CH26||سبب أوجاعي
بارك تشانيول
(وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"سبب أوجاعي"
●●●
خرج تشانيول بعد أن إنتهت مكالمته الهاتفيّة الأخيرة، التي حقًا أراد شيون من خلالِها أن تصل النتائج إلى جنون لامحدود.
تبعه لوهان إلى خارج المنزل فيما تشانيول يقصد سيارته وتسآل بقلق.
-تشانيول؛ ماذا حدث؟
لكن تشانيول لم يُجيبه، بل صعد سيارته بعصبيّة، وقاد الطريق بِتهوّر بعيدًا دون أن يُراعي أنَّهُ قد يدهس صديقه، الذي يطرق نافذته بقلق.
أثارت عجلات السيارة الغبار خلفها؛ فأخذ لوهان يسعل بينما يبعد الغبار في الهواء عن وجهه بيديه، ثم أخرج هاتفه من جيبه، واتصل بيورا.
-مرحبًا؟
حذرها لوهان بصوتٍ قلق.
-تشانيول يتوعَّد لآري بالقتل. لقد خرج الآن وسيصلكم قريبًا. لا أعلم ما أصابه؛ لكن إن وقعت آري بين يديه فستكون بخطر!
أنزلت يورا الهاتف عن أُذنِها، ونظرت لمن يجلس مقابلها بقلق؛ هي ليست بالمنزل، هي بموعد ما مع أحدهم في أحد المطاعم البعيدة، نظرت إلى شريك موعدها بتوتر، ثم وقفت قائلة على عجلة.
-اعذرني، علي الذهاب!
خرجت من المطعم سريعاً، ثم صعدت سيارتها وانطلقت بها إلى القصر، أخذت تتَّصل بآري، لكن الأخيرة لا ترد أبداً، رمت الهاتف بقوة جانباً وصاحت بقلق.
-اللعنة!
أما آري؛ فلقد كانت تَعِد كعكة في المطبخ أمام السيدة بارك، التي تبتسم نحوها بحنان، وضعت الكعكة في الفرن.
تبسَّمت آري وزفرت بأرتياح، هي تُحِب الطهي وأعداد الأطعمة الحلوة، كان مُجرَّد إقتراح من والدتِها؛ لتمضية بعض الوقت وتنظيف أفكارها، ولقد نجحت بالفعل؛ ها قد تحسَّن مزاجها أخيرًا، ولذلك كانت السيدة يورين سعيدة.
-ابنتي؛ اذهبي وخُذي قِسطاً من الراحة!
لقد تعبتِ اليوم.
أومأت لها آري بإبتسامة، ثم خرجت من المطبخ.
صعدت السُّلَّم حتى وصلت أعلى درجاته عندما فُتِحَ باب القصر بقوة، وإندلع من بين دفتيه صوت صراخه الغاضب بإسمها، سمعت صوت أمه، التي تنادي عليه بصوت عالي ليتوقف، وآري إلتفتت؛ فرأته يقصد السلم بخطوات سريعة.
شهقت بذعر بذعر، ثم إلتفتت تركض إلى الأعلى بكل ما أوتيت من سرعة وقوة، صرخ عليها أن تتوقف من خلفها وأمه خلفه تتبعه وتحاول تهدئته.
-آري؛ قِفي مكانِك!
سأكسر لكِ قدميكِ التي تهربي بهما مني، سأقطعهما لكِ!
صاحت مرتعبة عندما دخلت الغرفة، وأغلقت الباب قبل أن يدركها بفضلِ أمه، تراجعت للخلف عن الباب بخطوات سريعة وجسدها يرتجف كورقة صفراء في الخريف يأخذها الهواء يميناً و شمالاً.
طرق الباب بقبضتيه بغضب بينما يصرخ باسمها بجنون، أغمضت عيناها بقوة بإرتعاب شديد، وتنفست بقلق عندما شعرت به يدفع الباب بكتفه، وأمه في الخارج تحاول تهدئته دون فائدة.
لقد حصلت على القليل من الهدوء في حياتِها مؤخرًا. لا تفهم ما الذي حدث ولِمَ هو غاضب منها هكذا، كل ما تفهمها أنَّ غضبه منها تعسُّفي وغير مُبرر، ولو كان فهو لا يحق له إيذائها، ولكن مع تتكلَّم؟!
مع رجل مُتخلِّف رجعي يظن أنَّهُ بعقدِ الزواج قد إمتلكها وسلبها هويتها الشخصية، فأصبحت له وهو حُر حرية مطلقة بها بإعتبارها ملكه؛ يضربها، يحبسها، يغتصبها، يقتلها... لا بأس بكل ذلك بالنسبة إليه.
صرخت عندما فُتِحَ الباب، الذي يحميها منه على مصراعيه. هي رأت الموت في عينيه؛ موتها هي.
الغضب أعمى عينيه لدرجة أنه لم يشعر بأخته ضئيلة الحجم تمر من أسفل ذراعه وتدخل إلى زوجته، التي قتلها بنظراته فقط.
دخل إلى الغرفة، وخطوات قدميه تضرب الأرض بعنف، دخلت أمه خلفه، ثم أخذت تهرول؛ لتتجاوز إبنها وتقف أمام زوجته تحاول حمايتها؛ فهي تشعر بالمسؤولية؛ لقد ربَّت تشانيول خطأ فبات رجُلًا أنانيًّا ذا قلب مُتحجِّر.
عانقت يورا آري تحاول أن تحميها أيضًا، وتلك المسكينة آري تتمسَّك بقميص أمه بأناملها وترتجف، صرخت عليه أمه.
-إذا كنت تريد إيذاء زوجتك، التي تختبئ خلفي منك، عليك أن تؤذيني أولاً!
تنهد هو بغضب ثم همس بحدة.
-أمي إبتعدي عنها، لها حساباً عسيراً معي!
إردفت أخته بخوف.
-أنت لا يحق لك أن تفعل بها كل هذا!
صرخ على أخته بقوة؛ فانتفضت بمكانها.
-أنتِ أخرسي وإلا قتلتكِ معها!
همست آري دون أن تذرف ولو دمعة، صحيح أن قلبها لا يسعه إلا أن ينتفض خوفًا منه، ولكنَّها لا تستطيع أن تتحكم بنبرتها التي خرحت باردة لا تُبالي بما سيحدث لها الآن.
-ماذا الآن؟!
ما هو إتهامك الجديد؟!
ألم تَمِل مِمَّا تفعله بنا؟!
أومئ مُهدِّدًا بينما تمسك أمه به، ثم همس.
-أمي ويورا؛ اخرجن من هنا رجاءً!
تمسكت يورا بآري أكثر ترفض طلبه، وأمه حدثته بنبرة صارمة.
-أنت الذي يجب أن تخرج من هنا!
تبسَّم تشانيول بسخرية، ثم ما لبث أن تهجَّمت ملامح، وبشراسة أمسك بآري من شعرها، وجرَّها إليه بقوة حتى إصطدمت بصدره دون أن يصدر منها ولو صوتًا ضئيل.
هدد بغضب بينما يشد شعرها إليه أكثر وهي تغمض عيناها تتألَّم وتكبت الألم.
-أتركانا وحدنا وإلا أقسم أنني سأعذبها أمامكن، أخرجن ولن يحدث لها شيء، وعد!
تبسَّمت آري بسُخرية، تعلم أنَّهُ سيخلف الوعد؛ لقد فعل مسبقاً وما عادت تثق به أبدًا، ولكنها سكتت؛ تعلم أن أهله بلا فائدة، ولا يحمونها منه أبدًا.
دفع آري أمامه حينما رفضت أمه وأخته أن يخرجن، ثم خرج من الغرفة سريعاً وهن خلفه، ودخل إلى غرفة يورا سريعاً، ثم أغلق الباب بجسده قبل أن يصلن إليه، أوصده بالمفتاح.
دفع آري إلى الداخل لتقع أرضاً، ثم إقترب نحوها، تبسَّم حينما لم تتراجع.
-هل مؤخرًا أصبحتِ شُجاعة حبيبتي وما عُدتِ تخافيني؟
تبسَّمت بإستهزاء وأجابت.
