توطئة|| Introduction
CH1|| إبنة الزمن
CH2|| حُب الدهور
CH3|| إمرأة من بحر
CH4||سماء ونجوم
CH5|| أزرق سماويّ
CH6|| لِمَ أُحبّك
CH7|| بُنٌ وبَحر
CH8|| سماءٌ وبَحر
CH9|| رسول الحُب
CH10||حياة بين الضلوع
CH11|| أزمة الهَيْبَة
CH12|| إنتقام الهيبة
CH13||عُكّاز وجَبيرة
CH14|| غاطس بالحُب
CH15||كَرز وسيجارة
CH16||حُبّي المُشيَّد
CH17|| نور البدر
CH18||بَهاء وإمتلاك
CH19||مَطَر ضِمنَ العاصِفة
CH20|| مخائل حُب
CH21||أُحبُك بمزاجٍ شَتويّ
CH22||قاع البحر
CH23||الزهرة وصاحب البستان
CH24||حُضنه الدافئ
CH25||دموع جميلة
CH26||أغرق في بحرِك
CH27||بَحرٌ هائج وسماءٌ دهماء
CH28||إنتكاس الهَيبة
CH29||زهرة مائلة الجِذع
CH30||جون وهَيبتُه
CH31||ظِلالٌ رماديّة
CH32||أكره الحُب
هَيبتُها|| The End
CH19||مَطَر ضِمنَ العاصِفة
كيم جون ميون (سوهو)

بَطَل:

هَيبَتُها||حُبُّها المُتَوحِّش

(أحبّيني كما تشتهين)





"مطر ضمن العاصفة"













"عاصفة... مُهيبة مِثل العاصفة أنتِ.

تجتّزي منّي العافية قبل أن تمنحيني الخير الذي بحوزتِك لي.

حبيبتي مجنونة مِثل العاصفة...

عنيفة مِثل الإعصار...

لكنها ناعمة مثل أول ثلج وأول مَطر!

إلى زهرتي

الكاتب سوهو"

..........

ركضت الفتاة المجهولة إلى خارج العِمارة؛ وهي في جوفها تتعوذ من غضب هذه المرأة المجنونة بالأعلى، هي حتى لا تدري كيف قطعت كل تلك السلالم على قدميها بتلك السُرعة، لم يخطر في بالها أن تستخدم المصعد حتى.

رأت تِلك السيارة الفارهة تصطَّف إلى قارِعةِ الطريق حيث تركتها، فأسرعت إليها.

لقد أتت بهذه السيارة مُذُّ دقائق وها هي تُغادر بها سريعًا على عكس المتوقع.

صعدت في الخلف وضربت على كتف هذا السائق تقول.

"انطلق بسُرعة! أقسم أنها قد تَقتُلني!"

تحرَّكَت السيارة سريعًا مُبتعِدة عن هذا الحي، والفتاة إرتخت على المقعد الخلفي، تكمش جفونها، تتمسك بقلبها، وتتنفس بسرعة.

"أوريل، أنتِ بخير؟"

رمقته عبر المرآة بغيظ، ثم ضربت كرسيه بقدمها بغضب تقول.

"بسببك يا أحمق كِدتُ أموت وأنا في عِز شبابي، لا أدري لِمَ أشفقتُ عليك وقبلتُ أن أساعدك"

لم يعلق بشيء، فقط اتبع قيادته بصمت، فهو الأدرى بأنه لا يملك الحق ليعترض بعد ما عرّضها له، إنّه يعلم تمام العلم أن تلك المرأة رقيقة في هيئتها فقط.

توقف أخيرًا أمام مَقهى في حيٍّ آخر، وترجّلت الفتاتين.

طلب قهوة اللاتيه لثلاثتهم، ثم بينما تجلس حبيبته بجانبه وأخته قِبالته سألها.

"أخبريني أوريل، ما الذي حدث معكِ بالأعلى؟!

إلى أي حد غضبت ماري؟"

أوريل تنهدت بأستياء، ثم رفعت سبابتها بوجه أخيها تقول له.

"سيهون، أقسم أنّي سأقتُلكَ في المرة القادمة لو تجرّأت وأشركتني بألاعيبك!

إنها إمرأة مجنونة وعنيفة، كادت أن تُهاجمني لولا أن الرجل الذي كان بصُحبتها أمسك بها!"

آيرين، التي تجلس بجانب سيهون، أمسكت بيد أوريل وأسترسلت بأسف.

" نحن آسفان لدفعكِ لمِثلِ هذا الفِعل!

تلك كانت فكرة سيهون وأنا لم أفكر عميقًا، وجعلناكِ تتورطي بالأمر، أنا آسفة!"

شعرت أوريل بالسوء فتنهدت وربتت على يد آيرين تقول.

"رغم أن أخي الغبي لا يستحقك لكنّي حقًا أردتُ مساعدتكما لتتزوجا، وبما أنني بدأتُ بالأمر سأتمّه.

سنحرص أن نزوج عزيزنا جون من تلك المرأة المجنونة ثم نزوجكما أنتما، حسنًا؟!"

آيرين أومأت تبتسم وهمست.

"شُكرًا لكِ أوريل!"

أوريل أومأت لها بإبتسامة خافتة ثم كتّفت ذراعيها إلى صدرِها تقول.

"والآن؛ ماذا علينا أن نفعل بشأن عزيزنا جون وحبيبته المتوحشة؟!"

................

تِلك الحبيبة المُشتعِلة ما زالت تَفيضُ غضبًا وتَضُجُّ غيرة.

رُغم مُحاولات تشانيول الكثيرة لتهدئتها؛ لكن لا نفع، ما زالت هائجة.

تمسَّك تشانيول بذراعها، وجرّها غصبًا إلى شِقتها، الجيد في الأمر أن بدنها رَهيف، لا تَقدِر أن تُقاوم قبضة تشانيول أبدًا.

كذلك قصيرة؛ إذ كانت تتعثَّر من سُرعة خطواته وهو يسحبها، وبيدها تضرُب كتفه، وهو حقًا لا يشعر بأنه يُضرَب الآن.

"أفلتني قلتُ لك!"

تنهد بعدما أدخلها شِقتها، وأغلق الباب عليهما أخيرًا.

تقف بعصبية شديدة قِبالتِها تشانيول، الذي أرخى بجسده على الباب يقول مُنهكًا منها.

"ماري، حبَّذا لو تهدأي الآن وتُفكِّري، تعلمين أن جون يحبكِ كالمجنون، لا يمكن أن يخونكِ مع إحداهُن"

قالت.

"لربما عاد له عقله وكفر عن حُبي، لذا عليّ أن أذهب وأقتُله!"

لم يَكُ بمقدور تشانيول إلا أن يضحك وعلّق.

"إذًا تعلمين أن الذين يحبونكِ مجانين فاقدي لِرُشدهم"

أومأت، ثم لكمته في معدته، فانحنى يتمسك بوجعه ويتأوَّه.

"نعم، وأنت واحد منهم"

وقف بصعوبة، لكنه أخذ يضحك، عصبيّتُها المُفرِطة مُضحِكة، اجتذبها إلى صدره يُعانقها، وراح يُربِّت على ظهرها قائلًا كما لو أنها قِطة ثائرة يحاول تهدئتها صاحبها.

"أيتها المرأة العنيفة إهدئي، عندما يعود حطّمي رأسه، الآن فقط اجلسي بهدوء"

تفلّتت من عناقه، وأشارت إلى نفسها بعصبيّة.

"أتأمُرني الآن؟"

أومئ لها وقد إستكانت ملامحه مللًا، لأن تحليلاتها لكلامه غبيّة بطريقة مُذهلة عندما تغضب، اجتذبها من كتفيها، واجلسها على إحدى الآرائك في صالةِ الجلوس.

"نعم آمرك، والآن اجلسي!"

أجلسها، وهي أخذت ترمقه بغضب لكنها لم تُقدِم على فعل شيء، آتى تشانيول وجلس بجانبها يُمسِك بيدها.

"روز، هل اتصل به ليحضُر؟"

ضيَّقت عينًا ورَفعت حاجبًا تقول.

"أترغب في رؤيتهِ يُضرَب؟!"

ضحك تشانيول وقال.

"رغم أنّي أرغب بالفعل، ولكن لن يهون عليكِ جون، إنّهُ رَجُلِك على أيةِ حال!"

نظرت إلى تشانيول بصمت لوهلة ثم أومأت، لقد سَلَّم بالفعل واستسلم من حُبّه نحوها، وهذا ما يُشعرها بالراحة، حتى لو كان ضمنيًّا يدّعي ذلك.

تنهدت، ثم حرَّكت رأسها تُنذر بالمزيد من الضجّة.

"تقول رَجُلي!

سأُريكَ ما أنا فاعلة به، الليلة الجميع سيسمع صوت عويله وبُكاءه"

لا يُنكر تشانيول أنه يُفكّر بإنحراف الآن رُغم أن ماري لم يَكُ مقصدِها بذيئًا أبدًا، لكنها تستخدم لُغة غير مُناسبة بما أنها تُخاطب رَجُلًا.

مَضى الوقت حتى بعث تشانيول لجون رسالة، يخبره فيها أنه عليه أن يأتي أينما كان لأن روز غاضبة وربما تقتله.

وها الباب يُطرَق أخيرًا، نهض تشانيول ليفتح الباب لجون، وأعلمه قبل أن يُغادر.

"أنها غاضبة منك جدًا، كان الرَّب في عونِكَ الليلة يا مسكين!"

جون امتنع عن سؤال تشانيول أي شيء، فهو بالتأكيد يتشمّت به من صميم قلبه، وملامحه المُشرِقة خير دليل.

ولج جون إلى شقةِ ماري بثقة، فهو لم يفعل شيئًا مؤذيًا بحقها، لذا لا داعي لتَّوتُّر.

"هيبة؟"

نادى عليها بينما يَلِج وإذ بها تجلس بسوداويّة على الأريكة السوداء التي تتوسَّ صالة الجلوس.

رفعت رأسها، فبانت له ملامحها المُشبّعة بالغضب، نظرت له بأعين حادّة، وأشارت له بأصبعيها أن يأتي إليها، ثم أشارت إلى الحيّز بجوارها على الأريكة عندما إقترب منها.

جلس حيث أشارت له أن يجلس، ثم نظر لها يقول.

"ما الذي يُغضبك؟"

نظرت إليه ثم همست.

"أنتَ اخبرني، ألا تملك شيئًا لتقوله لي؟"

أومئ وابتسم إلتسامته المرِحة.

"نعم، أُحبُك!"

جون الآن فقط رأى ملعقة الطعام الخشبيّة التي بيدها، ضربت بها قدمه فانتفض متفاجئًا وتذمّر.

"لِمَ تضربيني؟!"

صاحت به.

"قُل لي شيئًا لا أعرفه!"

برم جون شفتيه بإنزعاج، ثم حرك كتفيه بجهل.

"ماذا أقول؟"

همست باسمه تُضيّق عيناها.

"جون؟"

"نعم؟"

استندت بمرفقيها على فخذيها واتبعت.

"كُن صادقًا، ألديكَ إمرأة أُخرى في حياتك؟!"

جون أشار إلى نفسه مذهولًا.

"أنا؟! مُستحيل!"

صاحت به بغضب.

"إذًا من تلك التي تقول أنها خطيبتك؟!"

مشدوهًا رَدَّد.

"خطيبتي أنا؟!"

أشار إلى نفسه بجهل وبلا تصديق، فزفَرت بإنزعاج، ثم حرّكت عُنقها إلى الإتجاهين تقول مُبدِّدة.

"جون كُن صادقًا وسأقتُلكَ بِلُطف...

كذّب علي وسأحرقك!"

جون أمسك بيديها، يقبض حاجبيه وقال.

"أنا حقًا لا أدري عمّا تتحدثين!"

إرتفع حاجبها واستنكرت.

"حقًا لا تعلم؟!"

أومئ لها بسنحته البريئة ويديه تتمسك بيديها، يرجوها بنظراته أن تصدّقه، حينها تنهدت وأومأت له تقول.

"ما دُمتَ لا تعلم أخرج من هُنا، عندما تعلم يمكنكَ أن تعود"

شدد على يديها وقال.

"روز، لا تكوني هكذا!

صدّقيني لا إمرأة لي سواكِ في حياتي!"

أفلتت يديها منه، ثم وقفت تُكتف ذراعيها إلى صدرها ولا تنظر له، تُريه أن لا مجال للتفاوض بالمزيد معها الآن حول هذا الأمر.

وجون لم يملك خيارًا سوى أن يخرج بهدوء من شِقتِها؛ ليستقصي عمّا حدث بغيابه.

خرج من شِقّتها، وتوجّه إلى شقة تشانيول، الذي ما أطال حتى فتح له الباب، رُغم أنه يكره رؤية ملامح تشانيول الشّامتة به، لكنه حاليًا لا يملك خيارًا أفضل.

ما إن رآه تشانيول يقف بتلك الحالة التي يُرثى لها أمام بابه؛ حتى عرض صفّ أسنانه المُتلألئ وغارت غمّازتيه، إذ أظهر أعرض إبتسامة مُمكنة على شفتيه.

"ما الذي فعلتهُ بِك؟!"

تنهد جون بأستياء، ودفع تشانيول عن طريقه ليقتحم شِقّته، جلس على إحدى الآرائك، رأسه بين كفّيه وحالته مُزرية.

"دعنا نتحدث قليلًا!"

تشانيول قال باسمًا.

"دعني أحضر الفوشار والكولا أولًا!"

نظر له جون بأستياء شديد حينها قال طويل الجسد.

"كنتُ أمزح فقط!"

آتى تشانيول وجلس على الأريكة المجاورة، حينها جون سأله.

"ما الذي حصل لتظن ماري أن إمرأة أخرى بحياتي؟"

تشانيول رَفع كتفيه بجهل ثم قال.

"لا أدري من، لكن أتت اليوم فتاة تسأل عنك، وعندما سألتها ماري عمّا تريده بك قالت أنها خطيبتك!"

"خطيبتي أنا!"

أومئ تشانيول لجون المذهول، حينها جون تنهد يقول.

"من تلك الفتاة التي تدّعي أنها خطيبتي!"

