Full moon
Chapter 57
تُدرك الشعور عندما تُعلق ذاتك بشئ مُدركًا تمامًا أنه لن يكون لكَ أو لن يحدث حتي ورغم ذلك أنت تُعلق ذاتك به أكثر وتعلم أن الألم الذي سيأتي من وراءه كبير لكن مع ذلك أنتَ تُحاول تصحيح الأمور رغم أنه ليس خطأك..
مع أنه هناك أشياء داخلك وأجزاء منك تُريده وتلك الأشياء تكونت بسببه...حينها يكون من الصعب الإفلات والمُضي قُدمًا..
تلك النظرات المُعلقة بذلك الشئ الصغير بيدي تحمل الكثير من المشاعر، القلق والتوتر والقليل من التمني لشئ معين.. وتلاشت كل تلك المشاعر حالما ظهرت النتيجة والإرتياح إحتلني حالما رأيتها، سلبي كانت هي الكلمة التي جعلتني أتنهد بإرتياح ووضعت وجهي بين يدي بتنهد..
ألقيتها بالقمامة ثم غسلت وجهي وخرجت للخارج ولم يكن عاد بعد، جلست أمام الطعام لأكمل طعامي لكنني نظرت للطعام لثوانٍ ثم شعرت بالقرف لأزيل كل ذلك وأجلس أمام التلفاز حتي الصباح كمعظم أيامي هنا... إذا كنت أعيش وحدي كان ليكون أفضل..
حل المساء مجددًا ولم يعد بعد ولم يتصل حتي، لن أكلف ذاتي حتي بالقلق عليه...شعرت بالملل وأنا أجلس هكذا وحدي لأستقيم وأتوجه لغرفتي وأبدل ملابسي...وقت الترفيه قليلًا، سوف تحدث مشاكل لكن من يهتم..
إرتديت بنطال أسود ضيق وكنزة سوداء ضيقة داخل البنطال وسترة قصيرة من الجينز وتركت شعري منسدلًا ثم خرجت من المنزل بعدما أخذت المفتاح وأغلقت الباب ثم إنطلقت بالشارع..
تمشيت كثيرًا بأنحاء المدينة وكان المكان جميلًا، صخبًا قليلًا لكنه رائع...وبالشوارع كان هناك بعض الناس منهم من يغنون ويرقصون ويفتعلون بعض الحيل وهناك عروض كثيرة، وهناك مجموعة من الفتيات والفتية يقومون بتوزيع الورود علي الجميع لأسعاد يومهم..
إستمتعت بوقتي هناك وبعدها ذهبت للسينما وشاهدت فيلمًا وبالنهاية إتجهت لبار صغير وإحتسيت مشروبًا هناك، لم أتوقع أن يكون طعمها لاذع لتلك الدرجة وقد تتخلل دمائك وتفعل تلك الأشياء بك، لكنه شعور جيد أعترف..
لم أحتسي الكثير حتي أستطيع العودة للمنزل سالمة، وعندما وصلت أمام باب الشقة تمامًا وجدت صندوقًا كبيرًا وعليه ورقة أخري لألتقطها وكان مكتوب بها من جيلا لجاكسون لأنظر للصندوق بسخرية وعصبية..
فتحت الباب بهدوء تام حتي لا يسمع دلفت وفوجئت أنه لم يعد بعد فكانت الساعة تعدت الواحدة بعد منتصف الليل...أغلقت الباب بالمفتاح كما كان ووضعت الصندوق جانبًا وبدلت ملابسي وعدت كما كنت وجلست أشاهد التلفاز..
بعد ساعة تقريبًا صوت الباب الذي يُفتح لم يجذب إنتباهي كثيرًا وكانت عيني علي التلفاز..
"لازلت مُستيقظة" تحدث بهدوء ولم ألتفت له..
"أجل لم أشعر بالنعاس بعد" تحدثت بهدوء..
"بالمناسبة أرسلت فتاة ما لكَ ذلك الصندوق الكبير وعليه رسالة كبيرة أخري" تحدث ببساطة وساد الصمت لدقائق ولم أسمع صوت تحركه لألتفت ناحيته وأراه ينظر حوله حتي وقعت عينيه علي الورود التي كانوا يوزعوها بالشارع لأعتدل سريعًا وأنظر للتلفاز...
"هل خرجت اليوم؟" سأل وهو يُمسك بالورود بيده..
"لا" تحدثت بهدوء وثبات..
" ومن أين أتت تلك الورود؟" سأل وألقي الورود بعيدًا..
"إنها السيدة التي أمامنا، كانت تعتقدنا مرتبطين وكانت تهنئنا بذلك" سخرت، هذه السخرية كانت لأجلي لأنني غبية لا أستطيع التفكير بشئ..
" لا يوجد أحد بالشقة التي أمامنا أو التي حتي بجانبنا" تحدث ببساطة وجلس علي الكرسي أمي لأبتلع ريقي بهدوء ولازالت عيني علي التلفاز..
" إذًا يُمكن أن تكون من أي شقة بالبناية "تحدثت ببساطة..
" كل من بهذه البناية إما فتية أو فتيات أو فارغة" قالها ببساطة ناظرًا لي..
" ماذا تريد؟ "تنهدت ناظرة له وفي ثانية واحدة كان يقف أمامي وجذبني من ذراعي بقوة وكان وجهه قريب للغاية من خاصتي..
"إفتحي فمكِ "قالها ناظرًا لي بجدية لأقرب شفتي من أذنه..
"لا" همست بهدوء وحاولت تحرير يدي من قبضته لكنه شدد علي أكثر وأمسك بعظام وجهي بقوة مُحدقًا بعيني وقام هو بفتح فمي وشمه من بعيد ثم تركني..
"ألم واللعنة نتفق أنه لا يمكنكِ الخروج؟" سخر بعصبية..
"وأنتَ فقط من يمكنك ذلك؟" سخرت ناظرة له..
"هل تتفهمين أنه أنتِ من بخطر وليس أنا؟ ماذا كان ليحدث إذا تم الإمساك بكِ الأن" سخر وهو يتفقد الأجواء من النوافذ..
"لم يحدث لي شيئًا، بجانب أنا اليوم بأكمله بالمنزل وأنتَ طوال الوقت بالخارج ولقد مللت من كل ذلك....أنتَ منذ البارحة مع تلك الفتاة التي لا أريد أن أعرف من هي...لذا لا تحاسبني إذا خرجت لساعات قليلة وعدت وأنتَ لولا تلك الورود لم تكن لتلاحظ بالأساس" سخرت..
"إذًا الأن الأمر هكذا؟ "سخر وإقترب مني...."هو ينتظر أي فرصة واحدة لكي يقوم بالإمساك بكِ، أنا يمكنني الإعتناء بنفسي لكن أنتِ ماذا ستفعلين؟ فكري بذاتك وبمن هم بالمنزل يريدوك علي قيد الحياة ولو لقليل... أنا بالخارج يوميًا أراقب المكان حتي لا يحدث شئ لكِ، لذا رجاء تحملي المسئولية قليلًا وتصرفي كالبالغين ولا تعرضي الجميع لخطر..لأن تصرفاتك هكذا لا تدل علي كونكِ بالغة ولا تقوين علي كونك أميرة لمملكة كاملة، والدك كان ليكون خائب الظن بكِ الأن "تحدث بعصبية وشئ بداخلي وبدا أنه جزء كبير بداخلي بجعلي عصبية للغاية وأخر ما شعرت به هو أنني صفعته ثم نظرت له ودلفت لغرفتي..
حالما دلفت للغرفة أغلقت الباب بالمفتاح وجلست خلف الباب ضامة قدمي لصدري وبدأت بالبكاء كالمعتاد، هو محق في ذلك...ما أفعله ليس بالصحيح فقد كان ليعرض كلينا للخطر، فقط الأشياء بداخلي الأن ليست بخير وكل شئ يسير بشكل معاكس لكن علي الإنتباه لكلينا..
شعرت بذات الألم مجددًا وتوجهت للمرحاض وتقيأت ما كان بمعدتي عدة مرات، لا بد أنه جراء المشروب الذي إحتسيته، علي إتخاذ حذري بعد هذا..عدت للفراش بعدما ضبط ذاتي وإحتضنت الوسادة محاولة النوم حتي سمعت طرقاته علي الباب..
"أنا أسف" كانت هذه هي الكلمات التي سمعتها ثم صوت خطواته التي تتجه ناحية غرفته..
دفنت وجهي بالوسادة حتي لا أفكر بتلك الأشياء حتي غفوت سريعًا..
إستيقظت بالصباح وإفتعلت روتيني اليومي وخرجت للخارج وكان هو جالسًا يُشاهد التلفاز وهو يُدخن، لأتوجه بهدوء للمطبخ وأُعد كوبًا من القهوة وعندما خرجت من المطبخ لاحظت الصندوق بمكانه كما هو ولم يتم فتحه..
"يبدو أنكَ لم تفتح ذلك الصندوق بعد" تحدثت بهدوء وجلست علي الكرسي المعاكس لأشاهد التلفاز معه..
"لأنه ليس بالمهم" تحدث ببساطة وهو مُركز علي التلفاز..
"صحيح فأنت مع فتاة أخري" أومئت ببساطة..
"وكيف علمتي أنها ليست من ذات الفتاة؟" سأل بهدوء وهو يُدخن سجائره..
" لأن الفتاة الأخري قد قضت معك الليلة ولن تملك الوقت لترسل لكَ هدية أخري...وهذا ليس من شيم الفتيات "تحدثت ببساطة ناظرة للتلفاز وأحتسي القهوة بهدوء..
" صحيح" إبتسم ناظرًا للتلفاز، وتلك الإبتسامة الصغيرة كفيلة بإسعاد يومي..
" هل لازلتِ متضايقة؟" سأل بهدوء ناظرًا لي..
" لا...أعلم أنني مخطئة، لذا أعتذر "تحدثت بهدوء، أحاول أن أجعل الأشياء بيننا جيدة حتي إن كان وضعنا ليس كالسابق، وأيضًا سوف نبقي وقتًا طويلًا معًا..
"أنا من أعتذر لأنني لم يكن أنبغي أن أقول أشياء كهذه" تحدث بهدوء ناظرًا لي لأومئ له بهدوء مبتسمة...الأمر صعب للغاية التصرف بطبيعية معه، لأن ذلك ليس صحيحًا..
"إذًا أهذه الفتاة التي أتت البارحة هي خليلتك؟" سألت بهدوء، وكانت تلك الكلمة ثقيلة للغاية علي..
"لا...سابقة، لا يوجد شئ بيننا "تحدث بهدوء لأبتسم بداخلي وكان ذلك شعورًا جيدًا..
"لم تركتم بعضكم؟" سألت بهدوء ناظرة له..
"لم نتفق معًا" قالها بشرود وهو يُحرك السيجارة بين أصبعيه، هو يُخفي شيئًا ولا يريد الحديث عنه وأنا لن أضغط عليه بشئ كهذا..
"وصاحبة الصندوق أهي خليلتك؟ "سألت مجددًا..
"لا، كنا فقط نعبث معًا منذ وقت طويل" تحدث بهدوء..
" ويبدو أنها لم تنسي ذلك العبث" سخرت ليبتسم هو..
"لقد سمعتك البارحة تتقيأين... هل أنتِ بخير؟ لأنها ليست المرة الأولي" سأل بهدوء
"أجل...إنه فقط من الويسكي الذي إحتسيته البارحة، لكنني بخير "إبتسمت بهدوء..
" إذا كنتِ تريدين الخروج مرة أخري، أخبريني فقط وسأذهب معكِ إتفقنا؟ "تحدث بهدوء لأومئ له مبتسمة..
"شئ أخر" قالها وأطفأ سيجارته..." غدًا سوف أتأخر قليلًا لأنه يوجد بعض الأعمال التي لم أنتهي منها بعد "تحدث بهدوء لتزول تلك الإبتسامة بهدوء..
" وتلك الأعمال علام تشتمل؟ "سألت بهدوء..
" لا شئ يستحق قلقك "قالها بهدوء وأشعل سيجارة أخري..
"توقف عن التدخين، هو قد يضرك...ليس كل شئ يمكننا الشفاء منه "تحدثت بهدوء وأخذتها منه ثم أطفأتها..
" مثل ماذا؟ "سأل ناظرًا لي..
"بعض أنواع السرطان المُستعصية" تحدثت بهدوء ليومئ بعدها..
" أوليفيا ،ليلة البارحة لقد سمعتكِ تنادين علي شخص ما...أو لم تكوني تنادين تصرخين بمعني أصح "قالها بهدوء لأنتبه له..
" ماذا كنتُ أقول؟" سأل بإهتمام..
"أشياء كأبتعد عني، أنا أكرهك...لكنكِ لم تقولي أي أسم "تحدث بهدوء لأعلم عما يتحدث لأعود كما كنتُ بهدوء..
"لا بد أنني كنت أحلم...لا تضع أشياء كهذه برأسك "تحدثت بهدوء لينظر لي هو بعدم تصديق..
" أنا أشعر بالتعب، سوف أكون بغرفتي إذا إحتجت لشئ" تحدثت بهدوء وتوجهت لغرفتي وإستلقيت علي الفراش ممسكة بمعدتي التي تؤلمني مجددًا..
بعد أربعة ساعات تقريبًا قام بإيقاظي لنتناول الطعام معًا الذي أعده هو، وإنقضت هذه اليلة لأول مرة بسلاسة...لقد كنت نتحدث في أشياء عدة ونشاهد الأفلام معًا، ولأول مرة منذ أن أتينا لهنا أستمتع بوقتي هكذا...وكان يحاول التخفيف عني لكنه في بعض الأحيان كان يتصرف ببروده وجموده المعتادين وبعد إنقضاء الليل توجه كلينا لغرفته وكانت تُعد أجمل ليلة حتي الأن..
إستيقظت متأخرًا بالصباح التالي وكان قد غادر هو مُسبقًا، أعددت إفطاري وجلست لأتناوله لكنني لم أستطع بسبب الألم الشديد بمعدتي حيث ركضت للحمام وتقيأت كل ما كان بداخلي مجددًا...إعتقدت أنني إنتهيت من كل ذلك الألم مُسبقًا..
بعدما إنتهيت جلست علي أرضية المرحاض أفكر في الذي يجري معي الأن وكيف من المفترض أن أتصرف، لقد إفتعلت ذلك الإختبار ولم يحدث شئ...وليس من الممكن أن يكون ذلك بسبب تسمم ما..
خرجت وإرتديت سترة طويلة قليلًا وخرجت من المنزل مُتجهة إلي الصيدليه، إذا لم يكن ما لدي شئ خارق للطبيعة فأنا الأن بشرية وإحتمال كبير أنه قد يكون شيئًا عاديًا يُمكن لطبيب عادي إيجاد حل له..
بعدما توجهت لهناك وأخبرت تلك الفتاة عما يحدث معي وتلك الألام التي تأتي لي، وإجاباتها الصادمة كانت عكس ما توقعت تمامًا...هذا قد يُغير كل شئ تمامًا..
"هل أنتِ متأكدة؟" سألت وأنا أعبث بأصابعي بتوتر..
"مائة بالمائة أنسة...هذه بعض الحبوب التي عليكِ تناولها بميعادها حتي يزول الألم سريعًا" قالتها وأعطتني بعض الأدوية في حقيبة صغيرة لأخرج المال وأضعه بهدوء أمامها ثم أخذ الحقيبة وأغادر..
كنت أتمشي بهدوء مفكرة في الذي قالته الطبيبة منذ قليل وما قد يُحدثه ذلك من بعض الصعوبات علي الجميع، تنهدت وشددت علي تلك الحقيبة وعُدت للمنزل ولم يكن قد عاد بعد..
دلفت للمرحاض وجلست علي الأرضية وأنظر إلي كل تلك الحبوب لأعيد شعري للوراء وأُمسك بذلك الشئ الذي كان موضوع بجانب الحبوب لأشد عليه بتوتر، بقيت وقتًا في المرحاض وعندما إنتهيت أخذت تلك الحبوب ثم أخفيتهم في غرفتي وخرجت لأجلس أمام التلفاز بإنتظاره..
عند الغروب تقريبًا عاد هو وجلس بجانبي علي الأريكة وهو يُريح رأسه للوراء بإرهاق..
"هل أنتَ جائع؟" سألت بهدوء..
"لا.." قالها ثم صمتَ قليلًا ونظر إلي..
"هل أنتِ بخير؟ تبدين شاحبة قليلًا" قالها ناظرًا لي..
"أنا بخير" أومئت مُبتسمة بهدوء..
"ماذا فعلتِ اليوم؟" سأل بهدوء..
"لا شئ...كما تعلم فقط في المنزل" تحدثت بهدوء..
"هل تودين الخروج قليلًا؟ "سأل بهدوء وهو لا يزال مغلقًا عينيه..
"تبدو مُتعبًا...يمكننا أن نؤجلها "تحدثت بهدوء ناظرة له ليفتح عينيه بهدوء وينظر بعيني..
"لا أنا بخير، هيا إذهبي وبدلي ملابسك "إبتسم لأبتسم وأستقيم متوجهة لغرفتي..
إرتديت سريعًا بنطالًا رماديًا ضيقًا وكنزة بيضاء فضفاضة بأكمام طويلة تصل عند حافة البنطال ثم رفعت شعري لأعلي وخرجت له..
" أنا مستعدة" إبتسمت ليفتح عينيه بهدوء وينظر لي لثوانٍ ثم يستقيم مُتجهًا نحوي..
" هذا أفضل "قالها بعدما وضع قبعة الكنزة علي رأسي..
"حقًا ؟" سخرت ناظرة له لأنزلها مُجددًا..
"أجل، إلا إذا كنتِ تودين أن يتعرف عليكِ أحد" قالها ببساطة وأعادها علي مجددًا وتوجه للباب وأشار لي بالتقدم لنخرج بعدها كلينا..
تمشينا بأرجاء المدينة وكان يتحدث معظم الأوقات وليس منغلقًا علي ذاته هذه المرة، توجهنا بعدها للسينما وشاهدنا فيلمًا معًا والأفضل أننا توجهنا إلي بار بالقرب من المكان...أسرفت بالشرب قليلًا أو كثيرًا لا أعلم، علي عكسه هو لم يحتسي سوي كأسين فقط، عندما شعر أنني أسرفت بالشرب أخرجني من المكان وجعلني أتمشي عند الشاطئ قليلًا..
"أشعر بالصداع" همست وأنا أمسك برأسي بتعب وكنت أترنح بالمكان..
"بسبب كثرة ما إحتسيته" قالها وأمسك بي ليلاصقني به حتي لا أقع..
"لم أتوقع أن تلك المشروبات جيدة هكذا، لقد أخرجت الكثير من الأشياء من رأسي" ضحكت وإبتعدت عنه..
"مبارك عليكِ، هيا لأنه يجب أن نعود الأن "قالها وهو يحاول إمساك يدي حتي إبتعدت عنه..
"أيمكنكَ التصرف معي بقليل من الرفق، أنت تعاملني أسوأ مما تعامل أي أحد يعمل معكَ "تنهدت وجلست علي الرمال بتعب..
" حقًا ؟وما الذي أفعله لكِ؟ "سأل ناظرًا لي..
"أنتَ بالكاد تتحدث معي...ولا تبقي معي بالمنزل، أنا لا أراكَ بالأساس...أنتَ تتصرف معي وكأنه لم يكن هناك شئ بيننا علي الإطلاق "همست وأنا أعبث بالرمال، وبين حديثي كان هناك صمت قليل لألتقط أنفاسي حتي لا أتقيأ مجددًا..
" ماذا تريدين مني إذًا؟" سأل وجلس علي قدميه ليكون أمامي وينظر لي بعيني..
" أريدك أن تتصرف معي بطبيعية، أريدك أن تتحدث معي ولا يكون هناك تلك الحدود التي وضعتها أنتَ...والأهم من ذلك أريدك أنت" همست ناظرة له وقربت شفتي من خاصته بهدوء وبطئ حتي طبعت قبلة صغيرة علي شفتيه..
إستمرت تلك القبلة لدقائق قليلة حتي إبتعد هو ناظرًا لعيني ثم إستقام..
" هيا...لقد تأخر الوقت "قالها ناظرًا في الإتجاه المعاكس لأنظر للرمال لثوانٍ ثم أستقيم وأتقدمه..
لقد كان الطريق للمنزل هادئًا تمامًا، لم يتحدث أي منا أي كلمة حتي وصلنا للمنزل ودلف كل منا لغرفته وهكذا إنقضت الليلة..كنت بالمرحاض أتقيأ تلك الكحول التي إحتسيتها ونظرت لتلك الحبوب وأخذت منها مجددًا وأنا أنظر لها، كل شئ سيكون بخير وسينتهي كل ذلك..نمت سريعًا كالقتيلة من التعب والصداع حتي اليوم التالي..
إستيقظت بالسادسة مساءًا بصداع كبير ولا أستطيع تذكر أي شئ من البارحة، سوي فقط أنني إحتسيت الكثير من الكحول بسبب رائحة فمي وجلست بغرفتي حتي الساعه الثامنة والنصف...أخذت حمامًا سريعًا وإرتديت بنطال من الجينز الضيق وكنزة سوداء فضفاضة وتركت شعري ثم خرجت من الغرفة وكالعادة لم يكن هو موجود بالمنزل..
خرجت من المنزل وتمشيت حتي وصلت لمنطقة نائية وهادئة والأضواء بها خافتة، وفقط هناك بعض الرجال يقفون متفرعين بالمكان ويبدون كرجال عصابات لكنني لم أهتم كثيرًا حتي وصل الشخص الذي أنتظره..
"أنا أسفة أنني إضطررت أن أجلبك كل تلك المسافة" إبتسمت بهدوء..
"لا عليكِ أنا أتفهم، أخبريني ماذا لديكِ" تحدث الشخص بهدوء لأبدأ بقص كل شئ حدث في تلك الصيدلية وأخبرني الشخص بما لديه وكل الإحتمالات الممكنة..
"لكن هذا مستحيل...كيف بالأساس؟" سألت بإستغراب..
"لقد شرحت لكِ أوليفيا، كل ما عليكِ فعله الأن هو الإعتناء بنفسكِ ولن يعلم أحد بشئ عن هذا "قالها الشخص بهدوء لأومئ للشخص..
"شكرًا لك، أقدر كل ذلك...علي العودة الأن" قلتها ليومئ لي الشخص وأغادر سريعًا..
بعد ربع ساعة وصلت للمنزل وكانت الساعة الحادية عشرة وأنا أفتح الباب بهدوء وأغلقته بالمفتاح كما كان، وحالما إلتفت له بالضبط كان بوجهي ولا يفصلنا إلا إنشات قليلة..
" أين كنتِ؟" سأل ناظرًا لعيني وكنت متوترة من قربه هكذا..
" أنا كنتُ...أحضر بعض الأدوية" تحدثت بهدوء..
"وذلك الشخص الذي كنتِ معه هو من أحضر لكِ الأدوية في تلك المنطقة النائية" سخر ناظرًا لي..
"هل تراقبني؟" سخرت ناظرة له..
"لا...فقط الرجال الذين يقفون بالشارع هم يوصلون لي الأخبار من البداية للنهاية" قالها ناظرًا لي..
" إذًا ماذا تريد؟ لقد علمتَ أين كنت إذًا ماذا بعد؟ "سخرت عاقدة يدي أمام صدري..
" أوليفيا أخبريني أين عقلك؟ ألم نتفق أنه عليكِ إخباري بكل خطوة لعينة تُخطيها، وقلنا مائة مرة أنه علينا إتخاذ حذرنا اللعين حتي لا يتم القبض علينا...هل تودين الموت؟ هل تودين أن ينتهي كل ما كنا نعمل عليه؟ "صاح بعصبية لي وكنت فقط واقفة أنظر له حتي هدأ وبدأ بالتحرك بالمكان..
"من كنتِ تقابلين؟ "سأل ناظرًا لي وهو يتحرك بالمكان..
" صديق "تحدثت بهدوء..
" صديق... أجل "سخر وهو يعض علي لسانه..
" هل يمكنكَ أن تهدأ؟ لك يحدث شئ لكل ذلك...نحن بخير وكل شئ بخير "تحدثت بهدوء..
"لا تخبريني أن كل شئ بخير، لن يكون هناك شيئًا بخير عندما يمسك سوء "قالها بعصبية وهو يقف أمامي..
"لقد أصابني السوء عندما ذهبت ولم تفكر بي حتي...لقد حدث كل شئ سئ لي عندما غادرت ولم أجدك بجانبي، لقد أحتجتك عندما علمت أنني أحمل بداخلي طفلًا وقد توفي ذلك الطفل وأنا حتي لم أكن أعلم أنه بداخلي، لذا لا تحدث عن سوء أكثر من ذلك..." قلتها بعصبية وأنا ممسكة بمعدتي وقد قلت الكثير من الأشياء حينها لأصمت وأنظر الجهة المقابله..
" أي طفل؟ "سأل بعصبية وتحولت عينيه للون الأصفر الذهبي..
"جاك...عينيك "همست ناظرة له..
"إستمعي أوليفيا...ما حدث اليوم، لا يجب أن يتكرر مجددًا أمفهوم؟وأريد أن أعلم عن أي طفل لعين تتحدثين "تحدث بعصبية أكثر وكان يقترب أكثر حتي أصبح ملاصقًا لي..
" حسنًا حسنًا فقط إهدأ...عينيكَ جاكسون ،عليكَ أن تهدأ" تحدثت بهدوء ناظرة له وأمسكت بيده ليسحب يده سريعًا ويتحرك بالمكان..
توجهت ناحية هاتفه سريعًا وفتحته ورأيت التاريخ، إنها ليلة القمر المكتمل، الليلة التي ينطلق العنان بها لكل مستذئب...لا يكون لأي مستذئب القدرة علي التحكم بذاته إلا اللذين هم مدربون جيدًا ويعلمون كيف يتصرفون...إنها أول ليلة القمر المكتمل لجاكسون وتكون أول ليلة لأي مستذئب هي أصعب ليلة..
"جاك تعالي لهنا" قلتها وأمسكت بيده وأجلسته علي الأريكة لأجلس علي ركبتي أمامه..
"إستمع إلي، تتذكر ليلة القمر المكتمل التي تحدثنا عليها قبلًا...إنها الليلة، وبدأ مفعولها معكَ...عليكَ أن تهدأ حتي نعلم كيف سنتصرف" تحدثت بهدوء ممسكة بيديه حتي هدأ قليلًا وعادت عينيه كما كانت..
