CH7||الدروب تتقطع
بارك تشانيول (وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"الدروب تتقطع"
...
جلس تشانيول على الأريكة؛ مِرفقيّه على فخذيه بينما يعقد كفّاه أمامه، ينظر إلى آري، التي تبكي وهي تنزوي بنفسها أرضًا.
وفقط كل ما هو مسموع بقلبِ الغُرفة صوت بُكائها وشهقاتِها فقط، همس فيما ينظر لها بنظراتٍ قاسيّة.
"أتُخبريهم عمّا يحدث بيننا؟! أتشتكي منّي خارجًا؟!"
لم تنبس بحرف ولم تُجيبه إطلاقًا، بل هي إستمرَّت بالبُكاء فيما تُخبّئ وجهها بين ذراعيها، وذلك ما جعله يصرخ عليها ويقذف الطاولة الصغيرة التي بجوار الأريكة بغضب.
"أجيبي واللعنة!
هل تُحدِّثيهم عمّا يحدث بيننا؟!"
نفت برأسها سريعًا تُجيبُه فيما لا تتوقَّف عن النَّحيب لشدةِ خوفها.
زلف منها؛ فازداد بُكائها خوفًا منه، وارتفعت يداها لتحمي وجهها سريعًا تُتمتِم.
"أرجوك... أرجوك... أرجوك!"
جلس على ساقيه قُربها فيما عيناه تُراقب إرتعاش جسدها، ثم سحب قدمها سريعًا وبقوة جعلها تسقط مُمدَّدة أرضًا أمامه، أطلقت صرخة مُرتعبة ثم إعتلاها قائلًا بحِدَّة.
"ألم تخبريهم بشؤون حياتنا الخاصة؟!"
نفت برأسها، وبنبرة باكيّة همست وهي تنظر بعينيه القاسيّة.
"صدقني أنا لا أقول شيئًا لإحد أبدًا!
أنا لا أقول لأحد ما يحدث بيننا مهما كان، صدقني أرجوك!"
أومئ لها وهو لا يُصدِّقُها، وإلا فكيف للجميع أن يعلم بتلك الأشياء التي تحدث بينهم إذا هي لم تقل شيء؟!
أهذا حقًا واضح لهذه الدرجة و هو لا يشعر؟!
هو لا يخاف أحد، ولكن لا يريد لإحد أن يعلم،
ببساطة لأنها مشاكله مع زوجته تحت سقف بيته لا تعني أحد.
أمسك بشعرها وصرخ في وجهها.
"لقد سمعتُكِ تشتكي منّي لمينهو، هل أصدقكِ وأُكذِّب أُذني؟!"
وضعت يديها فوق يديه تحاول إفلات نفسها من قبضته وي تبكي بجنون.
"صدِّقني لم أشكو عنك له سوى هذه المرة، ولن أُعيدها أبدًا... أعدك!"
أفلتها بدفعة، فسقطت أرضًا وهو خرج، لا تدري إلى أين خرج، وبالطبع لن تهتم، تمتمت وهي تنهض عن الأرض.
"عسى الدرب الذي أخذك لا يُعيدك إليَّ أبدًا!"
...
في الصباح التالي؛ كانت قد غفت آري على جنبها من السرير، وحينما أصبحت وفتحت عيناها رأته ينام بجانبها، شعرت بالدموع تملأ عيناها؛ لكنَّها على أقصى قدرتها حاولت ألا تبكي وأدَّعت أنها نائمة؛ فلن تنهض لخدمته إطلاقًا.
مرَّ الوقت وهي تَدَّعي أنَّها نائمة، ولقد تأخَّر تشانيول بالفعل عن عمله، وصلته مكالمة هاتفيّة تستعلم عنه، هو حينها نظر إلى جواره حيث تنام آري وتنهد، لم توقظه فكيف يستيقظ؟!
