CH22||خائن العهود
بارك تشانيول(وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"خائن العهود"
●●●
بعدما قال تشانيول من خارجِ الشِّغاف ما قال؛ فقط ليجرح مشاعر زوجته كما جرحهُ رفضها لتقرُّبه منها، إلتفت ليُغادر الحُجرة، لكنه توقف مكانه حينما سمع ضحكاتِها الساخرة.
-أتيتَ لتُعاشرني وعندما رفضتُك ما عدتُ أُنثى!
حسنًا؛ هذا جيّد... أتمنى ألا تراني أُنثى أبدًا بعد الآن فتكُف بذكورتك المُقرِفة عني.
إقترب منها وهو يَشُد قبضته بِكُل قوَّته، ولكنَّها ما كانت تخاف وتصمت.
أنتَ ما عُدتَ رَجُلًا بنظري مُذُّ أخضعتني أول مرة في فراشك رُغمًا عني، وهذه لا أقولها لأني غاضبة منك، لستُ غاضبة أبدًا. أنا أقول لك ما أشعر به ناحيتك حقيقةً.
وخزت صدره بسبّابتها واتبعت تُفشي له عن حقيقة شعورها إتجاهه دون أن تخاف منه أبدًا.
أنتَ لستَ رَجُلًا في عيني بل مُجرَّد ذكر يركض خلف غرائزه، وأنا ما عدتُ أُريدك ولا أُحبك؛ لذا دعني منك ودعك مني، القبول بيننا معدوم.
طعنته بذات السكين التي طعنها بها بل وأكثر، طعنها بإنوثتها فطعنته برجولته، وحُبه، وحتى كرامته؛ لكن دومًا ما تكون النتائج لا تُحمَد، رفع يده يبغي صفعها، ولكنَّها تصرَّفت سريعًا حينما قذفته بالمزهرية، التي على المنضدة بجانب السرير، ثم ركضت بسرعة ما توقعتها من قدميها أبداً، ربما الخوف منه والرغبة بالتَّحرُّر من كُل قيوده جعلها سريعة هكذا.
ركضت بأسرع ما يُمكنها إلى خارج الغرفة؛ ليصرخ بغضب بصوتٍ مُرتفع يلعنها ويشتمها، لكنها لم تهتم لثورانه هذا، بل زادت من سُرعتِها وهي تَهبُط السلم، فتحت الباب وركضت إلى الخارج، حمدت الرب ألف مرة أنَّهُ قد ترك الباب مفتوح، يبدو أنه كان واثقاً جداً من أنها لن تستطيع الهروب منه أبداً.
توجَّهت إلى ما بين الأشجار، التي تحيط المنزل، لعلها تصل إلى الطريق الصحيح، الذي يُخرِجها من جحيمه، في هذا المكان المقطوع.
وبالفعل وصلت إلى الشارع رئيسي، ثم أشارت لِسيَّارة مارة أن تتوقف لها، توقفت سيّارة رياضيّة حمراء فارهة أمامها، ثم خرج منها شاب بدى لها مألوفاً جداً.
نظرت إليه قليلاً؛ تحاول أن تتذكر أين رأت وجهه مسبقاً، بينما تلهث أنفاسها بقوة؛ لسرعتها في الجري، همس هو بقلق.
-سيدة بارك آري!
ما بك لا تبدين بخير؟!
ماذا تفعلين هنا؟!
تذكَّرته بعدما سمعت صوته، إنه ذات الرجل، الذي أخته معجبة بها، تشوي شيون.
-ليس وقت الكلام، أرجوك خذني من هنا، أخرجني من هنا بسرعة!
أومئ لها سريعاً وأشار لها أن تصعد بسيارته ثم إنطلق مُسرِعًا كما طلبت. خطف نظرة إليها وهو يقود بهذه السرعة المجنونة، كانت تلهث أنفاسها، وبُشرتها مُبلَّلة بقطراتٍ من العرق، كُل ثانية تلتفت لتنظر إلى الخلف؛ تتأكد أن ما أحد يتبعها، تسآل بعدما أعاد بصره للطريق.
