CH11|| الإحترام أولى
بارك تشانيول (وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"الإحترام أولى"
...
في المساء؛ كانت آري في المنزل بعدما أن غادر تشانيول إلى إجتماع طارئ في عمله، وتركها في بيتِ الجبل مُقفَل عليها فيه وحدها، جلست على الكنبة أمام التلفاز تطالعهُ بِملل ودون إهتمام، في البداية؛ كانت تخاف حينما يحبسها هكذا، كانت تفكر بِعُمق وبطريقة سوداوية، الآن لا تحمل هم التفكير حتى، هي مُتعبة من كل شيء.
إلتفتت إلى هاتفها حينما رن، فلقد أعاده إليها تشانيول بعدما ضمن أنَّها لن تستطيع الهرب منه، وأن الهاتف لن يُفيدها في التخلص منه، لن يُخلِّصها أحد من المكان، الذي يحبسها فيه أبدًا.
كان جاي من يتصل فأجابت وقد تبسَّمت شفتيها بشكلٍ تلقائي، جاي ورين هما من تعيش لأجلهما، لولاهما لقتلت نفسها وخلَّصتها من هذهِ العيشة المقيتة تحت رحمة تشانيول.
"جاي أخي!"
أجابها في نبرةٍ قَلِقة.
"كيف حالك أميرتي، أنتِ بخير؟!"
تنهدت في سماعة الهاتف، ثم أجابت أخيها بهدوء.
"وماذا سيكون حالي مع هذا الرجل المريض يا أخي؟!
لقد تعوَّدت ألا أكون معه بخير"
ردَّ جاي جونغ.
"لا يا حبيبتي، أرجوكِ لا تقولي أنَّكِ لستِ بخير!
اخبريني أين أنتِ وسآتِ لإخراجك مهما كلَّفني الأمر!"
زفرت أنفاسها في سماعة الهاتف ثم أجابته.
"لا أعرف حقًا أين أنا، لكنني لن أسمح له أن يعتدي علي مُجدَّدًا. أعدك أنَّني لن أسمح له!"
أخوها يشعر بالعجز، لا يدري أين يذهب ومن أين يحضرها، الأمور لا تسير بسهولة.
"كوني بخير حتى نجد حلًّا أرجوكِ!"
"حسنًا!"
صوتها، ردودها، وحتى إيمائتها يملؤها القنوط، تعلم جيدًا أنَّ لا أحد منهم يستطيع تخليصها منه، ولا تستطيع أن تخلص نفسها منه بنفسها.
...
في مركز الشرطة؛ إنتهى إجتماع طارئ تولّى رئاسته أصغر المُحقّيقين سنًا، الذي لم يكن سوى تشانيول، عن قضية رئيس مافيا أستلمها حديثًا.
توجَّه لِمكتبِه حيثُ يُعدِّل بعض الملفات قبل أن يُغادر؛ فغدًا عُطلة نهاية الأسبوع ولن يأتي في اليومين القادمين. دخل عليه لوهان ليسأله عن شيء، ولكن تشانيول تذكَّرَ أمرًا طلب من لوهان تنفيذه.
"أعرفت رقم الهاتف لمن؟!"
أجابَهُ لوهان وهو يُقلِّب أحد الملفات بين يديه.
"نعم؛ إنَّهُ لطالب في الثانوية يُدعى كيم صموئيل، واكتشفت أنَّهُ طالب في مدرسة زوجتك."
قبض تشانيول حاجبيه، ثم أغمض عينيه قليلًا يحاول تجميع أفكاره وهو يحزِم خصريه بين كفّيه، وتذكَّر يوم تأذَّت قدم آري، وجاء كادر من المدرسة لزيارتها، وكان صموئيل معهم، وتذكر حركته، التي أغضبت تشانيول يومها. فتح عينيه، ثم تناول مفاتيح سيارته وهاتفه، ثم هَمَّ بالخروج على عجلة قاصدًا منزل الجبل.
دخل إلى منزل الجبل، ثم أغلق الباب خلفه بهدوء، وجال بعينيه في صالة الجلوس بحثًا عنها حتى رآها تجلس على الأريكة وهي تنظر إلى فيلم أمريكي يُعرض على التلفاز.
