CH22|| تَفيض قوّة
" تَفيض قوّة"
" سأخونكِ معهنّ!"
ولأنه ما عاد يعرفها مُذُّ أنهُ ما عاد يعرف نفسه حتى، فلا هو تشانيول الذي وقع بحبها، ولا هو تشانيول الذي تكبد عناء إرضائها، تفاجئ مِما فعلت ردًا عليه.
فبينما بحديثه نَوى أن يكسر شوكة كبريائها الشامخة، ويجعلها ترضخ وتخضع لسُلطته كزوج والرجل الأقوى، فهي ليست المرأة الضعيفة التي يخالها.
إذ بانت على شفتيها إبتسامة ساخرة مِما قالت، وإثر ذلك؛ بَرَزت إحدى غمازتيها دون الأخرى، لتُكمل ملامح إبتسامتها التي ملأت حداً واحدًا من شِفاهها، قصدها السُخرية منهُ عَبرها.
يده، التي تموضعت على فكها، دفعتها عنها بهدوء، ولم تُبدي أيُ إنفعال عنيف نتيجة غيّرة أو حتى مَهانة.
وبدل أن تتراجع عنه -كما يتوقع- تقرّبت منه خطوة هي كل ما يفصلهما، ثم موضعت يدها فوق إصابته، التي تسببت بها للتوّ- وضغطت على جُرحه بكل ما تَملك من غضب، عيناها في عينيه، ويدها دامية من دماءه النازفة.
" بكلامكَ هذا، ماذا تنتظر مني؟! أن أبكي عليك؟! أتظن نفسك أغلى عليّ من نفسي؟!"
جمع حاجبيه بيد أنه مُستاء، وغضب جرّاء ما قالت لاحقاً.
" إن كُنتَ تنتظر مني أن أتمسّك بِك وأتوسل فخسئت جلالة الملك، هذه ليست أنا!"
رفع يده بتهور، فنظرت إلى راحته المبسوطة، لتعنيفها وإزدادت إبتسامتها مَلعنة.
" انظر إلى نفسك! أنت الآن تتصرف على سجيتك، إن تجرأت اصفعني وانظر فيما سيحصل، ولو استعطت النجاة انجو!"
هو لا يخشى تهديدها هذا، بل لا يُلقي له بالاً حتى، فهو الملك، وكلمة غيره مهما كان كالكتابة في الهواء، لن تؤثر ما دامت ضده، لكنها نجخت في إستفزازه عبر إبتزازها هذا له، تشانيول لم يسبق أن هدده أحد؛ سِواها، فلا أحد بجراءتها.
كمش أصابعه في راحته، ثم بقبضته لَكم الحائط حيث دِرعه مُعلّق فسقط أرضًا وأحدث صخبًا.
أشارت ميريانا بسبابتها إلى الدرع، وعيناها لم تُفارق حدقتيه، تنظر في عينيه وكأنها تستل من نظراتها سيفًا وتُقاتله فيه.
" مثل الدرع تماماً، إن سقط أحدث صخباً، وإن أفلتّه تكون تَقتُل نفسك، أنا الدرع الذي خَسرتَهُ للتوّ!"
إبتعدت عنه وحملت الدرع بيدها، رفعته إلى صدرها ونظرت إليه مجدداً.
" كنتُ أسعى لكسب وِدك، أن أضعك خلف درعي وأتلقّى الإصابات عنك، لكن الأمور إختلفت الآن، أنا لم أُخطئ معك منذ البداية، أنت بَنيت علاقتنا على خطأ"
ثبتت الدرع في مكانه على الجدار ثم همست.
" الآن أتمنى لو أنني لم ألتقي بك أبداً، لو أن بلوّرتك اللعينة هذه ما اختارتني"
رمقتهُ تُعنفه في نظراتها الهائجة، ثم تجاوزته إلى الخارج، لوما قبض على ذراعها يستوقفها وجعلها تلتف إليه.
" إلى أين؟!"
إرتفع حاجبها واستضحكت بخفّة.
" نسيتُ أخبارك! سُلطتي داخل مرافئ القصر تتجاوز سُلطتك، أنا أتحكم بمن يدخل القصر وأين يسكن فيه، أنا الملكة، وأنا أضع البروتكول المَلكي كيفما أشاء"
أفلت تشانيول ذراعها منذ أن ضحكة ساخرة إستولت عليه، فلقد فهم غايتها من تذكيره في سُلطاتها الشرعيّة كملِكة، فهي إن ما وافقت، أميراته لا يستطعنّ المكوث في قصره، تهكّم.
" أراكِ سعيدة بمنصب الملكة! تذكري أنكِ ملكة لأنكِ زوجتي فقط!"
نفت ميريانا تتهكم ببسمة هي الأخرى وأجابت.
" أنا التي جعلتُكَ ملك، لو انبعثت مني الطاقة دُفعة واحدة؛ لكُنتَ تركض خلفي الآن وتتوسلني الحُب، انظر إلى فضلي عليك يا ملك!"
الكلمات إستفزّته ككل كلماتها، هكذا هي ميريانا، لا يقوى أحد على قدراتها في الكلام، هي إمرأة غير متوقعة، لا تتصرف بتوقع، ضمن المألوف، ضمن المعروف، تفوق التوقعات.
مَضت الملكة في سبيلها وتشانيول يلاحقها بلا أن يُعاركها بالألسنة، فقط يتبعها عن بُعد، خرجت من قصر النار وطريقها إلى القصر الرئيس، ثم قاعة الماما حيث يجتمعون الحُماة في مثل هذا الوقت من اليوم لمناقشة المُستجدات.
جميعهم إنحنوا لها فور ما ولجت القاعة، نظرت في وجوههم أجميعن حتى سقط بصرها على لوهان فتقدمت منه.
فور أن مَثِلت أمامه تسآلت بنبرة جافية لا إحترام فيها، فهي تدري أنه أصل البلوة في هذا القصر.
" سأسألك بالنيابة عن الجميع، أتعرف حدود جنوني؟!"
قبض حاجبيه ولم يَرُد، فحلق إحدى حاجبيها دون الآخر وردت بنبرة عنيفة.
" بلا حدود...!"
إقترب خطوة مفادها تحذيره.
" لذا هل تظن أن أميرات ملكك سيكنّ بخير؟! أتظنني لن أستطيع الوصول لهنّ؟!"
أجابها لوهان بنبرٍ هادئ رغم ذلك كان مستفز، هو بطبعه رجلٌ مُستفز.
" رضيتِ أو سخطتِ، الملك لا يهدف لِتَّمتُّع مع النساء، هذه قضية مَلكية قائمة مُنذُ نشأة الخَليقة على هذا الكوكب، ليحمي العرش عليه أن يضحي بالكثير، منها مشاعره تجاهكِ، التي لا يمكن أن تحكمه لصالحك"
ضحكت ميريانا، وأخذت تنظر في الحُماة توالياً بينما تقول بصوتٍ جهور.
" أين تظنون أنفسكم بحق الله؟! من سيرغب بسرقة عرشكم هذا؟! الشعب الذي تتحكمون بأفكارهم، أم الدول المجاورة؟!"
ثم ضحكت بسخرية توخز صدغها بسبابتها.
" ااه نسيت! لا توجد دول مجاورة!"
عقدت ذراعيها على صدرها وسارت بينهم.
" إذن مِمن تحمون العرش؟! لا يوجد قوى داخلية أو خارجية مُضادة!"
وحينما أصبحت في مقدمة القاعة صعدت المنصّة الملكيّة، وإلتفتت لهم.
" أنتم لَستم على كوكب الأرض، لا تجاوركم الولايات المتحدة، ولستم تملكون سلاحاً نووياً تخيفوا به دول العالم، لستم ضمن إتحاد أو تحالف، لستم في حرب مع قوة مضادة، لا يوجد قوّة سواكم على هذا الكوكب من الأساس!"
