توطِئة|| Intro
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
CH4|| دموع الذئب
CH5|| للمرة الأخيرة
CH6||بداية جديدة
CH7||سيدة النار
CH8|| لا تتوهجي
CH9||صفعة و قبلة
CH10|| أول الفجّات
CH11||وجوه جديدة
CH12||حب و راء
CH13|| تخبط
CH14||إمرأة من فولاذ
CH15||بداية الصراع
CH16|| أحياء
CH17|| تاجٌ من شوك
CH18|| بلورة باهتة
CH19|| تتويج الملك
CH20|| معركة الحب
CH21|| شطرنج
CH22|| تَفيض قوّة
CH23|| مقبرة المشاعر
CH24|| ضحايا ح-ب
CH25||الملكة
CH26|| صِراع العروش
CH27||ضبط الملكة
CH28|| حُب وحَرب
CH29|| رِهان الجسد
CH30|| أُنثى الذئب
CH31|| السِّنداوة
CH32|| الدرك الأسفل
CH23|| مقبرة المشاعر
" مقبرة المشاعر"




















مُذُّ أن أزهر حُبه في قلبي وأنا مُنقادة خلف عواطفي إليه، لم يهمني العرش، لا التاج، ولا حتى حلاوة المنصب ونشوة السُلطة المُطلقة، أنا أردتُه هو فحسب.

على خِلافي قبل الحُب؛ أنا إخترتُه وتركتُ كل شيء...

ربما أنا أخطأت برفضي لتفهم أسبابه في الماضي، لأنني لم أصدقه، واعتبرتُ كلامه من فانتازيا قرأها وكذبته.

وربما نعم؛ صددتُه كثيرًا عني ورفضته بقسوة لدرجة أنني تركته خلفي وغادرت، لا أدري بأنني هكذا أُدمره وأُدمر نفسي، لقد جرحتُ كرامته ومشاعره، وآذيتني فيه، هو أثمن ما أملك، خسرته بفعل يدي.

كنتُ معميّة في نفسي حينذاك، أردتُ إستعادة حُريتي وحياتي السابقة ولو كان الثمن أي ضرب من الجنون، ولكنني أثق لو أن أي إمرأة في مكاني لتصرفت بنفس الطريقة التي تصرفتُ بها، لما تقبّلته وخضعت للأمر الواقع، مهما كانت الأسباب مُقنِعة؛ فأنني لم أقتنع بأن أرتدي لِباسًا لم أخيطه بنفسي لي.

أنا الآن لا أفكر بنفسي فحسب، أفكر به، من داخلي أحترق، وفي وجهه ابتلع عاصفة ولا أهتزّ، أنا أقوى من كل الظروف، أنا هكذا بالفعل.

اليوم؛ أستقيظت لأجد نفسي في غرفة نوم عصريّة، ذُهلتُ في البداية، لكنني تذكّرت أن لوهان جعلني أنام قبل أن نخرج من القصر.

قال نامي فنمت... ذلك الشقيّ!

نهضتُ عن السرير وخرجتُ من الغُرفة، أخيرًا أنا على الأرض، أشعر بالإنتماء إلى هنا حتى لو كنتُ خارج كوريا، الأرض كلها موطني الآن.

تفقدتُ المنزل... لحظة!

أنا أعرف هذا المكان!

إنه ذاته المنزل، الذي أستيقظت فيه حينما حماني من إخوته حينما كانوا ذئابًا، لا زِلتُ لا أدري كيف فهمتهم في ذلك الوقت.

أزحتُ الستائر عن النافذة، إنه آخر النهار، تكاد الشمس أن تغيب، فتحتُ النافذة واستنشقت ريح المساء العليل.

لقد إشتقتُ لكل شيء، لضوضاء السير، للكهرباء، للعمارات السكنيّة، لضوضاء الناس، للموسيقى، للمطاعم، لكل شيء هنا.

أردتُ الخروج، أردتُ الركض في الشوارع، أن أركب الحافلة، أو أذهب بالقطار، اشتقتُ لعملي، الحياة هنا لم تفتقدني ولكنني أفتقدُها.

إنتبهتُ لثيابي للتوّ، ولحظة!

خرجتُ من القصر أرتدي فُستانًا ملكيًا بهيًّا يحتاج إخراجي منه فريقًا من العاملات، الآن أنا أرتدي قميص نوم أبيض، قصير وخفيف!

هل هذا من فعل تشانيول؟!

بالتأكيد، ومن غيره...!

بحثتُ عن ثياب، بدأت العصبيّة تسري بي، كيف يُعرّيني؟! بأي حُجة؟!

لكنني لا أجد ثيابًا لي مهما بحثت، حتى فُستاني الملكيّ لا أجده هُنا، كيف ذاك؟!

أظن أنه وضع علي هذا الثوب كي لا أستطيع أن أخرج، ونجح بفعل ذلك لو أن هذه نيّته بالفعل.

ذهبتُ ناحية الباب لأتفقده، أنه مُغلق بالفعل، أي أنني محبوسة هنا، أدري أنه هبط معي على الأرض، ليس إلا لمُراقبة تحرُّكاتي كُلها.

وماذا عن أميراته التي يريد أن يخونني معهنّ؟!

لهو مجنون لو أعادهن إلى هنا، أنا لن أتوانى في صده وإيقافه، لا أهتم لِقِواه، واللعنة على قِواه ومنصبه، أنا لا أهتم.

هذا رَجُلي، ملكي أنا وحدي، ولن أقبل أن تشاركني فيه إمرأة...!

ها قد استحكم عليّ الغضب بمجرد التفكير بهنّ، ولا أجد من أفرغ فيه غضبي سوى بنفسي، لا أستطيع أن أصبر أكثر، أين هو؟! ولِمَ يحبسني؟!

غابت الشمس بالفعل وأنا لا أملك سِواي، جلستُ إلى إحدى الآرائك في صالة الجلوس استسلم أمام ظروفي هذه، فأنني لن أنجو بنفسي ضد قيوده.

انتظرتُ ساعة... ساعتين... ولم أدري أنني غفوت بعدها، لكنني عندما فتحتُ عيناي وجدته أمامي، يجلس أرضًا ويستند على الأريكة، أكاد أشعر بأنفاسه على وجهي.

لا تحمرّ يا وجهي، لا تحمرّ!
أقسم سأسلخك!

....................

أخطئ كاي في الهبوط إلى الأرض، إذ عبرنا مُحيط إحدى الأقمار الصناعيّة، وأخشى أن تكون إلتقطتنا.

ومُنذُ أن المخلوقات الفضائية في ظنّهم مُجرّد أسطورة، لا أظن أنهم سيتوقعوا مررونا بكوكبهم إلا كنيزك صغير.

وأنا تعمّدت أن أُحدث فوضى في نهر الهان، كي يظنوا أن نيزك صغير سقط فيه، لقد حضّرتُ لكل شيء قبل الهبوط.

أرجو أن يكون هذا كافيًا...!

لي شِقة فاخرة في حيّ غانغام، وهي باسمي بالفعل، منذ أنني هنا أُعتَبر مواطن كوري هُنا -فنحن نُجدد هويّاتنا كل أربعين سنة، ونُخلَق في أسماء جديدة عندهم-.

كما أنني إستأجرتُ  شِقتين سكنيّة أُخرى للأميرات، ما لم يسرّني بشأنهن، أن اثنتين من الأميرات قاصرات، سوان تبلغ من العمر خمسة عشرة عامًا، وسارانغ تبلغ سبعة عشرة عامًا، وكِلتاهما تخاف مني، وأنا أُشفق عليهما.

الثالثة فهي تفوق ميريانا سِنًا، وصاحبة علامة تجارية للثياب، وتلك هي القاضية، فهي إمرأة مُحنَّكة رغم صِباها، ولا تتقلد شخصية قويّة مثل ميريانا، هي إمرأة سيئة، في غاية السوء.

لكنها تخشاني، تخاف مني، وهذا أفضل ما في الأمر، وأنا لن أتردد في إظهار قسوتي عليها وحثّها على الصمت لو إستلزم مني الأمر.

وضعتُ الأميرتين الصغيرتين في شِقة واحدة، وجلبتُ لأجلهنّ إمرأة ترعاهنّ، فهنّ مجرد طفلات بالنسبة لي.

أما الكُبرى؛ فلقد تفرَّدت في شِقة وحدها وأحكمتُ عليها الحبس، فأنا لا أثق بها، هي ستهرب لو سنحت لها الفرصة، لا زالت لا تدري أنني ملك، وأملك قوى مُذهلة كذا سلطة مُطلقة.