"جيد هذا جيد...هل تملك سلاسل هنا أو أي شئ قوي" تحدثت بهدوء لبشير إلى خزانة بجانب غرفته لأتوجه ناحيتها وأخرج ما بها، لقد كان هناك سلاسل من حديد وبعض الأصفاد التي لا أريد أن أعلم سبب وجودها هنا..
"حسنًا تعالي معي" تحدثت بهدوء وأشرت له بالتوجه لغرفته وأحضرت تلك الأشياء وعدت له..
جعلته يجلس بجانب مدفأة حديدية أسفل النافذة وربط إحدي يديه بالأصفاد بالمدفأة ولففت السلاسل حوله كثيرًا مانعة إياه من الحركة فكان مكبلًا جيدًا، وتبقت بعض السلاسل التي لففتها حوله وحول المدفأة حتي أصبح مكبلًا أكثر وجلست أمامه ناظرة له..
"هل تؤلمك؟" سألت ناظرة له..
"لا.. ليس كثيرًا" تحدث بهدوء..
"سوف تمر سريعًا...فقط فكر بأشياء تحبها وتذكر مرساتك الشئ الذي يساعدك في تخطي غضبك" تحدثت بهدوء..
"حتي إن كانت تلك المرساة ليست الأمور جيدة بيننا؟" تنهد ناظرًا لي..
"أجل، ما دامت تساعدك علي تخطي غضبك ومساعدتك في أن تصبح أفضل "أومئت بهدوء..
"بإمكاني الشعور به الأن "تحدث بهدوء ويمكنني ملاحظة قطرات العرق من رقبته..
" لأنه بدأ الأن "قلتها ونظرت من النافذة وكان القمر مكتملًا في هذه اللحظة..
" أريدك أن تخرجي من الغرفة وأغلقي الباب ورائك "قالها ناظرًا لي وكنت أضع غطاء أسود علي النافذة، فهذا سيساعد قليلًا إذا لم يمسه ضوء القمر..
"لا يمكنني تركك جاكسون" تحدثت بهدوء وتأكدت من قوة السلاسل والأصفاد..
"إفعلي ذلك لأجلي، لا أريدك أن تتأذي بسببي" قالها بهدوء ناظرًا لي..
" أنت لم تؤذني، أنا أثق بكَ" تحدثت بهدوء حتي سمعت صوت خدوش بالأرضية لأنظر لجاكسون وكانت مخالبه قد ظهرت وبدأ بحكها في الأرضية..
" أنا لا أثق بذاتي، أريدك أن تخرجي أوليفيا لأجلي" قالها وبدأت عينيه بالتحول للون الأصفر الذهبي لكنها عادت طبيعية كما كانت..
"لا...سوف أبقي هنا وأنت لن تؤذني جاكسون" قلتها وشعرت بذلك الألم مجددًا بمعدتي لكنني تحاملت علي ذاتي..
"أوليفيا ،لأجلي.. سأكون مطمئنًا هكذا أكثر "قالها بهدوء لأنظر له وأتنهد ثم أخرج من الغرفة وأغلق الباب قليلًا تاركة فتحة صغيرة وجلست بجوار الباب حيث أكون بجانبه..
" أوليفيا...هل ذلك الطفل الذي كنتِ تتحدثين عنه...هو طفلنا؟" سأل بهدوء..
"لا أعتقد أنه الوقت المناسب للحديث بذلك "تحدثت بهدوء..
" أريد أن أعلم" تحدث بهدوء..
"أجل هو كان طفلنا...لقد علمت باليوم الذي توفي به" تحدثت بهدوء وضممت قدمي لصدري..
"لمَ لم تخبريني؟ "سأل وأنا أستطيع سماع صوت مخالبه التي تخدش الأرضية..
" لأنه لم يحن الوقت المناسب ولا أعتقد أنه كان ليفيد بشئ "تحدثت بهدوء ومنعت عبراتي من النزول وأنا أعبث بأصابعي وبعدها ساد الصمت لدقائق..
" أوليفيا...بخصوص ذلك الحلم الذي كان يراودك، من كان به؟ "سأل مجددًا..
"نذل ليس الوقت المناسب لهذا جاكسون" تحدثت بهدوء وأنا أسند رأسي علي الحائط..
" التحدث يبقي عقلي بعيدًا عن تلك الأشياء" تحدث بهدوء لأتنهد..
"هو جدي...ملك مملكة الشمال، نحن لم نكن علي وفاق أبدًا...لقد كانت هناك الكثير من المشاكل بيننا، أنا وهو....لقد كان دائمًا يري أنني لست الشخص الجيد الذي قد يحمل إسم عائلة مايكلسون وأنني لست بالجيدة كفاية لأي شئ...هو كان دائمًا يُفضل ميراس وكول وكريس علي، هذا لم يكن يضايقني أبدًا لكن طريقته في المعاملة كانت سيئة للغاية...في التدريبات عندما كنا بالمملكة عندما كنت أفعل شيئًا جيدًا أو أحرز تقدمًا كان فقط ينظر لي من أعلي لأسفل ولا يُعقب علي ما فعلته، ميراس دائمًا كانت تشجعني عندما أفعل شيئًا جيدًا حتي لا تجعل ما فعله جدي يعلق برأسي...وكانت دائمًا تدافع عني أمامه، في يوم ما أخذنا إلي يوم تدريب خاص بالغابة وكان هو يقاتل كل منا، هو مع كول ثم كريس ثم ميراس وأنا...لقد حان دوري حينها وكنت أبلي جيدًا حتي باغتني وقام بكسر أربعة وعشرين عظمة من عظامي وقام بترك ندبته الخاصة علي جسدي وهو يقول أنني لن أفلح أن أكون من عائلة مايكلسون بعد الأن "تحدثت بهدوء والعبرات تغطي وجنتي ثم نظرت إلي تلك الندبة بأعلي فخذتي ثم محيت عبراتي بهدوء..
" ربما كان يفعل ذلك ليجعلك أقوي مما أنتِ عليه "تحدث بهدوء..
" لم أكن لأريد هذا، كنت أريده فقط أن يعاملني بطبيعية حتي لا يصبح من أسوأ كوابيسي هكذا "سخرت مريحة رأسي للوراء..
"هل تبكين أوليفيا؟" سأل بهدوء..
"لا...لا أفعل" تحدثت بهدوء..
"أعلم متي تبكين ومتي تضحكين ليف "تحدث بهدوء لأخذ نفسًا عميقًا وأسمع صوت عظام تنكسر..
" جاك...جاك هل أنتَ بخير؟ "سألت بقلق..
" أغلقي الباب بالمفتاح أوليفيا "قالها بصعوبة وعلمت حينها أن الأمر قد بدأ معه..
" جاك فكر بأمر مرساتك...سيسهل الأمر كثيرًا عليك" تحدثت سريعًا وأغلقت الباب كما أخبرني..
لم أسمع أي شئ بعدها سوي صوت تألم وعظام تنكسر ثم صوت المدفأة ينكسر وقد بدأت السلاسل بالإفلات...أخذت نفسًا عميقًا ثم وضعت يدي علي مقبض الغرفة وفتحت الغرفة بهدوء ودلفت بقلق قليل وكانت الغرفة فارغة..
" جاك.. "همست وأنا أنظر حولي بالغرفة ولاحظت مضرب البيسبول ذلك لأمسكه بيدي بقوة، هو لن يؤثر به لكن سيعطله قليلًا..
في ثانية واحدة كان واقفًا أمامي وعينيه مشعتين وأنيابه ظاهرة حادة وقام بالصراخ بوجهي لينتابني الخوف وأقوم بضربه بقوة بالمضرب وقد كُسر المضرب تمامًا وتراجع هو قليلًا مما أعطاني الوقت لأخرج من الغرفة وأغلق الباب بالمفتاح..
حالما كنت أركض متوجهة للسلم سمعت صوت ضربات علي الباب مما جعلني أنظر ولم ألحظ السلالم لأقع بقوة من فوق السلالم وترتطم رأسي بالأرض بقوة وتبدأ بالنزيف لكنني أستطعت الوقوف وبحثت عن مكان أختبئ به حتي وجدته...الخزانة التي أحضرت منها السلاسل..
دخلت بها وأغلقتها بقطعة من الحديد وجدتها ثم جلست هناك ولم أشعر بالدموع التي تساقطت من عيني...خوفًا وقلقًا عليه، لم أرده أن يخوض شيئًا كهذا وحده وعلي عكس ذلك أنا هنا مختبئة منه ولا أحاول مساعدته..
سمعت صوت أشياء عديدة تنكسر في الغرفة وصوت عواءه الضعيف لأضع يدي علي فمي حتي لا يصدر مني أي صوت...لكن صوت الصرخات هو من خانني، وكانت هذه الصرخات تصدر مني أنا!
