CH20||محاولات فاشلة للتحسن
بارك تشانيول (وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"محاولات فاشلة للتحسُّن"
...
أستيقظ تشانيول صباحًا؛ ولكن آري ما زالت غارقة في نومِها، نظر إليها وتبسَّم، لا يسعه سوى أن يبتسِم ما إن يراها؛ لأنَّ النظر إلى وجهِها وحسب مسرَّة.
كم الحُب، الذي يكبته بصدرِه لها، كافٍ ليُغرقها؛ لكن المشكلة أنَّها لا ترى هذا الحُب كما يرى، ولكن هو لا يعرف كيف يُظهر هذا الحب.
تجد عيناه تتغزَّل بها حينما تنام، وتدحجُها حينما تفيق، ثغره يتبسَّم حينما يراقبها، ويتبرَّم حينما يُحدِّثها.
لِمَ؟!
أيخجل أن يُريها حُبَّه أم قد يُشعره ذلك بالعار مثلًا؟!
لا يدري أنَّهُ لو كشف عن حُبِّه، وتصرَّف كما يُملي عليه قلبه سيعيش معها هنيًّا رضيًّا وسعيدًا، لكن طالما هو يُعقِّد الوضع سيبقى مُعقَّد إذًا.
في هذا الصباح؛ وحينما أستيقظ تشانيول، نظر إلى آري بجواره، ما تزال نائمة وكل الإرهاق في وجهها؛ تنهَّد مُبتئسًا، ورفع خُصلِ شعرها عن وجهها؛ فهمس.
-أنا لستُ سيء كما تظنين، لستُ كذلك!
أنا أُحبك، أنتِ لا تفهمين كيف أُحبك، أنا هكذا أُحبك، أنتِ المسؤولة، أنتِ تُثيري غيرتي وجنوني عليكِ، أنتِ السبب، أنا أُحبك!
عقد حاحبيه بإستغراب؛ فعادةً هي لا تنام إلى هذا الوقت وبهذا العُمق، بدأ يُحركها ويُناديها.
-آري أفيقي، آري!
تسرَّب القلق في قلبِه وأمتلأ، إتسعت عيناه وأخذ ينفضها بشيء من القوة بقلق.
-آري عزيزتي، أستيقظي أرجوكِ!
بقي رأسها يتأرجح بين قبضتيه وخُصل شعرها السوداء الطويلة تتمايل معها، وكأنَّ لا حياة فيها، تغيرت نبرة صوتهُ إلى أخرى أحن، حضن رأسها إلى صدره، ثم همس ماسحاً على شعرِها بلطف.
-آري، إستيقظي، إفتحِ عيناكِ حبيبتي!
لكنها لا تستجيب، وجهها بدأ يَصفَر بشكلٍ مُخيف، سُرعان ما حملها على ذراعيه، وركض بها إلى خارجِ المنزل حيث سيارته، وضعها في المقعد الخلفي من السيارة، ثم إنطلق إلى أقربِ مستشفى، تلك التي يعمل بها جاي جونغ.
وصل إلى المستشفى، حملها على ذراعيه، وانطلق بها إلى داخل قسم الطوارئ في المستشفى حيث يجب أن يجد جاي، رفع بصوته، كان جاي بالفعلِ يُعاين مريضاً آخر، لكنَّهُ إلتفت بفزع، وفَزِعَ أكثر عندما رأى آري على ذراعيه فاقدة وعيها.
ترك جاي المريض، الذي بين يديه، وولَّاه للطبيبٍ آخر، ثم هرول إلى تشانيول مُسترسلاً بفزع على أخته.
-ما الذي حدث لها؟!
أخذ بمعداته يفحص، ثم تسآل بعصبية مفرطة.
-اجبني ما بها؟ لِمَ غابت عن الوعي؟!
رد تشانيول بسرعة و بيديه رجفة خوف مُفرطة عليها.
-حينما عُدت إلى المنزل وجدتها نائمة، وفي الصباح لم تَستَجِب لي.
أومئ جاي، واتبع بسؤال آخر.
-وهل حدث قبل ذلك أمرًا ما؟!
أومئ تشانيول واتبع مُتنهِّدًا.
-لقد تشاجرنا.
رمقه جاي بعصبيّة، ثم تحرَّك لإستدعاء الطبيب المُختص، تقرَّب تشانيول منها، وجلس بجوارِها، أخذ يمسح على رأسِها بِلُطف وهمس.
-ستكوني بخير، سأحرص على ذلك، لا تقلقي!
آتى الطبيب المسؤول بعد بعض الوقت، وقام بفحصِها وقام لأجلِها بالفحوصات اللازمة.
-لقد تعرَّضت لإنهيار عصبي سببه القلق والتوتر الزائد، تحتاج إلى الرعاية وبالتأكيد الصحة النفسية الإيجابيّة تجنُّبًا لمثل هذه الوعكة وما قد يكون أكثر خطورة.
غادر الطبيب برفقة جاي، وتشانيول تنهَّد فيما ينظر إلى آري، التي لم تستيقظ مُذُّ أن نامت، آتى جاي غاضبًا بعد ذلك، وأغلق الستائر حول السرير، ثم قال بعصبيّة.
-هل تظن أنَّك متزوِّج من كيس مُلاكمة تُفرغ فيه كُلَّ غضبك؟!
زفر تشانيول؛ فهو لا يُريد أن يغضب كما جاي، وقال بنبرةٍ فيها بعض الهدوء.
-أنتَ لا شأن لك بخصوصياتي مع زوجتي، نحن نتشاجر ونتصالح مثل أي زوجين... هذا أمر طبيعي؛ لذا لا تتدخَّل.
أمسك جاي بتلابيب قميص تشانيول بعصبية.
-لقد أخبرتك ألف مرَّة أنها إمرأة؛ لا تتحمَّل قوتك عليها، جسدها لا يتحمل، ولكن واللعنة أنت لا تهتم؛ ولكنَّني أعلم كيف سأجعلك تهتم، لن ترى وجهها بعد اليوم أبدًا!
صرخ تشانيول عليه بغضب جعل الموجودين في المستشفى يسمعه، تشانيول قد يتحمَّل أي شيء إلا أن تُسلَب منه آري؛ حُب حياته الوحيد.
-انتبه لما تتفوه به جاي!
هذهِ زوجتي وأنت لا تستطيع أن تأخذها مني، لا أنت، ولا غيرك، ولا من هم أقوى منك... لا أحد يستطيع أخذها مني!
تهجم جاي جداً وقرَّر أن يخوض مع تشانيول شِجارًا هنا ولا يهتم بسمعته كطبيب وآداب المكان، إذ هاجم تشانيول بقبضته، لكن تشانيول دفعه فأوقعه أرضاً دون أن يردها.
وقبل أن يقف جاي كان تشانيول قد حمل آري على ذراعيه، وانطلق بها بسرعة خارج المستشفى، لحق به جاي لكنه لم يستطيع أخذها منه؛ فتشانيول دفعه مرة أخرى وبقوة أكبر، صرخ جاي عليه بينما الآخر قد وضعها في سيارته بجانبه.
-إنها مريضة يا مجنون!
لم يستمع إليه تشانيول بل صعد في مقعد السائق وانطلق بسيارته، لا يتحمل فكرة أن تبتعد زوجته عنه أو أن يأخذها أحد منه غصباً، الموتُ أرحم عليه من بُعدِها عنه.
جلس جاي أرضاً وهو يتنفس بحدة، لم يستطع أخذها منه كما هو متوقع، أثناء شروده ذلك؛ أتت إليه إحدى المُمرِّضات، ومعها نتائج الفحوصات المخبرية، أخذها منها ونظر إلى ما بها، زفر أنفاسه بإرتياح؛ لا شيء جدّي.
...
شعرت آري بجسدها بحركة من حولها، الضوء يستهدف عيناها وتارةً أُخرى تُظلم، شعرت بالصداع القوي يشطر رأسها نصفين، لكن يدها ثقيلة لم تستطع رفعها لتضعها عليه.
فتحت عيناها ببطءٍ شديد، وأخذت ترمش حتى تعتاد على الضوء، الذي يأتي تارة ويختفي أخرى، تأوهت مُفرِجة شفتيها بخفة لِشدةِ ألم رأسها، ثم سمعت صوت تشانيول الثخين عن قُرب وشعرت بيده على كتفها.
-آري هل أنتِ بخير؟
أتسمعينني؟
أدارت رأسها إليه بخفة، ثم همست بصوت خافت ومُتعب.
-أين نحن، وماذا حدث؟
رأسي سينفجر من الألم، لا أستطيع تحمله!
أوقف السيارة بقوة ليرتد جسدها للأمام، ولكن ذراعه حاوطتها كي لا ترتطم بالزجاج، إلتفت إليها ثم كوب وجهها بين يديه وهمس قلقاً.
-أنتِ تتألمين؟
أدمعت عيناها وإنسكبت بهدوء، ثم تذكَّرت كيف كانت قبل أن تنام، هي ليست من النوع الذي يستمر بالبُكاء، لقد كمتت في صدرها الوجع وابتلعت الغصة، لم تستطع أن تشغل نفسها بالكتاب، الذي تقرأه، بل فقدت وعيها وحسب، كان ذلك مُريحًا.
لم تُجيب على سؤاله، ولكنَّهُ لم يهتم أيضًا، مسح على وجنتيها بإبهاميه برفق بينما يسترسل بنبرة ليّنة.
-حسناً سأعطيكِ مُسكناً لآلام الرأس!
أخرج من تابلو السيارة حبوب مسكن ثم ناولها ماء، نظر لها بينما يمسح على شعرها بلطف.
-لا تقلقي؛ الألم سيزول بعد دقائق، فقط إرتاحي الآن!
نظرت من نافذة السيارة، تعلم أنَّهُ لن يعود بها إلى المنزل، سيهرب بها مُجدَّدًا، وهي لن تسأله عن شيء، كل ذلك بات لا أهميّة له إطلاقًا.
إصطفَّ أمام منزل صغير تحيطه الأشجار المُعمِّرة من كل جهة وزاوية، إنَّهُ ذات المنزل، الذي جاء بها إليه سابقًا.
ترجل من السيارة، ثم إلتفت إلى جِهتِها، فتح بابها فقالت.
-سأنزل وحدي!
نفى رافضًا وحملها على ذراعيه إلى الداخل، وضعها على الأريكة ثم قال.
-أنتِ إرتاحي، وأنا سأرى ما يُمكنني إعداده لأجلك.
دخل إلى المطبخ يتفقد إن كان فيه ما يكفيهما من غذاءٍ أم لا، ثم أخرج من الثلاجة بعض الخضراوات، وضعهم على طاولة تحضير الطعام، ثم وضع يده على ذقنه يتحسَّسه بتفكير.
-ماذا سأفعل بهذه الخضرة؟
حضَّر بعض الحساء لأجلها، ثم حمله على صينيّة إليها، كانت تتمدَّد على الأريكة ولا تفعل شيء مُعيَّن، بل كانت غافية.
وضع ما بيده على المنضدة بجانب الأريكة، ثم جلس بجانبها، تبسَّم بِحُب، ثم اقترب حتى إلتصق بجسدِها، ورفع رأسه حتى يتسنَّى له رؤية وجهها.
إتسعت إبتسامته أكثر عندما إلتفت إليه وغرزت أضافرها الطويلة بقميصه تستدفئ به، رفعها بذراعه ثم وضع رأسها على كتفه، واحتضنها إلى جنبه، مرَّرَ أصابعه على وجنتها.
همس بصوت خافت، ويداه تداعب خصل شعرها السوداء الطويلة جداً.
-آري، إستيقظي، هيا يجب أن تأكلي.
أغمض عيناه يتحمَّل غصباً؛ فأنفاسها الدافئة تضرب عنقه بنعومة مُغرية لا يتحملها، زفر أنفاسه ثم همس بهدوء.
-هيا عزيزتي!
أستيقظت آري، فوجدت نفسها تجلس في حجره، حاولت الإبتعاد لكنَّه تمسَّك بخصريها يمنعها أن تبتعد عنه.
-لقد حضرتُ الطعام بنفسي لأجلك، عليكِ أن تقدري هذا!
مرر أطراف أصابعه على وجهها، بشرتها دافئة وبها إحمرار لطيف يزيدها جمالاً، تنفَّس بقوة على بشرتها فشعرت بالتوتر؛ هي بالتأكيد لا تريد أن يسحبها إلى مكان لا ترغب مشاركته فيه.
تشانيول لا يدري عن شيء، وفقط مشاعره إزدادت إضطراباً، رفع وجهها إليه بين كفيه برفق، ثم استلَّ من رحيق شفتيها العسل بهدوء، حتى بات يطلب المزيد وتحوَّلت قُبلاته الهادئة إلى أخرى شغوفة وحارة.
شعرت به يقضم شفتيها بين أسنانه بنهم، وقبلاته تخطت شفتيها إلى وجهها، يقضم وجنتيها برفق ثم يعود لشفتيها، فتحت عيناها ببطء ثم نظرت إليه يقبلها بشغف وقوة، وكأنه لم يقبلها منذ دهور ، بقيت تنظر إليه يقبلها ومشاعرها تتحرك بداخلها بنفور؛ لا تريد أن يستمر، سيتمادى كثيرًا وشجار آخر أهون من أن تخضع له في فراشه بلا كرامة مُجدَّدًا.
دفعت بكتفيه عنها برفق، وحينما لم يستجِب دفعته بقوَّة. إبتعد و هو ينظر لها بخدر، إبتعدت عنه ثم عن الأريكة تقول.
-ماذا تظنني أنت؟!
دُمية لك تضربني متى تشاء وتقبلني متى تشاء، إحترم أنَّني إنسانة؛ لدي كرامة وعِزَّة نفس في نهاية المطاف!
.........................
يُتبَع...
"محاولات فاشلة للتحسُّن"
ورد شائك|| Love Sickness
4th/Jan/2022
.................
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"محاولات فاشلة للتحسُّن"
...
أستيقظ تشانيول صباحًا؛ ولكن آري ما زالت غارقة في نومِها، نظر إليها وتبسَّم، لا يسعه سوى أن يبتسِم ما إن يراها؛ لأنَّ النظر إلى وجهِها وحسب مسرَّة.
كم الحُب، الذي يكبته بصدرِه لها، كافٍ ليُغرقها؛ لكن المشكلة أنَّها لا ترى هذا الحُب كما يرى، ولكن هو لا يعرف كيف يُظهر هذا الحب.
تجد عيناه تتغزَّل بها حينما تنام، وتدحجُها حينما تفيق، ثغره يتبسَّم حينما يراقبها، ويتبرَّم حينما يُحدِّثها.
لِمَ؟!
أيخجل أن يُريها حُبَّه أم قد يُشعره ذلك بالعار مثلًا؟!
لا يدري أنَّهُ لو كشف عن حُبِّه، وتصرَّف كما يُملي عليه قلبه سيعيش معها هنيًّا رضيًّا وسعيدًا، لكن طالما هو يُعقِّد الوضع سيبقى مُعقَّد إذًا.
في هذا الصباح؛ وحينما أستيقظ تشانيول، نظر إلى آري بجواره، ما تزال نائمة وكل الإرهاق في وجهها؛ تنهَّد مُبتئسًا، ورفع خُصلِ شعرها عن وجهها؛ فهمس.
-أنا لستُ سيء كما تظنين، لستُ كذلك!
أنا أُحبك، أنتِ لا تفهمين كيف أُحبك، أنا هكذا أُحبك، أنتِ المسؤولة، أنتِ تُثيري غيرتي وجنوني عليكِ، أنتِ السبب، أنا أُحبك!
عقد حاحبيه بإستغراب؛ فعادةً هي لا تنام إلى هذا الوقت وبهذا العُمق، بدأ يُحركها ويُناديها.
-آري أفيقي، آري!