-ما عاد الأمر مُفاجئًا ولا مؤلم حتى!
إنخفض إليها جالساً على ركبته قبالتها، ثم همس.
-سأسلكِ سؤالاً، تجيبين عليه بنعم أو لا فقط، فهمتِ؟
لم ترد عليه فابتسم بسخط، وتسلَّلت يده إلى شعرها فشدَّه ببعضِ القسوة جعلتها تتأوَّه.
-الذي أوصلكِ إلى للقصر عندما هربتِ مني في الغابة كان شيون؟
زفرت وابتسمت بسُخرية؛ إذًا اكتشف أنَّ رجل غريب قد أوصلها إلى المنزل في ذلك اليوم؛ ولهذا السبب السخيف هو غاضب.
-نعم!
إرتفعت يده بعصبيّة نحو وجهها، ولكنها رفعت يدها أمام وجهه مُحذِّرة.
-أيّاك!
أنا قد ذقتُ ذرعًا منك!
أنت بدل أن تتشكر الرجل، الذي أنقذني بموقف صعب أنتَ وضعتني فيه، تأتي بكل جُرءة، وتظن أنَّك تملك الحق أن تغضب؛ ماذا بشأني إذًا؟!
خرج بعدها دون أن يُضيف حرفًا، وآري وضعت يدها على قلبها، الذي ينبض بعنف في صدرها، وقد إمتعضت ملامحها بألم، دخلت السيدة ويورا إليها مسرعتين بعدما خرج تشانيول، إحتضنتها السيدة يورين، أما يورا فتبكي. رفعت السيدة رأس، آري التي تتنفس بإضطراب ثم كوَّبت وجهها بكفيها.
-ابنتي ، أنتِ بخير؟
نفت آري برأسِها بينما تنظر إلى وجه السيدة، هي فجأة تشعر بألم شديد ومُفاجئ لا يُمكنها تفسيره، لا تعلم ما أصابها لكنها ليست بخير أبداً، دفعت السيدة ابنتها يقلق.
-اذهبي احضري تشانيول قبل أن يذهب!
أومأت لها سريعاً، ثم نهضت تركض إلى الخارج، صرخت باسم أخيها بينما يصعد سيارته، فالتفت إليها بإندهاش.
-لِمَ تصرخين؟!
ركضت إليه سريعاً، ثم تكلمت بينما تلهث أنفاسها وتبكي.
-آري، آري ليست بخير، خذها إلى المستشفى أخي!
نظر إلى أخته، وصاح بقلق.
-أنتِ ماذا تقولين؟
شعر أن روحه تخرج من جسده، أن عقله قد توقف عن العمل، أو أن قلبه توقف عن النبض، صرخ باسمها عالياً، وقد حرك سواكنه؛ ليركض إلى الداخل عائداً بأشد سرعة إلى الأعلى، دفع الباب على مصراعيه، نظر إلى أمه التي تبكي ورأس زوجته فاقدة الوعي في حجرِها.
تقدَّم منهما ورفع رأسها عن حجر والدته، أبعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يتسنى له رؤية وجهها، ثم أخذ يُربِّت على وجنتيها لتستفيق لكنها لا تجيب.
-آري... آري!
ما بِكِ؟ ماذا حدث؟
آري أفتحي عيناكِ يا قلبي!
أمسكت أمه بذراعه تقول بنبرة عالية يملأها الغضب والقلق معاً.
-كل ما يحدث لها بسببك أيها المجنون، إنهض وأحملها لنأخذها إلى المستشفى!
أومئ سريعاً، ووضع زوجته بين يديه، ثم ينهض ليخرج من الغرفة. وضعها في الكرسي الخلفي للسيارة، جلست بجانبها يورا وأمه صعدت بجانبه، قاد الطريق بسرعة عالية إلى المُستشفى، هتفت والدته بذعر قائلة.
-أخفض السرعة أيها المجنون، ستقتل أربعتنا!
لم يستمع لأمه؛ هو بالأحرى لم يسمع ما قالته حتى، عقله يحسب المسافة المتبقية إلى المستشفى، وقلبه يرتعش بخوف عليها. وصل إلى المستشفى وترجَّل سريعاً، حمل آري من المقعد الخلفي بين ذراعيه، ثم ركض بها إلى داخل المستشفى ينادي أي طبيب يخرج أمامه، أدخلوها الطوارئ.
اتصل تشانيول بجاي، وأخبره أن يأتي إلى المستشفى؛ ليرعى آري برعايتِه الخاصة. لقد وصل فجر اليوم من المؤتمر الطبي، الذي حضره في الصين.
آتى جاي بعد وقت، ودخل إلى آري مُسرعًا، قضى بعض الوقت في الداخل، ثم خرج فيما ينظر إلى تشانيول.
-مؤشراتها الحيوية جيدة إلا أن هناك إنخفاض بضغط الدم، ربما تسبب في غيبوبتها، لقد طلبت فحوصات شاملة لأجلِها.
دخل تشانيول إليها؛ ليطمئن عليها. أمسك بيدِها بين يديه، وضغط عليها برفق، ثم رفعها إلى شفتيها يُقبلها، ثم غادر الغُرفة.
تبعه جاي وقد بدى نوعًا ما غاضبًا.
-توقف عندك!
إلتفت إليه تشانيول يقول بحاجب مرفوع.
-ماذا تُريد؟!
إقترب منه جاي مُتخصِّرًا.
-ماذا فعلت بها هذه المرة؟!
إقترب منه تشانيول بتحدٍ وقال.
-زوجتي، وأنا حُر بها!
صرخ عليه جاي بغضب.
-من قال لك أنَّكَ حُر؟!
لكمه بسخط فجعل تشانيول يتراجع عدة خطوات، ثم ردَّ له اللكمة بمثلِها.
-لا تتجاوز حدودك معي!
رفع جايجونغ حاجبيه بسخرية، ثم رفع قبضته في الخفاء، ولكم تشانيول فتراجع الآخر خطوة للخلف، ثم هاجمه غاضباً؛ ليبتدأ بينهما شجار عنيف قاسٍ، طُمِست به ملامح جايجونغ ونزفت شفاه تشانيول.
-توقفوا!
توقفا عن الشجار ونظرا إليها، وقفت وهي بالكاد تستطيع أن تقف، وجهها شاحب وتواجه صعوبة في التنفُّس، وقالت بصعوبة.
-يكفي!
إقترب منها تشانيول ليحملها عندما خارت قوة جسدها وكادت أن تقع، لكنها أبعدتُه عنها بتعب، وأسندت نفسها على أخيها، الذي أسرع بحملها على ذراعيه، واجلسها بجوارِه على المقعد.
تشانيول لم يهتم لرفضها له، بل إقترب وجثى على رُكبتيه قُربها، وهمس بقلق.
-آري، ما بكِ حبيبتي؟
ما الذي يؤلمك؟
تبسَّمت شفتاها بِسُخرية وهمست.
-سبب كل آلامي وأوجاعي يسألني ما الذي يؤلمني!
تراجع قليلًا فيما قد شعر بالإهانة من رفضِها وصدِّها المُستمرّين، وجاي أحاط وجنتِها بيديها يقول.
-اخبريني حبيبتي؛ كيف تشعرين؟
-رأسي يا جاي، رأسي يؤلمني!
أشعر أنَّني مسلوبة القوة ولا أقدر على التحرك، جسدي يؤلمني!
وضعت رأسها على كتفِه فيما تئن موجوعة.
-ستكونين بخير، لا تقلقي وسيزول الألم، سيزول!
أدركته إحدى المُمرضات، ووضعت بيدِه نتائج التحليل.
-ما نتائج التحاليل؟
ما بها زوجتي؟
تسآل تشانيوبل، ويورا والسيدة بارك حاضرتين يقفن بجوار آري، جايجونغ ليس راضياً عن نتائج الفحوصات، هذا بادٍ على وجهه الممتعض.
-سأضعها في سريرها مُجدَّدًا، ثم نتحدث!
●●●
يُتبَع...