ماذا قالت الطبيبة لأوليفيا؟
ومن ذلك الشخص الذي قابلته أوليفيا وعما تحدثا؟
وما سر تلك الصرخات الصادرة من أوليفيا؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
تُدرك الشعور عندما تُعلق ذاتك بشئ مُدركًا تمامًا أنه لن يكون لكَ أو لن يحدث حتي ورغم ذلك أنت تُعلق ذاتك به أكثر وتعلم أن الألم الذي سيأتي من وراءه كبير لكن مع ذلك أنتَ تُحاول تصحيح الأمور رغم أنه ليس خطأك..
مع أنه هناك أشياء داخلك وأجزاء منك تُريده وتلك الأشياء تكونت بسببه...حينها يكون من الصعب الإفلات والمُضي قُدمًا..
تلك النظرات المُعلقة بذلك الشئ الصغير بيدي تحمل الكثير من المشاعر، القلق والتوتر والقليل من التمني لشئ معين.. وتلاشت كل تلك المشاعر حالما ظهرت النتيجة والإرتياح إحتلني حالما رأيتها، سلبي كانت هي الكلمة التي جعلتني أتنهد بإرتياح ووضعت وجهي بين يدي بتنهد..
ألقيتها بالقمامة ثم غسلت وجهي وخرجت للخارج ولم يكن عاد بعد، جلست أمام الطعام لأكمل طعامي لكنني نظرت للطعام لثوانٍ ثم شعرت بالقرف لأزيل كل ذلك وأجلس أمام التلفاز حتي الصباح كمعظم أيامي هنا... إذا كنت أعيش وحدي كان ليكون أفضل..
حل المساء مجددًا ولم يعد بعد ولم يتصل حتي، لن أكلف ذاتي حتي بالقلق عليه...شعرت بالملل وأنا أجلس هكذا وحدي لأستقيم وأتوجه لغرفتي وأبدل ملابسي...وقت الترفيه قليلًا، سوف تحدث مشاكل لكن من يهتم..
إرتديت بنطال أسود ضيق وكنزة سوداء ضيقة داخل البنطال وسترة قصيرة من الجينز وتركت شعري منسدلًا ثم خرجت من المنزل بعدما أخذت المفتاح وأغلقت الباب ثم إنطلقت بالشارع..
تمشيت كثيرًا بأنحاء المدينة وكان المكان جميلًا، صخبًا قليلًا لكنه رائع...وبالشوارع كان هناك بعض الناس منهم من يغنون ويرقصون ويفتعلون بعض الحيل وهناك عروض كثيرة، وهناك مجموعة من الفتيات والفتية يقومون بتوزيع الورود علي الجميع لأسعاد يومهم..
إستمتعت بوقتي هناك وبعدها ذهبت للسينما وشاهدت فيلمًا وبالنهاية إتجهت لبار صغير وإحتسيت مشروبًا هناك، لم أتوقع أن يكون طعمها لاذع لتلك الدرجة وقد تتخلل دمائك وتفعل تلك الأشياء بك، لكنه شعور جيد أعترف..
لم أحتسي الكثير حتي أستطيع العودة للمنزل سالمة، وعندما وصلت أمام باب الشقة تمامًا وجدت صندوقًا كبيرًا وعليه ورقة أخري لألتقطها وكان مكتوب بها من جيلا لجاكسون لأنظر للصندوق بسخرية وعصبية..
فتحت الباب بهدوء تام حتي لا يسمع دلفت وفوجئت أنه لم يعد بعد فكانت الساعة تعدت الواحدة بعد منتصف الليل...أغلقت الباب بالمفتاح كما كان ووضعت الصندوق جانبًا وبدلت ملابسي وعدت كما كنت وجلست أشاهد التلفاز..
بعد ساعة تقريبًا صوت الباب الذي يُفتح لم يجذب إنتباهي كثيرًا وكانت عيني علي التلفاز..
"لازلت مُستيقظة" تحدث بهدوء ولم ألتفت له..
"أجل لم أشعر بالنعاس بعد" تحدثت بهدوء..
"بالمناسبة أرسلت فتاة ما لكَ ذلك الصندوق الكبير وعليه رسالة كبيرة أخري" تحدث ببساطة وساد الصمت لدقائق ولم أسمع صوت تحركه لألتفت ناحيته وأراه ينظر حوله حتي وقعت عينيه علي الورود التي كانوا يوزعوها بالشارع لأعتدل سريعًا وأنظر للتلفاز...
"هل خرجت اليوم؟" سأل وهو يُمسك بالورود بيده..
"لا" تحدثت بهدوء وثبات..
" ومن أين أتت تلك الورود؟" سأل وألقي الورود بعيدًا..
"إنها السيدة التي أمامنا، كانت تعتقدنا مرتبطين وكانت تهنئنا بذلك" سخرت، هذه السخرية كانت لأجلي لأنني غبية لا أستطيع التفكير بشئ..
" لا يوجد أحد بالشقة التي أمامنا أو التي حتي بجانبنا" تحدث ببساطة وجلس علي الكرسي أمي لأبتلع ريقي بهدوء ولازالت عيني علي التلفاز..
" إذًا يُمكن أن تكون من أي شقة بالبناية "تحدثت ببساطة..
" كل من بهذه البناية إما فتية أو فتيات أو فارغة" قالها ببساطة ناظرًا لي..
" ماذا تريد؟ "تنهدت ناظرة له وفي ثانية واحدة كان يقف أمامي وجذبني من ذراعي بقوة وكان وجهه قريب للغاية من خاصتي..
"إفتحي فمكِ "قالها ناظرًا لي بجدية لأقرب شفتي من أذنه..
"لا" همست بهدوء وحاولت تحرير يدي من قبضته لكنه شدد علي أكثر وأمسك بعظام وجهي بقوة مُحدقًا بعيني وقام هو بفتح فمي وشمه من بعيد ثم تركني..
"ألم واللعنة نتفق أنه لا يمكنكِ الخروج؟" سخر بعصبية..
"وأنتَ فقط من يمكنك ذلك؟" سخرت ناظرة له..
"هل تتفهمين أنه أنتِ من بخطر وليس أنا؟ ماذا كان ليحدث إذا تم الإمساك بكِ الأن" سخر وهو يتفقد الأجواء من النوافذ..
"لم يحدث لي شيئًا، بجانب أنا اليوم بأكمله بالمنزل وأنتَ طوال الوقت بالخارج ولقد مللت من كل ذلك....أنتَ منذ البارحة مع تلك الفتاة التي لا أريد أن أعرف من هي...لذا لا تحاسبني إذا خرجت لساعات قليلة وعدت وأنتَ لولا تلك الورود لم تكن لتلاحظ بالأساس" سخرت..
"إذًا الأن الأمر هكذا؟ "سخر وإقترب مني...."هو ينتظر أي فرصة واحدة لكي يقوم بالإمساك بكِ، أنا يمكنني الإعتناء بنفسي لكن أنتِ ماذا ستفعلين؟ فكري بذاتك وبمن هم بالمنزل يريدوك علي قيد الحياة ولو لقليل... أنا بالخارج يوميًا أراقب المكان حتي لا يحدث شئ لكِ، لذا رجاء تحملي المسئولية قليلًا وتصرفي كالبالغين ولا تعرضي الجميع لخطر..لأن تصرفاتك هكذا لا تدل علي كونكِ بالغة ولا تقوين علي كونك أميرة لمملكة كاملة، والدك كان ليكون خائب الظن بكِ الأن "تحدث بعصبية وشئ بداخلي وبدا أنه جزء كبير بداخلي بجعلي عصبية للغاية وأخر ما شعرت به هو أنني صفعته ثم نظرت له ودلفت لغرفتي..
حالما دلفت للغرفة أغلقت الباب بالمفتاح وجلست خلف الباب ضامة قدمي لصدري وبدأت بالبكاء كالمعتاد، هو محق في ذلك...ما أفعله ليس بالصحيح فقد كان ليعرض كلينا للخطر، فقط الأشياء بداخلي الأن ليست بخير وكل شئ يسير بشكل معاكس لكن علي الإنتباه لكلينا..
شعرت بذات الألم مجددًا وتوجهت للمرحاض وتقيأت ما كان بمعدتي عدة مرات، لا بد أنه جراء المشروب الذي إحتسيته، علي إتخاذ حذري بعد هذا..عدت للفراش بعدما ضبط ذاتي وإحتضنت الوسادة محاولة النوم حتي سمعت طرقاته علي الباب..
"أنا أسف" كانت هذه هي الكلمات التي سمعتها ثم صوت خطواته التي تتجه ناحية غرفته..
دفنت وجهي بالوسادة حتي لا أفكر بتلك الأشياء حتي غفوت سريعًا..
إستيقظت بالصباح وإفتعلت روتيني اليومي وخرجت للخارج وكان هو جالسًا يُشاهد التلفاز وهو يُدخن، لأتوجه بهدوء للمطبخ وأُعد كوبًا من القهوة وعندما خرجت من المطبخ لاحظت الصندوق بمكانه كما هو ولم يتم فتحه..
"يبدو أنكَ لم تفتح ذلك الصندوق بعد" تحدثت بهدوء وجلست علي الكرسي المعاكس لأشاهد التلفاز معه..
