توطِئة|| Intro
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
CH4|| دموع الذئب
CH5|| للمرة الأخيرة
CH6||بداية جديدة
CH7||سيدة النار
CH8|| لا تتوهجي
CH9||صفعة و قبلة
CH10|| أول الفجّات
CH11||وجوه جديدة
CH12||حب و راء
CH13|| تخبط
CH14||إمرأة من فولاذ
CH15||بداية الصراع
CH16|| أحياء
CH17|| تاجٌ من شوك
CH18|| بلورة باهتة
CH19|| تتويج الملك
CH20|| معركة الحب
CH21|| شطرنج
CH22|| تَفيض قوّة
CH23|| مقبرة المشاعر
CH24|| ضحايا ح-ب
CH25||الملكة
CH26|| صِراع العروش
CH27||ضبط الملكة
CH28|| حُب وحَرب
CH29|| رِهان الجسد
CH30|| أُنثى الذئب
CH31|| السِّنداوة
CH32|| الدرك الأسفل
Chapter Three
" عذابكِ "




الحب :
معرفة
قبول
عزم
إرادة
و
شجاعة











عيناه كانت تبصرها دون أن تحيد عنها و لو قيد نُتفة بل هو ينظر لها و كأنها كل ما يرى أو أن بصره ينحصر عليها ، هو ينظر إليها بطريقة أخافتها ، ميريانا التي لأول مرة تختبر شعور الخوف .

المنارة من فوقهما أضوائها خافتة تدور على شكل حلقة حول بقعتها تكشف النهر و شاطئه و  تعكس جانب وجهه و وجهها فقط .

هي مهتاجة بحق رغم خوفها ، أنفاسها تتباعث في صدرها بغضب شديد ، ما قاله كان وقحاً جداً لدرجة أنها لم تكتفي بصفعة ، تود لو تصفعه مجدداً حتى يغدو كبريائه أرضاً و يرى قدر نفسه الذي رفعها فوق مقامها .

ربما لا يعلم هذا الرجل الماثل أمامها أنها لا تُذل و لا تُهان أبداً ، هي ليست إمرأة تخضع لقوة رجل و سلطته ، لكن ما لا تعلمه هي أنه ناري ، و إن غَضِبَ الناري إشتعل حقاً و حرق الأخضر و اليابس بنوبة غضبه .

إلتفتت عنه تنوي الرحيل غاشمة هي عن النار التي بدأت تمشي في عروقه مجرى الدم ، ما فعلته به ليس كافٍ بالنسبة لها لكنه كافٍ ليريه حجم نفسه لديها .

كادت أن ترحل لولا أنه أمسك بعضدها يقيدها به قبل أن تخطو أول خطواتها مبتعدة ، إلتفت أصابعه حول ذراعها كما لو أنها لسان من حميم تبيان لونه بين الأحمر و الأسود لحرّه .

جذبها بقوة رجل من ذراعها المأسورة في حميم أصابعه ليعيدها ممتثلة أمامه بقوة و كما يريد ، نسى أن لمسته تحرق عند الغضب و ما أيقظه صوت صرختها العالية لشدة الألم الذي لفحها .

إبتعدت سريعاً تفلت نفسها منه لتلمس ذراعها  محل يده و هي تتنفس بقوة و عيناها منفرجتين بمزيج من الصدمة ، الخوف ، و الألم ، لا يحصل هذا في المنطق ، إنه مخلوق أُرسِلَ من الجحيم !

شعرت بذراعها و تحديداً محل قبضته عندما لمسته عارٍ من القماش ، ابتلعت جوفها برعب و عيناها توسعت بالفعل لتلمس محل يده عليها ، ثيابها محل يده محترقة و أغلب الظن أن يدها إحترقت أيضاً ، هي لا تستطيع أن تراها بسبب الظلام و لكنها تشعر بالألم الشديد كألم الحرق تماماً .

همست هي مكذبة بينما تمسك بمحل إصابتها بعدما نقلت نظرها إليه ترمقه بغير تصديق بحت .

" لا يعقل ! أنت ماذا فعلت بي بل كيف فعلت هذا ؟! بماذا ؟! كيف حرقتني ؟! "

إقترب منها بخطوة و بصره لم يحيد عنها كما كان منذ البداية لتتراجع بمثل الخطوة التي تقدمها ، لا تعلم لماذا دب الرعب في قلبها و هي لا تخاف أحد و لا تخشى شيء إلا أن ما يحدث معها ليس واقعياً على الإطلاق !

جدياً تخيل أن أحد ما لمسك و احترقت بشرتك للمسته فعلياً ، ألن تشعر بالخوف  ؟!  هي بدأت و بكل جدية تظنه شيطان !

من الطبيعي جداً أن تخف منه لكن الغير طبيعي بتاتاً أنها تشعر بأن هناك شيء حقيقي يربط قدميها عن الفرار و يربط يديها عن الدفاع عن نفسها و يربط لسانها عن قول شيء سيء بحق هذا الرجل أمامها !

شهقت بذعر و ودت أن تهرب لكنها لا تستطيع ، حرفياً قدميها مثبتة بالأرض لا تستطيع تحريكهما ، تقدم هو إليها أكثر لتنعكس على وجهه القريب جداً من وجهها أضواء المنارة .

تواصلا نظرياً بنظارات غاضبة منه و خائفة منها ، هي شعرت بأنفاسه تطئ وجهها ، أنفاسه حارقة كحرارة موجات اللهب تماماً دون مبالغة في وصف ذلك ، كما لو أنها تضع وجهه في مدخنة تحترق أو في فرن مشتعل .

هي فعلياً تشعر بوجهها يحترق لحرارة أنفاسه ، هذه ليست حرارة إنسان طبيعي ، تأوهت لشدة الألم الذي أصاب وجهها بينما تشعر بجلدها ينبض بالحرارة ، فعلياً وجهها يحترق من حرارة أنفاسه لكنه لم يبالي و خصوصاً أنه فقد رشده بسبب هذه الصفعة .

هو أستخدم قوته على الأرض ، هذا دليل كافٍ أنه فقد وعيه فلقد أنكث بعهد و قانون لا يحق له تخطيه .

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تلونت حدقتيه بلون أحمر قاتم و كأن الدم صُب فيهما صباً ، حدقتيه قرمزيتين تماماً .

أما شعره فاختلجته خُصل حمراء و أخذت تنتشر و تنتشر حتى ساد اللون الأحمر على شعر رأسه و اختفى اللون الأسود تماماً .

هي كانت تراقب تحوله هذا من إنسان طبيعي إلى كائن لا تدرك ما هو حتى ، تود لو أنها تصرخ لربما أحد ما قريب ينقذها لكنها لا تستطيع حتى أن تصرخ ، فكرت أنه ربما تصرخ و يأتيها أحد منجداً لترى نفسها على سريرها لكنها لا تستطيع مجدداً .

رفع يده مرأى نظرها و بكفه شعلة صغيرة من النار متوهجة ، لهيبها أزرق و قاعها شديد الإحمرار ، بدأت تكبر هذه الشعلة و تكبر حتى تجاوزت طوله و لم تحرقه ، هي بدأت تشعر بأن هذا اللهب يحرقها وحدها و لا يؤذيه و هذا هو الواقع بالفعل .

ناريته تحثه أن يلدغه بها ليعلمها درساً قاسياً بالتعامل معه ، لكن قلبه يقول شيء آخر .
"اشفي غليلك بشيء آخر ، هي لا تعرفك كفاية ، تجاهل ما فعلته هذه المرة "
لكنه ببساطة لا يستطيع ألا يؤذيها و لا يستطيع أن يؤذيها .

ضرب الكرة النارية بعرض النهر صارخاً بقوة يفرغ غضبه بالماء لا بها أفضل لها و له لتتصاعد المياه كموج عظيم و بصوت مهول يثير الرعب حتى أنها سمعت صوت صراخ في الجوار .

تجاوزت المياه حدود النهر و تصاعدت بموجة عنيفة كادت أن تذرفها و تذرفه ، صرخت ميريانا بقوة عندما إختل توازنها و كادت المياه أن تجرفها إلى داخل النهر بعدما لطمتهما معاً لكنه قيد خصرها بذراعه يثبتها مكانها في كُنفه .

شهقت برعب و انتفضت بصخب ثم نظرت إلى نفسها و إليه بفزع ، هي مبتلة كلها ، جزعة و ترتجف لبرودة المياه و تلسعها حرارته إذ هي أسيرة ذراعيه و صدره تلتجئ إليه كطفلة ضائعة و مبللة .

أما هو فثابت لا يهزه ريح و لا تهد صوامعه إرتجاج الأرض و لا تحطم شموخه لطمة ماء ، الناري فور أن وطأته المياه نشفت من عليه و الأدهى من ذلك أنها أصدرت صوت كما لو أنها سقطت على سطح ساخن جداً فاحترقت لا نشفت و تبخرت .

كل ما رأته لا يصدق فلا عجب أنها لا تصدق كل ما حدث الآن ، بل العجب أن تصدقه ، هو مشعوذ أو ساحر !