لكنها فور أن رأتني وضعتها في شقة فاخرة أحنت رأسها لي، هي من النوع المادي، تُدعى دان اه.

لقد قضيتُ النهار لدى سوان وسارانغ، هناك أحاول ضبط أفكاري والتخطيط للقادم؛ لأخرج بأقل الخسائر من هذه المَعضِلة.

الجيد في الأمر أن الطاقة الحمراء لا تسيطر عليّ هنا على الأرض، وخصيصًا حينما لا تكون ميريانا في مُحيطي، لذا أستطيع أن أفكر وأنا بعيد عنها، إن أقتربت منها سأتصرف وكأنّي أكرهها، وهذا خارج عن إرادتي.

لا... أنا لا أكرهها، ولن أكرهها، بل لا أجرؤ أن أكرهها...

هذه أميرتي الحبيبة، وأنا أتفهمها، كل ما صنعته يداي ضدها ما كنتُ عليه واعيًا ولا مُستحكمًا، الطاقة الحمراء تكرهها، وتفرض عليّ أن أكرهها أيضًا.

لكنني ما إن أخرج من ثوب هذه الطاقة أراني أموت في حبها، لا أحبها وحسب.

اليوم لأول مرة أخرج من ثوب الطاقة هذه، وأرى أن مشاعري ما تنفك تزداد قوّة نحوها، هذا فقط لأنني على الأرض، أن رأيتُها أو عدنا لكوكبنا؛ لن أكون قادرًا على حُكم نفسي، ومنع الطاقة الحمراء عني، ستُسيطر عليّ مجددًا.

المشكلة الأخرى التي أواجهها أنا، أن مدار القوس يكاد أن يلتقي من جديد، ولو إلتقى وميريانا ما زالت تكنز من قوايّ في جسدها ستحترق ذاتيًا وتموت.

وأنا لستُ مُفرِّطًا بها، ولست استغني عنها، أدري أنني لن أستطيع أن أقول لها مُبرراتي حين أنقذها، فلساني في حضرتها ليس تحت حُكمي، سيخرج من فاهي كلامًا سيء، أنا تشانيول الذي يحبها لا أقصده.

لكنني لا أملك خيارًا سوى أن أقصدها، فلقد تبقت ليالٍ قليلة حتى يلتقي مدار القوس، حقيقة أننا هبطنا إلى الأرض جعلتني أدرك أن حياتها في خطر، أنا ما كنتُ لأهتم لحياتها أو موتها وأنا على كوكبنا.

سأذهب إليها، لا أملك خيارًا آخر، أنا آسف يا حبيبتي، ربما أظهر بصورة مجرم ومعتدٍ، ربما أنا في الحقيقة هكذا، لكن مُجبر أنا لا مُخيّر.

إما تعيش وتكرهني، وإما تموت وأخسرها... الخيار الأول يبدو أفضل!

لكن علي أن أُتمم بعض الأمور قبل عودتي، قُلنا أنني سأمكث هنا فترة أربعة أسابيع فقط، خلالها يجب أن آخذ قواي من الأميرات الثلاث.

ستكون الأميرة دان اه فأر تجاربي، فهي سيئة كفايّة كي أُفرّط بها مقابل أن أحفظ حيوات أُخر.

اليوم وبكل أسفي؛ أُقيم زفافي عليها، فهي اشترطت أن توافق على إرتباطي بها إن أعلنتُ عن العلاقة بالطريقة المُناسبة، ولذا أقمتُ زفافًا ضيّقًا.

ما إن عُدت بها إلى الشِقّة؛ وهي تدور حولي وتتعرى رويدًا رويدًا، ذلك ذكّرني بكم كانت ميريانا خجول وخائفة في ليلتنا الأولى، هي أصفى ملاك، وتلك التي أمامي شيطانة مُدنّسة، وإلا كيف تتعرى أمام رجل لا تعرفه إلا منذ بضعة أيام حتى لو تزوجتها؟!

عديمة الحياء!

جلبتها من معصمها، وسحبتها خلفي إلى الغرفة، أسقطتُها على السرير ثم جعلتها تستدير فأرى ظهرها.

" اووه! أنت من النوع الشرس إذن!"


" يبدو أنني لستُ الرجل الأول"

ضحكت بوقاحة.

" إكتشف ذلك بنفسك"

لستُ مُهتمًّا بالإجابة، أزحتُ شعرها عن كتفيها ومزّقتُ القُماش فوق إحدى كتفيها، فأخرجت صوتًا أثار إشمئزازي.