-مِمَ أنتِ خائفة هكذا؟!
إحتفظت بصمتِها بينما تراقب الطريق؛ ليتنهد ويعود بنظره أمامه، عَلِمَ أنَّها لا تُريد إجابته فأقتصر على نفسه الصمت أيضاً، الأمر بينها وبين زوجها ومهما وصلت بينهم لن تسمح لِرَجُلٍ غريب أن يعلم بخصوصياتهما. إستطردت بعد دقائق حالما خرجت السيارة من الأحراش.
-خذني إلى العنوان التالي؛ سأدلك عليه إن كنت لا تمانع.
نفى برأسه سريعاً وقال.
-لا أبداً، لا تقلقي، لا تُتَاح لي فرصة مساعدة شابة فاتنة مثلكِ كل يوم!
قلَّبت آري عيناها ببرود، لو أنها ليست مُضطرّة على الذهاب معه لركلتهُ على وجهه حتى يعلم كم هي فاتنة وليتغزل بها هكذا.
دلَّتهُ على منزل عائلة بارك، ثم شكرته قبل أن تترجل من السيارة وتدخل إلى الفيلا، لا يُمكنها أن تذهب إلى راين أو جاي، كلاهما الآن بعيدان عن منازِلهما في رحلات عمل، وذلك لم يترك لها خيارًا آخر سوى عائلة زوجها، طرقت الباب عدة مرات حتى فتحت لها إحدى الخادمات، حيَّتها ثم دخلت إلى صالة الجلوس حيثُ عادةً تجلس العائلة.
وجدت والديه هناك، تحمحمت لتلفت إنتباههما، ثم تقدمت إليهما عندما إلتفتا إليها مُرحٍّبين بإبتسامة واسعة، سَلَّمَت على كليهما بإنفراد ثم جلست مقابلهما بإرتباك، أردفت السيدة يورين عندما لاحظت إرتباك زوجة ابنها.
-ما بالك يا ابنتي؟!
لا تبدين لي بخير، أين تشانيول؟ لِمَ لستِ بِصُحبتِه؟!
تنهَّدت آري، ثم أخفضت رأسها تنظر نحو الأرض، وبتوتر شديد همست بصوت خافت.
-في الحقيقة أنا هربت من تشانيول.
دُهِش والديه بشدة، ووقف والده غاضباً.
-ما الذي يحدث لكما؟!
لِمَ لا تعيشان بهدوء معًا؟!
سالت دموعها بهدوء على خدِّها بينما تهمس مُبرِّرة نفسها.
-مشاكلنا لا تنتهي، وأنا ما عدتُ أستطيع أن أُكمل دروب هذه الحياة، معه كُل الدروب تتحوَّل إلى مشقَّة، أنا أُريد أن أتطلَّق منه!
شهقت السيدة يورين، واقتربت تُمسك بكتفي آري تقول.
-لا يا ابنتي؛ لا يصل الأمر إلى هذا الحد، أنا أعلم كم هو يُحبُك، يستحيل أن يكون ابني كاذبًا بشأنِ حُبَّه لكِ!
جلس السيد كيو جون مُتنهِّداً؛ فمشاكل إبنه مع زوجته لا تنتهي أبدًا.
-وأين هو الآن؟!
همست آري لكنها إزدادت توترًا.
-هو في منزل بعيد رُبَّما، كان قد حبسني به من جهة الشرق.
أجلست يورين آري بجانبها، المواساة والأسف تنتشر علی ملامح وجهها، تعلم جيداً عقلية إبنها المُتحجِّرة، تصرُّفاته الغليظة، وغيرته المَقيتة، التي لا تتحملها أيُّ إمرأة مهما كانت صبورة، حاوطت السيدة كتفي آري بلطف، ثم قرَّبتها إليها حتی أسندت الصغيرة رأسها علی صدرها، إنها بحاجة للراحة الماسّة.