تعوَّد منها أن تقف لإستقباله عند الباب، تحتضنه وتُقبِّل خديه وشفتيه قبل أن يلج المنزل، لكن يبدو أن العربون الذي قدَّمه لا يكفي لترضى.
إقترب من حيث تجلس وهو يخلع سترته ويفتح أزرار قميصه العلويّة، ثم همس بعد أن رمى سُترته على الأريكة بإهمال.
"ماذا تفعلين؟!"
أبقت نظرها مُعلقًا على شاشةِ التلفاز، وتلك الحركة إستفزَّته على آخرِه.
"لا شيء مهم"
أومئ رغم غيظه من سلوكها وتجاهلها له، أراد أن تمر الليلة على خير؛ فغيَّر السيرة.
"أنا جائع"
أومأت له بهدوء، ثم نهضت تقصد المطبخ؛ لكنها وقفت بمكانِها حالما تسآل.
"من هذا كيم صموئيل؟!"
إلتفت إليه وهي تُقطِّب حاجبيها باستغراب.
"طالب في الثانوية لدي، أهناك مشكلة؟!"
نفى برأسه ثم أكمل قائلًا.
"كوني حذرة منه فهو لا يعجبني"
تبسَّمت بإستهزاء وتمتمت.
"وكأن هناك أحد يعجبك!"
ثم قبل أن تنسحب من أمامه قبض على ذراعها بشدَّة وأدارها إليه بقوَّة، أنَّت تتألَّم لكنها نظرت بعينيه الغاضبة بِحدَّة جعله يصرخ بها بغضب.
"لا تنظري إلي هكذا، أقسم أقتلك الآن وأدفنك في أرضِك!
لا تتواقحي معي أبدًا، يبدو أنكِ نسيتي من أنا، لا تجعليني أُذكرَكِ بي!"
لم تُخيفها أي كلمة مِمَّا نبس بها، ونبست بنبرةٍ ميّتة كما لو أنَّها لا تهتم لو نفَّذ تهديده.
"أرجوك أقتلني، انقذني منك!"
تبسَّمت بسخط حينما وجدت أنَّهُ استغرب جوابها، كان ينظر لها وكأنَّهُ خسر الحياة أو خسرها، أو حتى خسر نفسه وسعادته؛ وهو فعلًا خسر.
"كل ما في داخلي مات نحوك، ولم يبقى لكَ داخلي أي شعور، لا أحبك ولا أكرهك حتى، لا أحمل لكَ أي شعور أبدًا!"
حرَّكَ رأسه يمينًا وهو لا يصدق ما يسمعه، هل حقًا ما عاد يعني لها شيئًا أبدًا!
"ألا أعني لكِ شيئًا يا آري؟!"
نظرت في عينيه توثق كلامها، أنها لا تقول ذلك لتزعجه أو تضايقه، هي تقصد كل كلمة خرجت من فاهها.
"أبدًا، أنتَ لا تعني لي شيئًا، وما دمت لا ترضى أن تُطلقني إذًا اقتلني أرجوك!"
حاولت أن تسحب ذراعها من يديه، لكنَّها لم تستطيع، فقط تكلَّمت بما أنَّها لا تستطيع فعل شيء آخر غير الكلام.
"ما دمتَ لن تحررني منك وأنا لن أعتاد عليك أبدًا اقتلني أو اهجرني... أنا لا أريدك!"
أفلتها تشانيول وعينيه باتت حمراء كالدم، فلقد قهرته وقهر الرجال لا يُطاق.
"لا يهمني أي حرف مما قلتِه يا صغيرة، وسأعتبر أنَّني لم أسمع شيئًا مما قلتِه وإلا ستكون النتائج سيئة للغاية أسوء من الموت أو الهجر.
والآن اغربي عن وجهي، واحضري الطعام، وأنا سأفكر بموضوع الكره ذاك؛ لنحل مشكلته معًا، أحببتهُ كثيرًا يا عزيزتي!"
همس آخر قوله بأذنها؛ كي يُغيظها أكثر، ثم دفعها بخفة عن طريقه؛ لتعلم جيدًا أن تهديداتها الفارغة وكلامها لن يؤثِّر به.
"مهما قُلت وهدَّدتني واحتجزتني؛ أنتَ خسرتني، زِد علي وسأقتل نفسي أمامك، أنتَ لم يتبقّى منّي سوى جسدي، إستمر فيما تفعله بي وستخسر هذا الجسد حتى!"
لانت ملامحه، وتمسَّك بيدِها، حينما نظرت إلى وجهه هذا قالت.
"أعرف ما توشك أن تقوله لي، أعرف أنَّكَ هكذا تُحبني، لكنّي لا أحتاج حُبك الذي يخنقني هذا، أحتاج منك أن تحترمني وتحفظ لي عِزَّتي وكرامتي فقط، لا أظن أنَّني أطلب منك الكثير!"
أفلتت نفسها منه وغادرت من أمامه، فلقد تكلَّمت بما تُريد، ولا مجال للتفاوض معه فيما تطلبه.
لكنَّها توقفت حينما حاصرها بدنه وإلتفَّت حولها ذراعيه، خبّأ وجهه في عُنقها ونبس.
"أنا لا أريد خسارة حُبِّك، ولا أريد أن نخسر العلاقة التي بيننا، لكنني أغار كثيرًا، وأنا إن شعرتُ بالغيرة عليكِ لن أستطيع ضبط سلوكي، أنتِ تعلمين أنني لا أرى أمامي عندما أغضب، عندما تريني غاضب ابتعدي عني فقط، ولكن لا تتركيني، أعدك أنَّني سأحاول أن أتغيّر، أعدك!"
تنهَّدت آري ولم تتحرَّك من بين يديه، لأول مرَّة يعدها بشيء كأن يتغيّر، ستلين معه لو كان سيتغير، فنجوم السماء أقرب إليها من الطلاق.
طبع قُبلة فوق رأسها، ثم ربَّت على كتفيها وابتعد، ثم آري وقفت في مكانها ونظرت إليه لبعض الوقت، هل بدأ يستجيب لها أخيرًا؟!
على طاولة العشاء؛ جلس تشانيول مُقابل آري بعدما وضعت طعام العشاء على الطاولة، وبصمت تشاركا الطعام.
رنَّ هاتف تشانيول، وتحدَّث إليه لبعض الوقت، ثم حينما أغلق الخط؛ نظر إلى آري وهو يقف، ثم همس.
"حضِّري نفسك؛ سآخذك إلى قصر والدي. لدي مُهِمّة وعلي الخروج الآن، ولا أستطيع أن أتركك وحدك هنا؛ لذا سريعًا ارتدي ثيابك!"
أومأت له، ثم توجَّهت لِتُبدِّل ثيابها. انطلق بها نحو منزل عائلته، وأثناء ذلك حدَّثته.
"ما هذه المُهِمَّة التي تجعلك مُستنفِرًا؟!"
شعر بخوفِها عليه من نبرة صوتها التي بدت مُهتزَّة؛فوضع يده فوق يدها، ثم شابك أصابعه بأصابعها، وهمس بنبرةٍ هادئة حتى يُطمئن قلبها عليه.
"لا تقلقي علي يا حبيبتي سأكون بخير، هذه ليست أول مُداهمة أقودها، فلا داعي للخوف"
أومأت له تتنهد، لا تدري لِمَ تشعر عليه بالقلق حتى.
"كُن بخير!"
أومئ لها مُبتسِمًا، ورفع يده إلى شفتيه يطبع عليها قُبلة.
حالما وصل أمام باب القصر نظر لها، وهي نظرت إليه ثم شعرت به يميل برأسه مُقتربًا من وجهها حتى أغمضت عينيها، لتشعر به يُقبِّل شفتيها وكأن هناك بأس قادم.
"اقضي وقتًا جيدًا مع يورا، ثم نامي ولا تنتظري عودتي، سأكون بخير. وعندما تستيقظي ستجدي نفسك نائمة على صدري"
قَبَّلَ جبينها يودعها، ثم خرجت من السيارة، وحالما رآها تدخل القصر انطلق في سيارته إلى عمله.
رحَّبت عائلة تشانيول بها حالما دخلت، ثم جلست بينهم تبتسم بقلق إلا أن قلقها تنحَّى جانبًا حالما أردف السيد بارك
"أين تشانيول يا ابنتي؟!"
أجابته بتأدُّب و نبرتها يغشاها القلق.
"لديه مُهِمَّة ويبدو أنَّها مُداهمة"
"لا تخافي يا ابنتي سيكون بخير، هو قاد الكثير من المُداهمات من قبل ولم يحدث له شيء؛ لذا لا داعي للقلق!"
ويورا اتبعت بعد أن وضعت يدها على كتف آري؛ لِتُخفِّف عنها.
"لا تخافي؛ أخي بطل من أبطال البلاد، وسيعود سالمًا غانمًا كما يحدث دائمًا!"
أومأت آري وهي لا تجد في نفسها تفسيرًا لخوفها عليه.
"أتمنى ذلك!"
همست السيدة بارك وهي تمسح على رأس آري بلطف.
"ابنتي؛ كيف تشانيول معك، هل يعاملك بلطف ؟
أنا أسفة لما حدث يا حبيبتي!"
لم تُجيب عليها آري، فعائلة تشانيول يتكلمون فقط، لكنهم لا يستطيعوا أن يغيروا بإبنهم بشيء. لو كانت تريد لتشانيول أن يتغير عليها أن تحمل هذه المهمة على عاتقها.
"أنا بخير"
...
تجول آري بغرفة تشانيول منذ وقت وهي بين الفينة والأخرى تنظر إلى ساعة الحائط تارة وتطل من الشرفة تارة أخرى.
تأفأفت عندما سقطت أول دمعاتها تاركة المجال للأخريات بالسقوط كما الأولى أن الساعة تشير للسادسة صباحًا ولم يعد بعد.
...................................................
يُتبَع...
"الإحترام أولى"
ورد شائك|| Love Sickness
3rd/Sep/2021
.................................
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"الإحترام أولى"
...
في المساء؛ كانت آري في المنزل بعدما أن غادر تشانيول إلى إجتماع طارئ في عمله، وتركها في بيتِ الجبل مُقفَل عليها فيه وحدها، جلست على الكنبة أمام التلفاز تطالعهُ بِملل ودون إهتمام، في البداية؛ كانت تخاف حينما يحبسها هكذا، كانت تفكر بِعُمق وبطريقة سوداوية، الآن لا تحمل هم التفكير حتى، هي مُتعبة من كل شيء.
إلتفتت إلى هاتفها حينما رن، فلقد أعاده إليها تشانيول بعدما ضمن أنَّها لن تستطيع الهرب منه، وأن الهاتف لن يُفيدها في التخلص منه، لن يُخلِّصها أحد من المكان، الذي يحبسها فيه أبدًا.
كان جاي من يتصل فأجابت وقد تبسَّمت شفتيها بشكلٍ تلقائي، جاي ورين هما من تعيش لأجلهما، لولاهما لقتلت نفسها وخلَّصتها من هذهِ العيشة المقيتة تحت رحمة تشانيول.
"جاي أخي!"
أجابها في نبرةٍ قَلِقة.
"كيف حالك أميرتي، أنتِ بخير؟!"
تنهدت في سماعة الهاتف، ثم أجابت أخيها بهدوء.
"وماذا سيكون حالي مع هذا الرجل المريض يا أخي؟!
لقد تعوَّدت ألا أكون معه بخير"
ردَّ جاي جونغ.
"لا يا حبيبتي، أرجوكِ لا تقولي أنَّكِ لستِ بخير!
اخبريني أين أنتِ وسآتِ لإخراجك مهما كلَّفني الأمر!"
زفرت أنفاسها في سماعة الهاتف ثم أجابته.
"لا أعرف حقًا أين أنا، لكنني لن أسمح له أن يعتدي علي مُجدَّدًا. أعدك أنَّني لن أسمح له!"
أخوها يشعر بالعجز، لا يدري أين يذهب ومن أين يحضرها، الأمور لا تسير بسهولة.