أضائت المنارة بقوة فوقهما بسبب الحالة الطارئة لتراه أمامها بهيئة عجيبة جداً ، قميصه ليس منزوع عن صدره و حسب بل محترق و بقاياه قد ذرفتها المياه عنه عندما صفعتهما فبقى بصدر عارٍ تماماً .

هي تشعر بالخوف الشديد منه و لا شيء مما حدث يبدو حقيقاً ، لا يسعها أن تكون غير ذلك ، و لخوفها منه صرفت نظرها عن عينيه القرمزية و اصطدم نظرها بصدره .

إنه يملك جسداً رياضي منحوتة عضلاته و عريض صدره و كتفيه بل إنه ضخم جداً ، بشرته خفيفة السُمرة و معالم عضلات صدره و معدته لا تخجل عن البروز بل تبرز بكل غرور و عظمة .

كفيها الساكنان على صدره دون أن تعي إستخدمتهما لدفعه عنها عندما وعت لكنه أمسك بها من ذراعيها الأثنين بقبضتيه ، شهقت بخفة و أغلقت عينيها .

الخوف ينهشها ، القوة في ذراعيه مهولة و حجمهما عظيم ، تكاد أن تقسم أن ذراعه الواحدة أثخن من فخذيها الأثنين مجتمعين .

شهقت بخفة عندما هزها بشيء من القوة يدفعها لتفتح عينيها و تنظر إلى وجهه ،  إنصاعت و كانت تقاسيمه حادة جداً لا ترحم هوانها و صدمتها .

ما زالت عيناه ملونة و شعره أيضاً لكن يده ما عادت تحرقها ، جذبها إليه كثيراً لتلتصق به مجدداً حد أن لمست شفتيه أذنها و ذراعيها مرتطمين بصدره ، هي تسمع صوت طرقات قلبها أعلى من صوت همساته الغاضبة في أذنها .

" تعلمين لو أحد آخر تجرأ و فعل فعلتكِ هذه ماذا كنت فاعل به ؟! "

رجّها بقوة لتنتفض بجسدها الصغير مقارنة بجسده و شعرها الذي يداعبه الهواء إنتفض كشعر فرس أصيل يغازله الريح و هي تسابقه .

همس بقساوة أمام وجهها جعل قلبها يقفز برعب من هيئته المخيفة و الغريبة تلك و جعل أنفاسها مبعثرة فوق بعثرتها و تطئ سمعه إذ بان له أنها خائفة منه .
" لأقمت على لحمه حفل شواء ! "

حررها فجاءة لتتراجع بخطوة بينما تنظر إليه مرتعبة ، منحته ظهرها ثم أطلقت الحرية لقدميها لتطير بهما بعيداً عنه ، و لو أنها رأت نفسها في عينيه و نظره الغيور الذي يتصيد رقصات شعرها مع الريح لما هربت .

هي لأول مرة تشعر بالخوف من أحد ما ، السبب أن بهذا الرجل شيء غريب يبدو كقصص الفانتازيا و الخيال ، إما أنها تحلم بكابوس أو أنها جُنت ، بالتأكيد هذا ليس الواقع ألبتة .

دخلت إلى المنزل بسرعة و هي تلهث أنفاسها و دون أن تنظر إلى جرحها أو تغير ثيابها إندست بالفراش بجانب والدتها التي استيقظت على حركتها لتقول و هي قاطبة حاجبيها .
" من أنتِ ؟! "

هرعت ميريانا لتنيم رأسها على صدر والدتها لتهمس و هي على وشك البكاء .
" أنا خائفة جداً يا أمي ، أرجوكِ فقط ضميني !"

شيء كالحنان إجتذب والدتها إليها لتمسح بيدها على شعر ابنتها ، لا تدرك أن عاطفة الأمومة هي التي جرجرتها إليها .

مسحت ميريانا دمعتها فور أن سقطت و كمشت جفونها بقوة تصرف عن فكرها ما حدث قبل قليل ، هي حتى لم تبدل ثيابها و لم تنظر إلى مقدار الضرر الذي أصاب ذراعها و وجهها لشدة خوفها مما ستراه .

حاولت أن تنام بما أن أمها نامت و الليل قد تجاوز منتصفه ، الأسوء من ذلك أن في الغد إجتماع الشركتين لمناقشة المشروع ، أي أنها ستراه مجدداً .

بزغ الفجر و لم تنم بل أصابها اليأس من أن تنام لذا نهضت من فراشها و تجهزت لأجل دوامها ، تقدمت لتقف أمام المرآة لتنظر إلى وجهها ، تحسست بأطراف أناملها الإحمرار الذي يعلو فكها و يحيط شفتيها .

