CH12||ما زالت تُحبني
بارك تشانيول (وحشُ الشُّرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"ما زالت تُحبني"
...
تدري أنَّهُ لا يستحق أن تخاف عليه، ولكن لِمَ تخاف؟!
لقد حلَّت ساعات ظُهرَ اليوم المُوالي وما زالت لم تسمع خبرًا عن تشانيول ولم يَعُد بعد. وآري مرَّ عليها كُلَّ هذا الوقت أمرَّ من العلقم، ألا تود التخلُّص منه؟!
نعم؛ ولكن ليس على حِساب روحه. هي لا تكرهه، ولا تتمنّى له الأذيّة.
رفضت تناول وجبة الإفطار مع العائلة في وقته، واكتفت بِشُربِ كوب قهوة؛ فالأرق جالسها طيلةِ الليل.
لم تَكُ عائلته ينتابُها القلق كما تفعل آري؛ وذلك لأنَّهم شهدوا ليالٍ عسيّرة كهذهِ أخيرًا؛ جميعها إنتهت بعودةِ تشانيول بخير؛ ولكنَّها أول مُداهمة يقوم بها تشانيول بعد زواجه؛ لذا آري ترى ذلك لأولِ مرَّة وتخاف عليه مثل هذا الخوف لأولِ مرَّة.
كانت هادئة، لم تُثير أيُّ ضجّة، لكن قلبها يغلي على نار، لم تتكلَّم عن شعورها بالقلق، ولكن دون كلام أحاسيسها جليّة على وجهها الذابل.
أتت والدة تشانيول وجلست بجوارِها، ثم أخذت تُربِّت على كتفها، وهمست.
"أنتِ خائفة على تشانيول؛ ألستِ كذلك؟"
تنهَّدت آري وأخفضت رأسها إلى حِجرها حيثُ تلعب بأصابعها بتوتر، تنهَّدت السيدة، ثم جذَّبت آري وجعلتها تضع رأسها على صدرها.
"الأمر طبيعي يا ابنتي، وإن تأخر بالعودة هذا لا يعني أن مكروه قد أصابه. هو سيكون بخير أعدك. أنا كنتُ أخاف عليه كثيرًا في بداية إلتحاقه للشُّرطة كما تفعلي أنتِ الآن. وكان أحيانًا يغيب ثلاثة أيام في مداهمة على عصابات، وقتلة، وحتى المافيا؛ ولكنه كان دائمًا يعود بخير؛ فلا تقلقي عليه. أنا أنجبتُ بطلًا يحمي بلده من كل سوء."
تنفَّست آري بِعُمق ثم زفرت بهدوء تُهدّئ نفسها، ثم أومأت للسيدة ورسمت على ثغرها إبتسامة ضيّقة؛ لا تُريد أن تُضيف عبأً على أكتافهم.
فجأة؛ راودها شعور أنَّهُ هُنا؛ كما لو أنَّها تراه، أو تسمع صوت خطواته، أو تشتَّم رائحة عطره. وتركيزها بالنظر على الباب المنزل قبل أن يُفتَح حتّى لفت إنتباه الجميع. كانت تنتظره أن يفتح الباب بخشونة كمل يفعل عادة، ثم يدخل وعلى شفتيه إبتسامته المغرورة وهو يقول أنَّهُ إنتصر.
تبسَّمت شفتاها وإمتلأت عيناها بالدموع حينما دار مِقبض الباب؛ لتهب واقفة سريعًا تنتظره، وحالما لمحت له طيفًا ركضت إليه وتسلَّقت كتفيه بذراعيها وهي الآن فقط أخذت تبكي، لقد إندفعت ناحيته بقوّة حتى إنه إضطرَّ أن يتَّكئ على المِنضدة الصغيرة الموضوعة قُرب الباب بعدما تراجع خطوة واحدة.
تبسَّم إبتسامة واسعة جعلت عيناه تلمع ومعالم وجهه تتلألئ، لقد كذَّبت الأمس حينما أخبرته أنَّها لا تحمل له أي شعور؛ وإلا كيف تُفسِّر هذا السلوك لو لم يَكُ حُبًّا.
ما زالت تُحِبه حقًا، وبسببِ شعورها الواضح شعر أن تعبه كُلَّهُ زال؛ وكأنَّهُ لم يَخُض نِزالًا بالنّارِ والرصاص لليلةٍ كاملة أبدًا. لقد بدى شاكرًا وسعيدًا، لأن قلبها ما زال يتمسَّك به رُغمًا عنها.
"أنا بخير يا حبيبتي لذا لا تبكي. تعلمين أنَّني رَجُل لا يُقهر فلا تخافي علي!"
رفع رأسها عن كتفه وهو يبتسم لها، ثم مسح دموعها عن وجنتيها، قبَّل جبهتها ثم ربَّت على ظهرِها بِلُطف قبل أن يبتعد. أدركَ والدته وضمَّها بين يديه وهي كانت تبكي.
"أنها ليست أول مهمة تشهدينها لي؛ فلِمَ تبكي؟! ظننتُكِ إعتدتِ!"
"أنتَ ابني، لن أعتاد"
إبتعد عن والدته بعدما هدأت، ثم نظر إلى يورا، التي تحبس دموعها بالكاد، فركضت إليه تُعانقه وهو أخذ يمسح على رأسِها بِلُطف.
...
في المساء وعلى طاولة العشاء؛ حيث تجلس العائلة كاملة على طاولة الطعام في حديقة المنزل يتناولون عشائهم بهدوء بعد أن أصرَّ السيد بارك أن يبيت ولده في البيت هذه الليلة.
"كيف سارت مهمتك بني؟"
تسآل السيد وتشانيول بان غاضبًا حينما تذكَّر تلك السيرة.
"لقد فرَّ مني ذلك الفأر قبل أن أمسك به. سأحرص في المستقبل أنَّني سأُمسك به، واجعل قبضة العدالة تقطع له رقبته!"
بعد كلامهِ هذا؛ أخذن آري ويورا ينظرن له، إنَّهُ حقًا مُخيف حينما يتعلَّق الأمر بالمُجرمين والمُعتدين على الدولة.
...
ليلًا؛ كانت آري تجلس على السرير في غُرفة تشانيول بالمنزل وهي تقرأ كتابًا، وأما تشانيول فلقد كان يستحم. أثناء ذلك؛ شعرت بهاتفها يهتز على المِنضدة بجانب السرير، لتَرُد حالما قرأت اسم المتصل بهدوء.
"أهلًا سيد نيكون"
أدركها أثره الهادئ.
"أهلًا بكِ يا سيّدتي؛ لقد أخبرتِني أن كتابكِ القادم سيكون رواية. واتفقنا أن تُسلميني أياه هذا الشهر؛ ليتم التدقيق به، وتصميم غلافه، ثم نسخه، ونشره. وماذا سيكون اسمه؟!"
نظرت هي نحو باب دورة المياه عندما شعرت بالباب يُدار، ثم نظرت إلى تشانيول وهو يضع روبه فقط وبدنه كذلك شعره على جبينه يُقطِّر ماءً.
امعنت النظر إليه، ولا تُنكِر أن نظرها اصطدم بجسدِه بعفويّة، رفعت بصرها إلى شفتيه التي تبتسم بغرور، ثم عينيه التي ترمقها بجُرءة؛ فابتسمت وهمست لمن ينتظر ردّها على الهاتف.
"سيكون اسمه (ورد شائك)"
أغلقت الهاتف، ثم وضعته جانبًا فيما هي مشغولة عن تشانيول الذي يقترب وأنفاسه الدافئة تُدرك وجهها، ثم أنفه أخذ يلمس بشرة وجنتيها، إزدرئت جوفها ثم أخذ صدرها يرتفع وينخفض سريعًا.
أغمضت عيناها بوهن حينما طبع قُبلة رطبة على عُنقها، وضعت يدها على كتفيه، ثم أخفضتهما تتلمَّس صدره الصلب، ثم معدته ذات العضلات البارزة بإطرافِ أصابعها تجعله يتنفَّس بإضطراب، وينشُز وينتشي أينما تلمسه، وعضلاته تنقبض تحت أطراف أصابعها. رفعت يداها إلى رقبته، ثم رفعت نظرها لتنظر بعينيه، التي فتحها عندما شعرَ بيديها على عنقه.
مال إليها، ثم قوَّم ذقنِها بين أصابعه لزواية مُثلى لتقبيل شِفاهها.
في الصباح؛ أستيقظت آري قبل تشانيول فوجدت نفسها تنام على صدره. تنهَّدت وهي تتذكَّر أحداث الأمس، هل سلَّمتهُ نفسها لأنَّها حقًا ما زالت تُحِبه كما هذى في أذنها؟!