ورد شائك|| Love Sickness
"سبب أوجاعي"
25th/Feb/2022
●●●
(وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"سبب أوجاعي"
●●●
خرج تشانيول بعد أن إنتهت مكالمته الهاتفيّة الأخيرة، التي حقًا أراد شيون من خلالِها أن تصل النتائج إلى جنون لامحدود.
تبعه لوهان إلى خارج المنزل فيما تشانيول يقصد سيارته وتسآل بقلق.
-تشانيول؛ ماذا حدث؟
لكن تشانيول لم يُجيبه، بل صعد سيارته بعصبيّة، وقاد الطريق بِتهوّر بعيدًا دون أن يُراعي أنَّهُ قد يدهس صديقه، الذي يطرق نافذته بقلق.
أثارت عجلات السيارة الغبار خلفها؛ فأخذ لوهان يسعل بينما يبعد الغبار في الهواء عن وجهه بيديه، ثم أخرج هاتفه من جيبه، واتصل بيورا.
-مرحبًا؟
حذرها لوهان بصوتٍ قلق.
-تشانيول يتوعَّد لآري بالقتل. لقد خرج الآن وسيصلكم قريبًا. لا أعلم ما أصابه؛ لكن إن وقعت آري بين يديه فستكون بخطر!
أنزلت يورا الهاتف عن أُذنِها، ونظرت لمن يجلس مقابلها بقلق؛ هي ليست بالمنزل، هي بموعد ما مع أحدهم في أحد المطاعم البعيدة، نظرت إلى شريك موعدها بتوتر، ثم وقفت قائلة على عجلة.
-اعذرني، علي الذهاب!
خرجت من المطعم سريعاً، ثم صعدت سيارتها وانطلقت بها إلى القصر، أخذت تتَّصل بآري، لكن الأخيرة لا ترد أبداً، رمت الهاتف بقوة جانباً وصاحت بقلق.
-اللعنة!
أما آري؛ فلقد كانت تَعِد كعكة في المطبخ أمام السيدة بارك، التي تبتسم نحوها بحنان، وضعت الكعكة في الفرن.
تبسَّمت آري وزفرت بأرتياح، هي تُحِب الطهي وأعداد الأطعمة الحلوة، كان مُجرَّد إقتراح من والدتِها؛ لتمضية بعض الوقت وتنظيف أفكارها، ولقد نجحت بالفعل؛ ها قد تحسَّن مزاجها أخيرًا، ولذلك كانت السيدة يورين سعيدة.
-ابنتي؛ اذهبي وخُذي قِسطاً من الراحة!
لقد تعبتِ اليوم.
أومأت لها آري بإبتسامة، ثم خرجت من المطبخ.
صعدت السُّلَّم حتى وصلت أعلى درجاته عندما فُتِحَ باب القصر بقوة، وإندلع من بين دفتيه صوت صراخه الغاضب بإسمها، سمعت صوت أمه، التي تنادي عليه بصوت عالي ليتوقف، وآري إلتفتت؛ فرأته يقصد السلم بخطوات سريعة.
شهقت بذعر بذعر، ثم إلتفتت تركض إلى الأعلى بكل ما أوتيت من سرعة وقوة، صرخ عليها أن تتوقف من خلفها وأمه خلفه تتبعه وتحاول تهدئته.
-آري؛ قِفي مكانِك!
سأكسر لكِ قدميكِ التي تهربي بهما مني، سأقطعهما لكِ!
صاحت مرتعبة عندما دخلت الغرفة، وأغلقت الباب قبل أن يدركها بفضلِ أمه، تراجعت للخلف عن الباب بخطوات سريعة وجسدها يرتجف كورقة صفراء في الخريف يأخذها الهواء يميناً و شمالاً.
طرق الباب بقبضتيه بغضب بينما يصرخ باسمها بجنون، أغمضت عيناها بقوة بإرتعاب شديد، وتنفست بقلق عندما شعرت به يدفع الباب بكتفه، وأمه في الخارج تحاول تهدئته دون فائدة.
لقد حصلت على القليل من الهدوء في حياتِها مؤخرًا. لا تفهم ما الذي حدث ولِمَ هو غاضب منها هكذا، كل ما تفهمها أنَّ غضبه منها تعسُّفي وغير مُبرر، ولو كان فهو لا يحق له إيذائها، ولكن مع تتكلَّم؟!