شعرت بوخز عندما لمسته لذا تأوهت بخفة و أزالت أصابعها بسرعة ، وضعت على وجهها فوق هذا الأحمرار تحديداً طبقة خفيفة جداً من مرهم الحروق لتتنهد بألم .

خلعت عنها قميصها لتنظر إلى ذراعها موضع يده لتجد أن حرقاً بليغاً قد نالها ، لمسته بأصابعها لتصيح بألم ، إمتلئت عيناها بالدموع بينما تحضر صندوق الإسعافات الأولية ، أتت بمرهم و وضعت الكثير منه ثم لفت يدها بالشاش الطبي الثقيل .

نظرت إلى الساعة عندما إنتهت من تجهيز نفسها ، إنها السادسة و هي جاهزة بالفعل للعمل و لكن الآن لا يوجد وسيلة تنقلها إلى العمل سوى إن إستقلت سيارة أجرة و التي ستكلفها مادياً .

تنهدت بثقل لتخرج من المنزل على قدميها ، قد حضرت قبل خروجها الفطور لآيلا و أمها و كتبت لأجلها رسالة أن تكون حذرة ، هي الآن أدركت إن كان ما رأته بالأمس حقيقي فبخاخ الفلفل لن يؤثر بتشانيول و لا ببيكهيون ، هما ليسا طبيعيان .

سارت بالشوارع شاردة الذهن ، كيف لشيء أن يخيفها و هي لم تخف شيئاً يوماً ما ، لكن ما كان بالأمس ليس شيئاً طبيعياً على الإطلاق .

سارت إلى موقف الحافلة بهدوء شاردة الذهن ، هي للآن لا تستطيع أن تصدق الذي حدث بالأمس ، تنهدت بينما تجلس على كرسي الإنتظار ، نظرت إلى ساعتها ، بقي عشر دقائق لوصول الحافلة .

أغلقت عينيها تشعر بنسيم الصباح و شمسه اللطيفة تدغدغ بشرتها ، تذكرت عينيه القرمزية ، شعره الأحمر ، و الشعلة التي أحرقت جُب النهر .

تنهدت بخفة و نفثت أنفاسها بنعومة لتفتح عينيها ، كادت أن تصرخ و سارت بها إنتفاضة عندما وجدت وجهه قريب جداً من وجهها .

إبتسم بوجهها بخفة ثم همس بنبرة هادئة لا تشبه أبداً ما كان عليه بالأمس .
" تحتاجين توصيلة ؟ "

نفثت أنفاسها بحنق ثم دفعته من كتفيه عنها لتقف بإستقامة ثم قالت بينما تعقد حاجبيها .
" لا أحتاج منك شيء ، فقط إبتعد عني ! "

كان ينضر إليها بينما يسند كفيه على خصره و الأطراف السفلية لسترته متراجعة خلف ذراعيه ، يرتدي قميص أبيض ضيق على جسده لذا معالم صدره بارزة من فوق القميص ، يرافق ذلك بنطال جينز أزرق .

إستقام ثم أشاح ببصره عنها عندما ردت عليه هذا الرد الكريه ليقول .
" ألا تجيدين التكلم بلطف ؟! هل علي أن أسيطر عليكِ لتتحدثي معي بهدوء ؟! "

إزدرئت جوفها بخوف عندما تذكرت تلك القيود لذا نهضت ثم خطت من جانبه تود تجاوزه لكنه أمسك ذراعها تماماً فوق الحرق لتأن بصوت مرتفع ، تركها سريعاً لتتمسك هي بأصابتها و ملامحها ممتعضة بألم شديد .

همس هو بينما يرفع كفيه .
" أنا لم أقصد أن أؤذيكِ البارحة ! "
نظرت إليه بغضب لتضربه بمرفقها على صدره بكل قوتها ثم تجاوزته .

تحسس هو محل ما ضربته ، فوق قلبه تماماً ، بينما يراقبها بعينين هائمة حباً و إبتسامة شاردة تعلو شفتيه و هي تبتعد بخطوات ثائرة غضباً ، ضربتها لا تؤلم بل توخز ، تدغدغ القلب ، هكذا كان شعوره ببساطة .

هو لأي درجة هائم بها ؟!

صعد سيارته مجدداً و قرر الرحيل ، اليوم سيراها أكثر و أطول ، سيستطيع أن يراقبها كيفما شاء دون أن تستطيع منعه أو الهرب ، يستطيع اليوم أن يراها تلك المرأة القوية المستقلة التي هي عليها .

فور أن هبط على الأرض و أراد التعرف على إمرأته المقدرة له و هي نصيبه ، تلك المرأة التي قدره مقترن بها ، قوته و عظمته لا تتم إلا بها .