تسرَّب القلق في قلبِه وأمتلأ، إتسعت عيناه وأخذ ينفضها بشيء من القوة بقلق.
-آري عزيزتي، أستيقظي أرجوكِ!
بقي رأسها يتأرجح بين قبضتيه وخُصل شعرها السوداء الطويلة تتمايل معها، وكأنَّ لا حياة فيها، تغيرت نبرة صوتهُ إلى أخرى أحن، حضن رأسها إلى صدره، ثم همس ماسحاً على شعرِها بلطف.
-آري، إستيقظي، إفتحِ عيناكِ حبيبتي!
لكنها لا تستجيب، وجهها بدأ يَصفَر بشكلٍ مُخيف، سُرعان ما حملها على ذراعيه، وركض بها إلى خارجِ المنزل حيث سيارته، وضعها في المقعد الخلفي من السيارة، ثم إنطلق إلى أقربِ مستشفى، تلك التي يعمل بها جاي جونغ.
وصل إلى المستشفى، حملها على ذراعيه، وانطلق بها إلى داخل قسم الطوارئ في المستشفى حيث يجب أن يجد جاي، رفع بصوته، كان جاي بالفعلِ يُعاين مريضاً آخر، لكنَّهُ إلتفت بفزع، وفَزِعَ أكثر عندما رأى آري على ذراعيه فاقدة وعيها.
ترك جاي المريض، الذي بين يديه، وولَّاه للطبيبٍ آخر، ثم هرول إلى تشانيول مُسترسلاً بفزع على أخته.
-ما الذي حدث لها؟!
أخذ بمعداته يفحص، ثم تسآل بعصبية مفرطة.
-اجبني ما بها؟ لِمَ غابت عن الوعي؟!
رد تشانيول بسرعة و بيديه رجفة خوف مُفرطة عليها.
-حينما عُدت إلى المنزل وجدتها نائمة، وفي الصباح لم تَستَجِب لي.
أومئ جاي، واتبع بسؤال آخر.
-وهل حدث قبل ذلك أمرًا ما؟!
أومئ تشانيول واتبع مُتنهِّدًا.
-لقد تشاجرنا.
رمقه جاي بعصبيّة، ثم تحرَّك لإستدعاء الطبيب المُختص، تقرَّب تشانيول منها، وجلس بجوارِها، أخذ يمسح على رأسِها بِلُطف وهمس.
-ستكوني بخير، سأحرص على ذلك، لا تقلقي!
آتى الطبيب المسؤول بعد بعض الوقت، وقام بفحصِها وقام لأجلِها بالفحوصات اللازمة.
-لقد تعرَّضت لإنهيار عصبي سببه القلق والتوتر الزائد، تحتاج إلى الرعاية وبالتأكيد الصحة النفسية الإيجابيّة تجنُّبًا لمثل هذه الوعكة وما قد يكون أكثر خطورة.
غادر الطبيب برفقة جاي، وتشانيول تنهَّد فيما ينظر إلى آري، التي لم تستيقظ مُذُّ أن نامت، آتى جاي غاضبًا بعد ذلك، وأغلق الستائر حول السرير، ثم قال بعصبيّة.
-هل تظن أنَّك متزوِّج من كيس مُلاكمة تُفرغ فيه كُلَّ غضبك؟!
زفر تشانيول؛ فهو لا يُريد أن يغضب كما جاي، وقال بنبرةٍ فيها بعض الهدوء.
-أنتَ لا شأن لك بخصوصياتي مع زوجتي، نحن نتشاجر ونتصالح مثل أي زوجين... هذا أمر طبيعي؛ لذا لا تتدخَّل.
أمسك جاي بتلابيب قميص تشانيول بعصبية.
-لقد أخبرتك ألف مرَّة أنها إمرأة؛ لا تتحمَّل قوتك عليها، جسدها لا يتحمل، ولكن واللعنة أنت لا تهتم؛ ولكنَّني أعلم كيف سأجعلك تهتم، لن ترى وجهها بعد اليوم أبدًا!
