توطئة|| Introduction
CH1|| إبنة الزمن
CH2|| حُب الدهور
CH3|| إمرأة من بحر
CH4||سماء ونجوم
CH5|| أزرق سماويّ
CH6|| لِمَ أُحبّك
CH7|| بُنٌ وبَحر
CH8|| سماءٌ وبَحر
CH9|| رسول الحُب
CH10||حياة بين الضلوع
CH11|| أزمة الهَيْبَة
CH12|| إنتقام الهيبة
CH13||عُكّاز وجَبيرة
CH14|| غاطس بالحُب
CH15||كَرز وسيجارة
CH16||حُبّي المُشيَّد
CH17|| نور البدر
CH18||بَهاء وإمتلاك
CH19||مَطَر ضِمنَ العاصِفة
CH20|| مخائل حُب
CH21||أُحبُك بمزاجٍ شَتويّ
CH22||قاع البحر
CH23||الزهرة وصاحب البستان
CH24||حُضنه الدافئ
CH25||دموع جميلة
CH26||أغرق في بحرِك
CH27||بَحرٌ هائج وسماءٌ دهماء
CH28||إنتكاس الهَيبة
CH29||زهرة مائلة الجِذع
CH30||جون وهَيبتُه
CH31||ظِلالٌ رماديّة
CH32||أكره الحُب
هَيبتُها|| The End
CH11|| أزمة الهَيْبَة
كيم جونميون (سوهو)


"حتى يَنتصر حُبّي"

في

"هَيْبَتُها || الحرب"








"أزمة الهَيْبَة"















" يا بَحر، ما لي آراكِ تَبكين اللؤلؤَ؟!

يا صوّان، هل انكسرتِ؟!

يا صغيرة فؤادي، قلبي يشتكي...

يراكِ تَبكي وآراه ينزف.

أنتِ عزيزة عليه... لأجلكِ هذا القلب لن يكون قلبًا...!

إلى عذارء القلب الجريحة

الكاتب سوهو"




....






كانت روزماري تَجلس خلف مِرآتها في كواليس الأستديو بعد إنتهاء حَلقة اليوم، البرنامج عاد بيسير كما المُعتاد، لكن تصريحاتها المُفاجئة سببت ضجّة كبيرة.

على أوجه صُحف عديدة كُتِب بخطٍ عريض.
"ما الذي حدث لكارهة الرجال؟!"

كانت تقرأ تِلك العناوين والمقالات لتضييع الوقت، فكما العادة؛ روزماري لا تهتم بإنتقادات الناس، تسير مهما أثارت بَلبَلة.

لا يَهُم طالما إنها تتحدث عن قناعاتها القابلة للتجديد، وربما التغيير.

تركت صَفحات الأخبار، وانتقلت إلى صَفحة الآداب، حينها ظهرت لها خاطرة الكاتب سوهو القصيرة.

عقدت حاجبيها بعدما قرأت الكلمات هذه، يبدو أن حُبُّه يَمُرّ بأزمة!

لكن الجديد، أنها ما عادت تنفر من كلماته، أصبحت تفهمها، وكل ذلك بفضل جارها جون.

في ذلك الحين؛ إتصل بها أخوها لوكاس، كان إتصالًا مُفاجئًا؛ فهو لا يتصل عادة إلا إن إعتاز شيء، وهو يدري أنها لن تمنحه شيء مهما توسّل، لذا لتجنب ملاسنة لافائدة منها معه لم تُجيبه، ثم تَلى ذلك أن تجاهلته عِدة مرّات، ولكنه يبدو أنه مُصِر جدًا لأن تُجيب؛ لذا أجابته بعد الإتصال التاسع.

وكما العادة تحدثت معه، بنبرة باردة ولهجة لا تهذيب فيها، وذلك لأن أهم مبدأ لدى روزماري أن المُحتَرم يُحتَرم، وتلك القاعدة يَشُذَّ عنها أخاها.

" ماذا تُريد؟"

إستطرد يلومها.

"أنا بخير، شُكرًا لكِ، ماذا عنكِ؟!"

دَوَّرت عيناها بإنزعاج وتنهدت، ثم نهضت تحمل حقيبتها على ذراعها تَهُمَّ بالخروج. 

