضنها بقوة ثم همس و الدمع واقفاً في عينيه.
" لا أتركها تنام كما تريد، لقد أخفناها اليوم"
ربت لوهان على كتفه و قال.
" لكنك أبليت جيداً عندما أوقفتنا، هي بخير و ذلك الأهم"
قبل رأسها ثم غمر وجهه في عنقها و أخذ يبكي بصوت خافت، رغم أنهم جميعاً يحاولون تهدئته لكنه أكثر هلعاً منها.
لقد تحكمت فيه غريزة الذئب و كاد أن يفترسها، لقد رأى دمها مسفوح في عيون رِفاقه، كادت أن تموت و هو عاجز عن تقديم المساعدة، لربما كان أول من أفترسها حتى.
إنصرف رِفاقه يتركونه مع إمرأته و في تلك الليلة نامت على صدره و رغم أنه بكى كثيراً إلا أنه نام في النهاية قرير العين فلقد كان قريباً منها كثيراً.
في الصباح الباكر أستيقظت فزِعة لترى أمامها تشانيول يجلس أرضاً و وجهه قبالة وجهها، زفرت أنفاسها و هي تخبئ وجهها بكفيها.
" ما زلتُ حيّة، يا إلهي!"
ربتَّ تشانيول على كتفها و قال.
" لا تخافي، أنتِ آمنة"
نظرت إليه و عادت ذاكرتها إلى الأمس حينما فقدت وعيها كان صوته آخر صوت سمعته قبل أن تغوص في الظلام.
" أين أنا؟!"
أجابها بلطف.
" في منزلي، تستطيعين البقاء هنا حتى ترتاحي"
نهضت سريعاً من على الأريكة و قالت.
" أمي و أختي!"
ثبتها من كتفيها لتبقى جالسة ثم قال.
" لا تقلقي، لقد بعثتُ لهم رسالة بأنكِ قد اضطررتِ أن تنامي في الشركة"
تنهدت بأستياء ثم جلست على الأريكة مجدداً.
" ما زال علي الذهاب للمنزل"
أمسك بيدها بلطف و قال.
" لا تقلقي حيال شيء، لقد بعثتُ لأختكِ مصروفها و دفعتُ للممرضة أجرها كما أنني حضرتُ لأجلكِ الإفطار و إن أردتِ الذهاب إلى العمل سأوصلك"
نظرت إليه قابضة حاجبيها بأستياء ثم وقفت ليقيم عوده أمامها.
" ألا ترى أنك تمنح نفسك أكبر من مِقدارها في حياتي؟!"
تبسم لها، لم يتوقع منها أن تشكره مثلاً، توقع رد فعل كهذا لكنه أراد أن يخفف عنها.
" عفواً"
تنهدت بأستياء و وضعت على الطاولة مبلغاً من المال مقابل ما دفعه ثم إلتفتت تقابله.
" لا تتدخل في شؤوني مجدداً، ها مالك"
تنهد مستاءً و عندما حملت نفسها خارجاً أمسك بعضدها قرب الباب و قال.
" لم آذن لكِ بالمغادرة"
ارتفع حاجبها سخطاً و دفعت يدها عنه و قالت.
" تعرف أين تضع إذنك؟"
قهقه بخفة إلا أن شارة وصلته فجأة شوشت سمعه.
" عليك أن تصعد، حان الوقت"
حرك رأسه كلا الجانبين ثم عادت تلك الإبتسامة تزين شفتيه.
" ما زال عليك أن تفطري معي"
و هي نظرت له مستهجنة أفعاله المبعثرة للتو.
......................
سلااااااااام
شكراً لكل شخص انتظر الدرك الأسفل و آسفة من كل قلبي على الإنقطاع الطويل الي صار، بعرف انو ما ح ترجع الرواية بقوتها كما كانت بالبداية و بعرف أنو حماسكم خامل بالنسبة لها لكن مثل ما انتظرني قِلة منكم أنا سأنتظركم جميعاً♥️
و أوعدكم الدرك الأسفل ما عاد تنقطع أبداً لأنه حان وقتها لتسطع.
الفصل القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت.
١. رأيكم بتشانيول؟ و ميريانا؟! و علاقتهما معاً؟!
٢.هل إستطعتم إكتشاف المزيد من الإسرار؟! ما هي؟!
٣.كيف تتوقعوا أن تشانيول سيأخذ ميريانا و إلى أين و لماذا؟!
٤.ماذا نظنون السبب في تحسن الأم و ما السر خلف الذئاب؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі