Changes
Chapter 51
بعد ما يقارب الأربعة أشهر، ولحسن الحظ هناك تغيرات جيدة وسيئة في تلك الفترة..
كل شئ كان يسير بشكل جيد وكان الوضع هادئًا وكل شئ يسير كما هو مُخطط له...الوضع بالمملكة هادئ وجيد، كل شئ يسير كما هو مُخطط له...تنتشر أخبار عن إجتماع مجهول لا يعلم الناس عن من عقده أو لمَ تم عقده، ينتشر الحراس في المملكة بشكل دوري ودائم، لقد وضعوا أيديهم علي بعض حراس كيليب وتم التعامل معهم..
أصبح الناس يعيشون هناك حياة شبه عادية، هم يحظون بالأمان الذين كانوا يريدونه لكن هذا ليس كل شئ، أرادوا الأمان التام لهم وللملكة ليس فقط بعض الحراس يأتون يتفقدون الأماكن ويلقون القبض علي الأعداء، أرادوا ملكتهم أن تعود وأنا واثقة أن أمي ستتولي ذلك بشكل أفضل من رائع..
لازال هناك بعض الإجتماعات السرية بين الثوار والمرتدين لكن تم تولي أمرهم، أحدث الحراس إغارة علي أماكن إجتماعاتهم والقوا القبض عليهم لكنهم لم يقتلوهم، هم فقط يستخلصون المعلومات منهم يعلمون من أين يأتون بمعلوماتهم وماذا يريدون وتلك الأشياء..
لم يكن السبب الرئيسي لإلقاء القبض عليهم هو أننا نريد كبح غضبهم أو أرائهم، هم لديهم حق في النهاية فالعائلة الملكية متغيبة لما يقارب السنة وأكثر منذ توفي الأكبر والأشرس..
بجانب أن البشر والخوارق بالمملكة عادوا يتعاملون مع بعضهم بسلام ولا خوف فمنذ مجئ حراس كيليب ودبوا القلق والخوف في قلوب كل من الجانبين بدأوا يتنازعون في كل صغيرة وكبيرة..
هذه كانت الأجواء في المملكة خلال الأربعة أشهر التي مضت، أما عن جانب حياتنا اليومي فأعتقد أنه كان ينهار يومًا بعد الأخر..
لقد كنت مريضة طوال هذه الأشهر، لم أستطع النوم لبضع ساعات متتالية إلا وكان يجب أن أستيقظ جراء كابوس مرعب يجعلني أتصبب عرقًا وتتواصل لقطات من ذلك الحلم في التخلل إلي رأسي وكأنني أعيش ذات اللحظة مرات متكررة...تلك الأشياء قاربت علي جعلي أفقد عقلي وصوابي، لقد أصبحت أري أشياء من المستحيل أن تحدث وأنا مستيقظة ولست نائمة أو في حلم ما..
بجانب أنني أصبحت مريضة كثيرًا في معدتي تلك الأيام، لا أستطيع تناول أي شئ إلا وتقيأته وبكل مرة تأتي تالا تخبرنا أنه لا يوجد شئ...لكنني يمكنني الشعور بكل ثانية شئ يكبر بمعدتي وهو يتغذي علي من الداخل، وكأنه يمتص قوتي مني لأجله ولسبب ما أنا لا أقاوم، أنا لا أريد حتي..
لقد أصبحت أري كوابيسًا متتالية في يومي حتي وأنا مستيقظة بخصوص أسوأ كابوسين في حياتي، إعتقدت أنني تخلصت من أحدهم بعد ذهابي من المملكة لكنني كنت مخطئة هو يتبعني دائمًا...كل ثانية كل دقيقة هو حتي يترك علامات الإعتداء الجسدي علي جسدي، لا أعلم كيف بإمكانه فعل ذلك حتي وهو ميت!
الكابوس الأخر هو لا يتركني لثانية، هو يعبث بعقلي دائمًا ويظل يشتت علي بكل شئ...تشبه المطرقة التي تطرق برأسي وأحدهم يُدخل مسمار أكثر ويظل يطرق عليه، هو يريد الخروج ولا يمكنني أن أسمح له...أنا علي حافة فقد صوابي ولا أستطيع لم شتات ذاتي وإذا وقعت من علي تلك الحافة وتركت له زمام الأمور...سوف تكون النهاية..
وعلينا جميعًا أخذ حذرنا الأن بعدما علمنا أن عائلة جاكسون بأكملها صيادون، وعائلته تُعد من أكثر العائلات عداوة لعائلتنا...وأنا علي يقين أنهم علموا بحقيقتنا أو قد يعلموا قريبًا...لذا كل شئ يفعله أحدنا يجب أن يكون مدروسًا جيدًا ومُخطط له مسبقًا..
والأمر المضحك حيال كل ذلك هو أنني أري أشباحًا ليس دائمًا لكن كل فترة...أشخاص لا أعلمهم ولا أعلم ما قصصهم لكن كل ذلك من مخطط العبث الذهني ليفقدني صوابي ويدعني أفقد السيطرة علي ذاتي..
أصبحت أبدو مثل الأموات بذلك الجسد الهزيل وكل شئ سئ بي، شاكرة للأجهزة التي بجسدي التي لازالت تعمل، وأيضًا للوشوم التي علي جسدي التي تخفي كل أثار الإعتداء ذلك التي أستيقظ وأجدها بجسدي ولا أعلم من أين أتيت ولمَ لا تزول حتي..
أمي قلقة للغاية، الجميع قلق علي...هي لا تعلم حيال الكوابيس وكل تلك العلامات أو حتي التخيلات التي تراودني ، في الحقيقة لا أحد يعلم بخصوص ذلك ولا يمكنني إخبارهم حتي لا أضيع كل شئ ولا حاجة لقلقهم ما دمت لازلت كابحة إياه داخلي..
بسيل وسديم خليلة كل من كريس كول، لم نسمع منهم منذ وقت لكننا علمنا ما قد حدث لذا هم يبقون معنا هذه الأيام...لقد أصبحت بسيل حامل قبل ذهاب كريس وعدم معرفتنا شئ حياله، لم تتسني لها الفرصة لأخباره بالأمر وحالما علمت بأمر حملها طلبت منها البقاء معنا لأنها تحمل الأن مستذئب صغير داخلها وتحتاج الرعاية لهذا فلن تستطيع الإهتمام به وحدها..
والمفاجأة أنها وافقت علي البقاء معنا فهي لا تعلم ما تخبر به عائلتها وكانت تحتاج كريس بجانبها الأن ليدعمها كما كنا نحتاجه جميعًا الأن...إنها حامل في الشهر الرابع وهي تبلي بلاءًا حسنًا في هذا، وجسدها يتناسب مع حاجة الطفل بشكل جيد...أنا سديم فهي أيضًا تبقي معنا، في الحقيقة كنا قلقين عليهم في حالة محاولة كيليب إضعافنا بأي شئ نهتم به، وفي الحقيقة هم أصبحوا مقربين إلينا كثيرًا وهم يعلمون الكثير عنا الأن..
قبل الإجتماع الذي عقدته بيومين، لقد كنت بالمنزل مع أمي والرفاق وأحضرت أيضًا كاميرون وكاميليا ودانيل وريان وأرون صديقي من المقرب بجانب الرفاق الذي لم أره منذ وقت طويل بسبب أشياء لازلت لا أعلمها حتي الأن...لقد أصرت أمي علي أن نتناول الطعام معًا لعلهم يستطيعون تشجيعي علي تناول أي شئ..
حيث كنا جالسين أمام التلفاز حتي تنتهي أمي من تحضير الطعام وكنت أنا أقاوم النوم بكل شئ في، والذي ساعدني هو طرقات علي الباب..
"سأجيب ذلك" قالتها كاميليا وذهبت للباب وفتحته وكان يقف أمامها خمسة رجال ضخام البنية وعلي وجوههم علامات الجمود ويشبكون يديهم أمام أجسادهم..
"دانيل" تحدثت كاميليا بصوت عالٍ وهي تنظر للرجال..إستقام دانيل وتوجه ناحيتهم وحالما رأهم إبتسم لهم بهدوء ليبتسموا هم له أيضًا ويرحب بهم للداخل إلي غرفة أخري منفصلة..
"أوليفيا ،هناك زعماء القبائل هنا...يريدون التحدث معكِ ووالدتك، هل يمكنكِ فعل ذلك؟" قالها دانيل ناظرًا إلي لأبعد الوسادة وأستقيم بهدوء..
"أجل أنا بخير...دعنا نري ما لديهم" قلتها بهدوء وربط شعري للأهلي ومشيت معه إلي تلك الغرفة ومعنا أمي..