لا يُمكنها تفسير قلقها عليه الأمس سوى حُبًا، لِمَ ما زالت تُحِبُه؟! لا تفهم.
أرادت أن تنهض، ولكن ذراعيه يتمسَّكان بها بشدَّة لدرجة تعجز بها أن تتحرَّك. نظرت إليه حينما قال بنبرةٍ واسنة دون أن يفتح عينيه حتى.
"ما زِلتُ لم أكتفي منكِ فابقي معي!"
تنهَّدت، ثم ابتسمت حينما وضع رأسه على صدرها وأكمل نومه، أخذت تُداعب خُصل شعره بين أناملها.
قليلًا وأخذ أحدهم يطرق باب الغرفة؛ فتذمَّر تشانيول مُزعِجًا ونهض ليفتح الباب، بينما هي ترفع الغطاء لتستر جسدها العاري، ولكنَّها فقط لاحظت في حين مُتأخِّر أنَّهُ نهض ليفتح الباب وهو لا يرتدي سوى سروال قصير، وقد فتح الباب على وسعه؛ لتشهق آري وتختبئ تحت أغطية السرير.
سمعت صوت والدة تشانيول التي بدت خجلة.
"ولدي؛ أتيتُ لأخبرك أن الفطور جاهز. هيّا تعال مع آري، أين هي بالمناسبة؟!"
أجابها تشانيول و هو يشير لسرير.
"تختبئ تحت أغطية السرير"
شهقت آري بإحراج حينما سمعت أجابته، وضربت رأسها بالفراش عدة مرات وهي تلعنها وتلعنه، لإنها سلمته جسدها وبكل حب.
ذهبت والدة تشانيول وهو أغلق الباب وعاد إلى زوجته، ثم جلس على السرير، لِتُتمتم آري بغضب دون أن تخرج نفسها من أسفل الأغطية.
"ألا تخجل؟! كيف تقول لأُمكَ هكذا؟! لا يجوز أن تُفشي خصوصيتنا لأحد!"
سحب الغطاء عن رأسها، فيجد نفسه لا يصل لوجهها بسبب شعرها الذي تناثر حولها. رفعها من ذراعيها لتجلس على السرير، ثم همس ونظره ينخفض على جذعها.
"ليس من شيمي الكذب ولكنني منحرف من الطراز الأول!"
كشَّرت حاجبيها بعدم فهم، ثم تتبَّعت ما ينظر إليه؛ لتُلاحظ أن الغطاء قد وقع عن جسدها. إحمرَّت خجلًا عندما اتسعت إبتسامته، ثم دفعها على السرير قبل أن تؤتي بحركة تبغي بها الفِرار منه، ثم إعتلاها فهمست وهي تتجنب النظر بعينيه الخبيثتين.
"أليس من الأفضل أن تكذب على أن تخبرها أننا قضينا ليلتنا معًا؟!"
آمال برأسه للجانب ليتسنى له رؤية تفاصيل وجهها ثم أجاب.
"أنا لا أُبالي لو علمت. والآن ذلك الإحمرار بخديكِ يُغريني، فأريد مُقابلًا في الحال!"
رمقته بغضب وتمتمت.
"لا شيء لك!"
رفع حاجبه بإستنكار وابتسامة خبيثة رفعت شفتيه، ثم رفع عنها الغطاء ليهبط عليها بِقُبلاته الحارّة من شحمةِ أُذنها وإلى فكِّها، وذقنِها، ورقبتِها، وأكتافِها؛ ومهما حاولت إبعاده آري لا يستمع، لذا تنهَّدت وتركته يفعل ما يشاء بها.
...
في مكان آخر؛ بل مكان مُختلف كُليًّا؛ جلس رَجُل معروف بِحُسن أخلاقه النبيلة؛ ولكن الحقيقة أنَّهُ رجل لا يهاب شيء، هدفه الأول في حياته إدخار المزيد من المال رغم حساباته المصرفيّة، التي تتجاوز مئة مليون دولار، والثاني أن يحصل على إمرأة تجعله يفديها بدمه دون مبالاة.
رجل دار الأرض، وعرفه العالم بالنبيل، المُثقَّف، صاحب أعمال خيريّة كثيرة؛ ولكن لا أحد يعلم أنَّهُ رجل مافيا في المقام الأول قبل أن يكون صاحب شركة أجهزة ذكية.