تبادلوا نظرات حول بعضهم البعض، ثم أطرق سوهو يتحدث.
" أتفهم مشاعركِ جلالتكِ، وكم أن الأمر صعب عليكِ، لكننا لا نملك خيارات، الملك مجبور على إتباع البروتوكول، ونحن بالفعل نواجه تهديد خطير، فبينما نحن مشغولون بتتويجكما، والإحتفال مع الشعب، وإكمال قِوى الملك، نحن لا ندري كيف تُخطط القوّة الحمراء ضدنا، بدلاً من أن تستنسخ ستة منّا، قد تكون جمعت جيشاً من المستنسخين بالفعل"
تنهد وتقدم منها يحمل وِد فوق معالم وجهه بغرض تهدئتها.
" الوضع الراهن يحثّنا أن نُكمل إجراءات تنصيب الملك وتكميل قِواه، لا لحماية العرش فحسب، بل حفظ أرواح الشعب، كرامتهم وأعراضهم أهم لدينا من هذا الكرسي، أرجو أن تتفهمي!"
رفعت ميريانا طلائعها إلى السماء وزفرت، فقد تسلل إلى نفسها اليأس.
" أتقول لي أن أستسلم إذن؟!"
تنهد سوهو قبل أن يجيب.
" مع الأسف، لا نملك حلًّا يُسعف مشاعر جلالتكِ"
أومأت ميريانا وتغلغل الدمع في عينيها، منذ أن كلام سوهو أثّر في نفسها أكثر من كلام تشانيول بحد ذاته، وبما أن المذكور غائب، ميريانا لم تمنع نفسها من التساؤل.
" أفترض أن تشانيول يدرك ما قلته لي للتوّ؟"
أومئ سوهو فاتبعت.
" لكنه يبدو مُتحمساً ليتزوج علي ويخونني علانية، هل تقول لي بعد ذلك أنه مُجبر أخاك لا خائن؟!"
تنهد سوهو، ونزل عن عرشه الخاص ليتقرّب منها، مَثِل أمامها ثم قال.
" جلالتكِ، تفهّمي أرجوكِ، الذي تتعاملي معه الآن ليس تشانيول الذي يُحبك، هو ما زال تحت سيطرة الطاقة الحمراء، فلقد سحب منها الكثير، وهي تُسيطر على أفكاره بشأنكِ أنتِ خصيصاً، لحُسن الحظ أن سيطرتها لا تصل على منصبه كملك، وإلا ما نصّبنا على شعبنا ملكًا قد يظلمهم"
وضعت ميريانا يدها على صدرها واستنكرت.
" إذن بغاءه وديكتاتوريته تخرج عليّ فحسب، أنا المتضررة الوحيدة؟!"
أومئ سوهو فاتبعت.
" وإلى متى سموّك؟!"
" حتى تعود الطاقة الحمراء إلى نسبتها الطبيعية في جسده، تعلمين أنه يخضع لجلسات علاجية على يد الأمراء شيومين، بيكهيون، ولاي، سيشفى ويعود الرجل النبيل الذي كان عليه، لكن ذلك سيتطلب وقت، منذ أن طاقة الشر استفحلت فيه وسيطرت، اصبري عليه جلالتك!"
ثم كان الصمت على لسان ميريانا، والصخب يعجّ في عقلها، فالأفكار، التوقعات، التخيلات، كل ذلك يختلط في عقلها، ليخرج من مجموعه السيناريو الأسوء، كأن تكون بالنسبة إليه مجرد منصب يتقلده بجانبه، وزوجة في غرض المصلحة في آناء الليل.
زفرت ميريانا، وأغمضت عيناها تحاول أن تفكر على النحو السليم، فتحت عيناها لتنظر فيهم جميعاً وقالت.
" رغم كل ما قلتوه وتفهمونه، أنا لن أتحمل رؤيته لدى إمرأة غيري، اعيدوني إلى الأرض حتى يُحصّل قِواه منهنّ"
ما كان كلامها متوقعاً على مسامعهم أجميعن، تبادلوا الآراء والتعليقات، ثم اصمتهم كلامها.
" سأذهب وحدي، أختي وأمي هنا، سيقدر على إيجادي إينما ذهبت، أنا بحاجة لأن ابتعد، ولا أرى ذلك في عينيّ كي لا أكرهه، أعيدوني للأرض!"
رد سوهو بعد صمت طويل طال من جهتهم.
" علينا أن نفكر بإقتراحكِ هذا، أن ندرس حثيثياته، كل نتائجه المتوقعة وكل دواخله مع جلالة الملك، ثم سنخبركِ فيما سينتج عن مناقشاتنا"
أومأت ميريانا ثم زفرت، عليها أن تكون على سجيتها، بجنونها وشغبها، كي يفهموا أن وجودها هنا مع شريكات أخريات على رَجُلها؛ هو حرب مُصغّرة عمّا كانت عليه الحرب العالميّة.
.............................
وفي حالة الأميرة جازميت؛ فهي في جناحها الخاص تنتظر أن يُحتم مصيرها مهما كان، فمهما كان ما سيحدث لها، فهي لا تملك الحق في صدّه، إن عفى -وهو خيار مُستبعد- فمن طيّبه، وإن عاقب فإنه أمير والقصر هذا تحت حُكمه.
كانت تسير في شُرفة الجناح وتنتظر نِتاج فعلها، تأخره لكل هذا الوقت لمواجهتها يجعلها تخاف عاقبة فعلتها أكثر، أن تتلقى العقاب أسهل من أن تنتظره.
توقفت في مكانها حينما سمعت صوته يُناديها من قلب الجناح، قبضت جازميت يديها، واستندت على سور الشُرفة.
" جازميت!"
إلتفتت جازميت له حينما وقف إلى يمينها، كان يقبض يده، والغضب جَليًّا في ملامحه المقبوضة.
" ماذا تظني نفسكِ فعلتِ أنتِ؟! أتدركي عقوبة فعلتكِ هذه؟!"
حرّكت كتفيها ثم قالت.
" لو كنتُ أخافك لما تجرأت وأخبرت الملكة، تظنني أهتم بما أنت فاعل؟!"
إقترب منها مُغتاظاً وقبض على يدها، ليجتذبها حتى ارتطمت به.
" بما أنكِ لا تهتمين للعواقب فتحمّليها سمو الأميرة"
إنحدرت يده عن عِضدها حتى تمسّك بمعصمها، وسحبها خارج الجناح، كانت تتبعه بلا أن تُقاوم، منذ أن مقاومتها لن تُجدي نفعاً، ولن تعود عليها سوى بالضرر.
لم تتفاجئ أنه هبط بها إلى قبو القصر، حيث تكمن هناك عِدة زنزانات ضيّقة، وكانت هي أول مُعاقبة تُرمى بهم.
فنعم، لوهان دفعها إلى داخل إحدى الزنزانات وقفل عليها البوابة، نظر إليها في الداخل، كانت تتفحص الُجدران المظلمة ما إن كان يختبئ فيها قارض أم لا بينما تلم ذراعيها حول كتفيها.
لم تنظر إليه، لم تعتذر، لم تتوسله أن يخرجها، ولوهان لم يتوقع أيًا من ذاك.
" بما أن رفاهية القرون الوسطى لا تعجبك، أرجو أن يعجبك السجن"
ثم أدبر يتركها بين هذه الجدران عالقة، ضمن هذه المساحة الضيّقة، بالفعل مكانها ضيّق في الداخل، لكن لِمَ يشعر بالضيق عنها؟!
لا يدري، هو ليس مُرتاحًا أو مسرورًا لأنه تركها هناك.
وعلى مثل هذه الأفكار لم يشعر بنفسه خارج قصره الخاص، وأنه قد أصبح بالحديقة الخاصّة بالأميرات بالفعل.
وقف عندما صدّ طريقه الأمير سيهون بجسده، إذ يقف مُتكئًا على جِذع شجرة، ويرمق أخيه بنظرة حادة، وهو يعقد ساعديه إلى صدره.