"لأنه ليس بالمهم" تحدث ببساطة وهو مُركز علي التلفاز..
"صحيح فأنت مع فتاة أخري" أومئت ببساطة..
"وكيف علمتي أنها ليست من ذات الفتاة؟" سأل بهدوء وهو يُدخن سجائره..
" لأن الفتاة الأخري قد قضت معك الليلة ولن تملك الوقت لترسل لكَ هدية أخري...وهذا ليس من شيم الفتيات "تحدثت ببساطة ناظرة للتلفاز وأحتسي القهوة بهدوء..
" صحيح" إبتسم ناظرًا للتلفاز، وتلك الإبتسامة الصغيرة كفيلة بإسعاد يومي..
" هل لازلتِ متضايقة؟" سأل بهدوء ناظرًا لي..
" لا...أعلم أنني مخطئة، لذا أعتذر "تحدثت بهدوء، أحاول أن أجعل الأشياء بيننا جيدة حتي إن كان وضعنا ليس كالسابق، وأيضًا سوف نبقي وقتًا طويلًا معًا..
"أنا من أعتذر لأنني لم يكن أنبغي أن أقول أشياء كهذه" تحدث بهدوء ناظرًا لي لأومئ له بهدوء مبتسمة...الأمر صعب للغاية التصرف بطبيعية معه، لأن ذلك ليس صحيحًا..
"إذًا أهذه الفتاة التي أتت البارحة هي خليلتك؟" سألت بهدوء، وكانت تلك الكلمة ثقيلة للغاية علي..
"لا...سابقة، لا يوجد شئ بيننا "تحدث بهدوء لأبتسم بداخلي وكان ذلك شعورًا جيدًا..
"لم تركتم بعضكم؟" سألت بهدوء ناظرة له..
"لم نتفق معًا" قالها بشرود وهو يُحرك السيجارة بين أصبعيه، هو يُخفي شيئًا ولا يريد الحديث عنه وأنا لن أضغط عليه بشئ كهذا..
"وصاحبة الصندوق أهي خليلتك؟ "سألت مجددًا..
"لا، كنا فقط نعبث معًا منذ وقت طويل" تحدث بهدوء..
" ويبدو أنها لم تنسي ذلك العبث" سخرت ليبتسم هو..
"لقد سمعتك البارحة تتقيأين... هل أنتِ بخير؟ لأنها ليست المرة الأولي" سأل بهدوء
"أجل...إنه فقط من الويسكي الذي إحتسيته البارحة، لكنني بخير "إبتسمت بهدوء..
" إذا كنتِ تريدين الخروج مرة أخري، أخبريني فقط وسأذهب معكِ إتفقنا؟ "تحدث بهدوء لأومئ له مبتسمة..
"شئ أخر" قالها وأطفأ سيجارته..." غدًا سوف أتأخر قليلًا لأنه يوجد بعض الأعمال التي لم أنتهي منها بعد "تحدث بهدوء لتزول تلك الإبتسامة بهدوء..
" وتلك الأعمال علام تشتمل؟ "سألت بهدوء..
" لا شئ يستحق قلقك "قالها بهدوء وأشعل سيجارة أخري..
"توقف عن التدخين، هو قد يضرك...ليس كل شئ يمكننا الشفاء منه "تحدثت بهدوء وأخذتها منه ثم أطفأتها..
" مثل ماذا؟ "سأل ناظرًا لي..
"بعض أنواع السرطان المُستعصية" تحدثت بهدوء ليومئ بعدها..
" أوليفيا ،ليلة البارحة لقد سمعتكِ تنادين علي شخص ما...أو لم تكوني تنادين تصرخين بمعني أصح "قالها بهدوء لأنتبه له..
" ماذا كنتُ أقول؟" سأل بإهتمام..
"أشياء كأبتعد عني، أنا أكرهك...لكنكِ لم تقولي أي أسم "تحدث بهدوء لأعلم عما يتحدث لأعود كما كنتُ بهدوء..
"لا بد أنني كنت أحلم...لا تضع أشياء كهذه برأسك "تحدثت بهدوء لينظر لي هو بعدم تصديق..
" أنا أشعر بالتعب، سوف أكون بغرفتي إذا إحتجت لشئ" تحدثت بهدوء وتوجهت لغرفتي وإستلقيت علي الفراش ممسكة بمعدتي التي تؤلمني مجددًا..
بعد أربعة ساعات تقريبًا قام بإيقاظي لنتناول الطعام معًا الذي أعده هو، وإنقضت هذه اليلة لأول مرة بسلاسة...لقد كنت نتحدث في أشياء عدة ونشاهد الأفلام معًا، ولأول مرة منذ أن أتينا لهنا أستمتع بوقتي هكذا...وكان يحاول التخفيف عني لكنه في بعض الأحيان كان يتصرف ببروده وجموده المعتادين وبعد إنقضاء الليل توجه كلينا لغرفته وكانت تُعد أجمل ليلة حتي الأن..
إستيقظت متأخرًا بالصباح التالي وكان قد غادر هو مُسبقًا، أعددت إفطاري وجلست لأتناوله لكنني لم أستطع بسبب الألم الشديد بمعدتي حيث ركضت للحمام وتقيأت كل ما كان بداخلي مجددًا...إعتقدت أنني إنتهيت من كل ذلك الألم مُسبقًا..
بعدما إنتهيت جلست علي أرضية المرحاض أفكر في الذي يجري معي الأن وكيف من المفترض أن أتصرف، لقد إفتعلت ذلك الإختبار ولم يحدث شئ...وليس من الممكن أن يكون ذلك بسبب تسمم ما..
خرجت وإرتديت سترة طويلة قليلًا وخرجت من المنزل مُتجهة إلي الصيدليه، إذا لم يكن ما لدي شئ خارق للطبيعة فأنا الأن بشرية وإحتمال كبير أنه قد يكون شيئًا عاديًا يُمكن لطبيب عادي إيجاد حل له..
بعدما توجهت لهناك وأخبرت تلك الفتاة عما يحدث معي وتلك الألام التي تأتي لي، وإجاباتها الصادمة كانت عكس ما توقعت تمامًا...هذا قد يُغير كل شئ تمامًا..
"هل أنتِ متأكدة؟" سألت وأنا أعبث بأصابعي بتوتر..
"مائة بالمائة أنسة...هذه بعض الحبوب التي عليكِ تناولها بميعادها حتي يزول الألم سريعًا" قالتها وأعطتني بعض الأدوية في حقيبة صغيرة لأخرج المال وأضعه بهدوء أمامها ثم أخذ الحقيبة وأغادر..
كنت أتمشي بهدوء مفكرة في الذي قالته الطبيبة منذ قليل وما قد يُحدثه ذلك من بعض الصعوبات علي الجميع، تنهدت وشددت علي تلك الحقيبة وعُدت للمنزل ولم يكن قد عاد بعد..
دلفت للمرحاض وجلست علي الأرضية وأنظر إلي كل تلك الحبوب لأعيد شعري للوراء وأُمسك بذلك الشئ الذي كان موضوع بجانب الحبوب لأشد عليه بتوتر، بقيت وقتًا في المرحاض وعندما إنتهيت أخذت تلك الحبوب ثم أخفيتهم في غرفتي وخرجت لأجلس أمام التلفاز بإنتظاره..
عند الغروب تقريبًا عاد هو وجلس بجانبي علي الأريكة وهو يُريح رأسه للوراء بإرهاق..
"هل أنتَ جائع؟" سألت بهدوء..
"لا.." قالها ثم صمتَ قليلًا ونظر إلي..
"هل أنتِ بخير؟ تبدين شاحبة قليلًا" قالها ناظرًا لي..
"أنا بخير" أومئت مُبتسمة بهدوء..
"ماذا فعلتِ اليوم؟" سأل بهدوء..
"لا شئ...كما تعلم فقط في المنزل" تحدثت بهدوء..
"هل تودين الخروج قليلًا؟ "سأل بهدوء وهو لا يزال مغلقًا عينيه..
"تبدو مُتعبًا...يمكننا أن نؤجلها "تحدثت بهدوء ناظرة له ليفتح عينيه بهدوء وينظر بعيني..
"لا أنا بخير، هيا إذهبي وبدلي ملابسك "إبتسم لأبتسم وأستقيم متوجهة لغرفتي..
إرتديت سريعًا بنطالًا رماديًا ضيقًا وكنزة بيضاء فضفاضة بأكمام طويلة تصل عند حافة البنطال ثم رفعت شعري لأعلي وخرجت له..
" أنا مستعدة" إبتسمت ليفتح عينيه بهدوء وينظر لي لثوانٍ ثم يستقيم مُتجهًا نحوي..
" هذا أفضل "قالها بعدما وضع قبعة الكنزة علي رأسي..
"حقًا ؟" سخرت ناظرة له لأنزلها مُجددًا..
"أجل، إلا إذا كنتِ تودين أن يتعرف عليكِ أحد" قالها ببساطة وأعادها علي مجددًا وتوجه للباب وأشار لي بالتقدم لنخرج بعدها كلينا..