رَجُل شاب تجاوز مُنتصف ثلاثينيّاته، ولد بملعقة من ذهب بفمه، وحوَّل هذا الذهب إلى ألماس عبر أعماله المشروعة والغير مشروعة.
رَجُل ألدَّ أعدائه مُحقِّق الشُّرطة يدور حوله للإنقضاض عليه، وأعزَّ أحبابه إمرأة في مُخيلته لم يُصادفها في حياته ألبتة، هي فقط تسكن مخيلته، ولقد أقسم إن وجدها يومًا سيتمسّك بها بأسنانه، ويحميها من ضوء الشمس ونسمة الهواء.
رفع نظره عن أوراقه عندما استمع إلى صوت أخته الرقيق تُناديه بِلطف رغم التوجس في نبرتها؛ تُدعى بيوتي.
"أخي!"
وضع الأوراق على مكتبه، وابتسم لها بخفة، تقدَّمت منه، ثم همست حالما جلست على المقعد الذي يقابل طاولته.
"أردتُ أن أطلب منك شيئًا"
همهم وهو يطالعها بإهتمام، فقليلًا ما تأتي أخته الصغيرة تطلبه شيئًا.
"أود أن تُرافقني في حفل سيُقام غدًا"
و دون النظر إليها عاد ليدس إهتمامه بأوراق عمله.
"لستُ مُهتم، اذهبي وحدك بمرافقة حارسك الشخصي أينما تريدين."
نظرت إليه تتوسَّله.
"لكن أخي أيعقل أنني تشوي بيوتي أذهب لوحدي دون رفيق بينما صديقاتي سيرافقهن رجالهن؟!"
رفع نظره لها بحدة جعلتها تُخفض بصرها برهبة عنه.
"أنا لم أقصد أنَّني أُريد رفيق غريب، أنا أريد أن تذهب أنت معي أخي. أود التباهي بك، أود أن يعلم الجميع أنَّني أخت تشوي شيون، وأعدك أنَّ الحفل سيعجبك!"
......................................................
يُتبَع...
ورد شائك || Love Sickness
"ما زالت تُحبني"
4th/Sep/2021
................
دُمتُم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"ما زالت تُحبني"
...
تدري أنَّهُ لا يستحق أن تخاف عليه، ولكن لِمَ تخاف؟!
لقد حلَّت ساعات ظُهرَ اليوم المُوالي وما زالت لم تسمع خبرًا عن تشانيول ولم يَعُد بعد. وآري مرَّ عليها كُلَّ هذا الوقت أمرَّ من العلقم، ألا تود التخلُّص منه؟!
نعم؛ ولكن ليس على حِساب روحه. هي لا تكرهه، ولا تتمنّى له الأذيّة.
رفضت تناول وجبة الإفطار مع العائلة في وقته، واكتفت بِشُربِ كوب قهوة؛ فالأرق جالسها طيلةِ الليل.
لم تَكُ عائلته ينتابُها القلق كما تفعل آري؛ وذلك لأنَّهم شهدوا ليالٍ عسيّرة كهذهِ أخيرًا؛ جميعها إنتهت بعودةِ تشانيول بخير؛ ولكنَّها أول مُداهمة يقوم بها تشانيول بعد زواجه؛ لذا آري ترى ذلك لأولِ مرَّة وتخاف عليه مثل هذا الخوف لأولِ مرَّة.
كانت هادئة، لم تُثير أيُّ ضجّة، لكن قلبها يغلي على نار، لم تتكلَّم عن شعورها بالقلق، ولكن دون كلام أحاسيسها جليّة على وجهها الذابل.
أتت والدة تشانيول وجلست بجوارِها، ثم أخذت تُربِّت على كتفها، وهمست.
"أنتِ خائفة على تشانيول؛ ألستِ كذلك؟"
تنهَّدت آري وأخفضت رأسها إلى حِجرها حيثُ تلعب بأصابعها بتوتر، تنهَّدت السيدة، ثم جذَّبت آري وجعلتها تضع رأسها على صدرها.
"الأمر طبيعي يا ابنتي، وإن تأخر بالعودة هذا لا يعني أن مكروه قد أصابه. هو سيكون بخير أعدك. أنا كنتُ أخاف عليه كثيرًا في بداية إلتحاقه للشُّرطة كما تفعلي أنتِ الآن. وكان أحيانًا يغيب ثلاثة أيام في مداهمة على عصابات، وقتلة، وحتى المافيا؛ ولكنه كان دائمًا يعود بخير؛ فلا تقلقي عليه. أنا أنجبتُ بطلًا يحمي بلده من كل سوء."