زفر لوهان ثم تسآل.
" ما بالك؟!"
أقام سيهون جسده عن الشجرة ونفى برأسه.
" أتأملك"
زفر لوهان بأستياء، وكاد أن يتجاوز أخاه الصغير لوما استوقفه بسؤاله التالي.
" أين الأميرة؟!"
إلتفت له لوهان يعقد ملامحه بإنزعاج.
" وما شأنك بها؟!"
نفى سيهون برأسه.
" تؤ تؤ تؤ! ليس هذا الجواب الذي انتظره!"
إتسعت عينا لوهان بيد أن تصرف أخوه فاجئه، وأن سيهون لم يكن بهذه الوقاحة معه من قبل.
" سيهون، ما بالك؟!"
إقترب منه سيهون وبوضوح تحدث.
" أين أميرتك يا أخي؟! فقط أجب!"
" وضعتُها في زنزانة قصري، هل ارتحت؟!"
فجأة تبسّم سيهون وأومئ.
" نعم أخي، وداعاً!"
ثم سيهون غادر يدندن لحنًا مُبهِجًا، هكذا هو الأمير سيهون، يشعرك بتصرفاته المرحة بالإطمئنان، لكن لا تطمئن كثيراً!
فبعدما فارق أخاه عَرج إلى قصره، كان المُفاجئ دخول أمير سوى لوهان إلى قصره الخاص، لذا لم يتحرك أحد لمنعه، فهو أمير في النهاية، ولا يحق لأحد أن يعترض طريقه.
وعلى عكس بشاشة ملامحه مع إخوانه، فالآن إنقلبت سِنحته وبان الغضب في وجهه، إذ عقد حاجبيه الحادين، وسار غاضباً بين الممرات.
بساقيه الرشيقتين وصل سريعاً إلى قبو القصر، وبحث في الزنزانات المُتفرقة عن الأميرة حتى وجدها.
ما زالت تفف، تخشى أن تجلس فتلطخها القاذورات، وتخشى أن تتكئ على الجدران فيقفز عليها حيوان قذر.
" سموكِ!"
نظرت جازميت إليه واستبشرت خيراً إذ ابتسمت.
" الأمير سيهون!"
أومئ سيهون ثم قال.
" تراجعي، سأخرجك!"
سُرعان ما نفذت ما قال وتراجعت، سيهون أكثر الأمراء لُطفاً مع الأميرات جميعاً، فهو ذا أخلاق حميدة معهنّ، يتصرف بنُبل، ولا يخجل أن يظهر حبه لأميرته أمامهنّ.
رفع سيهون قدمه، وضرب بها باب الزنزانة حتى كَسره، وقبل أن يسقط الباب أرضاً جعل الهواء يحمله كي لا يسقط ولا تفزع الأميرة.
مدّ يده للأميرة فتمسكت به، ثم بعدما أخرجها ترك الباب يسقط، صرخت جازميت تصم آذانها فربّت سيهون على كتفها وقال.
" لا تخافي، تعالي معي الآن"
أومأت، وهو بنبل مدّ لها يده فتمسكت به، ثم سحبها معه إلى خارج القبو ثم القصر برمته، وتسلل بها إلى قصره المُجاور.
جعلها تسير معه في أروقة قصره الخاص، حتى وصل بها جناحه توقف وإلتفت لها.
" تكون أميرتي في هذا الوقت في الجناح، ادخلي، واخبريها أنني أحضرتك، وستبقي في حمايتي حتى يتأدب لوهان معكِ."
رغماً عنها ضحكت جازميت بخفة ثم أومأت.
" سأفعل، شكرًا لك سموك"
أومئ لها ثم أدبر، لكنها سمعته يقول.
" ذاك المِتر ونصف يجرؤ أن يضع أميرة في الزنزانة، أنا سأريك وأشكوك لإخوتي!"
وفي طريق سيهون إلى القصر العام مُجدداً؛ رأى الفوضى تعم قصر لوهان، صدف وإن كان لوهان غاضبًا على حرسه في الخارج يوبخهم بسبب سيهون.
سيهون صفّر بشفتيه يجذب إنتباه أخيه، ثم لَوّح له قبل أن يطير في الهواء ويتلقى هجوماً من لوهان.
" اتبعني إلى قاعة الماما"
وما كان يملك لوهان خيار سوى أن يتبع أخيه، ليرى إلى أين سينتهي معه.
دخل لوهان القاعة غاضباً، وبالفعل سيهون كان يجلس على عرشه الخاص.
" كنتُ أعلم أنك ستخرجها، ولكن أين ذهبت بها؟!"
حرك سيهون كتفيه بجهل وقال.
" لا أدري، حاول أن تقرأ أفكاري"
تنهد لوهان بأستياء وقال محذراً يُشهر بسبابته.
" سيهون، لا يغرينك عدم قدرتي على قراءة أفكارك، ما زلت أستطيع أن أضربك؟!"
وسيهون أجاب لامُبالياً.
" سأقطع الهواء عن رئتيك قبل أن تصلني!"
وقفا سوهو وكريس يستوقفا الشِجار، وكريس تحدث.
" ما بكما تتشاجران هكذا؟! هلّا فهمنا؟!"
أشار سيهون إلى أخيه وقال.
" أخي العزيز قام بحبس أميرته بزنزاناته القذرة، أيرضيكم كمّ القسوة الذي عامل به إمرأة رقيقة؟!"
تقدم منه لوهان وصاح يود ضربه، لولا أن دي او قيّد قدميه في الأرض، فما استطاع التقدم أكثر.
" أتتغزل بزوجتي أيها الوقح!"
نظر سوهو ناحية لوهان وبملامح باردة قال.
" أنه يعامل الأميرات بلطف، وله نظرة خاصّة عن النساء، هو لا يقصد التغزل بأميرتك، أنسيت أنه مولع بأميرته؟!"
تنهد لوهان بأستياء وواجه أخيه مُجدداً.
" أين أميرتي يا سيهون؟!"
" حينما تُقدر قيمتها في حياتك، وتحترم أنوثتها ورِقّتها سأعيدها لك، واضب أن تتأدب سريعاً قبل أن تموت في نوبة شوق لها"
ضحك الأمراء أجمعين إلا لوهان صاح غاضباً بأخيه الذي لا يُبالي.
....................................
اليوم وبينما الفرصة تسنح لبيكهيون أن يكون من أميرته أقرب، وأن يُريها وجهًا جديدًا لا تألفه منه، فقد قرر أن يستغل الفرصة ويودّها بكل سِعته.
دخل بيكهيون الجناح عليها بعدما طرق الباب، كانت تقف أمام المرآة وتضبط زيها، إنها لا تتزين بزينة الأميرات، بل بزينة العوام من النساء، زينتها بسيطة ولكنها ساحرة.
كانت تضبط القُبعة الصيفيّة على رأسها حينما دخل، فأبدى إعجابه بإبتسامة.
" تبدين جميلة"
أومأت أن نعم ولم تتبع، لذا الصمت كان دائرًا بينهما، فلا هي تتحدث معه إن فعل، وهو مُحرَج من أن يتحدث ولا يتلقى إجابة، تنهد ثم قال.
" علينا أن نخرج سموكِ إن كنتِ جاهزة"
تقدمته وسبقته بالخروج فتبعها بلا أن يقول شيء، بدأت الجولة اليوم بين الأحياء السكنيّة، مُدّعين أنهما عابري سبيل ضائعان في المدينة الأجنبية عنهم، فلا أفضل من رؤية الناس تعيش على طبيعتها.
كانا يسيران بين الطُرقات خفيفة الإكتظاظ، الناس يعيشون حياة طبيعية، هناك إمرأة تكنس أمام باب منزلها، وإمرأة تنشر الثياب المغسولة، أخرى تقوم بمسح الزجاج الخارجي.