"كوني بخير حتى نجد حلًّا أرجوكِ!"
"حسنًا!"
صوتها، ردودها، وحتى إيمائتها يملؤها القنوط، تعلم جيدًا أنَّ لا أحد منهم يستطيع تخليصها منه، ولا تستطيع أن تخلص نفسها منه بنفسها.
...
في مركز الشرطة؛ إنتهى إجتماع طارئ تولّى رئاسته أصغر المُحقّيقين سنًا، الذي لم يكن سوى تشانيول، عن قضية رئيس مافيا أستلمها حديثًا.
توجَّه لِمكتبِه حيثُ يُعدِّل بعض الملفات قبل أن يُغادر؛ فغدًا عُطلة نهاية الأسبوع ولن يأتي في اليومين القادمين. دخل عليه لوهان ليسأله عن شيء، ولكن تشانيول تذكَّرَ أمرًا طلب من لوهان تنفيذه.
"أعرفت رقم الهاتف لمن؟!"
أجابَهُ لوهان وهو يُقلِّب أحد الملفات بين يديه.
"نعم؛ إنَّهُ لطالب في الثانوية يُدعى كيم صموئيل، واكتشفت أنَّهُ طالب في مدرسة زوجتك."
قبض تشانيول حاجبيه، ثم أغمض عينيه قليلًا يحاول تجميع أفكاره وهو يحزِم خصريه بين كفّيه، وتذكَّر يوم تأذَّت قدم آري، وجاء كادر من المدرسة لزيارتها، وكان صموئيل معهم، وتذكر حركته، التي أغضبت تشانيول يومها. فتح عينيه، ثم تناول مفاتيح سيارته وهاتفه، ثم هَمَّ بالخروج على عجلة قاصدًا منزل الجبل.
دخل إلى منزل الجبل، ثم أغلق الباب خلفه بهدوء، وجال بعينيه في صالة الجلوس بحثًا عنها حتى رآها تجلس على الأريكة وهي تنظر إلى فيلم أمريكي يُعرض على التلفاز.
تعوَّد منها أن تقف لإستقباله عند الباب، تحتضنه وتُقبِّل خديه وشفتيه قبل أن يلج المنزل، لكن يبدو أن العربون الذي قدَّمه لا يكفي لترضى.
إقترب من حيث تجلس وهو يخلع سترته ويفتح أزرار قميصه العلويّة، ثم همس بعد أن رمى سُترته على الأريكة بإهمال.
"ماذا تفعلين؟!"
أبقت نظرها مُعلقًا على شاشةِ التلفاز، وتلك الحركة إستفزَّته على آخرِه.
"لا شيء مهم"
أومئ رغم غيظه من سلوكها وتجاهلها له، أراد أن تمر الليلة على خير؛ فغيَّر السيرة.
"أنا جائع"
أومأت له بهدوء، ثم نهضت تقصد المطبخ؛ لكنها وقفت بمكانِها حالما تسآل.
"من هذا كيم صموئيل؟!"
إلتفت إليه وهي تُقطِّب حاجبيها باستغراب.
"طالب في الثانوية لدي، أهناك مشكلة؟!"
نفى برأسه ثم أكمل قائلًا.
"كوني حذرة منه فهو لا يعجبني"
تبسَّمت بإستهزاء وتمتمت.
"وكأن هناك أحد يعجبك!"
ثم قبل أن تنسحب من أمامه قبض على ذراعها بشدَّة وأدارها إليه بقوَّة، أنَّت تتألَّم لكنها نظرت بعينيه الغاضبة بِحدَّة جعله يصرخ بها بغضب.
"لا تنظري إلي هكذا، أقسم أقتلك الآن وأدفنك في أرضِك!
لا تتواقحي معي أبدًا، يبدو أنكِ نسيتي من أنا، لا تجعليني أُذكرَكِ بي!"
لم تُخيفها أي كلمة مِمَّا نبس بها، ونبست بنبرةٍ ميّتة كما لو أنَّها لا تهتم لو نفَّذ تهديده.
"أرجوك أقتلني، انقذني منك!"