تنفَّست آري بِعُمق ثم زفرت بهدوء تُهدّئ نفسها، ثم أومأت للسيدة ورسمت على ثغرها إبتسامة ضيّقة؛ لا تُريد أن تُضيف عبأً على أكتافهم.
فجأة؛ راودها شعور أنَّهُ هُنا؛ كما لو أنَّها تراه، أو تسمع صوت خطواته، أو تشتَّم رائحة عطره. وتركيزها بالنظر على الباب المنزل قبل أن يُفتَح حتّى لفت إنتباه الجميع. كانت تنتظره أن يفتح الباب بخشونة كمل يفعل عادة، ثم يدخل وعلى شفتيه إبتسامته المغرورة وهو يقول أنَّهُ إنتصر.
تبسَّمت شفتاها وإمتلأت عيناها بالدموع حينما دار مِقبض الباب؛ لتهب واقفة سريعًا تنتظره، وحالما لمحت له طيفًا ركضت إليه وتسلَّقت كتفيه بذراعيها وهي الآن فقط أخذت تبكي، لقد إندفعت ناحيته بقوّة حتى إنه إضطرَّ أن يتَّكئ على المِنضدة الصغيرة الموضوعة قُرب الباب بعدما تراجع خطوة واحدة.
تبسَّم إبتسامة واسعة جعلت عيناه تلمع ومعالم وجهه تتلألئ، لقد كذَّبت الأمس حينما أخبرته أنَّها لا تحمل له أي شعور؛ وإلا كيف تُفسِّر هذا السلوك لو لم يَكُ حُبًّا.
ما زالت تُحِبه حقًا، وبسببِ شعورها الواضح شعر أن تعبه كُلَّهُ زال؛ وكأنَّهُ لم يَخُض نِزالًا بالنّارِ والرصاص لليلةٍ كاملة أبدًا. لقد بدى شاكرًا وسعيدًا، لأن قلبها ما زال يتمسَّك به رُغمًا عنها.
"أنا بخير يا حبيبتي لذا لا تبكي. تعلمين أنَّني رَجُل لا يُقهر فلا تخافي علي!"
رفع رأسها عن كتفه وهو يبتسم لها، ثم مسح دموعها عن وجنتيها، قبَّل جبهتها ثم ربَّت على ظهرِها بِلُطف قبل أن يبتعد. أدركَ والدته وضمَّها بين يديه وهي كانت تبكي.
"أنها ليست أول مهمة تشهدينها لي؛ فلِمَ تبكي؟! ظننتُكِ إعتدتِ!"
"أنتَ ابني، لن أعتاد"
إبتعد عن والدته بعدما هدأت، ثم نظر إلى يورا، التي تحبس دموعها بالكاد، فركضت إليه تُعانقه وهو أخذ يمسح على رأسِها بِلُطف.
...
في المساء وعلى طاولة العشاء؛ حيث تجلس العائلة كاملة على طاولة الطعام في حديقة المنزل يتناولون عشائهم بهدوء بعد أن أصرَّ السيد بارك أن يبيت ولده في البيت هذه الليلة.
"كيف سارت مهمتك بني؟"
تسآل السيد وتشانيول بان غاضبًا حينما تذكَّر تلك السيرة.
"لقد فرَّ مني ذلك الفأر قبل أن أمسك به. سأحرص في المستقبل أنَّني سأُمسك به، واجعل قبضة العدالة تقطع له رقبته!"
بعد كلامهِ هذا؛ أخذن آري ويورا ينظرن له، إنَّهُ حقًا مُخيف حينما يتعلَّق الأمر بالمُجرمين والمُعتدين على الدولة.
...
ليلًا؛ كانت آري تجلس على السرير في غُرفة تشانيول بالمنزل وهي تقرأ كتابًا، وأما تشانيول فلقد كان يستحم. أثناء ذلك؛ شعرت بهاتفها يهتز على المِنضدة بجانب السرير، لتَرُد حالما قرأت اسم المتصل بهدوء.
"أهلًا سيد نيكون"
أدركها أثره الهادئ.