"ملكة جيلينا..أميرة أوليفيا "قالها الرجال بعدما أستقاموا وأنحنوا لنا لتعيدني أمي للخلف ويقف دانيل بالأمام ويخرج مخالبه ...فمن المفترض أنه لا يعلم أحد هذا عنا، وأنا أعني لا أحد تمامًا..
" لا عليك دانيل، نحن هنا لغرض نبيل" قالها أحدهم بهدوء ناظرًا إلي..
"لم نأتي هنا للقتال أو شئ...نحن هنا لنظهر ولائنا للعائلة الملكية" قالها أحدهم وأنحني خمستهم..
"لا عليك دانيل، دعنا نستمع لما سيقوله السادة" تحدثت بهدوء ووضعت يدي علي كتفه ليعيد مخالبه مجددًا..
" رجاء تفضلوا "قالتها أمي وأشارت لهم بالجلوس ليجلسوا ونجلس أمامهم علي الأريكة..
" أولًا تعازينا الخالصة لفقدانك والدك... وثالثًا لا بد أنكِ لا تتذكرينا جيدًا ولكننا...السيد جابرييل زعيم قبيلة السحرة في أستراليا، سيد سولومون زعيم قبيلة مصاصي الدماء في أمريكا الجنوبية، سيد دولين وسيد روبنز زعماء قبيلتي البشر التي تعلم بحقيقتنا في روسيا وأوروبا...وأخيرًا أنا..." كان يتحدث بهدوء وهو يعرف كل واحد منهم لكنني أكملت جملته للنهاية..
" سيد كولوم...زعيم قبيلة المستذئبين في إفريقيا "تحدثت بهدوء ناظرة له ليبتسم هو..." أنتَ صديق أبي، كان يحكي لنا الكثير عنك وعن مغامراتك...بالحقيقة عنكم جميعًا، وكم كنتم أصدقاء أوفياء له "تحدثت بهدوء وشرود لأستقيم وأنحني لهم لتنظر أمي لي مبتسمة ثم أجلس مجددًا..
" أنا في الحقيقة متفاجئ قليلًا أنكِ تذكرتِ" إبتسم سيد كولوم ناظرًا إلي..
"لقد كنت صغيرة لكنني أتذكر...من الجيد رؤيتكم جميعًا "إبتسمت ناظرة لهم..." إذًا أبي هو من أخبركم بحقيقتنا؟" تحدثت بهدوء ولكنه بدا كسؤال قليلًا..
"أجل أوليفيا، منذ وقت طويل... ونحن هنا الأن، خمستنا لتقديم كامل الدعم والولاء لكم بعدما علمنا حيال الإجتماع الذي عقدتيه... هذا ما كان يريده والدكِ" إبتسم سيد سولومون لأنظر لأمي مبتسمة لتبتَسم لي، وكأنني أخبرها أرأيتِ؟ نحن نفعل شئ عظيم الأن..
" أنا ممتنة لكم للغاية لا أعلم كيف أشكركم علي هذا.. هذا يعني لي الكثير "إبتسمت بإمتنان ناظرة لهم..
" إنه أقل شئ نقدمه لكِ...أنتِ تعدين أخر ما تبقي من كاسبر، لازال لا أخبار عن كول وكريس؟" سأل سيد جابرييل ناظرًا لنا لأتنهد بهدوء وأعيد نظري له..
"لا، لا شئ "تنهدت أمي بهدوء وشرود..
" يمكننا مساعدتكم في البحث...فكلما زاد العدد زادت المساحات التي يتم تمشيطها "قالها دولين ليوافقه الجميع علي ما قاله عداي وبقيت صامتة..
" نحن نقدر جهودكم وهذا شئ لطيف منكم لتفعلوه لكن كلا...لا تفعلوا ذلك" تحدثت بهدوء لتنظر إلي أمي بعدم تصديق لما قلته..
"لكن أوليفيا..ماذا إن كانوا بخطر أو حدث شئ لهم؟ "سأل سيد كولوم ناظرًا لي..
"إثنتيهم بأمان صدقني...يمكنني الشعور بذلك داخلي" إبتسمت ناظرة لهم لينظروا لبعضهم ثم ينظروا لي..
" كما تشائين أوليفيا، لكن هل أنتِ بخير؟" سأل لأبتسم له..
"أنا بخير، شكرًا لكَ.. فقط كما تعلم، هذا كله جديد علينا "إبتسمت ناظرة له ليومئ لي ويستقيموا..
"سوف نراكِ يوم الإجتماع أوليفيا "إبتسم سيد كولوم وإحتضني ثم غادروا جميعًا..
"أخبار جيدة؟" سألت سديم مبتسمة ناظرة لنا..
" كاللعنة ،نحن نحظي بالدعم الأن من بعض القبائل... سيكون الوضع جيدًا في الإجتماع بعد غد "إبتسمت ناظرة لهم..
"هذه أخبار رائعة...هل يمكننا حضور الإجتماع معكم؟ رجاء؟ "قالتها كاميليا مبتسمة ببراءة..
"لا، لا يمكنك كامي...ليس حتي نتأكد أن الوضع أمن" قالتها هايلي ناظرة لكاميليا..
" هذا مؤسف، كنت لأكون دعمًا جيدًا لكم "تحدثت كاميليا بعبوس لأبتسم ناظرة لها..
"إذًا يا فتيات يمكنكن الصعود للأعلي حالما أنتهي من إعداد العشاء" إبتسمت أمي ناظرة لجميع الفتيات، لنصعد كلنا إلي غرفتي..
" معدتي تؤلمني "تحدثت بتذمر بعدما إرتميت علي الفراش..
" لدي فقط إقتراح أو لا أعلم "قالتها بسيل بعدما جلست علي الأريكة وهي تمسك بمعدتها..."ماذا إن كنتِ حامل؟ "سألت بسيل ونظر الجميع لي لأنظر لهم بخوف من نظراتهم..
"بالطبع لا...لقد مر أكثر من أربع شهور منذ موت جاكسون ولم أحظَ بعلاقة بعدها" تحدثت بهدوء ناظرة لهم..
" تعلمين أنه من المحتمل أليس كذلك؟" قالتها سديم ناظرة إلي..
"لا أعتقد ذلك" قلتها ووضعت يدي علي معدتي...'هل أنا أضع طفل بداخلي الأن؟' كان ذلك الحديث في عقلي وأنا أنظر لمعدتي..
'إذا كنت طفلي الذي بالداخل، يمكنني الشعور بك ليس تمامًا لكنني أشعر بكَ...وأريدك أن تعلم أنني أحبك رغم أنني أعتقد أن كل هذا ليس صحيحًا، أحبك طفلي الصغير' كنت أتحدث في رأسي وأنا أتحسس معدتي وأبتسم..
"اوليفيا هيا عزيزتي، لقد حضرت لكِ طعامك المُفضل" قالتها أمي بصوت عالي وهي تضع الأطباق علي الطاولة لننزل لها بعد ذلك..
"لا أريد أمي، معدتي تؤلمني ولا أعتقد أنني سأقوي علي تناول شئ" تحدثت بهدوء بينما أنا جالسة علي الأريكة وأحتضن الوسادة وأشاهد التلفاز..
"هيا صغيرتي، سوف نتناول معًا" قالها أرون وسريعًا حملني بين يديه وكنت أشعر بألم جراء إمساكه لي بتلك الطريقة لكنني تمالكت ذاتي من التأوه ووضعني علي الكرسي عند الطاولة..
تجمع الجميع علي الطاولة وبعدما قالت أمي تلك الصلاة التي تقولها دائمًا قبل الطعام بدأ الجميع بتناول طعامه...كنت أنظر للطعام لفترة طويلة وكل ما كنت أراه هو فقط دماء وأشياء تتحرك، وأما الرائحة فكانت رائحة أموات في قبورهم.. كنت أعلم أن كل ذلك ضمن التهيؤات التي تراودني..
توقف الجميع عن تناول الطعام وكانوا ينظرون لأنفسهم ثم إلي، وضعت يدي علي وجهي وأنا أحادث ذاتي انه يجب علي تمالك ذاتي وأن كل ما أراه ليس حقيقيًا علي الإطلاق...أزلت يدي من علي وجهي ثم نظرت للطعام مجددًا..
إلتقط الملعقة بهدوء ثم تناولت القليل من ذلك الشئ الذي يتحرك وهو مائة بالمائة لا يتحرك بالنسبة لهم ووضعته بفمي...لقد كان أسوأ شئ تذوقته بحياتي، طعمه كان كطعم الحديد الصدأ والفضة وكان يحرق كل الخلايا بالداخل، بصقت كل ذلك علي الأرض وكان كل ما يخرج هو دماء داكنة للغاية..