تبسَّمت بسخط حينما وجدت أنَّهُ استغرب جوابها، كان ينظر لها وكأنَّهُ خسر الحياة أو خسرها، أو حتى خسر نفسه وسعادته؛ وهو فعلًا خسر.
"كل ما في داخلي مات نحوك، ولم يبقى لكَ داخلي أي شعور، لا أحبك ولا أكرهك حتى، لا أحمل لكَ أي شعور أبدًا!"
حرَّكَ رأسه يمينًا وهو لا يصدق ما يسمعه، هل حقًا ما عاد يعني لها شيئًا أبدًا!
"ألا أعني لكِ شيئًا يا آري؟!"
نظرت في عينيه توثق كلامها، أنها لا تقول ذلك لتزعجه أو تضايقه، هي تقصد كل كلمة خرجت من فاهها.
"أبدًا، أنتَ لا تعني لي شيئًا، وما دمت لا ترضى أن تُطلقني إذًا اقتلني أرجوك!"
حاولت أن تسحب ذراعها من يديه، لكنَّها لم تستطيع، فقط تكلَّمت بما أنَّها لا تستطيع فعل شيء آخر غير الكلام.
"ما دمتَ لن تحررني منك وأنا لن أعتاد عليك أبدًا اقتلني أو اهجرني... أنا لا أريدك!"
أفلتها تشانيول وعينيه باتت حمراء كالدم، فلقد قهرته وقهر الرجال لا يُطاق.
"لا يهمني أي حرف مما قلتِه يا صغيرة، وسأعتبر أنَّني لم أسمع شيئًا مما قلتِه وإلا ستكون النتائج سيئة للغاية أسوء من الموت أو الهجر.
والآن اغربي عن وجهي، واحضري الطعام، وأنا سأفكر بموضوع الكره ذاك؛ لنحل مشكلته معًا، أحببتهُ كثيرًا يا عزيزتي!"
همس آخر قوله بأذنها؛ كي يُغيظها أكثر، ثم دفعها بخفة عن طريقه؛ لتعلم جيدًا أن تهديداتها الفارغة وكلامها لن يؤثِّر به.
"مهما قُلت وهدَّدتني واحتجزتني؛ أنتَ خسرتني، زِد علي وسأقتل نفسي أمامك، أنتَ لم يتبقّى منّي سوى جسدي، إستمر فيما تفعله بي وستخسر هذا الجسد حتى!"
لانت ملامحه، وتمسَّك بيدِها، حينما نظرت إلى وجهه هذا قالت.
"أعرف ما توشك أن تقوله لي، أعرف أنَّكَ هكذا تُحبني، لكنّي لا أحتاج حُبك الذي يخنقني هذا، أحتاج منك أن تحترمني وتحفظ لي عِزَّتي وكرامتي فقط، لا أظن أنَّني أطلب منك الكثير!"
أفلتت نفسها منه وغادرت من أمامه، فلقد تكلَّمت بما تُريد، ولا مجال للتفاوض معه فيما تطلبه.
لكنَّها توقفت حينما حاصرها بدنه وإلتفَّت حولها ذراعيه، خبّأ وجهه في عُنقها ونبس.
"أنا لا أريد خسارة حُبِّك، ولا أريد أن نخسر العلاقة التي بيننا، لكنني أغار كثيرًا، وأنا إن شعرتُ بالغيرة عليكِ لن أستطيع ضبط سلوكي، أنتِ تعلمين أنني لا أرى أمامي عندما أغضب، عندما تريني غاضب ابتعدي عني فقط، ولكن لا تتركيني، أعدك أنَّني سأحاول أن أتغيّر، أعدك!"
تنهَّدت آري ولم تتحرَّك من بين يديه، لأول مرَّة يعدها بشيء كأن يتغيّر، ستلين معه لو كان سيتغير، فنجوم السماء أقرب إليها من الطلاق.
طبع قُبلة فوق رأسها، ثم ربَّت على كتفيها وابتعد، ثم آري وقفت في مكانها ونظرت إليه لبعض الوقت، هل بدأ يستجيب لها أخيرًا؟!