"أهلًا بكِ يا سيّدتي؛ لقد أخبرتِني أن كتابكِ القادم سيكون رواية. واتفقنا أن تُسلميني أياه هذا الشهر؛ ليتم التدقيق به، وتصميم غلافه، ثم نسخه، ونشره. وماذا سيكون اسمه؟!"
نظرت هي نحو باب دورة المياه عندما شعرت بالباب يُدار، ثم نظرت إلى تشانيول وهو يضع روبه فقط وبدنه كذلك شعره على جبينه يُقطِّر ماءً.
امعنت النظر إليه، ولا تُنكِر أن نظرها اصطدم بجسدِه بعفويّة، رفعت بصرها إلى شفتيه التي تبتسم بغرور، ثم عينيه التي ترمقها بجُرءة؛ فابتسمت وهمست لمن ينتظر ردّها على الهاتف.
"سيكون اسمه (ورد شائك)"
أغلقت الهاتف، ثم وضعته جانبًا فيما هي مشغولة عن تشانيول الذي يقترب وأنفاسه الدافئة تُدرك وجهها، ثم أنفه أخذ يلمس بشرة وجنتيها، إزدرئت جوفها ثم أخذ صدرها يرتفع وينخفض سريعًا.
أغمضت عيناها بوهن حينما طبع قُبلة رطبة على عُنقها، وضعت يدها على كتفيه، ثم أخفضتهما تتلمَّس صدره الصلب، ثم معدته ذات العضلات البارزة بإطرافِ أصابعها تجعله يتنفَّس بإضطراب، وينشُز وينتشي أينما تلمسه، وعضلاته تنقبض تحت أطراف أصابعها. رفعت يداها إلى رقبته، ثم رفعت نظرها لتنظر بعينيه، التي فتحها عندما شعرَ بيديها على عنقه.
مال إليها، ثم قوَّم ذقنِها بين أصابعه لزواية مُثلى لتقبيل شِفاهها.
في الصباح؛ أستيقظت آري قبل تشانيول فوجدت نفسها تنام على صدره. تنهَّدت وهي تتذكَّر أحداث الأمس، هل سلَّمتهُ نفسها لأنَّها حقًا ما زالت تُحِبه كما هذى في أذنها؟!
لا يُمكنها تفسير قلقها عليه الأمس سوى حُبًا، لِمَ ما زالت تُحِبُه؟! لا تفهم.
أرادت أن تنهض، ولكن ذراعيه يتمسَّكان بها بشدَّة لدرجة تعجز بها أن تتحرَّك. نظرت إليه حينما قال بنبرةٍ واسنة دون أن يفتح عينيه حتى.
"ما زِلتُ لم أكتفي منكِ فابقي معي!"
تنهَّدت، ثم ابتسمت حينما وضع رأسه على صدرها وأكمل نومه، أخذت تُداعب خُصل شعره بين أناملها.
قليلًا وأخذ أحدهم يطرق باب الغرفة؛ فتذمَّر تشانيول مُزعِجًا ونهض ليفتح الباب، بينما هي ترفع الغطاء لتستر جسدها العاري، ولكنَّها فقط لاحظت في حين مُتأخِّر أنَّهُ نهض ليفتح الباب وهو لا يرتدي سوى سروال قصير، وقد فتح الباب على وسعه؛ لتشهق آري وتختبئ تحت أغطية السرير.
سمعت صوت والدة تشانيول التي بدت خجلة.
"ولدي؛ أتيتُ لأخبرك أن الفطور جاهز. هيّا تعال مع آري، أين هي بالمناسبة؟!"
أجابها تشانيول و هو يشير لسرير.
"تختبئ تحت أغطية السرير"
شهقت آري بإحراج حينما سمعت أجابته، وضربت رأسها بالفراش عدة مرات وهي تلعنها وتلعنه، لإنها سلمته جسدها وبكل حب.
ذهبت والدة تشانيول وهو أغلق الباب وعاد إلى زوجته، ثم جلس على السرير، لِتُتمتم آري بغضب دون أن تخرج نفسها من أسفل الأغطية.
"ألا تخجل؟! كيف تقول لأُمكَ هكذا؟! لا يجوز أن تُفشي خصوصيتنا لأحد!"
سحب الغطاء عن رأسها، فيجد نفسه لا يصل لوجهها بسبب شعرها الذي تناثر حولها. رفعها من ذراعيها لتجلس على السرير، ثم همس ونظره ينخفض على جذعها.