مع رجل مُتخلِّف رجعي يظن أنَّهُ بعقدِ الزواج قد إمتلكها وسلبها هويتها الشخصية، فأصبحت له وهو حُر حرية مطلقة بها بإعتبارها ملكه؛ يضربها، يحبسها، يغتصبها، يقتلها... لا بأس بكل ذلك بالنسبة إليه.
صرخت عندما فُتِحَ الباب، الذي يحميها منه على مصراعيه. هي رأت الموت في عينيه؛ موتها هي.
الغضب أعمى عينيه لدرجة أنه لم يشعر بأخته ضئيلة الحجم تمر من أسفل ذراعه وتدخل إلى زوجته، التي قتلها بنظراته فقط.
دخل إلى الغرفة، وخطوات قدميه تضرب الأرض بعنف، دخلت أمه خلفه، ثم أخذت تهرول؛ لتتجاوز إبنها وتقف أمام زوجته تحاول حمايتها؛ فهي تشعر بالمسؤولية؛ لقد ربَّت تشانيول خطأ فبات رجُلًا أنانيًّا ذا قلب مُتحجِّر.
عانقت يورا آري تحاول أن تحميها أيضًا، وتلك المسكينة آري تتمسَّك بقميص أمه بأناملها وترتجف، صرخت عليه أمه.
-إذا كنت تريد إيذاء زوجتك، التي تختبئ خلفي منك، عليك أن تؤذيني أولاً!
تنهد هو بغضب ثم همس بحدة.
-أمي إبتعدي عنها، لها حساباً عسيراً معي!
إردفت أخته بخوف.
-أنت لا يحق لك أن تفعل بها كل هذا!
صرخ على أخته بقوة؛ فانتفضت بمكانها.
-أنتِ أخرسي وإلا قتلتكِ معها!
همست آري دون أن تذرف ولو دمعة، صحيح أن قلبها لا يسعه إلا أن ينتفض خوفًا منه، ولكنَّها لا تستطيع أن تتحكم بنبرتها التي خرحت باردة لا تُبالي بما سيحدث لها الآن.
-ماذا الآن؟!
ما هو إتهامك الجديد؟!
ألم تَمِل مِمَّا تفعله بنا؟!
أومئ مُهدِّدًا بينما تمسك أمه به، ثم همس.
-أمي ويورا؛ اخرجن من هنا رجاءً!
تمسكت يورا بآري أكثر ترفض طلبه، وأمه حدثته بنبرة صارمة.
-أنت الذي يجب أن تخرج من هنا!
تبسَّم تشانيول بسخرية، ثم ما لبث أن تهجَّمت ملامح، وبشراسة أمسك بآري من شعرها، وجرَّها إليه بقوة حتى إصطدمت بصدره دون أن يصدر منها ولو صوتًا ضئيل.
هدد بغضب بينما يشد شعرها إليه أكثر وهي تغمض عيناها تتألَّم وتكبت الألم.
-أتركانا وحدنا وإلا أقسم أنني سأعذبها أمامكن، أخرجن ولن يحدث لها شيء، وعد!
تبسَّمت آري بسُخرية، تعلم أنَّهُ سيخلف الوعد؛ لقد فعل مسبقاً وما عادت تثق به أبدًا، ولكنها سكتت؛ تعلم أن أهله بلا فائدة، ولا يحمونها منه أبدًا.
دفع آري أمامه حينما رفضت أمه وأخته أن يخرجن، ثم خرج من الغرفة سريعاً وهن خلفه، ودخل إلى غرفة يورا سريعاً، ثم أغلق الباب بجسده قبل أن يصلن إليه، أوصده بالمفتاح.
دفع آري إلى الداخل لتقع أرضاً، ثم إقترب نحوها، تبسَّم حينما لم تتراجع.
-هل مؤخرًا أصبحتِ شُجاعة حبيبتي وما عُدتِ تخافيني؟
تبسَّمت بإستهزاء وأجابت.