"إلهي، أوليفيا أنتِ بخير؟" قالتها أمي بقلق بعدما أستقامت وأمسكت بوجهي بين يديها وتمسح تلك الدماء التي علي شفتي ووجهي بأصابعها..
"أنا بخير...فقط سئمت من كل تلك اللعنة" قلتها وأستقمت وأبتعدت عنهم متوجهة للمرحاض وأغلقت الباب خلفي بالمفتاح..
"سأذهب لأتفقدها" قالتها هايلي وذهبت ورائي وتبعها كاميرون..
"لا أعلم ما أفعل حيالها، أكره وضع أنها في وضع سئ وأنا لا أستطيع فعل شئ لها" تنهدت أمي بعدما جلست علي الكرسي ووضعت وجهها بين يديها لتأتي كاميليا من الوراء وتطمئنها أن لك شئ سيكون علي ما يرام..
"هي قوية سيدة مايكلسون، لن يؤذيها شئ" قالتها كاميليا وقبلت رأسها..
" يمكنني الشعور أنها ليست بخير، ليست علي طبيعتها...تبدو كشخص أخر، دانيل هل وردتك أي أخبار منهم؟" سألت امي ناظرة لدانيل..
"لازال لا شئ، لقد بحثنا في كل مكان لا شئ...لكننا لازلنا نبحث" تحدث دانيل بهدوء..
" لا أستطيع تحمل كل تلك الخسارة" همست أمي وبدأت دموعها بالهطول وهي تضع وجهها بين يديها..."لا أريد أوليفيا أن تعلم أي شئ عن هذا، لا أريد أن أُحملها فوق طاقتها" قالتها أمي ومحت عبراتها..
" أنا أعلم أمي...ليس عليكِ إخفاء الأمر، أنا أعلم من البداية" تحدثت بهدوء بعدما خرجت لهم وورائي هايلي وكاميرون..
"أوليفيا..عزيزتي، أنتِ بخير؟" سألت أمي ناظرة لي وأستقامت متوجهة نحوي..
" أنا بخير...ورجاء توقفي البحث عن خيط مفقود، أخبرتك هم ذهبوا ولن يعودوا "تحدثت بهدوء وقبلت رأسها ثم توجهت لأجلس علي الأريكة..
أثناء سيري شعرت بألم فظيع في معدتي، وكأن شئ ما يأكلني من الداخل وكان يؤلم بشدة...إستندت علي الكرسي محاولة الإتزان وأغلقت عيني لثوانٍ ثم فتحتهم مجددًا..
" أوليفيا أنتِ بخير؟ "سألت أمي ناظرة إلي بقلق..
"أوليفيا ،إجلسي" قالتها إيميليا وهي تتجه نحوي وتمسك بيدي حتي أجلس..
لكن الوضع كان غريبًا للغاية...بعدما فتحت عيني يمكنني رؤيتهم جيدًا لكن بالتصوير البطئ ولا يمكنني سماع أي شئ يقولونه، أراهم يتحركون وكأنهم بفيلم ويتحكم أحدهم بالحركة فيتحركون ببطئ..
نظرت إلي إيميليا محاولة إستيعاب الأمر لكنها كانت تمسك بيدي محاولة إجلاسي ولا أستطيع سماعها أو الشعور بها، فقط رؤية شفتيها تتحركان وكل شئ يتحرك ولكنه يبدو أنني لا أنتمي لهذا العالم، هذا ليس عالمي..
قُطع تفكيري عندما فُتح الباب ودلف أحدهم بكل هدوء وخطوات بطيئة من الباب، ولا يبدو أن أحد يُلاحظه غيري...تمعنت النظر وإقشعر بدني مما رأيت وشعرت أن الأرض لا يمكنها حملي، لقد كان هو.. ولم يتغير شئ فقط غير أنه عاد..
"جاكسون" همست ناظرة له وعينين تدمعان وكان هو يقترب مني بهدوء حتي وقف أمامي..
"إشتقت لكِ" همس بصوته الأجش ولمسَ بيده اليمني جبيني وأنا أنظر له بأعين دامعة وغير مصدقة أنه أمامي..
"لكـ.. لكنك، ليس من المفترض أن تكون هنا" همست ناظرة له، هو لم يتغير تمامًا لازالت نفس العينين الخضراوتين والشعر الأسود، لقد كان وسيمًا كما هو..
"أعلم.. أعلم صغيرتي، لكنني هنا الأن ولن أذهب لأي مكان" همس هو بصوت خفيض وعلي شفتيه إبتسامة صغيرة..
"إشتقت لكَ كثيرًا "همست بدموع في عيني وأنا ألمس وجهه بيدي وأنظر لعينيه وأبتسم، إشتقت إليه كثيرًا..
"لن أغادر جانبك أبدًا، أعدك" همس وإقترب قليلًا وأنحني ليقبل شفتي، وكانت كل ما أنتظره بهذا العالم...كل شئ كان يبدو حقيقيًا والشعور حقيقي كل شئ..
حتي شعرت بذلك مجددًا، كنت أختنق أموت بمعني أصح...شعرت بروحي تخرج مني عندما وقعت علي الأرض وجسدي يرتجف بشدة وكنت أتنفس بصعوبة، قلبي كان يخفق بشدة وكل شئ خاطئ بي...لقد نظرت لجاكسون وكان يضع أحدي يديه في جيبه ويبتسم ويلوح لي بالأخري، حينها علمت أن هناك شئ خاطئ وكل ذلك كان فخًا..
"أوليفيا ،أوليفيا...إبقي معي حسنًا؟ كل شئ سيكون علي ما يرام فقط إبقي معي" إستطعت الأن سماع صوت أمي وهي تنادي، وأستطعت ملاحظة أنها جالسة أمامي علي الأرض وتحاولي تثبيتي ومنعي من الإرتجاف..
"حادث تالا الأن" صرخت أمي بهم وهي تمسك بي ثم رفعت رأسي لها وهي تتفقدني..
" أنتًِ ستكونين بخير، أعدك أنني لن أسمح لشئ بأذيتك "قالتها أمي بدموع وهي تنظر لوجهي..
بدأت بإخراج دماء سوداء من فمي وأنفي وعيني، عروق جسدي تحولت للون الأسود وأصبح جسدي باردًا كالثلج...كل شئ يؤلم الأن، لا يمكنني المقاومة ليس بعد الأن..
"أمي...أنا أحبك" همست بصوت خفيض وأنا أمسك بيدها وضغط عليها برفق..
" لالالا صغيرتي، سوف تكونين بخير... فقط اصمدي معي" قالتها أمي وهي تقبل يدي وتقبل وجهي..
"لا عليكِ.. كل شئ سيكون بخير...أخبري جيا أنني أحبها، وإفعلي لها ما تُحب..." كدت أتحدث حتي تحولت عيني للون الأحمر المشع وسكن جسدي بأكمله..
لا لا، أوليفيا لا... أوليفيا ،قاوميه.. لا تدعيه يستحوذ عليك، أوليفيا قاوميه "قالتها أمي وكان ذلك أخر شئ سمعته وشعرت به..
Author's POV
"لا لا...أوليفيا ،أوليفيا...أوليفيا لا" كانت تصرخ جيلينا بأكمل قوتها وعينيها مليئة بالدموع وهي تمسك برأس أوليفيا وتهزها لعلها تستفيق لكن فقط كل ما رأته هو عينيها البيضاء التي يحيط بها ذلك الننئ الأحمر..
"إبتعدي عنها، الجميع يعود للخلف" كان دانيل يصرخ بالجميع وأمسك بجيلينا وأبعدها عن أوليفيا، وكان الجميع بالخلف خائفون للغاية وحضر الحراس الذين كانوا بالخارج..
"أوليفيا ،رجاء قاوميه...أعلم أنه يمكنك، أنا أثق بكِ" قالتها جيلينا بدموع ناظرة لأوليفيا ودانيل يمنعها من الإقتراب منها..
" فات الأوان، جيلينا...أم يجب أن أقول أمي" قالها صوت هادئ وساخر لتعتدل أوليفيا في جلستها وتنظر للجميع بإبتسامة غريبة ومريبة وعينيها لازالت حمراوتين..
" لا لا...ماذا فعلتَ بإبنتي؟ "صرخت جيلينا وحاولت الإبتعاد عن دانيل لكنه كان يمسك بها بقوة..
"علي أن أقر بشئ..هي قوية للغاية، أعني ما اللعنة لم أتوقع ذلك" قالها ذلك الصوت لتستقيم أوليفيا وتنفض الغبار من علي ملابسها..