تبسّمت آيلا بينما تنظر في حياة النسوة وكيف يفعلنّ.
" هذه الصورة للنساء هنا مُشينة في منظور النسويات"
نظر لها بيكهيون وتسآل.
" هل لديكِ ميول نسويّة؟!"
حركت كتفيها بجهل وأجابت.
" نعم ولا، لا اؤمن بالكثير من مبادئهنّ، ولكنني أدرك أن للنساء حقوق على الرجال إحترامها"
نظرت إلى بيكهيون تتهمه وقالت.
" مثل حقها في أختيار زوجها، وإلى من تسلم جسدها، حقها في أختيار أسلوب المعيشة الذي يناسبها، وحقها برجل يحترمها"
إزدرئ بيكهيون جوفه وأشاح عنها ثم قال.
" لستُ ضد أي مما قُلتِه، الظروف أحيانًا تُسيّرنا إلى ما لا نبغيه، هذا فحسب"
توقفت في محلها وإلتفتت إليه تتهكم بضحكة ساخرة.
" أتقول أن الظروف جبرتك على ما نحن فيه الآن؟!"
نفى برأسه.
" لقد أخطأت كثيراً وأنا مُتأسّف"
أشاحت عنه وتابعت سيرها.
" لا ينفع أسفك الحين، لن يرد لي شيئاً مِما ضاع بسببك"
إستوقفها حينما قبض على عضدها وجعلها تلتفت له، ثم استنكر يعقد حاجبيه مُستاءً.
" أتكرهيني إلى هذا الحد؟!"
أفلتت يدها منه وهمست.
" أولا تعلم؟!"
تقدمت تتابع سيرها لكنها توقفت حينما ناداها.
" آيلا، أنا لستُ الذي..."
إلتفتت إليه تنتظر أن يُتبع، بيد أنه تنهد ونفى برأسه.
" لا شيء!"
تقدم منها وشبك يدها بيده لوما رغبت وحتى إن كرهت، فليكن مرة أناني ويشعر بها من هذا القُرب.
" أتركني!"
تمسّك بيدها أكثر ورفض.
" لن أتركك لذا أمشي سموّ الأميرة وقومي بواجبك كأميرة"
..................
كانت ميريانا في جناحها المَلكي تحوم، بلغها أن الأمراء اجتمعوا مع الملك لمناقشة مُقترحها بأن تعود للأرض.
ولكن ما لا تعلمه ميريانا ما يحدث في القاعة، فبمجرد أن ذكر سوهو سيرة الملكة، وتحدث بشأن إقتراحها؛ تشانيول ضحك وقد تشعّبت من خلفة هالة حمراء على شاكلة دُخان نفّاث جعل الأمراء يتناظرون بقلقٍ عليه، وهو قال.
" تصدقونها؟! لا تعرفون كم هي إمرأة ماكرة ومُخادعة، تُريد أن تعود للأرض كي تهرب مني"
إعترض سوهو قابضاً حاجبيه.
" لكنها تترك أمها وأختها هنا وتغادر وحدها معك، على الأقل أنت تعلم بكم أن عائلتها عليها ثمينة، يستحيل أن تتخلى عنهنّ"
صمت تشانيول يُطالع سوهو بحاجب مرفوع وإبتسامة لئيمة تتكسر على شفتيه.
" أمها عادت صبيّة عشرينية تتمتع بالصحّة والعافية التي لم تجدها على الأرض، وأختها أميرة تعيش برفاهية رِفقة أمير قد يفعل أي شيء لإرضائها، هي فقط التي تكره حياتها هنا وتريد أن تتخلص منّا، وهذا ما لن أسمح به."
تحدث كريس.
" يبقى إقتراحها افضل من البقاء هنا، الملكة ليست إمرأة تخضع لبروتوكول المملكة، قد تُثير شغباً جمّاً إن رأتك تتزوج من غيرها، ونحن بغِنى عمّا ستفعله هي من فوضى في المملكة"
" فكّر بصورتك كملك البلاد، صورتها، وصورة القصر لو أثارت شغباً بمجرد أن تراك تتزوج من غيرها، وهي ملكة، لن نستطيع ردعها، ولا حتى أنت هنا"
وافق لوهان ما قيل واتبع على كلامه.
" وحدك من يستطيع ضبطها دون إثارة أي بلبلة، ليس خارج أسوار القصر فحسب، بل خارج المملكة كُلّها"
تنهد تشانيول وتريّث يُفكر بأمر ملكته، يعلم كم أن شخصيتها مُتمردة، ويفهم جيداً كم أنها شخصية لا تهتم بالوسيلة ما دامت تخدم مُبتاغها، لذا أومئ بعد تنهيدة وقال.
" ابعث لها رسولاً يُبلغها أننا سنعود إلى الأرض الليلة، كاي سينقلني مع الملكة والأميرات الثلاث"
وهكذا إنفضّ المجلس لتنفيذ أوامر الملك شتى، فيما تولّى قوّاد الحُماة سوهو وكريس النيابة عن منصب الملك ريثما يعود مُكتَمِل القِوى.
وأيضاً تولّى شيومين بقواه -التجميد- ولاي بقواه الخاصّة -الشفاء- كما بقواه المُشتركة مع بيكهيون -الضوء- وبسيادته على الطاقة الزرقاء إخضاع الملك تشانيول لجلسة عِلاجية كما سابِقاتها، لتخلصيه من الطاقة الحمراء الزائدة فيه.
لكن!!!
منذ أن مَوكِب من الحَرس الملكيّ أُمِرَ بالتجهيز لمغادرة الملك والملكة إلى كوكب الأرض في رحلة طويلة الأمد قد تزيد عن شهرين، فالخبر ذاع سيطه في المملكة من قلبها إلى أطرافها.
حتى أن الخبر بَلغ أُناسًا لن يُضيعوا فرصة عظيمة كهذه، لفرض القوّة وإستحلال الأرض، ففي ظِل غياب الملك؛ المملكة لن تحمل قِوى المتينة وتتحصن بها، وناب عنه من ناب، لا يهم.
كذا إلتقطت الأقمار الصناعية التي تُراقب الفضاء من حول الأرض حركة غير طبيعية، شِهاب سريع، يتمثل في عدة أشخاص، رجلان وأربع نساء.
ومختبرات ناسا تنتظر الفُرصة...!
..............
سلاااااام
آخر سطرين حرق😂😂 بس هما تعويض لكم يعني...
ترا ضايل لهاي الرواية ثلاثة صراعات، والثلاثة إبتدأو من هالفصل هذا، على الأغلب تودعوا الدرك الأسفل مع تفاح محرم😂
شفتو Lit؟!
مع أني من زمان ما تحدثت عن إكسو وآخر أمورهم هون، لكني مش قادرة أسكت.
شو العظمة هاي؟!
الي ما شاف الMV تبع Lit بقناة لاي ع اليوتيوب، لازم تروحوا تشوفوا وتخونوا البايس مثل ما خنت أنا😭
الشي الي ما عاد يفاجئني غايز، أنو الامفي يتشابه مع وحدة من روياتي الي لسة ما اعلنت عنها لكم، واحس المومنتات بيني وبين أكسو صارت كثير😭😭😭
حكيت كثير، معلش... ترا سنغل بائس حزين😂
اه وشكراً لأنكم كثرانين مؤخراً!!!
والأهم شكراً لأنكم بتحبوا الدرك الأسفل، اعدكم هالرواية ح تكون من مفضلاتكم♥️
الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
1. رأيكم بِ:
ميريانا؟ رد فعلها على كلام تشانيول القاسي معها؟ نقاشها مع الحُماة؟
تشانيول؟ حالته إن تعلق الأمر بميريانا؟ وضع نفسه في حرب ضدها على الدوام؟
سيهون اللطيف؟!
لوهان؟!
بيكهيون؟! محاولاته لكسب ود آيلا مجدداً؟!