مسحت علی شعرها بكفَّيها الكهلين بلطف وحنان أُم، ثم همست علی مسامعها بهدوء.
-لا تقلقي يا ابنتي، لن يصيبك ضرر وأنتِ هنا، تستطيعن المكوث في غرفة زوجك طيلة فترة بقائكِ هنا، اذهبي لتأخذي قِسطاً من الراحة، فأنتِ تبدين مُنهكة، أنا ووالدك سنكون في حديقة القصر إن أحتجتِ شيء، حسناً؟
أومأت لها آري برأسها، ثم إستقامت لتصعد إلی غرفة زوجها في هذا المنزل، فتحت الباب لتفوح رائحته العبقة من الداخل، ذلك العبق مهما حاولت كرهه لا تستطيع، تمدَّدت علی سريره، ثم أغمضت عيناها بهدوء، سريره بارد مثله.
أخذها النوم عميقاً وكأنها لم تنم منذ دهور، الفِرار منه ولعبة المطاردة معه، كالتي بين القط الجائع و الفأر المتمسك بحياته، تحتاج إلى طاقة كبيرة وشُجاعة للفرار.
في الأسفل، الحديقة خصوصاً حيث يجلس الزوجان يورين وكيو جون بعد مغيب الشمس من جديد، همست يورين بقلق علی ابنها.
-أين تشانيول يا تری؟
غريب هو لم يأتي للآن!
أخاف إن أصابه مكروه ونحن لا نعلم عنه شيء.
تنهَّد كيو جون قبل أن يضع كفه الكَهِل علی كفها، ثم همس مُطَمئناً.
-لا تقلقي علی ابننا عزيزتي، هو بخير أؤكد لكِ. هو يُهاجم أوكار العصابات والمافيا بقلب أسد والآن خائفة عليه من ماذا؟
هو بالتأكيد يبحث عن زوجته في الأرجاء، في النهاية سيصل إلی هنا ثائر كعادته.
صدح صوت عجلات سيارة تحتك بالأرض بعنف، ثم صوت إنفراج باب الفيلا علی وِسعِه بعدها صوت صراخه الغاضب في الداخل، أردف السيد بارك قائلاً بينما يستقيم و يهرول إلی حيث ابنه.
-ألم أخبرك؟
الوحش صغيرك أتی.
ما إن ولج السيد بارك وزوجته إلی صالة الجلوس أخذا يبحثان عن ابنهما في الجوار، لكنه ما كان موجوداً، فهمست الخادمة بإرتجاف.
-سيدي، السيد الشاب صعد إلی غرفته في الأعلی، يبدو غاضباً جداً!
أما في الأعلى؛ فصوت تشانيول، الذي هز الطابق السفليّ، قد وصل إلی مسامع زوجته المستيقظة لِتوِّها، انتفضت راكضة إلی دورة المياه سريعاً، وأحكمت أغلاق الباب، حالما إنتهت من فعل ذلك فُتِحَ باب الغرفة بقوة جعلتها تغمض عيناها منُتفضة بفزع.
صوت صراخه الغاضب منادياً باسمها جعلها تفتح عيناها وأنفاسها قد إضطربت بالفعل، هدر بغضب شديد وهو يطرق باب دورة المياه بقبضتيه بقوة.
-آري؛ افتحي الباب، افتحي وإلا كسرته عليكِ!
همست بدعوات وهي تدور في الحمام تبحث عن شيء يدعم الباب، سحبت منضدة خشبية ثقيلة، ووضعتها أمام الباب حتی لا يستطيع كسره والدخول، ضرب الباب بقوة هادراً.
-قُلت أفتحي الباب وإلا حطمته عليكِ!