"ماذا تريد؟" سألت جيلينا ناظرة له..
"لكنها كانت تقاوم بشكل كبير، لم أتوقع ذلك منها...هي لم تترك لي غير وسيلة واحدة، أنا حاولت معها بكل الطرق لكنها عنيدة للغاية..لذا أعتذر إذا إستخدمت أي وسائل غير مرضية" قالها الصوت وهي يرفع أكمام الكنزة ويتحسس تلك الجروح التي علي ذراعها التي تغطيها الوشوم ثم أخفي تلك الوشوم في ثوانٍ..
" لقد قلت ماذا تريد؟ "سألت جيلينا بعدما إستقامت ونظرت له بقوة..
" أنتِ تعلمين ما أريد جيلينا...أريد ما هو ملكي بالأساس، فتاتك كانت تحمل شئ صغير بداخلها وهو يمدها بالقوة ويدمرها معي بذات الوقت"قالها الصوت وعلي وجهه إبتسامة ناظرًا لجيلينا..
"هي ليست ملكك" قالها آرون وهو يصرخ به..
"أتعلمين كم هي قوية؟ كم هي تحمل قوة بالداخل؟ هي إستخلاص رائع من الطبيعة" قالها الصوت مبتسمًا..
"فقط اخرج منها وسنفعل لكَ ما تريد "قالها دانيل ناظرًا لأوليفيا..
" لقد أخذت ما أريد للتو" إبتسم ثم أعاد دانيل جيلينا للوراء يترقب الجميع ما سيفعله..
طاف جسد أوليفيا في الهواء وكان جسدها ينثني للوراء وذراعيها يتحركان في شكل غريب وكأنها ينكسران...عينيها كانتا تلمعان بشكل مريب وتخرج الدماء من فمها وعينيها وكان المنظر مرعب للغاية...بدأت الأرض من أسفلهم بالحراك وكأنه زلزال، تحولت السماء للون الأحمر الداكن وبدأت الأمطار بالهطول وكانت أمطار رائحتها دماء..
في خلال ثوانٍ قليلة إنثني جسدها بقوة كأنها ورقة طُويت حتي أمكن للجميع سماع صوت عظام ظهرها تنكسر ثم تم كسر عنقها حتي وقعت علي الأرض بقوة مغشي عليها وعاد. كل شئ كما كان وسكنت الأرض وعادت السماء كما كانت..
"أوليفيا ،أوليفيا... إستيقظي عزيزتي، هيا" قالتها جيلينا بعدما ركضت ناحية أوليفيا وأمسكت برأسها..
"أبقوا خارج المنزل، أبقوا أعينكم مفتوحة وحادثوا تالا.. الأن" أمرهم دانيل وخرج الحراس سريعًا..
"سأخذها للغرفة" قالها توم سريعًا وحملها بين يديه وصعد للغرفة..
"لمَ لا تستيقظ؟ هل هي بخير؟ "سألت بسيل بدموع بعينيها وهي تنظر لأوليفيا..
"كاميليا، خذيهم وانزلوا...سوف نلحق بكم "قالتها هايلي ناظرة لكاميليا لتومئ وتغادر مع بسيل وسديم..
"ليف ،صغيرتي إستيقظي رجاء...كل شئ سيكون بخير" قالتها جيلينا وهي تحرك في وجهها بقلق وتقبل كل وجهها..
" تالا هنا "قالها ليو سريعًا وكانت تالا وراءه ودلفت سريعًا..
" الجميع للخارج الأن "قالتها تالا وهي تتفقد أوليفيا لينظر الجميع لبعضهم ويخرجهم دانيل، وخرج الجميع وبقيت تالا مع أوليفيا..
بعد وقت طويل حوالي ثلاث ساعات أو أكثر، أشارت تالا لهم بالدلوف ودلف الجميع..
" هل هي بخير؟" قالتها جيلينا سريعًا وهي تبقي بجانب أوليفيا وتتحسس وجهها وتقبل وجهها..
"دعونا نتحدث خارجًا...هي نائمة الأن" قالتها تالا بهدوء وخرجوا جميعًا لخارج الغرفة..
"هي علي قيد الحياة وهذا ما يهم، لكنها الأن في أقصي مراحل ضعفها جراء ما فعله ذلك الأخرق بها...ستستعيد قوتها خلال وقت لا أعلمه بعد، لقد فعلت كل ما بوسعي لإعادتها للحياة وهي لن تكون قوية كفاية لأي شئ...التعويذة التي ألقيتها عليها لتبقي فائقة قليلاً وتستعيد ولو لقليل من قوتها حتي تكتمل سوف يزول لذا من الأفضل أن يتم إلغاء إجتماع بعد غد لأنها لن تكون في كامل وعيها أو قوتها..."قالتها تالا بهدوء وبدأ الجميع بالإرتياح قليلًا لكونها علي قيد الحياة لكن صمت تالا بعدها قلق الجميع..
" أوليفيا كانت حامل بشهرها الرابع"قالتها تالا ليتفاجئ الجميع..
" ما اللعنة التي تقوليها؟ هي لم تحظًَ بأي علاقة، ومضي وقت طويل علي وفاة جاكسون "سخر توم ناظرًا لها..
"لقد كان يخفي الأمر، كان يتحكم في هرموناتها...كان يقتلها بالبطئ، لقد حاول قتله لكنه لم يستطع لقوة الطفل وأوليفيا.. كان يستنفذ من قوتها لإخفائه يجعلها تشعر وكأنه غير موجود...كل هذه الفترة كان الطفل يستنفذ من قوة أوليفيا للعيش، كان بمعني أصح يأكلها حية... لكن الأن لم يعد موجودًا "تحدثت تالا بهدوء وصمتت قليلًا قبل قول تلك الجملة الأخيرة ليشهق الجميع حين سماع ذلك..
" أوليفيا لم تكن علي علم بذلك، لكنها كان واعية عندما كنت أقوم بالطقوس وتحادث الطفل الذي كان قد توفي...داخل عقلها الباطني، لذا كان علي إخراجها قبل أن تفقد عقلها "تحدثت بخفوت وتنهد..
" يا إلهي "همست إيميليا ووضعت يدها علي فمها..
"هل هي بخير فقط؟" سألت جيلينا محاولة التماسك..
"آجل، لكنها نائمة.. عندما تستيقظ ستكون بخير "قالتها تالا بهدوء وإحتضنت جيلينا لتدلف إيميليا وهايلي وتوم وليو للداخل..
دلفوا وكانت أوليفيا نائمة لتتقدم هايلي وإيميليا وتقبلا وجهها وتجلسا بجانبها ويبقي توم وليو معهم بالغرفة وتدلف جيلينا..
Olivia's POV
"مرحبًا صغيرتي، أنتِ بخير وسيكون كل شئ بخير "همست جيلينا وكانت تجلس بجانبها وتملس علي شعرها وتقبل رأسها..
"انا كنت حامل...ولقد ضاع الأن" همست أوليفيا وهي لازالت علي وضعها تحتضن الوسادة وتنهمر دموعها..
"لا تضعي هذا بعقلك الأن.. كل شئ سيكون بخير" قالتها أمي وهي تقبل رأسي..
" جاكسون كان ليكون سعيدًا بذلك، أبي أيضًا" همست وأنا أشد علي الوسادة..
"توقفي عن هذا...أنتِ هكذا ترهقين نفسك "همست هايلي وهي تقبل يدي..
"أنا متعبة للغاية، لقد سئمت من هذا الكابوس" همست وعلي صوت بكائي..
" لقد إنتهي هذا الكابوس أوليفيا، نحن معك الأن" قالتها كاميليا وهي تجلس علي الأرض وتقبل يدها وتجلس بسيل وسديم بجانب أوليفيا..
" كل شئ متعب ويؤلم...أريد رؤية أبي، إشتقت له" همست ناظرة لأمي..
"هو يراك يومًا أوليفيا...أنا أؤمن أنه يدعو لكِ يوميًا وينظر لكِ ومتأكدة أنه يدعمك من كل قلبه "قالتها أمي وهي تقبل رأسي..
"غدًا سوف يكون يومًا أفضل ليف" قالتها سديم وهي تقبل رأسها..
"لا لن يكون...أعلم ذلك "همست بشرود وأشرد فيما سيحدث غدًا..
ويقيني أنه سيكون يوم صعب بل أسوأ من اليوم، بعد كل ما حدث اليوم...لا أعتقد أنني سأملك روحًا لإكمال ذلك..