على طاولة العشاء؛ جلس تشانيول مُقابل آري بعدما وضعت طعام العشاء على الطاولة، وبصمت تشاركا الطعام.
رنَّ هاتف تشانيول، وتحدَّث إليه لبعض الوقت، ثم حينما أغلق الخط؛ نظر إلى آري وهو يقف، ثم همس.
"حضِّري نفسك؛ سآخذك إلى قصر والدي. لدي مُهِمّة وعلي الخروج الآن، ولا أستطيع أن أتركك وحدك هنا؛ لذا سريعًا ارتدي ثيابك!"
أومأت له، ثم توجَّهت لِتُبدِّل ثيابها. انطلق بها نحو منزل عائلته، وأثناء ذلك حدَّثته.
"ما هذه المُهِمَّة التي تجعلك مُستنفِرًا؟!"
شعر بخوفِها عليه من نبرة صوتها التي بدت مُهتزَّة؛فوضع يده فوق يدها، ثم شابك أصابعه بأصابعها، وهمس بنبرةٍ هادئة حتى يُطمئن قلبها عليه.
"لا تقلقي علي يا حبيبتي سأكون بخير، هذه ليست أول مُداهمة أقودها، فلا داعي للخوف"
أومأت له تتنهد، لا تدري لِمَ تشعر عليه بالقلق حتى.
"كُن بخير!"
أومئ لها مُبتسِمًا، ورفع يده إلى شفتيه يطبع عليها قُبلة.
حالما وصل أمام باب القصر نظر لها، وهي نظرت إليه ثم شعرت به يميل برأسه مُقتربًا من وجهها حتى أغمضت عينيها، لتشعر به يُقبِّل شفتيها وكأن هناك بأس قادم.
"اقضي وقتًا جيدًا مع يورا، ثم نامي ولا تنتظري عودتي، سأكون بخير. وعندما تستيقظي ستجدي نفسك نائمة على صدري"
قَبَّلَ جبينها يودعها، ثم خرجت من السيارة، وحالما رآها تدخل القصر انطلق في سيارته إلى عمله.
رحَّبت عائلة تشانيول بها حالما دخلت، ثم جلست بينهم تبتسم بقلق إلا أن قلقها تنحَّى جانبًا حالما أردف السيد بارك
"أين تشانيول يا ابنتي؟!"
أجابته بتأدُّب و نبرتها يغشاها القلق.
"لديه مُهِمَّة ويبدو أنَّها مُداهمة"
"لا تخافي يا ابنتي سيكون بخير، هو قاد الكثير من المُداهمات من قبل ولم يحدث له شيء؛ لذا لا داعي للقلق!"
ويورا اتبعت بعد أن وضعت يدها على كتف آري؛ لِتُخفِّف عنها.
"لا تخافي؛ أخي بطل من أبطال البلاد، وسيعود سالمًا غانمًا كما يحدث دائمًا!"
أومأت آري وهي لا تجد في نفسها تفسيرًا لخوفها عليه.
"أتمنى ذلك!"
همست السيدة بارك وهي تمسح على رأس آري بلطف.
"ابنتي؛ كيف تشانيول معك، هل يعاملك بلطف ؟
أنا أسفة لما حدث يا حبيبتي!"
لم تُجيب عليها آري، فعائلة تشانيول يتكلمون فقط، لكنهم لا يستطيعوا أن يغيروا بإبنهم بشيء. لو كانت تريد لتشانيول أن يتغير عليها أن تحمل هذه المهمة على عاتقها.
"أنا بخير"
...
تجول آري بغرفة تشانيول منذ وقت وهي بين الفينة والأخرى تنظر إلى ساعة الحائط تارة وتطل من الشرفة تارة أخرى.
تأفأفت عندما سقطت أول دمعاتها تاركة المجال للأخريات بالسقوط كما الأولى أن الساعة تشير للسادسة صباحًا ولم يعد بعد.
...................................................
يُتبَع...
"الإحترام أولى"
ورد شائك|| Love Sickness
3rd/Sep/2021
.................................
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
CH11|| الإحترام أولى
ابدعتى
Відповісти
2018-09-12 20:08:38
1