رأيكم بالفصل وتوقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" سأخونكِ معهنّ!"
ولأنه ما عاد يعرفها مُذُّ أنهُ ما عاد يعرف نفسه حتى، فلا هو تشانيول الذي وقع بحبها، ولا هو تشانيول الذي تكبد عناء إرضائها، تفاجئ مِما فعلت ردًا عليه.
فبينما بحديثه نَوى أن يكسر شوكة كبريائها الشامخة، ويجعلها ترضخ وتخضع لسُلطته كزوج والرجل الأقوى، فهي ليست المرأة الضعيفة التي يخالها.
إذ بانت على شفتيها إبتسامة ساخرة مِما قالت، وإثر ذلك؛ بَرَزت إحدى غمازتيها دون الأخرى، لتُكمل ملامح إبتسامتها التي ملأت حداً واحدًا من شِفاهها، قصدها السُخرية منهُ عَبرها.
يده، التي تموضعت على فكها، دفعتها عنها بهدوء، ولم تُبدي أيُ إنفعال عنيف نتيجة غيّرة أو حتى مَهانة.
وبدل أن تتراجع عنه -كما يتوقع- تقرّبت منه خطوة هي كل ما يفصلهما، ثم موضعت يدها فوق إصابته، التي تسببت بها للتوّ- وضغطت على جُرحه بكل ما تَملك من غضب، عيناها في عينيه، ويدها دامية من دماءه النازفة.
" بكلامكَ هذا، ماذا تنتظر مني؟! أن أبكي عليك؟! أتظن نفسك أغلى عليّ من نفسي؟!"
جمع حاجبيه بيد أنه مُستاء، وغضب جرّاء ما قالت لاحقاً.
" إن كُنتَ تنتظر مني أن أتمسّك بِك وأتوسل فخسئت جلالة الملك، هذه ليست أنا!"
رفع يده بتهور، فنظرت إلى راحته المبسوطة، لتعنيفها وإزدادت إبتسامتها مَلعنة.
" انظر إلى نفسك! أنت الآن تتصرف على سجيتك، إن تجرأت اصفعني وانظر فيما سيحصل، ولو استعطت النجاة انجو!"
هو لا يخشى تهديدها هذا، بل لا يُلقي له بالاً حتى، فهو الملك، وكلمة غيره مهما كان كالكتابة في الهواء، لن تؤثر ما دامت ضده، لكنها نجخت في إستفزازه عبر إبتزازها هذا له، تشانيول لم يسبق أن هدده أحد؛ سِواها، فلا أحد بجراءتها.
كمش أصابعه في راحته، ثم بقبضته لَكم الحائط حيث دِرعه مُعلّق فسقط أرضًا وأحدث صخبًا.
أشارت ميريانا بسبابتها إلى الدرع، وعيناها لم تُفارق حدقتيه، تنظر في عينيه وكأنها تستل من نظراتها سيفًا وتُقاتله فيه.
" مثل الدرع تماماً، إن سقط أحدث صخباً، وإن أفلتّه تكون تَقتُل نفسك، أنا الدرع الذي خَسرتَهُ للتوّ!"
إبتعدت عنه وحملت الدرع بيدها، رفعته إلى صدرها ونظرت إليه مجدداً.
" كنتُ أسعى لكسب وِدك، أن أضعك خلف درعي وأتلقّى الإصابات عنك، لكن الأمور إختلفت الآن، أنا لم أُخطئ معك منذ البداية، أنت بَنيت علاقتنا على خطأ"
ثبتت الدرع في مكانه على الجدار ثم همست.
" الآن أتمنى لو أنني لم ألتقي بك أبداً، لو أن بلوّرتك اللعينة هذه ما اختارتني"
رمقتهُ تُعنفه في نظراتها الهائجة، ثم تجاوزته إلى الخارج، لوما قبض على ذراعها يستوقفها وجعلها تلتف إليه.
" إلى أين؟!"
إرتفع حاجبها واستضحكت بخفّة.
" نسيتُ أخبارك! سُلطتي داخل مرافئ القصر تتجاوز سُلطتك، أنا أتحكم بمن يدخل القصر وأين يسكن فيه، أنا الملكة، وأنا أضع البروتكول المَلكي كيفما أشاء"
أفلت تشانيول ذراعها منذ أن ضحكة ساخرة إستولت عليه، فلقد فهم غايتها من تذكيره في سُلطاتها الشرعيّة كملِكة، فهي إن ما وافقت، أميراته لا يستطعنّ المكوث في قصره، تهكّم.
" أراكِ سعيدة بمنصب الملكة! تذكري أنكِ ملكة لأنكِ زوجتي فقط!"
نفت ميريانا تتهكم ببسمة هي الأخرى وأجابت.
" أنا التي جعلتُكَ ملك، لو انبعثت مني الطاقة دُفعة واحدة؛ لكُنتَ تركض خلفي الآن وتتوسلني الحُب، انظر إلى فضلي عليك يا ملك!"
الكلمات إستفزّته ككل كلماتها، هكذا هي ميريانا، لا يقوى أحد على قدراتها في الكلام، هي إمرأة غير متوقعة، لا تتصرف بتوقع، ضمن المألوف، ضمن المعروف، تفوق التوقعات.
مَضت الملكة في سبيلها وتشانيول يلاحقها بلا أن يُعاركها بالألسنة، فقط يتبعها عن بُعد، خرجت من قصر النار وطريقها إلى القصر الرئيس، ثم قاعة الماما حيث يجتمعون الحُماة في مثل هذا الوقت من اليوم لمناقشة المُستجدات.
جميعهم إنحنوا لها فور ما ولجت القاعة، نظرت في وجوههم أجميعن حتى سقط بصرها على لوهان فتقدمت منه.
فور أن مَثِلت أمامه تسآلت بنبرة جافية لا إحترام فيها، فهي تدري أنه أصل البلوة في هذا القصر.
" سأسألك بالنيابة عن الجميع، أتعرف حدود جنوني؟!"
قبض حاجبيه ولم يَرُد، فحلق إحدى حاجبيها دون الآخر وردت بنبرة عنيفة.
" بلا حدود...!"
إقترب خطوة مفادها تحذيره.
" لذا هل تظن أن أميرات ملكك سيكنّ بخير؟! أتظنني لن أستطيع الوصول لهنّ؟!"
أجابها لوهان بنبرٍ هادئ رغم ذلك كان مستفز، هو بطبعه رجلٌ مُستفز.
" رضيتِ أو سخطتِ، الملك لا يهدف لِتَّمتُّع مع النساء، هذه قضية مَلكية قائمة مُنذُ نشأة الخَليقة على هذا الكوكب، ليحمي العرش عليه أن يضحي بالكثير، منها مشاعره تجاهكِ، التي لا يمكن أن تحكمه لصالحك"
ضحكت ميريانا، وأخذت تنظر في الحُماة توالياً بينما تقول بصوتٍ جهور.
" أين تظنون أنفسكم بحق الله؟! من سيرغب بسرقة عرشكم هذا؟! الشعب الذي تتحكمون بأفكارهم، أم الدول المجاورة؟!"
ثم ضحكت بسخرية توخز صدغها بسبابتها.
" ااه نسيت! لا توجد دول مجاورة!"
عقدت ذراعيها على صدرها وسارت بينهم.
" إذن مِمن تحمون العرش؟! لا يوجد قوى داخلية أو خارجية مُضادة!"
وحينما أصبحت في مقدمة القاعة صعدت المنصّة الملكيّة، وإلتفتت لهم.
" أنتم لَستم على كوكب الأرض، لا تجاوركم الولايات المتحدة، ولستم تملكون سلاحاً نووياً تخيفوا به دول العالم، لستم ضمن إتحاد أو تحالف، لستم في حرب مع قوة مضادة، لا يوجد قوّة سواكم على هذا الكوكب من الأساس!"