صرخ تشانيول عليه بغضب جعل الموجودين في المستشفى يسمعه، تشانيول قد يتحمَّل أي شيء إلا أن تُسلَب منه آري؛ حُب حياته الوحيد.
-انتبه لما تتفوه به جاي!
هذهِ زوجتي وأنت لا تستطيع أن تأخذها مني، لا أنت، ولا غيرك، ولا من هم أقوى منك... لا أحد يستطيع أخذها مني!
تهجم جاي جداً وقرَّر أن يخوض مع تشانيول شِجارًا هنا ولا يهتم بسمعته كطبيب وآداب المكان، إذ هاجم تشانيول بقبضته، لكن تشانيول دفعه فأوقعه أرضاً دون أن يردها.
وقبل أن يقف جاي كان تشانيول قد حمل آري على ذراعيه، وانطلق بها بسرعة خارج المستشفى، لحق به جاي لكنه لم يستطيع أخذها منه؛ فتشانيول دفعه مرة أخرى وبقوة أكبر، صرخ جاي عليه بينما الآخر قد وضعها في سيارته بجانبه.
-إنها مريضة يا مجنون!
لم يستمع إليه تشانيول بل صعد في مقعد السائق وانطلق بسيارته، لا يتحمل فكرة أن تبتعد زوجته عنه أو أن يأخذها أحد منه غصباً، الموتُ أرحم عليه من بُعدِها عنه.
جلس جاي أرضاً وهو يتنفس بحدة، لم يستطع أخذها منه كما هو متوقع، أثناء شروده ذلك؛ أتت إليه إحدى المُمرِّضات، ومعها نتائج الفحوصات المخبرية، أخذها منها ونظر إلى ما بها، زفر أنفاسه بإرتياح؛ لا شيء جدّي.
...
شعرت آري بجسدها بحركة من حولها، الضوء يستهدف عيناها وتارةً أُخرى تُظلم، شعرت بالصداع القوي يشطر رأسها نصفين، لكن يدها ثقيلة لم تستطع رفعها لتضعها عليه.
فتحت عيناها ببطءٍ شديد، وأخذت ترمش حتى تعتاد على الضوء، الذي يأتي تارة ويختفي أخرى، تأوهت مُفرِجة شفتيها بخفة لِشدةِ ألم رأسها، ثم سمعت صوت تشانيول الثخين عن قُرب وشعرت بيده على كتفها.
-آري هل أنتِ بخير؟
أتسمعينني؟
أدارت رأسها إليه بخفة، ثم همست بصوت خافت ومُتعب.
-أين نحن، وماذا حدث؟
رأسي سينفجر من الألم، لا أستطيع تحمله!
أوقف السيارة بقوة ليرتد جسدها للأمام، ولكن ذراعه حاوطتها كي لا ترتطم بالزجاج، إلتفت إليها ثم كوب وجهها بين يديه وهمس قلقاً.
-أنتِ تتألمين؟
أدمعت عيناها وإنسكبت بهدوء، ثم تذكَّرت كيف كانت قبل أن تنام، هي ليست من النوع الذي يستمر بالبُكاء، لقد كمتت في صدرها الوجع وابتلعت الغصة، لم تستطع أن تشغل نفسها بالكتاب، الذي تقرأه، بل فقدت وعيها وحسب، كان ذلك مُريحًا.
لم تُجيب على سؤاله، ولكنَّهُ لم يهتم أيضًا، مسح على وجنتيها بإبهاميه برفق بينما يسترسل بنبرة ليّنة.
-حسناً سأعطيكِ مُسكناً لآلام الرأس!
أخرج من تابلو السيارة حبوب مسكن ثم ناولها ماء، نظر لها بينما يمسح على شعرها بلطف.
-لا تقلقي؛ الألم سيزول بعد دقائق، فقط إرتاحي الآن!
نظرت من نافذة السيارة، تعلم أنَّهُ لن يعود بها إلى المنزل، سيهرب بها مُجدَّدًا، وهي لن تسأله عن شيء، كل ذلك بات لا أهميّة له إطلاقًا.