"حسنًا أنا آتٍ"
ودون أن يُزعجها نهض، وولج إلى دورة المياه بينما هي تُراقبه بعينيها سِرًا، أطلقت تنهيدة حارّة ثم غطست أسفل الغطاء من جديد، تدبَّر تشانيول أمره وتوجَّه إلى عمله رغم أنَّهُ غير مُعتاد، وهو يعلم أنَّها الآن تتهرَّب منه بتلك الوسيلة الحمقاء؛ لكنَّهُ لن يقول شيء.
نهضت آري بعد مُغادرته لتدبَّر أمورها الشخصيّة وأمور المنزل، لكن بعد الظهر وردها إتصال من مينهو؛ أجابته فوصلها صوته القلق متحدثًا على عجلة.
"آري المدرسة فيها شغب وفوضى، توجَّهي لها فالمعلمون عجزوا عن إيقاف صموئيل ورِفاقه"
أغلقت الخط سريعًا دون أن ترد عليه، وخرجت من المنزل دون أن تُلقي بالًا لغضبِ تشانيول، فالمدرسة الآن أهم من غضبه ومن كل شيء، هذه المدرسة حلمها ولن تسمح لأحد أن يعبث مع هذا الحلم.
طافت في ممرات المدرسة، وتوجَّهت إلى القاعة الصفيّة المقصودة، ثم صرخت بالطلاب بقوة، وهي تشتعل غضبًا عندما رأتهم يقومون بضرب أحد الأساتذة بقيادة صموئيل.
"توقفوا!"
سكنت الحركة، وصمت الصوت، ووقف الجميع بإمتثال أمامها حالما فعل صموئيل، لتصرخ هي بهم بغضب.
"وقاحتكم هذه زادت عن حدِّها، وما عدتُ أستطيع تحمُّلها بمدرستي، صموئيل أخرج معي حالًا!"
خرجت بغضب من الصف، وخلفها صموئيل مستمتعًا بإغاضتها لإقصى حد، فما فعل هذا إلا لسببين؛ الأول رؤيتها، والثاني إغاضتها، ولقد نجح.
دخلت مكتب الإدارة، ووقفت خلف مكتبها، ثم ضربت الطاولة بكفيّها.
"أنت غير مهذب، ولا تحترم القوانين، وأنا لن أُبقي عليك كطالب في مدرستي حتى لو دفعت عائلتك عليك الملايين لتبقى، أنت مفصول من مدرستي نهائيًا، اذهب واحزم حقيبتك واخرج من هنا فورًا!"
خرجت سريعًا عائدة إلى القاعة الصفيّة أثناء ذهول الآخر فما توقع منها أكثر من توبيخ، نطقت تتوعد حالما دلفت للقاعة الصفيّة.
"كل من ضرب الأستاذ منكم مفصول، وكل من شارك بهذا الشغب يُنقَل نقلًا تأدبيًا دون العودة إلى هنا أبدًا، والبقية احذركم من طاعة أحد ومخالفة قانون المدرسة مرة أخرى!"
خرجت من القاعة الصفّية بغضبّ، ثم توجَّهت إلى غرفة إدارة المدرسة من جديد، وجلست خلف مكتبها.
أحاطت رأسها بكفيها وهي تفكر بعمق، بالتأكيد تشانيول علم أنها خرجت، ولا تعلم كيف تتصرَّف حيال الأمر؛ فهو لن يستمع لها على آية حال، وسيحكم عليها بالعصيان ويضع عقوباته القاسية التي لا ترحم.
أثناء صمتها الطويل وتفكيرها العميق وصلها إتصال، نظرت إلى الهاتف بإرتجاف، وحالما رأت اسمه على الشاشة قفز قلبها رعبًا، ووقفت وهي تتوتَّر، ثم رفعت هاتفها بيدين مرتجفتين وأجابت على الهاتف.
إنكمشت على نفسها، وأغمضت عيناها بقوَّة بعدما شهقت بفزع عندما صرخ بأذنها بغضب.
"ذهبتِ للمدرسة، حسنًا يا آري حسنًا، أُقسم أنني سأُكسر قدميكِ حتى تتجرَّأي مرة أخرى وتخرجي!"
إزدرئت جوفها وهي تشعر بالتوتر الشديد.