"ليس من شيمي الكذب ولكنني منحرف من الطراز الأول!"
كشَّرت حاجبيها بعدم فهم، ثم تتبَّعت ما ينظر إليه؛ لتُلاحظ أن الغطاء قد وقع عن جسدها. إحمرَّت خجلًا عندما اتسعت إبتسامته، ثم دفعها على السرير قبل أن تؤتي بحركة تبغي بها الفِرار منه، ثم إعتلاها فهمست وهي تتجنب النظر بعينيه الخبيثتين.
"أليس من الأفضل أن تكذب على أن تخبرها أننا قضينا ليلتنا معًا؟!"
آمال برأسه للجانب ليتسنى له رؤية تفاصيل وجهها ثم أجاب.
"أنا لا أُبالي لو علمت. والآن ذلك الإحمرار بخديكِ يُغريني، فأريد مُقابلًا في الحال!"
رمقته بغضب وتمتمت.
"لا شيء لك!"
رفع حاجبه بإستنكار وابتسامة خبيثة رفعت شفتيه، ثم رفع عنها الغطاء ليهبط عليها بِقُبلاته الحارّة من شحمةِ أُذنها وإلى فكِّها، وذقنِها، ورقبتِها، وأكتافِها؛ ومهما حاولت إبعاده آري لا يستمع، لذا تنهَّدت وتركته يفعل ما يشاء بها.
...
في مكان آخر؛ بل مكان مُختلف كُليًّا؛ جلس رَجُل معروف بِحُسن أخلاقه النبيلة؛ ولكن الحقيقة أنَّهُ رجل لا يهاب شيء، هدفه الأول في حياته إدخار المزيد من المال رغم حساباته المصرفيّة، التي تتجاوز مئة مليون دولار، والثاني أن يحصل على إمرأة تجعله يفديها بدمه دون مبالاة.
رجل دار الأرض، وعرفه العالم بالنبيل، المُثقَّف، صاحب أعمال خيريّة كثيرة؛ ولكن لا أحد يعلم أنَّهُ رجل مافيا في المقام الأول قبل أن يكون صاحب شركة أجهزة ذكية.
رَجُل شاب تجاوز مُنتصف ثلاثينيّاته، ولد بملعقة من ذهب بفمه، وحوَّل هذا الذهب إلى ألماس عبر أعماله المشروعة والغير مشروعة.
رَجُل ألدَّ أعدائه مُحقِّق الشُّرطة يدور حوله للإنقضاض عليه، وأعزَّ أحبابه إمرأة في مُخيلته لم يُصادفها في حياته ألبتة، هي فقط تسكن مخيلته، ولقد أقسم إن وجدها يومًا سيتمسّك بها بأسنانه، ويحميها من ضوء الشمس ونسمة الهواء.
رفع نظره عن أوراقه عندما استمع إلى صوت أخته الرقيق تُناديه بِلطف رغم التوجس في نبرتها؛ تُدعى بيوتي.
"أخي!"
وضع الأوراق على مكتبه، وابتسم لها بخفة، تقدَّمت منه، ثم همست حالما جلست على المقعد الذي يقابل طاولته.
"أردتُ أن أطلب منك شيئًا"
همهم وهو يطالعها بإهتمام، فقليلًا ما تأتي أخته الصغيرة تطلبه شيئًا.
"أود أن تُرافقني في حفل سيُقام غدًا"
و دون النظر إليها عاد ليدس إهتمامه بأوراق عمله.
"لستُ مُهتم، اذهبي وحدك بمرافقة حارسك الشخصي أينما تريدين."
نظرت إليه تتوسَّله.
"لكن أخي أيعقل أنني تشوي بيوتي أذهب لوحدي دون رفيق بينما صديقاتي سيرافقهن رجالهن؟!"
رفع نظره لها بحدة جعلتها تُخفض بصرها برهبة عنه.
"أنا لم أقصد أنَّني أُريد رفيق غريب، أنا أريد أن تذهب أنت معي أخي. أود التباهي بك، أود أن يعلم الجميع أنَّني أخت تشوي شيون، وأعدك أنَّ الحفل سيعجبك!"
......................................................
يُتبَع...
ورد شائك || Love Sickness
"ما زالت تُحبني"
4th/Sep/2021
................
دُمتُم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
CH12||ما زالت تُحبني
روعة
Відповісти
2018-09-12 20:08:50
1