Chapter One
" عيناه حميم "
في عينيك سحر جذّاب و فيهما لمعة رعب أرجفتني .
من أنت ؟! و كيف أنت هكذا ؟!
الحياة ... لستُ من أنصارها و لا ممن يلهثون خلفها ، لكنني أؤمن أنه من الضعف و العار أن ألقي كل خير و شر يصيبني على عاتقها .
أن نُخطئ و نُصيب ، نختار الشخوص الخطأ و نجازف بقرارات متهورة هذه طبيعتنا البشرية و لكن ما أقنعونا به الفلاسفة أننا علينا لوم الحياة على نتائج أفعالنا و نقول قسوتها .
أؤمن أن الحياة لا شأن لها بمصيرنا ، إنما مصيرنا جزاء من جنس العمل و الحياة تمر من فوق أمصارنا بحيادية ، لا تضر و لا تنفع ، الحياة مجرد عمر نقضيه على متنها ثم نرتحل رحيل لا عودة منه إلى متن آخر ، الأمر منطقي جداً .
أن الحياة عذبتنا و سارت ضدنا و تحالفت علينا كما يؤمن الكثير من الناس ، أنا لا أؤمن أن الحياة تمتلك هذه القدرات العظيمة ، قدرات التحكم بالقدر تعود للإله و الحياة ليست إله .
أنا إمرأة هذبتها الأيام على يديها و علمتها السنون دروساً عصيبة و لينة ، تعلمت أن ليست الحياة من تسيء لنا و تحسن ، إنما نحن من نفعل لذا فلنحسب ثمن كل فعل قبل إقترافه .
تعلمت في محض كل تجربة أخوضها كل يوم أنني سأكون بين حالتين ، إما أن أبكي لشدة الضحك أو أضحك لشدة البكاء لا وسيط بينهما و هذا الغير منطقي بإيماني .
أنا مُعذبة بحياتي ، إن الله يمتحنني على متن الحياة و هذا ما نسميه القدر ، أسكون قادرة على النجاح ؟! لا أعلم .
هذا الجزء من حياتي اسميه الغير منطقي و لكني لا ألوم الحياة عليه ، أنا لا ألوم أحد على قدري .
الحياة حمل ثقيل علينا ، هذا ما أؤمن به عنها ، أن تكون حي تُرزَق بالهواء ، هذا وحده عبء ثقيل علينا ، أننا تنتفس عبء .
لتأخذ النفس عليك أن تدفع ثمنه ، الحياة في هذا الوقت تواكب سرعة العصر ، سريعاً ما نكبر و نشيخ و نحن في عِز شبابنا ، هذه الطبيعية و ليست قسوة الحياة ضدنا .
إمرأة في عمري ربما تعيش بظروف أفضل مني لكنني لم ألقي بهمي و لومي على الحياة أبداً ، أنا أؤمن بقدر الله و حكمته ، أنني خلقتُ هكذا لسبب .
إنني أؤمن بالله إيماناً مطلق و حر ، أؤمن بأن الله اختارني في هذا المكان و الزمان لحكمة ما و هذه الحكمة هي التي خُلِقت لأدراكها .
في دولة بعيدة عن التفرقة الدينية ، هنا حيث قد تكن مسيحي و جارك ملحد و آخر بوذي أنا أتبع عقيدة مقتنعة فيها ، أنا أؤمن بالله و قدره و حكمته و لا أولي الحياة القدرات الآلهية لتتحكم بي .
إنني في ربيعي الخامس و العشرين و كل ما أملكه هو عملي في هذه الحياة و لكن ما لا يقدر بثمن هم أختي و أمي ، هنّ كل شيء بحياتي ، إنهن حياتي بأم عينها .
أمي و أختي هنّ ليس فقط أغلى ما أملك بل و كل ما أملك ، هنّ عائلتي و هويتي و مسؤوليتي ، أمي عيني و أختي عيني الأخرى .
بخلاف قرينات سني أنا لا أهتم بمظهري ببذخ ، أحرص أن أكون جميلة دون تهويل و إسراف ، ليس لأنني لا أملك المال الوفير لأضيعه بل لأنني أحب أن أكون على طبيعتي و جميلة في ذات الوقت ، و بخلافهن أيضاً أنا لم أخض بأي علاقة سابقة مع أي رجل رغم كثرة العروض التي أتتني .
الأمر ببساطة ، أنا إمرأة بسيطة لكن همومي كثيرة و سقف طموحاتي عالٍ ، و بطبعي لا أسلك مسارً غير الجدية ، بشخصيتي و همومي العادية أنا لا أستطيع أن أعيش حياة أقراني العادية كما ينعتونها .
إمرأة متفرغة للعلاقات لا تكون مثلي ، أنا لدي ألف حلم و ألف هم و ألف مسؤولية ، أنا رجل البيت و لستُ ابنته المدللة .
أمي مريضة آلزهايمر و أختي في الجامعة تؤدي سنتها الأولى و أنا أعيلهما ، أبي مات منذ زمن طويل إثر حريق طال مكان عمله و كان هو ضحيته الوحيدة ، لذا كان دوري أن أتخلى عن حياتي كابنة و أصبح الأب لأجلهن و أنا لستُ بنادمة أبداً .
مسؤولية كبيرة أن تكون المُعيل ، قبل أن يرحل أبي كنت أرى هم أمي أكبر من همه ، هي تنظف و تطبخ و تهتم بنا و أبي عندما يعود يتناول طعامه ، يداعبنا قليلاً ثم يذهب إلى النوم .
الآن و أنا قد أخذت مكانه و شعرت بحمله الثقيل علمت أنه كان مجاهداً بنفسه و جهده في سبيل إطعامنا اللُقم .
تخرجت من جامعة سيؤل الوطنية من كلية الحقوق بمستوى إمتياز رغم أنني في ذلك الوقت خسرت والدي و كانت صدمة عمري .
و لإتقاني للغة الأنجليزية تم توظيفي سريعاً بعد تخرجي ، الآن كلما أثبتُّ لرؤوسائي مهارتي و كفائتي رفعوني عن منصبي .
حصلتُ على ترفيعات كثيرة طيلة ثلاث سنوات عمل بطريقة لا تصدق و الآن أنا أشغل منصب جيد في مكتب المستشار القانوني لصالح شركة T.O.P للأجهزة الذكية مع رجلين آخرين اعتبرهما أخوين لي .
آخذ أجراً كافٍ ليغط أحتياجاتي و عائلتي دون تبذخ ، مصاريف علاج أمي و الممرضة التي تعيلها بغيابي ، دراسة أختي و مصروفها الجامعي ، غير ذلك مصاريف دراستي لدرجة الماجستير كلفتني كثيراً و ها أنا على وشك إنهائها و الحصول على الشهادة .
إنني أحضر لرسالة الدرجة و مناقشتها الحاسمة و إن نجحت بذلك سيتم ترفيعي إلى منصب أكبر و لن أتوقف بعدها عن الصعود .
في طليعة هذا الصباح الرتيب ، أقف بإنتظار القطار الذي آخذه عادة ليقلني إلى عملي ، لقد تأخرت عن عملي بالفعل أنها الثامنة و النصف و عملي يبتدأ في التاسعة و لدي إجتماع مهم اليوم مع شركة صاعدة تعاقدنا معها حديثاً .
تأفأفت بعدما جلست على كرسي الإنتظار ، لقد تأخر القطار عن موعده لسبب أجهله ، فقط لو أنني أمتلك سيارة لما يحدث معي كل هذا .