ماذا يعني كل ذلك؟
وكيف سيكون الغد أسوأ؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please 💕
بعد ما يقارب الأربعة أشهر، ولحسن الحظ هناك تغيرات جيدة وسيئة في تلك الفترة..
كل شئ كان يسير بشكل جيد وكان الوضع هادئًا وكل شئ يسير كما هو مُخطط له...الوضع بالمملكة هادئ وجيد، كل شئ يسير كما هو مُخطط له...تنتشر أخبار عن إجتماع مجهول لا يعلم الناس عن من عقده أو لمَ تم عقده، ينتشر الحراس في المملكة بشكل دوري ودائم، لقد وضعوا أيديهم علي بعض حراس كيليب وتم التعامل معهم..
أصبح الناس يعيشون هناك حياة شبه عادية، هم يحظون بالأمان الذين كانوا يريدونه لكن هذا ليس كل شئ، أرادوا الأمان التام لهم وللملكة ليس فقط بعض الحراس يأتون يتفقدون الأماكن ويلقون القبض علي الأعداء، أرادوا ملكتهم أن تعود وأنا واثقة أن أمي ستتولي ذلك بشكل أفضل من رائع..
لازال هناك بعض الإجتماعات السرية بين الثوار والمرتدين لكن تم تولي أمرهم، أحدث الحراس إغارة علي أماكن إجتماعاتهم والقوا القبض عليهم لكنهم لم يقتلوهم، هم فقط يستخلصون المعلومات منهم يعلمون من أين يأتون بمعلوماتهم وماذا يريدون وتلك الأشياء..
لم يكن السبب الرئيسي لإلقاء القبض عليهم هو أننا نريد كبح غضبهم أو أرائهم، هم لديهم حق في النهاية فالعائلة الملكية متغيبة لما يقارب السنة وأكثر منذ توفي الأكبر والأشرس..
بجانب أن البشر والخوارق بالمملكة عادوا يتعاملون مع بعضهم بسلام ولا خوف فمنذ مجئ حراس كيليب ودبوا القلق والخوف في قلوب كل من الجانبين بدأوا يتنازعون في كل صغيرة وكبيرة..
هذه كانت الأجواء في المملكة خلال الأربعة أشهر التي مضت، أما عن جانب حياتنا اليومي فأعتقد أنه كان ينهار يومًا بعد الأخر..
لقد كنت مريضة طوال هذه الأشهر، لم أستطع النوم لبضع ساعات متتالية إلا وكان يجب أن أستيقظ جراء كابوس مرعب يجعلني أتصبب عرقًا وتتواصل لقطات من ذلك الحلم في التخلل إلي رأسي وكأنني أعيش ذات اللحظة مرات متكررة...تلك الأشياء قاربت علي جعلي أفقد عقلي وصوابي، لقد أصبحت أري أشياء من المستحيل أن تحدث وأنا مستيقظة ولست نائمة أو في حلم ما..
بجانب أنني أصبحت مريضة كثيرًا في معدتي تلك الأيام، لا أستطيع تناول أي شئ إلا وتقيأته وبكل مرة تأتي تالا تخبرنا أنه لا يوجد شئ...لكنني يمكنني الشعور بكل ثانية شئ يكبر بمعدتي وهو يتغذي علي من الداخل، وكأنه يمتص قوتي مني لأجله ولسبب ما أنا لا أقاوم، أنا لا أريد حتي..
لقد أصبحت أري كوابيسًا متتالية في يومي حتي وأنا مستيقظة بخصوص أسوأ كابوسين في حياتي، إعتقدت أنني تخلصت من أحدهم بعد ذهابي من المملكة لكنني كنت مخطئة هو يتبعني دائمًا...كل ثانية كل دقيقة هو حتي يترك علامات الإعتداء الجسدي علي جسدي، لا أعلم كيف بإمكانه فعل ذلك حتي وهو ميت!
الكابوس الأخر هو لا يتركني لثانية، هو يعبث بعقلي دائمًا ويظل يشتت علي بكل شئ...تشبه المطرقة التي تطرق برأسي وأحدهم يُدخل مسمار أكثر ويظل يطرق عليه، هو يريد الخروج ولا يمكنني أن أسمح له...أنا علي حافة فقد صوابي ولا أستطيع لم شتات ذاتي وإذا وقعت من علي تلك الحافة وتركت له زمام الأمور...سوف تكون النهاية..
وعلينا جميعًا أخذ حذرنا الأن بعدما علمنا أن عائلة جاكسون بأكملها صيادون، وعائلته تُعد من أكثر العائلات عداوة لعائلتنا...وأنا علي يقين أنهم علموا بحقيقتنا أو قد يعلموا قريبًا...لذا كل شئ يفعله أحدنا يجب أن يكون مدروسًا جيدًا ومُخطط له مسبقًا..
والأمر المضحك حيال كل ذلك هو أنني أري أشباحًا ليس دائمًا لكن كل فترة...أشخاص لا أعلمهم ولا أعلم ما قصصهم لكن كل ذلك من مخطط العبث الذهني ليفقدني صوابي ويدعني أفقد السيطرة علي ذاتي..
أصبحت أبدو مثل الأموات بذلك الجسد الهزيل وكل شئ سئ بي، شاكرة للأجهزة التي بجسدي التي لازالت تعمل، وأيضًا للوشوم التي علي جسدي التي تخفي كل أثار الإعتداء ذلك التي أستيقظ وأجدها بجسدي ولا أعلم من أين أتيت ولمَ لا تزول حتي..
أمي قلقة للغاية، الجميع قلق علي...هي لا تعلم حيال الكوابيس وكل تلك العلامات أو حتي التخيلات التي تراودني ، في الحقيقة لا أحد يعلم بخصوص ذلك ولا يمكنني إخبارهم حتي لا أضيع كل شئ ولا حاجة لقلقهم ما دمت لازلت كابحة إياه داخلي..
بسيل وسديم خليلة كل من كريس كول، لم نسمع منهم منذ وقت لكننا علمنا ما قد حدث لذا هم يبقون معنا هذه الأيام...لقد أصبحت بسيل حامل قبل ذهاب كريس وعدم معرفتنا شئ حياله، لم تتسني لها الفرصة لأخباره بالأمر وحالما علمت بأمر حملها طلبت منها البقاء معنا لأنها تحمل الأن مستذئب صغير داخلها وتحتاج الرعاية لهذا فلن تستطيع الإهتمام به وحدها..
والمفاجأة أنها وافقت علي البقاء معنا فهي لا تعلم ما تخبر به عائلتها وكانت تحتاج كريس بجانبها الأن ليدعمها كما كنا نحتاجه جميعًا الأن...إنها حامل في الشهر الرابع وهي تبلي بلاءًا حسنًا في هذا، وجسدها يتناسب مع حاجة الطفل بشكل جيد...أنا سديم فهي أيضًا تبقي معنا، في الحقيقة كنا قلقين عليهم في حالة محاولة كيليب إضعافنا بأي شئ نهتم به، وفي الحقيقة هم أصبحوا مقربين إلينا كثيرًا وهم يعلمون الكثير عنا الأن..
قبل الإجتماع الذي عقدته بيومين، لقد كنت بالمنزل مع أمي والرفاق وأحضرت أيضًا كاميرون وكاميليا ودانيل وريان وأرون صديقي من المقرب بجانب الرفاق الذي لم أره منذ وقت طويل بسبب أشياء لازلت لا أعلمها حتي الأن...لقد أصرت أمي علي أن نتناول الطعام معًا لعلهم يستطيعون تشجيعي علي تناول أي شئ..
حيث كنا جالسين أمام التلفاز حتي تنتهي أمي من تحضير الطعام وكنت أنا أقاوم النوم بكل شئ في، والذي ساعدني هو طرقات علي الباب..
"سأجيب ذلك" قالتها كاميليا وذهبت للباب وفتحته وكان يقف أمامها خمسة رجال ضخام البنية وعلي وجوههم علامات الجمود ويشبكون يديهم أمام أجسادهم..
"دانيل" تحدثت كاميليا بصوت عالٍ وهي تنظر للرجال..إستقام دانيل وتوجه ناحيتهم وحالما رأهم إبتسم لهم بهدوء ليبتسموا هم له أيضًا ويرحب بهم للداخل إلي غرفة أخري منفصلة..
"أوليفيا ،هناك زعماء القبائل هنا...يريدون التحدث معكِ ووالدتك، هل يمكنكِ فعل ذلك؟" قالها دانيل ناظرًا إلي لأبعد الوسادة وأستقيم بهدوء..
"أجل أنا بخير...دعنا نري ما لديهم" قلتها بهدوء وربط شعري للأهلي ومشيت معه إلي تلك الغرفة ومعنا أمي..
