توطِئة|| Intro
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
CH4|| دموع الذئب
CH5|| للمرة الأخيرة
CH6||بداية جديدة
CH7||سيدة النار
CH8|| لا تتوهجي
CH9||صفعة و قبلة
CH10|| أول الفجّات
CH11||وجوه جديدة
CH12||حب و راء
CH13|| تخبط
CH14||إمرأة من فولاذ
CH15||بداية الصراع
CH16|| أحياء
CH17|| تاجٌ من شوك
CH18|| بلورة باهتة
CH19|| تتويج الملك
CH20|| معركة الحب
CH21|| شطرنج
CH22|| تَفيض قوّة
CH23|| مقبرة المشاعر
CH24|| ضحايا ح-ب
CH25||الملكة
CH26|| صِراع العروش
CH27||ضبط الملكة
CH28|| حُب وحَرب
CH29|| رِهان الجسد
CH30|| أُنثى الذئب
CH31|| السِّنداوة
CH32|| الدرك الأسفل
CH25||الملكة
" الملكة"







آخر ما يتذكره الأمراء هو حين وقوع الشبكة الثخينة عليهم لتأسر قِواهم، ثم من حيث لا يدروا وقع كل واحد منهم بمصيدة ذات حِبال ثخينة جدًا، ما كانوا قادرين على تدارك الوضع وهزيمتها.

الآن وقد استيقظوا لا يدروا بأي مكان هم، وما هي طبيعة هذا المكان.

إن صح القول؛ فهم لم يكونوا بوعيهم تمامًا، تارة يكونوا واعيين وتارة لا، هم بين الحالتين.

إلا أن المشهد يقول الكثير، مبنى مصقول باللون الأبيض، من الداخل والخارج.

من الخارج؛ بدا برّاقًا وراقيًّا جدًا لدرجة أنه يستحيل على أحد أن يشك بأن هذا المبنى المُرفّه يحوي إثني عشر أسير، يُخطَّط لأن يخضعوا لتجارب علميّة خطيرة.

من الداخل؛ فالمبنى موحِش بعض الشيء؛ إذ أنه مصقول باللون الأبيض الخام، أثاثه باللون الأبيض، وأزياء الجميع باللون الأبيض، سواء كانوا مَخبريين أو أسرى، الجميع بلا إستثناء، مما يعطي صورة لمستشفى أمراض عقلية يديرها مهووسين ومجانين، شيء من هذا القبيل.

على أسرّة تتراص رواسيها إلى الجُدران البيضاء، في غرفة واحدة، تحوي نافذة زجاجية لا يمكن فتحها، فقط ليتمكن العُمال من مراقبة من هم مقيدين على الأسرّة هذه، وهم الحُماة لا غير.

إستيقظوا واحد تِلو الآخر، أولهم تشانيول وآخرهم لوهان، هكذا حتى بدأو جميعًا مقاومة هذه الأغلال التي تُقيّد حرياتهم، لكن الغريب أن لا أحد منهم قادر على إستخدام قِواه، جميعهم على حالتهم البشرية إلا أن أشكالهم تتوافق وقواتهم.

إذ أن شعر تشانيول كذا حدقتيه باللون الأحمر لكنه لا يستطيع إشعال نارًا، كذا الجميع،  قواهم مُقيدة ولا يعرفون لماذا.

تنهد تشانيول وأرجع رأسه إلى الوسادة التي يضعونها أسفل رأسه، أما بيكهيون فلقد بدى قلقًا إذ قال.

" الآن ما الذي سيحدث بنا؟ لا يمكنني التفكير وقد تركت آيلا وحدها في المدينة"

تحدث سيهون.

" لا تقلق أخي، هي تملك حرس ملكيّ برفقتها، سيحرسونها ويعدونها للقصر ما إن يلحظوا غيابك، لا داعي للقلق!"

حينها لوهان رمقهما بنظراته الجادّة وقال.