إنها تمتلك وشمًا برمز قوتي بالفعل، لكنه صغير جدًا، ليس بحجم وشم ميريانا، أظن أنني أستطيع أن آخذ الطاقة مرة واحدة، وليس على دُفعات كما أظن.

لكنني لن أُعاشر هذه الفاسقة، مستحيل!

هي مُقرفة، ولا أرى فيها حسنة واحدة، ثم إنني لا أريد أن أخون ميريانا، والأهم من كل ذلك؛ لا أريد أن أؤذي سوان وسارانغ إطلاقًا، هُنّ صغيرات.

علي أن أُفكر بطريقة ثانية، أن أجد ما يجعلني أُحصّل قِواي منها دون أن اضطر لمعاشرتها، أنه حل بنسبة واحد بالمائة، ولكنني أضع آمالًا كبيرة على هذه النسبة الضئيلة.

أخبرني لوهان أن الطاقة ربما شيء يسير مع الحمض النووي، لذا أظن أنني لو حقنت نفسي بدمائها سأرى صحة الخيار من عدمه.

منذ أن إختلاف زُمر الدم لا يؤثر عليّ، فأنا لستُ مخلوقًا بشريًا لتقتلني دماء من زمرة مختلفة، علي أن أكون في حالتي النارية وأحقن نفسي بدمائها.

تدبرتُ أمورًا كهذه قبل أن أضعها في هذه الشقّة، لذا أتيت بحُقنة، غرستها في كتفها فوق الوشم بلا لُطف، صرخت بألم.

" ماذا تفعل بي؟!"

سحبتُ دماءها وخرجت من عندها، ما فعلته أخافها، فلا أدري ما تظن بي حاليًا.

قررت أن أتحول إلى حالتي النارية، لكنني أخشى شيء، ماذا إن سيطرت علي الطاقة الحمراء؟!

سأقوم بأفعال لا أقصدها، سأخاطر، لا أملك سوى هذا الخيار، سأخاطر وأحاول أن أتحكم بنفسي؛ لأُجرب هذه الدماء بجسدي، لا أستطيع غرزها في جسدي وأنا في حالتي البشرية، حينها ستقتلني.

أغمضتُ عيناي وشعرت بالنار تندفع في جسدي، ثم لا!!

لقد سُجِنت من جديد في داخلي، قيدتني الطاقة الحمراء مجددًا!

..........................

فتح عينيه، كانت الحياة قد تلوَّنت حمراء في عينيه، تَبسّم، فلقد حان وقت المرح، رأى في يده حُقنة فيها دماء، لا يدري ما الذي جلبها إلى يده ولا يهم، لذا ألقاها من يده في سلّة المُهملات.

دخل إلى المرأة في الداخل، فرآها تَلف جسدها بذراعيها، وتحتمي بعيدًا عنه في أقصى السرير، خصيصًا حينما وقع بصرها عليه، ورأته تحوّل من الرجل اليافع الذي هو عليه إلى كائن خياليّ.

" ما هذا؟! ما أنت؟!"

رفع رأسه يستلِذ بنغمة الذُعر في صوتها، وابتسم قبل أن تُصيبها نظراته الفارغة من كل المشاعر، وتكنز شرّ الدُنيا فيها.

تَجرّد من سُترته، وبرح موضعه، وأخذ يزلف منها، فأخذت هي تتراجع عنه بخوف شديد، وتتمسك بحواف ثوبها الذي مزّقه سابقًا.

" تشانيول! كُن لطيفًا معي ولن أُقاومك ألبتّة!"

ضحك حتى بزغ نجمين في وجنتيه، كان جميلًا بطريقة لاعادية، ولكنه شريرًا أكثر مِما تستطيع أن تستوعب.

بحركة واحد خلع قميصه ونبس.

" قاومي، أُحب هذه الأجواء!"

صرخت عندما أصبح أعلاها بمحض لحظة، ثم دان اه لم تستطع ردعه، بل رغم خشونته إندمجت معه، فهو رغم كل شيء؛ ساحر فيما يفوق حدود مقدرتها على المقاومة.

تركها بين أفرشة السرير، إستحم، تهندم، ثم خرج، فهناك إمرأة أجمل بكثير من هذه، ويسعده أن يُسعدها في حُضنه.