قالت آري بصوت عالي من خلف الباب حتی يسمعها.
-لستُ مجنونة لِأفتح لكَ الباب، لن أفتح وافعل ما شئت!
زمجر بغضب، وأخذ يضرب الباب بِكُل قوَّتِه.
-افتحي الباب قلتُ لكِ!
أجابته من خلف الباب وأهتِزاز نبرة صوتها واضحة جداً علی مسامعه؛ هي خائفة.
-أنا لن أفتح، أنت ستقتلني إن فتحتُ الباب لك وأمسكت بي!
همس صاراً علی أسنانه حتی برز فكه الحاد.
-حزرتِ، أنا سأقتلك عندما أمسك بك!
صرخت من الداخل.
-إذًا لن أخرج أبداً!
ركل الباب بعصبيّة شديدة بينما يهدر بصراخ.
-افتحي واللعنة!
صرخت باكية من الداخل من شدة الخوف منه.
-لن أخرج، أنا خائفة منك!
صمت هو من الخارج، يلهث أنفاسه الغاضبة وصدره يرتفع وينخفض بغضب شديد، يشعر بعروقه تمزقت من شدة الغضب، الطرق علی باب غرفته لا يتوقف، والديه يطرقان الباب ويطلبان منه فتح الباب، فصرخ بغضب.
-لن أفتح لأحد، ولن تخرج هي من هنا إلا عندما أُريها الرجولة.
يعلم والداه إبنهما جيداً فهو إن عزم علی فعلِ شيء سيفعله ولن يستطيع أحد منعه، جلس تشانيول علی السرير، كوّر الغطاء بقبضته ثم قال.
-حسناً اخرجي يا آري، لن أفعل بكِ شيئاً سيئاً.
أجابته من الداخل بينما ترتجف بخوف ولمحت من كلماته الأمل علی أن لا يؤذيها، هي في دورة المياة مُذُّ ساعة وتخاف أن تبقى أكثر، لديها فوبيا
-لن تؤذيني؟!
تبسَّم بغضب وعيناه إحمرَّت ثم تصنَّع نبرة هادئة كي يجُرها بها إلی وكر الوحش.
-لا لن أؤذيكِ، هيا اخرجي.
وضعت يدها علی قلبها تتحسَّس نبضه القوي وكأنه قرع طبول في الداخل وليس قلباً يضخ الدماء، تنهدت بقوة ثم أبعدت المنضدة عن الباب لتهمس بخوف.
-تعدني؟!
إتَّسعت إبتسامته الغاضبة هامساً.
-نعم
وقف حُذوَّ الباب، بينما يراقب قُفل الباب تفتحهُ من الداخل.
فتحتهُ بِبُطء؛ ليدفع الباب بقوة بكتفِه، فصرخت آري بخوف وجسدها قد أرتدَّ للخلفِ بقوة، سحبها من ذراعِها بِعُنف، ثم رمی بها بقوة علی سريره لتصرخ بأعلى صوتها، ما إن رفعت رأسها تود الهرب منه كان قد أعتلاها وصفع وجنتها بقوة جعلتها تصرخ بألم؛ لقد خدعها.
ثبَّت معصميها علی السرير وجسدها بقدميه ثم همس مبتسماً بغضب كالمجنون.
-لنری آري القوية المتمردة إلى متی ستصمد؟!
أرتجف ذقنها بخوف شديد بينما تهمس، وجهها الأحمر ملطخ بالدموع بشكلٍ مُزّري.
-لقد وعدتني!
قبض علی فكِّها، ثم ضرب رأسها بالفراش أسفلها هادراً.
-ما سأفعله بكِ ليس سيئ، سأُريكِ رجولتي ماذا ستفعل بكِ، فقط هذا!
●●●
يُتبَع...
ورد شائك|| Love Sickness
"خائن العهود"
24th/Jan/2022
●●●
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"خائن العهود"
●●●
بعدما قال تشانيول من خارجِ الشِّغاف ما قال؛ فقط ليجرح مشاعر زوجته كما جرحهُ رفضها لتقرُّبه منها، إلتفت ليُغادر الحُجرة، لكنه توقف مكانه حينما سمع ضحكاتِها الساخرة.
-أتيتَ لتُعاشرني وعندما رفضتُك ما عدتُ أُنثى!
حسنًا؛ هذا جيّد... أتمنى ألا تراني أُنثى أبدًا بعد الآن فتكُف بذكورتك المُقرِفة عني.
إقترب منها وهو يَشُد قبضته بِكُل قوَّته، ولكنَّها ما كانت تخاف وتصمت.
أنتَ ما عُدتَ رَجُلًا بنظري مُذُّ أخضعتني أول مرة في فراشك رُغمًا عني، وهذه لا أقولها لأني غاضبة منك، لستُ غاضبة أبدًا. أنا أقول لك ما أشعر به ناحيتك حقيقةً.
وخزت صدره بسبّابتها واتبعت تُفشي له عن حقيقة شعورها إتجاهه دون أن تخاف منه أبدًا.
أنتَ لستَ رَجُلًا في عيني بل مُجرَّد ذكر يركض خلف غرائزه، وأنا ما عدتُ أُريدك ولا أُحبك؛ لذا دعني منك ودعك مني، القبول بيننا معدوم.
طعنته بذات السكين التي طعنها بها بل وأكثر، طعنها بإنوثتها فطعنته برجولته، وحُبه، وحتى كرامته؛ لكن دومًا ما تكون النتائج لا تُحمَد، رفع يده يبغي صفعها، ولكنَّها تصرَّفت سريعًا حينما قذفته بالمزهرية، التي على المنضدة بجانب السرير، ثم ركضت بسرعة ما توقعتها من قدميها أبداً، ربما الخوف منه والرغبة بالتَّحرُّر من كُل قيوده جعلها سريعة هكذا.
ركضت بأسرع ما يُمكنها إلى خارج الغرفة؛ ليصرخ بغضب بصوتٍ مُرتفع يلعنها ويشتمها، لكنها لم تهتم لثورانه هذا، بل زادت من سُرعتِها وهي تَهبُط السلم، فتحت الباب وركضت إلى الخارج، حمدت الرب ألف مرة أنَّهُ قد ترك الباب مفتوح، يبدو أنه كان واثقاً جداً من أنها لن تستطيع الهروب منه أبداً.
توجَّهت إلى ما بين الأشجار، التي تحيط المنزل، لعلها تصل إلى الطريق الصحيح، الذي يُخرِجها من جحيمه، في هذا المكان المقطوع.
وبالفعل وصلت إلى الشارع رئيسي، ثم أشارت لِسيَّارة مارة أن تتوقف لها، توقفت سيّارة رياضيّة حمراء فارهة أمامها، ثم خرج منها شاب بدى لها مألوفاً جداً.
نظرت إليه قليلاً؛ تحاول أن تتذكر أين رأت وجهه مسبقاً، بينما تلهث أنفاسها بقوة؛ لسرعتها في الجري، همس هو بقلق.
-سيدة بارك آري!
ما بك لا تبدين بخير؟!
ماذا تفعلين هنا؟!
تذكَّرته بعدما سمعت صوته، إنه ذات الرجل، الذي أخته معجبة بها، تشوي شيون.
-ليس وقت الكلام، أرجوك خذني من هنا، أخرجني من هنا بسرعة!
أومئ لها سريعاً وأشار لها أن تصعد بسيارته ثم إنطلق مُسرِعًا كما طلبت. خطف نظرة إليها وهو يقود بهذه السرعة المجنونة، كانت تلهث أنفاسها، وبُشرتها مُبلَّلة بقطراتٍ من العرق، كُل ثانية تلتفت لتنظر إلى الخلف؛ تتأكد أن ما أحد يتبعها، تسآل بعدما أعاد بصره للطريق.
-مِمَ أنتِ خائفة هكذا؟!
إحتفظت بصمتِها بينما تراقب الطريق؛ ليتنهد ويعود بنظره أمامه، عَلِمَ أنَّها لا تُريد إجابته فأقتصر على نفسه الصمت أيضاً، الأمر بينها وبين زوجها ومهما وصلت بينهم لن تسمح لِرَجُلٍ غريب أن يعلم بخصوصياتهما. إستطردت بعد دقائق حالما خرجت السيارة من الأحراش.
-خذني إلى العنوان التالي؛ سأدلك عليه إن كنت لا تمانع.
نفى برأسه سريعاً وقال.
-لا أبداً، لا تقلقي، لا تُتَاح لي فرصة مساعدة شابة فاتنة مثلكِ كل يوم!
قلَّبت آري عيناها ببرود، لو أنها ليست مُضطرّة على الذهاب معه لركلتهُ على وجهه حتى يعلم كم هي فاتنة وليتغزل بها هكذا.
دلَّتهُ على منزل عائلة بارك، ثم شكرته قبل أن تترجل من السيارة وتدخل إلى الفيلا، لا يُمكنها أن تذهب إلى راين أو جاي، كلاهما الآن بعيدان عن منازِلهما في رحلات عمل، وذلك لم يترك لها خيارًا آخر سوى عائلة زوجها، طرقت الباب عدة مرات حتى فتحت لها إحدى الخادمات، حيَّتها ثم دخلت إلى صالة الجلوس حيثُ عادةً تجلس العائلة.
وجدت والديه هناك، تحمحمت لتلفت إنتباههما، ثم تقدمت إليهما عندما إلتفتا إليها مُرحٍّبين بإبتسامة واسعة، سَلَّمَت على كليهما بإنفراد ثم جلست مقابلهما بإرتباك، أردفت السيدة يورين عندما لاحظت إرتباك زوجة ابنها.
-ما بالك يا ابنتي؟!
لا تبدين لي بخير، أين تشانيول؟ لِمَ لستِ بِصُحبتِه؟!
تنهَّدت آري، ثم أخفضت رأسها تنظر نحو الأرض، وبتوتر شديد همست بصوت خافت.
-في الحقيقة أنا هربت من تشانيول.
دُهِش والديه بشدة، ووقف والده غاضباً.
-ما الذي يحدث لكما؟!
لِمَ لا تعيشان بهدوء معًا؟!
سالت دموعها بهدوء على خدِّها بينما تهمس مُبرِّرة نفسها.
-مشاكلنا لا تنتهي، وأنا ما عدتُ أستطيع أن أُكمل دروب هذه الحياة، معه كُل الدروب تتحوَّل إلى مشقَّة، أنا أُريد أن أتطلَّق منه!
شهقت السيدة يورين، واقتربت تُمسك بكتفي آري تقول.
-لا يا ابنتي؛ لا يصل الأمر إلى هذا الحد، أنا أعلم كم هو يُحبُك، يستحيل أن يكون ابني كاذبًا بشأنِ حُبَّه لكِ!
جلس السيد كيو جون مُتنهِّداً؛ فمشاكل إبنه مع زوجته لا تنتهي أبدًا.
-وأين هو الآن؟!
همست آري لكنها إزدادت توترًا.
-هو في منزل بعيد رُبَّما، كان قد حبسني به من جهة الشرق.
أجلست يورين آري بجانبها، المواساة والأسف تنتشر علی ملامح وجهها، تعلم جيداً عقلية إبنها المُتحجِّرة، تصرُّفاته الغليظة، وغيرته المَقيتة، التي لا تتحملها أيُّ إمرأة مهما كانت صبورة، حاوطت السيدة كتفي آري بلطف، ثم قرَّبتها إليها حتی أسندت الصغيرة رأسها علی صدرها، إنها بحاجة للراحة الماسّة.