"اسمعني...!"
أسكتتها صرخته الغاضبة بها.
"اخرسي!"
أغلق الهاتف بوجهها لتجلس على الكرسي، وهي تشعر بالتوتر والخوف وجسدها يرتجف، شعرت بأحدهم يفتح الباب بقوَّة؛ لتشهق بخوف ولكنها فورًا سالت دموعها عندما رأت مينهو، الذي يدلف لتقف وتركض إليه وتتعلق برقبته.
"ساعدني يا مينهو، تشانيول قادم إلى هنا وهو يتوعد لي!"
تنهد مينهو بأستياء، وأومئ وهو يضمها بين يديه ويحاول تهدئتها.
"ستكونين بخير، أنا معكِ!"
وها قد آتى تشانيول ولا يبدو على ملامحه أنَّ اليوم سيمضي على خير، شهقت آري بقوة وإختبأت خلف ظهر مينهو.
نظر لها تشانيول فيما تختبئ خلف مينهو يقول بنبرة حادة.
"تعالي معي!"
تمسَّكت آري بقميص مينهو من الخلف وبكائها يزداد ليردف بحدة أكبر.
"قلت لكِ تعالي قبل أن آتي!"
تدخَّل مينهو.
"الفتاة ترتجف خوفًا منك، وأنت تخيفها أكثر، ألا تستطيع معاملتها بلطف؟!"
نهره تشانيول بحِدَّة وعيناه لا تُبصر سوى الشَّر.
"لا شأن لك أنت، وأنتِ تعالي!"
إستاء مينهو من سلوك تشانيول اللاحضري، وصرخ عليه.
"ليس من شيم الرجال تعنيف النساء يا رجل!"
دفعه تشانيول بقوة شديدة عن طريقه، ثم رفع سبابته مهددًا.
"لا تُحدِّثني عن الرجولة؛ لأنني أرجل منك ولا تتدخَّل فيما لا يعنيك!"
سحب آري من معصمِها خلفه بقوة، وهي تبكي وتنظر إلى مينهو، الذي وقع أرضًا ورأسه قد إرتطم بحافّة الطاولة بقسوة، همست آري بقلق وهي تبكي.
"مينهو!
قد أصيب مينهو!"
جرَّها خلفه بلا إهتمام، ثم رماها بالسيارة بعنف شديد حينمت أدركها، صعد إلى جانبها ثم نطق مهددًا.
"اششش أخرسي وإلا ما إكترثت للعامة وقتلتُكِ بينهم!"
...
في هذه الأثناء في مكتب الإدارة؛ جلس مينهو أرضًا وهو يتمسّك برأسِه بألم، ثم رفع هاتفه على أُذنه بعد أن أتصل بأحدهم.
"راين أنقذ أختك من بين يدي زوجها الآن!"
أغلق الخط، وتمدَّد أرضًا بألم حتى جاء الكادر الطبي الخاص بالمدرسة وأسعفوه سريعًا.
...
عودةً إلى آري؛ صرخت بقوة حينما رماها أرضًا داخل منزلهما؛ لتردف بذعر شديد ودموعها تنسكب على خديها.
"كان علي الذهاب أرجوك أنا آسفة!"
قبض على شعرها، وشدَّهُ للأسفل بقوَّة جاعلًا رأسها يرتفع، لتصرخ هي بألم ولكنه قابل وجهه وجهها.
"لا يهمني، قلتُ لكِ لا تخرجي وخرجتِ، عصيان أمري هو ما يهمني!"
"لقد حدثت أعمال شغب بالمدرسة، وكان علي الذهاب، خشيت أن أكلمك فتنهرني وتمنعني، أنا بالفعل حررت أحد المعلمين من أيدي الطلاب!"
حرر شعرها من قبضته، ثم إستقام بإعتدال وأشار لها بأصبعيه أن تقف ففعلت.
"أنا قلت لكِ لا ذهاب للعمل، وهذا قراري النهائي، تستطيعين وضع مدير بالمدرسة يتولى أمرها وانتهى!"