أخرج المُفتاح وفتح قُفل الباب به، كان يشعر بوجودها قريبة منه، وذاك أيقظ مشاعر جمّة في داخله، يود لو أن يضعها بين ذراعيه ويخنقها، لكنه في نفس الوقت، في داخله شيء يمنعه من أذيتها.

لا يدري لِمَ يمتنع، يمقتها، ويتلذذ بأذيتها، لكنه لا يقدر أن يفعل بها ما يشاء، فهي بالنسبة له؛ المرأة التي رفضته وذّلت كبرياءه، هو لن ينسى أنه توسلها الحب وهي أعرضت عنه.

ولج الشقة، كان هادئة بطريقة تُنافي حضورها، ولولا أنه متأكد بأنها يستحيل أن تخرج من هذه الشقة؛ لظن أنها هربت منه.

لكنه وجدها تنام على أريكة تشغل جسدها، رغم أنها نائمة وملامحها مُنشرحة، لكنه يشعر بغضبها منه وبكم تكرهه في هذا الوقت.

أعجبه الثوب الأبيض الحريري الذي ألبسه أياها، وكم أسرّه فعل ذلك، فهو لم ولن يفوّت مثل هذه الفرصة الثمينة.

تبسّم وانحنى ليركع أرضًا، أسند ذراعيه على الأريكة التي تنام عليها، وأخذ ينظر في وجهها، كيف لملامحها أن تكون بهذه الرتابة، وعلى هذا القدر من الجمال؟!

لا ينكر أنه مسحور بها من أقاصيه إلى أعاليه.

مِثل أنه لا يستطيع أن يُبدد غضبه إتجاهها، كذلك لا يستطيع أن يُبدد إعجابه بها،  أيُ رجل في محله سيقع لها، هو لا يلوم قلبه أنه تعلّق بها.

فتحت عيناها واتسعت إبتسامته، أرادت أن تصرخ في وجهه لقاء وضعها ضمن قيود في هذا المنزل، وتبديل ثيابها بكل وقاحة.

لكنها ضبطت أعصابها على أقصى ما يمكنها، وقعدت على الأريكة ترمقه ببُغض.

" ما الذي أتى بك إليّ؟! ألا يُفترض بك أن تكون مع أميراتك المُبجّلات؟!"

ضحك ثم استقام يخلع عنه سُترته.

" تغارين؟!"

إرتفعت شِفاهها بإبتسامة ناقمة.

" أغار؟ هذه كلمة بسيطة لا تُناسبني، ولا تصف مشاعري التي لا تهمك على آية حال، لذا؛ ما الذي جاء بك إلى هنا؟!"

قبل أن يُسمعها الرد من ثغره؛ أجابت حركاته، فلقد باشر برفع كُميه ثم فتح أزرار قميصه الأبيض إلى منتصفها.

ميريانا إبتلعت رمقها خفيّةً وقد تسلل الخوف إلى نفسها، لكنها لن تظهره، هي أقوى من الظروف مهما كانت قاهرة، وحتى لو إنحنى عُنقها في بعض الأحيان.

قالت وهي على أهبة الهروب من محيطه.

" ماذا تظن نفسك فاعلًا؟!"

إنحنى لها وألتقط بين أنامله ذقنها، ثم تحدث بينما عينيه في عينيها، لا يتبادلان النظر، بل يتبادلان المعارك، حرب طويلة لن تنتهي بينهما بسهولة.

" يكاد مدار القوس ينطبق، لو حدث وانطبق وأنتِ ما زِلتِ تحملي طاقتي، ستقتلك؛ لذا أنا أحاول إنقاذك الآن"

مال رأسه وكوّن إبتسامة على شفتيه، لم يستطع إلا أن ينظر في شفتيها حينما تكلم.

" سأنقذك، وأُمنح نفسي جُرعة مرح ونار"

إنقبضت ملامحها في رفض لاحظه، أمسك بذراعها، ولكنها تفلتت منه ونهضت تتراجع عنه، ربما بدت قليلًا خائفة، لكنها كانت تصرخ بجسارة.

" أياك! لستُ دُمية تملكها، ولا أسمح لك أن تهينني وتُمثل علي النوايا الحسنة، لستُ أنا التي تخدعها بكلامك، اذهب وتسلّى بنسائك ودعك مني!"

قبل أن يرد؛ كان يقف مُتخصّرًا، رأسه عاليًا ويبتسم بإستنكار وسخرية رغم ذلك يعض شفتيه بغضب، ثم أشار عليها بسبابته وقال.