مسحت علی شعرها بكفَّيها الكهلين بلطف وحنان أُم، ثم همست علی مسامعها بهدوء.
-لا تقلقي يا ابنتي، لن يصيبك ضرر وأنتِ هنا، تستطيعن المكوث في غرفة زوجك طيلة فترة بقائكِ هنا، اذهبي لتأخذي قِسطاً من الراحة، فأنتِ تبدين مُنهكة، أنا ووالدك سنكون في حديقة القصر إن أحتجتِ شيء، حسناً؟
أومأت لها آري برأسها، ثم إستقامت لتصعد إلی غرفة زوجها في هذا المنزل، فتحت الباب لتفوح رائحته العبقة من الداخل، ذلك العبق مهما حاولت كرهه لا تستطيع، تمدَّدت علی سريره، ثم أغمضت عيناها بهدوء، سريره بارد مثله.
أخذها النوم عميقاً وكأنها لم تنم منذ دهور، الفِرار منه ولعبة المطاردة معه، كالتي بين القط الجائع و الفأر المتمسك بحياته، تحتاج إلى طاقة كبيرة وشُجاعة للفرار.
في الأسفل، الحديقة خصوصاً حيث يجلس الزوجان يورين وكيو جون بعد مغيب الشمس من جديد، همست يورين بقلق علی ابنها.
-أين تشانيول يا تری؟
غريب هو لم يأتي للآن!
أخاف إن أصابه مكروه ونحن لا نعلم عنه شيء.
تنهَّد كيو جون قبل أن يضع كفه الكَهِل علی كفها، ثم همس مُطَمئناً.
-لا تقلقي علی ابننا عزيزتي، هو بخير أؤكد لكِ. هو يُهاجم أوكار العصابات والمافيا بقلب أسد والآن خائفة عليه من ماذا؟
هو بالتأكيد يبحث عن زوجته في الأرجاء، في النهاية سيصل إلی هنا ثائر كعادته.
صدح صوت عجلات سيارة تحتك بالأرض بعنف، ثم صوت إنفراج باب الفيلا علی وِسعِه بعدها صوت صراخه الغاضب في الداخل، أردف السيد بارك قائلاً بينما يستقيم و يهرول إلی حيث ابنه.
-ألم أخبرك؟
الوحش صغيرك أتی.
ما إن ولج السيد بارك وزوجته إلی صالة الجلوس أخذا يبحثان عن ابنهما في الجوار، لكنه ما كان موجوداً، فهمست الخادمة بإرتجاف.
-سيدي، السيد الشاب صعد إلی غرفته في الأعلی، يبدو غاضباً جداً!
أما في الأعلى؛ فصوت تشانيول، الذي هز الطابق السفليّ، قد وصل إلی مسامع زوجته المستيقظة لِتوِّها، انتفضت راكضة إلی دورة المياه سريعاً، وأحكمت أغلاق الباب، حالما إنتهت من فعل ذلك فُتِحَ باب الغرفة بقوة جعلتها تغمض عيناها منُتفضة بفزع.
صوت صراخه الغاضب منادياً باسمها جعلها تفتح عيناها وأنفاسها قد إضطربت بالفعل، هدر بغضب شديد وهو يطرق باب دورة المياه بقبضتيه بقوة.
-آري؛ افتحي الباب، افتحي وإلا كسرته عليكِ!
همست بدعوات وهي تدور في الحمام تبحث عن شيء يدعم الباب، سحبت منضدة خشبية ثقيلة، ووضعتها أمام الباب حتی لا يستطيع كسره والدخول، ضرب الباب بقوة هادراً.
-قُلت أفتحي الباب وإلا حطمته عليكِ!
قالت آري بصوت عالي من خلف الباب حتی يسمعها.