اعترضت هي ببكاء قائلة.
"ولكنها حلمي يا تشانيول، هذه المدرسة لي، لقد تعبتُ كثيرًا حتى إمتلكتُها، فلمَ تحرمني مما هو لي بالفعل؟!
أنا لا أقصر بواجباتي نحوك، أنا لك زوجة كاملة بالفعل فلما تمنعني مما أحب؟!"
تنهَّد بغضب، ثم همس بقسوة.
"لن تُغيري قراري مهما فعلتِ، وأنتِ زوجتي، تُطعيني وتعيشي على طريقتي وكما أريد أنا"
إزدرئت جوفها، ومسحت دموعها، ثم أشاحت عنه تهمس.
"شرطي عليك لقبولي الزواج منك كان العمل، وإن منعتني منه زواجي منك قد ينقض!"
تبسَّم بإستنكار، وأشار إلى نفسه يهمس.
"تُريدي أن تتطلَّقي مني لأجل العمل، لهذه الدرجة أنا لا أعني لكِ شيئًا!"
أشاحت عنه ولم تُجِبه، فأومئ والغيظ يأكله، ثم أمسك بشعرها واجتذبها إليه، ليهمس بأنفاسه الحارة قُرب وجهها، وآري شهقت ثم أغمضت عيناها تمسك بقبضته، ولم يَكُ بوسعها سوى أن تسمعه.
"أنتِ لي، لي أنا، لي وحدي، ملكي، زوجتي، امرأتي، ولن يفصلني عنكِ سوى الموت، وبالقوة أو الغصب إن لم يكن برضاك!"
تركها يدفعها عنه، فسقطت أرضًا لكنها لم تنبس بحرف، وبهذه اللحظة، فُتِحَ الباب بقوَّة، ودلف راين وجاي المنزل بغضب.
وحينما شاهدا أختهما أرضًا حتى صرخ راين بقوَّة باسم زوجها، وهرول جاي لأخته كي يحملها بين ذراعيه.
............
"الدروب تتقطَّع"
"ودر شائك|| Love Sickness"
...................
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"الدروب تتقطع"
...
جلس تشانيول على الأريكة؛ مِرفقيّه على فخذيه بينما يعقد كفّاه أمامه، ينظر إلى آري، التي تبكي وهي تنزوي بنفسها أرضًا.
وفقط كل ما هو مسموع بقلبِ الغُرفة صوت بُكائها وشهقاتِها فقط، همس فيما ينظر لها بنظراتٍ قاسيّة.
"أتُخبريهم عمّا يحدث بيننا؟! أتشتكي منّي خارجًا؟!"
لم تنبس بحرف ولم تُجيبه إطلاقًا، بل هي إستمرَّت بالبُكاء فيما تُخبّئ وجهها بين ذراعيها، وذلك ما جعله يصرخ عليها ويقذف الطاولة الصغيرة التي بجوار الأريكة بغضب.
"أجيبي واللعنة!
هل تُحدِّثيهم عمّا يحدث بيننا؟!"
نفت برأسها سريعًا تُجيبُه فيما لا تتوقَّف عن النَّحيب لشدةِ خوفها.
زلف منها؛ فازداد بُكائها خوفًا منه، وارتفعت يداها لتحمي وجهها سريعًا تُتمتِم.
"أرجوك... أرجوك... أرجوك!"
جلس على ساقيه قُربها فيما عيناه تُراقب إرتعاش جسدها، ثم سحب قدمها سريعًا وبقوة جعلها تسقط مُمدَّدة أرضًا أمامه، أطلقت صرخة مُرتعبة ثم إعتلاها قائلًا بحِدَّة.
"ألم تخبريهم بشؤون حياتنا الخاصة؟!"
نفت برأسها، وبنبرة باكيّة همست وهي تنظر بعينيه القاسيّة.
"صدقني أنا لا أقول شيئًا لإحد أبدًا!
أنا لا أقول لأحد ما يحدث بيننا مهما كان، صدقني أرجوك!"