-ما عاد الأمر مُفاجئًا ولا مؤلم حتى!
إنخفض إليها جالساً على ركبته قبالتها، ثم همس.
-سأسلكِ سؤالاً، تجيبين عليه بنعم أو لا فقط، فهمتِ؟
لم ترد عليه فابتسم بسخط، وتسلَّلت يده إلى شعرها فشدَّه ببعضِ القسوة جعلتها تتأوَّه.
-الذي أوصلكِ إلى للقصر عندما هربتِ مني في الغابة كان شيون؟
زفرت وابتسمت بسُخرية؛ إذًا اكتشف أنَّ رجل غريب قد أوصلها إلى المنزل في ذلك اليوم؛ ولهذا السبب السخيف هو غاضب.
-نعم!
إرتفعت يده بعصبيّة نحو وجهها، ولكنها رفعت يدها أمام وجهه مُحذِّرة.
-أيّاك!
أنا قد ذقتُ ذرعًا منك!
أنت بدل أن تتشكر الرجل، الذي أنقذني بموقف صعب أنتَ وضعتني فيه، تأتي بكل جُرءة، وتظن أنَّك تملك الحق أن تغضب؛ ماذا بشأني إذًا؟!
خرج بعدها دون أن يُضيف حرفًا، وآري وضعت يدها على قلبها، الذي ينبض بعنف في صدرها، وقد إمتعضت ملامحها بألم، دخلت السيدة ويورا إليها مسرعتين بعدما خرج تشانيول، إحتضنتها السيدة يورين، أما يورا فتبكي. رفعت السيدة رأس، آري التي تتنفس بإضطراب ثم كوَّبت وجهها بكفيها.
-ابنتي ، أنتِ بخير؟
نفت آري برأسِها بينما تنظر إلى وجه السيدة، هي فجأة تشعر بألم شديد ومُفاجئ لا يُمكنها تفسيره، لا تعلم ما أصابها لكنها ليست بخير أبداً، دفعت السيدة ابنتها يقلق.
-اذهبي احضري تشانيول قبل أن يذهب!
أومأت لها سريعاً، ثم نهضت تركض إلى الخارج، صرخت باسم أخيها بينما يصعد سيارته، فالتفت إليها بإندهاش.
-لِمَ تصرخين؟!
ركضت إليه سريعاً، ثم تكلمت بينما تلهث أنفاسها وتبكي.
-آري، آري ليست بخير، خذها إلى المستشفى أخي!
نظر إلى أخته، وصاح بقلق.
-أنتِ ماذا تقولين؟
شعر أن روحه تخرج من جسده، أن عقله قد توقف عن العمل، أو أن قلبه توقف عن النبض، صرخ باسمها عالياً، وقد حرك سواكنه؛ ليركض إلى الداخل عائداً بأشد سرعة إلى الأعلى، دفع الباب على مصراعيه، نظر إلى أمه التي تبكي ورأس زوجته فاقدة الوعي في حجرِها.
تقدَّم منهما ورفع رأسها عن حجر والدته، أبعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يتسنى له رؤية وجهها، ثم أخذ يُربِّت على وجنتيها لتستفيق لكنها لا تجيب.
-آري... آري!
ما بِكِ؟ ماذا حدث؟
آري أفتحي عيناكِ يا قلبي!
أمسكت أمه بذراعه تقول بنبرة عالية يملأها الغضب والقلق معاً.
-كل ما يحدث لها بسببك أيها المجنون، إنهض وأحملها لنأخذها إلى المستشفى!
أومئ سريعاً، ووضع زوجته بين يديه، ثم ينهض ليخرج من الغرفة. وضعها في الكرسي الخلفي للسيارة، جلست بجانبها يورا وأمه صعدت بجانبه، قاد الطريق بسرعة عالية إلى المُستشفى، هتفت والدته بذعر قائلة.
-أخفض السرعة أيها المجنون، ستقتل أربعتنا!