إصطفَّ أمام منزل صغير تحيطه الأشجار المُعمِّرة من كل جهة وزاوية، إنَّهُ ذات المنزل، الذي جاء بها إليه سابقًا.
ترجل من السيارة، ثم إلتفت إلى جِهتِها، فتح بابها فقالت.
-سأنزل وحدي!
نفى رافضًا وحملها على ذراعيه إلى الداخل، وضعها على الأريكة ثم قال.
-أنتِ إرتاحي، وأنا سأرى ما يُمكنني إعداده لأجلك.
دخل إلى المطبخ يتفقد إن كان فيه ما يكفيهما من غذاءٍ أم لا، ثم أخرج من الثلاجة بعض الخضراوات، وضعهم على طاولة تحضير الطعام، ثم وضع يده على ذقنه يتحسَّسه بتفكير.
-ماذا سأفعل بهذه الخضرة؟
حضَّر بعض الحساء لأجلها، ثم حمله على صينيّة إليها، كانت تتمدَّد على الأريكة ولا تفعل شيء مُعيَّن، بل كانت غافية.
وضع ما بيده على المنضدة بجانب الأريكة، ثم جلس بجانبها، تبسَّم بِحُب، ثم اقترب حتى إلتصق بجسدِها، ورفع رأسه حتى يتسنَّى له رؤية وجهها.
إتسعت إبتسامته أكثر عندما إلتفت إليه وغرزت أضافرها الطويلة بقميصه تستدفئ به، رفعها بذراعه ثم وضع رأسها على كتفه، واحتضنها إلى جنبه، مرَّرَ أصابعه على وجنتها.
همس بصوت خافت، ويداه تداعب خصل شعرها السوداء الطويلة جداً.
-آري، إستيقظي، هيا يجب أن تأكلي.
أغمض عيناه يتحمَّل غصباً؛ فأنفاسها الدافئة تضرب عنقه بنعومة مُغرية لا يتحملها، زفر أنفاسه ثم همس بهدوء.
-هيا عزيزتي!
أستيقظت آري، فوجدت نفسها تجلس في حجره، حاولت الإبتعاد لكنَّه تمسَّك بخصريها يمنعها أن تبتعد عنه.
-لقد حضرتُ الطعام بنفسي لأجلك، عليكِ أن تقدري هذا!
مرر أطراف أصابعه على وجهها، بشرتها دافئة وبها إحمرار لطيف يزيدها جمالاً، تنفَّس بقوة على بشرتها فشعرت بالتوتر؛ هي بالتأكيد لا تريد أن يسحبها إلى مكان لا ترغب مشاركته فيه.
تشانيول لا يدري عن شيء، وفقط مشاعره إزدادت إضطراباً، رفع وجهها إليه بين كفيه برفق، ثم استلَّ من رحيق شفتيها العسل بهدوء، حتى بات يطلب المزيد وتحوَّلت قُبلاته الهادئة إلى أخرى شغوفة وحارة.
شعرت به يقضم شفتيها بين أسنانه بنهم، وقبلاته تخطت شفتيها إلى وجهها، يقضم وجنتيها برفق ثم يعود لشفتيها، فتحت عيناها ببطء ثم نظرت إليه يقبلها بشغف وقوة، وكأنه لم يقبلها منذ دهور ، بقيت تنظر إليه يقبلها ومشاعرها تتحرك بداخلها بنفور؛ لا تريد أن يستمر، سيتمادى كثيرًا وشجار آخر أهون من أن تخضع له في فراشه بلا كرامة مُجدَّدًا.
دفعت بكتفيه عنها برفق، وحينما لم يستجِب دفعته بقوَّة. إبتعد و هو ينظر لها بخدر، إبتعدت عنه ثم عن الأريكة تقول.
-ماذا تظنني أنت؟!
دُمية لك تضربني متى تشاء وتقبلني متى تشاء، إحترم أنَّني إنسانة؛ لدي كرامة وعِزَّة نفس في نهاية المطاف!
.........................
يُتبَع...
"محاولات فاشلة للتحسُّن"
ورد شائك|| Love Sickness
4th/Jan/2022
.................
Коментарі