تمشينا بأرجاء المدينة وكان يتحدث معظم الأوقات وليس منغلقًا علي ذاته هذه المرة، توجهنا بعدها للسينما وشاهدنا فيلمًا معًا والأفضل أننا توجهنا إلي بار بالقرب من المكان...أسرفت بالشرب قليلًا أو كثيرًا لا أعلم، علي عكسه هو لم يحتسي سوي كأسين فقط، عندما شعر أنني أسرفت بالشرب أخرجني من المكان وجعلني أتمشي عند الشاطئ قليلًا..
"أشعر بالصداع" همست وأنا أمسك برأسي بتعب وكنت أترنح بالمكان..
"بسبب كثرة ما إحتسيته" قالها وأمسك بي ليلاصقني به حتي لا أقع..
"لم أتوقع أن تلك المشروبات جيدة هكذا، لقد أخرجت الكثير من الأشياء من رأسي" ضحكت وإبتعدت عنه..
"مبارك عليكِ، هيا لأنه يجب أن نعود الأن "قالها وهو يحاول إمساك يدي حتي إبتعدت عنه..
"أيمكنكَ التصرف معي بقليل من الرفق، أنت تعاملني أسوأ مما تعامل أي أحد يعمل معكَ "تنهدت وجلست علي الرمال بتعب..
" حقًا ؟وما الذي أفعله لكِ؟ "سأل ناظرًا لي..
"أنتَ بالكاد تتحدث معي...ولا تبقي معي بالمنزل، أنا لا أراكَ بالأساس...أنتَ تتصرف معي وكأنه لم يكن هناك شئ بيننا علي الإطلاق "همست وأنا أعبث بالرمال، وبين حديثي كان هناك صمت قليل لألتقط أنفاسي حتي لا أتقيأ مجددًا..
" ماذا تريدين مني إذًا؟" سأل وجلس علي قدميه ليكون أمامي وينظر لي بعيني..
" أريدك أن تتصرف معي بطبيعية، أريدك أن تتحدث معي ولا يكون هناك تلك الحدود التي وضعتها أنتَ...والأهم من ذلك أريدك أنت" همست ناظرة له وقربت شفتي من خاصته بهدوء وبطئ حتي طبعت قبلة صغيرة علي شفتيه..
إستمرت تلك القبلة لدقائق قليلة حتي إبتعد هو ناظرًا لعيني ثم إستقام..
" هيا...لقد تأخر الوقت "قالها ناظرًا في الإتجاه المعاكس لأنظر للرمال لثوانٍ ثم أستقيم وأتقدمه..
لقد كان الطريق للمنزل هادئًا تمامًا، لم يتحدث أي منا أي كلمة حتي وصلنا للمنزل ودلف كل منا لغرفته وهكذا إنقضت الليلة..كنت بالمرحاض أتقيأ تلك الكحول التي إحتسيتها ونظرت لتلك الحبوب وأخذت منها مجددًا وأنا أنظر لها، كل شئ سيكون بخير وسينتهي كل ذلك..نمت سريعًا كالقتيلة من التعب والصداع حتي اليوم التالي..
إستيقظت بالسادسة مساءًا بصداع كبير ولا أستطيع تذكر أي شئ من البارحة، سوي فقط أنني إحتسيت الكثير من الكحول بسبب رائحة فمي وجلست بغرفتي حتي الساعه الثامنة والنصف...أخذت حمامًا سريعًا وإرتديت بنطال من الجينز الضيق وكنزة سوداء فضفاضة وتركت شعري ثم خرجت من الغرفة وكالعادة لم يكن هو موجود بالمنزل..
خرجت من المنزل وتمشيت حتي وصلت لمنطقة نائية وهادئة والأضواء بها خافتة، وفقط هناك بعض الرجال يقفون متفرعين بالمكان ويبدون كرجال عصابات لكنني لم أهتم كثيرًا حتي وصل الشخص الذي أنتظره..
"أنا أسفة أنني إضطررت أن أجلبك كل تلك المسافة" إبتسمت بهدوء..
"لا عليكِ أنا أتفهم، أخبريني ماذا لديكِ" تحدث الشخص بهدوء لأبدأ بقص كل شئ حدث في تلك الصيدلية وأخبرني الشخص بما لديه وكل الإحتمالات الممكنة..
"لكن هذا مستحيل...كيف بالأساس؟" سألت بإستغراب..
"لقد شرحت لكِ أوليفيا، كل ما عليكِ فعله الأن هو الإعتناء بنفسكِ ولن يعلم أحد بشئ عن هذا "قالها الشخص بهدوء لأومئ للشخص..
"شكرًا لك، أقدر كل ذلك...علي العودة الأن" قلتها ليومئ لي الشخص وأغادر سريعًا..
بعد ربع ساعة وصلت للمنزل وكانت الساعة الحادية عشرة وأنا أفتح الباب بهدوء وأغلقته بالمفتاح كما كان، وحالما إلتفت له بالضبط كان بوجهي ولا يفصلنا إلا إنشات قليلة..
" أين كنتِ؟" سأل ناظرًا لعيني وكنت متوترة من قربه هكذا..
" أنا كنتُ...أحضر بعض الأدوية" تحدثت بهدوء..
"وذلك الشخص الذي كنتِ معه هو من أحضر لكِ الأدوية في تلك المنطقة النائية" سخر ناظرًا لي..
"هل تراقبني؟" سخرت ناظرة له..
"لا...فقط الرجال الذين يقفون بالشارع هم يوصلون لي الأخبار من البداية للنهاية" قالها ناظرًا لي..
" إذًا ماذا تريد؟ لقد علمتَ أين كنت إذًا ماذا بعد؟ "سخرت عاقدة يدي أمام صدري..
" أوليفيا أخبريني أين عقلك؟ ألم نتفق أنه عليكِ إخباري بكل خطوة لعينة تُخطيها، وقلنا مائة مرة أنه علينا إتخاذ حذرنا اللعين حتي لا يتم القبض علينا...هل تودين الموت؟ هل تودين أن ينتهي كل ما كنا نعمل عليه؟ "صاح بعصبية لي وكنت فقط واقفة أنظر له حتي هدأ وبدأ بالتحرك بالمكان..
"من كنتِ تقابلين؟ "سأل ناظرًا لي وهو يتحرك بالمكان..
" صديق "تحدثت بهدوء..
" صديق... أجل "سخر وهو يعض علي لسانه..
" هل يمكنكَ أن تهدأ؟ لك يحدث شئ لكل ذلك...نحن بخير وكل شئ بخير "تحدثت بهدوء..
"لا تخبريني أن كل شئ بخير، لن يكون هناك شيئًا بخير عندما يمسك سوء "قالها بعصبية وهو يقف أمامي..
"لقد أصابني السوء عندما ذهبت ولم تفكر بي حتي...لقد حدث كل شئ سئ لي عندما غادرت ولم أجدك بجانبي، لقد أحتجتك عندما علمت أنني أحمل بداخلي طفلًا وقد توفي ذلك الطفل وأنا حتي لم أكن أعلم أنه بداخلي، لذا لا تحدث عن سوء أكثر من ذلك..." قلتها بعصبية وأنا ممسكة بمعدتي وقد قلت الكثير من الأشياء حينها لأصمت وأنظر الجهة المقابله..
" أي طفل؟ "سأل بعصبية وتحولت عينيه للون الأصفر الذهبي..
"جاك...عينيك "همست ناظرة له..
"إستمعي أوليفيا...ما حدث اليوم، لا يجب أن يتكرر مجددًا أمفهوم؟وأريد أن أعلم عن أي طفل لعين تتحدثين "تحدث بعصبية أكثر وكان يقترب أكثر حتي أصبح ملاصقًا لي..
" حسنًا حسنًا فقط إهدأ...عينيكَ جاكسون ،عليكَ أن تهدأ" تحدثت بهدوء ناظرة له وأمسكت بيده ليسحب يده سريعًا ويتحرك بالمكان..
توجهت ناحية هاتفه سريعًا وفتحته ورأيت التاريخ، إنها ليلة القمر المكتمل، الليلة التي ينطلق العنان بها لكل مستذئب...لا يكون لأي مستذئب القدرة علي التحكم بذاته إلا اللذين هم مدربون جيدًا ويعلمون كيف يتصرفون...إنها أول ليلة القمر المكتمل لجاكسون وتكون أول ليلة لأي مستذئب هي أصعب ليلة..
"جاك تعالي لهنا" قلتها وأمسكت بيده وأجلسته علي الأريكة لأجلس علي ركبتي أمامه..
"إستمع إلي، تتذكر ليلة القمر المكتمل التي تحدثنا عليها قبلًا...إنها الليلة، وبدأ مفعولها معكَ...عليكَ أن تهدأ حتي نعلم كيف سنتصرف" تحدثت بهدوء ممسكة بيديه حتي هدأ قليلًا وعادت عينيه كما كانت..
"جيد هذا جيد...هل تملك سلاسل هنا أو أي شئ قوي" تحدثت بهدوء لبشير إلى خزانة بجانب غرفته لأتوجه ناحيتها وأخرج ما بها، لقد كان هناك سلاسل من حديد وبعض الأصفاد التي لا أريد أن أعلم سبب وجودها هنا..
"حسنًا تعالي معي" تحدثت بهدوء وأشرت له بالتوجه لغرفته وأحضرت تلك الأشياء وعدت له..
جعلته يجلس بجانب مدفأة حديدية أسفل النافذة وربط إحدي يديه بالأصفاد بالمدفأة ولففت السلاسل حوله كثيرًا مانعة إياه من الحركة فكان مكبلًا جيدًا، وتبقت بعض السلاسل التي لففتها حوله وحول المدفأة حتي أصبح مكبلًا أكثر وجلست أمامه ناظرة له..
"هل تؤلمك؟" سألت ناظرة له..
"لا.. ليس كثيرًا" تحدث بهدوء..
"سوف تمر سريعًا...فقط فكر بأشياء تحبها وتذكر مرساتك الشئ الذي يساعدك في تخطي غضبك" تحدثت بهدوء..
"حتي إن كانت تلك المرساة ليست الأمور جيدة بيننا؟" تنهد ناظرًا لي..
"أجل، ما دامت تساعدك علي تخطي غضبك ومساعدتك في أن تصبح أفضل "أومئت بهدوء..
"بإمكاني الشعور به الأن "تحدث بهدوء ويمكنني ملاحظة قطرات العرق من رقبته..
" لأنه بدأ الأن "قلتها ونظرت من النافذة وكان القمر مكتملًا في هذه اللحظة..
" أريدك أن تخرجي من الغرفة وأغلقي الباب ورائك "قالها ناظرًا لي وكنت أضع غطاء أسود علي النافذة، فهذا سيساعد قليلًا إذا لم يمسه ضوء القمر..
"لا يمكنني تركك جاكسون" تحدثت بهدوء وتأكدت من قوة السلاسل والأصفاد..
"إفعلي ذلك لأجلي، لا أريدك أن تتأذي بسببي" قالها بهدوء ناظرًا لي..
" أنت لم تؤذني، أنا أثق بكَ" تحدثت بهدوء حتي سمعت صوت خدوش بالأرضية لأنظر لجاكسون وكانت مخالبه قد ظهرت وبدأ بحكها في الأرضية..
" أنا لا أثق بذاتي، أريدك أن تخرجي أوليفيا لأجلي" قالها وبدأت عينيه بالتحول للون الأصفر الذهبي لكنها عادت طبيعية كما كانت..
"لا...سوف أبقي هنا وأنت لن تؤذني جاكسون" قلتها وشعرت بذلك الألم مجددًا بمعدتي لكنني تحاملت علي ذاتي..
"أوليفيا ،لأجلي.. سأكون مطمئنًا هكذا أكثر "قالها بهدوء لأنظر له وأتنهد ثم أخرج من الغرفة وأغلق الباب قليلًا تاركة فتحة صغيرة وجلست بجوار الباب حيث أكون بجانبه..
" أوليفيا...هل ذلك الطفل الذي كنتِ تتحدثين عنه...هو طفلنا؟" سأل بهدوء..
"لا أعتقد أنه الوقت المناسب للحديث بذلك "تحدثت بهدوء..
" أريد أن أعلم" تحدث بهدوء..
"أجل هو كان طفلنا...لقد علمت باليوم الذي توفي به" تحدثت بهدوء وضممت قدمي لصدري..
"لمَ لم تخبريني؟ "سأل وأنا أستطيع سماع صوت مخالبه التي تخدش الأرضية..
" لأنه لم يحن الوقت المناسب ولا أعتقد أنه كان ليفيد بشئ "تحدثت بهدوء ومنعت عبراتي من النزول وأنا أعبث بأصابعي وبعدها ساد الصمت لدقائق..
" أوليفيا...بخصوص ذلك الحلم الذي كان يراودك، من كان به؟ "سأل مجددًا..
"نذل ليس الوقت المناسب لهذا جاكسون" تحدثت بهدوء وأنا أسند رأسي علي الحائط..
" التحدث يبقي عقلي بعيدًا عن تلك الأشياء" تحدث بهدوء لأتنهد..
"هو جدي...ملك مملكة الشمال، نحن لم نكن علي وفاق أبدًا...لقد كانت هناك الكثير من المشاكل بيننا، أنا وهو....لقد كان دائمًا يري أنني لست الشخص الجيد الذي قد يحمل إسم عائلة مايكلسون وأنني لست بالجيدة كفاية لأي شئ...هو كان دائمًا يُفضل ميراس وكول وكريس علي، هذا لم يكن يضايقني أبدًا لكن طريقته في المعاملة كانت سيئة للغاية...في التدريبات عندما كنا بالمملكة عندما كنت أفعل شيئًا جيدًا أو أحرز تقدمًا كان فقط ينظر لي من أعلي لأسفل ولا يُعقب علي ما فعلته، ميراس دائمًا كانت تشجعني عندما أفعل شيئًا جيدًا حتي لا تجعل ما فعله جدي يعلق برأسي...وكانت دائمًا تدافع عني أمامه، في يوم ما أخذنا إلي يوم تدريب خاص بالغابة وكان هو يقاتل كل منا، هو مع كول ثم كريس ثم ميراس وأنا...لقد حان دوري حينها وكنت أبلي جيدًا حتي باغتني وقام بكسر أربعة وعشرين عظمة من عظامي وقام بترك ندبته الخاصة علي جسدي وهو يقول أنني لن أفلح أن أكون من عائلة مايكلسون بعد الأن "تحدثت بهدوء والعبرات تغطي وجنتي ثم نظرت إلي تلك الندبة بأعلي فخذتي ثم محيت عبراتي بهدوء..
" ربما كان يفعل ذلك ليجعلك أقوي مما أنتِ عليه "تحدث بهدوء..
" لم أكن لأريد هذا، كنت أريده فقط أن يعاملني بطبيعية حتي لا يصبح من أسوأ كوابيسي هكذا "سخرت مريحة رأسي للوراء..
"هل تبكين أوليفيا؟" سأل بهدوء..
"لا...لا أفعل" تحدثت بهدوء..
"أعلم متي تبكين ومتي تضحكين ليف "تحدث بهدوء لأخذ نفسًا عميقًا وأسمع صوت عظام تنكسر..
" جاك...جاك هل أنتَ بخير؟ "سألت بقلق..
" أغلقي الباب بالمفتاح أوليفيا "قالها بصعوبة وعلمت حينها أن الأمر قد بدأ معه..
" جاك فكر بأمر مرساتك...سيسهل الأمر كثيرًا عليك" تحدثت سريعًا وأغلقت الباب كما أخبرني..
لم أسمع أي شئ بعدها سوي صوت تألم وعظام تنكسر ثم صوت المدفأة ينكسر وقد بدأت السلاسل بالإفلات...أخذت نفسًا عميقًا ثم وضعت يدي علي مقبض الغرفة وفتحت الغرفة بهدوء ودلفت بقلق قليل وكانت الغرفة فارغة..
" جاك.. "همست وأنا أنظر حولي بالغرفة ولاحظت مضرب البيسبول ذلك لأمسكه بيدي بقوة، هو لن يؤثر به لكن سيعطله قليلًا..
في ثانية واحدة كان واقفًا أمامي وعينيه مشعتين وأنيابه ظاهرة حادة وقام بالصراخ بوجهي لينتابني الخوف وأقوم بضربه بقوة بالمضرب وقد كُسر المضرب تمامًا وتراجع هو قليلًا مما أعطاني الوقت لأخرج من الغرفة وأغلق الباب بالمفتاح..
حالما كنت أركض متوجهة للسلم سمعت صوت ضربات علي الباب مما جعلني أنظر ولم ألحظ السلالم لأقع بقوة من فوق السلالم وترتطم رأسي بالأرض بقوة وتبدأ بالنزيف لكنني أستطعت الوقوف وبحثت عن مكان أختبئ به حتي وجدته...الخزانة التي أحضرت منها السلاسل..
دخلت بها وأغلقتها بقطعة من الحديد وجدتها ثم جلست هناك ولم أشعر بالدموع التي تساقطت من عيني...خوفًا وقلقًا عليه، لم أرده أن يخوض شيئًا كهذا وحده وعلي عكس ذلك أنا هنا مختبئة منه ولا أحاول مساعدته..
سمعت صوت أشياء عديدة تنكسر في الغرفة وصوت عواءه الضعيف لأضع يدي علي فمي حتي لا يصدر مني أي صوت...لكن صوت الصرخات هو من خانني، وكانت هذه الصرخات تصدر مني أنا!
ماذا قالت الطبيبة لأوليفيا؟
ومن ذلك الشخص الذي قابلته أوليفيا وعما تحدثا؟
وما سر تلك الصرخات الصادرة من أوليفيا؟
The end
Hope you like it
Vote and comment please ❤️
Коментарі