هبط إلى الأرض بغية أن الأرتباط بها واجب فكان في نيته أن يفعل ما فعلوه إخوته من قبل ، لكن لقلبه كان كلمة أخرى فوجد نفسه أسير نبضة و خفقة لذا اختلفت الوسائل و الهدف واحد .

أول ما أستطاع الوصول إليه هو حسابها في تويتر Strong Independent Woman كان تعريفها على صفحتها الشخصية مرفقة بصورة رسمية لها .

منذ ذلك الحين علم أن المرأة التي هي له ليست على شاكلة أغلب النساء ، إمرأته قوية و متمكنة ، إن قالت فكلمتها أحد من سيف و إن فعلت فسلوكها أقوم من سطر مستقيم لا إعوجاج فيه .

وقع بداية في حب مظهرها ثم وقع بحب فِكرها و شخصيتها و انتهى به الأمر واقع لها كلها ، هي تلك المرأة التي لا تحيد عن ذا حاجة حتى لو كانت محتاجة و لا تميل للمال و السلطة رغم ظروفها الصعبة .

جهز أوراقه و استعد نفسياً و معنوياً لردودها القوية و لمهاجمتها العكسية ، يعلم أنها ستأتيه من نقطة لم يلمحها ، سترى لديه ثقب في عينه كان مغلق ، تلك إمرأته التي تتقن عملها على أتم وجه .

استقبله الرئيس بارك سونغهيون رئيس مجموعة T.O.P التي تعمل هي بها كمساعدة مستشار قانوني أول ، هذا الإجتماع حيث سيظهرون T.O.P ردة فعلهم حول عمل شركة البرمجيات التي تخصه .

جلس هو على مقعده و من جهته على الطاولة كُتب اسمه على منصَب " الرئيس بارك تشانيول " بجانب الرئيس سونغهيون ، تحدثا حول تطورات العمل القادمة و اللازمة و التي فعلياً لا يهتم بشأنها تشانيول على الإطلاق .

دخل المستشار القانوني العجوز لذا كان تشانيول بإنتظار دخولها من بعده فسلط نظره على الباب و سمع بأذن جاهلة كلام الرئيس و بالفعل دخلت يتبعانها شابان ليقبض حاجبيه بسخط و شعور الغيرة أثار حِنقه .

هو فكر قليلاً بينما يراها تبتسم لهما و تتجاهل وجوده بشكل تام ، هل يا ترى إعجبوا بها أم في طريقهم للإعجاب بها ؟!

خصوصاً أنها ترتدي هذه البدلة النسائية الرسمية ، تبدو ملفتة فقط عليها رغم أنها سوداء لكنها تجعلها تبدو أنثى في غاية الرقة و النعومة .

هي ناعمة لكن ليست رقيقة خصوصاً أنها تجيد الضرب ، رفع يده إلى قلبه يتحسس محل ضربتها التي أصابته ، ضربتين على القلب توجع .

إبتسم بخفة و تابع تحديقه بها حتى أنه لفت إنتباه الرئيس سونغهيون بل لفت إنتباه الحاضرين أجمع لكنها تابعت في تجاهله تجاهلاً بحتاً ، هي حتى لم تلقي التحية عليه .

نظر إليه الرئيس سونغهيون ثم قال بنبرة ذات معنى .
" فلنستمع بالبداية للآنسة مساعدة المستشار القانوني الأولى ميريانا ، تفضلي ! "

نظرت ميريانا إلى رئيسها ثم أومئت ، بالعادة يكون الحديث للمستشار القانوني بنفسه لكنها اليوم من ستفتتحه ، نهضت من على مقعدها الذي يتوسط الشابين جونغكوك و جاكسون ثم توجهت إلى المنصة حيث عليها أن تقدم رأيها .

أسندت ذراعيها بشكل مستقيم على جوانب الطاولة أعلى المنصة ثم قالت بثقة زادت تشانيول الذي لا يحيد ببصره عنها حباً و خصوصاً مع وقفتها المهيمنة هذه .

" بصفتي أمثل القانون و أحرص ألا يُنتهك أنا و زملائي وجدنا أن هذا المشروع لا ينفع أن يتم على الإطلاق . "

قبض تشانيول حاجبيه و سونغهيون أشار لها أن تكمل و خصوصاً أن جو قاعة الإجتماع سادته ضوضاء عارمة .