لم يستمع لأمه؛ هو بالأحرى لم يسمع ما قالته حتى، عقله يحسب المسافة المتبقية إلى المستشفى، وقلبه يرتعش بخوف عليها. وصل إلى المستشفى وترجَّل سريعاً، حمل آري من المقعد الخلفي بين ذراعيه، ثم ركض بها إلى داخل المستشفى ينادي أي طبيب يخرج أمامه، أدخلوها الطوارئ.
اتصل تشانيول بجاي، وأخبره أن يأتي إلى المستشفى؛ ليرعى آري برعايتِه الخاصة. لقد وصل فجر اليوم من المؤتمر الطبي، الذي حضره في الصين.
آتى جاي بعد وقت، ودخل إلى آري مُسرعًا، قضى بعض الوقت في الداخل، ثم خرج فيما ينظر إلى تشانيول.
-مؤشراتها الحيوية جيدة إلا أن هناك إنخفاض بضغط الدم، ربما تسبب في غيبوبتها، لقد طلبت فحوصات شاملة لأجلِها.
دخل تشانيول إليها؛ ليطمئن عليها. أمسك بيدِها بين يديه، وضغط عليها برفق، ثم رفعها إلى شفتيها يُقبلها، ثم غادر الغُرفة.
تبعه جاي وقد بدى نوعًا ما غاضبًا.
-توقف عندك!
إلتفت إليه تشانيول يقول بحاجب مرفوع.
-ماذا تُريد؟!
إقترب منه جاي مُتخصِّرًا.
-ماذا فعلت بها هذه المرة؟!
إقترب منه تشانيول بتحدٍ وقال.
-زوجتي، وأنا حُر بها!
صرخ عليه جاي بغضب.
-من قال لك أنَّكَ حُر؟!
لكمه بسخط فجعل تشانيول يتراجع عدة خطوات، ثم ردَّ له اللكمة بمثلِها.
-لا تتجاوز حدودك معي!
رفع جايجونغ حاجبيه بسخرية، ثم رفع قبضته في الخفاء، ولكم تشانيول فتراجع الآخر خطوة للخلف، ثم هاجمه غاضباً؛ ليبتدأ بينهما شجار عنيف قاسٍ، طُمِست به ملامح جايجونغ ونزفت شفاه تشانيول.
-توقفوا!
توقفا عن الشجار ونظرا إليها، وقفت وهي بالكاد تستطيع أن تقف، وجهها شاحب وتواجه صعوبة في التنفُّس، وقالت بصعوبة.
-يكفي!
إقترب منها تشانيول ليحملها عندما خارت قوة جسدها وكادت أن تقع، لكنها أبعدتُه عنها بتعب، وأسندت نفسها على أخيها، الذي أسرع بحملها على ذراعيه، واجلسها بجوارِه على المقعد.
تشانيول لم يهتم لرفضها له، بل إقترب وجثى على رُكبتيه قُربها، وهمس بقلق.
-آري، ما بكِ حبيبتي؟
ما الذي يؤلمك؟
تبسَّمت شفتاها بِسُخرية وهمست.
-سبب كل آلامي وأوجاعي يسألني ما الذي يؤلمني!
تراجع قليلًا فيما قد شعر بالإهانة من رفضِها وصدِّها المُستمرّين، وجاي أحاط وجنتِها بيديها يقول.
-اخبريني حبيبتي؛ كيف تشعرين؟
-رأسي يا جاي، رأسي يؤلمني!
أشعر أنَّني مسلوبة القوة ولا أقدر على التحرك، جسدي يؤلمني!
وضعت رأسها على كتفِه فيما تئن موجوعة.
-ستكونين بخير، لا تقلقي وسيزول الألم، سيزول!
أدركته إحدى المُمرضات، ووضعت بيدِه نتائج التحليل.
-ما نتائج التحاليل؟
ما بها زوجتي؟
تسآل تشانيوبل، ويورا والسيدة بارك حاضرتين يقفن بجوار آري، جايجونغ ليس راضياً عن نتائج الفحوصات، هذا بادٍ على وجهه الممتعض.
-سأضعها في سريرها مُجدَّدًا، ثم نتحدث!
●●●
يُتبَع...
ورد شائك|| Love Sickness
"سبب أوجاعي"
25th/Feb/2022
●●●
Коментарі