" أنتِ واحدة من نسائي أيضًا!"

وذلك جعلها تضربه بالطاولة الزجاجية الصغيرة، لكنه تفادى الضربة.

" خَسئت!"

تقدم منها، وبطريقه إليها عرقتله طاولة قصيرة أخرى، بضربة أصبحت رُكامًا على الأرض، ميريانا شهقت تُخبئ فاهها بيدها، ثم إزدرئت جوفها ونظرت إليه.

كان يسير إليها بتواني، فلا مفر منه سوى إليه، ميريانا تلفتت حولها تبحث عن شيء يفلتها منه، لكن عقلها كان عاجزًا عن التفكير.

حالما أصبح أمامها مد ذراعه بغية إلتقاطها، ولكنها سرعان ما تراجعت عن محيطه، وقالت يكسو صوتها الثبات.

" أفضل أن أموت على أن تلمسني بعدما كنت في حضن إمرأة غيري!"

وذلك ما فجّر الضِحكات من جوفه، إنها إمرأة غيور، تُحبه لو قالت بلسانها أنها تكرهه، لا يُصدقها.

فالحقيقة جليّة في سلوكها، كلامها يطبطب على كرامتها، وسلوكها يحدد حقيقة مشاعرها، تقرّب منها، وكلما ابتعدت تقرّب، وأينما اتجهت يتبعها، حتى أصبحت مُحاصرة بين ذراعيه وصدره في المطبخ.

حاصرها إلى البار ،وتضاحك من جديد بينما ينظر في وجهها الرؤوف بملامحه كيف يقطّر سخطًا؟!

" كُل الطرق تؤدي إليّ، كيف ستهربي الآن؟!"

مسحت الدموع المتراكمة في عينيها، ويدها تسللت إلى إحدى الرفوف تلتقط عنه سكينًا.

" ما زلتُ مُصرّة أن كرامتي أغلى عليّ من حياتي!"

رفعت السكين أمام وجهه فجعل يضحك، رغم موقفه الساخر هددته، بيد أن يدها ترتجف، وصوتها يهتزّ ما بَدت بالموقف القويّ الذي تُريد.

تدري أن تهديده لن يُنجب فائدة معه، وأنها مهما حدث لها منه لن تستطيع وخزه حتى، لأن قلبها من هذه الناحية يحكمها، هي تحبه أكثر مما ينبغي.

" ابتعد عني وإلا وضعتها في قلبك!"

نظر لها دون أن يقول شيء، وتبددت إبتسامته رويدًا رويدًا، أومئ ثم بتحدٍ لها ولتهديدها الفارغ؛ قضّ أزرار قميصه وجعل صدره لها مكشوفًا.

حينها ميريانا شهقت، خصوصًا عندما أمسك بيدها التي تحمل السكين ووخز بها صدره.

" لن أبتعد، اطعنيني هيا!"

ولأول مرة تظهر في هذا الضعف أمامه، فهو يصرّ أن تثبت له مدى الضعف الذي تلبسها منذ أحبته وهي لا تريد.

نظرت في عينيه المصقولة بالفراغ والبرود، نظرت فيهما عميقًا كما ينظر لها، كانت عيناها حمراء بسبب الدموع وذابلتان.

حاولت سحب يدها من يده، وأبعاد السكين عن صدره، لكنها ما استطاعت فصرخت فيه باكية غاضبة والقهر يحرق أعصابها.

" أفلتني يا تشانيول!"

تمسّك بيدها بكلتي يديه، ثم قال.

" لو طعنتِني الآن أنا لن أُحاسبك لو نجوت ولن أقاوم الموت على يديكِ، لكن لوما فعلتِ سيحدث ما أريد أنا يا ميريانا"

فجأة أمسك بخُصل شعرها الخلفية، واجتذب رأسها إليه حتى مسّت أنفاسه أنفاسها، ثم نفث الغضب بين كلماته.

" ليس فقط الليلة، إنما كل ليلة، وكل يوم، بل وكل لحظة من حياتك ستُطيعيني، أتفهمين مَلكتي؟!"

نفت برأسها، فرفع يدها عاليًا وكاد أن يضرب السكين بصدره لوما أنها صرخت صرخة عالية شديدة الذعر.

" لا، أرجوك!"

إزدرئت رمقها، ثم أخذت تومئ تكرارًا له.