أومئ لها وهو لا يُصدِّقُها، وإلا فكيف للجميع أن يعلم بتلك الأشياء التي تحدث بينهم إذا هي لم تقل شيء؟!
أهذا حقًا واضح لهذه الدرجة و هو لا يشعر؟!
هو لا يخاف أحد، ولكن لا يريد لإحد أن يعلم،
ببساطة لأنها مشاكله مع زوجته تحت سقف بيته لا تعني أحد.
أمسك بشعرها وصرخ في وجهها.
"لقد سمعتُكِ تشتكي منّي لمينهو، هل أصدقكِ وأُكذِّب أُذني؟!"
وضعت يديها فوق يديه تحاول إفلات نفسها من قبضته وي تبكي بجنون.
"صدِّقني لم أشكو عنك له سوى هذه المرة، ولن أُعيدها أبدًا... أعدك!"
أفلتها بدفعة، فسقطت أرضًا وهو خرج، لا تدري إلى أين خرج، وبالطبع لن تهتم، تمتمت وهي تنهض عن الأرض.
"عسى الدرب الذي أخذك لا يُعيدك إليَّ أبدًا!"
...
في الصباح التالي؛ كانت قد غفت آري على جنبها من السرير، وحينما أصبحت وفتحت عيناها رأته ينام بجانبها، شعرت بالدموع تملأ عيناها؛ لكنَّها على أقصى قدرتها حاولت ألا تبكي وأدَّعت أنها نائمة؛ فلن تنهض لخدمته إطلاقًا.
مرَّ الوقت وهي تَدَّعي أنَّها نائمة، ولقد تأخَّر تشانيول بالفعل عن عمله، وصلته مكالمة هاتفيّة تستعلم عنه، هو حينها نظر إلى جواره حيث تنام آري وتنهد، لم توقظه فكيف يستيقظ؟!
"حسنًا أنا آتٍ"
ودون أن يُزعجها نهض، وولج إلى دورة المياه بينما هي تُراقبه بعينيها سِرًا، أطلقت تنهيدة حارّة ثم غطست أسفل الغطاء من جديد، تدبَّر تشانيول أمره وتوجَّه إلى عمله رغم أنَّهُ غير مُعتاد، وهو يعلم أنَّها الآن تتهرَّب منه بتلك الوسيلة الحمقاء؛ لكنَّهُ لن يقول شيء.
نهضت آري بعد مُغادرته لتدبَّر أمورها الشخصيّة وأمور المنزل، لكن بعد الظهر وردها إتصال من مينهو؛ أجابته فوصلها صوته القلق متحدثًا على عجلة.
"آري المدرسة فيها شغب وفوضى، توجَّهي لها فالمعلمون عجزوا عن إيقاف صموئيل ورِفاقه"
أغلقت الخط سريعًا دون أن ترد عليه، وخرجت من المنزل دون أن تُلقي بالًا لغضبِ تشانيول، فالمدرسة الآن أهم من غضبه ومن كل شيء، هذه المدرسة حلمها ولن تسمح لأحد أن يعبث مع هذا الحلم.
طافت في ممرات المدرسة، وتوجَّهت إلى القاعة الصفيّة المقصودة، ثم صرخت بالطلاب بقوة، وهي تشتعل غضبًا عندما رأتهم يقومون بضرب أحد الأساتذة بقيادة صموئيل.
"توقفوا!"
سكنت الحركة، وصمت الصوت، ووقف الجميع بإمتثال أمامها حالما فعل صموئيل، لتصرخ هي بهم بغضب.
"وقاحتكم هذه زادت عن حدِّها، وما عدتُ أستطيع تحمُّلها بمدرستي، صموئيل أخرج معي حالًا!"
خرجت بغضب من الصف، وخلفها صموئيل مستمتعًا بإغاضتها لإقصى حد، فما فعل هذا إلا لسببين؛ الأول رؤيتها، والثاني إغاضتها، ولقد نجح.
دخلت مكتب الإدارة، ووقفت خلف مكتبها، ثم ضربت الطاولة بكفيّها.