تبادلوا نظرات حول بعضهم البعض، ثم أطرق سوهو يتحدث.
" أتفهم مشاعركِ جلالتكِ، وكم أن الأمر صعب عليكِ، لكننا لا نملك خيارات، الملك مجبور على إتباع البروتوكول، ونحن بالفعل نواجه تهديد خطير، فبينما نحن مشغولون بتتويجكما، والإحتفال مع الشعب، وإكمال قِوى الملك، نحن لا ندري كيف تُخطط القوّة الحمراء ضدنا، بدلاً من أن تستنسخ ستة منّا، قد تكون جمعت جيشاً من المستنسخين بالفعل"
تنهد وتقدم منها يحمل وِد فوق معالم وجهه بغرض تهدئتها.
" الوضع الراهن يحثّنا أن نُكمل إجراءات تنصيب الملك وتكميل قِواه، لا لحماية العرش فحسب، بل حفظ أرواح الشعب، كرامتهم وأعراضهم أهم لدينا من هذا الكرسي، أرجو أن تتفهمي!"
رفعت ميريانا طلائعها إلى السماء وزفرت، فقد تسلل إلى نفسها اليأس.
" أتقول لي أن أستسلم إذن؟!"
تنهد سوهو قبل أن يجيب.
" مع الأسف، لا نملك حلًّا يُسعف مشاعر جلالتكِ"
أومأت ميريانا وتغلغل الدمع في عينيها، منذ أن كلام سوهو أثّر في نفسها أكثر من كلام تشانيول بحد ذاته، وبما أن المذكور غائب، ميريانا لم تمنع نفسها من التساؤل.
" أفترض أن تشانيول يدرك ما قلته لي للتوّ؟"
أومئ سوهو فاتبعت.
" لكنه يبدو مُتحمساً ليتزوج علي ويخونني علانية، هل تقول لي بعد ذلك أنه مُجبر أخاك لا خائن؟!"
تنهد سوهو، ونزل عن عرشه الخاص ليتقرّب منها، مَثِل أمامها ثم قال.
" جلالتكِ، تفهّمي أرجوكِ، الذي تتعاملي معه الآن ليس تشانيول الذي يُحبك، هو ما زال تحت سيطرة الطاقة الحمراء، فلقد سحب منها الكثير، وهي تُسيطر على أفكاره بشأنكِ أنتِ خصيصاً، لحُسن الحظ أن سيطرتها لا تصل على منصبه كملك، وإلا ما نصّبنا على شعبنا ملكًا قد يظلمهم"
وضعت ميريانا يدها على صدرها واستنكرت.
" إذن بغاءه وديكتاتوريته تخرج عليّ فحسب، أنا المتضررة الوحيدة؟!"
أومئ سوهو فاتبعت.
" وإلى متى سموّك؟!"
" حتى تعود الطاقة الحمراء إلى نسبتها الطبيعية في جسده، تعلمين أنه يخضع لجلسات علاجية على يد الأمراء شيومين، بيكهيون، ولاي، سيشفى ويعود الرجل النبيل الذي كان عليه، لكن ذلك سيتطلب وقت، منذ أن طاقة الشر استفحلت فيه وسيطرت، اصبري عليه جلالتك!"
ثم كان الصمت على لسان ميريانا، والصخب يعجّ في عقلها، فالأفكار، التوقعات، التخيلات، كل ذلك يختلط في عقلها، ليخرج من مجموعه السيناريو الأسوء، كأن تكون بالنسبة إليه مجرد منصب يتقلده بجانبه، وزوجة في غرض المصلحة في آناء الليل.
زفرت ميريانا، وأغمضت عيناها تحاول أن تفكر على النحو السليم، فتحت عيناها لتنظر فيهم جميعاً وقالت.
" رغم كل ما قلتوه وتفهمونه، أنا لن أتحمل رؤيته لدى إمرأة غيري، اعيدوني إلى الأرض حتى يُحصّل قِواه منهنّ"
ما كان كلامها متوقعاً على مسامعهم أجميعن، تبادلوا الآراء والتعليقات، ثم اصمتهم كلامها.
" سأذهب وحدي، أختي وأمي هنا، سيقدر على إيجادي إينما ذهبت، أنا بحاجة لأن ابتعد، ولا أرى ذلك في عينيّ كي لا أكرهه، أعيدوني للأرض!"
رد سوهو بعد صمت طويل طال من جهتهم.
" علينا أن نفكر بإقتراحكِ هذا، أن ندرس حثيثياته، كل نتائجه المتوقعة وكل دواخله مع جلالة الملك، ثم سنخبركِ فيما سينتج عن مناقشاتنا"
أومأت ميريانا ثم زفرت، عليها أن تكون على سجيتها، بجنونها وشغبها، كي يفهموا أن وجودها هنا مع شريكات أخريات على رَجُلها؛ هو حرب مُصغّرة عمّا كانت عليه الحرب العالميّة.
.............................
وفي حالة الأميرة جازميت؛ فهي في جناحها الخاص تنتظر أن يُحتم مصيرها مهما كان، فمهما كان ما سيحدث لها، فهي لا تملك الحق في صدّه، إن عفى -وهو خيار مُستبعد- فمن طيّبه، وإن عاقب فإنه أمير والقصر هذا تحت حُكمه.
كانت تسير في شُرفة الجناح وتنتظر نِتاج فعلها، تأخره لكل هذا الوقت لمواجهتها يجعلها تخاف عاقبة فعلتها أكثر، أن تتلقى العقاب أسهل من أن تنتظره.
توقفت في مكانها حينما سمعت صوته يُناديها من قلب الجناح، قبضت جازميت يديها، واستندت على سور الشُرفة.
" جازميت!"
إلتفتت جازميت له حينما وقف إلى يمينها، كان يقبض يده، والغضب جَليًّا في ملامحه المقبوضة.
" ماذا تظني نفسكِ فعلتِ أنتِ؟! أتدركي عقوبة فعلتكِ هذه؟!"
حرّكت كتفيها ثم قالت.
" لو كنتُ أخافك لما تجرأت وأخبرت الملكة، تظنني أهتم بما أنت فاعل؟!"
إقترب منها مُغتاظاً وقبض على يدها، ليجتذبها حتى ارتطمت به.
" بما أنكِ لا تهتمين للعواقب فتحمّليها سمو الأميرة"
إنحدرت يده عن عِضدها حتى تمسّك بمعصمها، وسحبها خارج الجناح، كانت تتبعه بلا أن تُقاوم، منذ أن مقاومتها لن تُجدي نفعاً، ولن تعود عليها سوى بالضرر.
لم تتفاجئ أنه هبط بها إلى قبو القصر، حيث تكمن هناك عِدة زنزانات ضيّقة، وكانت هي أول مُعاقبة تُرمى بهم.
فنعم، لوهان دفعها إلى داخل إحدى الزنزانات وقفل عليها البوابة، نظر إليها في الداخل، كانت تتفحص الُجدران المظلمة ما إن كان يختبئ فيها قارض أم لا بينما تلم ذراعيها حول كتفيها.
لم تنظر إليه، لم تعتذر، لم تتوسله أن يخرجها، ولوهان لم يتوقع أيًا من ذاك.
" بما أن رفاهية القرون الوسطى لا تعجبك، أرجو أن يعجبك السجن"
ثم أدبر يتركها بين هذه الجدران عالقة، ضمن هذه المساحة الضيّقة، بالفعل مكانها ضيّق في الداخل، لكن لِمَ يشعر بالضيق عنها؟!
لا يدري، هو ليس مُرتاحًا أو مسرورًا لأنه تركها هناك.
وعلى مثل هذه الأفكار لم يشعر بنفسه خارج قصره الخاص، وأنه قد أصبح بالحديقة الخاصّة بالأميرات بالفعل.
وقف عندما صدّ طريقه الأمير سيهون بجسده، إذ يقف مُتكئًا على جِذع شجرة، ويرمق أخيه بنظرة حادة، وهو يعقد ساعديه إلى صدره.