" أُمهلكَ ثلاث ثوانٍ لتتكلم وإلا أغلقت"

سُرعان ما قال.

"دَعيني أُقابلك"

لمحت تشانيول ينظر لها من بعيد، تجاهلته واتبعت سيرها.

"وأنا لا أريد، سأُغلِق"

" لا لا لا! إنتظري، رجاءً فقط خمسُ دقائق"

وقفت في مكانها وتنهدت، حينها اتبع عندما شعر بأنها ربما ترضى وتُقابله فعلًا.

" أنا قريب من المَحطة، تعالي لاقيني في هذا المَقهى، سأبعث لكِ العنوان الآن وسأنتظركِ!"

أغلقت الخَط في وجهه واتبعت سيرها، لكنها سمعت تشانيول يُناديها من خلفها وهي لم تستجيب له.

"روز!"

وبما أنها تتجاهله؛ ركض خلفها وتدخل أخيرًا حينما أمسك بيدها، فجعلها تلتفت إليه، لكنها نفضت يده عنها بشراسة، ورمقته بملامح معقودة وغاضبة.

"ماذا تُريد؟"

بنبرة متوسلة سألها.

"دعينا نتكلم رجاءً"

إلتفتت عنه واتبعت سيرها تقول.

"لا كلام لكَ معي"

توسّل من خلفها.

"ماري أرجوكِ!"

ومُجددًا؛ ركض خلفها عندما لم تَستجِب له، أمسك بمِعصمها وجذبها معه رُغمًا عن إرادتها، روزماري أخذت تَضربه بحقيبتها، وتلكمه بيدها كُلما إستطاعت.

"اتركني أيها السافل!"

لم تَكُ تصرخ به أو تقاومه بشدّة، فهما في مكانٍ عام؛ تنتشر فيه الشائعات كالنار في الهشيم لو حدث ولحظ أحد أن بينهم مُشكلة.

أدخلها إلى أقرب غرفة ممكنة، ثم دخل بعدها وأغلق الباب مُستندًا عليه.

إلتفتت روزماري إليه وعينيها تستشيظ غضبًا.

"هذه المرّة أنا لن أتوانى عن قتلك ولستُ أمزح!"

تنهد تشانيول، واقترب منها حتى أمسك بيديها بين راحتيه.

"لا يا روز، لا تُفكري بي هكذا!

أنا أعترف أنني أحمق، وتافه، وسافل أيضًا.

انعتيني بما تشائين حتى تشعري بالإرتياح، اضربيني لو أردتِ، لكنني لستُ هكذا، أنتِ تعرفيني جيدًا، إنني لستُ هكذا"

جَزّت على نواجذها.

" لَستَ ماذا؟!"

أخفض رأسه يُجيبها.

"لستُ شهوانيًا ولا مُنحرفًا، أنا فقط تصرفتُ بحُمق وضَعف، اصفحي عني هذه المرة، أيُمكنكِ؟!"

بلا مُماطلة أجابته.

"لا!"

أشاحت بوجهها عنه حينما رأت الدموع تَترقرق في قلبها قبل عينيه، لا تُريد أن تُسامحه، ولا أن تندم لأنها لا تُسامحه، ولا تُريد أن يَرق قلبها عليه، ولا أن تُفكِّر بمُسامحته حتى.

لذلك تحدثت بصراحة معه عمّا يخالجها شعورها بسببه وفِعلته الشنيعة.

"أنا لن أثق بكَ مُجددًا، ولن نعود كما كُنّا معًا، لطالما كُنتَ أنتَ جَبيرتي، الآن أنتَ الذي كسرتني، لن أُسامحك لأنك خذلتني"

زفر أنفاسه خائبًا وبكى رُغمًا عن محاولاته العقيمة بألا يبكي، ومن باب الحرج؛ أخذ يُخبّئ وجهه بكفيه، لكنه تكلّم.

"لا يا روز، لا تفعلي بي هذا، لا تتخلي عني!

أرجوكِ امنحيني فُرصة، فُرصة أخيرة، أعدكِ أنني أموت ولا أخذلكِ مُجددًا!"

حاولت تجاوزه رغم أنها من الداخل تتصدع شفقةً عليه، لم تَكُ تدري أن لقلبها المقدرة بأن يشفق عليه رغم ما فعله من إساءة.

" إبتعد عن طريقي!"