" الفريق الإستشاري القانوني لا يرفض المشروع عن عبث ، أسبابنا متعددة أولها و أهمها أن نظام حفظ المعلومات هذا لا يحفظ المعلومات ! و هذا إنتهاك للخصوصية و هي أهم سياسة و شرط يتبع في النظم الإلكترونية . "

يدرك جيداً أنها إمرأة عملية لا تخلط مشاعرها بالعمل و لكنه أدرك أيضاً أن ما فعله به يجعلها تحقد عليه و قد تنتقم منه بأي طريقة كانت ، ربما هذه طريقتها الآن ، الطعن في كفائته .

قاطع حديثها عندما تدخل فيه قائلاً بنبرة أثارت غيضها ، هو يحب رؤيتها مغتاضة .
" فريق الإعداد و التصميم لدي يفوقكِ علماً و معرفة يا آنسة ، أنتِ تلقين علينا الجمل بما حمل دون أن تتبعي أدلة حقيقية أو تجدي ثغرات ما وجدها حملة الشهادات العليا و ذوي الخبرات لدينا . "

شمخت هي برأسها و ابتسمت بعملية لتنزل من على المنصة و تتوجه نحو شاشة العرض الذكية ، لا تنكر أن قوله أغضبها لكنها لن تظهر بطريقة غير عملية ألبتة حركت بعض الملفات من على سطح المكتب ثم نظرت بعينه تقول .
" شتان بين ما أقوله و ما تقوله أنت حضرة الرئيس ، انظر هنا "

فعلت أيقونة ثم قالت بعملية .
" التطبيق لا يحفظ رقم الهاتف المستخدم في تكوين الحساب عن العامة إذ يوفر خاصية " أنا فقط " لكنها غير مفعلة ، تفعل فقط لمدة شهر ثم يظهر رقم الهاتف من جديد ، كلمة السر لا يمكن تغييرها إلا كل ثلاثة أشهر و خلال هذه الفترة أية حساب قد يُنتهك و سيكون خرق المعلومات يسيراً لذا هذا النظام بطريقة ما يدعم الجرائم الإلكترونية ، أضف إلى هذا أن معلومات المستخدم كمكان سكنه الذي يحدده الموقع الجغرافي إن كان مفعل و المعلومات الشخصية الأخرى المطلوبة لتكوين الحساب  تظهر للعامة و لا يمكن إخفائها إذ أن التطبيق ذا أذونات مفتوحة و قابل للإرتباط بميزات الهاتف و هذا مجدداً يدعم سُبل الخرق . "

نظرت هي إليه بتحدٍ لكنه كان يبتسم و كأنها ما طعنت بكفائة عمله للتو ، هو بالفعل لا يهتم ، توقعت أن ينزعج أو يغضب لكن رد فعله يوحي للإعجاب و هذا نقيض ما توقعته و أرادته لذا مجدداً أثار غيظها .

" إذن سيد بارك ، علينا مناقشة هذه النقاط و التعديل عليها ، الأحتياط واجب كما تعلم ، أليس كذلك آنسة ميريانا ؟!"
أومأت ميريانا بإبتسامة ثم نزلت عن المنصة لتتوجه نحو صديقيها اللذان لم يبخلا بتحيتها على عملها الرائع .

إنتهى الإجتماع و خرج أعضائه من القاعة ، كان تشانيول يقف مع الرئيس سونغهيون يتحدثان و ميريانا تقف مع فريقها ، تشانيول الذي لم يتزحزح بصره عن ميريانا إبتسم بخفة عندما رأى رئيسها المستشار يحيها و يمدح عملها .

تقدمت هي له بعدما ناداها الرئيس سونغهيون لتقف أمامهما .
" قلت لك أن الآنسة ميريانا تجد ثقوباً لا يراها أحد غيرها . "
نظر إليها تشانيول مبتسماً ثم قال .
" إذن حافظة القانون ليست هينة "

إستدرك الرئيس سريعاً ليقول .
" اوه ! هل سمعت بما حدث الأمس ؟! نيزك سقط من الفضاء و وقع في نهر الهان ، العجيب في الأمر أن لا أثر له في المياه و لم تترصده الأقمار الصناعية في الفضاء ! "

إبتسم تشانيول بخفة و حول نظره إلى ميريانا التي تقف بسكون و صمت مجحف ليقول .
" أرجو ألا يكون النيزك أصاب أحد فلقد سمعت أنه كاد أن يسقط على رأس إمرأة ، جيد أنها لم تحترق . "

عقدت هي حاجبيها تنظر إليه بغضب بينما هو يبتسم نحوها بريء الأديم ، نيزك ؟! إسألوها عن ناره !





............................................





أتعلم عندما يستهويك في الحب أن تكون الخصم للحبيب ؟! أنا و إمرأتي تاريخنا طويل و مستقبلنا أطول ، أحبها منذ عرفتها و لن تحبني إن عرفتني و مهما عرفتني ، هي منذ الآن تبغضني فكيف لو عرفتني و عرفت غايتي منها .