" حسنًا، خُذ مني ما تُريد، أجعلني أشعر بأنني مجرد جسد في نظرك، ساقطة لشهواتك، أستكون هكذا راضيًا؟!"

رمى السكين أرضًا بعيدًا والعصبيّة تنهشه وصرخ.

" أنا أريد إنقاذ حياتك! لا أريد أن تموتي! لِمَ لا تفهمي؟!"

إستلّت نفسًا ونفت برأسها.

" كنتُ سأصدقك لو أنك تشانيول الذي يحبني، لكنكَ لستَ هو"

وخزت صدره بسبابتها ونظرت في عينيه تُصرّح.

" أنت فقط تُريد إخضاعي، تُريد تحميلي ذنب كل شيء حدث معنا، وأن تبرز أنت كضحية أفعالي الشنيعة."

ثم إرتفع صوتها وصار صُراخًا أنفقت فيه غضبها منه.

" فيحق لك الإنتقام على حسابي، وأكون أنا  الخاسرة الوحيدة هنا!"

قضم شِفتيه بعصبية فيما يقف متخصرًا، وينظر في عينيها الغاضبتين.

" لستُ مُخوّلًا بتصحيح أفكارك، لذا فكّري بما تشائين، لدي أمور أهم من أفكاركِ عني، وتحليلكِ المُغفّل لنواياي"

أمسك بقبضتيه تلابيب روبها وخلعه عن كتفيها يقول.

" والآن، اخلعي عنكِ رداءكِ هذا وإلا خلعتُ عني صبري وجعلتكِ تَري كيف أكون مع غيرك"

ترافّت أهدابها والدموع إنسابت، رفعت رأسها إليه وسمحت للرداء أن يسقط أرضًا.

" أنت لا تمنحني شعورًا أفضل، معكَ لا أشعر بنفسي إلا جسد وجِد ليكون مُتعتَك"

أغمضت عيناها، وقضمت شفتاها، تكتم دموعها وإنفجاراتها النفسيّة، فهو بدأ فيها وراحت شفتيه تجول على عُنقها بنهم، ثم كانت إمرأة عارية إلا منه، ثم من أغطية سريره.

منحته ظهرها، وراحت تبكي لأنها تكاد أن تختنق، لم يكن معها قاسيًا جسديًا، لكن كل عضو في جسدها يبعث فيها الألم، ربما كرامتها تؤلمها.

وهو خلفها مُتمدد على ظهره، وينظر في السقف تارة ثم بكتفيها الذين يجهشان بالبكاء معها تارة أخرى، تنهد ونظر في السقف مجددًا.

" كُفي عن البكاء، أنتِ زوجتي وتُحبيني، فلِمَ الرفض؟!"

" لا تستند كثيرًا على حُبي، فالبناء مهما كان مُشيدًا قد ينقض بضربة واحدة"

إقترب منها، عانقها من خِلاف وذلك جعل رعشة تسير في بدنها خصوصًا حينما مسّ جلده جلدها، شابك أصابعه بأصابعها التي ترتاح فوق بطنها وشدد الوِثاق عليها، حينها همس.

" لا يهم إن إنقض أو بقي، في كل الحالات لا تستطيعي أن تتحرري من اسمي، ولا من إرتباطي بكِ، أنتِ زوجتي ما دُمنا نحيا، أنا فقط لا أسمح للموت أن يسرقكِ مني، هذا فقط!"

أغمضت عيناها ولم ترد كما لو أنها لم تسمع، حينها طبع قُبلة على كتفها، كانت قُبلة رقيقة ولكنها آلمتها.

نهض تشانيول من خلفها وتحرّك إلى دورة المياه، لا يحتاج غضبًا كي تنتشر النار داخله، هو ابن النار بالفعل وسيدها، لكنه لم يدري لِمَ يحترق، لِمَ هو غاضب.

تُعجبه بطريقة مختلفة، لا تشبه الأميرة التي تزوجها، هي مُختلفة، لا تشبه أحد، هي فقط ميريانا، وهو يُبرر لنفسه أنه وقع لإمرأة مثلها.

كلا، لا مثيل لها!

الماء البارد ما ساعده على الإطلاق مهما تصبب على رأسه، لا يريد أن يغادر ولا يريد أن يبقى، لذا لا يدري كيف يتصرف.