نهضت من مكاني لأحدث موظف يعمل في كشكه في المحطة .
" سيدي من فضلك ، لقد تأخر القطار كثيراً اليوم . "
نظر إلي الرجل ثم قال معتذراً .
" عذراً سيدتي لكن القطار يخضع للصيانة إبتداءً من اليوم و حتى نهاية الشهر . "
رائع ! و كيف سأذهب إلى عملي الآن ؟!
خرجت سريعاً من المحطة أبحث عن وسيلة توصلني إلى عملي ، سيارة أجرة أو حافلة رغم أن إعتماد الناس الكلي هنا على القطار ، بدأت الإتصالات تحذرني أنني تأخرت بالفعل ، جاكسون و جونغكوك لا يتوقفان عن الإتصال .
هذا الشارع من أسفله المحطة و تعلوه العمارات التي ما زالت قيد الإنشاء ، أي أنه شارع تصعب الحركة فيه ، نظرت إلى ساعتي بشرود و تقدمت أهرول دون أن أبصر طريقي ، لقد تأخرت بالفعل و اتوقع توبيخاً رسمياً من الرئيس .
سمعت صراخ ما من حولي لأجد نفسي على حافة أن أسقط في حفرة عميقة ، أظنها تتبع للإنشائات هنا و لكنني تأخرت بالفعل إذ صرخت عندما إنزلقت قدمي و وقعت بالداخل .
كيف لم أنتبه لها ؟! أعرفكم بنفسي هذه أنا عندما أكون غبية .
إنها حفرة لمادة ما تشبه تلك التي تُعبَد بها الشوارع ، أنها ساخنة كثيراً و تغمسني بها كما الوحل يجرجر ما يمسه إلى مقابره العميقة ، أشعر بهذا الشيء يغمرني ، أنا سأموت محترقة و مختنقة و ميتة !
صرخت بفزع و هذا الشيء يسحبني للأسفل ، أشعر أن روحي تغادرني و الأنفاس توقفت عن الوصول إلى صدري ، أما قلبي فهو يضرب صدري و كأنه مطرقة لا كتلة لحم ، هذا هو شعور الخوف يتخلله حلاوة الروح .
أنا خائفة ، خائفة جداً ، هذه الحرارة تلسعني و أنا لا يمكنني النجاة ، حاولت الصعود للأعلى و التشبث بحواف الحُفرة لكن كل ما تمسكت بشيء تفتت و احرقني و زادني إنغماساً إلى القاع .
يا إلهي أرجوك ساعدني ! ابعث لي من يساعدني ، ألا يوجد أحد شجاع كفاية هنا ليساعد إمرأة غارقة تصارع الموت مثلي ؟! أين أنسانيتهم و هم يراقبون من على السطح ينتظروني أن ألفظ آخر أنفاسي بملامح متأسفة و عاجزة عن تقديم العون ؟!
بدأت أفقد أملي و وعيي معاً ، أظنها حركة من الدماغ لتتلاعب بي في هذا الموقف لأموت بسلام دون ألم و لا خوف و دون أن أدرك أنني أموت .
في أوج يأسي و إستسلامي شعرت بحركة عظيمة و مهولة تحدث من حولي و كأنه زلزال عظيم ، صوت عميق و خشن يعود لرجل وصل سمعي ، فتحت عينيّ أنظر حولي لأشهق ، ما هذا ؟! و من هذا و كيف هذا ؟!
"ميريانا ! هل أنتِ بخير ؟!"
سؤاله فذٌّ لدرجة أصمتتني عن الرد لعظمته .
" بخير تماماً ، أنا فقط أحب أن أسبح بالوحل ."
نظر إلي ثم تراجع عني ليقول بينما يهم بتركي .
" حسناً إذن اسبحي براحتك ، وداعاً ."
لا ، هذا الأحمق لن يتركني وحدي هنا ، لم يكن علي أن أستفزه .
" لا تذهب أيها الأحمق إنني أموت هنا ! "
نظر إلي بغضب لأستسلم .
" من فضلك أيها السيد انقذني ! "
تنهد و كأني أجبره على شيء حسناً فلتفكر كما تريد و لكن انقذني ، لكن مهلاً كيف إستطاع الدخول ، عقلي يتوقف عن العمل إذا تعرضت لمأزق .
وضع يده على عيني يمنعني عن النظر ثم دفعني إليه ليرتطم صدره بظهري و وجهي مخبأ في عنقه ، شعرت بحرارة مهولة تحيطني ، دفعت يده عني و قد تلاشى شعوري بهذا الوحل .
نظرت إلى نفسي و ما حولي و شهقت لا أصدق ما تراه عيني ، أنا في وسط هذه الحفرة و لتوي أدركت أنه يحملني على ذراع واحدة فقط ، أسفل قدميه ليس وحلاً بل حميماً يموج كالبركان .
ليس أسفل قدميه فقط بل وحولنا ، كيف ذلك و أنا لا أشعر بالحرارة و هو لم يحترق ، كيف لم نذوب لأرتفاع الحرارة ، يبدو حلماً بعيد عن الخيال .
لمحت يده الحرة مني و تمسكت به أكثر ، تخرج من أصابعه ألسنة لهب ملتوية حول نفسها و ذراعه كلها تخرج النار ، صرخت بفزع .
" ذراعك تحترق ، ذراعك !! "
نظر إلي و هنا كانت الطامة الكبرى ما إن رأيت وجهه ، عيناي توسعت بفزع و أنفاسي ثقلت جداً ، حدقتيه حمراوتان كقزحية الدم و دكانته ، شعره أحمر صارخ و مرتفع عن جبهته بشكل أنيق ملفت ، ملامحه كالنار تحرق و تثير ، حبيبات عرق خفيفة تزين بشرته ، هو لم يكن كذلك عندما همّ بالنزول !
" م.. ما هذا ؟! من أنت ؟! كيف أصبحت كذلك ؟! "
صمت عن الرد علي و أشار لي بسبابته على شفتيه أن أصمت ، أستجبت لأن نظراته أخافتني ، يبدو مخيف جداً .
" أنتِ إن قلتِ ما رأيتِه لن يصدقكِ أحد و ستبدين مجنونة بعيون الجميع ، تعلمين ذلك صحيح ؟! "
إزدرئت جوفي بينما يرمقني بهذه النظرة المخيفة النارية .
" أنتِ ستحتفظين بسري الصغير ، أليس كذلك ؟! "
أومأت له دون وعي مني ، أشعر أنه يتحكم بعقلي بنظراته الثاقبة هذه .
أحاط خصري بذراعه ثم أخرجني ، فور أن أصبحنا على السطح إختفت الملامح المريبة التي كانت عليه و عاد شكله كما كان طبيعياً .
تركني بين الجمع و اختفى عن نظري بسرعة ، إلتف حولي هؤلاء المتنمقون الجبناء ، لولا غريب الأطوار هذا لكنت متُ دون أن يهتم أحد .
علي أن أعود لوعيي مجدداً و أذهب إلى عملي ، نظرت إلى ثيابي ، لا أحتاج تغييرها فقط بل لأن أستحم من جديد .
وصلت إلى الشركة بعدما عدتُ إلى المنزل و استحممت ، من الجيد أن آيلا ليست بالمنزل و أمي بالمستشفى و إن رأتني لن تذكرني حتى .