"أنت غير مهذب، ولا تحترم القوانين، وأنا لن أُبقي عليك كطالب في مدرستي حتى لو دفعت عائلتك عليك الملايين لتبقى، أنت مفصول من مدرستي نهائيًا، اذهب واحزم حقيبتك واخرج من هنا فورًا!"
خرجت سريعًا عائدة إلى القاعة الصفيّة أثناء ذهول الآخر فما توقع منها أكثر من توبيخ، نطقت تتوعد حالما دلفت للقاعة الصفيّة.
"كل من ضرب الأستاذ منكم مفصول، وكل من شارك بهذا الشغب يُنقَل نقلًا تأدبيًا دون العودة إلى هنا أبدًا، والبقية احذركم من طاعة أحد ومخالفة قانون المدرسة مرة أخرى!"
خرجت من القاعة الصفّية بغضبّ، ثم توجَّهت إلى غرفة إدارة المدرسة من جديد، وجلست خلف مكتبها.
أحاطت رأسها بكفيها وهي تفكر بعمق، بالتأكيد تشانيول علم أنها خرجت، ولا تعلم كيف تتصرَّف حيال الأمر؛ فهو لن يستمع لها على آية حال، وسيحكم عليها بالعصيان ويضع عقوباته القاسية التي لا ترحم.
أثناء صمتها الطويل وتفكيرها العميق وصلها إتصال، نظرت إلى الهاتف بإرتجاف، وحالما رأت اسمه على الشاشة قفز قلبها رعبًا، ووقفت وهي تتوتَّر، ثم رفعت هاتفها بيدين مرتجفتين وأجابت على الهاتف.
إنكمشت على نفسها، وأغمضت عيناها بقوَّة بعدما شهقت بفزع عندما صرخ بأذنها بغضب.
"ذهبتِ للمدرسة، حسنًا يا آري حسنًا، أُقسم أنني سأُكسر قدميكِ حتى تتجرَّأي مرة أخرى وتخرجي!"
إزدرئت جوفها وهي تشعر بالتوتر الشديد.
"اسمعني...!"
أسكتتها صرخته الغاضبة بها.
"اخرسي!"
أغلق الهاتف بوجهها لتجلس على الكرسي، وهي تشعر بالتوتر والخوف وجسدها يرتجف، شعرت بأحدهم يفتح الباب بقوَّة؛ لتشهق بخوف ولكنها فورًا سالت دموعها عندما رأت مينهو، الذي يدلف لتقف وتركض إليه وتتعلق برقبته.
"ساعدني يا مينهو، تشانيول قادم إلى هنا وهو يتوعد لي!"
تنهد مينهو بأستياء، وأومئ وهو يضمها بين يديه ويحاول تهدئتها.
"ستكونين بخير، أنا معكِ!"
وها قد آتى تشانيول ولا يبدو على ملامحه أنَّ اليوم سيمضي على خير، شهقت آري بقوة وإختبأت خلف ظهر مينهو.
نظر لها تشانيول فيما تختبئ خلف مينهو يقول بنبرة حادة.
"تعالي معي!"
تمسَّكت آري بقميص مينهو من الخلف وبكائها يزداد ليردف بحدة أكبر.
"قلت لكِ تعالي قبل أن آتي!"
تدخَّل مينهو.
"الفتاة ترتجف خوفًا منك، وأنت تخيفها أكثر، ألا تستطيع معاملتها بلطف؟!"
نهره تشانيول بحِدَّة وعيناه لا تُبصر سوى الشَّر.
"لا شأن لك أنت، وأنتِ تعالي!"
إستاء مينهو من سلوك تشانيول اللاحضري، وصرخ عليه.
"ليس من شيم الرجال تعنيف النساء يا رجل!"
دفعه تشانيول بقوة شديدة عن طريقه، ثم رفع سبابته مهددًا.
"لا تُحدِّثني عن الرجولة؛ لأنني أرجل منك ولا تتدخَّل فيما لا يعنيك!"
سحب آري من معصمِها خلفه بقوة، وهي تبكي وتنظر إلى مينهو، الذي وقع أرضًا ورأسه قد إرتطم بحافّة الطاولة بقسوة، همست آري بقلق وهي تبكي.