-لستُ مجنونة لِأفتح لكَ الباب، لن أفتح وافعل ما شئت!
زمجر بغضب، وأخذ يضرب الباب بِكُل قوَّتِه.
-افتحي الباب قلتُ لكِ!
أجابته من خلف الباب وأهتِزاز نبرة صوتها واضحة جداً علی مسامعه؛ هي خائفة.
-أنا لن أفتح، أنت ستقتلني إن فتحتُ الباب لك وأمسكت بي!
همس صاراً علی أسنانه حتی برز فكه الحاد.
-حزرتِ، أنا سأقتلك عندما أمسك بك!
صرخت من الداخل.
-إذًا لن أخرج أبداً!
ركل الباب بعصبيّة شديدة بينما يهدر بصراخ.
-افتحي واللعنة!
صرخت باكية من الداخل من شدة الخوف منه.
-لن أخرج، أنا خائفة منك!
صمت هو من الخارج، يلهث أنفاسه الغاضبة وصدره يرتفع وينخفض بغضب شديد، يشعر بعروقه تمزقت من شدة الغضب، الطرق علی باب غرفته لا يتوقف، والديه يطرقان الباب ويطلبان منه فتح الباب، فصرخ بغضب.
-لن أفتح لأحد، ولن تخرج هي من هنا إلا عندما أُريها الرجولة.
يعلم والداه إبنهما جيداً فهو إن عزم علی فعلِ شيء سيفعله ولن يستطيع أحد منعه، جلس تشانيول علی السرير، كوّر الغطاء بقبضته ثم قال.
-حسناً اخرجي يا آري، لن أفعل بكِ شيئاً سيئاً.
أجابته من الداخل بينما ترتجف بخوف ولمحت من كلماته الأمل علی أن لا يؤذيها، هي في دورة المياة مُذُّ ساعة وتخاف أن تبقى أكثر، لديها فوبيا
-لن تؤذيني؟!
تبسَّم بغضب وعيناه إحمرَّت ثم تصنَّع نبرة هادئة كي يجُرها بها إلی وكر الوحش.
-لا لن أؤذيكِ، هيا اخرجي.
وضعت يدها علی قلبها تتحسَّس نبضه القوي وكأنه قرع طبول في الداخل وليس قلباً يضخ الدماء، تنهدت بقوة ثم أبعدت المنضدة عن الباب لتهمس بخوف.
-تعدني؟!
إتَّسعت إبتسامته الغاضبة هامساً.
-نعم
وقف حُذوَّ الباب، بينما يراقب قُفل الباب تفتحهُ من الداخل.
فتحتهُ بِبُطء؛ ليدفع الباب بقوة بكتفِه، فصرخت آري بخوف وجسدها قد أرتدَّ للخلفِ بقوة، سحبها من ذراعِها بِعُنف، ثم رمی بها بقوة علی سريره لتصرخ بأعلى صوتها، ما إن رفعت رأسها تود الهرب منه كان قد أعتلاها وصفع وجنتها بقوة جعلتها تصرخ بألم؛ لقد خدعها.
ثبَّت معصميها علی السرير وجسدها بقدميه ثم همس مبتسماً بغضب كالمجنون.
-لنری آري القوية المتمردة إلى متی ستصمد؟!
أرتجف ذقنها بخوف شديد بينما تهمس، وجهها الأحمر ملطخ بالدموع بشكلٍ مُزّري.
-لقد وعدتني!
قبض علی فكِّها، ثم ضرب رأسها بالفراش أسفلها هادراً.
-ما سأفعله بكِ ليس سيئ، سأُريكِ رجولتي ماذا ستفعل بكِ، فقط هذا!
●●●
يُتبَع...
ورد شائك|| Love Sickness
"خائن العهود"
24th/Jan/2022
●●●
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
CH22||خائن العهود
ابدعتى
Відповісти
2018-09-12 20:10:45
1