تشانيول ردّ موبِّخًا.

"لم تسألني؟

إسأل نفسَك عمّن هي خطيبتك تلك، أتتزوج من خلف ظهر ماري بأُخرى؟"

تشانيول لم يقصد أي حرف مما نَطَقه، لكنه فقط أراد إغاظة جون ونجح بذلك؛ إذ جون لَكم الطاولة بيده وصاح.

"جُننتَ أنت يا رجل!"

..............

مَضى يوم، يومان، ثلاثة... وروزماري ترفض أي تتواصل مع جون طالما هو لا يملك دليلًا يُثبت براءته أمامها، فثقتها بالرجال معدومة، وجون رَجُل أيضًا.

في اليوم الرابع؛ ضلَّ جون واقفًا خلف باب المصعد في وقت عودة روزماري إلى منزلها، وما إن خرجت من دفّتي المصعد إضطر أن يكتم فاهها بيده، ويحملها من خصرها إلى شقّته رغم أنها تركله، وتلكمه بيديها وقدميها.

لقد إكتفى من أساليب الحوار الفاشلة معها، الآن هي مُجبَرة أن تسمعه حتى لو استخدم طرق غير لائقة معها، لأن الطُرق اللائقة لا تأتي معها بنتيجة للأسف.

أدخلها غصبًا إلى شقّته، ووضعها بِرِفق على أريكته، لكنها سُرعان ما نهضت بعصبية، وسددت رُكبتها في معدته تصيح.

"أتجرؤ أن تخطفني؟!"

تمسّك جون بمعدته، لكنه أومئ لها بملامح جادّة وقال.

"نعم، ولو استلزمني أن أربطكِ الآن لتسمعيني سأفعل!"

اتسعت عيناها بدهشة وقالت.

"حقًا؟!

افعل إن استطعت!"

تحدّته في الوقت اللامُناسب؛ لذا أمسك بمعصميها حينما أرادت تجاوزه والعبور إلى الخارج، وقال.

"تظنيني لا أقدر أن أفعل ذلك؟"

"نعم؟"

دُهش لوهلة لكنه أومئ، وقرر أن يثبت لها معلوماتها المغلوطة، هو ليس ضعيفًا لكنه يعاملها برِقّة، عليها ألا تُسيء فهم لُطفه معها، إذ حملها على كتفه بينما تُقاوم، وسار بها إلى سريره.

ألقى بها عليه ولم يكن لطيفًا حينما فعل، لا بأس لو تشاجرا في بعض الأحيان.

صعد فوقها  وحاصر حوضها بساقيه، خلع ربطة عنقه فيما هي تصرخ به.

"أنت! انهض عني!

أقسم أنّي سأقتلك جون!"

ربط معصميها بربطةِ عُنقه إلى السرير يقول.

"حسنًا، اقتليني لاحقًا، لكن الآن اسمعيني"

كانت تتنفس بضيق وترمقه بغضب شديد، لكنها الآن في وضع لا يمكنها أن تختار فيه ألا تسمع، أنه يربط يديها، ويقيد قدميها بقدميه، لا تقدر أن تسد أُذنيها حتّى.

"أنا حقًا حقًا حقًا لا أعلم من هذه المرأة التي طرقت بابي وأسمت نفسها خطيبتي.

إنها بالتأكيد لُعبة من أحدهم، قد تكون كارهة لنا تود أن ننفصل، لا أدري ماذا تكون لأنّي لا أعلم.

وإن كنتِ تملكين ريبًا في حُسن نواياي وصدقي معكِ، دعيني آخذكِ إلى منزل عائلتي وتحققي بنفسِك من صِحّةِ أقوالي"

ملامحه الجادة ونبرته الحاسمة أشعرتها بالصدق.

"قُلتَ أن عائلتك تعيش في بلد أجنبيّة"

"صحيح، لكن أبي قرر أن يستقر هُنا، حتى أنه اشترى منزلًا في أبوجانغ، يمكنكِ أن تتأكدي بنفسك من صحة كلامي روز!"

تنهدت ثم أومأت له، تذكرت ذلك اليوم المشؤوم في المُستشفى، عندما عَرِفتها والدته دون أن تُعرّف بنفسها.

تذكر أن السيدة قالت بوضوح أنها لا تعترض على علاقتهما، لذا بالفعل لا يمكن أن يكون إبنها مُرتبط بأخرى، وتقول ذلك الكلام لها بالمُقابل.

"حسنًا، فُكّني الآن، سأتحرّى صِدقك من كذبك لاحقًا!"

تنهد براحة، ثم أومئ موافقًا وأفلت يديها، وما إن فعل حتى أنقلبت عليه فأصبحت أعلاه تُهدده.

"أياكَ أن تستخدم تلك الطريقة معي مُجددًا، المرة القادمة سأقتُلكَ حقًا!"

جون رفع شعرها، الذي وقع عليه، وجعله خلف ظهرها يقول.

"لو استمعتِ لي من البداية لما لجأت لمثل هذا التصرّف سيدتي المهيوبة"

نظرت إلى يده تلك، ثم إلى شفتيه، تحسَّست بظهر يدها عُنقه صعودًا إلى فكّه، ثم وجنته فتنهد ولانت نظراته أكثر، كذلك هي.

إنحنت عليه تبغي تقبيله، لكنها تراجعت في الوهلة الأخيرة وابتعدت، ما زالت لم تتأكد من وفاءه بعد.

لكن الأوان قد فات بالفعل، إذ إنقلب عليها وراح يُقبّلها بنفسه، ولأنه مشتاق لها تجاوز حد القُبلة وخلع عن نفسه رِداءه.

راحت تفك عناق أزرار قميصه وراح يخلع عنها ردائها، لا بأس ببعض الحُب رغم الأجواء المشحونة أحيانًا.

الحُب مُصالحة بلا أعذار ولا كلمات، فقط مُمارسة القُبَل.

...............................

روزماري بَدَت متوتِّرة، لقد حَلَّت عليها لعنة -على حسب تعبيرها- حينما وافقت أن تأتي مع جون إلى بيت أهله هُنا.

كانت ترتدي فُستانًا باللون الأزرق، الذي يُفضّله جون، حذاء بكعبٍ عالٍ وحقيبة يد صغيرة، هي مدعوّة على وجبةِ العشاء.

كانت تجلس بجوار جون في السيارة، هو يقود وهي تُسهِب النظر عبر النّافِذة، لا تبدو متوترة لكنها تَبغي أن تحترق من الداخل؛ لكثرة ما تشعر بالعِبء الآن.

تمسّك جون بيدها التي بحِجرها، وقال فيما ينظر إلى طريقه.

"لا تشعري بالرَّهبة، أهلي ودودون، لا شك أنَّكِ ستُحبّينهم ويحبونكِ"

روزماري همست.

"لستُ متوترة، أنا بخير تمامًا!"

جون رفع يدها إلى شفتيه، قبّلها وأبقى على يدها معه.

وصل جون أخيرًا إلى وجهته، بيت أهله.

ترجّلت روزماري من السيارة تنظر إلى المنزل الجميل هذا، أغمضت عيناها، وسحبت نفسًا عميقًا.

سارت إلى جون تمسك بيده التي مدّها لها، ثم عَبَرَ معها البوّابة، طرق الباب وحتى يفتح أحدهم قال لها.

"أنا معكِ، لا تخشي شيئًا"

تنهدت للمرةِ الأخيرة وأومأت له.

فتحت الباب أخيرًا إمرأة كَهِلة، جون حيّاها.

"مرحبًا جميلتي!"

تبسّمت السيدة وربتت على كتفه تقول.

"أهلًا صغيري، لقد إشتقتُ لَك"

نظرت السيدة إلى ماري ثم استفسرت بإبتسامة.

"أنتِ سيدته المهيوبة، ألستِ كذلك؟"

روزماري نظرت إلى جون ثم إلى المرأة وأومأت، يبدو أن الجميع يعلم بشأن تلك الألقاب التي يُناديها بها.

السيدة تبسّمت وعرفت بنفسها.

"أنا بارك ميهي، أعمل هنا ورَبّيت جون"

نظرت روز إلى جون فأومئ يقول.

"هي بمثابةِ أُمي بالنسبةِ لي"

إنحنت لها روزماري وقالت.

"تشرّفتُ بمعرفتكِ سيدتي"

إنحنت لها السيدة بالمُقابل وقالت.

"وأنا أيضًا، ولا داعي للكُلفة بيننا، نادِني الخالة بارك بما أنكِ أصبحتِ من العائلة"

أومأت لها ماري فيما تبتسم، ثم جون نَقَرَ أنف السيدة بسبابته يقول.

"والآن آذني لنا أمي الجميلة بالدخول"

أشارت لهما السيدة إلى الداخل وقالت.

"الجميع بإنتظاركما بالفعل"

دخلت روزماري تجر أقدامها جرًا، الذي تهابه أن يستكثرون جون عليها، فهي مُطلّقة، خرجت عنها شائعات كثيرة، معروفة بشخصيتها السيئة، والأهم من كل ذلك أن أهلها دون المستوى.

شجّعها جون بتمسكه بيدها، ودخل بها إلى صالةِ الجلوس حيث يجلسوا أفراد العائلة، والديه وأخته الأصغر سنًا.

وقف ثلاثتهم للترحيب بها، وماري صافحت كل واحد على حِدة، ثم جلست معهم وبجانبها جون.

"أخيرًا رأينا الفتاة التي تشغل عقل ابني، معه حق؛ أنتِ جميلة"

قالت ذلك السيدة والدة جون فأومأت لها ماري تقول.

"شكرًا لكِ سيدتي هذا من ذوقك"

نفت السيدة برأسها وقالت.

"لا تناديني سيدتي... أُمي أفضل"

أومأت لها ماري تبتسم رغم أنها تشعر بالحرج الشديد، لقب أمي، أليس باكرًا جدًّا؟!

" لقد شاهدتُكِ كثيرًا على التلفاز، تبدين في الحقيقة أجمل، رجاءً كوني مرتاحة معنا واعتبرينا عائلتك، فالمرأة التي يحبها طفلنا هي طفلتنا أيضًا"

ماري نظرت إلى جون، فابتسم لها وربّت على ظهرها، يُحرِّك شفتيه دون صوت.

"تصرّفي على طبيعتك"

نظرت ماري إلى الرجل الكَهِل وقالت بإبتسامة خافتة.

"عادةً لا يتابعوني الرجال ويبغضوني، من الرائع أنني حظيتُ بكَ في جمهوري"

ضحك السيد وقال.

"هذهِ روزماري التي أعرفها عبر الشاشة، لقد إنتظرتُ ابني كثيرًا حتى يختار المرأة التي يُريد، وعندما فعل أصاب الإختيار، ولم يخذلني أبدًا"

بدأ شعور الراحة يتسلل إلى روزماري، فكما وصفهم جون هُم بالفعل ودودون، بسرعة تقرّبت منهم، وها هي آيرين تجلس بجوارها، وتتحدث إليها بالفعل.

ما كان هناك داعي لكل هذا الخوف الذي شعرت به، والأهم؛ لو كان له خطيبة فعلًا لما استقبلوها عائلته بهذا الوِد والراحة أبدًا.

...

بعد العشاء؛ إختار الجميع أن يتسامروا في حديقة المنزل الخلفيّة، حيث توجد ترّاسات ومسابح مُحيطة كذلك الأرض عاشبة.

إلتفَّ الجميع حول بَدَن طاولة خشبيّة يحتسون الشاي حولها، فلا مشروب كحولي طالما روزماري هُنا.

كان جلسة عادية تنعم بالسلام، ونوعًا ما بالملل بالنسبةِ لروز؛ لأنها لم تنخرط في مِثل هذهِ الأجواء العائلية مُذُّ سنواتٍ مديدة.

ولكن ما غيّر هذه السكينة هو دخول تلك الفتاة من ذلك اليوم إلى حديقة المنزل تهتف.

"العم كيم، لقد اشتريتُ لكَ الكعك المُحلّى الذي تُحِبُّه"

روزماري قبضت يدها، ونظرت إلى جون الذي يجلس بجوارها، لكنه كان يبتسم براحة بل وأجاب الفتاة.

"أوريل، مضى وقت طويل لم أراكِ فيه!"

آيرين كانت تضم قبضتيها في توتر، وأشارت لأوريل بعينيها ناحية روزماري.

سُرعان ما تراخت يد أوريل التي تحمل بها الحقيبة الورقية عندما رأت روزماري بين الجالسين، وضعتها على الطاولة، وقالت بنبرة متوترة.

"أهلًا جون، عليَّ أن أذهب الآن!"

"لِمَ فجأة وسريعًا هكذا؟!"

تسآل السيد كيم، لكنها لم تجبه، بل مَضت سريعًا للخارج وآيرين تبِعتها، ما إن وقفت كِلتاهنّ في الرِواق؛ اجتذبتها آيرين إلى المطبخ.

سُرعان ما تذمَّرت أوريل.

"لِمَ لم تخبريني أنها هُنا؟! كنتُ لأستعد على الأقل!"

"تستعدّي لِماذا؟!"

إلتفَّت الفتاتان إلى روزماري التي تقف مُستندة على إطار المطبخ، تنظر إلى الفتاتين وتعقد ساعديها إلى صدرها.

"هممم؟!"

كررت، لكنها لم تحصل على إجابة؛ لذا أقامت عودها عن الباب واقتربت إلى الفتاتين، وقفت في مواجهة تلك الفتاة التي لا تعرفها وقالت.

"ألستِ في بيت خطيبك؟

الموقف الصحيح أن تغضبي لأنّي موجودة هُنا، لا أن تهربي!"

أوريل نظرت إلى آيرين المُرتبِكة، ثم نظرت إلى الفتاة الثائرة أمامها وبلعثمة قالت.

"اه صحيح... لِمَ أنتِ هُنا؟!"

ضحكت روزماري بخفة، واقتنت ملعقة خشبية من على بار المطبخ تضعها في يدها تحت نظر الفتاتين، الخالة بارك خرجت سريعًا تستدعي جون، فيبدو أن حرب نِساء ستُقام هُنا.

"وبصِفتكِ من تسأليني؟"

أوريل وقفت تشد جذعها، وتخصّرت في وضع الهجوم النسويّ.

"بصفتي خطيبة جون"

تبسَّمت ماري ونبست.

"تقصدين جون الذي نِمتُ في حُضنه ليلًا؟"

"ماذا؟!"

تلك شهقة خرجت من فاه آيرين، وأوريل كتمت على فاهها تُخبّئ إبتسامتها العريضة.

لكن إبتسامتها حقًا لم تطل، فما برحت إلا إن صرخت؛ لأن تلك المعلقة لسعت فخذها بطريقة مؤلمة.

"المرّة القادمة اعُثري على كذبة أفضل"

ضربتها مُجددًا على كتفها، وصرخت الأخيرة تتمسك بمحل الضربة.

"جون لي وحدي!"

وضربة ثالثة على مؤخرتها، جعلتها تقفز من الحرج والألم لكن روز هددت.

"لا تجرؤي أن تعبثي معي مرّة أُخرى!"

آتى جون أخيرًا وهرع إلى ماري، أحاط خصرها بذراعه يقيدها والأخرى إنتشل بها الملعقة من يدها.

"روز، لِمَ تضربينها؟!"

لم تجبه، لذا سحبها من يدها، وترك أوريل تٌعاني وحدها مع آيرين؛ من الألم والخجل.

صعد بروز إلى غرفته الكائنة في الطابق العلوي، أدخلها غرفته، وأغلق الباب عليهما، ثم إلتفت لها غاضبًا.

"لا ينفع أن تضربي كل شخص يُزعجك روزماري، أنتِ ستتسببين لنفسكِ بالمشاكل حقًا؟"

تخصّرت، ولم تهتم لأي حرف مما قاله، بل بإنفعال سألته.

"من هذه الفتاة سيد كيم جون ميون؟"

تنهد جون وأجابها.

"سأُجيبك رُغم أنكِ لا تستجيبي لي، إنها أُخت سيهون، وصديقة آيرين من الطفولة"

"هذا فقط؟"

"هذا فقط، ما الذي تتوقعينه أكثر؟"

صرخت به.

"إنها من قالت عن نفسها خطيبتُكَ!"

إرتفع حاجبه ثم تنهد.

"إنها بمثابةِ آيرين بالنسبة لي، لا شيء أكثر"

رمقتهُ بغيظ، لكنَّهُ اقترب منها، وطبع قُبلة خفيفة على شفتيها يقول.

"إنها مزحة غبيّة من سيهون على الأرجح، سأوَّبخه لاحقًا!"

"متأكد؟"

أومئ لها، وبانت إبتسامة خفيفة على شفتيه لتقول.

"حسنًا إذًا أُصدِقُك، لكن افتح هذه الأزرار أولًا"

فتَّقت روزماري ثلاثة من أزرار قميصه، جون تمسّك بأصابعها رافضًا، وحاول أن يعترض، لكنها نبست.

"صَه! لا يمكنك الرفض"

تبسّمت برضى عمّا تراه، لا يُمكن إزالة آثار الأمس عنه بسهولة، فليرى الجميع ذلك، وليعلموا أن هذا الرجل لها بقلبه وجسدِه، كُلُّهُ مُلكًا لها.

اجتذبته من تلابيب قميصه لها وهمست قُرب شفتيه.

"أنتَ رَجُلي، افعل بِكَ ما أشاء!"

........

كُلما تذّكر جون نظرات والديه له وإبتسامة أُخته المتوارية يشعر أنه يكاد يحترق في مكانه من الحَرج.

لقد حصل أن سحبه أبوه إلى الزاوية، وبينما يُربِّت على ظهره أخبره.

"جون صغيري، أنتَ الرَجُل، لا ينفع أن يُفعَل بِك، يجب أن تكون أنتَ الفاعل حتى لو كانت إمرأتكَ تُحِب القيادة"

"أبي!"

ضحك الرجل بخفّة وربّت على كتفيه يقول.

"مهما كان، المُهم أن تكون بخير وسعيد مع المرأة التي إخترتَها!"

تنهد جون يضع رأسه بين كفّيه، لقد بعث لسيهون أن يأتي، بالتأكيد سيهون من سيدفع لِقاء ما يشعر به، فهو السبب الأول والرَّئيس لما يحدث معه.

لأن أوريل لا يُمكن أن تُقدِم على فعل أحمق كهذا من نفسها إلا إن حثّها أحد عليه، لأنها سهلة الإنقياد.

وصل سيهون أخيرًا، لكنه عندما رأى وجه جون، الذي يحمل تعبير مُظلم شعر بالخطر، أراد الفِرار قبل فوات الأوان لكنه لن ينجح، الشِبشِب بيد جون بالفعل.

"أوريل أتت إلى شِقّتي وقالت لروز أنها خطيبتي، تدبير من هذا؟"

ضحك سيهون بحرج وقال.

"لا أدري أنا"

لوَّح جون بالشِبشِب وقال.

"مؤخرتك سمينة، ستكون مؤلمة إن ضربتها بهذا!"

إزدرئ سيهون جوفه وقال.

"جون اسمعني، سأخبركَ بالحقيقة لكن لا تغضب، حسنًا؟"

تنهد جون وأومئ له.

"أنا من أخبرتها أن تفعل ذلك"

"لِمَ؟"

"لأن روزماري ترفض أن تتزوجك، حاولتُ أن أثير غيرتها، فتتمسك بك، وترتبط بك"

"تعلم أن خُطَّتِكَ غبيّة؟"

سيهون أومئ وبرم شفتيه، لكن جون قذفه بما في يده وصاح.

"بأسوء الأحوال كانت ستنفصل عني، وبأفضلها تقتلني... أتظن نفسكَ ذكيًّا الآن؟

لِمَ فعلت ذلك؟!"

نظر سيهون إلى جون بتوتر، هو يملك التبرير المناسب، لكنه يخشى أن يقوله.

لكنه قرر أن يفعلها ويهرب، إذ صرخ ثم نهض يبتعد إلى أقصى المكان.

"لأنني أُحب أُختَك!"

صرخ جون.

"ماذا؟!"

"أنت!

الحُب ليس لك ومُحرَّم على غيرك، ما المشكلة بأنّي أُحب أُختَك؟"

أشار إليه جون بغضب وقال.

"طريقة التعبير الغبيّة لديك أيها الأحمق هي المُشكِلة!

أين الذي يقول لصديقه "أحب أختك" بهذه الطريقة!"

سيهون راح يُخلخِل أصابعه بشعره، ويحكّه بحرج ثم قال.

"حسنًا، أنا أُحب آيرين من كل قلبي، ولقد توسَّلت لأوريل كي تدّعي أنها خطيبتك أمام روزماري، لعل غيرتها جعلتها تتزوج بك، ونقدر أن نتزوج نحن أيضًا"

"ما الذي تقوله أنت؟!"

سيهون أجابه متذمرًا ونوعًا ما بائسًا ومُستاءً.

"تعلم أن التقليد الغبيّ في عائلتك الغبيّة أنه على الأبن الأكبر أن يتزوج أولًا ثم البقيّة، ليكون الحفيد الأول من الأبن الأكبر.

أليست هذه تقاليد عائلتكَ الغبيّة؟

وإلا أنا لتقدمت لآيرين مُذُّ وقتٍ طويل!"

تنهد جون، وعاد ليجلس على الأريكة، لقد كان يُفكر بنفسه وحسب، ظنّ أنه بإنتظار روزماري هو يستهلك وقته فحسب، لقد نسيَّ بشأن أخته، وأن الوقت الضائع يُحتَسَب عليها.

لقد كبر بالفعل كفاية ليتزوج، إنه في الرابعة والثلاثين بالفعل، ولقد تمادى كثيرًا بحق عائلته، عليه أن يُفاتِح روز بالأمر.

وفي أسرع وقت ممكن عليه أن يتزوج بها، لأجل أُخته، لا لأجله.


...................


يُتبَع...

الفصل التاسع عَشر "مَطر ضِمنَ العاصِفة"
الجُزء الرابع "أحبّيني كما تَشتهين"
ضمن الرواية العاطفيّة "هَيبَتُها||حُبُّها المتوحِّش"

.............................


سلاااااااااااام

دخلت شخصية جديدة ع الخط، رحبوا ب"أوريل" بليز.
-أوريل تلوح لكم بينما تتمسك بمحل الضربة الأخيرة بحرج-😂👊

مسكينةةةةةةة

المُهم أتمنى تمنحوا الرواية الدعم الي تحتاجه حتى تصل لأكبر عدد ممكن من القراء، وأتمنى دائمًا تخبروني إنتقاداتكم البنّاءة إذا كان عندكم، وتحكولي آرائكم بصدق وأهم شي توقعاتكم لسير الأحداث.

الفصل القادم بعد ١٠٠ فوت و كومنت.

1.رأيكم بشخصيتنا الجديدة أوريل؟ تحليلاتكم لشخصيتها؟ وتوقعاتكم بشأنها؟

2.رأيكم بِروز؟ غيرتها وغضبها؟ تلقينها لأوريل الدرس المناسب😂؟

3.رأيكم بجون؟ حالته مع غضب روز؟

4.رأيكم بسيهون؟ وما أقدم على فعله؟

5.هل ستوافق روز على الزواج؟ توقعاتكم بهذا الشأن؟

6.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!

*مهم جدًا تجاوبوا على آخر سؤالين*

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️








© Mercy Ariana Park,
книга «هَيّبَتُها|| Her Prestige».
CH20|| مخائل حُب
Коментарі