" ليس وقت أن نقلق على الأميرات الآن، هنّ بآمان، ولكن لن يكنّ بآمان إذا قتلونا، لذا علينا أن نفكر بطريقة تُخلّصنا من أطماع البشر"

تبادر لسمع الجميع بعدها صوت ضحكات غريبة، إلا أنها بدت لسمع تشانيول فقط مألوفة، دخل رجل سمين ذا خصل شعر بيضاء ويرتدي زيًا أبيض كغيره من العمال المجانين هنا، لكن صوت الضحكات لم يكن صادرًا عنه.

بل عن الرجل الطويل ذا البدلة والشعر المرفوع هو الذي ضحك، قبض تشانيول حاجبيه ينظر في هذا الوجه حتى إستخلصه من ذاكرته، فتجهمت ملامحه وتراصت قبضتيه.

" أنت!"

أومئ فيما يبرم شفتيه، ثم تقدم إلى قعر الغرفة فيما يضع كفيه في جيوب بِنطاله، ووقف تحديدً أمام رواسي السرير الخلفية المُقيد تشانيول عليها.

" أتذكرني صاحب الجلالة؟"

أجهر تشانيول عن غيظه وبُغضه في نبرته التي خرجت محمومة بالغضب رغمًا عنه.

" لو ظننت أنكَ ستجني على ظهورنا مالًا وشرف إكتشاف فأنت مُخطئ، أنتم لا يمكنكم أن تسيطروا علينا طويلًا!"

ضحك يصفق بكفيه.

" نعم جلالتك، دعني أرى بطولاتك"

ثم توجه نظره يلقي نظرة على كل سرير فيما يبتسم، ذئاب، ذوي قِوى خارقة، وأيضًا يمتلكون سِحرًا من الحُسن في وجوههم وطلائعهم عامة.

" لوما كنت أعرف قصتكم، لافترضت أنكم ملائكة سقطت على الأرض!"

دعك فكّه بكف يده قبل أن يرفعه ليشير بالتحيّة لبقية الحُماة.

" مرحبًا سموّكم، أنا رئيس شركة T.O.P، تشوي سونغ هيون"

إلتفت حيث أتاه صوت إحدى الحُماة.

" أنهيت إستعراضك؟"

" ماذا؟!"

أشار لوهان بعينيه إلى المخرج ونبس.

" اخرج الآن!"

ضحك سونغ هيون حتى بانت أنيابه، وسار حتى أدرك سرير لوهان، ثم انخفض بقامته لينظر في وجه الأمير الحسن.

" سموك، أنت لست أمير هنا، أنت مجرد كائن فضائي ستحل محل فئران التجارب حتى تموت!"

تبسّم لوهان إذ برز نابه ولمعت وجنته، بدا جميًلا كذا خطيرًا، لوهان خصّيصًا لا يمكن الإستهتار بقواه، لأنه لا يمكن ضبطها.

" أتعلم ما قوّتي؟"

برم تشوي شفتيه وحرك شفتيه بجهل.

" ليس مهم ما قوتك، لا يمكنك إستخدامها على آية حال"

آمال لوهان رأسه ورفع حاجبه.

" من قال؟!"

ثم لوهان لم يُمهل الرجل وقتًا ليُفكّر فيما قال إلا أن صُداع شديد داهم رأسه بشكلٍ مُفاجئ، جعله يصرخ صراخًا مروعًا، حتى أنه ركع أرضًا لشدة الألم.

" تاو قُم بتعليق الوقت
سيهون لا تسمح للهواء بنقل الموجات الصوتية التي يصدرها
لاي قم بتثبيط مفعول هذه المهدئات والمُرخيات التي تسيطر علينا"

ناظرهم حينما لم يلقى إجابة فصرخ.

" لا تحتاج هذه الأمور أن تفردوا عضلاتكم، فقط قوموا بها ذهنيًّا، فكّروا بها وأنا سأساعدكم!"

أومئ الثلاثة له وإبتدأو يحاولون فعل ذلك، بداية لاي أغمض عينيه وحاول إعطاء الأمر لطاقته من الداخل أن تقوم بما أُمِرت، لكنها خامدة ولا تقبل أن تخدمه، لن تخدمه طالما عضلاته وأعصابه خامدة.