لكنه فجأة ركع على رُكبتيه أمامها، يخفض رأسه ويبكي، يبكي كما لم يفعل من قبل، بلا خجل ولا حرج، هي تَدري والكُل يدري أن تشانيول حسّاس، طفل صغير في جسد رَجُلٍ عِملاق.

لكنه أحمق وينبغي مُعاقبته، لقد لانت بالفعل على يد جون ميون من ناحيته، فلقد تحدث لها كثيرًا عن كم تشانيول آسفًا، ونادمًا، وتعيسًا، وهي تستطيع أن ترى بعينها كل ذلك. 

إلا أن مُسامحتها له من الآن سيجعل الموقف يبدو هيّنًا، وأنه يمكنه مُصالحتها مهما فعل والعودة من جديد، لذا ستُعاقبه.

رغم ذلك؛ لم تُحِب رؤيته يهين نفسه بركوعه هذا رغم أنه أهانها بالفعل، لم تَدري مُسبقًا أنه غالي وعالي الشأن عِندها إلى هذا الحد.

لو كان الفاعل أحد غيره؛ لكان الآن يتعفّن في السِجن إن لم يَكُن تحت التُراب.

نظرت إليه، وحاولت ألا تُبدي تعاطفًا معه في نبرة صوتها.

" انهض عن الأرض، وأوصلني إلى حيث سأدُلّك، ثم ابقى في إنتظاري ريثما انتهي"

سُرعان ما تَبسَّم تشانيول ونهض عن الأرض، ثم قال وهو يمسح دموعه ويضبط هِندامه.

"فورًا"

وضعت نظاراتها الشمسيّة وسبقته إلى الخارج، آتى السائق بالسيارة، صعدت في الكُرسي الخلفي فيما تسانيول يجلس بجانب السائق، ثم روزماري لم تتكلم مع تشانيول إلا لتدلّه على عنوان المقهى الذي ستلتقي فيه لوكاس.

دخلت إلى المقهى، وإذ بلوكاس يجلس على طاولة بعيدة ومُنزويّة عن البقيّة، تبسّمت بسُخرية، بالتأكيد حجز هذه الطاولة لأنها الأرخص.

تقدمت منه لكن إتصال وردها، إبتسمت حينما رأت اسمه يُضيء شاشتها.

"جاري جون المَجنون"

أشارت للوكاس بسبابتها أنها ستُجيب هاتفها، ثم ذهبت نحو دورة المياه لتجيبه.

" هممم؟"

وصلها صوته المُشرق.

"سأكون مُتشرِّفًا لو قبِلتِ دعوتي للعشاء يا هَيبَة"

همهمت تفكر لبضع ثوان فيما تبتسم ثم أجابته.

" حَضِّر لي مائدة ضخمة وشَهيّة، لأنني أكاد أموتُ جوعًا"

ضحك جون.

" أمركِ يا سيدتي المَهيوبة"

أغلقت الهاتف، ثم وقع بصرها على المرآة أمامها، فوجدت أن شفتيها لا تضحك وحيدة، بل عيناها تضحك، ووجنتيها تضحك، وبشرتها تتوهج.

ما الذي يفعله بها هذا الرجل؟!

تحمحمت، مسحت إبتسامتها، تَلبّست البرود مجددًا، وخرجت للقاء أخيها، لا يُمكن أن يظهر عليها تأثير جون في مواقف عليها أن تكون فيها حازمة، كهذا.

جلست قِبالته تضع الساق فوق الساق، تَرتخي على المَقعد بظهرها، وتعقد ذراعيها إلى صدرها.

"تحدث سريعًا، ماذا تُريد؟"

أشار إلى كوب القهوة أمامها وقال.

"دعينا نتحدث بينما نشرب القهوة"

رفعت حاجبها، ضيقت عينها، ورمقته بشك، حينها تبسّم مُحرجًا وقال.

" هذه أرخص ما لديهم، لا أملك المال"

حملت روزماري الكوب وشربت منه تقول.

" معكَ خمسُ دقائق لتقول ما تُريد"

تبسّم لوكاس وتحدث.

" سأكون أفضل معكِ لو صالحتني"

ضحكت روزماري مما قال ثم استنكرت.

"لستُ غبيّة، لن أمنحكَ المزيد من
الفُ...رَص!"

تَقطّعت كلماتها، لأنها تشعر بخمول شديد يجعلها عاجزة أن تُحرِّك لسانها حتى، إتسعت إبتسامة لوكاس وهمس لها.

"بل لم أرى أغبى منكِ بحياتي كُلُّها!"

لم تقدر أن ترد عليه، فقد إرتخى جسدها على المِقعد كُليًّا وما عادت تَقدر أن تُحرّكه، تشعر بجسدها ثقيل جدًا ولا يُمكنها أن تُحرّكه.

ترى كل شيء بوضوح، تسمع، تشعر بالخوف الشديد داخلها، وتُدرك جيدًا أن لوكاس قد وضع لها شيئًا في القهوة؛ جعلها تصل إلى هذه الحالة.

فجأة ظهر جونغداي، آتى من خلف النادل، كان أنيق كما العادة، وشرير كما العادة، هذه الإبتسامة التي يحملها على شفتيه تُخيفها، خصوصًا أنها بهذا الوضع.

أخذت تدعو في جوفها ألا يكون تشانيول أحمق هذه المرة ويأتي لتفقدها، لوكاس غادر فيما يُلقي عليها إبتسامات شامتة أخيرة، ثم أتى جونغداي ووقف أمامها فيما يضع كفيه في جيوب بِنطاله.

"كفاكِ تمرُّدًا حبيبتي، الآن حان الوقت أن تعودي إلى القَفص يا عصفورتي"

اقترب منها، أرادت أن تصرخ، أن تضربه، أن تهرب، أو تفعل أي شيء، لكنها عاجزة عن النُطق حتى.

حمل حقيبتها وأغلق هاتفها، ثم حملها على ذراعيه وخرج بها من باب لم تدخله قط.

كانت تستطيع أن تُحرِّك عيناها فقط، تستطيع أن تشعر بكم هو فخور وسعيد بما فعله، وتستطيع أن تُخمّن ما الذي سيفعله بها بعد ذلك.

وضعها في سيارته ثم صعد بجانبها وأمر السائق أن يقود بهما.

أغمضت عيناها بأسفٍ شديد، الخوف ينهشها مما قد يحدث بها، تشانيول لم يَلحظ شيء، لن يُنقذها.

دَعت الرب في جوفها.

"أي رب! أرجوكَ انقذني!"

لم تَكُ تملك سوى أن تُناجي في قلبها.

لم ينظر لها طيلة الطريق ولم يقترب، بل كان يُدخِّن سجائره التي تُسبب لها ضيق في التنفس، ولم تكن تقدر أن تفعل شيء.

وَصلَ بها إلى شِقَّته، حملها إليها، كُل شيء كان قد سبق تدبيره، من رشوة المَقهى إلى كاميرات المراقبة في العِمارة السكنيّة التي يعيش بها.

دخل بها شَقّته بينما يحملها على ذراعيه، تلك الشِقّة تعرفها، هذا منزلها القديم، حيثُ عاشت معه مُسبقًا، تكره هذا المكان وتكرهه، وتكره المرأة التي كانت عليها، وتكره نفسها الآن.

وضعها على السرير، ثم تحرك حتى وقف أمام المرآة، خلع ساعته، ثم أزرار أكمامه ووضعها على الطاولة أمامه.

"لأنني أحبكِ، تركتُكِ تفعلي ما تشائين، لكنكِ تخطيتِ حدودكِ وتمرَّدتِ زيادة"

إلتفت لها وقد فَكَّ أزرار قميصه العُلويّة.

"لن أسمح لكِ أن تكوني لرجلٍ غيري"

إقترب منها وجلس بجوارها، ثم قال فيما يرفع خُصل شعرها عن وجهها.

"لأن مكانكِ في منزلي، وأنا لن تتخلَّصي مني مهما فعلتِ، لذا استسلمي لي ولا تقاومي، سأحرص أن تعودي زوجتي، سأجبرك إن لم توافقي"

تَبسّم، ثم أمال رأسه ينظر في وجهها بتمعّن، وانحنى عليها ليُقارب وجهه وجهها، ثم همس لها بإبتسامة لئيمة.

" ربما تتسآلي كيف، انظري إلى السقف، أترين هذه الكاميرا؟!"

ضحك عندما احتلَّ الجزع عيناها وأومئ.

"نعم، ما تفكرين به صحيح، ما رأيكِ بهذا العنوان الساخن؟

هممممم...

النَسويّة روزماري تقضي وقتًا مُمتعًا في غُرفة نوم زوجها السابق"

أخذت ترمش بعينيها كثيرًا، وضيقت جفونها كأنها تقول لا تفعل.

لكنه بينما يُدندن أخذ يفكّ أزرار قميصها واحد تِلو الآخر وعلى مَهل، تشعر روزماري بأنها تفقد جُزءً من روحها كُلما عرّى أديمها إنشًا.

"لا تفعل! لا!"

تصرخ من داخلها ولا صوت لها يخرج.

إنخفض عليها، وشفتيه لامست عُنقها، أغمضت عيناها وأخذت تبكي، تكره أنها مَشلولة لكن تشعر، تراه يغتصب إرادتها وكرامتها ولا يمكنها أن تصرخ حتى.

أخذت تبكي بحرارة عندما جرّدها من قميصها، كان لها شهقات خافتة، صرخات صامته، ومقاومة ساكنة.

إرتفع عنها لينظر إلى وجهها مُبتسمًا بعدما فَرَّق على عُنقها عِدة قُبَل، إتسعت إبتسامته وأمسك بذقنها ثم دَمج شفتيه مع شفتيها بقُبلة شهوانية، لا حُب فيها كما يَدَّعي.

أمسك بخصريها وصعدها وأخذ يُفرق القُبل هنا وهناك ويكشف المزيد منها لعينيه التي تستلذ بالنظر قبل أن يتذوقها بقُبَله.

أغلقت عيناها فيما تنساب دموعها، بما أنها تملك الخيار بهذا فحسب، تُفضِّل ألا ترى ما يحدث بها.

.....................



جون ميون مُذُّ وقت اتصل بروزماري، ليسألها أيُ طَبق تُفضِّل على العَشاء، لكنه شعر بالقلق حينما وجد ان هاتفها مُقفل.

فتِلك ليست من عاداتها، حتى عندما تكون على الهواء يُجيب تشانيول على هاتفها، فكّر أنه لربما لأنها لا تتحدث مع تشانيول أقفلته، ولكنه قد مَضى على إنتهاء البرنامج أكثر من ساعة، وروزماري ليست من النوع الذي يمكنه أن يُفارق هاتفه لمدة ساعة.

إما إحتمال أن تكون قد فرغ شحن هاتفها، فهذا إحتمال بعيد، فهي دائمًا ما تحمل معها الشاحن اللاسلكي وعِدة الهاتف كاملة.

وجون لا يدري لأي سبب يشعر بالقلق حيالها، لذا اتصل بتشانيول، وبعد إتصالين أجابه تشانيول لكنه هتف قلقًا وكأن روحه تتداعى.

"روزماري عندك، أخبرني أنها الآن معك!"

سُرعان ما استنفر جون قائلًا.

" لابُدَّ أنه جونغداي، سأذهب إلى مَنزله، وأنت تَحقق من شقيقها، لابُدَّ أنه عاونه!"

أغلق كِلاهما الخط، جون وضع المِأزرة عنه وخرج من شِقّته مُستعجلًا، قلبه ينبض بقوة ولا يدري لما يتعرق بشدة رغم أنه الخريف بالفعل، القلق يحرقه، بل الخوف.

كان يعلم أن جونغداي سيفعل شيء بعد الحلقة التي تحدثت فيها عنه، فليس من شيمه أن يسكت عن شيء لم يعجبه.

إنه لا يعرف روزماري وحسب، يعرف الرجل الذي أحبته يومًا وتزوجته، لا يُحيط علمًا تامًا به، لكن ما يعرفه أن جونغداي يُقدِّس القفص الزوجي، وأن روزماري ،طيره الجميل، عليها أن تبقى في قفصه للأبد.

وهو لن يذهب بطيره إلى قفص جديد، بل سيُعيدها إلى ذات القفص، وهكذا جون ذهب مُسرعًا إلى شِقّة جونغداي.

طرق الباب عدة مرات، لا أحد يستجيب!

تَرّقَب الوقت، لقد مَرَّ ساعتين مُذُّ إختفائها، لكنه كان مُصرًا، ظلّ يطرق الباب بقوة، ولكنه عندما رأى نفّاثة الأطفاء في صندوقها الأحمر مُعلَّقة على الحائط؛ انطلق وضرب زجاج الصندوق، ثم حمل النفّاثة وضرب بها الباب حتى كسره.

"من هذا؟!"

سمع صُراخ جونغداي الغاضب من الداخل، توجّه إلى هُناك فوجده أجرد من قميصه، لم يتوانى جونميون عن إسقاط لَكمة على وجه جونغداي أسقطته أرضًا.

وذلك ما جعل جونغداي يُدرك من هذا الرجل، الرجل الذي تحدّثت عنه روزماري في برنامجها.

"أنت هو يا ابن الساقطة!"

سُرعان ما نهض جونغداي ليضربه بكل ما أوتيّ من قوّة، لكن جون تفادها ببراعة ولكمه مُجددًا، ثم جلس عليه أرضًا وأخذ يلكم وجهه مِرارًا وتِكرارًا حتى أدمى ملامح الذي بالأسفل وقبضته.

نهض عنه جونميون فيما يلهث ومفاصل يدخ دامية، لم يكن يصرخ باسمها، كان يهمس به لأنه خائف، خائف أن يراها قد إنكسرت بطريقة لا يُمكن إصلاحها مُجددًا.

ركض يبحث عن روزماري في كل مكان حتى فتح باب الغُرفة المشؤومة.

سُرعان ما إلتفت عنها يمنحها ظهره، رفع رأسه عندما إمتلئت عينيه بالدموع وزفر بقوّة، ثم نظر بعينين حمراوتين إلى جونغداي الذي ضحك بينما يمسح الدماء عن شفتيه.

" لقد حصلتُ عليها بالفعل!"

لوهلة؛ إنعَمت بَصيرة جونميون، الغيرة، الغضب، الحُزن، والألم...

كل هذه المشاعر إختلطت في قلبه معًا حتى إسوّد، وحينما ابصر تِلك السكينة على بار المَطبخ، لم يُفكّر سوى بشيء واحد.

القتل...

سار لها عمياء البصيرة، وعاد إلى جونغداي الذي نهض مُتلكِأً، لكنه عندما رأى السكينة ضحك.

" تُحبها لهذه الدرجة!"

مسح جونميون دموعه ثم أجهز لقتل جونغداي، أراد أن يضع السكين في قلبه، لولا أن جونغداي ضربه بقفا المزهرية على رأسه فجعل رأسه يصُب دماءً وتعثّرت خطواته.

لكنه نفض رأسه وعاد ليُجهز على جونغداي مُجددًا بسكّينه، تراجع جونغداي عنه، فيبدو أن الرجل أمامه مُرتكب هذه الجريمة الليلة مُرتكب ولن يمنعه شيء.

" سأقتلك!"

أمسك جونغداي بمعصميه قبل أن تصله السكين وحاول رميها لكن جون أقوى منه، وهو ليس قادرًا عليه، رغم ذلك حاول على قدر المُستطاع، لكن انتهى به المطاف أن يسقط وجون يضع ركبته على صدره جونغداي.

ولآخر مرة رفع السكينة ليضرب بها جونغداي، لكن يد أمسكت بجون وسحبت منه السكينة، كان تشانيول الذي صرخ به.

" إنه لا يستحق أن تُضيّع نفسك لأجله، دعني أتولاه!"

لم يُرِد جون أن يتولى ذلك الرجل أحد سواه، لكن قبضة تشانيول أقوى من قبضته، نهض جون إلى الغُرفة التي وجد بها روزماري.

ثيابها مُمزّقة، عيناها مُعلّقة على السقف وتبكي بلا صوت، فقط دموع.

لفّها جونميون بغطاء السرير، وكان حريصًا ألا ينظر إلى جسدها أبدًا، نظر إلى وجهها فقط، لو كان بإستطاعتها الحديث لأخبرته عن الكاميرا التي بالسقف، لكنها لا تستطيع.

حملها على ذراعيه، وخبأ وجهها في جوف عُنقه ثم خَرج بها من منزل هذا الرجل الخبيث.

كان يسير وهي على يديه لكنه شارد الذهن، يرى ولا يرى، يشعر بالألم والسخط، ما الذي مرّت به؟ وكيف سيُساعدها هذه المرّة؟!

وضعها في سيارته وانطلق بها إلى أقرب مُستشفى.

تركها في غُرفة الطوارئ وبقيّ ينتظر في الخارج أيُ خبر يُطمأنّه عليها.

إنتظر وانتظر وانتظر حتى خرج له الطبيب المسؤول، وقف أمامه بملامح مُبتئسة.

" لقد شربت عِقار سريع التأثير وقوي جدًا، يعمل هذا العِقار على تصلّب العضلات وشلل مؤقت في المفاصل، يمنعها أن تتحرك ولكن يُمكنها أن تشعر وتعي ما يحدث معها، مثل هذه العقارات ممنوعة دوليًّا لأنها تُستخدم لأغراض جُرمية وكوسيلة تعذيب.

يُظهر جسدها أنها تعرّضت لإعتداءٍ جنسيّ لا نعلم ما كانت حدوده، لو رغبت كوَصيّ عليها سنخضعها للفحص الشَرعي."

تنهد جون ونفى برأسه.

" لا، لن أسمح بالتعدي على خصوصيتها إلى هذا الحد، أخبرني فقط كيف ستكون؟"

أومئ الطبيب واتبع.

" سيزول مفعول العقار قريبًا، لكننا جعلناها تنام حتى يزول كي لا تبقى تشعر بالعجز وتفكر بما حدث لها وستكون بخير جسديًا، لكنني أنصح بمراجعة طبيب نفسيّ؛ فعلى الأغلب هي ستُعاني من إضطراب ما بعد الصدمة"

أومئ جون وقال.

" قُم بتحويلها إلى طبيبة نفسيّة كفؤ رجاءً"

أومئ الطبيب ثم غادر، جون ارتخى على المقعد في استراحة الإنتظار، وضع وجهه بين كفيه وأخذ يُفكر بشأنها.

مُتأكد أنها لن تكون بخير بعد الذي حدث معها.

وصل تشانيول إليه فيما يركض.

" كيف حال روزماري؟!"

" ليست بخير على الإطلاق!"


..............




تشانيول وجونميون يجلسان في ساحة الإستراحة القريبة من غُرف المَرضى، هُناك حيثُ تنام روزماري مُذُّ وقتِ طويل.

نظر جونميون في ساعته، لقد مضى على نومها سِت ساعات طوال، يقول الأطباء أنها ستستيقظ قريبًا.

تشانيول كان قد تَصرَّف بشأن مَحضر الشُرطة، وفي مثل هذا الوقت جونغداي ولوكاس يمكُثان في الزنزانة ذاتها.

" لم أتوقع أن أراك ترفع سكينًا لقتل أحد أبدًا!"

قال تشانيول ذلك مُذُّ أنّ صورة جون لا تخرج من رأسه وهو في تِلك الحالة الغريبة.

تنهد جون ثم همس.

" رؤيتها بذلك المَنظر جعلتني أفقد صوابي، لوما أتيت كنتُ الآن في السجن بكل تأكيد"

أومئ تشانيول ثم تنهد يقول.

"أتمنى أن تكون بخير بعدما تستيقظ"

نهض جونميون من جانبه قائلًا.

"سأذهب لتفقُدها، ربما تكون إستفاقت بينما ننتظر"

لكنه توقّف في مُنتصف الطريق واستدار لها.

"ماذا عن عائلتها؟ لن يأتوا؟"

حرَّكَ تشانيول كتفيه قائلًا.

" والديها سيكونوا هُنا قريبًا، إنهم يقدمون إفادتهم بمركز الشرطة"

أومئ سوهو واتبع طريقه، يا لها من عائلة!
وكأن ابنتهم لا تنام على فراش المُستشفى.

فتح جون باب غُرفتها وولج، لكن سريرها فارغ، عقد حاجبيه واقترب من دورة المياه ليطرق بابها.

" سيدتي، أنتِ بالداخل؟!"

طرق عِدة مرات ولم تصله إستجابة، لذا فتح الباب، لكنها ليست هنا.

خرج مُسرعًا إلى رُكن التمريض.

" المريضة كيم روزماري ليست في غُرفتها!"

حينما لمح القلق يعم وجه الممرضة؛ ركض سريعًا ليبحث عنها.

" تشانيول! تحرك سريعًا! روزماري هربت!"

نهض الآخر، وأخذ يبحث معه في كل مكانٍ في المُستشفى.

وقع بَصر جون خارج النافذة، ورأى حينها إحداهنّ تقف على حافّة سور المُستشفى بثياب المَرضى.

صرخ بعدما فتح النافذة.

"ماري! لا تفعلي!"

ركض بأقسى ما يُمكنه إلى السطح حيث روزماري.

كان يركض وخلفه طاقمًا من الأطباء والأمن.

أما روزماري؛ فهي تَنظر إلى الأسفل بأعيُن مُغبَّشة على أثر الدموع، تنظر إلى الناس الذين اجتمعوا في الأسفل، الصحافة، الأمن، وذلك البالون العظيم الذي يقطن في الأسفل حيث ستُسقِط نفسها.

رفعت رأسها إلى السماء وأغمضت عيناها، لطالما طيلة هذه السنين العُجاف قاومت كل شيء، منها رغبتها الحثيثة في الموت.

لطالما ظهرت كإمرأة مُشرِقة، لكنها من داخلها تكره الحياه، ونفسها، والناس أجمعين.

لأن الحياة ما أنصفتها يومًا، وما منحتها إلا سعادة زائفة ومؤقتة، الآن تنوي أن تذهب بقدميها إلى دارٍ أُخرى؛ لعلها وجدت راحتها هُناك.

" روزماري أرجوكِ لا تفعلي!"

إبتسمت رغم ملامحها النديّة.

"لم تُناديني هَيبَة كما العادة، معكَ حق؛ كيف تراني مهيوبة وقد رأيتني بفراشه بتلك الحالة المُزرية؟!"

نفى جون برأسه واقترب منها حذرًا.

" لستِ كذلك، ستبقين للأبد هَيْبَة، لأنكِ إمرأة حُرة وشجاعة وقويّة، لكن ما تفعلينه الآن ضعف بَحت!"

ضحكت بخفة تومئ برأسها.

"لا بأس عندي بذلك، انظر لي كما تشاء، أنا لستُ أهتم الآن!"

فردت ذراعيها في الهواء وأغمضت عيناها، ثم بدأ جِذعها يميل نحو الأمام.

" روز! لا!"

صرخ جونميون فيما يركض إليها.

تَمكّن أن يمسك بخصرها قُبيل السقوط، لكن لأن أغلب الوزن تَمركز خارج الحدود الآمنة سَقط كِلاهما.

صوت الصرخات، فلاشات الكاميرات، ثم غار ذلك البالون حينما وقعا داخله.

المُسعِفون ركضوا إليهما، وتشانيول لشدة صدمته ركع أرضًا ينظر لهما بأعين شاغرة، جسده هامد، لا يقوى على الحِراك، تمامًا مثلهما.

آتى رأس روزماري على صدر جونميون وكلاهما ينزفان.

..................................

يُتبَع...

الفصل الحادي عشر "أزمة الهَيْبَة"
الجُزء الثالث "حتى يَنتصر حُبّي"
الرواية العاطفيّة "هَيْبَتُها"

.......................................

سلااااااااام


أول بارت نِكد بالرواية👏👏👏

معلش معلش، تقدروا تعتبروا أنو الجُزء الثالث من الرواية هو أنكَد واحد فيهم😂

بس مش هالنكد العظيم، يعني هاي الرواية جنب رواياتي الأخريات فرفوشة مية مية.

الفصل القادم بعد ٩٠ فوت و٩٠كومنت.

١.رأيكم بروزماري؟! مُسامحتها لتشانيول؟ محاولتها للإنتحار؟

٢.رأيكم بجونميون؟ محاولته قتل جونغداي؟ محاولته إنقاذ ماري؟

٣.رأيكم بتشانيول؟ طلبه المسامحة من روز؟

٤.رأيكم بجونغداي؟! ما فعله بروز؟

٥.رأيكم بلوكاس؟ ما فعله بروز؟

٦.ماذا سيحدث لروز وجون؟

٧.ما الذي سيحدث للوكاس وجونغداي؟

٨.رأيكم بالفصل ككل وتوقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «هَيّبَتُها|| Her Prestige».
CH12|| إنتقام الهيبة
Коментарі