دخلت إلى الشركة و استقبلاني جونغكوك و جاكسون بكومة تهديدات و تحذيرات .
" الرئيس غاضب جداً منكِ ، لقد فوتِ الإجتماع مع شركة البرمجيات . "
" رئيس شركة البرمجيات لم يأتي أصلاً و هذا أزعج الرئيس الضعف ، أظن أنه يريد أن يفرغ عصبيته بكِ لأنه أمر أن تذهبي لمكتبه فور أن تأتي . "
تأفأفتُ بقلق بينما أرتكز بذراعي على خصري و يدي الأخرى تفرك جبيني ، أنا الآن بمأزق حقيقي و رئيسنا ليس سهل المراس .
توجهتُ إلى مكتبه بعدما شجعاني جونغكوك و جاكسون ، طرقت الباب بلطف و عندما أذن لي دخلت ، نظر إلي عاقداً حاجبيه و يبدو عليه الغضب مني .
" أين كنتِ للآن يا آنسة ؟! "
" سيدي أعتذر عمّا حدث و لكنني تعرضت لحادثة مؤسفة في طريقي إلى هنا . "
وقف على قدميه ثم إقترب مني يحدثني بقلق .
" هل أنتِ بخير يا آنسة ؟!"
تنهدتُ بخفة ثم أومأت ، رئيسنا شاب في مقتبل الثلاثينيات ، أي أنه شاب و ما زال عازب ، هو ودود جداً معي و أحياناً يكون وده ليس بمكانه اتجاهي .
هو لا يقبل أي تقصير بالعمل ، إن حدث يخلع ثوب الوِد عنه و يوبخ بقسوة .
" نعم سيدي بخير ، آسفة لتأخري كان أمر طارئ ."
أومئ مجدداً بتفهم ثم استرسل .
" من الجيد أن رئيس شركة البرمجيات التي تعاقدنا معها لم يحضر و إلا ما إستطعنا إتمام الإجتماع ، أود لو تكوني أكثر حذراً يا آنسة ميريانا . "
أومئت له مجدداً ثم انحنيت و خرجت ، عدتُ إلى المكتب و راح خوفي مني ، لن يوبخني ، جيد !
جلست خلف مكتبي بين مكتب جونغكوك و مكتب جاكسون ، فور ما جلست إلتفا حولي يستفسران ، لولا ذلك الرجل غريب الأطوار لكنت قد مُت .
.....................................................
إتصال وردني ، إتصال لا يُستخدم به هاتف و لا وسيلة إتصال آلية ، لأبناء نوعي هو إتصال تخاطر ، دخلت إلى مكتبي و اغلقت الباب .
" أعلم ماذا ستقول ، نعم لقد أستخدمتها . "
وصلني الصوت يخاطب عقلي و لا يستطيع أحد سماعه غيري .
" تعلم أنه لا يجوز لك إستخدامه على الأرض حتى لو كان لأجل ميريانا ."
تنهد تشانيول ثم استرسل .
" لن أتركها تموت لأجل قوانين سخيفة يا لوهان . "
تركت الحياة و برمتها هناك و الجمل بما يحمل و أتيت إلى هنا لآخذ ضالتي و نصيبي من هذه الدنيا ، أتيت بصحبة أخي و تنكر كلانا على هذه الشاكلة ، أنا رئيس شركة و هو طالب في الجامعة في سنته الرابعة .
تنهدت و إلتفتُ لأنظر عبر الحائط الزجاجي هذا ، نصيبي و حياتي في مكان ما هنا ، لن أعود خالي الوفاض منه أبداً .
تحدثت مع شركة T.O.P للأجهزة الذكية ، تأجل الإجتماع للغد ، لقائي بميريانا جعلني أتأخر عن الإجتماع و كادت أن تضيع الصفقة ، هي لا تهمني أبداً -الصفقة- و لكن أمام البشر علينا أن نكون مثلهم - ذو أموال و أعمال - .
خرجت من الشركة بعدما أتممت العمل فيها ، أنا لا أسعى لتكبيرها أبداً و الصعود بها ، أتيت إلى هنا لهدف و سأخذه و اذهب به و انتهي من هنا .
....................................
Meriana's point of view
عدتُ إلى المنزل بعد إتمام العمل ، إنصرفت الممرضة عن أمي و رحتُ أنا لأرعاها ، جلست بجانبها لتنظر إلي و تسأل سؤالها المعتاد كلما رأتني .
" من أنتِ ؟! "
ضحكت و بخاطري أن أبكي ، ضممتها إلي و ربتّ على شعرها ، أفعل هذا دوماً لتشعر نحوي بالإطمئنان ، لو أخبرتها أنني إبنتها لن تتذكرني لذا أن أعانقها أفضل ، أحياناً تصرف لطيف أفضل من ألف كلمة في مكانها .
بعينيّ الدموع مجتمعة ، كلما سألتني هذا السؤال أشعر بقلبي يتفتت ، شعور صعب و متعب أن ترى أقرب الناس إليك لا يتعرف عليك ، و من أقرب على المرء أكثر من أمه ؟!
موعد عودة آيلا من الجامعة قبل أن آتي أنا ، لكنها قالت أنها تريد التنزه قليلاً مع صديقاتها و أذنت لها ، لا أستطيع سجنها لتتحمل أعباء أكبر من سنها ، لن أجعلها تعيش ما عشتُه أنا .
أطعمت أمي ثم حممتها و بعدها نامت ، أمي ليست كبيرة بالسن و لكن بسبب مرضها ذلك عادت كالطفل الصغير يحتاج من يطعمه و ينظفه و ينومه فقط .
جاكسون و جونغكوك عرضا علي أن أتناول طعام العشاء معهما لكنني رفضت ، أنا لا أستطيع ترك أمي ، أخاف عليها من أنفاسها حتى .
إتصلت بآيلا أطمئن عليها و إن كانت ستقضي المزيد من الوقت خارجاً ، أنا بالطبع أريد لها أن تستمتع بحداثة سنها و لكن لدي قوانين صارمة ، لا بقاء في الخارج لبعد الثامنة .
كان صوتها مختلف ، تبدو حزينة أو أنها بكت كثيراً و هذا يجعلني اغضب بشدة ، أنا لا أقبل بأن يأتي بطرفها أحد .
" ما بكِ ؟! لماذا تبكي ؟! "
" لا شيء مير ، أنا فقط متعبة قليلاً . "
أعلم أنها تكذب ، عندما تهتز نبرة صوتها و ترتعش تكون تكذب علي و أن أكشفها سريعاً ، تنهدتُ بحنق ثم نظرتُ إلى أمي ، لا أستطيع تركها وحدها و الذهاب .
" عودي الآن يا آيلا . "
تنهدت لأضع هاتفي جانباً و لأجلس على طرف سرير أمي أنظر إليها ، ما الذي حدث مع آيلا يا ترى ؟!
......................................
IELLA'S POINT OF VIEW
أعباء ميريانا كثيرة و أنا عبء عليها ، هي لم تشتكي من قبل حملي و أمي عليها ، هي توفر لي كل ما أحتاجه دون أن أطلبه ، إشترت لأجلي هاتف حديث و هي تملك آخر ذا إصدار قديم .
كل شهر تذهب بي إلى السوق و نأخذ معنا أمي ، تشتري لنا ثياب جديدة و البهجة تحفّها و كأنها تشتري لنفسها ثم نخرج دون أن تبتاع لنفسها شيء رغم ذلك هي دوماً ما تبدو أنيقة و جميلة .