"ملكة جيلينا..أميرة أوليفيا "قالها الرجال بعدما أستقاموا وأنحنوا لنا لتعيدني أمي للخلف ويقف دانيل بالأمام ويخرج مخالبه ...فمن المفترض أنه لا يعلم أحد هذا عنا، وأنا أعني لا أحد تمامًا..
" لا عليك دانيل، نحن هنا لغرض نبيل" قالها أحدهم بهدوء ناظرًا إلي..
"لم نأتي هنا للقتال أو شئ...نحن هنا لنظهر ولائنا للعائلة الملكية" قالها أحدهم وأنحني خمستهم..
"لا عليك دانيل، دعنا نستمع لما سيقوله السادة" تحدثت بهدوء ووضعت يدي علي كتفه ليعيد مخالبه مجددًا..
" رجاء تفضلوا "قالتها أمي وأشارت لهم بالجلوس ليجلسوا ونجلس أمامهم علي الأريكة..
" أولًا تعازينا الخالصة لفقدانك والدك... وثالثًا لا بد أنكِ لا تتذكرينا جيدًا ولكننا...السيد جابرييل زعيم قبيلة السحرة في أستراليا، سيد سولومون زعيم قبيلة مصاصي الدماء في أمريكا الجنوبية، سيد دولين وسيد روبنز زعماء قبيلتي البشر التي تعلم بحقيقتنا في روسيا وأوروبا...وأخيرًا أنا..." كان يتحدث بهدوء وهو يعرف كل واحد منهم لكنني أكملت جملته للنهاية..
" سيد كولوم...زعيم قبيلة المستذئبين في إفريقيا "تحدثت بهدوء ناظرة له ليبتسم هو..." أنتَ صديق أبي، كان يحكي لنا الكثير عنك وعن مغامراتك...بالحقيقة عنكم جميعًا، وكم كنتم أصدقاء أوفياء له "تحدثت بهدوء وشرود لأستقيم وأنحني لهم لتنظر أمي لي مبتسمة ثم أجلس مجددًا..
" أنا في الحقيقة متفاجئ قليلًا أنكِ تذكرتِ" إبتسم سيد كولوم ناظرًا إلي..
"لقد كنت صغيرة لكنني أتذكر...من الجيد رؤيتكم جميعًا "إبتسمت ناظرة لهم..." إذًا أبي هو من أخبركم بحقيقتنا؟" تحدثت بهدوء ولكنه بدا كسؤال قليلًا..
"أجل أوليفيا، منذ وقت طويل... ونحن هنا الأن، خمستنا لتقديم كامل الدعم والولاء لكم بعدما علمنا حيال الإجتماع الذي عقدتيه... هذا ما كان يريده والدكِ" إبتسم سيد سولومون لأنظر لأمي مبتسمة لتبتَسم لي، وكأنني أخبرها أرأيتِ؟ نحن نفعل شئ عظيم الأن..
" أنا ممتنة لكم للغاية لا أعلم كيف أشكركم علي هذا.. هذا يعني لي الكثير "إبتسمت بإمتنان ناظرة لهم..
" إنه أقل شئ نقدمه لكِ...أنتِ تعدين أخر ما تبقي من كاسبر، لازال لا أخبار عن كول وكريس؟" سأل سيد جابرييل ناظرًا لنا لأتنهد بهدوء وأعيد نظري له..
"لا، لا شئ "تنهدت أمي بهدوء وشرود..
" يمكننا مساعدتكم في البحث...فكلما زاد العدد زادت المساحات التي يتم تمشيطها "قالها دولين ليوافقه الجميع علي ما قاله عداي وبقيت صامتة..
" نحن نقدر جهودكم وهذا شئ لطيف منكم لتفعلوه لكن كلا...لا تفعلوا ذلك" تحدثت بهدوء لتنظر إلي أمي بعدم تصديق لما قلته..
"لكن أوليفيا..ماذا إن كانوا بخطر أو حدث شئ لهم؟ "سأل سيد كولوم ناظرًا لي..
"إثنتيهم بأمان صدقني...يمكنني الشعور بذلك داخلي" إبتسمت ناظرة لهم لينظروا لبعضهم ثم ينظروا لي..
" كما تشائين أوليفيا، لكن هل أنتِ بخير؟" سأل لأبتسم له..
"أنا بخير، شكرًا لكَ.. فقط كما تعلم، هذا كله جديد علينا "إبتسمت ناظرة له ليومئ لي ويستقيموا..
"سوف نراكِ يوم الإجتماع أوليفيا "إبتسم سيد كولوم وإحتضني ثم غادروا جميعًا..
"أخبار جيدة؟" سألت سديم مبتسمة ناظرة لنا..
" كاللعنة ،نحن نحظي بالدعم الأن من بعض القبائل... سيكون الوضع جيدًا في الإجتماع بعد غد "إبتسمت ناظرة لهم..
"هذه أخبار رائعة...هل يمكننا حضور الإجتماع معكم؟ رجاء؟ "قالتها كاميليا مبتسمة ببراءة..
"لا، لا يمكنك كامي...ليس حتي نتأكد أن الوضع أمن" قالتها هايلي ناظرة لكاميليا..
" هذا مؤسف، كنت لأكون دعمًا جيدًا لكم "تحدثت كاميليا بعبوس لأبتسم ناظرة لها..
"إذًا يا فتيات يمكنكن الصعود للأعلي حالما أنتهي من إعداد العشاء" إبتسمت أمي ناظرة لجميع الفتيات، لنصعد كلنا إلي غرفتي..
" معدتي تؤلمني "تحدثت بتذمر بعدما إرتميت علي الفراش..
" لدي فقط إقتراح أو لا أعلم "قالتها بسيل بعدما جلست علي الأريكة وهي تمسك بمعدتها..."ماذا إن كنتِ حامل؟ "سألت بسيل ونظر الجميع لي لأنظر لهم بخوف من نظراتهم..
"بالطبع لا...لقد مر أكثر من أربع شهور منذ موت جاكسون ولم أحظَ بعلاقة بعدها" تحدثت بهدوء ناظرة لهم..
" تعلمين أنه من المحتمل أليس كذلك؟" قالتها سديم ناظرة إلي..
"لا أعتقد ذلك" قلتها ووضعت يدي علي معدتي...'هل أنا أضع طفل بداخلي الأن؟' كان ذلك الحديث في عقلي وأنا أنظر لمعدتي..
'إذا كنت طفلي الذي بالداخل، يمكنني الشعور بك ليس تمامًا لكنني أشعر بكَ...وأريدك أن تعلم أنني أحبك رغم أنني أعتقد أن كل هذا ليس صحيحًا، أحبك طفلي الصغير' كنت أتحدث في رأسي وأنا أتحسس معدتي وأبتسم..
"اوليفيا هيا عزيزتي، لقد حضرت لكِ طعامك المُفضل" قالتها أمي بصوت عالي وهي تضع الأطباق علي الطاولة لننزل لها بعد ذلك..
"لا أريد أمي، معدتي تؤلمني ولا أعتقد أنني سأقوي علي تناول شئ" تحدثت بهدوء بينما أنا جالسة علي الأريكة وأحتضن الوسادة وأشاهد التلفاز..
"هيا صغيرتي، سوف نتناول معًا" قالها أرون وسريعًا حملني بين يديه وكنت أشعر بألم جراء إمساكه لي بتلك الطريقة لكنني تمالكت ذاتي من التأوه ووضعني علي الكرسي عند الطاولة..
تجمع الجميع علي الطاولة وبعدما قالت أمي تلك الصلاة التي تقولها دائمًا قبل الطعام بدأ الجميع بتناول طعامه...كنت أنظر للطعام لفترة طويلة وكل ما كنت أراه هو فقط دماء وأشياء تتحرك، وأما الرائحة فكانت رائحة أموات في قبورهم.. كنت أعلم أن كل ذلك ضمن التهيؤات التي تراودني..
توقف الجميع عن تناول الطعام وكانوا ينظرون لأنفسهم ثم إلي، وضعت يدي علي وجهي وأنا أحادث ذاتي انه يجب علي تمالك ذاتي وأن كل ما أراه ليس حقيقيًا علي الإطلاق...أزلت يدي من علي وجهي ثم نظرت للطعام مجددًا..
إلتقط الملعقة بهدوء ثم تناولت القليل من ذلك الشئ الذي يتحرك وهو مائة بالمائة لا يتحرك بالنسبة لهم ووضعته بفمي...لقد كان أسوأ شئ تذوقته بحياتي، طعمه كان كطعم الحديد الصدأ والفضة وكان يحرق كل الخلايا بالداخل، بصقت كل ذلك علي الأرض وكان كل ما يخرج هو دماء داكنة للغاية..