"مينهو!
قد أصيب مينهو!"
جرَّها خلفه بلا إهتمام، ثم رماها بالسيارة بعنف شديد حينمت أدركها، صعد إلى جانبها ثم نطق مهددًا.
"اششش أخرسي وإلا ما إكترثت للعامة وقتلتُكِ بينهم!"
...
في هذه الأثناء في مكتب الإدارة؛ جلس مينهو أرضًا وهو يتمسّك برأسِه بألم، ثم رفع هاتفه على أُذنه بعد أن أتصل بأحدهم.
"راين أنقذ أختك من بين يدي زوجها الآن!"
أغلق الخط، وتمدَّد أرضًا بألم حتى جاء الكادر الطبي الخاص بالمدرسة وأسعفوه سريعًا.
...
عودةً إلى آري؛ صرخت بقوة حينما رماها أرضًا داخل منزلهما؛ لتردف بذعر شديد ودموعها تنسكب على خديها.
"كان علي الذهاب أرجوك أنا آسفة!"
قبض على شعرها، وشدَّهُ للأسفل بقوَّة جاعلًا رأسها يرتفع، لتصرخ هي بألم ولكنه قابل وجهه وجهها.
"لا يهمني، قلتُ لكِ لا تخرجي وخرجتِ، عصيان أمري هو ما يهمني!"
"لقد حدثت أعمال شغب بالمدرسة، وكان علي الذهاب، خشيت أن أكلمك فتنهرني وتمنعني، أنا بالفعل حررت أحد المعلمين من أيدي الطلاب!"
حرر شعرها من قبضته، ثم إستقام بإعتدال وأشار لها بأصبعيه أن تقف ففعلت.
"أنا قلت لكِ لا ذهاب للعمل، وهذا قراري النهائي، تستطيعين وضع مدير بالمدرسة يتولى أمرها وانتهى!"
اعترضت هي ببكاء قائلة.
"ولكنها حلمي يا تشانيول، هذه المدرسة لي، لقد تعبتُ كثيرًا حتى إمتلكتُها، فلمَ تحرمني مما هو لي بالفعل؟!
أنا لا أقصر بواجباتي نحوك، أنا لك زوجة كاملة بالفعل فلما تمنعني مما أحب؟!"
تنهَّد بغضب، ثم همس بقسوة.
"لن تُغيري قراري مهما فعلتِ، وأنتِ زوجتي، تُطعيني وتعيشي على طريقتي وكما أريد أنا"
إزدرئت جوفها، ومسحت دموعها، ثم أشاحت عنه تهمس.
"شرطي عليك لقبولي الزواج منك كان العمل، وإن منعتني منه زواجي منك قد ينقض!"
تبسَّم بإستنكار، وأشار إلى نفسه يهمس.
"تُريدي أن تتطلَّقي مني لأجل العمل، لهذه الدرجة أنا لا أعني لكِ شيئًا!"
أشاحت عنه ولم تُجِبه، فأومئ والغيظ يأكله، ثم أمسك بشعرها واجتذبها إليه، ليهمس بأنفاسه الحارة قُرب وجهها، وآري شهقت ثم أغمضت عيناها تمسك بقبضته، ولم يَكُ بوسعها سوى أن تسمعه.
"أنتِ لي، لي أنا، لي وحدي، ملكي، زوجتي، امرأتي، ولن يفصلني عنكِ سوى الموت، وبالقوة أو الغصب إن لم يكن برضاك!"
تركها يدفعها عنه، فسقطت أرضًا لكنها لم تنبس بحرف، وبهذه اللحظة، فُتِحَ الباب بقوَّة، ودلف راين وجاي المنزل بغضب.
وحينما شاهدا أختهما أرضًا حتى صرخ راين بقوَّة باسم زوجها، وهرول جاي لأخته كي يحملها بين ذراعيه.
............
"الدروب تتقطَّع"
"ودر شائك|| Love Sickness"
...................
Коментарі