يشهد الله أن غايتي منها ما عادت مصلحتي إنما حب يلمني و أياها في عُش حر في الهواء ملون بألوان قزح بريء من كل مصلحة و أنانية .

أنا رجل حالم ، أحلامي تتوقف عند قدم إمرأة ، إمرأة لا تتهاون بتعذيبي و مقتها يجرحني .

أتعلم أن الذين يكتبون ملاحم الحب و الهوى هم عازبين عزال مثلي قبل أن أعرفها ، هذا لأنهم يستطيعون تخيل الشعور فيوصفنه كما يتخلونه ، لكن إن وقعوا فيه يصعب وصفه بل يستحيل السيطرة عليه في محيط الكلمات ، بعض المشاعر تقدم الكلمات إعتذارها عن وصفها .

أتعلم عن أي مشاعر أتحدث ؟! شعور الحب و توابعه .

الحب أن تكون تتنفس الهوى و تنام على الجوى و تعيش على الشوق و تتغذى على العشق ، الحب أن تكون غارق في الهُيام و رأسك فوق الغُيام .

أنا الآن أقول كلماتي ليس محض قول إنما أنا إختبرت الشعور و أصبحت من تابعيه و ما زلت عاجز عن إيفائه الوصف الذي يليق فيه  .

الحب يجعلك بلحظة طفل صغير و بلحظة يجعلك رجل ناضج ، ساعة يضيق صدرك و يذهب عقلك ، و ساعة يتسع صدرك ، بل إنه يتسع ليحوي العالم بأكمله و يقل " هل من مزيد ؟" . 

أتعلم أي عذاب هو الشهي ؟! العذاب الذي تعيش لتختبره ....... عذاب الحب .

العذاب الذي يجعلك تتوق إليه ، إن أجمل ما في الحب عذابه ، فكيف لما تكن المحبوبة هي  العذاب بعينه ، هي عذابي و خلاصي و معذبتي و مخلصتي و افهمها إن إستطعت  .

ميريانا قطعة من روحي ، جزء من وجودي ، فيها تكمن كل قوتي و منها أتوق لسعادتي ، هي بالنسبة لي ليست إمرأة قُدِرَت لي و لا محض قدر هذا الذي جمعني بها ، أنا أؤمن بحكمة الله لذا أنا أؤمن بأن الذي جمعني بها فخر الشعور و تبعية الأقدار لا القدر بعينه .

كنتُ و بيكهيون في الشقة مساءً و قد إجتمعنا على كلمة الحب في صمت مقحف و شديد ، كل منا في فضاءه سارح ، أنا في ميريانا و هو في آيلا ، أتعلم الصمت الذي فيه الكثير من الكلمات ؟!

أنا و بيكهيون قدرنا كان متشابك ، نحن نصيبنا من النساء أختين ، بعكسي هو مندفع و يستخدم قواه و يتفاخر بها على الأرض ، أنا أكثر هدوءاً لكن النار تستفزني و أصبح عبدها المطيع إن غضبت .

" إنتما حقاً تأخرتما ، عليكما العودة بأسرع وقت ، لا تحتاجان كل هذا الوقت على الأرض لجلب الفتاتين . "

تبسم بيكهيون و تنهدتُ أنا ، لوهان يخاطرنا من جديد يحثنا على العودة ، بيكهيون يبدو سعيداً فهو إن أراد سيخطفها و يصعد بها الآن لكن أنا لا أستطيع ، إمرأتي حالمة و مسؤولة ، ماذا سيحدث لأمها إذا سلبتها إبنتها ؟! من سيعيلها و يهتم بها ؟!

" أنا مستعد ، و لو أردت سأصعد بها الآن ، لكن تشانيول لن يوافقني الرأي . "

تنهدت أنا على مسامع كليهما ليقول لوهان .
" و ماذا يمنعك عن إحضارها يا تشانيول ؟! "
تبسم بيكهيون في وجهي يظن أنه حصرني لكن أنا منذ البداية محصور .

" إمرأتي تعول إمرأته و أمهن ، إذا أخذ بيكهيون فتاته و طار بها و أنا فعلت ذلك أيضاً ، لمن ستبقى أمهن و كيف ستعيش ؟! أنا لا أفكر بنفسي كما يفعل بيكهيون . "

تلكأ بيكهيون ثم نهض إلى غرفته بينما أنا سمعت لوهان يخاطرني .
" تعلم نحن أخذنا نسائنا بظروف متشابهة ، هنا نحن نحتاج قوتك و قوة بيكهيون ، عليكما العودة بأسرع وقت ، نحن يجب أن نتم الطقوس . "

أغمضت عيناي و أسندت رأسي على ظهر الكنبة ، لا أحد يفهمني إطلاقاً ، أنا لا أريد أن تكرهني ميريانا أبداً ، هي تعمل بإجتهاد منذ سنين طويلة لأجل أن تحقق أحلامها و طموحاتها فكيف آتي أنا و انتشلها من أحلامها و أضيع عليها كل مجهودها ، أنا لا أستطيع تحطيمها هكذا .

" ثم أنك يا حضرة الرئيس تشانيول إستخدت قواك على الأرض و البشر يظنوا أنها نيزك ، أنت بدأت تخسر مناعتك ، تعلم معنى هذا ؟! "

مشروع الشركة قد تم العمل به و ردمنا الثقوب التي وجدتها علينا حبيبتي العبقرية ، إستمررنا في العمل لتحسين كل شيء رغم أنني لا أجد ضرورة في كل ذلك ، خسارة على عمري الذي ضيعته بهذه السخافة .

أنا محلي ليس هنا بل على عرش قوتي لكن لأجل ميريانا كل شيء يهون .

لأجل هذا التعاون نظمنا حفل يلم الشركتين بموظفيها ، الليلة سأراها أيضاً ، رافقني بيكهيون إلى مقر الحفل ، إن المكان حافل بالبشر ، جميعهم يبدون بأبهى حلتهم ولأننا نعتبر بشر الآن ، أرتديت و بيكهيون بدلات سوداء و تأنقنا مثلهم .

أنا أتشوق لرؤية حبيبتي و أتحرق لوصولها ، أنا و بيكهيون نراقب المدخل فهو آمل بأن تأتي آيلا معها ، قدم إلينا النادل النبيذ و قبلناه ثم سكبناه بالخفاء و كأننا شربناه ، الطعام مقرف !

و أخيراً شعرت بروحها في محيطي و بيكهيون إلتفت إلي باسم إذ هو شعر بروح آيلا بمحيطه ، هذا يعني أنها إصطحبت أختها معها .

نظرت من النافذة لأرى سيارة أجرة تصطف أمام المطعم الذي نقيم فيه الحفل ، خرجت ترتدي معطفها و تريثت تنتظر إختها .

توجهت لأنظر نحو المدخل حيث خلعت معطفها هناك و فعلت أختها ، عدت لأقف بقرب بيكهيون ، أرجو ألا يتهور و يورطنا .

ظهرت ملاكي تبتسم ترتدي فستان أحمر يصل إلى ركبتها و بشكل مغري هو ضيق على جسدها يظهر تفاصيلها الأنثوية الساحرة ، يبدو أنني أنا من سيتهور .

تنتعل حذاء أسود بكعب عالٍ و بيدها تحمل حقيبة صغيرة لا تتجاوز حجم كفي ، شعرها كموجات البحر بعنفها و ثورتها ثائراً حول جنباتها ، شفتاها ملونة بالأحمر القاتم ، أنا سأتهور بحق .

تقدمت إلينا بمشية أنثوية صاخبة في ميلان خصرها ، ترحب بإبتسامة ناعمة و ملامح بشوشة ، أرجو أن أتحمل أكثر ، لا تثوري يا ناري ، لا تثوري !

ربما ناري غارت منها ، لأنوثتها و نعومتها و وجدتُني أنا هائم بغيرها و أنا لم تغريني أنثى من قبل ناري و لم تسيرني تابعاً لها ، النار أنثى في النهاية ، أنثى غيورة .



..........................................................





سلااااااااااااااام

هذا بارت تاريخي 😭 فدونت ميس اب ماي شابتر 😎

شفته بكبك ؟! الرئيس بكبك القائد بكبك 😳

طب بلاش شفته النجمة الي عملوها باسمه بشارع المشاعير بهوليود 😳😳😳

This is Byun Beakhyun darling !

البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .

١. رأيكم بنار تشانيول ؟! غضبه ؟!

٢. رأيكم بميريانا ؟! غضبها ؟! خوفها ؟!

٣. رأيكم بالمشهد الأول ؟!

٤. رأيكم بمشهد الإجتماع ؟! كلام ميريانا ضد تشانيول و كلامه ليغيضها ؟!

٥. رأيكم بمشاعر تشانيول و حبه لها ؟! أسبابه لأجل ألا يؤخذها ؟!

٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

© Mercy Ariana Park,
книга «الدرك الأسفل|| The Eternal Monarchy».
CH4|| دموع الذئب
Коментарі