"إلهي، أوليفيا أنتِ بخير؟" قالتها أمي بقلق بعدما أستقامت وأمسكت بوجهي بين يديها وتمسح تلك الدماء التي علي شفتي ووجهي بأصابعها..
"أنا بخير...فقط سئمت من كل تلك اللعنة" قلتها وأستقمت وأبتعدت عنهم متوجهة للمرحاض وأغلقت الباب خلفي بالمفتاح..
"سأذهب لأتفقدها" قالتها هايلي وذهبت ورائي وتبعها كاميرون..
"لا أعلم ما أفعل حيالها، أكره وضع أنها في وضع سئ وأنا لا أستطيع فعل شئ لها" تنهدت أمي بعدما جلست علي الكرسي ووضعت وجهها بين يديها لتأتي كاميليا من الوراء وتطمئنها أن لك شئ سيكون علي ما يرام..
"هي قوية سيدة مايكلسون، لن يؤذيها شئ" قالتها كاميليا وقبلت رأسها..
" يمكنني الشعور أنها ليست بخير، ليست علي طبيعتها...تبدو كشخص أخر، دانيل هل وردتك أي أخبار منهم؟" سألت امي ناظرة لدانيل..
"لازال لا شئ، لقد بحثنا في كل مكان لا شئ...لكننا لازلنا نبحث" تحدث دانيل بهدوء..
" لا أستطيع تحمل كل تلك الخسارة" همست أمي وبدأت دموعها بالهطول وهي تضع وجهها بين يديها..."لا أريد أوليفيا أن تعلم أي شئ عن هذا، لا أريد أن أُحملها فوق طاقتها" قالتها أمي ومحت عبراتها..
" أنا أعلم أمي...ليس عليكِ إخفاء الأمر، أنا أعلم من البداية" تحدثت بهدوء بعدما خرجت لهم وورائي هايلي وكاميرون..
"أوليفيا..عزيزتي، أنتِ بخير؟" سألت أمي ناظرة لي وأستقامت متوجهة نحوي..
" أنا بخير...ورجاء توقفي البحث عن خيط مفقود، أخبرتك هم ذهبوا ولن يعودوا "تحدثت بهدوء وقبلت رأسها ثم توجهت لأجلس علي الأريكة..
أثناء سيري شعرت بألم فظيع في معدتي، وكأن شئ ما يأكلني من الداخل وكان يؤلم بشدة...إستندت علي الكرسي محاولة الإتزان وأغلقت عيني لثوانٍ ثم فتحتهم مجددًا..
" أوليفيا أنتِ بخير؟ "سألت أمي ناظرة إلي بقلق..
"أوليفيا ،إجلسي" قالتها إيميليا وهي تتجه نحوي وتمسك بيدي حتي أجلس..
لكن الوضع كان غريبًا للغاية...بعدما فتحت عيني يمكنني رؤيتهم جيدًا لكن بالتصوير البطئ ولا يمكنني سماع أي شئ يقولونه، أراهم يتحركون وكأنهم بفيلم ويتحكم أحدهم بالحركة فيتحركون ببطئ..
نظرت إلي إيميليا محاولة إستيعاب الأمر لكنها كانت تمسك بيدي محاولة إجلاسي ولا أستطيع سماعها أو الشعور بها، فقط رؤية شفتيها تتحركان وكل شئ يتحرك ولكنه يبدو أنني لا أنتمي لهذا العالم، هذا ليس عالمي..
قُطع تفكيري عندما فُتح الباب ودلف أحدهم بكل هدوء وخطوات بطيئة من الباب، ولا يبدو أن أحد يُلاحظه غيري...تمعنت النظر وإقشعر بدني مما رأيت وشعرت أن الأرض لا يمكنها حملي، لقد كان هو.. ولم يتغير شئ فقط غير أنه عاد..
"جاكسون" همست ناظرة له وعينين تدمعان وكان هو يقترب مني بهدوء حتي وقف أمامي..
"إشتقت لكِ" همس بصوته الأجش ولمسَ بيده اليمني جبيني وأنا أنظر له بأعين دامعة وغير مصدقة أنه أمامي..
"لكـ.. لكنك، ليس من المفترض أن تكون هنا" همست ناظرة له، هو لم يتغير تمامًا لازالت نفس العينين الخضراوتين والشعر الأسود، لقد كان وسيمًا كما هو..
"أعلم.. أعلم صغيرتي، لكنني هنا الأن ولن أذهب لأي مكان" همس هو بصوت خفيض وعلي شفتيه إبتسامة صغيرة..
"إشتقت لكَ كثيرًا "همست بدموع في عيني وأنا ألمس وجهه بيدي وأنظر لعينيه وأبتسم، إشتقت إليه كثيرًا..
"لن أغادر جانبك أبدًا، أعدك" همس وإقترب قليلًا وأنحني ليقبل شفتي، وكانت كل ما أنتظره بهذا العالم...كل شئ كان يبدو حقيقيًا والشعور حقيقي كل شئ..
حتي شعرت بذلك مجددًا، كنت أختنق أموت بمعني أصح...شعرت بروحي تخرج مني عندما وقعت علي الأرض وجسدي يرتجف بشدة وكنت أتنفس بصعوبة، قلبي كان يخفق بشدة وكل شئ خاطئ بي...لقد نظرت لجاكسون وكان يضع أحدي يديه في جيبه ويبتسم ويلوح لي بالأخري، حينها علمت أن هناك شئ خاطئ وكل ذلك كان فخًا..
"أوليفيا ،أوليفيا...إبقي معي حسنًا؟ كل شئ سيكون علي ما يرام فقط إبقي معي" إستطعت الأن سماع صوت أمي وهي تنادي، وأستطعت ملاحظة أنها جالسة أمامي علي الأرض وتحاولي تثبيتي ومنعي من الإرتجاف..
"حادث تالا الأن" صرخت أمي بهم وهي تمسك بي ثم رفعت رأسي لها وهي تتفقدني..
" أنتًِ ستكونين بخير، أعدك أنني لن أسمح لشئ بأذيتك "قالتها أمي بدموع وهي تنظر لوجهي..
بدأت بإخراج دماء سوداء من فمي وأنفي وعيني، عروق جسدي تحولت للون الأسود وأصبح جسدي باردًا كالثلج...كل شئ يؤلم الأن، لا يمكنني المقاومة ليس بعد الأن..
"أمي...أنا أحبك" همست بصوت خفيض وأنا أمسك بيدها وضغط عليها برفق..
" لالالا صغيرتي، سوف تكونين بخير... فقط اصمدي معي" قالتها أمي وهي تقبل يدي وتقبل وجهي..
"لا عليكِ.. كل شئ سيكون بخير...أخبري جيا أنني أحبها، وإفعلي لها ما تُحب..." كدت أتحدث حتي تحولت عيني للون الأحمر المشع وسكن جسدي بأكمله..
لا لا، أوليفيا لا... أوليفيا ،قاوميه.. لا تدعيه يستحوذ عليك، أوليفيا قاوميه "قالتها أمي وكان ذلك أخر شئ سمعته وشعرت به..
Author's POV
"لا لا...أوليفيا ،أوليفيا...أوليفيا لا" كانت تصرخ جيلينا بأكمل قوتها وعينيها مليئة بالدموع وهي تمسك برأس أوليفيا وتهزها لعلها تستفيق لكن فقط كل ما رأته هو عينيها البيضاء التي يحيط بها ذلك الننئ الأحمر..
"إبتعدي عنها، الجميع يعود للخلف" كان دانيل يصرخ بالجميع وأمسك بجيلينا وأبعدها عن أوليفيا، وكان الجميع بالخلف خائفون للغاية وحضر الحراس الذين كانوا بالخارج..
"أوليفيا ،رجاء قاوميه...أعلم أنه يمكنك، أنا أثق بكِ" قالتها جيلينا بدموع ناظرة لأوليفيا ودانيل يمنعها من الإقتراب منها..
" فات الأوان، جيلينا...أم يجب أن أقول أمي" قالها صوت هادئ وساخر لتعتدل أوليفيا في جلستها وتنظر للجميع بإبتسامة غريبة ومريبة وعينيها لازالت حمراوتين..
" لا لا...ماذا فعلتَ بإبنتي؟ "صرخت جيلينا وحاولت الإبتعاد عن دانيل لكنه كان يمسك بها بقوة..
"علي أن أقر بشئ..هي قوية للغاية، أعني ما اللعنة لم أتوقع ذلك" قالها ذلك الصوت لتستقيم أوليفيا وتنفض الغبار من علي ملابسها..
"ماذا تريد؟" سألت جيلينا ناظرة له..
"لكنها كانت تقاوم بشكل كبير، لم أتوقع ذلك منها...هي لم تترك لي غير وسيلة واحدة، أنا حاولت معها بكل الطرق لكنها عنيدة للغاية..لذا أعتذر إذا إستخدمت أي وسائل غير مرضية" قالها الصوت وهي يرفع أكمام الكنزة ويتحسس تلك الجروح التي علي ذراعها التي تغطيها الوشوم ثم أخفي تلك الوشوم في ثوانٍ..
" لقد قلت ماذا تريد؟ "سألت جيلينا بعدما إستقامت ونظرت له بقوة..
" أنتِ تعلمين ما أريد جيلينا...أريد ما هو ملكي بالأساس، فتاتك كانت تحمل شئ صغير بداخلها وهو يمدها بالقوة ويدمرها معي بذات الوقت"قالها الصوت وعلي وجهه إبتسامة ناظرًا لجيلينا..
"هي ليست ملكك" قالها آرون وهو يصرخ به..
"أتعلمين كم هي قوية؟ كم هي تحمل قوة بالداخل؟ هي إستخلاص رائع من الطبيعة" قالها الصوت مبتسمًا..
"فقط اخرج منها وسنفعل لكَ ما تريد "قالها دانيل ناظرًا لأوليفيا..
" لقد أخذت ما أريد للتو" إبتسم ثم أعاد دانيل جيلينا للوراء يترقب الجميع ما سيفعله..
طاف جسد أوليفيا في الهواء وكان جسدها ينثني للوراء وذراعيها يتحركان في شكل غريب وكأنها ينكسران...عينيها كانتا تلمعان بشكل مريب وتخرج الدماء من فمها وعينيها وكان المنظر مرعب للغاية...بدأت الأرض من أسفلهم بالحراك وكأنه زلزال، تحولت السماء للون الأحمر الداكن وبدأت الأمطار بالهطول وكانت أمطار رائحتها دماء..
في خلال ثوانٍ قليلة إنثني جسدها بقوة كأنها ورقة طُويت حتي أمكن للجميع سماع صوت عظام ظهرها تنكسر ثم تم كسر عنقها حتي وقعت علي الأرض بقوة مغشي عليها وعاد. كل شئ كما كان وسكنت الأرض وعادت السماء كما كانت..
"أوليفيا ،أوليفيا... إستيقظي عزيزتي، هيا" قالتها جيلينا بعدما ركضت ناحية أوليفيا وأمسكت برأسها..
"أبقوا خارج المنزل، أبقوا أعينكم مفتوحة وحادثوا تالا.. الأن" أمرهم دانيل وخرج الحراس سريعًا..
"سأخذها للغرفة" قالها توم سريعًا وحملها بين يديه وصعد للغرفة..
"لمَ لا تستيقظ؟ هل هي بخير؟ "سألت بسيل بدموع بعينيها وهي تنظر لأوليفيا..
"كاميليا، خذيهم وانزلوا...سوف نلحق بكم "قالتها هايلي ناظرة لكاميليا لتومئ وتغادر مع بسيل وسديم..
"ليف ،صغيرتي إستيقظي رجاء...كل شئ سيكون بخير" قالتها جيلينا وهي تحرك في وجهها بقلق وتقبل كل وجهها..
" تالا هنا "قالها ليو سريعًا وكانت تالا وراءه ودلفت سريعًا..
" الجميع للخارج الأن "قالتها تالا وهي تتفقد أوليفيا لينظر الجميع لبعضهم ويخرجهم دانيل، وخرج الجميع وبقيت تالا مع أوليفيا..
بعد وقت طويل حوالي ثلاث ساعات أو أكثر، أشارت تالا لهم بالدلوف ودلف الجميع..
" هل هي بخير؟" قالتها جيلينا سريعًا وهي تبقي بجانب أوليفيا وتتحسس وجهها وتقبل وجهها..
"دعونا نتحدث خارجًا...هي نائمة الأن" قالتها تالا بهدوء وخرجوا جميعًا لخارج الغرفة..
"هي علي قيد الحياة وهذا ما يهم، لكنها الأن في أقصي مراحل ضعفها جراء ما فعله ذلك الأخرق بها...ستستعيد قوتها خلال وقت لا أعلمه بعد، لقد فعلت كل ما بوسعي لإعادتها للحياة وهي لن تكون قوية كفاية لأي شئ...التعويذة التي ألقيتها عليها لتبقي فائقة قليلاً وتستعيد ولو لقليل من قوتها حتي تكتمل سوف يزول لذا من الأفضل أن يتم إلغاء إجتماع بعد غد لأنها لن تكون في كامل وعيها أو قوتها..."قالتها تالا بهدوء وبدأ الجميع بالإرتياح قليلًا لكونها علي قيد الحياة لكن صمت تالا بعدها قلق الجميع..
" أوليفيا كانت حامل بشهرها الرابع"قالتها تالا ليتفاجئ الجميع..
" ما اللعنة التي تقوليها؟ هي لم تحظًَ بأي علاقة، ومضي وقت طويل علي وفاة جاكسون "سخر توم ناظرًا لها..
"لقد كان يخفي الأمر، كان يتحكم في هرموناتها...كان يقتلها بالبطئ، لقد حاول قتله لكنه لم يستطع لقوة الطفل وأوليفيا.. كان يستنفذ من قوتها لإخفائه يجعلها تشعر وكأنه غير موجود...كل هذه الفترة كان الطفل يستنفذ من قوة أوليفيا للعيش، كان بمعني أصح يأكلها حية... لكن الأن لم يعد موجودًا "تحدثت تالا بهدوء وصمتت قليلًا قبل قول تلك الجملة الأخيرة ليشهق الجميع حين سماع ذلك..
" أوليفيا لم تكن علي علم بذلك، لكنها كان واعية عندما كنت أقوم بالطقوس وتحادث الطفل الذي كان قد توفي...داخل عقلها الباطني، لذا كان علي إخراجها قبل أن تفقد عقلها "تحدثت بخفوت وتنهد..
" يا إلهي "همست إيميليا ووضعت يدها علي فمها..
"هل هي بخير فقط؟" سألت جيلينا محاولة التماسك..
"آجل، لكنها نائمة.. عندما تستيقظ ستكون بخير "قالتها تالا بهدوء وإحتضنت جيلينا لتدلف إيميليا وهايلي وتوم وليو للداخل..
دلفوا وكانت أوليفيا نائمة لتتقدم هايلي وإيميليا وتقبلا وجهها وتجلسا بجانبها ويبقي توم وليو معهم بالغرفة وتدلف جيلينا..
Olivia's POV
"مرحبًا صغيرتي، أنتِ بخير وسيكون كل شئ بخير "همست جيلينا وكانت تجلس بجانبها وتملس علي شعرها وتقبل رأسها..
"انا كنت حامل...ولقد ضاع الأن" همست أوليفيا وهي لازالت علي وضعها تحتضن الوسادة وتنهمر دموعها..
"لا تضعي هذا بعقلك الأن.. كل شئ سيكون بخير" قالتها أمي وهي تقبل رأسي..
" جاكسون كان ليكون سعيدًا بذلك، أبي أيضًا" همست وأنا أشد علي الوسادة..
"توقفي عن هذا...أنتِ هكذا ترهقين نفسك "همست هايلي وهي تقبل يدي..
"أنا متعبة للغاية، لقد سئمت من هذا الكابوس" همست وعلي صوت بكائي..
" لقد إنتهي هذا الكابوس أوليفيا، نحن معك الأن" قالتها كاميليا وهي تجلس علي الأرض وتقبل يدها وتجلس بسيل وسديم بجانب أوليفيا..
" كل شئ متعب ويؤلم...أريد رؤية أبي، إشتقت له" همست ناظرة لأمي..
"هو يراك يومًا أوليفيا...أنا أؤمن أنه يدعو لكِ يوميًا وينظر لكِ ومتأكدة أنه يدعمك من كل قلبه "قالتها أمي وهي تقبل رأسي..
"غدًا سوف يكون يومًا أفضل ليف" قالتها سديم وهي تقبل رأسها..
"لا لن يكون...أعلم ذلك "همست بشرود وأشرد فيما سيحدث غدًا..
ويقيني أنه سيكون يوم صعب بل أسوأ من اليوم، بعد كل ما حدث اليوم...لا أعتقد أنني سأملك روحًا لإكمال ذلك..
ماذا يعني كل ذلك؟
وكيف سيكون الغد أسوأ؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please 💕
Коментарі