حاولت عدة مرات إقناعها لأعمل و أساعدها بالمصروف لكنها دوماً ترفض و تقول أنني يجب أن أركز على دراستي و أن هم المصاريف لا شأن لي به .
هي أيضاً صارمة جداً ، أقصد أنها تضع علي قوانين صارمة لا استطيع تجاوزها ، تمنعني من الذهاب إلى أمكان معينة و في وقت محدد علي أن أكون بالبيت ، أيضاً ممنوع علي أن أرتدي الثياب الغير لائقة على حسب تعبيرها و ما زالت قائمة الممنوعات لديها لا تنضب .
في البداية كنت أرفض و أعصي ، أقول أنها لا يحق لها أن تتحكم بي كأمي و أبي ، و عندما أدركت أنها أمي و أبي مجتمعان أصبحت أكثر طاعة و رأيت أنها لا تسلط علي بل هذا لأجل سلامتي .
اليوم إتصلت فيها أطلب منها الإذن أن أخرج مع صديقاتي ، لقد اعتدت أن أخبرها كل تحركاتي غير ذلك لتدرك أن أمي ستبقى وحيدة لو هي تأخرت ، عادة عندما أعود أطعم أمي و هي تحممها .
اليوم خرجت مع صديقاتي إلى مطعم زهيد يناسبني و يناسبهن ، طلبنا وجباتنا ثم تريثنا بالإنتظار ، في العادة ؛ هذا المطعم لا يدخله الأناس الذين يملكون المال الوفير إذ أن جلسته بالخارج و وجباته متواضعة .
إلتفتن صديقاتي ينظرن ناحية شيء و أنا لم ألتفت ، إنهم حفنة شبان أغنياء يقودهم شاب مدلع يتبعني أينما ذهبت و ضايقني ، إنه أيضاً زميلي في الجامعة و لكنه أكبر سناً مني .
جلس الشباب برفقته على الطاولة التي بجانبا و هو آتى بكرسي و وضعه بجانبي ثم جلس ينظر إلي ، أنا تنهدت بإنزعاج و فركت صدغي بحنق ، أنه يصر أن أصاحبه و أنا ببساطة لا أريد .
" بيكهيون ، ألن تأكل معنا ؟! "
أشار لهم بالرفض دون أن يزحزح بصره عني ، نظرت إليه كان ينظر إلى جسدي ، هذا الوقح !
أغلقت أزرار معطفي و نهضت من مكاني ، أمسك بيدي يمنعني من الذهاب و لكنني نفضته عني و رفعت سبابتي أحذره بغضب .
" أنت توقف عن إتباعي أينما أذهب كخيالي ، لقد تجاوزت حدودك بالفعل . "
كان ينظر إلى سبابتي التي أرفعها بوجهه ثم ترك قبلة على رأس أصبعي ، شهقت و تعالت أصوات رفقائه اللعوب ، نظر إلي يبتسم بريء الأديم .
الغضب ينهشني بالفعل و أنا لا أسكت عن حقي بالفعل ، كان ثمن تجاوزه الأدب معي صفعة أمام رفقائه و رفقائي ، أهنته أمام الجميع ، لم يتحرك بل بقي على شاكلة الصفعة .
" إن تبعتني مجدداً لن أكتفي بصفعك . "
رفع وجهه و نظر إلي ، إهتز قلبي بمكانه خوفاً ، النظرة في عينيه غريبة و مخيفة جداً ، شعره مال للون الرمادي و حدقتيه أيضاً ، أنا بالتأكيد أهلوس ، لكن نظرات عينيه لا تمزح ، أنا الآن خائفة .
إلتفت عنه و ذهبت بسرعة إلى دورة مياه النساء ، إختبأت بالداخل منه ، لماذا أشعر بأنه سيضربني ؟! يا إلهي لماذا ضربته ؟! هو يستحق لكنني جازفت !
نظرت إلى نفسي بالمرآة ثم نظرت إلى يدي ، إن كفاي يرتجفان ، لقد علَّمت أصابعي على وجنته ، ماذا سأفعل الآن ؟! أرجو أن يكون قد ذهب .
خرجت من دورة المياه لأشهق بقوة عندما شعرت بقبضة صلدة أمسكت بيدي ثم رأيت صاحبها لأفزع ، إنه هو مجدداً .
رطم ظهري بالحائط ثم حاصرني بذراعيه ليهمس .
" أصفعتني للتو ؟! "
أشحت ببصري عنه ، إنني كلي أرتجف .
" أنت تجاوزت حدود الأدب معي ، تستحق ."
إرتفع حاجبه و عاد شكله كما كان ، ذهب هذا اللون الرمادي عن هيئته ، أظن أنني هلوست فقط لخوفي .
" أستحق ؟! "
أومأت له بتردد ، أنا ثابتة على موقفي أنه يستحق لكنه آخافني ، أمسك بذقني بين أصابعه ، كدت أن أصده عني لكنه أمسك بكلتا يداي و ثبتهما عند صدره .
رغماً عني خطف قبلة خفيفة من شفتيّ ثم حررني .
" هيا اصفعيني مجدداً إن تجرأتِ ."
هذا الحقير الوقح ، إنني أشعر بالإهانة الشديدة ، أرغب بصفعه بشدة لكنني لا أستطيع أشعر و كأن يديّ مرتبطة عن صفعه .
إبتسم منتصراً علي ثم همس .
" سيكون لنا لقاء آخر يا جميلة ."
تلمس وجنتي قبل أن يذهب و أنا لم أردعه ، تجمعت الدموع بعينيّ ، شعرت بحبل يلتوي حول يدي يمنعني عن صده .
.............................................
سلاااااااااااام بنوتاتي ❤
رجاءً رحبوا بالفصل المنتظر ، الرواية المنتظرة ، الدرك الأسفل .🔥
طبعاً من الطبيعي أن تكون الأجزاء الأولى تمهيد للأحداث و تعريف بالشخصيات .
في هذا الفصل عرفتكم على البطل تشانيول و البطلة ميريانا و الأبطال الثانوية بيكهيون و آيلا ، خلال الأحداث القادمة سيكون هناك عدد كبير من الشخصيات .
أتمنى أنو البارت الأول أعجبكم و أوعدكم إنكم رح تحبوها زي كل روياتي و ربما أكثر .
طبعاً الرواية فيها خيال بحت ، في الأجزاء الأولى فقط رح تكون الأحداث واقعية و بعدين نفوت عالم الفانتازيا .
طبعاً ، أنا بدي هاي الرواية تنجح نجاح حاقد عاشق و أكثر لأنها بتستاهل .
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .
١. رأيكم بشخصية ميريانا بشكل عام ؟!
٢ . رأيكم بشخصية تشانيول كما ظهرت - ستكتشفون أمور كثيرة حول شخصيته ، لا تنسوا التقرير - ؟!
٣. رأيكم بشخصية آيلا أخت ميريانا ؟!
٤. رأيكم بشخصية بيكهيون كما ظهرت ؟!
٥. رأيكم باللقاء الأول بين تشانيول و ميريانا ؟!
٦. رأيكم بلقاء بيكهيون و آيلا ؟!
٧. ما سر تشانيول و بيكهيون و لماذا يبدون بشكل غير طبيعي ؟! أيضا لماذا يبدون مخيفين و كأنهم يسيطرون على عقول الأشخاص أمامهم ؟! ما سرهم ؟!
٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
في عينيك سحر جذّاب و فيهما لمعة رعب أرجفتني .
من أنت ؟! و كيف أنت هكذا ؟!
الحياة ... لستُ من أنصارها و لا ممن يلهثون خلفها ، لكنني أؤمن أنه من الضعف و العار أن ألقي كل خير و شر يصيبني على عاتقها .
أن نُخطئ و نُصيب ، نختار الشخوص الخطأ و نجازف بقرارات متهورة هذه طبيعتنا البشرية و لكن ما أقنعونا به الفلاسفة أننا علينا لوم الحياة على نتائج أفعالنا و نقول قسوتها .
أؤمن أن الحياة لا شأن لها بمصيرنا ، إنما مصيرنا جزاء من جنس العمل و الحياة تمر من فوق أمصارنا بحيادية ، لا تضر و لا تنفع ، الحياة مجرد عمر نقضيه على متنها ثم نرتحل رحيل لا عودة منه إلى متن آخر ، الأمر منطقي جداً .
أن الحياة عذبتنا و سارت ضدنا و تحالفت علينا كما يؤمن الكثير من الناس ، أنا لا أؤمن أن الحياة تمتلك هذه القدرات العظيمة ، قدرات التحكم بالقدر تعود للإله و الحياة ليست إله .
أنا إمرأة هذبتها الأيام على يديها و علمتها السنون دروساً عصيبة و لينة ، تعلمت أن ليست الحياة من تسيء لنا و تحسن ، إنما نحن من نفعل لذا فلنحسب ثمن كل فعل قبل إقترافه .
تعلمت في محض كل تجربة أخوضها كل يوم أنني سأكون بين حالتين ، إما أن أبكي لشدة الضحك أو أضحك لشدة البكاء لا وسيط بينهما و هذا الغير منطقي بإيماني .
أنا مُعذبة بحياتي ، إن الله يمتحنني على متن الحياة و هذا ما نسميه القدر ، أسكون قادرة على النجاح ؟! لا أعلم .
هذا الجزء من حياتي اسميه الغير منطقي و لكني لا ألوم الحياة عليه ، أنا لا ألوم أحد على قدري .
الحياة حمل ثقيل علينا ، هذا ما أؤمن به عنها ، أن تكون حي تُرزَق بالهواء ، هذا وحده عبء ثقيل علينا ، أننا تنتفس عبء .
لتأخذ النفس عليك أن تدفع ثمنه ، الحياة في هذا الوقت تواكب سرعة العصر ، سريعاً ما نكبر و نشيخ و نحن في عِز شبابنا ، هذه الطبيعية و ليست قسوة الحياة ضدنا .
إمرأة في عمري ربما تعيش بظروف أفضل مني لكنني لم ألقي بهمي و لومي على الحياة أبداً ، أنا أؤمن بقدر الله و حكمته ، أنني خلقتُ هكذا لسبب .
إنني أؤمن بالله إيماناً مطلق و حر ، أؤمن بأن الله اختارني في هذا المكان و الزمان لحكمة ما و هذه الحكمة هي التي خُلِقت لأدراكها .
في دولة بعيدة عن التفرقة الدينية ، هنا حيث قد تكن مسيحي و جارك ملحد و آخر بوذي أنا أتبع عقيدة مقتنعة فيها ، أنا أؤمن بالله و قدره و حكمته و لا أولي الحياة القدرات الآلهية لتتحكم بي .
إنني في ربيعي الخامس و العشرين و كل ما أملكه هو عملي في هذه الحياة و لكن ما لا يقدر بثمن هم أختي و أمي ، هنّ كل شيء بحياتي ، إنهن حياتي بأم عينها .
أمي و أختي هنّ ليس فقط أغلى ما أملك بل و كل ما أملك ، هنّ عائلتي و هويتي و مسؤوليتي ، أمي عيني و أختي عيني الأخرى .
بخلاف قرينات سني أنا لا أهتم بمظهري ببذخ ، أحرص أن أكون جميلة دون تهويل و إسراف ، ليس لأنني لا أملك المال الوفير لأضيعه بل لأنني أحب أن أكون على طبيعتي و جميلة في ذات الوقت ، و بخلافهن أيضاً أنا لم أخض بأي علاقة سابقة مع أي رجل رغم كثرة العروض التي أتتني .
الأمر ببساطة ، أنا إمرأة بسيطة لكن همومي كثيرة و سقف طموحاتي عالٍ ، و بطبعي لا أسلك مسارً غير الجدية ، بشخصيتي و همومي العادية أنا لا أستطيع أن أعيش حياة أقراني العادية كما ينعتونها .
إمرأة متفرغة للعلاقات لا تكون مثلي ، أنا لدي ألف حلم و ألف هم و ألف مسؤولية ، أنا رجل البيت و لستُ ابنته المدللة .
أمي مريضة آلزهايمر و أختي في الجامعة تؤدي سنتها الأولى و أنا أعيلهما ، أبي مات منذ زمن طويل إثر حريق طال مكان عمله و كان هو ضحيته الوحيدة ، لذا كان دوري أن أتخلى عن حياتي كابنة و أصبح الأب لأجلهن و أنا لستُ بنادمة أبداً .
مسؤولية كبيرة أن تكون المُعيل ، قبل أن يرحل أبي كنت أرى هم أمي أكبر من همه ، هي تنظف و تطبخ و تهتم بنا و أبي عندما يعود يتناول طعامه ، يداعبنا قليلاً ثم يذهب إلى النوم .
الآن و أنا قد أخذت مكانه و شعرت بحمله الثقيل علمت أنه كان مجاهداً بنفسه و جهده في سبيل إطعامنا اللُقم .
تخرجت من جامعة سيؤل الوطنية من كلية الحقوق بمستوى إمتياز رغم أنني في ذلك الوقت خسرت والدي و كانت صدمة عمري .
و لإتقاني للغة الأنجليزية تم توظيفي سريعاً بعد تخرجي ، الآن كلما أثبتُّ لرؤوسائي مهارتي و كفائتي رفعوني عن منصبي .
حصلتُ على ترفيعات كثيرة طيلة ثلاث سنوات عمل بطريقة لا تصدق و الآن أنا أشغل منصب جيد في مكتب المستشار القانوني لصالح شركة T.O.P للأجهزة الذكية مع رجلين آخرين اعتبرهما أخوين لي .
آخذ أجراً كافٍ ليغط أحتياجاتي و عائلتي دون تبذخ ، مصاريف علاج أمي و الممرضة التي تعيلها بغيابي ، دراسة أختي و مصروفها الجامعي ، غير ذلك مصاريف دراستي لدرجة الماجستير كلفتني كثيراً و ها أنا على وشك إنهائها و الحصول على الشهادة .
إنني أحضر لرسالة الدرجة و مناقشتها الحاسمة و إن نجحت بذلك سيتم ترفيعي إلى منصب أكبر و لن أتوقف بعدها عن الصعود .
في طليعة هذا الصباح الرتيب ، أقف بإنتظار القطار الذي آخذه عادة ليقلني إلى عملي ، لقد تأخرت عن عملي بالفعل أنها الثامنة و النصف و عملي يبتدأ في التاسعة و لدي إجتماع مهم اليوم مع شركة صاعدة تعاقدنا معها حديثاً .
تأفأفت بعدما جلست على كرسي الإنتظار ، لقد تأخر القطار عن موعده لسبب أجهله ، فقط لو أنني أمتلك سيارة لما يحدث معي كل هذا .
نهضت من مكاني لأحدث موظف يعمل في كشكه في المحطة .
" سيدي من فضلك ، لقد تأخر القطار كثيراً اليوم . "
نظر إلي الرجل ثم قال معتذراً .
" عذراً سيدتي لكن القطار يخضع للصيانة إبتداءً من اليوم و حتى نهاية الشهر . "
رائع ! و كيف سأذهب إلى عملي الآن ؟!
خرجت سريعاً من المحطة أبحث عن وسيلة توصلني إلى عملي ، سيارة أجرة أو حافلة رغم أن إعتماد الناس الكلي هنا على القطار ، بدأت الإتصالات تحذرني أنني تأخرت بالفعل ، جاكسون و جونغكوك لا يتوقفان عن الإتصال .
هذا الشارع من أسفله المحطة و تعلوه العمارات التي ما زالت قيد الإنشاء ، أي أنه شارع تصعب الحركة فيه ، نظرت إلى ساعتي بشرود و تقدمت أهرول دون أن أبصر طريقي ، لقد تأخرت بالفعل و اتوقع توبيخاً رسمياً من الرئيس .
سمعت صراخ ما من حولي لأجد نفسي على حافة أن أسقط في حفرة عميقة ، أظنها تتبع للإنشائات هنا و لكنني تأخرت بالفعل إذ صرخت عندما إنزلقت قدمي و وقعت بالداخل .
كيف لم أنتبه لها ؟! أعرفكم بنفسي هذه أنا عندما أكون غبية .
إنها حفرة لمادة ما تشبه تلك التي تُعبَد بها الشوارع ، أنها ساخنة كثيراً و تغمسني بها كما الوحل يجرجر ما يمسه إلى مقابره العميقة ، أشعر بهذا الشيء يغمرني ، أنا سأموت محترقة و مختنقة و ميتة !
صرخت بفزع و هذا الشيء يسحبني للأسفل ، أشعر أن روحي تغادرني و الأنفاس توقفت عن الوصول إلى صدري ، أما قلبي فهو يضرب صدري و كأنه مطرقة لا كتلة لحم ، هذا هو شعور الخوف يتخلله حلاوة الروح .
أنا خائفة ، خائفة جداً ، هذه الحرارة تلسعني و أنا لا يمكنني النجاة ، حاولت الصعود للأعلى و التشبث بحواف الحُفرة لكن كل ما تمسكت بشيء تفتت و احرقني و زادني إنغماساً إلى القاع .
يا إلهي أرجوك ساعدني ! ابعث لي من يساعدني ، ألا يوجد أحد شجاع كفاية هنا ليساعد إمرأة غارقة تصارع الموت مثلي ؟! أين أنسانيتهم و هم يراقبون من على السطح ينتظروني أن ألفظ آخر أنفاسي بملامح متأسفة و عاجزة عن تقديم العون ؟!
بدأت أفقد أملي و وعيي معاً ، أظنها حركة من الدماغ لتتلاعب بي في هذا الموقف لأموت بسلام دون ألم و لا خوف و دون أن أدرك أنني أموت .
في أوج يأسي و إستسلامي شعرت بحركة عظيمة و مهولة تحدث من حولي و كأنه زلزال عظيم ، صوت عميق و خشن يعود لرجل وصل سمعي ، فتحت عينيّ أنظر حولي لأشهق ، ما هذا ؟! و من هذا و كيف هذا ؟!
"ميريانا ! هل أنتِ بخير ؟!"
سؤاله فذٌّ لدرجة أصمتتني عن الرد لعظمته .
" بخير تماماً ، أنا فقط أحب أن أسبح بالوحل ."
نظر إلي ثم تراجع عني ليقول بينما يهم بتركي .
" حسناً إذن اسبحي براحتك ، وداعاً ."
لا ، هذا الأحمق لن يتركني وحدي هنا ، لم يكن علي أن أستفزه .
" لا تذهب أيها الأحمق إنني أموت هنا ! "
نظر إلي بغضب لأستسلم .
" من فضلك أيها السيد انقذني ! "
تنهد و كأني أجبره على شيء حسناً فلتفكر كما تريد و لكن انقذني ، لكن مهلاً كيف إستطاع الدخول ، عقلي يتوقف عن العمل إذا تعرضت لمأزق .
وضع يده على عيني يمنعني عن النظر ثم دفعني إليه ليرتطم صدره بظهري و وجهي مخبأ في عنقه ، شعرت بحرارة مهولة تحيطني ، دفعت يده عني و قد تلاشى شعوري بهذا الوحل .
نظرت إلى نفسي و ما حولي و شهقت لا أصدق ما تراه عيني ، أنا في وسط هذه الحفرة و لتوي أدركت أنه يحملني على ذراع واحدة فقط ، أسفل قدميه ليس وحلاً بل حميماً يموج كالبركان .
ليس أسفل قدميه فقط بل وحولنا ، كيف ذلك و أنا لا أشعر بالحرارة و هو لم يحترق ، كيف لم نذوب لأرتفاع الحرارة ، يبدو حلماً بعيد عن الخيال .
لمحت يده الحرة مني و تمسكت به أكثر ، تخرج من أصابعه ألسنة لهب ملتوية حول نفسها و ذراعه كلها تخرج النار ، صرخت بفزع .
" ذراعك تحترق ، ذراعك !! "
نظر إلي و هنا كانت الطامة الكبرى ما إن رأيت وجهه ، عيناي توسعت بفزع و أنفاسي ثقلت جداً ، حدقتيه حمراوتان كقزحية الدم و دكانته ، شعره أحمر صارخ و مرتفع عن جبهته بشكل أنيق ملفت ، ملامحه كالنار تحرق و تثير ، حبيبات عرق خفيفة تزين بشرته ، هو لم يكن كذلك عندما همّ بالنزول !
" م.. ما هذا ؟! من أنت ؟! كيف أصبحت كذلك ؟! "
صمت عن الرد علي و أشار لي بسبابته على شفتيه أن أصمت ، أستجبت لأن نظراته أخافتني ، يبدو مخيف جداً .
" أنتِ إن قلتِ ما رأيتِه لن يصدقكِ أحد و ستبدين مجنونة بعيون الجميع ، تعلمين ذلك صحيح ؟! "
إزدرئت جوفي بينما يرمقني بهذه النظرة المخيفة النارية .
" أنتِ ستحتفظين بسري الصغير ، أليس كذلك ؟! "
أومأت له دون وعي مني ، أشعر أنه يتحكم بعقلي بنظراته الثاقبة هذه .
أحاط خصري بذراعه ثم أخرجني ، فور أن أصبحنا على السطح إختفت الملامح المريبة التي كانت عليه و عاد شكله كما كان طبيعياً .
تركني بين الجمع و اختفى عن نظري بسرعة ، إلتف حولي هؤلاء المتنمقون الجبناء ، لولا غريب الأطوار هذا لكنت متُ دون أن يهتم أحد .
علي أن أعود لوعيي مجدداً و أذهب إلى عملي ، نظرت إلى ثيابي ، لا أحتاج تغييرها فقط بل لأن أستحم من جديد .
وصلت إلى الشركة بعدما عدتُ إلى المنزل و استحممت ، من الجيد أن آيلا ليست بالمنزل و أمي بالمستشفى و إن رأتني لن تذكرني حتى .
دخلت إلى الشركة و استقبلاني جونغكوك و جاكسون بكومة تهديدات و تحذيرات .
" الرئيس غاضب جداً منكِ ، لقد فوتِ الإجتماع مع شركة البرمجيات . "
" رئيس شركة البرمجيات لم يأتي أصلاً و هذا أزعج الرئيس الضعف ، أظن أنه يريد أن يفرغ عصبيته بكِ لأنه أمر أن تذهبي لمكتبه فور أن تأتي . "
تأفأفتُ بقلق بينما أرتكز بذراعي على خصري و يدي الأخرى تفرك جبيني ، أنا الآن بمأزق حقيقي و رئيسنا ليس سهل المراس .
توجهتُ إلى مكتبه بعدما شجعاني جونغكوك و جاكسون ، طرقت الباب بلطف و عندما أذن لي دخلت ، نظر إلي عاقداً حاجبيه و يبدو عليه الغضب مني .
" أين كنتِ للآن يا آنسة ؟! "
" سيدي أعتذر عمّا حدث و لكنني تعرضت لحادثة مؤسفة في طريقي إلى هنا . "
وقف على قدميه ثم إقترب مني يحدثني بقلق .
" هل أنتِ بخير يا آنسة ؟!"
تنهدتُ بخفة ثم أومأت ، رئيسنا شاب في مقتبل الثلاثينيات ، أي أنه شاب و ما زال عازب ، هو ودود جداً معي و أحياناً يكون وده ليس بمكانه اتجاهي .
هو لا يقبل أي تقصير بالعمل ، إن حدث يخلع ثوب الوِد عنه و يوبخ بقسوة .
" نعم سيدي بخير ، آسفة لتأخري كان أمر طارئ ."
أومئ مجدداً بتفهم ثم استرسل .
" من الجيد أن رئيس شركة البرمجيات التي تعاقدنا معها لم يحضر و إلا ما إستطعنا إتمام الإجتماع ، أود لو تكوني أكثر حذراً يا آنسة ميريانا . "
أومئت له مجدداً ثم انحنيت و خرجت ، عدتُ إلى المكتب و راح خوفي مني ، لن يوبخني ، جيد !
جلست خلف مكتبي بين مكتب جونغكوك و مكتب جاكسون ، فور ما جلست إلتفا حولي يستفسران ، لولا ذلك الرجل غريب الأطوار لكنت قد مُت .
.....................................................
إتصال وردني ، إتصال لا يُستخدم به هاتف و لا وسيلة إتصال آلية ، لأبناء نوعي هو إتصال تخاطر ، دخلت إلى مكتبي و اغلقت الباب .
" أعلم ماذا ستقول ، نعم لقد أستخدمتها . "
وصلني الصوت يخاطب عقلي و لا يستطيع أحد سماعه غيري .
" تعلم أنه لا يجوز لك إستخدامه على الأرض حتى لو كان لأجل ميريانا ."
تنهد تشانيول ثم استرسل .
" لن أتركها تموت لأجل قوانين سخيفة يا لوهان . "
تركت الحياة و برمتها هناك و الجمل بما يحمل و أتيت إلى هنا لآخذ ضالتي و نصيبي من هذه الدنيا ، أتيت بصحبة أخي و تنكر كلانا على هذه الشاكلة ، أنا رئيس شركة و هو طالب في الجامعة في سنته الرابعة .
تنهدت و إلتفتُ لأنظر عبر الحائط الزجاجي هذا ، نصيبي و حياتي في مكان ما هنا ، لن أعود خالي الوفاض منه أبداً .
تحدثت مع شركة T.O.P للأجهزة الذكية ، تأجل الإجتماع للغد ، لقائي بميريانا جعلني أتأخر عن الإجتماع و كادت أن تضيع الصفقة ، هي لا تهمني أبداً -الصفقة- و لكن أمام البشر علينا أن نكون مثلهم - ذو أموال و أعمال - .
خرجت من الشركة بعدما أتممت العمل فيها ، أنا لا أسعى لتكبيرها أبداً و الصعود بها ، أتيت إلى هنا لهدف و سأخذه و اذهب به و انتهي من هنا .
....................................
Meriana's point of view
عدتُ إلى المنزل بعد إتمام العمل ، إنصرفت الممرضة عن أمي و رحتُ أنا لأرعاها ، جلست بجانبها لتنظر إلي و تسأل سؤالها المعتاد كلما رأتني .
" من أنتِ ؟! "
ضحكت و بخاطري أن أبكي ، ضممتها إلي و ربتّ على شعرها ، أفعل هذا دوماً لتشعر نحوي بالإطمئنان ، لو أخبرتها أنني إبنتها لن تتذكرني لذا أن أعانقها أفضل ، أحياناً تصرف لطيف أفضل من ألف كلمة في مكانها .
بعينيّ الدموع مجتمعة ، كلما سألتني هذا السؤال أشعر بقلبي يتفتت ، شعور صعب و متعب أن ترى أقرب الناس إليك لا يتعرف عليك ، و من أقرب على المرء أكثر من أمه ؟!
موعد عودة آيلا من الجامعة قبل أن آتي أنا ، لكنها قالت أنها تريد التنزه قليلاً مع صديقاتها و أذنت لها ، لا أستطيع سجنها لتتحمل أعباء أكبر من سنها ، لن أجعلها تعيش ما عشتُه أنا .
أطعمت أمي ثم حممتها و بعدها نامت ، أمي ليست كبيرة بالسن و لكن بسبب مرضها ذلك عادت كالطفل الصغير يحتاج من يطعمه و ينظفه و ينومه فقط .
جاكسون و جونغكوك عرضا علي أن أتناول طعام العشاء معهما لكنني رفضت ، أنا لا أستطيع ترك أمي ، أخاف عليها من أنفاسها حتى .
إتصلت بآيلا أطمئن عليها و إن كانت ستقضي المزيد من الوقت خارجاً ، أنا بالطبع أريد لها أن تستمتع بحداثة سنها و لكن لدي قوانين صارمة ، لا بقاء في الخارج لبعد الثامنة .
كان صوتها مختلف ، تبدو حزينة أو أنها بكت كثيراً و هذا يجعلني اغضب بشدة ، أنا لا أقبل بأن يأتي بطرفها أحد .
" ما بكِ ؟! لماذا تبكي ؟! "
" لا شيء مير ، أنا فقط متعبة قليلاً . "
أعلم أنها تكذب ، عندما تهتز نبرة صوتها و ترتعش تكون تكذب علي و أن أكشفها سريعاً ، تنهدتُ بحنق ثم نظرتُ إلى أمي ، لا أستطيع تركها وحدها و الذهاب .
" عودي الآن يا آيلا . "
تنهدت لأضع هاتفي جانباً و لأجلس على طرف سرير أمي أنظر إليها ، ما الذي حدث مع آيلا يا ترى ؟!
......................................
IELLA'S POINT OF VIEW
أعباء ميريانا كثيرة و أنا عبء عليها ، هي لم تشتكي من قبل حملي و أمي عليها ، هي توفر لي كل ما أحتاجه دون أن أطلبه ، إشترت لأجلي هاتف حديث و هي تملك آخر ذا إصدار قديم .
كل شهر تذهب بي إلى السوق و نأخذ معنا أمي ، تشتري لنا ثياب جديدة و البهجة تحفّها و كأنها تشتري لنفسها ثم نخرج دون أن تبتاع لنفسها شيء رغم ذلك هي دوماً ما تبدو أنيقة و جميلة .
حاولت عدة مرات إقناعها لأعمل و أساعدها بالمصروف لكنها دوماً ترفض و تقول أنني يجب أن أركز على دراستي و أن هم المصاريف لا شأن لي به .
هي أيضاً صارمة جداً ، أقصد أنها تضع علي قوانين صارمة لا استطيع تجاوزها ، تمنعني من الذهاب إلى أمكان معينة و في وقت محدد علي أن أكون بالبيت ، أيضاً ممنوع علي أن أرتدي الثياب الغير لائقة على حسب تعبيرها و ما زالت قائمة الممنوعات لديها لا تنضب .
في البداية كنت أرفض و أعصي ، أقول أنها لا يحق لها أن تتحكم بي كأمي و أبي ، و عندما أدركت أنها أمي و أبي مجتمعان أصبحت أكثر طاعة و رأيت أنها لا تسلط علي بل هذا لأجل سلامتي .
اليوم إتصلت فيها أطلب منها الإذن أن أخرج مع صديقاتي ، لقد اعتدت أن أخبرها كل تحركاتي غير ذلك لتدرك أن أمي ستبقى وحيدة لو هي تأخرت ، عادة عندما أعود أطعم أمي و هي تحممها .
اليوم خرجت مع صديقاتي إلى مطعم زهيد يناسبني و يناسبهن ، طلبنا وجباتنا ثم تريثنا بالإنتظار ، في العادة ؛ هذا المطعم لا يدخله الأناس الذين يملكون المال الوفير إذ أن جلسته بالخارج و وجباته متواضعة .
إلتفتن صديقاتي ينظرن ناحية شيء و أنا لم ألتفت ، إنهم حفنة شبان أغنياء يقودهم شاب مدلع يتبعني أينما ذهبت و ضايقني ، إنه أيضاً زميلي في الجامعة و لكنه أكبر سناً مني .
جلس الشباب برفقته على الطاولة التي بجانبا و هو آتى بكرسي و وضعه بجانبي ثم جلس ينظر إلي ، أنا تنهدت بإنزعاج و فركت صدغي بحنق ، أنه يصر أن أصاحبه و أنا ببساطة لا أريد .
" بيكهيون ، ألن تأكل معنا ؟! "
أشار لهم بالرفض دون أن يزحزح بصره عني ، نظرت إليه كان ينظر إلى جسدي ، هذا الوقح !
أغلقت أزرار معطفي و نهضت من مكاني ، أمسك بيدي يمنعني من الذهاب و لكنني نفضته عني و رفعت سبابتي أحذره بغضب .
" أنت توقف عن إتباعي أينما أذهب كخيالي ، لقد تجاوزت حدودك بالفعل . "
كان ينظر إلى سبابتي التي أرفعها بوجهه ثم ترك قبلة على رأس أصبعي ، شهقت و تعالت أصوات رفقائه اللعوب ، نظر إلي يبتسم بريء الأديم .
الغضب ينهشني بالفعل و أنا لا أسكت عن حقي بالفعل ، كان ثمن تجاوزه الأدب معي صفعة أمام رفقائه و رفقائي ، أهنته أمام الجميع ، لم يتحرك بل بقي على شاكلة الصفعة .
" إن تبعتني مجدداً لن أكتفي بصفعك . "
رفع وجهه و نظر إلي ، إهتز قلبي بمكانه خوفاً ، النظرة في عينيه غريبة و مخيفة جداً ، شعره مال للون الرمادي و حدقتيه أيضاً ، أنا بالتأكيد أهلوس ، لكن نظرات عينيه لا تمزح ، أنا الآن خائفة .
إلتفت عنه و ذهبت بسرعة إلى دورة مياه النساء ، إختبأت بالداخل منه ، لماذا أشعر بأنه سيضربني ؟! يا إلهي لماذا ضربته ؟! هو يستحق لكنني جازفت !
نظرت إلى نفسي بالمرآة ثم نظرت إلى يدي ، إن كفاي يرتجفان ، لقد علَّمت أصابعي على وجنته ، ماذا سأفعل الآن ؟! أرجو أن يكون قد ذهب .
خرجت من دورة المياه لأشهق بقوة عندما شعرت بقبضة صلدة أمسكت بيدي ثم رأيت صاحبها لأفزع ، إنه هو مجدداً .
رطم ظهري بالحائط ثم حاصرني بذراعيه ليهمس .
" أصفعتني للتو ؟! "
أشحت ببصري عنه ، إنني كلي أرتجف .
" أنت تجاوزت حدود الأدب معي ، تستحق ."
إرتفع حاجبه و عاد شكله كما كان ، ذهب هذا اللون الرمادي عن هيئته ، أظن أنني هلوست فقط لخوفي .
" أستحق ؟! "
أومأت له بتردد ، أنا ثابتة على موقفي أنه يستحق لكنه آخافني ، أمسك بذقني بين أصابعه ، كدت أن أصده عني لكنه أمسك بكلتا يداي و ثبتهما عند صدره .
رغماً عني خطف قبلة خفيفة من شفتيّ ثم حررني .
" هيا اصفعيني مجدداً إن تجرأتِ ."
هذا الحقير الوقح ، إنني أشعر بالإهانة الشديدة ، أرغب بصفعه بشدة لكنني لا أستطيع أشعر و كأن يديّ مرتبطة عن صفعه .
إبتسم منتصراً علي ثم همس .
" سيكون لنا لقاء آخر يا جميلة ."
تلمس وجنتي قبل أن يذهب و أنا لم أردعه ، تجمعت الدموع بعينيّ ، شعرت بحبل يلتوي حول يدي يمنعني عن صده .
.............................................
سلاااااااااااام بنوتاتي ❤
رجاءً رحبوا بالفصل المنتظر ، الرواية المنتظرة ، الدرك الأسفل .🔥
طبعاً من الطبيعي أن تكون الأجزاء الأولى تمهيد للأحداث و تعريف بالشخصيات .
في هذا الفصل عرفتكم على البطل تشانيول و البطلة ميريانا و الأبطال الثانوية بيكهيون و آيلا ، خلال الأحداث القادمة سيكون هناك عدد كبير من الشخصيات .
أتمنى أنو البارت الأول أعجبكم و أوعدكم إنكم رح تحبوها زي كل روياتي و ربما أكثر .
طبعاً الرواية فيها خيال بحت ، في الأجزاء الأولى فقط رح تكون الأحداث واقعية و بعدين نفوت عالم الفانتازيا .
طبعاً ، أنا بدي هاي الرواية تنجح نجاح حاقد عاشق و أكثر لأنها بتستاهل .
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .
١. رأيكم بشخصية ميريانا بشكل عام ؟!
٢ . رأيكم بشخصية تشانيول كما ظهرت - ستكتشفون أمور كثيرة حول شخصيته ، لا تنسوا التقرير - ؟!
٣. رأيكم بشخصية آيلا أخت ميريانا ؟!
٤. رأيكم بشخصية بيكهيون كما ظهرت ؟!
٥. رأيكم باللقاء الأول بين تشانيول و ميريانا ؟!
٦. رأيكم بلقاء بيكهيون و آيلا ؟!
٧. ما سر تشانيول و بيكهيون و لماذا يبدون بشكل غير طبيعي ؟! أيضا لماذا يبدون مخيفين و كأنهم يسيطرون على عقول الأشخاص أمامهم ؟! ما سرهم ؟!
٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі