توطئة|| Introduction
CH1|| إبنة الزمن
CH2|| حُب الدهور
CH3|| إمرأة من بحر
CH4||سماء ونجوم
CH5|| أزرق سماويّ
CH6|| لِمَ أُحبّك
CH7|| بُنٌ وبَحر
CH8|| سماءٌ وبَحر
CH9|| رسول الحُب
CH10||حياة بين الضلوع
CH11|| أزمة الهَيْبَة
CH12|| إنتقام الهيبة
CH13||عُكّاز وجَبيرة
CH14|| غاطس بالحُب
CH15||كَرز وسيجارة
CH16||حُبّي المُشيَّد
CH17|| نور البدر
CH18||بَهاء وإمتلاك
CH19||مَطَر ضِمنَ العاصِفة
CH20|| مخائل حُب
CH21||أُحبُك بمزاجٍ شَتويّ
CH22||قاع البحر
CH23||الزهرة وصاحب البستان
CH24||حُضنه الدافئ
CH25||دموع جميلة
CH26||أغرق في بحرِك
CH27||بَحرٌ هائج وسماءٌ دهماء
CH28||إنتكاس الهَيبة
CH29||زهرة مائلة الجِذع
CH30||جون وهَيبتُه
CH31||ظِلالٌ رماديّة
CH32||أكره الحُب
هَيبتُها|| The End
CH6|| لِمَ أُحبّك
" لِمَ أُحبّك؟"











" يقولون لي:
لِمَ أُحبكِ بهذا الجنون؟
لِمَ أعرفكِ إلى هذا الحد المخبول؟
لِمَ أنا بهواكِ مأسور؟

لِمَ أنتِ محور عاطفتي وأفكاري؟
لِمَ أنتِ شخصيتي واسمي ولقبي؟

لا يعرفون أنكِ أنا...

يلوموني في حُبكِ، لأنهم لا يعرفون كيف يحبوا كما أحبك.

لأنكِ يا سيدتي كالقلب بين الضلوع، لا نفع من الضلوع لولا وجدكِ فيها.

كذا أنا... أنا لستُ أنا لولاكِ، ولما كنتِ الآن تقرأين حروفي لولا وجودك.

فببساطة؛ أنتِ كياني...

إلى عذراء القلب

الكاتب سوهو"

" إذن هي تقرأ نصوصه!"

تمتمت روزماري فيما تضع لوحها الإلكتروني على بار المطبخ، هذا الكاتب المهووس تود لو تلتقي فيه حقًا.

فكيف يعرف كل تفاصيلها الخاصّة، إلى أي حد هذه المرأة تشبهها؟
أصبحت تود لو تلتقيها، وتشبع فضولها برؤيتها، فكيف بمرأة أيًا كانت أن تجعل رجلًا يعاقر قلمًا لأجلها؟

كانت تقوم روزماري بغلي مشروب عُشبيّ بالعسل لأجل تشانيول، الذي أصابه المرض فجأة، حينما وصلها إشعار بتحميل خاطرة على صفحته الرسميّة.

حملت له كوبًا في الصينية وذهبت بها إليه، كان ينام على أريكته في صالة الجلوس بشِقّته، اليوم صباحًا إتصل بها، وبلّغها أنه مريض فأتت لتهتم به.

وضعت له الكوب على الطاولة أمامه، ثم إقتربت منه ترى مقياس الحرارة، تنهدت بأستياء.

" إنها تسعة وثلاثين درجة"

غطّست قِطعة القُماش بماء بارد، لتضعه على جبينه فارتعش يقول.

" إنها باردة جدًا!"

تمتمت بالشتائم عليه، ثم صفعت كتفه بيدها فصاح مُتعبًا.

" لا تضربيني! لِم تضربيني؟!"

أخذت توبخه بحرارة وصوت مرتفع.

" أتظن نفسك شخصيّة في رواية رومانسية؟ كيف تخرج عاري إلى الشُرفة أيها المُنحرف؟ أتظن نفسك روميو؟!"

تنهد مُتعبًا.

" ااه يا إلهي!"

هذه المرة العاشرة منذ الصباح أن تضربه وتوبخه، لقد ندم ندمًا شديدًا لأنه عرّض نفسه للمرض، كان يعلم أنه سينال توبيخ حار، لكن لم يتوقع أن ينال توببخ وضربة كل خمسة دقائق.

" أنا حقًا آسف لأنّي مرضت، آسف!"

تمتمت بينما تُغير له على جبينه.

" بماذا سيفيدني أسفك؟"

كاد أن يشتكي برودة المياه مجددًا، لكنها وضعت سبابتها على شفتيها ونبست تحذّره.

" أياك أن تشتكي حتى!"

لزم الصمت وأومئ، هو لا يسعه أن يتحمل المزيد من الضرب، نهضت من جانبه لتتمدد على الأريكة التي تجاوره فيما تنظر إلى التلفاز، تنصت إلى برنامج حواري ما.

كانت الحلقة تتناول موضوع شيّق بالنسبة لها، الكاتب سوهو وكتاباته المُثيرة للجدل، المُذيعات كُن يتناقشنّ.

" كتابه الأخير "الصورة الذاتيّة" صور فيه كيف أثّر الحُب على شخصيّته، يقول في كتابه  لولا أنه يحب المرأة التي يصفها فيه لما عانقت أنامله قلمًا يومًا"

تولّت دفّة الحديث أُخرى تُتبع.

" يقول أن لا أحد يمكنه فهم حالة الحب التي هو بها سوى أوراقه، فيفضفض لها"

" ولقد وعد مؤخرًا بكتاب جديد، يُفصّل فيه قصة حُبه من البداية حتى اللحظة التي يضع لكتابه فيها نهاية"

" نعم، وخلال ذلك، فهو يقوم بنشر خواطر رمزيّة عن عذراء القلب كما يدعوها في خواطره، وحينما سُئل عن السبب خلف كتابته لهذه الخواطر، قال لأنها تقرأها رغم أنها لا تعرف أنها المقصودة منها"

" اُتهم الكاتب سوهو بالإبتذال والمُبالغة في وصف حُبه ومحبوبته، وعلّق على هذه الإتهامات قائلًا:
"أنا هكذا أحبها""

" في الحقيقة؛ أنا أتشوّق لأعرف من هي سعيدة الحظ"

" أنا أيضًا، ولكن بما أنه يرفض الظهور للعامة، والإدلاء عن أي معلومات إضافيّة لنا، فالكاتب سوهو لا يقبل أن نستضيفه"

" أتمنى أن يظهر يومًا مع عدوة الحب السيدة  روزماري، سيكون لقاء مجنون بينهما بالتأكيد"

" نعم، فهو أكبر مُناصر للحب وهي أكبر عدوّة له"

غيّرت روزماري المحطّة بعدما هزأت من هاتين السيدتين.

" ينتظرن أن ترتفع نِسب المُشاهدة بفضلي!"

وضعت على محطة أخرى، كان برنامج الإخوة المدركون يستضيفون فرقة ذكور.

" اممم... ما كان اسمهم هؤلاء؟
سوبر... سوبر شيء ما، لكنهم لطيفون، أطفال وليسوا رجال"

تمتم تشانيول الذي ظنّته روزماري نائمًا.

" من تفضّلين من بينهم أكثر؟"

تبسّمت تشير بعينيها.

" هذا الصبيّ، ماذا يُدعى؟"

أخذت تفكر لبضع ثوان ثم قالت.

" اااه نعم نعم! بيون بيكهيون؟ إنه طفلٌ لطيف"

إرتفعت زاوية فمّ تشانيول هازئًا.

" يا للسُخرية!"

أشار تشانيول إلى التلفاز واتبع.

" إنه أكبر منكِ"

حرّكت كتفيها وبرمت شفتيها تقول.

" لا يهم، يبدو لطيفًا، سأراه كطفل ليبقى في نظري لطيفًا"

إلتفتت إليه ونبست.

" ولِمَ أنت مُنزعج؟
أيُعجبك؟
أتحبه؟
هل أنت شاذ؟"

سُرعان ما رمقها بسخط وقال.

" هل بعدما أعترفتُ لكِ بالحُب ألف مرة تقولين عني شاذ؟

ثم لا، لا أحبه، ولا أحب غيره، أحب نفسي فقط"

أخذت تضحك عليه، فلديه عقل صغير بحجم النملة، يأخذ كل شيء على مَحمل الجدّ، قعدت على أريكته وقالت.

" هل أنت جائع؟"

سُرعان ما نفى برأسه وقال أن لا كاذبًا، لكنها تبسّمت تُريّحه، فمعالمه المُنقبضة تُخبرها أنه يخشى توبيخها لو قال نعم.

" لا تخاف، فقط اخبرني إن كنتَ جائعًا"

إزدرئ جوفه مجددًا ثم أومئ فنهضت، وهو رفع ذراعيه ليحمي رأسه سلفًا، لو أنها ليست إمرأة فحسب، للقنها درسًا للتعامل معه.

لكنها فقط ضحكت عليه وسحبت من قرب رأسه هاتفها تقول.

" جبان!"

وبسعادة جمّة إتصلت بمطعم الدجاج، تطلب وجبتي دجاج وعُلبتيّ كولا.

تنهد نشانيول وأرجع رأسه على الوسادة يتمتم.

" يا إلهي! سينبت لي جناحين لكثرة ما آكل الدجاج بسببك"

حرّكت كتفها وقالت.

" إن كنت لا تريدها سآكلها أنا لاحقًا"

وصل الطعام، فخرجت روزماري لأخذه من عامل التوصيل، وإذ برجل التوصيل يوصّل الطعام للجار المهووس أيضًا.

أخذت الطعام من الرجل، ودفعت له فانصرف، ثم أوقفها عن الدخول الجار المهووس جون.

" سيدتي!"

نظرت إليه.

" ماذا تريد؟"

همهم متوترًا ثم أباح.

" هل رأس البطيخة بخير؟"

ضحكت روزماري إثر اللقب الغريب وعلّقت.

" رأس البطيخة تعمد أن يمرض كي اعتني به"

إنقلبت سِنحته مُنزعجًا وهمس فيما يعقد ساعديه إلى صدره. 

" لا تعتني به إذن"

ضحكت بخفّة تقول.

" لقد ضربته من الصباح مائة مرة، لذا لا بأس الآن"

وهو همس في جوفه فيما ينظر إليها مسحورًا بحلاوة ضحكتها.

" يستحق"

لكنها شزرت إليه وقالت بغضب.

" وأنت ما شأنك؟! .... جون المجنون!"

قضم شفته يكتم ضحكته، حبيبته لديها ثنائي القُطب بلا شك.

" جوني حبيبي، هل وصل الطعام؟!"

صوت آتى رفيع وحاد من داخل شِقة جونميون يقول هذا، جعل وجه جونميون يحمرّ خجلًا إلا أن روزماري تكتمت على ضحكتها أسفل كفّها، وتحمحمت تقول.

" لم أكن أدري أنك من هذه النوعية، عُذرًا؛ يمكنكَ العودة إلى حبيبك!"

دخلت تغلق الباب وهو لمّ اصابعه في قبضة، يتخيل رقبة تشانيول وسيهون معًا فيها ويعتصرهما.

" لا بأس جونميون، لا بأس عزيزي!"

وهكذا قام بتهدئة نفسه وعرج إلى داخل شقته، وضع كيس الطعام على الطاولة، لا يدري لِمَ، ولكن سيهون البغيض قرر البقاء لعدة أيام.

وعلى هذا الحال؛ على جونميون أن يتحمل مشاكسة سيهون حتى يغادر، فالأخير يخاف أن ينام وحده في شقته، وعلى الكاتب سوهو أن يتحمل مدير أعماله طالما هو بحاجة إلى خدماته.

لكن عليه بمعاقبته وألا سيموت الآن غيضًا، فلقد وضع الكيس على الطاولة، وهرع إلى المطبخ ليحضر ملعقة طعام خشبية؛ ليُكدمّ بها جلد سيهون، لعله توقف عن مزاحه الثقيل، فالناس بالفعل تظنه شاذًا بسببه.

فورما رأى سيهون الملعقة بيده هرب إلى دورة المياه يغلقها على نفسها، ومن خلف الباب صار يصرخ متوسلًا.

" آخر مرة، أقسم أنني لن أكررها!"

تنهد جونميون وانسحب، في كل مرة يقول آخر مرة ولن يكررها، ويقوم بتكرارها، لا نفع فيه هذا الصبيّ.


................



في اليوم التالي؛ كانت روزماري في شِقتها نائمة، فاليوم أيضًا عُطلة، ويسعها أن تنام على راحتها.

لكن رنين الهاتف والإتصالات المتكررة أيقظتها، فأحدهم مُصِر أن تُجيبه.

قعدت على السرير وحملت الهاتف تجيب وإذ به مُنتِج البرنامج الخاص بها "مسائكنّ قوّة"، أجابته وهي واثقة تمام الثِقة أن يحمل أخبار لا تَسُر لينقلها إليها.

" روز، كيم جونغ داي رفع علينا دعوة تشهير وتلفيق، والمحكمة بعثت اليوم أمرًا بتوقيف البرنامج حتى يُنظَر بالقضية"

همهمت.

" لا بأس، أقسى عقوبة ستكون غرامة مالية إن ما قلبنا الطاولة وكسبنا القضيّة، سأجعل تشانيول يوكّل مُحامي لأجل القضية هذه"

تنهد الرجل في قلب السماعة وقال.

" على آية حال، البرنامج مُعطّل لمدة أسبوعين، سنبثّ حلقات سابقة، خلال هذا الوقت احصلي على الراحة ولا تقلقي بشأن البرنامج"

أقفلت روزماري المُكالمة مع المُنتج، ثم نهضت من فراشها تتجهز للخروج، خرجت إلى شِقّة تشانيول، وإذ برجل طويل القامة، عريض المنكبين، وذا وجه حَسن يقف أمام باب جارها جون المجنون.

بدى وكأنه يقف بكل تلك الإناقة، بشعره الأسود المرفوع، وبدلته السوداء الأنيقة، نظّارات شمسيّة، وحذاء كلاسيكي لامع، يلتصق بباب جون ويرجوه أن يسمح له بالدخول.

روزماري لم تكن لتتحدث معه، ستتجاهله لولا أنه تحدث معها، فلقد إنحنى بقامته لها سريعًا وحيّاها.

" سيدة الهيبة روزماري!"

إلتفتت إليه تنظر نحوه بحاجبين مُنعقدين، يبدو أن لقبها هذا ليس خاصًا بجارها المهووس فقط، أو أنه يستخدمه كثيرًا فعرفه آخرون.

إنحنى الشاب لها ثم قال.

" مرحبًا سيدتي، أنا اوه سيهون صديق كيم جونميون، سررتُ بلقائك"

تذكّرت الأمس وقتما سمعت صوت رجل بدى ناعم نوعًا ما من داخل منزل جارها، لكن الشاب هنا صوته غليظ وعميق.

لم تكن لتتدخل بما لا يعنيها، لذا فقط حيّته بالمقابل.

" أهلًا سيد سيهون!"

طرقت باب تشانيول وقالت للشاب الذي يقف للنظر إليها.

" أستأذنك!"

أومئ يشير أن تتصرف كما تريد، ثم فتح لها تشانيول باب شقته فدخلت، إلا أنه نظر في الرواق ورأى ذلك الشاب الجميل، وسرعان ما تبسّم الغريب.

" مرحبًا"

" أهلًا"

أغلق تشانيول الباب ودخل بعدما رد التحية، ليتبع روزماري إلى الداخل يتسآل.

" من هذا الشاب؟ أتعرفينه؟"

حرّكت كتفيها بجهل تقول.

" يقول أنه صديق جارنا جون"

جلست على الأريكة ترفع الساق فوق الأخرى، وتعقد ساعديها إلى صدرها تقول.

" وصلتك الأخبار؟"

أومئ.

" ماذا ستفعلي بشأنها؟!"

حركت كتفيها تقول.

" لا شيء، أنت ستتولى أمر القضية، ستوكل محامي وتتابع القضية، وأنا سأسافر لأحصل على بعض الراحة وحدي"

"أنتِ!"

رفعت يدها كي لا يُتبع وقالت.

" أنت مُدير أعمالي وعليكَ بتولي ما أوكلك أياه، أما أنا فمذيعة عاطلة عن العمل لمدة أسبوعين، لذا سأستغل الفرصة لأمرح قليلًا في الخارج بلا ضغوط"

نهضت عن أريكته لتقطع طريقها إلى باب شقته تقول.

" احجز لي تذكرة طيران إلى تايلاند عزيزي"

" خُذ..."

إلتفتت إليه تقاطعه فيما ترفع سبابتها بوجهه.

" تذكرة واحدة بارك تشانيول، سأقتلك لو لحقت بي"

تنهد بأستياء، فهو لن ينتصر عليها مهما حدث، وفيما تدرك الباب قال.

" دعينا نقضي اليوم معًا قبل أن تُسافري على الأقل"

إلتفتت إليه تومئ قائلة.

" احجز لي تذكرة الآن، ثم تجهز لنخرج لنفطر معًا، ثم بعدها سنفترق لأنني سأزور أمي بعدها، واحضّر حقيبتي للسفر"

خرجت وهو تمتم فيما يخطو إلى غرفة نومه.

" يا لكِ من إمرأة غليظة!"

تجهز تشانيول، وحجز لها تذكرة سفر إلى تايلاند كما أرادت، ثم خرج لينتظرها حتى إنتهت، ما زال ذلك الشاب يقف خارجًا.

إقترب منه تشانيول بصُحبة روزماري قائلًا.

" أيها السيد، هل تحتاج شيء؟ لِمَ تقف هنا؟"

بحرج أشار إلى باب جونميون، ثم طرقه بقوة يقول.

" جووون، روزماري هنا!!"

سُرعان ما فُتِح الباب، وبدى أن سيهون إستغل اسمها ليقتحم المنزل أخيرًا.

" أقسم أنني لن أخرج من منزلك دون جهاز التحكم مرة أخرى"

تنهد جونميون فيما ينظر إلى سيهون الذي استولى على الشِقّة مُجددًا.

ثم نظر إلى روزماري، لكن كل إنزعاجه إختفى، فهيبتها تواري إبتسامتها ببعض أناملها الرفيعة فيما تنظر بعيدًا.

لكنه يستطيع أن يعلم بأنها إبتسمت بسببه، وجنتها التي إرتفعت وغمازة ذقنها أخبرتاه عن إبتسامتها، لا تدري أنه درس معالم إبتسامتها بالتفصيل، ولا يُمكنها أن تُخفيها عنه مهما وارتها.

لولا حمحمة تشانيول لما لاحظت روزماري أن جون جارها المجنون ينظر في شفتيه بشرود، وكأنه يتأملها.

وهو فعلًا يتأملها بما أنه السبب فيها، لكنه تكره أن ينظر لها أحد هكذا؛ لذا هتفت به بعصبيّة.

" أنت! إلامَ تنظر؟!"

نفى برأسه أن لا شيء، ونظر في عينيها السماوتين وهن يلمعنّ بعصبيّة وغضب.

" هل تريدي مني شيء سيدتي المهيوبة؟!"

نفت برأسها تقول.

" لا، فقط اذهب إلى حبيبك"

" ماذا؟!"

صاح جونميون مدهوشًا، للمرة المليون يتسبب سيهون بمثل هذا النوع من سوء الفهم، ولكن هذه المرة ليست كأي مرة، ليس على حُب السنين أن تظن فيه هكذا.

أراد أن يشرح سوء الفهم لها فيما بدنه أخذ يرتجف بتوتر وعصبية، سيقتلع لسان سيهون من حلقه لاحقًا، لكنه الآن فقط يريد أن لا تظن فيه مثل هذه الظنون.

لكنها مضت تتجاهل ثورته الإنفعالية تقول.

" أو صديقك، أيًا كان"

عاد جونميون إلى الداخل بعدما غادرت بالفعل، وبدأ بمُطاردة قِط وفأر مع سيهون الذي يهرب بساقيه الطويلتين.

أكثر ما يكرهه جونميون أنه ولِد في هذه البُنية المتواضعة التي لا تُساعده في مثل هذه المواقف.

أما عند روزماري؛ فتشانيول ما توقف عن الضحك طيلة الطريق، ولأنه بالغ في ذلك روزماري فقط تجاهلته.

" يا إلهي! لم أتوقع أنه شاذ! نِصف رجل!"

واتبع يضحك.

" لهذا كان سعيد عندما قلتِ له أنكِ لا تعتبرينه رجل، لأنه بالفعل ليس رجلًا!"

والكثير الكثير من هذه التعليقات سمعت روزماري، ولقد ضاقت ذرعًا مع إزعاجه هذا، لذا قالت.

" عُد إلى المنزل، واذهب لتفطر مع نفسك"

وضع يده على فمه أشارة أنه سيصمت، فتنهدت روزماري وعادت ببصرها إلى الأمام.

وصلا معًا المطعم، عادة ما يأتون لهذا المطعم لأجل وجبة الإفطار، لذا صاحبه والعاملين يعرفونهما.

لأن المطعم ذا تصميم مُريح، له طاولات خارجيّة تظلّها مظلّات بُنية اللون، وتتوزع على مساحة واسعة من الرصيف الخاص بالمطعم.

جلست روزماري على طاولتهما المُعتادة خارجًا، فيما تشانيول يصف السيارة.

آتى بعد دقائق بسيطة، وإذ بالنادل يأتي خلفه، وضع لهما القائمة فيما يبتسم وقال.

" أهلًا وسهلًا بكما، تفضلا قائمة اليوم"

إختارت روزماري ما يناسبها كذا تشانيول، وحتى يصل الطعام روزماري قالت.

" أبعث إلى المحامي جونغ إن، واطلب من مكتبه محامي ليتولى القضية، ذكّرني أن أعطيك الأدلة التي لدي، ولا تنسى أن تنقل لي الأخبار المُهمة"

أومئ ثم استطرد بنبرٍ هادئ.

" ولِمَ تذهبين وحدك؟ دعيني اذهب معكِ؟ سنمرح معًا"

رفضت بنبرة حازمة.

" لا، هذه فرصة لأنفرد مع نفسي، تعلم أنني أحب قضاء الوقت لوحدي، لذا لا تزعجني، سأغيب عشرة أيام فقط، ألا تقدر أن تعيش بدوني لعشرة أيام فقط؟"

تنهد مُستاءً، وأشاح ببصره عنها دون أن يسترسل، لن يقدر على عِنادها مهما حدث.

وصل الطعام فبصمت إنكب كلاهما عليه، وبعد الإنتهاء روزماري قالت.

" اطلب لي كوب قهوة لاتيه وخُذ تاكسي، لأنني سآخذ السيارة"

نهض تشانيول عن الطاولة؛ ليدفع ويطلب لها قهوتها فيما يتمتم.

" عبدٌ لديكِ أنا، عبد!"

همست فيما تقلّب بهاتفها.

" ارفع صوتك، دعني اسمعك تشتمني"

رفع صوته يقول.

" لم أشتمك!"

رفعت حاجبها ترمقه بغيظ فهزئ مبتسمًا.

" لستُ أخاف منكِ"

" لكن إن ركلتك ستخاف"

ما كان عليه إلا أن يهرب.

...........


ذهبت روزماري إلى منزل عائلتها، فهي هنا لرؤية أمها وحسب، ولحسن الحظ ، لم ترى سِواها في المنزل.

" لِمَ أنتِ وحدكِ بالمنزل؟"

تنهدت والدتها فيما تلج بعد ابنتها.

" والدكِ مجتمع بأصحابه وخلّانه في مكان ما كالعادة، أخوكِ خرج يبحث عن عمل، أختك وزوجة أخيكِ خرجنَ إلى السوق "

جلست روزماري على الأريكة تقول.

" ولِمَ لم تذهبي معهنّ؟"

تنهدت السيدة تقول.

" لقد أصبحت عجوز، لا أطيق المشي لمسافات طويلة، وهُن مزعجات كما تعلمين"

" لكنكِ تكرهين الوحدة!"

أومأت السيدة، ورأت روزماري أن أمها ليست على ما يرام فجلست بإعتدال وقالت.

" أمي، ما الذي يحدث في غيابي؟"

نفت السيدة برأسها إلا أن روزماري أصرّت.

" أمي أخبريني وإلا سيحدث مكروه لهم جميعًا"

سرعان ما رفعت السيدة رأسها وقالت.

" لا تفعلي، سأخبرك!"

تنهدت واتبعت.

" أخوكِ منذ أن طردتِه من عمله وهو يأخذ المال الذي تبعثيه لأجلي، لا يترك لي شيء، وأنا مريضة، أحتاج لأذهب إلى المستشفى لأتعالج، لكنه لا يدعني أفعل.

كما أن والدكِ لا يهتم بأمري أيضًا، هو لن يعطيني من ماله كما تعلمين"

ضحكت روزماري هازئة، ثم تنهدت تزفر أنفاسها.

" اه يا إلهي كم أكره هذه العائلة!"

شدّت روزماري جسدها ثم رفعت هاتفها لتتصل بأخيها العزيز.

" سيد لوكاس، تفضّل إلى المنزل، معكَ نصف ساعة وإلا سترى ثيابكَ خارج المنزل"

أغلقت الخط في وجهه ولم تمنحه فرصة لأن يتعذر، والدتها السيدة ميلاني ذات الأصول الأوروبية حاولت تهدئة غضبها.

" روز، لا تكوني قاسية على أخوكِ كثيرًا"

" دلالكِ ما وصّله إلى هذه المرحلة من الفساد يا أمي"

تنهدت السيدة ولزمت الصمت بعدها، حتى وصل لوكاس أخيرًا يلهث أنفاسه، فيبدو أنه أتى بسرعته القصوى.

" أنتِ ماذا تظنّي نفسكِ فاعلة؟ بأي حق تطرديني؟!"

وقفت روزماري وتقدمت منه تقول.

" بحق أن هذا المنزل باسمي، وأنت تعيش على خيري، لذا فلتلزم حدّك وإلا أصبحت كلبًا ضالًا في الشارع"

إستفزّته لأقصى حد بكلماتها هاته، فرفع يده بتهور وأراد أن تنزل على عِظام وجنتها تُحطّمها، صرخت الأم في ابنها ورزماري أمسكت بيده قبل أن تصل وجهها، ثم إبتسمت بمعالم غاضبة.

" أنت تُخطئ هكذا، وأنا لا أسامح أحد"

لوت ساقها وضربته برُكبتها بكل قوتها، فصرخ يسقط على ركبتيه أرضًا.

" أيتها الساقطة!"

إقتربت منه ثم انحنت على رُكبتيها أمامه تقول.

" تلك الساقطة ستترك تبقى في منزلها لأجل أمي فقط، لكن يدك لو إمتدت على قرش من المال الذي ابعثه لها سأقتلك، تفهم؟"

نهضت تقيم جسدها وإلتفتت إلى أمها تقول.

" سيأتي تشانيول لاحقًا ليسلمك بطاقة مصرفية، لا يمكن لأحد سواكِ استخدامها، وسيصلني تقرير بكل قرش تصرفيه منها، لو استخدمها هو سأعلم وسأُعلقها"

عبرت من فوقه وهمست.

" سأبعثِ لكِ تشانيول كي يأخذك إلى المستشفى، أنا عليّ أن أُغادر الآن"

وفيما تسير روزماري إلى السيارة إتصلت بتشانيول تخبره.

" لديك مهام كثيرة اليوم، بعد أن توكّل مُحامي خُذ أمي إلى المستشفى وأجري لها بعض الفحوصات التي تلزمها، ثم أعدها إلى المنزل واجلب خالتي لتبقى عندها، خالتي لا تملك أحدًا بالفعل"

تذمّر.

" اه يا إلهي! ارفعي راتبي!"

هزأت  تقول.

" راتب الوزير أقل من راتبك يا رجل! يا لك من طمّاع، لكن حسنًا سأزيدك فأنت تستحق"

تذمر.

" لا تكوني حسودة، وطائرتكِ اليوم التاسعة مساءً"

لوكاس نهض بعد خروجها من المنزل، وخرج دون أن يقول كلمة أخرى.

ذهب بأسرع ما يمكنه إلى منزل كيم جونغ داي، فهو ما عاد يملك حلًا آخر، لا مصدر رِزق سواه.

فتح جونغ داي له باب شِقته فيما يرتدي روب أسود، شعره قد سرّحه مرفوعًا عن ناصيته، وبيده كأس نبيذ.

تبسم جونغ داي فورما رأى لوكاس وابتعد عن المدخل يقول.

" تفضّل بالدخول سيد لوكاس، لا تبقى بالخارج هكذا"

إنحنى له لوكاس ثم دخل بعده وأغلق الباب.

سبقه جونغداي إلى الداخل يقول.

" سأرتدي ثيابي وآتي، خُذ راحتك"

" حسنًا"

جلس لوكاس على الأريكة يشرع بين قدميه، ويسند مرفقيه إلى فخذيه، فيما ينظر أمامه، وحينما عاد جونغداي وقف سريعًا، إلا أن الأخير أشار له بالجلوس، فجلس يضم ساقيه.

" أتيت لتقول شيء، أليس كذلك؟"

أومئ.

" نعم، أردتُ أن أطلب وظيفة، سأفعل بالمُقابل أي شيء"

تبسّم جونغداي وأومئ يرفع حاجبًا، هي لديها كرامة صلبة، على عكس أخوها.

من قال المال لا يشتري كل شيء؟
المال يشتري كل شيء، حتى الناس.

.......................

وضع جونميون نظّاراته الشمسيّة رغم أن الشمس قد غابت، قِناع وجه، وقُبعة، ثم صعد الطائرة، درجة رِجال الأعمال.

بينه وبينها ثلاثة صفوف من المقاعد، هي في الأمام وهو خلفها، كانت تسترخي على مقعدها وهو يحمل صحيفة، تحسّبًا لو أنها إلتفتت خلفها لا تراه.

الطائرة أقلعت أخيرًا وهي قَضت وقتها نائمة في الطائرة، وهو يراقبها، لن يفوّت أي فرصة تسمح له بالتقرّب منها بعد الآن على الإطلاق.

هبطت الطائرة في إحدى مطارات تايلاند الدوليّة، تتبع جونميون روزماري لأي فندق هي ذاهبة، إذ إختارت فُندق ذا إطلالة ساحرة على المياه، وجون بالتأكيد أخذ الغرفة التي تجاورها.

في الصباح؛ إستيقظت روزماري بمزاج عالٍ، إذ أخذت حِمامًا بالجاكوزي، دلّلت بشرتها وجسدها وشعرها كما تُحب بمستحضراتها ذات الجودة العالية.

وفي النهاية؛ وقفت روزماري أمام المرآة بعدما إرتدت فُستان أزرق ذا قماش ناعم وخفيف، وضعت قُبعة بيضاء على رأسها، نظّارات شمسية، حقيبة بيضاء، وحذاء رياضي أبيض أيضًا.

كانت تدندن بألحان مُبهجة وهادئة فيما تسير إلى الشاطئ وحدها، كانت تحمل كأس عصير وتسير، إنها تشعر بالحُرية.

تذكرت كلمات الكاتب سوهو، حينما وصف حبيبته بأنها إمرأة من بحر، تلك الكلمات إستقرّت فيها، لأنها إمرأة من بحر أيضًا.

روز تعشق البحر، تشعر أنها جُزء منه، هي ابنته ومن مائه المالح، وبجماله وحلاوته وجنونه، كل ما فيه فيها.

جلست على الرمال الناعم واسترسلت بالنظر أمامها، تحديدًا بالمدى الذي يلتقي البحر فيه مع السماء.

ولأنها لا تملك سوى نفسها كانت تفكر بأشياء عشوائية، منها جارها المهووس غريب الأطوار، تذكرت تلك الصناديق، هي ذات الصناديق التي تصلها من وجهة مجهولة.

لو افترضت أن الأمر صدفة فوجود بطاقة "إلى زهرتي العذراء" يستحيل أن يكون صُدفة، أنه المعجب المخلص الذي يؤيدها منذ سنين مهما فعلت.

كالملاك الحارس، حارس خفيّ...

" يا لسخافتي! منذ متى أفكر بسخافة!"

تنهدت تفرش جذعها على التراب، ووضعت قبعتها أسفل رأسها تنظر إلى السماء، ثم فجأة ضحكت.

"شكرًا جونغداي منحتني عُطلة فُجائية سعيدة كهذه" 

مضى الوقت وهي هكذا فقط، لا تفعل شيء، أن البقاء هكذا يرخي الجسد أكثر من جلسات اليوغا.

لكنها فجأة سمعت صوت صرخة ثم أحد ما رفعها عن الأرض ودفعها بعيدًا، رفعت قُبعتها منزعجة وإذ به جارها جون يُلقي بحشرة ما بعيدًا عنها.

تنهدت بأستياء ثم رفعت شعرها عن وجهها لتضع قُبعتها، ثم تخصّرت تهتف بأستياء.

" جون المجنون، كيف تفسّر وجودك هنا أيها المهووس!"

........................

يُتبَع...

الفصل السادس "لِمَ أحبك؟"
من الجزء الأول "سأُريكِ نفسكِ بي؟
ضمن الرواية العاطفيّة "هَيّبَتُها"

...................................



سلااااااااام

كم لبثنا؟! طبعًا بما أنه التحديث صار يقتصر على روايتين التحديث ح يكون أسرع.

(لكن) الشرط لازم يتحقق مشان ينزل الفصل، ما اتحقق الشرط ما بينزل بارت، سواء شرط الكومنت أو الفوت، هذه آخر مرة أتهاون فيها مع الشرط.

طبعًا إلى هنا ينتهي الجزء الأول من الرواية
" سأريكِ نفسكِ بي"

والفصل القادم سيكون الفصل الأول من الجزء الثاني " حتى تؤمني بِحُبي"

حتى ذلك الحين عليكم بتحقيق الشرط.

الفصل القادم بعد ٨٠ فوت و ٨٠ كومنت.

1.رأيكم بروزماري؟ علاقتها بتشانيول؟ ظنونها بروزماري؟ شعورها بإنعكاس شخصية محبوبة الكاتب عليها؟

2.رأيكم بجون ميون؟ معاناته مع سيهون؟ تتبعه لروزماري؟

3. رأيكم بتشانيول؟ تذمراته الكثيرة وتعلقه بروز؟

4.رأيكم بسيهون اللطيف؟

5. رأيكم بلوكاس؟ وكيف سيستغله جونغداي؟

6.ما هي توقعاتكم بشأن الرحلة إلى تايلاند؟

7. رأيكم بالفصل ككل وتوقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️




© Mercy Ariana Park,
книга «هَيّبَتُها|| Her Prestige».
CH7|| بُنٌ وبَحر
Коментарі