زفر لوهان ثم تسآل.
" ما بالك؟!"
أقام سيهون جسده عن الشجرة ونفى برأسه.
" أتأملك"
زفر لوهان بأستياء، وكاد أن يتجاوز أخاه الصغير لوما استوقفه بسؤاله التالي.
" أين الأميرة؟!"
إلتفت له لوهان يعقد ملامحه بإنزعاج.
" وما شأنك بها؟!"
نفى سيهون برأسه.
" تؤ تؤ تؤ! ليس هذا الجواب الذي انتظره!"
إتسعت عينا لوهان بيد أن تصرف أخوه فاجئه، وأن سيهون لم يكن بهذه الوقاحة معه من قبل.
" سيهون، ما بالك؟!"
إقترب منه سيهون وبوضوح تحدث.
" أين أميرتك يا أخي؟! فقط أجب!"
" وضعتُها في زنزانة قصري، هل ارتحت؟!"
فجأة تبسّم سيهون وأومئ.
" نعم أخي، وداعاً!"
ثم سيهون غادر يدندن لحنًا مُبهِجًا، هكذا هو الأمير سيهون، يشعرك بتصرفاته المرحة بالإطمئنان، لكن لا تطمئن كثيراً!
فبعدما فارق أخاه عَرج إلى قصره، كان المُفاجئ دخول أمير سوى لوهان إلى قصره الخاص، لذا لم يتحرك أحد لمنعه، فهو أمير في النهاية، ولا يحق لأحد أن يعترض طريقه.
وعلى عكس بشاشة ملامحه مع إخوانه، فالآن إنقلبت سِنحته وبان الغضب في وجهه، إذ عقد حاجبيه الحادين، وسار غاضباً بين الممرات.
بساقيه الرشيقتين وصل سريعاً إلى قبو القصر، وبحث في الزنزانات المُتفرقة عن الأميرة حتى وجدها.
ما زالت تفف، تخشى أن تجلس فتلطخها القاذورات، وتخشى أن تتكئ على الجدران فيقفز عليها حيوان قذر.
" سموكِ!"
نظرت جازميت إليه واستبشرت خيراً إذ ابتسمت.
" الأمير سيهون!"
أومئ سيهون ثم قال.
" تراجعي، سأخرجك!"
سُرعان ما نفذت ما قال وتراجعت، سيهون أكثر الأمراء لُطفاً مع الأميرات جميعاً، فهو ذا أخلاق حميدة معهنّ، يتصرف بنُبل، ولا يخجل أن يظهر حبه لأميرته أمامهنّ.
رفع سيهون قدمه، وضرب بها باب الزنزانة حتى كَسره، وقبل أن يسقط الباب أرضاً جعل الهواء يحمله كي لا يسقط ولا تفزع الأميرة.
مدّ يده للأميرة فتمسكت به، ثم بعدما أخرجها ترك الباب يسقط، صرخت جازميت تصم آذانها فربّت سيهون على كتفها وقال.
" لا تخافي، تعالي معي الآن"
أومأت، وهو بنبل مدّ لها يده فتمسكت به، ثم سحبها معه إلى خارج القبو ثم القصر برمته، وتسلل بها إلى قصره المُجاور.
جعلها تسير معه في أروقة قصره الخاص، حتى وصل بها جناحه توقف وإلتفت لها.
" تكون أميرتي في هذا الوقت في الجناح، ادخلي، واخبريها أنني أحضرتك، وستبقي في حمايتي حتى يتأدب لوهان معكِ."
رغماً عنها ضحكت جازميت بخفة ثم أومأت.
" سأفعل، شكرًا لك سموك"
أومئ لها ثم أدبر، لكنها سمعته يقول.
" ذاك المِتر ونصف يجرؤ أن يضع أميرة في الزنزانة، أنا سأريك وأشكوك لإخوتي!"
وفي طريق سيهون إلى القصر العام مُجدداً؛ رأى الفوضى تعم قصر لوهان، صدف وإن كان لوهان غاضبًا على حرسه في الخارج يوبخهم بسبب سيهون.
سيهون صفّر بشفتيه يجذب إنتباه أخيه، ثم لَوّح له قبل أن يطير في الهواء ويتلقى هجوماً من لوهان.
" اتبعني إلى قاعة الماما"
وما كان يملك لوهان خيار سوى أن يتبع أخيه، ليرى إلى أين سينتهي معه.
دخل لوهان القاعة غاضباً، وبالفعل سيهون كان يجلس على عرشه الخاص.
" كنتُ أعلم أنك ستخرجها، ولكن أين ذهبت بها؟!"
حرك سيهون كتفيه بجهل وقال.
" لا أدري، حاول أن تقرأ أفكاري"
تنهد لوهان بأستياء وقال محذراً يُشهر بسبابته.
" سيهون، لا يغرينك عدم قدرتي على قراءة أفكارك، ما زلت أستطيع أن أضربك؟!"
وسيهون أجاب لامُبالياً.
" سأقطع الهواء عن رئتيك قبل أن تصلني!"
وقفا سوهو وكريس يستوقفا الشِجار، وكريس تحدث.
" ما بكما تتشاجران هكذا؟! هلّا فهمنا؟!"
أشار سيهون إلى أخيه وقال.
" أخي العزيز قام بحبس أميرته بزنزاناته القذرة، أيرضيكم كمّ القسوة الذي عامل به إمرأة رقيقة؟!"
تقدم منه لوهان وصاح يود ضربه، لولا أن دي او قيّد قدميه في الأرض، فما استطاع التقدم أكثر.
" أتتغزل بزوجتي أيها الوقح!"
نظر سوهو ناحية لوهان وبملامح باردة قال.
" أنه يعامل الأميرات بلطف، وله نظرة خاصّة عن النساء، هو لا يقصد التغزل بأميرتك، أنسيت أنه مولع بأميرته؟!"
تنهد لوهان بأستياء وواجه أخيه مُجدداً.
" أين أميرتي يا سيهون؟!"
" حينما تُقدر قيمتها في حياتك، وتحترم أنوثتها ورِقّتها سأعيدها لك، واضب أن تتأدب سريعاً قبل أن تموت في نوبة شوق لها"
ضحك الأمراء أجمعين إلا لوهان صاح غاضباً بأخيه الذي لا يُبالي.
....................................
اليوم وبينما الفرصة تسنح لبيكهيون أن يكون من أميرته أقرب، وأن يُريها وجهًا جديدًا لا تألفه منه، فقد قرر أن يستغل الفرصة ويودّها بكل سِعته.
دخل بيكهيون الجناح عليها بعدما طرق الباب، كانت تقف أمام المرآة وتضبط زيها، إنها لا تتزين بزينة الأميرات، بل بزينة العوام من النساء، زينتها بسيطة ولكنها ساحرة.
كانت تضبط القُبعة الصيفيّة على رأسها حينما دخل، فأبدى إعجابه بإبتسامة.
" تبدين جميلة"
أومأت أن نعم ولم تتبع، لذا الصمت كان دائرًا بينهما، فلا هي تتحدث معه إن فعل، وهو مُحرَج من أن يتحدث ولا يتلقى إجابة، تنهد ثم قال.
" علينا أن نخرج سموكِ إن كنتِ جاهزة"
تقدمته وسبقته بالخروج فتبعها بلا أن يقول شيء، بدأت الجولة اليوم بين الأحياء السكنيّة، مُدّعين أنهما عابري سبيل ضائعان في المدينة الأجنبية عنهم، فلا أفضل من رؤية الناس تعيش على طبيعتها.
كانا يسيران بين الطُرقات خفيفة الإكتظاظ، الناس يعيشون حياة طبيعية، هناك إمرأة تكنس أمام باب منزلها، وإمرأة تنشر الثياب المغسولة، أخرى تقوم بمسح الزجاج الخارجي.