تاو أستطاع بالفعل أن يوقف الزمن فهو أمر لا يحتاج منه مجهود عضلي إطلاقًا، فقط عليه أن يرغب في داخله بإيقاف الزمن فسيوقفه.

سيهون نظر إلى الرجل الذي يصرخ فانكتم صوته وما عاد يُسمع، مثل هذا الأمر يحتاج نظرة منه فحسب.

لكن المشكلة أن لاي عليه إستخدام مجهود عضلي لمساعدة إخوانه الأمراء، وهو لا يقدر، رمقه لوهان وبإصرار قال.

" حاول، لا تيأس!"

حاول لاي في داخله وحاول لكنه لا يقدر، في النهاية تنهد ونبس مستسلمًا.

" لا أستطيع!"

لعن لوهان متمتمًا، ثم رمى برأسه على الوسادة، ونبس إلى الرجل الذي إختفى وجعه فجأة إلا أن أذنيه بالفعل تنزفان.

" غادر قبل أن أقضي عليك!"

هرب تشوي إلى الخارج، واستفرد الحُماة ببأسهم هذا عاجزون، إلا أن تشانيول نبس.

" منذ أن قُدرات لوهان ذهنيّة، هذا سيساعدنا كثيرًا"

تنهد لوهان وتمتم.

" وماذا علي أن أفعل؟"

" أولًا حذّر الأميرات بالقصر، وتخاطر مع آيلا لتعود إليه، ثم سأخبرك ما عليك أن تفعله"

" أمرك جلالتك"

................

" ألم يعد منذ الأمس!"

نبست آيلا بينما تفتش غرفة الفندق عنه للمرة العاشرة، كل خمس دقائق منذ إستيقاظها تأتي وتتفقده إن عاد، لكنه لم يعد منذ الأمس، وهذا أشعرها بالقلق.

حاولت مواساة نفسها، فهو أمير وإحدى الحُماة، أي أنه قوي جدًا، ويقدر أن يردع أيدي الأذيّة لو تعرضت له، كما أنه أمير ولا يمكن أغتياله إطلاقًا.

لكنها كانت تشعر بالذنب، فالأمس قد إختفى بعد أن خاضت معه شجارًا أو تلاسن كلامي ليس بلطيف، إذ أنه نتيجة لسوء فهم حدث نعتته بألقاب يكرهها، كالمعتدي والمغتصب والمعنّف وغيرها.

كانت تراه يفيظ غيضًا، وشعره الفضيّ كذا حدقتيه الرماديّة تلمع لشدة أستيائه، لكنها لم تنتهي حتى فاض كأسه، وهجر غرفتهما المشتركة منذ الأمس دون أن يرد الأذية بالأذيّة، فقط غادر.

إذ كانا الأمس يُتمّا جولتهما بسوق لإحدى المحافظات البعيدة، وحدث أن أساءت فهمه فغضبت هذا الغضب الشديد.

وذلك لأن رجلًا تلامز وصحابه عليها، فعاقبهما بقبضته ثم طلب منها أن تستَتِر بشال تضعه فوق فستانها، فلا يكشف عُري كتفيها وأعلى صدرها بسبب تصميم الفستان.

حينها أصرت أن تقطع دابر الجولة وتعود إلى الفندق، وحينما استفسر عن إنزعاجها قالت أنه رجل دونيّ، نظراته دونيّة، ولا عجب أن شعبه يتخذه قدوة في مثل هذه الأمور، وهَلُمَّ جرّ.

جلست على الأريكة الشاغرة، وألقت عن صدرها تنهيدة، فمن الأمس ما توقفت عن لوم نفسها، هو أصبح في غاية اللطف معها، وكأن الرجل الذي عاشت معه في بداية زواجهما كان غيره.

لا يمكنها مسامحته رغم ذلك، لكنه لا يمكنها أن تتجاوز حدودها مع صاحب السموّ إلى هذا الحد، ماذا لو قطع رأسها مثلًا، أو تزوج عليها كما يفعل تشانيول بأختها؟

هي لا تطوق تلك الأفكار المقيتة حتى، قررت أنه إن ما عاد حتى صباح الغد ستعود إلى القصر، وتبلّغ الحُماة عن غيابه.

إستقطعت وقتًا لا بأس به في القلق على بيكهيون دون أن تتزحزح من على أريكتها هذه، هي لم تشعر بمُضي الوقت، ولم تشعر بأن الشمس تُغرب، وأن السماء تتزين لإستضافة القمر الوهّاج الليلة، فالليلة القمر بدر.

صوت مُفاجئ دخل عقلها وتحدث إليها، كان حدثًا فُجائيًا وغريبًا عليها، لكنه صوت شخص تعرفه، أنه الأمير لوهان.

" سمو الأميرة آيلا، عليكِ أن تعودي إلى القصر حالًا، بيكهيون معنا، وإن صادفتِ بيكهيون لا ترافقيه، هذا ليس بيكهيون، فقط احذري وعودي إلى القصر حالًا!"

لا تدري إن كان فقط يقدر أن يتكلم معها، لا تدري إن كان يسمعها، رغم ذلك تسآلت والقلق يعمر صوتها.

" بيكهيون بخير؟!"

" هو بخير، لذا عودي سريعًا!"

" حسنًا سأفعل!"

نهضت عن الأريكة تلملم أغراضها وأغراضه، ثم ندهت على حرسها، وأمرت بتجهيز العربة للعودة فورًا إلى القصر.

الرحلة تستغرق حتى فجر الغد إلى القصر، وتاو ليس في الجوار ليساعدهم في الوصول سريعًا.

آيلا عدّت اللحظات عدًّا حتى تصل القصر، فأن يصل الأمر إلى أن يُخاطرها الأمير لوهان بنفسه، إذن لهناك أمر جلل وخطير.

قُبيل مطلع الفجر؛ كانت العربة في طريقها لأن تقطع حدود العاصمة يوتوبيا، وتلجها برفقة الأحصنة الأصيلة وفرسانها من الحرس الملكي الأشداء.

لكن فجأة ضوء قوي سطع ولم تدري آيلا ما هو، لكن لشدته صرخت خوفًا، وكفكفت عيناها بكلتي ذراعيها خشيةً على نفسها أن تفقد البصر بسبب هذا الضوء شديد السطوع.

قبضت كفيها، وتراجعت حتى تلاصق جسدها بظهر العربة حينما سمعت صوت صرخات الرجال بالخارج وهصيل الأحصنة.

لم تكن لتجرؤ أن تخرج رأسها وتنظر عبر العربة أو حتى تترجل منها فلا تدري ماذا تُلاقي، لكن كل هذا لا يهم، فهم يعلمون أنها لا يمكن أن تهرب منهم مجددًا، والأهم الحُماة ليسوا هنا لينقذوها.

أحدهم ضرب الباب الخشبي الصغير الذي تتحامى ورائه حتى تهاوت دفتيه، ثم إمتدت يد غاصبة تطوق كاحلها وتسحبها خارج العربة.

صرخت صُراخًا شديدًا وحاولت الهرب، لكنها لم تقدر على مثل هذه القوة التي تضدها.

سقطت أرضًا بفعل قبضة الرجل الذي لم ترى وجهه، وفيما تتنفس بكثرة لقاء ما بذلته من مجهود في مقاومة يده، رفعت رأسها لتراه.

إتسعت عيناها وهتفت.

" بيكهيون!"

تبسّم بشفتيه الزكيتين، وانخفض حتى جلس على قدميه أمامها، لكنه بدا مُختلفًا، يرتدي بدلة كُحلية اللون من الجلد اللامع، شعره شديد البياض وخصله تترامى على جبهته، يضع على وجهه سِلسلة لم تراها من قبل، وحينما يرمش تلمع حدقتيه السوداء باللون الأحمر.

آيلا تذكرت كلام لوهان، إذن هذا الذي أمامها ليس الأمير بيكهيون، بل بيكهيون آخر!

إرتفعت يده، وود لو تهبط على رأسها فيتحسس بها خُصلها، لكنها أبعدت رأسها عن متناول يده، ونبست ترشقه بنظرات قاسية.

" من أنت؟!"

حينها حلق حاجبه بإعجاب وهمس.

" اووه! قطتي أصبحت لبؤة!"

تنحى عن موضعه، وانحنى مُقتربًا منها فيما هي تراجعت عنه حتى ما كان هناك مجال للتراجع، فالعربة خلفها، لذا تبسّم وقابل وجهها بوجهه، وعن قُرب همس لها.

" أيعقل أنكِ نسيتِ ليالينا الملحميّة، آهاتكِ ما زالت تطرب آذاني"

قبضت آيلا حاجبيها وأخذ قلبها ينبض بسرعة، حينها أمال رأسه وأقترب أكثر حتى كادت شفتيه تلمس شفتيها.

" أود لو أسمعها من جديد، ما رأيكِ أن نُحيي ذكرى ليالينا السالفة؟ هممم؟"

قضمت شفتاها تحميهما منه، وثم صفعة سددتها على وجنته جعلت وجهه يلتف إلى يمينه، بعيدًا عنها.

" خسئت أيها المُزيف! أنت لست سوى بلطجي يشبه زوجي الأمير!"

قضم بيكهيون شفتيه وتحسس وجنته حيث صفعته، نظر لها وسخر ببسمة خافتة.

" زوجكِ الأمير؟ منذ متى تحبيّنه؟"

بصق قُرب قدمها ثم أومئ قائلًا.

" هذا ليس مهم الآن، المهم أنه لن يقدر أن يستعيدكِ مني مجددًا"

دفعت بصدره تبغي الهروب لكنه قيّد معصميها وبطحها أرضًا، وفيما تقاوم قبضته الشديدة على مثل قوتها، تصرخ وتشتمه بغضب جعلها تنام على بطنها وفيما يعلوها قيّد معصميها وراء ظهرها.

" لا تقاومي كثيرًا،لا يسعكِ الفرار مني هذه المرة، أنا من حصلت عليكِ أولًا، لذا أنتِ لي لستِ له"

وضع على فمها قطعة قماش، ثم أنهضها وجعل يدفعها أمامه كلما رفضت أن تسير.

صعدت في النهاية بعربة لم تميز ملامحها كفاية، فلقد عمّت الصدمة حواسها عن التفكير وتمييز ما يحدث حولها.

جلس بجانبها في العربة ثم انطلقت، وفيما هو يود لو يستفرد بها من الآن كانت تفكر بالماضي، رفع يده يبغي لمس وجنتها لكنها انفضّت عنه ورمقته بشراسة.

فهذا ليس زوجها، ولا يتحتم عليها قبول مصيرها معه أيًا كان، يسعها التخلص منه، لذا لن تنفك عن مقاومته وتخليص نفسها منه.

ثم حينما إنتهى عنها إستندت على جدار العربة بصِدغها تتذكر الماضي، الذي تزوجته، والذي قضت معه أول فترة من زواجهما يشبه بيكهيون هذا أكثر من بيكهيون الأمير.

أيعقل أن الذي أخضعها بالفراش، ومارس رذالته وعنفه عليها لم يكن الأمير، بل كان هذا المزيف؟!

هي هالكة لو كانت الإجابة نعم، فيأي وجه ستقابل الأمير فعلًا؟

نظرت إلى الذي بجانبها فيما الدموع في عينيها متراكمة، لكزته بمرفقها فنظر إليها، وفهم أنها تريد قول شيء، لذا ابعد قطعة القماش عن فمها وقال.

" ماذا؟!"

" هل سبق وإن كنتُ معك؟"

برم شفتيه وارتفع حاحبه يقول.

" يبدو أنهم تلاعبوا بذاكرتكِ كي تنسي بعض الأحداث، ألا تذكريني؟"

" لا أدري إن كان أنت أم لا!"

همهم وابتسم يقول.

" في حفل زفافك، كنتُ أنا العريس، وفي ليلتكِ الأولى كنتِ معي"

ثم همهم واتبع يغمزها.

" وليس ليلتكِ الأولى فحسب، ألا تذكرين؟!"

تساقطت دموعها مدرارًا بينما تومئ، فلقد بدأت تستوعب ما حدث ويحدث، الآن تفهم، سبب تغيير الأمير المفاجئ معها، وكيف كثيرًا ما يتوقف الكلم في حلقه ويبلعه، ثم يقول أن لا شيء.

الآن تفهم أي دُمية كانت، وأي خُدعة عاشتها، الآن تفهم لِمَ لم ينصرها أحد ضده والجميع نصروه، حتى ميريانا، أخبرتها أن تمنحه فرصة و سيثبت أنه يستحق، قالت أنها تثق به وأنه ليس بهذا السوء.

ما كانت قادرة على إلتقام الحقائق المُرة بصمت وثبات، إنهارت تنتحب، ثم أخذت تبكي بجنون وتصرخ، وتركل المزيف بجانبها بقدميها وتنعته بأبشع الألفاظ.

" أيها المريض الفاسق! كيف تسرق إمرأة رجل آخر وتغصبها عليك وتغتصبها! كيف لك أن تفعل هذا بي وبه؟ ما أنت؟ ماذا! شيطان شيطان!"

تركها تركله حتى خارت قِواها وعادت لتبكي من جديد.

" لقد دمرت كل شيء، دمرت ما لا يمكن تسويته وتصليحه، أنت قضيت عليّ!"

وضع يده على كتفها فنفرت منه تصرخ بغضب.

" لا تلمسني!"

تنهد ثم أومئ.

" سمحت لكِ أن تخرجي كل غضبكِ بي، وتصرخي عليّ كما تشائين، الآن آلزمي الصمت وإلا أصمتكِ أنا!"

رمقته بتقزز لكنها لزمت الصمت، فهي تدري إلى أي حد يمكنه أن يتطاول عليها.

وصل بها إلى مكان مألوف، قبضت حاجبيها تنظر إلى هذا القصر، إنه قصر طبق الأصل عن قصر الحُماة، لكنه أقل هيبة وأصغر حجمًا.

رويدًا رويدًا أخذت تسترجع ذكرياتها القديمة عن هذا المكان، ليس وكأن المكان نشّط ذاكرتها الخاملة لكن لوهان قرر أن يُرجع لها ذكرياتها التي مسحها سابقًا، لتواجه الأمر وتدرك مدى خطورته.

كانت تبكي بحرقة بينما يسوقها في ممرات هذا القصر الذي يطبق على أنفاسها الآن تذكر، المستنسخين، المعركة التي خاضت بين الأمير بيكهيون والمستنسخ عنه، التي قضت على الأخير، ولا تفهم كيف أستعاد جسده وقد نسفه الأمير نسفًا سابقًا.

الآن تذكر أن لاي كان معه وساعدها لتستعيد صحتها، ولوهان حينما أتاها ومسح ذاكرتها بطلب من الأمير بيكهيون، الآن تذكر ذاك الصراع وتفهمه، الآن تذكر وتفهم كل شيء.

باب حديد ثخين فتحه بيكهيون ثم أشار لها أن تدخل، يشبه كثيرًا الباب الذي كان يحبسها خلفه، لن تستبعد أن ترى لوحًا معدنيًا يسعه تعذيبها عليه بفعل طاقته المزيفة كذا طاقة شركائه المزيفون.

" ستدخلين إما على قدميك، أو ادفعك إلى الداخل ولا أضمن لكِ مقدار الأصابة"

" اللعنة عليك أيها المزيف!"

دخلت لكنه تمسك بعضدها وجعلها تلتفت إليه بخشونة، وقال مهددًا بينما يشحذ على فكيه وقد تلونت عينيه باللون الأحمر.

" قولي هذه الكلمة مجددًا وسأقطع لسانك!"

لم تهتم لتهديده فنبست.

" أي كلمة بالضبط؟ مزيف؟ لِمَ تستاء لو نعتك بها؟ أنت بالفعل مزيف!"

ثم دخلت دون أن تنظر إليه، فقط هو خرج وأطبق الباب بقوة، حينها كمشت جفونها وتلمست قلبها، تراه يخرج من مكانه لسرعة النبضات؟

لكنها ما قدرت أن تضبط نفسها حينما فتحت عيناها ونظرت إلى الأرض، وإذ بالأميرات جميعًا على الأرض فاقدات وعيهنّ.

" يا إلهي!"

ركضت إليهن ترى في أوضاعهن، جميعهن متضررات، لكن فكتوريا أميرة سيهون متضررة زيادة.

رفعتها برفق لتسند رأسها على كتفها وانتحبت.

" ما بكِ؟ لم كل هذه الكدمات على ملامحك؟ لم ثوبك ممزق؟! يا إلهي ماذا حدث!"

سيهون سيجن جنونه لو رأى الحالة التي عليها أميرته.

...........................



كانت ميريانا تجلس منطوية على الأريكة في الصالة، مرّ اليوم الثالث، وهذه الليلة الرابعة بالفعل منذ غياب تشانيول ولم يظهر بعد.

تشعر بالراحة قليلًا، فما عادت تنام بعد أوجاع عصيبة تخوضها مع جسدها بسببه، وتنام لأنها تريد أن تنام وليس لتنسى أو لا تفكر، كل هذا كان يدعو للراحة بالنسبة لها.

لكن... هي لا تشعر بأن الخير أصاب تشانيول وأخّر مجيئه، ثمة خطب لا يسرّها حدث له، تخشى عليه من هذه الطاقة الملعونة التي تتحكم فيه، وتخشى عليه من نفسه.

لليوم الثالث على التوالي تخرج بحثًا عن جونغكوك وجاكسون لكنها لم تجدهما، وحينما سألت عنهم في العمل أخبروها أنهما أخذا إجازة طويلة الأمد ولم يحددا موعدًا للعودة إلى عملهم.

وهذا ما أقلقها، فهم لم يتركوا عملهم هنا إلا ليرأسوا أعمالهم في العالم الآخر، ما الذي يحدث؟

بحثت عنهم حيث يترددون، هنا وهناك ولم تجد لهم أثرًا، كذا تشانيول، لا تدري أين ذهب ولا يمكنها أن تتوقع حتى، فهي لا تلم بأماكنه هنا علمًا.

وعلى هذا الحال تعود كل يوم إلى الشقة خائبة، لا زوجها يظهر ولا صديقيها، لكنها الآن لا تملك سوى أن تتمسك بالأمل وتنتظر، لعل في الأمر خيبًا وتخيب ظنونها.

وها هي تنطوي على أريكتها المفضلة ولا تفعل شيئًا آخر، كانت تملك الكثير من الخطط والأفكار لعودتها إلى الأرض.

مثلًا أن تذهب إلى منزلها وترى كيف أصبح، وكيف الشرطة حققت في غيابها، وكيف أصبح العمل بعدها، وإذا ما تخرج فوج طلبة درجة الماجستير التي كانت من ضمنهم، والكثير.

لكنها لم تفعل أيًا من ذلك، لربما أصبحت الحياة العادية لا تناسبها، وربما هي تشعر بالمسؤولية تجاه منصبها كملكة، الأهم لو كان زوجها وعلاقتها به سرقت منها كل إهتماماتها، وملأت المساحة الشاغرة به وحسب.

تنهدت للمرة الأخيرة ونهضت لتنام في فراشها الذي أصبح لها وحدها دون شريكها فيه.

ما إن أغمضت عيناها حتى لمعت صورة لوهان في ذهنها وهذا ما أفزعها، لكنها تمالكت نفسها أخيرًا واستمعت إليه.

" تحياتي جلالتك، صاحب الجلالة يبعث لكِ عبري مُهمّة، عليكِ القيام بها"

" هل تشانيول بخير؟ ماذا عنكم؟"

" جميعنا سنكون بخير إن تملكتكِ الشجاعة والعزم لتنفيذ المهمة جلالتك وإلا نحن قد نُقتل هنا"

" ماذا؟!"

صاحت بقلق وتمسكت بصدرها، ولوهان اتبع.

" ليس عليكِ أن تقلقي بشأننا، نحن نثق بكِ وهذا الأهم، الآن اسمعي ما أقوله جيدًا وافعليه، سنساعدكِ فيما نقدر عليه من مكاننا هذا"

...

الملكة ليست فقط تكنز في جسدها الكثير من الطاقة التي تزيد عما تملكه الأميرات، فتتميز بهذه الصفة وحسب.

الملكة لها قِواها الخاصّة، التي يمكن أن تستخدمها في الأزمات وحالات الطوارئ مثل هذه.

فللملكة شطر من قِوى جميع الحُماة، لها شطر من كل أمير منهم، ليست قواها كفؤ كقواهم وبذات الجبروت، ولكن مزيج من هذه القوى لا يمكن أن يقهره عدو أبدًا.

إذ الملكة الوحيدة من بين زوجات الحُماة التي تملك بلّورة مخبأة في مكان لا يعلمه أحد سوى القائد سوهو، حيث احتفظ بها بعيدًا عن عيون الجواسيس واللصوص، كالمستنسخين مثلًا.

تنشطر هذه البلورة إلى قسمين، قسم يمثل الطاقة الزرقاء وقسم يمثل الطاقة الحمراء،  ليس أي من الطاقتين يسكن جسدها.

ولكنها قادرة أن تتحكم بستين بالمائة من الطاقة الزرقاء وأربعين بالمائة من الطاقة الحمراء.

وهذه النسب تتوافق مع لاي، وتعاكس النسب لدى تشانيول، وفي الحديث، فأن نسبة الطاقة الحمراء لدى تشانيول متطرفة لذا حاليًا تفوق نسبة ستين بالمائة لذا هي تتحكم فيه.

لكن الآن فهمت لِمَ الطاقة الحمراء تكرهها، ليس لأن تشانيول وهو سيد النار ملك لميريانا بعقد الزواج وحسب، بل ولأنها تتحكم بنسبة أربعين بالمائة منها، نسبة قادرة أن تطيح بالطاقة الحمراء من تشانيول، قادرة أيضًا أن تطيح بجيش الطاقة الحمراء من المستنسخين.

خرجت ميريانا إلى الصالة، بعدما شرح لها لوهان مقدار قوتها كذا ما عليها أن تفعله ومن سيساعدها.

لم تتفاجئ حينما حطّ جِنّتيها على كتفيها، جونغكوك وجاكسون، وما إن أقامت بصرها أمامها رأت تلك المرأة الشفافة من جديد، الطاقة الزرقاء.

" جلالتك نحن هنا لمساعدتك ونعتمد عليكِ"

قالت هذه الطاقة الزرقاء، إمتثلت ميريانا للواقع وتقدمت تومئ برأسها.

ثم رفعت رأسها وشدّت كتفيها تقول.

" بموجب صلاحيتي كملكة، أعلن الحرب على البشر والطاقة الحمراء ومستنسخينها!"


..................

الله حيوووووو... أحم معلش اتحمست😂



سلاااااااااام


الفصل من مبارح جاهز بس متكاسلة اعدله😂

المهم، بعد بكرا العيد!
كل عام وانتو بخير وبصحة وسلامة وعافية وسعادة وكل شي حلو بالدنيا.

الفصل القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت.

1.رأيكم بآيلا؟ إكتشافها للحقيقة؟ وكيف ستساعد في حل الأزمة؟

2.رأيكم بميريانا؟ توليها مهمة إنقاذ الأمراء وإعلان الحرب؟

3. رأيكم بالأمراء والملك؟ صراعهم؟ وما الذي قد ينتج عنه؟

4.رأيكم بالبارت ككل وتوقعاتكم للقادم؟


دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️




© Mercy Ariana Park,
книга «الدرك الأسفل|| The Eternal Monarchy».
CH26|| صِراع العروش
Коментарі