لكنه اضطرّ أن يُغادرها، فقط في حيز الغرفة، إذ فتح الشُرفة ووقف هناك يقول.

" لوهان!"

أغمض تشانيول عينيه وسمع صوت أخيه في رأسه.

" هل تزوجت بإحدى الأميرات؟!"

" تزوجت"

" وماذا حدث؟!"

" إندفعت الطاقة منها دُفعة واحدة"

توقف صوت لوهان في عقله، حيث لوهان في مكانه كان يفكر بالأمر، وهو يقف مع سوهو وكريس أمام بلوّرة الملك ورمز قِواه.

فلقد إمتلئ حيز إحدى الأميرات، وإزداد حيز الملكة شطرًا.

" ماذا بشأن الملكة؟!"

" إنني أحاول سحب كل القوة منها قبل أن يتوافق مدار القوس"

سمع تنهيدة من لوهان.

" إذن إن إندفاع الطاقة على دُفعات لهو أمر يخصّ الملكة وحسب، الأميرات طبيعيات تندفع منهنّ الطاقة دفعة واحدة"

همهم تشانيول ثم قال.

" لقد إكتشفتُ ذلك بالفعل، ميريانا مُميزة، لستُ أنا المُميز"

" ماذا عن الأميرتين الأُخر؟!"

تنهد تشانيول ونظر في السماء.

" لا أستطيع"

استنكر لوهان.

" لا تستطيع ماذا؟!"

" هُن صغيرات، سأنتظر أن يكبرنّ أو أجد طريقة أخرى"

" تشانيول ما تقوله لا يجوز، نحن نريدك مكتمل القوى في أقرب وقت ممكن!"

نفى تشانيول وصاح.

" لن أُعاشر قاصرة، أتفهم؟!"

إلتفت خلفه عندما شعر بحركة، وقد شعر بميريانا قريبة كثيرًا منه، كانت تقف خلفه ترتدي ثوبها الخفيف، الذي جردها منه في وقت سابق.

كانت تبتسم يعلو ملامحها ضجر وسخرية.

" أميراتك قاصرات؟! ما توقعتك بهذا الإنحطاط"

زفر أنفاسه يرجو صبرًا وقال.

" ميريانا انتبهي لكلامك، هُن لسنَّ أختياري!"

عقدت ذراعيها إلى صدرها، برمت شفتيها وأومأت مرة.

" لكنك تتزوجهنّ بإرادتك، وتُفسد حياتهنّ بأختيارك!"

شهر بسبابته في وجهها وكظم من غضبه ما أستطاع، لكنه هددها من بين قواطعه التي تكاد تفتك ببعضها البعض.

" إنني أُحذّرك، أغلقي فمكِ!"

إقتربت منه لا يرتد تهديده عليها بأي خوف، رمقته بإستحقار وقالت.

" أنت عبد لدى شهواتك، لن أستغرب أي من أفعالك بعد الآن!"

ثم تشانيول لا يدري كيف أنفلتت أعصابه كذا يده وأسقطها أرضًا بصفعة، ثم هي لم تُحرك ساكنًا، لم تصرخ حتى، لكنه صرخ عنها بغضب شديد وقد إنفلتت أعصابه.

" اللعنة عليكِ! تجعليني أرغب في قتلكِ!"

.........................

لا تسبوا تشانيول، الكاتبة هي السبب😂

سلاااااااام

بقولكم، إذا ما بدكم أتأخر لازم تتفاعلوا☺️

إذا عندكم صور لتنشانيول سواء كانت حقيقية أو فوتشوب أو فان آرت وتناسب الرواية ابعثوا لي على دايركت إنستا
@park_mercy_ariana

يخي حلاوة تشان ومير هنا،  ما بعرف عنكم بس أنا بحب لما يكون الكوبل متزاعلين أكثر من لما يكونوا متراضيين، يمكن هذا سبب النكد الدائم تبعي ايفري وير🌚🌚

على كل حال؛ الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.

1.رأيكم بتشانيول؟! تشانيول الطبيعي خارج قيود الطاقة الحمراء؟ تشانيول تحت سيطرة الطاقة الحمراء؟ هل تفهمون حالته الآن؟

2.رأيكم بميريانا؟! غيرتها، غضبها، حزنها، ونظرتها للأمور؟!

3.رأيكم بالبارت ككل وتوقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «الدرك الأسفل|| The Eternal Monarchy».
CH24|| ضحايا ح-ب
Коментарі