تبسّمت آيلا بينما تنظر في حياة النسوة وكيف يفعلنّ.
" هذه الصورة للنساء هنا مُشينة في منظور النسويات"
نظر لها بيكهيون وتسآل.
" هل لديكِ ميول نسويّة؟!"
حركت كتفيها بجهل وأجابت.
" نعم ولا، لا اؤمن بالكثير من مبادئهنّ، ولكنني أدرك أن للنساء حقوق على الرجال إحترامها"
نظرت إلى بيكهيون تتهمه وقالت.
" مثل حقها في أختيار زوجها، وإلى من تسلم جسدها، حقها في أختيار أسلوب المعيشة الذي يناسبها، وحقها برجل يحترمها"
إزدرئ بيكهيون جوفه وأشاح عنها ثم قال.
" لستُ ضد أي مما قُلتِه، الظروف أحيانًا تُسيّرنا إلى ما لا نبغيه، هذا فحسب"
توقفت في محلها وإلتفتت إليه تتهكم بضحكة ساخرة.
" أتقول أن الظروف جبرتك على ما نحن فيه الآن؟!"
نفى برأسه.
" لقد أخطأت كثيراً وأنا مُتأسّف"
أشاحت عنه وتابعت سيرها.
" لا ينفع أسفك الحين، لن يرد لي شيئاً مِما ضاع بسببك"
إستوقفها حينما قبض على عضدها وجعلها تلتفت له، ثم استنكر يعقد حاجبيه مُستاءً.
" أتكرهيني إلى هذا الحد؟!"
أفلتت يدها منه وهمست.
" أولا تعلم؟!"
تقدمت تتابع سيرها لكنها توقفت حينما ناداها.
" آيلا، أنا لستُ الذي..."
إلتفتت إليه تنتظر أن يُتبع، بيد أنه تنهد ونفى برأسه.
" لا شيء!"
تقدم منها وشبك يدها بيده لوما رغبت وحتى إن كرهت، فليكن مرة أناني ويشعر بها من هذا القُرب.
" أتركني!"
تمسّك بيدها أكثر ورفض.
" لن أتركك لذا أمشي سموّ الأميرة وقومي بواجبك كأميرة"
..................
كانت ميريانا في جناحها المَلكي تحوم، بلغها أن الأمراء اجتمعوا مع الملك لمناقشة مُقترحها بأن تعود للأرض.
ولكن ما لا تعلمه ميريانا ما يحدث في القاعة، فبمجرد أن ذكر سوهو سيرة الملكة، وتحدث بشأن إقتراحها؛ تشانيول ضحك وقد تشعّبت من خلفة هالة حمراء على شاكلة دُخان نفّاث جعل الأمراء يتناظرون بقلقٍ عليه، وهو قال.
" تصدقونها؟! لا تعرفون كم هي إمرأة ماكرة ومُخادعة، تُريد أن تعود للأرض كي تهرب مني"
إعترض سوهو قابضاً حاجبيه.
" لكنها تترك أمها وأختها هنا وتغادر وحدها معك، على الأقل أنت تعلم بكم أن عائلتها عليها ثمينة، يستحيل أن تتخلى عنهنّ"
صمت تشانيول يُطالع سوهو بحاجب مرفوع وإبتسامة لئيمة تتكسر على شفتيه.
" أمها عادت صبيّة عشرينية تتمتع بالصحّة والعافية التي لم تجدها على الأرض، وأختها أميرة تعيش برفاهية رِفقة أمير قد يفعل أي شيء لإرضائها، هي فقط التي تكره حياتها هنا وتريد أن تتخلص منّا، وهذا ما لن أسمح به."
تحدث كريس.
" يبقى إقتراحها افضل من البقاء هنا، الملكة ليست إمرأة تخضع لبروتوكول المملكة، قد تُثير شغباً جمّاً إن رأتك تتزوج من غيرها، ونحن بغِنى عمّا ستفعله هي من فوضى في المملكة"
" فكّر بصورتك كملك البلاد، صورتها، وصورة القصر لو أثارت شغباً بمجرد أن تراك تتزوج من غيرها، وهي ملكة، لن نستطيع ردعها، ولا حتى أنت هنا"
وافق لوهان ما قيل واتبع على كلامه.
" وحدك من يستطيع ضبطها دون إثارة أي بلبلة، ليس خارج أسوار القصر فحسب، بل خارج المملكة كُلّها"
تنهد تشانيول وتريّث يُفكر بأمر ملكته، يعلم كم أن شخصيتها مُتمردة، ويفهم جيداً كم أنها شخصية لا تهتم بالوسيلة ما دامت تخدم مُبتاغها، لذا أومئ بعد تنهيدة وقال.
" ابعث لها رسولاً يُبلغها أننا سنعود إلى الأرض الليلة، كاي سينقلني مع الملكة والأميرات الثلاث"
وهكذا إنفضّ المجلس لتنفيذ أوامر الملك شتى، فيما تولّى قوّاد الحُماة سوهو وكريس النيابة عن منصب الملك ريثما يعود مُكتَمِل القِوى.
وأيضاً تولّى شيومين بقواه -التجميد- ولاي بقواه الخاصّة -الشفاء- كما بقواه المُشتركة مع بيكهيون -الضوء- وبسيادته على الطاقة الزرقاء إخضاع الملك تشانيول لجلسة عِلاجية كما سابِقاتها، لتخلصيه من الطاقة الحمراء الزائدة فيه.
لكن!!!
منذ أن مَوكِب من الحَرس الملكيّ أُمِرَ بالتجهيز لمغادرة الملك والملكة إلى كوكب الأرض في رحلة طويلة الأمد قد تزيد عن شهرين، فالخبر ذاع سيطه في المملكة من قلبها إلى أطرافها.
حتى أن الخبر بَلغ أُناسًا لن يُضيعوا فرصة عظيمة كهذه، لفرض القوّة وإستحلال الأرض، ففي ظِل غياب الملك؛ المملكة لن تحمل قِوى المتينة وتتحصن بها، وناب عنه من ناب، لا يهم.
كذا إلتقطت الأقمار الصناعية التي تُراقب الفضاء من حول الأرض حركة غير طبيعية، شِهاب سريع، يتمثل في عدة أشخاص، رجلان وأربع نساء.
ومختبرات ناسا تنتظر الفُرصة...!
..............
سلاااااام
آخر سطرين حرق😂😂 بس هما تعويض لكم يعني...
ترا ضايل لهاي الرواية ثلاثة صراعات، والثلاثة إبتدأو من هالفصل هذا، على الأغلب تودعوا الدرك الأسفل مع تفاح محرم😂
شفتو Lit؟!
مع أني من زمان ما تحدثت عن إكسو وآخر أمورهم هون، لكني مش قادرة أسكت.
شو العظمة هاي؟!
الي ما شاف الMV تبع Lit بقناة لاي ع اليوتيوب، لازم تروحوا تشوفوا وتخونوا البايس مثل ما خنت أنا😭
الشي الي ما عاد يفاجئني غايز، أنو الامفي يتشابه مع وحدة من روياتي الي لسة ما اعلنت عنها لكم، واحس المومنتات بيني وبين أكسو صارت كثير😭😭😭
حكيت كثير، معلش... ترا سنغل بائس حزين😂
اه وشكراً لأنكم كثرانين مؤخراً!!!
والأهم شكراً لأنكم بتحبوا الدرك الأسفل، اعدكم هالرواية ح تكون من مفضلاتكم♥️
الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
1. رأيكم بِ:
ميريانا؟ رد فعلها على كلام تشانيول القاسي معها؟ نقاشها مع الحُماة؟
تشانيول؟ حالته إن تعلق الأمر بميريانا؟ وضع نفسه في حرب ضدها على الدوام؟
سيهون اللطيف؟!
لوهان؟!
بيكهيون؟! محاولاته لكسب ود آيلا مجدداً؟!
رأيكم بالفصل وتوقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі