The End
" ورد شائك "
" عزيزتي ، لا تتزوجي بمحقق ، هم حادي الطِباع إلا إن أردتِ خوض تجربة مشابهة ، وقتها كوني قوية لتحمل وخزات الشوك الأليمة ."
Ari's point of view
أشعر بالنور يتدفق إلى عيني و ضوضاء سمعية تزعجني ، إنها كقطرات تقع في ماء ، تنهدت ، أشعر بأنفاسي ثقيلة ، فتحت عيناي بخفة لأنظر إلى ما يملئ نظري ، سقف أبيض ، المستشفى مجدداً .
هبطت يدي أتلمس فيها بطني و عندما شعرت بتكورها إبتسمت رغم تجمع الدموع في عيني ، ابني ما زال يحيى في بطني ، هذا ما يهمني ، ابني حيٌ يُرزق و أنا ما زلت أماً .
أذكر أن تشانيول احتضنني بدمائي ، بالتأكيد هو من جلبني إلى هنا بعد أن ضربني ذلك الحقير ، لففتُ عنقي إلى جانبي لآراه هنا ، يضع رأسه على السرير و يحتضن كفي بكلتا يديه ، إبتسمت لرؤيته بخير مجدداً .
رفعت يدي المحقونة بمحلول يتصل بكيس مغذي أعلى رأسي ، داعبت شعره الذي قد طال قليلاً بكفي و ابتسمت أتأمل ملامحه الجميلة التي قد اشتقتُ لها بقدر عطَّشني فأثار بي الجفاف لرؤيته .
إنني مشتاقة له بطريقة أعجز بها عن التعبير ، ربما إشتقتُ إليه أكثر مما أحبه ، تنهد و حرك رأسه أسفل كفي فابتسمت ، رفع رأسه بخفة ثم أخذ يرمش بخفة حتى اتضحت رؤيته و رآني في عينيه ممتثلة أمامه .
رفع رأسه وقتها سريعاً و امتثل وجهه مقابل وجهي حتى أن أنفه لامس أنفي ، كان ينظر إلى وجهي بشوق طفل و نهم رضيع جعلني أضحك رغماً عني ، رفع أنامله يتحسس بها ملامح وجهي و إبتسامة سعيدة لاحت على شفتيه .
عندما وصلت أنامله شفتيّ قبلتهم بخفة ثم ما شعرت إلا بجنون زوجي يأتيني إن رفع أنامله و أتتني شفتيه ، إتسعت إبتسامتي و عقدت ذراعاي حول كتفيه أجذبه لي أكثر بينما هو يقبلني بجنون .
فيه عطش قسيس جُبِر على الرهبانية إلي ، أشعر بأنه يتقفى من القبلات التي يأخذها مني شبع و ضمأ أو بالأصح حياة ، أقبله قبلة و يردها لي بعشرة أمثالها ، لوهلة نسينا أننا في المستشفى ، بين شوقي و شوقه سيضيع العقل و منطقه بالتأكيد .
إرتفع عني بعدما نال مني طاقتي كلها و فوقها حبة حُب ، تبسمت مجدداً بينما يتلمس بإبهامه شفتيّ ثم راح ينظر بعيني كالضائع إن وجد ضالته ، أكان ضائع دوني ؟!
رفعت يدي أتحسس خصل شعره ثم زلفتُ إليه لأقبله مجدداً ، تلك المرة أنا سأقوده بشغفي ، إنني لأحبه بقدر ما يحب البشر أجمعين ، سددتُ له قبلات كثيرة بقدر ذرات الشوق التي كننتها له أثناء بعدي عنه .
تخليتُ عن ثوب خجلي و رميتُ حيائي بعيداً ، يحق لي أن أكون مجنونة في الحب و جريئة في تسديد ديونه لي ، إنني مشتاقة بقدر ما هو مشتاق .
كاد أن يبتعد عني رحمة بي لكنني تمسكت به أقبله أكثر ، أخبره بلغة القُبل ألا يتركني بمحارب الشوق وحيدة ، راحت يداي تنهم من عنقه لمسات و من شفتيه قبلات و من صدره أحضان ، إنني مشتاقة له بهذا القدر .
أخليت سبيله من أطواق جرائتي التي لم يعهدها مني عندما شعرت بأن حاجتي للأنفاس تطوقني ، دفعته لعناق في محاربي و تركت قبلة فاسدة على عنقه ، لأول مرة أترك عليه أثري .
نظر إلى وجهي عندما إنتهيت منه ثم همس ينظر في عينيّ بشرود .
تشانيول : تقتليني هكذا و لتوي نجوت !
إبتسمت له بخفة ، حبيبي ودع آري القديمة ، إنيّ إمرأة جديدة تماماً .
آري : ربما أدفعك إلي بجنون كما لم تعهدني من قبل .
إحتضن كفه وجنتي و همس بإبتسامة لعوب .
تشانيول : كيف ستدفعيني إلى الجنون ؟!
قبلت وجنته ليتنهد محموماً من عبثي ثم همست له .
آري : بقبلة شغوفة ، لمسة جريئة ، نظرة فاسدة .
قضم شفتيه بصمت و عينيه تحكي الكثير و نظراته تحترف بي الحب ، كنّا شغوفين بالعينين ، إقتنص من وجنتي لمسات حنون و ركن كفه عليها ليقول لي .
تشانيول : كيف كنتِ في بُعدي ؟! وحدكِ واجهتِ الوحوس و أنتِ عصفورة هزيلة .
إبتسمت لإنتشل يده من على وجنتي ثم قبلتها لأهمس .
آري : كنتُ في بعدك مشتاقة إليك ، إشتقت لأن تضمني و تحبني ، لياليّ كانت باردة في بعدك إذ أنك لست معي لتدفئني بصدرك ، لكنني كنتُ قوية ، أنا لم أكن عصفورة هزيلة ، حميت شبلك بمخالب لبؤة .
تبسم ثم وضع قبلة على جبيني ليقول .
تشانيول: أشعر أنكِ تغيرتِ ، تلك الكلمات و هذه الجراءة ليست لآري التي أعرفها .
نظرت إليه أصرف عليه نظرات حامية و محمومة .
آري : ألا تعجبك آري الجديدة !
إتسعت إبتسامته أكثر ثم قبل شفتيّ بخفة ليقول .
تشانيول : أنا أحبك كيفما كنتِ .
أحطت عنقه بذراعي و جذبته إليّ ، علقت عينيّ على شفتيه لأهمس .
آري : أنا أحبك كثيراً .
أصمت إبتساماته الودود و كلماته المحمومة بالحب بشفتي ، إذ أخذت أقبله من جديد و هو سريع الإستجابة لي ، تبسمت في منتصف القبلة إذ بدى مدهوشاً لجرئتي و لأنا الجديدة ، طاوعني بقبل كثيرة ، عليك أن تعتاد على زوجتك الجديدة .
تلك القديمة أنا قتلتها بيدي رحمة بها ، اليوم أنا إمرأة جديدة بمعايير جديدة و حب كثير و كرامة عالية ، حررته مني ثم همست أتلمس شفتيه بأنفاسي و شفتيّ .
آري : أنت كيف كنت في بُعدي ؟!
تنهد ليضمني بقوة إليه ثم همس .
تشانيول : ضائع بل ميت ، كنتُ ميت في بعدكِ ، كنتِ لي الهوى و الماء دونكِ أنا إختنقت و مت عطشاً .
حررني من عِناقه ثم نظر إلى وجهي ليقبل جبيني مجدداً ، وضعت يدي على وجنته ثم همست .
آري : أي حبيبي ! أنا معك للأبد و لن نفترق من جديد أبداً ، أنا و أنت أقوى من الظروف أن تقهرنا و أقوى من العواصف أن تشعلنا ، أنا لك و أنت لي باسم الحب و انتهت الحكاية .
أومئ لي بينما يمسح على شعري ، أرى بعض الدموع عالقة بين جفونه ، إبتسمت رغم عينيّ التي دمعت و داعبت وجنته بإبهامي فاقترب إلي و وضع رأسه على صدري و أحاط خصري بذراعيه ، ضممته لي و ربت عليه أواسيه بلمسات حنون و كثيرة .
فُتِح الباب لينهض تشانيول عني سريعاً و اتجه إلى النافذة يمنحني ظهره لكنني متأكدة بأنه يكفكف دموعه عني ، تبسمت و أنا أراقبه بينما أمسح دموعي أنا الأخرى ، تشانيول لا يبكي عادة ، عجيب أن أراه يبكي عليّ هكذا.
إبتسمت عندما رأيت جايجونغ و تشين يدلفان إلينا ، إقترب جايجونغ و قبل رأسي ثم همس .
جايجونغ : حمداً لله على سلامتك ، إشتقتُ لكِ كثيراً .
إبتسمت له بإمتنان ثم همست أحدثه .
آري : مشتاقة لك أيضاً .
نظرت إلى تشين فهنأني بسلامتي مبتسماً و أنا شكرته بإبتسامه ، لولاه و جونغكوك لقتلني شيون ذلك اليوم ، همست فور أن تذكرت أمر صديقي الذي إنشغلت بأمره ليالٍ طِوال .
آري : ماذا حدث لمينهو ؟! أهو بخير ؟! حي ؟!
نظر جايجونغ إلى تشانيول و تشانيول نظر إلى تشين و تشين ينظر إليّ بتوتر .
آري : قولوا لي ، ما الذي حدث مع مينهو ؟!
نظر إلي تشين و ابتسم بإرتباك ليقول .
تشين : حقيقة أن مينهو منذ أن أُصيب لم يستفيق ، لا تطورات على حالته منذ الخمس شهور الفارطة .
أخفضت بصري أستذكر صوت الطلقات عندما خرجت من زندها و سكنت في صدره ، أشعر بدموعي تشوش نظري ، سُرعان ما ضمني تشانيول لأبكي على كتفه رغماً عني ، مينهو خسر من عمره خمسة أشهر و لا أعلم كم سيخسر بعد بسببي .
أسرف تشانيول في إحتضاني و طمأنتي حتى إمتثلت ، لكن ما زالت غصة عالقة في قلبي لأجله ، مينهو صديقي الصدوق و هو وحده من وقف معي منذ أن وضعت في المدرسة لبنتها الأولى ، كان معي دوماً و أعانني دوماً حتى في يوم واجهنا الموت معاً إعترض الرصاص و دافع عني و الثمن كان باهظاً جداً ، الثمن حياته .
قبل رأسي قُبلات وفيرة ثم همس لي يراضيني و يواسيني .
تشانيول : إن أردتِ سأخذكِ إلى غرفته في الحال .
أومأت له سريعاً ثم تمتمت .
آري : من فضلك خذني !
أومئ لي ثم أزاح عني الغطاء و حملني على ذراعيه ، شهقت خجلة من فعلته أمام أخي و تشين لكنه همس .
تشانيول : سأمنحكِ قدميّ فترة حملكِ .
تبسم جايجونغ ثم قال .
جايجونغ : حظركِ الطبيب من المشي على قدميكِ ، لذا سيكون تشانيول راعيكِ حتى تدخلي شهركِ السابع .
هذا يعني أنني سأبقى محمولة على ذراعيّ تشانيول للشهرين القادمين ، خرج بي من الغرفة و سار بي في ممرات المستشفى إلى غرفته في وحدة العناية المركزة ، وضع علي تشانيول رداء معقم ثم ادخلني ، وضعني على الكرسي ثم خرج ينتظرني أمام النافذة الزجاجية التي تكشف الغرفة .
نظرتُ إلى مينهو ، هو ينام على نومته هذه منذ خمسة شهور فارطة و كله بسببي ، قلبي يتقطع ألماً عليه ، نظرت إلى وجهه الذي يبدو ذابلاً و الأعياء ظاهراً على محيياه ، مسحت دموعي حينما سالت ثم همست أحدثه .
آري : لقد إشتقتُ لك كثيراً ، كثيراً في غيابي عنك فكرتُ فيك ، أكنت حي أم ميت ؟! الحمد لله أنك حي لكنك ميت بنفس الوقت و رؤيتك هكذا ترهقني جداً ، هيا انهض أخي و أنا معك ، دعنا نعد من جديد عودة لن يكسرنا فيها أحد ، تلك المعلمة التي همست لي أنك معجب بها سأحدثها لأجلك ، ما عليك سوى أن تنهض .
مسحتُ دموعي مجدداً ، إنها لا تتوقف عن الإنسياب على وجهي ، نفثت أنفاسي أهدئ نفسي ثم أخذت يده و قبلتُ ظاهرها ، تبسمتُ بخفة و ضممتُ يده إلى صدري ثم همست .
آري : أثق أنك ستعود عودتك القوية .
نظرت عبر الزجاجي ليدخل علي تشانيول ، أخذني من على المقعد إلى ذراعيه ، إلتفت أنظر إلى مينهو ما دمتُ أستطيع رؤيته ، حالما خرجنا نظرت عبر النافذة إليه ثم دسستُ وجهي بعنق زوجي عندما إختفى عن ناظري ، أرجو أن يستيقظ بسرعة .
مضى اليوم و اليوم الذي يليه بإجراء فحوصات لزامية لي و عاينني كثير من الأطباء حتى قرروا أنني أستطيع الخروج و ها أنا محمولة على ذراعيّ زوجي خارج المستشفى ، لقد رفض أن أستخدم كرسي متحرك طالما هو معي .
الجميع ينظر لنا بعين حاسدة ، مشهد رومانسي كهذا لا يحدث في الأماكن العامة عادة ، وضعني برفق في السيارة بجانبه ثم قاد بنا ، قضينا الطريق بصمت ، أنا أنظر إليه و يدي بيده و هو يقود و نظره إلى الطريق و كل فينة يرفع يدي و يقبلها ، يعجبني هذا التغيير الذي طرأ عليه .
تنهدتُ و نظرت إلى الطريق حيث لاحظت أن طريقه ليس إلى بيتنا بل إلى قصر العائلة ، إلتفتُ بعنقي أحدثه .
آري : أسنذهب إلى القصر ؟!
أومئ لي ثم قال .
تشانيول : أظن أن تبقي في القصر حتى يزول الخطر أفضل ، هناك أستطيع أن أعتني بكِ دون عائق كما أن أمي و يورا سيفعلن أيضاً و الجميع يريدون رؤيتكِ ، لقد إشتاقوا جميعهم لكِ .
أومأت له ثم أسندتُ رأسي على كتفه بينما هو يقود ، أحاط كتفي بذراعه و خطف قبلة من رأسي ، أغمضتُ عيناي و الوسن يداهمني ، منذ أن حملت و طاقتي بتناقص ، لقد نمت فعلاً .
صحوت على صوت تشانيول حولي ، ظننته يناديني برفق لكي أنهض و أترجل من السيارة ، لكنني بالفعل في سريره و الجميع حولي مجتمعون ، هو كان يجلس بجانبي و يدي بيده و يده الأخرى تمسح وجنتي .
تشانيول : عذراً لكنهم يريدون رؤيتكِ و الإطمئنان عليكِ ، إنكِ تنامين منذ خمس ساعات .
لا أصدق ، لقد قال لتوه " عذراً " شبه إعتذار ، تشانيول لقد تغير جداً لدرجة أنني أعجز عن التصديق ، لم أعيّ أن نظراتي له قوية و مستهجمة حتى عقد حاجبيه و استفهم .
تشانيول: ما بكِ تنظرين إلي هكذا ؟! أبكِ بأس ؟!
أومأت برأسي سريعاً ثم رفعت كفي لأتحسس حراراته ثم حراراتي ، ربما أهذي ، ربما فقدت عقلي من المخدر .
آري : ليس علي حرارة و لا عليك ، لكنني لستُ بخير إطلاقاً !
شرع يحملني على ذراعيه بينما يتمتم مذعوراً .
تشانيول : ما الذي يؤلمك ؟! ما هو بأسك ؟! اخبريني يا عمري !
نفيت برأسي سريعاً و حثثته أن يعيدني إلى السرير .
آري : ليس هكذا ، البأس بأذني أو بعقلي ، لا عليك أنا بخير .
ضحك الجميع من حولنا و شاركتهم و هو وحده ينظر لنا مستعجب لا يفهم ما يحدث حوله ، غمزته بعبث أمامهم فعلت أصواتهم العابثة ليضحك هو بخفة بينما يحك مؤخرة رأسه ، أنا بالتأكيد جننت ، تشانيول يخجل الآن !
إلتفتُ إلى أخي راين عندما جاء و جلس بجانبي ، قبل رأسي ثم بكفه أخذ يمسح خدي و قال بصوت حنون ، لطالما كان أب لي و ليس أخ ، هكذا طالما إعتبرته .
راين : حمداً لله أنكِ بخير يا أميرتي .
رحبت بي العائلة كلها و علمتُ في محض الحديث أن لوهان و جونغكوك بالسجن و أن القصر دُهِم ، مصائب كثيرة تلك التي حدثت و لكنني كما أؤمن بأن العُقد مهما تكاثرت مصيرها أن تتحلل كما عُقِدَت .
تسامرنا لوقت طويل حتى أذن تشانيول من أهله أن يخرجوا لأرتاح فطاوعوه ، بعد خروجهم آتى جايجونغ و فحصني .
بقينا وحدنا في غرفته و قد ذهب الجميع إلى غرفهم ، آتى بجانبي و تمدد لأنهض برفق و بمعونته لأنام على صدره ، سرت رعشة بي كما سرت به ، رعشة شوق .
تنهدت و غمرت وجهي بعنقه أشتم رائحة عِطره و أتنفس أنفاسه ، ذراعيه غمراني و طوقاني بدفء شديد يحميني من برودة الدنيا و ملجئي زنديه ، لثمت عنقه ثم أغمضت عيناي و هو قبل جبيني ، نمت كما لم أنم منذ زمن طويل .
نمتُ آمنة على نفسي و عليه ، نمتُ دافئة في حضنه ، نمتُ مطمئنة و عيني قريرة ، هذا ما أنجوه منذ خمسة أشهر ، حتى أحلامي هذه الليلة كانت وردية و جميلة .
أستيقظت على همساته بالقرب مني لذا فتحت عيناي بوسن و نظرت إليه ، إبتسم لي و قبل أرنبة أنفي ثم راح يسرح شعري بأنامله .
تشانيول : أخبار جيدة !
قطبتُ حاجباي لا أفهم مراده لذا إمتلئ شدقيه بإبتسامة سعيدة و قال فَرِحاً .
تشانيول : مينهو أستيقظ هذا الصباح و سأل عنكِ .
ضحكت فرحة و أحتضنته .
آري : خذني إليه تشانيول من فضلك .
رفض إذ نفى برأسه ثم قال .
تشانيول : لا ، أنا سأذهب إليه و احضره إلى هنا ، سأطلب من الخدم أن يحضروا من أجله غرفة هنا و سيبقى لدينا لبعض الوقت .
صمتُ موافقة ، في النهاية أنا لا أريد خسارة طفلي و لا هو يريد أن يتعبني ، سيأتي بمينهو إلى هنا و أراه هنا ، إبتسم لي عندما رأى مني القبول ثم ذهب ليغتسل و أنا بقيت في مكاني فلا أجرؤ على النهوض ، ربما سأحظى على توبيخ من زوجتي وقتها .
هل علي أن أجرب لأرى أن كان سيوبخني أم لا ؟! لا ، لا ، لا ، هذه مخاطرة على طفلي فلأشاكس زوجي العزيز عندما آمن طفله في أحشائي .
خرج بعد فينة بحلته المغرية كما إعتدت أن آراه ، إبتسم لي بينما يجفف شعره بالمنشفة بيده ، هل إنقلبت الأدوار و هو يحاول أن يغريني الآن ؟! هو بالطبع يفعل و لكنني لستُ سهلة المنال .
تجاوزت عن حفاوته و إثارته و حدثته بينما يرتدي ثيابه .
آري : سأمل وحدي هنا ، خذني إلى الأسفل من فضلك .
أومئ لي بينما يرتدي قميصه ثم آتى و جلس أمامي و ترك أزرار قميصه مفتوحة .
أشار إلى قميصه ثم قال .
تشانيول : أتظنين حملكِ على ذراعيّ بالأمر السهل ؟! عليكِ أن تدفعي الثمن .
إعوجت ملامحي بشفقة عليه ، لم أفكر بذلك من قبل ، كنتُ أنانية بعض الشيء .
آري : أعتذر حبيبي ، لم يخطر لي ذلك من قبل !
إنني زوجته أي الأقرب له و لم أفكر بصلاحه ، بالتأكيد حملي ذهاباً و أياباً ، صعوداً و نزولاً سينهكه ، قضمت شفتي بأسف و سرعان ما وجد إبهامه طريقاً إليها ليفصلها عن أسناني ، نظرت إليه ليهمس .
تشانيول : عليكِ أن تدفعي الثمن ، أليس كذلك ؟!
أومئت له بخفة ليقترب بجذعه مني جعلني أحبس أنفاسي في صدري و اختنق بشهقة ، ما زال له نفس التأثير علي ، هذا يجعلني أرى إبتسامة مُختالة مغرورة تعلو شفتيه .
إقترب أكثر حتى أنني شعرت بأنفاسه تطئ وجهي فأشحتُ به عنه ، لقد إفتضحني قلبي أمامه ، همس بشفاه تلامس حنكي و همساته تدغدغ قلبي .
تشانيول : أغلقي قميصي يا حبيبة و اهديني قبلة شفاه لأنتشلكِ على ذراعيّ الدؤوب لخدمتكِ .
إلتفت إليه فتلامست شفاهنا ، إنحدرت يداي تصل إلى آخر زر في قميصه لأبدأ بإغلاقه و شفاهي تهديه الهدية التي طلبها ، راح يقبلني هو فور أن قبلته ، و عندما وصلت نصف قميصه قيّد يداي و جعلني أحيط عنقه ، فعلت و قربته إلي .
تنازلت عن شفاهه و قبلتُ زواياه و قبل أن يستطع إلتقاطي اهرب بشفتيّ عنه ، هو طلب قبلة شفاه و لكنني منحته قبلة على خده و فكه و ذقنه و أخيرة على رقبته جعلته ينتفض مغموراً بأحاسيسه حتى إنني خلفت بجانب علامة الأمس واحدة جديدة .
تركت عنقه و هبطت أناملي إلى صدره أتحسسه بأطرافها ، شعرت به يتخدر و آه أخّاذة نبستها شفتيه و أولعتني فيه ثم ببراءة أُعفيتُ عنها أغلقت أزرار قميصه و نمقت تلابيب قميصه ، نظر إلي بحِس عالٍ و نظراته تقيم الحب بي .
تشانيول : لو أن الطبيب لم يمنعني عنكِ فقط !
رفرفتُ برموشي و زحلقتُ خصل شعري عن كتفي و هو إهتدى للنظر إلي بنظرة تنهم مني و لا تشبع إذ قضم شفتيه و عصر قبضتيه .
آري : عن ماذا منعك الطبيب ؟
حرر شفتيه و ابتسم إبتسامة خبيثة ، أعرف ما خلف هذه الإبتسامة ، سيحرجني بلا شك و ها هو ينفذ إذ قال ينظر إلي بطريقة جعلتني أشعر و كأني دون ثيابي أمامه .
تشانيول : منعني الطبيب عن إفتراشكِ و تقليبكِ في حضني كفراشة و تقبيلكِ كما اشتهي و أحب .
أُحرِجتُ و بشدة إذ مهما أصبحتُ جريئة لن أقوى على سماع كلماته هذه ، تجاهلتُ ما قاله بأذن خجلة و رحت أنكش شعري بأظافري و أتحاشى النظر إليه .
ناوشني بقبلة على جانب شفاهي ثم حملني على يديه و ضمني إلى صدره ، أنا خبأت وجهي بعنقه و رحتُ أخفف عن نفسي ضيق الخجل الذي أصابني ، نزل بي السُلم و هو يدندن ألحان شقية من شفتيه يعني بها أنه منتصر علي ، لطالما إنتصرت عليّ حبيبي .
وضعني على الكنبة ثم آتى ببطانية و وضعها علي ، إبتسمتُ للعائلة إذ كانوا جالسين و هو وضعني بينهم بلطف و رِقة و ارتفعت أصواتهم بعبث و خبث من حولنا ، قال هو بينما يقف قرب رأسي .
تشانيول : سأذهب لأرى مينهو من المستشفى و سآتي به إلى هنا عندما يخرج لذا جهزوا لأجله غرفة .
أمرت أمي بعض الخدم أن ينفذوا أمر تشانيول أما هو فقبل جبيني مجدداً ثم همس لي بإبتسامة ظريفة .
تشانيول : لا تنهضي من مكانكِ و إن احتجتِ شيء اطلبي الخدم ، لن أتأخر عنكِ .
أومأت له ليغادر و انفردتُ أنا بعائلته ، تبادلنا أطراف الحديث عن أمور مختلفة بحضور عائلة جونغكوك أيضاً حتى آتى راين على حين غفلة ، جلس على طرف الكنبة التي أتمدد عليها ثم اخذ بيدي بين يديه و قبلها و سألني عن حالي ثم قال .
راين : المدرسة تضررت كثيراً و منذ أن غبتِ و نحن نعيد صياغة ما تضرر منها ، ستكون جاهزة قريباً .
ذلك الإنفجار دق في أذني و كأنه صاعقة ، ذلك الحزام الذي أحاطني و همسات هؤلاء النجسة و لمساتهم تحفني ، توترتُ و لاحظ الجميع من حولي إذ آتى جايجونغ الذي لا أعرف متى آتى و راح يحدثني و يفحصني ، ذلك اليوم كان كابوس عالق في رأسي منذ أن حدث .
أشرت لهم أنني بخير و أنا لستُ كذلك ، كل ما أحتاجه عِناق دافئ في حضن زوجي .
آري : بخير ، لا تقلقوا علي ، لم يحصل شيء .
الجميع ينظر لي بعين حزينة ثم شعرت بجسدي في كنف أخي راين إذ أخذ يربت علي و يهدأني بلمسات رقيقة و كلمات طيبة .
راين : لا تفكري بالماضي أبداً ، الجميع بخير و هذا أهم شيء ، و المدرسة ستعود أفضل من الأول أعدكِ حبيبتي .
أومأت له و أرحت رأسي على صدره ثم نفثت أنفاسي ، على هذه الذكريات الأليمة أن تخرج من رأسي ، أتت عيني على لارا التي تجلس برفقة أختها ، إنها تنظر إلى أخي بتوتر ، رفعت رأسي إلى أخي ، هو مشغول بي تماماً .
إبتسمت بخفة إذ أنه يسرق النظر إليها بخفة ، لورا أيضاً تنظر إلى جايجونغ الذي يجلس بجانبي أيضاً و هو ينظر إليها دون أن يزحزح بصره عنها ، يا لسعادتي ! أخيراً سأصبح عمّة .
لا بأس من القليل من المرح ، أخذت بيد راين و يد جايجونغ فالتفتا إلي هذين المشاغبين ، حمحمتُ بجدية رغم أن قلبي يضحك ثم همست أدعي الحزن .
آري : خفتُ أن يحصل علي شيء و أنا لم أفرح بكما و لم أرى أولادكما .
الطبيب بطبيعته ذكي و فطن إذ نظر لي بإزدراء ثم قال .
جايجونغ : تبدين كجدتي بهذه النبرة و هذه الكلمات !
تكتمتُ على ضحكتي و رمقته بغضب ثم نظرت إلى راين إذ كان يتحاشى النظر إليّ و إليها أمت الفتاتين دقيقة و سيذبن لشدة خجلهن .
طرق راين مؤخرة رأسي بخفة مغتاظاً مني و أنا ضحكت ثم إسترسلت بحماس و قد إرتفعت عن صدره .
آري : أنتما أصبحتما عجوزين ، يكفيكما عزوبية ، آن الأوان لأراكم عريسين ، سأزوجكم من فتاتين جميلتين على ذوقي إن لم تختارا بأنفسكما لأنني إن تركت الأمر لكما لن تتزوجا أبداً .
نظر كلاهما إليّ بعين ثاقبة و غاضبة لكنني ما إهتممت ، لقد واجهت نظرات من عينيّ زوجي الثاقبتين أكثر تهويلاً من هذه و ما عادت تخيفني ، أستخيفني هذه ؟!
آري : أظن أنكما ستختارا بأنفسكما ، لن تنتظراني لأختار لكما ، أليس كذلك لورا و لارا ؟!
عندما وجهت حديثي للفتاتين ، أشاحت كل منهما ببصرها عني ثم نهضتا خجولتين من بيننا و ذهبن إلى الخارج ، ضحكت أنا بتكتم لأنظر إلى أخوي ، كلاهما كان يقدحني بنظرة غاضبة لكنني تجاوزت عنها و تنهدت بإسترخاء ، أخيراً سأزوج هذين العجوزين .
..........................................................
Chanyeol's point of view
حدثتُ الأطباء عن حالة مينهو حيث قالوا لي أنه بخير و لكنه سيبقى تحت المراقبة للأربع و عشرين ساعة القادمة ، الطبيب المسؤول عن حالته هو تشين بعد أن تم ترفيع منصبه في المستشفى .
تم نقله إلى غرفة عادية و ها أنا بطريقي لرؤيته و برفقتي تشين ، دخلتُ إليه و تشين قام بفحص حالته ، نظر إلي مينهو ثم إبتسم إبتسامته المشرقة ، جعلني أبتسم رغماً عني .
أتيت بكرسي و وضعته قرب سريره ثم جلست بقربه .
تشانيول : حمداً لله على سلامتك .
أومئ لي بإبتسامة ثم إسترسل يسألني .
مينهو : كيف هي آري ؟! ما الذي حدث ؟!
ربتُّ على يده أطمأنه .
تشانيول : بخير تماماً و احزر ماذا ، إنها حامل بشهرها الخامس .
حلقا حاجبيه و ارتفعت شفتيه بإبتسامة واسعة ملئت شدقيه .
مينهو : حقاً ما تقوله ؟!
أومئت له مبتسماً ليتنهد هو بإرتياح ثم همس .
مينهو : خير ما سمعت ، حمداً لله أنها بخير ، هل الجميع بخير ؟! ما الذي حدث ؟!
حثثته ألا يفكر بهذا الشأن مليّاً لأنه ليس بوضع صحي مناسب ليقلق بشأن أحد غيره .
تشانيول : الجميع بخير ، فقط عليك أن تهتم بنفسك .
إطمأننت عليه و أخبرته أنني سآتيه في الغد لأخرجه و أنه سيكن ضيفي في القصر حتى يسترد عافيته على أكمل وجه .
ذهبت لأرى لوهان و جونغكوك ، كلاهما له معروف في رقبتي لا أستطيع تسديده مهما فعلت ، لوهان حمل الجريمة عن رقبة أختي و هو بالحق إستحقها ، سأحدث أبي بشأنهما ، سأجعله يعقد قِرانهما بعد أن يخرج سواء على يورا رضت به أم رفضت .
ليس إنني أفرض عليها إرادتي فحسب ، لكن هي لن تترك إعتزالها عن الرجال إن لم أخرجها من قوقعتها غصباً ، حالتها النفسية في تراجع مرير بعد ما حدث و لن أجد لها سند أفضل من لوهان ، هو ليس صديقي فقط بل و أخي و أثق به ثِقة عمياء .
أما جونغكوك فلقد حمى زوجتي من إنتهاك عِرض محتوم و أنقذ روحها من مقتلها ، ليس كافياً أن أفعل لهما ما شاؤا حتى ، زرت لوهان ، كان بخير نسبياً كذلك جونغكوك لكنه كان أكثر رضى ، في المُحصِلة هو تخلص من الرجل الذي هدد أمن حياته و عائلته .
عدت بعدها إلى القصر ، منذ أن عادت آري إلي و هي إمرأة أخرى ، أصبحت جريئة و قوية و نظراتي و صرامتي ما عادت تخيفها ، أصبحت تبادر برغبتها بتقبيلي ، أصبحت تجهر بمشاعرها لي دون حياء .
أحببت هذا التغيير لكنني أشتاق لآري القديمة ، عندما تخجل و تنحرج من حديثي ، تتورد للمستي ، و تصبح إمرأة أخرى بين يديّ ، رغم ذلك ؛ هي رائعة الآن ، تجعلني أتفاجئ منها كل يوم ، أحبها أضعاف حبي القديم لها ، حب جديد هذا الذي أحبها أياه .
عدتُ إلى القصر و أخذت زوجتي إلى غرفتي ، الليلة من جديد ؛ حظيتُ بنوم هنيئ و هي تنام في حضني ، مطمئن أنا عليها و لا قلق ينهشني ، زوجتي بخير و ابني حي يرزق و كلاهما بآمان معي ، هذا يكفي لأنام مرتاح البال .
في صباح خرجت إلى المستشفى لأخرج مينهو من هناك ، أخذته بسيارتي إلى القصر و كان اللقاء بين زوجتي و صديقها الحميم لقاء محفوف في الدموع و العِناق الكثير ، لقد شعرت بالغيرة المريرة لكنني صمتُّ عنهما .
إذ فور أن دخلنا و كنت أسند جسده علي كانت زوجتي العزيزة تجلس على كنبة في صالة الجلوس ، رأته و انبثقت الدموع من عينيها عيون سخية ، إبتسم هو لها و تخلى عن معونتي ليجلس بجانبها و يعانقها و هي تبكي على كتفه و هو يربت عليها يهدئها .
هذا المشهد أثار غيرتي و غيظي و غضبي ، إن زوجتي بحضن رجل آخر و تبكي عليه و أنا أقف أمامهما أتفرج دون فعل شيء ، لا بأس تشانيول ، إنه صديقها الصدوق بمثابة أخيها ، لا بأس تشانيول ، لا داعٍ للغيرة ، إنه عناق أخوي فقط .
إنفردتُ بزوجتي في المساء في غرفتنا بعد أن إنقضى هذا اللقاء الحميم بينها و صديقها إذ أرسلته إلى غرفته ليرتاح ، هذه كانت حُجتي فقط ، وضعتها على السرير و كانت تتكلم عن مينهو من جديد .
آري : الحمد لله أنه بخير ، سعيدة لأجله .
قلبت عينيّ في الخفاء و تنهدت ، ألن تنتهي سيرة مينهو الآن ، كلامها الكثير عنه يزيد حنقي لكنني ما زلت صامداً و أكتم غضبي حتى بردت على قلبي بما إسترسلت به تباعاً .
آري : حدثني مرة عن إعجابه الشديد بإحدى الفتيات التي قد تعرف عليها برحلته خارجاً ، هو أخبرني قبل أن تحدث هذه المصيبة أنه يود الحديث معها .
إلتفتُ إليها بسرعة ثم شجعتها لفتح الأمر مجدداً عل مينهو وجد ما يشغله عن زوجته فور تعافيه .
إنقضى اليوم و أيام كثيرة تليه في وضع طبيعي معتاد ، أنا ما زلت أهتم بآري و هي ما زالت تحت رعايتي حتى آتى اليوم الذي خرجت فيه لأخرج لوهان و جونغكوك من السجن ، كان قد قُبِض عليهما في نفس الوقت و لأجلهما رتبت حفل إستقبال بسيط في القصر .
فور أن دخل جونغكوك و لوهان إلى القصر حتى هرعن نساء جيون إلى جونغكوك يبكين فرحاً ، أما لوهان فرحب الجميع به إلا أن الترحيب الساحق كان من يورا إذ ركضت إليه و احتضنته و ما خجلت مني تلك الشقية !
فور أن فصلت عناقها عنه ركعت على قدمها أمامه في وسط دهشتنا أجمعين و كانت دموعها منسابة .
يورا : لوهان ، أتقبل بي زوجة لك ؟!
كانت الوقحة قد همست له أنها تحبه ، أخبرني بذلك لوهان لاحقاً .
هو جثى إلى جانبها و قبل رأسها أمامي دون أدب ثم أخذ بيدها و جعلها تقف ثم همس .
لوهان : أفضل زوجة !
ثم حضنها إليه ، أظن أن الآية إنقلبت أو أن النسوية تطورت إلى حد أن تأخذ المرأة دور الرجل في عرض الزواج .
في جلستنا ، فُسِح المجال لعروض الزواج أن تنبلج إذ بإحترام و رسمية جلسا راين و جايجونغ بجانب بعضهما و افتتح راين حديثه كونه الكبير من بينهما موجهه إلى جونغكوك كونه رجل عائلة جيون .
راين : جونغكوك ، كنا بإنتظار عودتك لأجل الحديث عن أمر هام يخصنا و عائلتك الكريمة .
نظرت إلى آري كانت تتكتم على ضحكاتها ، نظرت إليّ لأكشر بمعالم وجهي استفهم ، أشارت لي بيدها أنه عرض زواج لكليهما ، جيد لقد كبرا كثيراً ، عندما أصبح في عمرهما سأكون جداً .
لحظة ! ماذا ؟! كليهما ؟!
أومئ لهما جونغكوك و ملامحه مقلوبة كملامحي فاسترسل راين .
جونغكوك : تعلم في غيابك حدث الكثير ، أختاك الكريمتين تعرضن لإنتكاسة بعد الهجوم الذي حصل على القصر ، و نحن - أنا و أخي - سنكون كفؤ لأختيك ، نحن نود الزواج من أختيك ، أنا و لارا و جايجونغ و لورا .
حلقا حاجبيّ جونغكوك و آري صفقت بمرح مشجعة ، نظر جونغكوك إلى أختيه ليتوارين خجلاً عن نظر أخيهن ثم نهضن عن الجلسة بخجل ، و تلك المجنونة بجانبي تحاول أن تغري جونغكوك بأخويها و بمعرضهما .
آري : جونغكوك استمع إليّ ، لديك أخي راين في بداية ثلاثينياته أي أنه رجل عاقل كما جايجونغ أيضاً ، أخي راين مدرب لياقة بدنية و يملك مركزاً له أي أن وضعه ممتاز و جايجونغ طبيب ذا منصب عالٍ ، أي أن كلاهما غني ، أضف إلى ذلك أن كلاهما حنون ، صبور ، و متفهم ، و يحبان الفتاتين ، أنهما كنز لا يعوض .
تلك الجدّة ! متى كانت تجرؤ أن تتحدث مع رجل غيري ، اذكر في حفل إفتتاح كتابها رفضت أن تستخدم خط يدها غيرة عليها و الآن تتحدث بحرية أمامي و مع رجل آخر دون خجل أو خوف .
ضحك جونغكوك على كلام زوجتي الحمقاء ثم قرر قائلاً .
جونغكوك : أنا بالنسبة لي لا أعارض و يبدو على لورا و لارا أنهن لا يعارضن رغم ذلك أفضل أن أسألهما و أخذ منهما الجواب صراحة .
أومئوا له الأخوين و أختهما الحمقاء التي تكون زوجتي .
نهض على قدميه و استدعى أمه معه لجلسة خاصة بالعائلة يسأل فيها الفتاتين عن رأيهما ، صاحت آري بجانبي فرحة .
آري : أخيراً سأتخلص منكما و أرى أولادكما يا عجوزين .
إغتاظا منها لكن ما كان بيدهما إلا أن يفرجا الغُمة و يشاركانها الضحك حينما فعلت أنا ، أصبحت شقية جداً مؤخراً .
.......................................................
دخل جونغكوك بأمه إلى الفتاتين بغرفتهما ، كانت البهجة و السعادة بائنة عليهن ، سعادتهما أسعدت قلب جونغكوك عندما رآهما ، حالما لاحظنه أخفضن رؤوسهن بحياء فآتى هو و جلس بينهن و أحاط كتف كل واحدة منهن بذراع .
قبل رؤوسهن ثم إسترسل يحدثهن بما يخالجه .
جونغكوك : تعلمنّ كم كنتُ مهموماً لأجلكنّ ، تهديدات تشوي بقتلي كانت لا تخيفني ، ما كان يخيفني هو تهديداته بإغتصابكنّ ، أنا لأجل أن أحفظكنّ دسست السُم للمحقق بارك و كدتُ أن أقتله .
رأى الدموع تنساب من عيونهن ليمسح دموعهن بأنامله الحنون و ينفي برأسه ألا يبكينّ .
جونغكوك : يعلم الله كم أحبكنّ و أخاف عليكنّ و لأجلكنّ أفعل أي شيء ، و الآن يا حبيباتي ماذا تقلن بعرض الزواج ؟! أموافقات ؟! لن أذكركنّ بوضع الرجلين و أخلاقهما ، يبدو لي أنكنّ تعرفنّ مسبقاً يا مشاغبات .
خبأن الفتاتين و جوههن بعنق جونغكوك و هو ضحك بصحبة أمه .
جونغكوك : ماذا أقول لهما ؟! موافقات ؟!
أومئنّ له كلتاهنّ فحضنهما إليه أمثر و تنهد و الأم بكت فرحاً .
جونغكوك : سأراكنّ أجمل عروستين إطلاقاً .
أعلن جونغكوك قبوله و أختاه على عرض الزواج و استبشرت العائلة خيراً إذ باب السعادة إنفتح من جديد بوجوه هذه العائلة و بدأت ترتيبات عقد القِران لثلاثة أزواج ضمنهم لوهان و يورا .
حُدد موعد عقد القِران بعد شهرين أي عندما تستطيع آري المشي من جديد و مرّ الشهران كأنهما يومان ، دوماً ما تسير الأيام السعيدة بسرعة .
في ربيع يوماً ما و بإنهماك تحضيرات الزفاف و تحديداً في معرض لفاستين الزفاف حيث ذهب لوهان و اصطحب برفقته عروسه يورا ، كان الثنائي يمشيان خلف الموظفة التي تعرض عليهما أفضل الفساتين و أجملها .
هي و إتخاذاً برأيه رَسَت على فستان ذا أكمام طويلة شفافة و مرصعة بحبات كريستال لامعة ، يضيق على جذعها و من أسفل خصرها ينحدر بذيل طويل و عريض ، حثّها لوهان أن تدخل لترتديه لكنها رفضت و عندما أصر تحججت قائلة .
يورا : إن رأيته علي ستذهب بهجته و لن تتفاجأ بحلتي الكاملة يوم الزفاف .
إنتهى به الأمر مقتنعاً و طوى هذا الجدال الذي إنتصرت فيه ، إبتاعه لها و هي سِراً عنه إبتاعت لأجله بدلة الزفاف و بعثتها إلى منزله .
خرج بها من المعرض و أخذها إلى مطعم للوجبات السريعة كما تحب هي ، جلسا ثم طلب لوهان وجبتهما و في أثناء إنتظارهما الوجبة بدى على وجه يورا أن في نفسها حديث تكتمه لذا قال هو .
لوهان : تريدين قول شيء ؟!
أخفضت يورا رأسها بينما تشابك أصابعها في حِجرها و بتوتر نبست .
يورا : كنتُ يوماً خارجة إلى عملي في الصباح و بشكل مفاجئ تعطلت سيارتي في زِقاق ميت ، يومها كدتُ أن أطلب سيارة أجرة إلا أن سيارة سوداء قطعت على سيارتي الطريق و خرج منها رجل ذا هيئة مهذبة و راقية و عرض علي توصيلة .
أومئ لها لوهان و قد فهم ما في الحديث من بقية لكنها لم تصمت بل إسترسلت .
يورا : هذا الرجل كان شيون و أنا الغبية التي أعجبت به منذ رأيته ذاك اليوم ، ما كنت أعلم أنه من عطل عجلات سيارتي .
أمسك هو بيدها و ربت عليها بود لترفع رأسها له و تتحدث .
يورا : كنت عمياء عن مشاعرك تجاهي خصوصاً عندما دخل شيون حياتي و علقني به .
حاول أن يقطع عليها الحديث لأن الكلمات على لسانها أشواك تفتق جروحها المُرقعة لكنها تريد قول كل شيء له .
يورا : عندما قتلت رجاله في غرفتي تأكدت وقتها أن حياتي قد ضاعت برمتها ، أنني أنا من ضيعتها ، كنت أخبره كل صغيرة و كبيرة و ما علمت أنه يستخدمني جاسوسة له على أهلي إلا بعد أن فات الأوان .
إنسابت دمعة على وجهها و سارعت هي بمسحها ليربت هو مجدداً على يدها يدعوها لنسيان الأمر برمته لكنها أصرت أن تبوح له .
يورا : عندما حملت الجريمة عني و بسببي خسرت منصبك و ضاع من عمرك ستة أشهر ، كنت أفكر فيك ، صراحة بعدما إكتشفت شيون و ألاعيبه و إلتجأ لتهديدي قررت أن أعتزل الحب و ألا أكون رائدة به .
وضعت يدها فوق يده و ابتسمت بإشراق رغم عتمة الحزن التي تحيطها كالبدر تماماً بليلة دامسة .
يورا : أنت كنت البلسم لروحي و جروحي فكلما تفتقت بي الجروح خيطتها أنت برفق ، لقد أدركت في غيابك أنك الوحيد الذي أريده رغم أني لا أستحقك .
نهض من على كرسيه و جذبها برفق من مرفقها لتقف و هو هم بتقبيل رأسها ثم همس .
لوهان : بل أنكِ تستحقيني و أنا أستحقكِ و نستحق الحب الذي يجمعنا من الآن و للأبد .
غمغمت هي بعنقه بصوت مكتوم.
يورا : لوهان أنا حقاً أحبك .
لأول مرة تخبره بأنها تحبه ، إبتسم هو مستبشراً و راحت تلك الكلمة بحروفها و أصواتها تمسح على قلبه و تحتضنه برفق ليدفئ .
لوهان : دفئتِ لي قلبي الذي عانى من صقيع جامد في بعدكِ عني .
عاد لوهان بيورا إلى القصر يوصلها لكن الضوضاء بالداخل جذبتهما ، قبض لوهان حاجبيه و نظر إلى يورا ليجدها تضحك بخفة .
يورا : إنها آري تعذب أخي بالداخل.
تبسم هو مستهجناً و زفر أنفاسه مكذباً قولها فدعته إلى الداخل ليرى بأم عينه فطاوعها و دخل برفقتها ، قبل أن يتجاوزا بوابة القصر إمتدت يد يورا لتتأبط ذراعه ، نظر هو لها ثم ابتسم و مضى برفقتها إلى الداخل .
ترتدي آري فستاناً أسود صيفي مزخرف ببعض الورود على حوافه يصل إلى ركبتيها و لا يملك أكماماً ، شعرها يتطاير مع هبات الرياح و بطنها بارزة من أسفل فستانها ، إنها بشعرها السابع لكنها تتنقل من زهرة إلى زهرة بخفة فراشة .
تشانيول : قفي مكانك يا مشاغبة !
كان زوجها يصيح بها بغضب و هي تستفزه أكثر بضحكاتها المرحة و هي تحمل بيدها مَرَش الماء الذي يُستخدَم لريّ الحديقة و تقذفه بمائه ، كان يصيح بغضب كل ما إبتل بسببها و هي تضحك بمرح تغيظه كلما فار غاضباً منها .
صرخت هي مرتعبة عندما إقترب منها كثيراً يكاد أن يمسكها رغم أنها ترشه بالماء ، طوال هذا الوقت كان يسايرها كي يتسنى لها المرح و اللعب معه كما تشاء لكن قد فاض كيله بالفعل لكثرة ما رشته بالمياه .
ركضت هي منه بفزع لكن قد فات الأوان بالفعل ، أمسك بها يحيط خصرها بذراع و يقيد ذراعيها بيد أخرى و هو يحتضنها من دُبُر ، يود لو يرشها بالماء كما تفعل به لكنه يخاف عليها أن تمرض إن فعل .
كان بالفعل أفراد العائلة بالحديقة يجلسون و ينظرون لهم بينما يحتسوا القهوة ، أمسك بذقنها أمامهم و أدار رأسها له رغماً عنها ثم قبل شفتيها قبلة مُفعَمة بالحب و هي تقاوم تمسكه فيها خصوصاً عندما وصلته تصفيرات عابثة ، إحتقن وجهها بالحُمرَة خجلاً ، لكنه لم يتوقف إلا عندما سلبها كل إنفاسها و صرفت كل طاقتها لرفسه بعيداً عنها دون أن تنجح بذلك .
نظرت إليه غاضبة من فعلته هذه ، لقد أحرجها أمام الجميع ، قضب هو حاجبيه و ضرب جبهتها بسبابته قائلاً .
تشانيول : هذا عقابكِ تستحقين ! إن لم تكفي عن نظراتكِ هذه سأفعل أمر أكثر من قبلة أمام الجميع .
سرعان ما إبتسمت بوداعة ثم فجأة صرخت بخفة و هي تمسك ببطنها ، إنتفض هو خوفاً عليها فقالت هي .
آري : لقد رفسني هذا الولد قليل الأدب !
وضع سبابته على شفتيها لينبس .
تشانيول : لا تقولي ذلك ، الطفل يستطيع أن يشعر بكِ توبخينه .
تذكرت ذلك اليوم الذي قالت فيه ذات الشيء له لأنه نهر طفلها الأول الذي توفي ، كم التغيير الذي طرأ على كليهما كبير ، تشانيول ما عاد يغضب بجنون كالماضي و هي أصبحت ذا مزاج ، كأنما هو أخذ من طباعها القديمة و هي أخذت من طباعه القديمة .
أسندت رأسها على صدر تشانيول و أحاطت خصرها بذراعيها و هو يحتضنها برفق و يمسح على شعرها ، همست هي و على شفتيها إبتسامة خلّابة .
آري : أحبك جداً زوجي العزيز .
قبل رأسها ثم همس باسماً .
تشانيول : و أنا أحبكِ جداً زوجتي المشاكسة .
رفعت رأسها لتقبل عنقه بخفة ثم نظرت إليه ليتنهد بهُيام و ردها لها بقبلة نالت وجنتها الناعمة بنعومة و خِفّة .
..............................................
كانت آري تقف إلى جانب زوجها العزيز و هو يحتضن خصرها الذي إختفت ملامحه مؤخراً ، كانت عيناها تدمع بينما تنظر إلى أخويها يتزوجان و يورا من لوهان .
كان زفافاً حافلاً بالحضور و الكثير من المهنئين آتوا ، كانت آري تقف كأم عجوز ذات التسع عقود تنظر إلى أولادها يتزوجوا أخيراً ، تلك النظرة التي بانت عليها جعلت تشانيول يقهقه فالتفتت عاقدة حاجبيها بغضب و بشفاه متبرمة ليقرص وجنتها ليهمس .
تشانيول : مظهركِ مضحك ، توقفي عن هذه الدراما .
ضحكت هي بخفة ثم إحتجت .
آري : إنهم يتزوجوا أخيرا !
همهم هو ثم إحتضن بطنها التي تسبقها و همس بعبث .
تشانيول : ما رأيك أن نجدد نحن زفافنا من جديد الليلة ؟!
غمزت هي له بعبث ثم همست بإغراء .
آري : بالتأكيد حبيبي .
حلق إحدى حاجبيه دون الآخر ، تلك المرأة أصبحت جريئة كثيراً بطريقة غير عادية تجعله يقف صريعاً أمام المفاجئة كما الآن تماماً .
تشانيول : الليلة سنرى من أين لكِ هذه الجراءة .
تبسمت هي بإغراء و رفرفرت برموشها كرد على ما قاله ، إنقطع الحديث فور أن دخل في محيطهما راين و جايجونغ ، إحتضنت آري أخويها و الدمع يقف عسيراً أسفل جفنيها ثم العروستين .
آري : كونوا سعداء و بخير .
مسح راين دموعها و احتضنها إليه مجدداً بينما جايجونغ يحتضن يدها و يمسح على شعرها ، كان تشانيول يراقبهم برضا و حب حتى شعر بأخته تقف أمامه دامعة ، مسح دموعها بإبهاميه ثم قبل رأسها و آواها بكنفه ، كان لوهان يقف خلفها فتصافحا و من ثم تعانقا .
تشانيول : إحتضن أختي و عاملها برفق و إلا إعتقلتك .
...............................................
حُلة الربيع قد زينت الأرض و زادت بهائها ، اللون الأخضر زحف على الأرض و امتكلها كلها ، صفاء السماء يكسره القليل من الغيوم الربيعية ، الرياح تدغدغ الناس و تجعلهم في زهو و مرح بلمسات صيفية ناعمة .
أسفل هذه السماء و فوق هذه الأرض و في محيط هذه الرياح ، تشانيول كان يرتدي قميصاً أبيض و بنطال جينز و شعرها مسرح و مرفوع عن جبهته يتمسك بيد زوجته و يده الأخرى تلتف حول خصرها المختفي .
هي كانت ترتدي فستان أبيض ذا نقوش ناعمة و ترتدي فوقه سترة من الجينز و شعرها بتمويجات عريضة يصل إلى فخذيها و ببطن تمتد ربع متر أمامها .
كلاهما يمشيان أسفل هذه السماء و في متنزه تملئه ضحكات الأطفال و مرحهم ، آري بشهرها التاسع و أصبحت ولادتها وشيكة لذا نصح الأطباء بأن تمشي كثيراً و لمسافات طويلة حتى تكن ولادتها يسيرة و تشانيول لم يقصر في عنايته بها طوال فترة حملها .
كل ما اشتهت شيء كان يحضر لديها فوراً حتى لو استلزمه الأتيان بما تشتهيه أن يحضره من بلدة أخرى ، إبتاع لأجلها فساتين حمل كثيرة و كان إهتمامه بها يزداد كلما تطور حملها أكثر و اقتربت من الولادة .
همست هي بينما يمشيان في تلك الحديقة .
آري : تشانيول ، أظن أن حذائي قد إنفك .
ألقى نظرة تشانيول على حذائها الرياضي و بالفعل كانت رباطاته منفكة فأوقفها ثم جثى على ركبته ليعقده لها بحرص حتى لا ينفك مجدداً ثم وقف ليسألها .
تشانيول : ها قد عقدته ، أتشعرين بالراحة الآن ؟!
أومأت له بوجه باسم و كإمتنان قبلت وجنته ليزفر أنفاسه بعبث و يقول .
تشانيول : أردتها في مكان آخر .
ضحكت هي بخفة ثم قالت .
آري : في المنزل ، ليس هنا أمام الخلق .
همهم موافقاً و أسند عليها دين قبلة شفاه تسدها له عندما يعودا إلى المنزل ، تابعا مشيهما بينما ينظرا إلى الأطفال صغار السن و أنه قريباً سيحظوا بطفل مثل هؤلاء .
وقفت آري مكانها عندما شعرت بوخز أليم ضرب قاع بطنها و ذهب سريعاً فظنت أنه ضربة من الطفل رغم أن ضرباته ليست بهذه القوة و تابعت طريقها مع زوجها .
تمسكت بيد تشانيول و لا تعلم لماذا شعرت بالتوتر أو ربما القليل من الخوف ، نظرت إلى تشانيول بإبتسامة متوترة لينظر لها ، لاحظ الإرتباك بادٍ على ملامح وجهها فكان الرد منه أن إستفسر بقلق عن حالها .
تشانيول : ما بكِ ؟! هل أنتِ بخير ؟!
كادت أن تومئ بنعم فأتى هذا الألم مجدداً بذات القوة أو أكثر بقليل و ذهب بنفس السرعة ، إمتعضت ملامحها بألم ثم نفت برأسها لتهمس بتوتر .
آري : لا أظن أنّي بخير !
إتسعت عيناه و شهق تشانيول بخفة عندما إنحنت تتمسك ببطنها و قد أطلقت صرخة ، بسرعة حملها على ذراعيه و هرول بها إلى سيارته ، خبأت هي وجهها بعنقه تكتم آهاتها و تقضم شفتيها تحاول الصمود أمام الألم الذي أخذ يتتابع بسرعة .
وضعها في المقعد بجانبه ثم إنطلق إلى المستشفى ، أخفض لأجلها الكرسي و أخذ بيدها يأخذ مكانه بجانبها و دوره يساندها ، هي كانت تتأوه بصوت خفيض و يعلو أنينها إن آتاها الألم كالمطرقة تهشم عظامها تهشيماً .
وصل بها إلى المستشفى و تم نقلها إلى قسم الولادة فوراً ، دخل هو إليها بعدما أذنوا له ليكن معها و يخفف عنها بهذا الوقت العصيب .
العرق يتصبب من مسامها وجهها حتى أن خصل شعرها إلتصقت بوجهها ، صدرها يرتفع و ينخفض على وتيرة سريعة و الدموع أذبلت عينيها ، قبل رأسها بينما تحارب بكل شجاعة لإنقاذ نفسها و طفلها .
صاحت و صاحت تتألم ، صوت صراخها ملئ سمع زوجها الذي تغلغلت الدموع في عينيه قلقاً عليها ، أخذت تبكي بينما تشكو الألم لزوجها و لو بيده القدرة لأخرس الألم عنها و زحزحه .
آري : سأموت يا تشانيول ، سأموت ! ما عدت أستطيع التحمل .
واساها بتربيتات كثيرة و لمسات حنون و همسات دافئة .
تشانيول : لا تذكري الموت على لسانك ، أنتِ ستعيشين و تنجبين طفلنا ، أعلم أنه صعب عليكِ لكن أرجوكِ حاربي يا أجمل أم و أفضل حبيبة !
مر وقت طويل و هي تصارع لإخراج الطفل من أحشائها حتى نجحت و خرج ، وقتها صرخت صرختها الأخيرة و بكى الطفل ، إبتسم تشانيول إبتسامة واسعة و ضم رأسها إلى صدره يخفف عنها و يبارك .
تشانيول : حمداً لله على سلامتك يا عمري!
قبل رأسها قبل أن يبتعد ليحمل الطفل من يد الممرضة ، ها هو قد أصبح أب، هذا الطفل من لحمه و دمه يحمل اسمه و يكمل عائلته ، إنه صبي سيكون دوره أن يحمي أمه الرقيقة برفقة والده .
وضعه بعون الممرضة على صدر آري التي تحسسته بعاطفة تتدفق من صميم قلبها ، عاطفة و لا كل العواطف ، عاطفة الأمومة ، هذا الطفل في الصباح كان يسكن أحشائها و الآن يركن على صدرها ، نظرت إلى تشانيول و ضحكت بخفة فرحاً .
آري : لقد كبرت عائلتنا و كبرنا معها حبيبي !
أومئ لها ثم جثى ليكن أقرب إليها و لطفله ثم همس .
تشانيول : أجمل نعمتين في حياتي ، أنتِ و لوي !
توسعت عيناها ترمقه بتفاجئ ثم همست مستنكرة .
آري : كيف علمت أنني أريد تسميته لوي ؟!
إقترب بوجهه إليها أكثر ثم همس بعدما إختلطت أنفاسهما .
تشانيول : مصادري الخاصة .
علمت ما في نيته أن يفعل لتنبس بتوتر .
آري : قد يتجسس علينا أحد تشانيول !
همس و شفتيه قد لامست شفتيها .
تشانيول : سأعتقله .
همست هي و قد إنخرطت أنفاسها بأنفاسه و نفسها تحرضها أن تطيع قبلاته .
آري : لن تجعل لوي يراك تقبل والدته .
نفى بحاجبيه ثم همس .
تشانيول : بلى ، سأعلمه كيف يكن رجلاً كأبيه .
ثم قبلة سلبت أنفاسهما معاً و كانت تعبيراً كافياً عمّا دار في نفسيهما من قلق بهذه الساعة .
...............................................
مرت خمسة أعوام عاشوها بحلوها و مُرِّها ، كثيراً ما كانوا يتفقوا و كثيراً ما كانوا يختلفوا ، إلا أن إختلافهم و إتفاقهم إختلف عن السابق ، تشانيول تبنى النِقاش و الحِوار وسيلة لحل الخِلاف و آري تتوافق مع هذه الوسيلة ، ما عاد للعنف مكان بينهما ، العنف وسيلة للخراب و ليس حل للمشاكل .
في طليعة ظهر في يوم ما ، طفل ذا خمسة أعوام يرتدي بنطال جينز و قميص ابيض يعلوه سترة من الجينز ، يده الصغيرة تحتويها يد أمه الرقيقة التي ترتدي فستان أسود يصل إلى ركبتيها ، كلاهما يتمشيان في حديقة المدرسة بإنتظار تشانيول أن يأتي ليأخذهما كما اتفقوا .
الطفل بدى منزعجاً فشفتيه مقلوبة و وجنتيه الممتلئة محمرة و حاجبيه معقودان بينما أمه تتستر على ضحكاتها و تتحمحم كل فينة لتبدو جدية .
آري : ما الذي يزعج ابني الصغير ؟!
هي تدري ما بال الطفل لكنها تتحايل عليه فأجاب والدته بنبرة شاكية و حزينة .
لوي : أبي سيوبخني يا أمي على ما حدث .
توقفت هي مكانها ثم انحت لتكن أقرب إليه .
آري : ما الذي حدث ؟!
قبل أن ينطق الطفل بحرف إلتف ليختبئ سريعاً خلف أمه سريعاً بينما يقول بذعر .
لوي : أبي آتى ، أبي يا أمي ، أبي قفي و لا تدعيه يراني من فضلك !
ضحكت هي بخفة ثم وقفت ليختبئ لوي خلف ظهرها و بيديه الصغيرتين يتمسك بثوبها ، وصل تشانيول ليقف أمامها بينما ينظر إليها ، ابتسم و أخذ بيديها ليقبل شفتيها إلا أن طفل صغير دخل بينهما و صاح رافضاً .
لوي : إبتعد عن أمي ، لا تقبلها !
مخرب اللحظات هذا لوي الذي لطالما إعتذر و غضب على كل إلتماس قد حصل بين والديه ، نظر إليه تشانيول و ابتعد ليجلس القرفصاء أمام الطفل ليصيح الصغير بغضب .
لوي : أنا لا أقبل أن تقترب لأمي ، هذه قلة أدب !
حلق حاجب تشانيول و آري ضحكت بخفة .
تشانيول : و أنت ما شأنك أيها القزم الصغير ؟!
صاح الطفل غاضباً .
لوي : أنها أمي أيها الأب العملاق !
ضحك تشانيول بخفة ثم قال .
تشانيول : دعنا من أمك الآن ، ماذا فعلت بشأن ما اتفقنا عليه ؟!
توترت معالم الطفل أجمعها ثم همس .
لوي : لقد فشلت .
وقف تشانيول و إلتف الطفل خلف أمه يختبئ بينما يتمسك بثوبها ثم استرسل راجياً .
لوي : أنا خجول بشأن الفتيات ، لم أستطع محادثتها .
شهقت آري بخفة أي أن الأمر بشأن فتاة يريد إبنها الإعتراف بمشاعره لها .
وقفت آري أمام تشانيول الذي غضب فعلاً كدرع لتحمي طفلها من توبيخ والده إلا أن تشانيول قال موبخاً .
تشانيول : هل ربيت أنا خروف ؟! لماذا حضرتك خجول أمام فتاة ؟! انظر إلي و لأمك و تعلم أيها الأحمق أم أنك تجيد فقط تدمير أوقاتنا الرومنسية ؟!
إمتعض وجه لوي أكثر و اصبح على شفا البكاء ، أمسك تشانيول بوجنتي آري ثم قبل جبهتها و وجنتها أمام الطفل ثم قال يعلم ابنه .
تشانيول : فقط قل لها أحبكِ و افعل كما فعلت لأمك الآن ، أهذا صعب ؟!
نفى الطفل برأسه ثم خرج من خلف أمه و ركض نحو الفتاة التي يحبها فور أن ظهرت عند البوابة ، ضحكت آري و هي تنظر إلى ابنها ثم حدثت زوجها .
آري : أنت يا زوجي العزيز تقوم بتخريب نظم مدرستي ، ألا تلاحظ ذلك ؟!
تبسم إبتسامة غامضة ثم إمتثل أمامها ثم إلتفت ذراعيه حول خصرها الرشيق كأفعى حريصة و بطيئة جداً ثم جذبها إليه كأفعى إن إعتصرت ضحيتها إعتصر خصرها و ألصقها به .
إختنقت آري بشهقة خجل و تفتح حقل وردي في وجنتيها أو كعين دماء إنفجرت فيهما ، إقترب برأسه بحركة بطيئة و اتخذ زاوية حيث بصره يهتدي فوق شفتيها ثم همس و شفتيه تلمس شفتيها كلما نطق بحرف .
تشانيول : أنا المسؤول هنا عن حِفظ النُظم ، حاسبيني لاحقاً عن نقضها .
إبتسمت هي بخفة و ثم صعدت بكفيها تتلمس ذراعيه صعوداً إلى كتفيه ثم لفتهما حول عنقه لتميل برأسها نحو شفتيه هامسة .
آري : سأحاسبك في إجتماع الغد حضرة المدعي العام .
كان جوابها أن إختطلت شفتيه بشفتيها بقبلة حميمية بنصف المدرسة التي عادت أفضل مما كانت عليه سابقاً ، قبلها بتوق و شوق و حب ، سلبها أنفاسها ، روحها ، و قلبها كما سلبته ، قبل رأسها ، وجنتيها ، و شفتيها .
إنفض اللقاء عندما عاد لوي لوالديه و وقف الزوجين بجانب بعضهما و متشابكي الأيدي ، عاد لوي فرحاً و ببرائة طفل بشر والديه .
لوي : لقد قبلت و أعطيتها وردة و قبلت وجنتي .
أخرج من خلف ظهره وردة و قد إختطفها من حديقة المدرسة ، قدم الوردة لأمه ثم قال .
لوي : و هذه لكِ أمي .
إنخفضت على ركبتيها باسمة الشفتين و انخفض تشانيول برفقتها لتأخذ الوردة من يده أما تشانيول فعبث بشعر صغيره .
شهقت آري قلقاً عندما لمحت قطرات دماء تنساب من يد صغيرها ، أمسكت بيده ثم استفهمت قلقة .
آري : لوي ! بماذا جرحت يدك ؟!
إبتسم الطفل ثم قال .
لوي : لأقطف الوردة كان علي تحمل أشواكها أمي .
قضبت حاجبيها ، هذا الكلام كبير على طفل بعمر لوي .
آري : من أين لك بهذه الكلمات .
نظر لوي إلى والده ثم ابتسم و قال .
لوي : بابا قال لي أنه علي تحمل الشوك ما دمتُ أريد الورد و هكذا أنتِ تحملتِ الشوك طالما أردتِ الورد .
الورد ..... الروح
و الشوك .... غلاف الروح
كل منّا وردة ذات شوك ، هذا الشوك ربما يكن حاد ، سامّ ، أو ناعم .
آري ذاقت أشد أنواع الشوك آلالام و سُميّة لتصل إلى أجمل وردة ، روح تشانيول وردة زهيّة و جميلة كانت مختبأة في جُب مظلم بُنيّ من شوك قاسٍ و حاد و لإخراجها كان على آري أن تذوق ألم الشوك و حدته و تخسر الكثير في طريقها المظلم إلى نور روحه .
عزيزتي ، لا تتزوجي بمحقق ، هم حادي الطِباع إلا إن أردتِ خوض تجربة مشابهة ، وقتها كوني قوية لتحمل وخزات الشوك الأليمة .
ورد شائك
بارك تشانيول & بارك آري
وضِعَ القلم
و جفت الصحيفة
إنتهت الحكاية
روايتي الثانية
By :
PARK MERCY ARIANA
..........................................
سلاااااااااام ورداتي
مشاعري مختلطة الآن ، أشعر بالسعادة بذات الوقت لدي رغبة في البكاء .
بدأت الرواية بسرد رثّ و قصة ضعيفة فلجأت إلى حذفها و البدء بها من جديد رغم ذلك لم استطع تجاوز الأخطاء الإملائية .
ولِدَت ورد شائك في السادس و العشرين من آذار لعام ألفين و سبعة عشر و اليوم تنتهي فقط بتاريخ الرابع من شباط لعام ألفين و تسعة عشر .
ورد شائك ذات الربيعين تنتهي اليوم و ربيعها لن ينتهي أبداً ما دمتُ أنا حيّة .
شكراً لكل من علق ، شكراً لكل من صوت ، شكراً لكل من قرأ بصمت ، شكراً لكل من أضافها إلى قائمته ، شكراً لكل من وضعها في مكتبته .
شكراً لكل من دعمها سِراً و علانية ، شكراً لكل من صرف من وقته ليقرأ سطورها ، شكراً لكل من تابعني بعدما قرأ سطورها .
و أخص بالشكر كل من قرأ سكر مالح و آتى معي إلى هنا و ما تركني .
جميعكن صديقاتي العزيزات و جميعكن غاليات لكن أود أن أشكر بالخصوص أكثركم تميزاً و أكثر من دعمني .
أولاً و للمرة الثانية أتوجه لها بشكر :
Jessica5_Seohyun
أ
نا حقاً محظوظة بوجودكِ إلى جانبي و دعمكِ لي الذي لا ينقطع ، في أحيان كثيرة كنت على وشك الإعتزال لكن بسببكِ و دون علمكِ تدفعيني للإستمرار ... شكراً لكِ .
ثانياً :
kai_jimin_teamin5
أنتِ من أفضل الصديقات في هذا العالم البرتقالي ، رغم سوء التفاهم الذي حدث بيننا لكن وجب علي شكركِ لأنك و بصدق تستحقين مني شكراً عظيماً .
ثالثاً :
MinOza_Loey
فخراً لي و أعتز أن كاتبة عظيمة و مرموقة مثلكِ تقرأ سطوري المتواضعة ... شكراً لكِ
رابعاً و للمرة الثانية :
kim_maya
أختي العزيزة و الصغيرة رغم غيابكِ عن العالم البرتقالي لكنكِ بالتأكيد ذات فضل علي فيه ، أحبكِ جداً ❤
أعتذر لكل من يبذل جهد لدعمي و لم أذكرها هنا لكن أرجو أن تكنّ على علم أنكنّ بقلبي تسكنّ .
الدرك السافل تعلن ولادتها بإكتمال قمري الثاني و الجميل ، ورد شائك .
أرجو أن تقدموا الكثير من الحب لصالح ورد شائك الآن و في المستقبل القريب و البعيد و تتجاوزا عن الأخطاء الإملائية إن وجدت في هذا البارت ، لم أدقق.
١. رأيكم في يورا ؟! مشاعرها تجاه لوهان ؟! موقفها من علاقتها السابقة مع شيون ؟!
٢. رأيكم في لوهان الحبيب ؟ معاملته اللطيفة و الودودة ليورا ؟!
٣. رأيكم في مينهو ؟ دوره بشكل عام ؟!
٤. رأيكم بجونغكوك ؟ دوره بشكل عام ؟
٥. رأيكم في جايجونغ الذي كرهتموه في وقت ما و راين ؟ دورهما بشكل عام ؟!
٦. رأيكم بالسيد و السيدة بارك بشكل عام و بدورهم ؟!
٧. رأيكم في لوي الصغير ؟ أهو أقرب لأمه أم لأبيه أم خليط بينهما ؟
٨. رأيكم بآري ؟ شخصيتها الجديدة و القوية و الجريئة ؟!
٩. رأيكم بتشانيول ؟ شخصيته الجديدة و المتفهمة إلا أن جرائته باقية ؟!
١٠ . رأيكم بالبارت بشكل عام ؟!
١١. رأيكم بورد شائك بكل مصداقية و شفافية ؟!
١٢. قيّم ورد شائك من عشرة لطفاً ؟!
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
ورد شائك بطولة بارك تشانيول
By :
Park Mercy Ariana
مني تحية أخيرة لكم جميعاً ...
وداعاً💔❤
Park Mercy Ariana
" عزيزتي ، لا تتزوجي بمحقق ، هم حادي الطِباع إلا إن أردتِ خوض تجربة مشابهة ، وقتها كوني قوية لتحمل وخزات الشوك الأليمة ."
Ari's point of view
أشعر بالنور يتدفق إلى عيني و ضوضاء سمعية تزعجني ، إنها كقطرات تقع في ماء ، تنهدت ، أشعر بأنفاسي ثقيلة ، فتحت عيناي بخفة لأنظر إلى ما يملئ نظري ، سقف أبيض ، المستشفى مجدداً .
هبطت يدي أتلمس فيها بطني و عندما شعرت بتكورها إبتسمت رغم تجمع الدموع في عيني ، ابني ما زال يحيى في بطني ، هذا ما يهمني ، ابني حيٌ يُرزق و أنا ما زلت أماً .
أذكر أن تشانيول احتضنني بدمائي ، بالتأكيد هو من جلبني إلى هنا بعد أن ضربني ذلك الحقير ، لففتُ عنقي إلى جانبي لآراه هنا ، يضع رأسه على السرير و يحتضن كفي بكلتا يديه ، إبتسمت لرؤيته بخير مجدداً .
رفعت يدي المحقونة بمحلول يتصل بكيس مغذي أعلى رأسي ، داعبت شعره الذي قد طال قليلاً بكفي و ابتسمت أتأمل ملامحه الجميلة التي قد اشتقتُ لها بقدر عطَّشني فأثار بي الجفاف لرؤيته .
إنني مشتاقة له بطريقة أعجز بها عن التعبير ، ربما إشتقتُ إليه أكثر مما أحبه ، تنهد و حرك رأسه أسفل كفي فابتسمت ، رفع رأسه بخفة ثم أخذ يرمش بخفة حتى اتضحت رؤيته و رآني في عينيه ممتثلة أمامه .
رفع رأسه وقتها سريعاً و امتثل وجهه مقابل وجهي حتى أن أنفه لامس أنفي ، كان ينظر إلى وجهي بشوق طفل و نهم رضيع جعلني أضحك رغماً عني ، رفع أنامله يتحسس بها ملامح وجهي و إبتسامة سعيدة لاحت على شفتيه .
عندما وصلت أنامله شفتيّ قبلتهم بخفة ثم ما شعرت إلا بجنون زوجي يأتيني إن رفع أنامله و أتتني شفتيه ، إتسعت إبتسامتي و عقدت ذراعاي حول كتفيه أجذبه لي أكثر بينما هو يقبلني بجنون .
فيه عطش قسيس جُبِر على الرهبانية إلي ، أشعر بأنه يتقفى من القبلات التي يأخذها مني شبع و ضمأ أو بالأصح حياة ، أقبله قبلة و يردها لي بعشرة أمثالها ، لوهلة نسينا أننا في المستشفى ، بين شوقي و شوقه سيضيع العقل و منطقه بالتأكيد .
إرتفع عني بعدما نال مني طاقتي كلها و فوقها حبة حُب ، تبسمت مجدداً بينما يتلمس بإبهامه شفتيّ ثم راح ينظر بعيني كالضائع إن وجد ضالته ، أكان ضائع دوني ؟!
رفعت يدي أتحسس خصل شعره ثم زلفتُ إليه لأقبله مجدداً ، تلك المرة أنا سأقوده بشغفي ، إنني لأحبه بقدر ما يحب البشر أجمعين ، سددتُ له قبلات كثيرة بقدر ذرات الشوق التي كننتها له أثناء بعدي عنه .
تخليتُ عن ثوب خجلي و رميتُ حيائي بعيداً ، يحق لي أن أكون مجنونة في الحب و جريئة في تسديد ديونه لي ، إنني مشتاقة بقدر ما هو مشتاق .
كاد أن يبتعد عني رحمة بي لكنني تمسكت به أقبله أكثر ، أخبره بلغة القُبل ألا يتركني بمحارب الشوق وحيدة ، راحت يداي تنهم من عنقه لمسات و من شفتيه قبلات و من صدره أحضان ، إنني مشتاقة له بهذا القدر .
أخليت سبيله من أطواق جرائتي التي لم يعهدها مني عندما شعرت بأن حاجتي للأنفاس تطوقني ، دفعته لعناق في محاربي و تركت قبلة فاسدة على عنقه ، لأول مرة أترك عليه أثري .
نظر إلى وجهي عندما إنتهيت منه ثم همس ينظر في عينيّ بشرود .
تشانيول : تقتليني هكذا و لتوي نجوت !
إبتسمت له بخفة ، حبيبي ودع آري القديمة ، إنيّ إمرأة جديدة تماماً .
آري : ربما أدفعك إلي بجنون كما لم تعهدني من قبل .
إحتضن كفه وجنتي و همس بإبتسامة لعوب .
تشانيول : كيف ستدفعيني إلى الجنون ؟!
قبلت وجنته ليتنهد محموماً من عبثي ثم همست له .
آري : بقبلة شغوفة ، لمسة جريئة ، نظرة فاسدة .
قضم شفتيه بصمت و عينيه تحكي الكثير و نظراته تحترف بي الحب ، كنّا شغوفين بالعينين ، إقتنص من وجنتي لمسات حنون و ركن كفه عليها ليقول لي .
تشانيول : كيف كنتِ في بُعدي ؟! وحدكِ واجهتِ الوحوس و أنتِ عصفورة هزيلة .
إبتسمت لإنتشل يده من على وجنتي ثم قبلتها لأهمس .
آري : كنتُ في بعدك مشتاقة إليك ، إشتقت لأن تضمني و تحبني ، لياليّ كانت باردة في بعدك إذ أنك لست معي لتدفئني بصدرك ، لكنني كنتُ قوية ، أنا لم أكن عصفورة هزيلة ، حميت شبلك بمخالب لبؤة .
تبسم ثم وضع قبلة على جبيني ليقول .
تشانيول: أشعر أنكِ تغيرتِ ، تلك الكلمات و هذه الجراءة ليست لآري التي أعرفها .
نظرت إليه أصرف عليه نظرات حامية و محمومة .
آري : ألا تعجبك آري الجديدة !
إتسعت إبتسامته أكثر ثم قبل شفتيّ بخفة ليقول .
تشانيول : أنا أحبك كيفما كنتِ .
أحطت عنقه بذراعي و جذبته إليّ ، علقت عينيّ على شفتيه لأهمس .
آري : أنا أحبك كثيراً .
أصمت إبتساماته الودود و كلماته المحمومة بالحب بشفتي ، إذ أخذت أقبله من جديد و هو سريع الإستجابة لي ، تبسمت في منتصف القبلة إذ بدى مدهوشاً لجرئتي و لأنا الجديدة ، طاوعني بقبل كثيرة ، عليك أن تعتاد على زوجتك الجديدة .
تلك القديمة أنا قتلتها بيدي رحمة بها ، اليوم أنا إمرأة جديدة بمعايير جديدة و حب كثير و كرامة عالية ، حررته مني ثم همست أتلمس شفتيه بأنفاسي و شفتيّ .
آري : أنت كيف كنت في بُعدي ؟!
تنهد ليضمني بقوة إليه ثم همس .
تشانيول : ضائع بل ميت ، كنتُ ميت في بعدكِ ، كنتِ لي الهوى و الماء دونكِ أنا إختنقت و مت عطشاً .
حررني من عِناقه ثم نظر إلى وجهي ليقبل جبيني مجدداً ، وضعت يدي على وجنته ثم همست .
آري : أي حبيبي ! أنا معك للأبد و لن نفترق من جديد أبداً ، أنا و أنت أقوى من الظروف أن تقهرنا و أقوى من العواصف أن تشعلنا ، أنا لك و أنت لي باسم الحب و انتهت الحكاية .
أومئ لي بينما يمسح على شعري ، أرى بعض الدموع عالقة بين جفونه ، إبتسمت رغم عينيّ التي دمعت و داعبت وجنته بإبهامي فاقترب إلي و وضع رأسه على صدري و أحاط خصري بذراعيه ، ضممته لي و ربت عليه أواسيه بلمسات حنون و كثيرة .
فُتِح الباب لينهض تشانيول عني سريعاً و اتجه إلى النافذة يمنحني ظهره لكنني متأكدة بأنه يكفكف دموعه عني ، تبسمت و أنا أراقبه بينما أمسح دموعي أنا الأخرى ، تشانيول لا يبكي عادة ، عجيب أن أراه يبكي عليّ هكذا.
إبتسمت عندما رأيت جايجونغ و تشين يدلفان إلينا ، إقترب جايجونغ و قبل رأسي ثم همس .
جايجونغ : حمداً لله على سلامتك ، إشتقتُ لكِ كثيراً .
إبتسمت له بإمتنان ثم همست أحدثه .
آري : مشتاقة لك أيضاً .
نظرت إلى تشين فهنأني بسلامتي مبتسماً و أنا شكرته بإبتسامه ، لولاه و جونغكوك لقتلني شيون ذلك اليوم ، همست فور أن تذكرت أمر صديقي الذي إنشغلت بأمره ليالٍ طِوال .
آري : ماذا حدث لمينهو ؟! أهو بخير ؟! حي ؟!
نظر جايجونغ إلى تشانيول و تشانيول نظر إلى تشين و تشين ينظر إليّ بتوتر .
آري : قولوا لي ، ما الذي حدث مع مينهو ؟!
نظر إلي تشين و ابتسم بإرتباك ليقول .
تشين : حقيقة أن مينهو منذ أن أُصيب لم يستفيق ، لا تطورات على حالته منذ الخمس شهور الفارطة .
أخفضت بصري أستذكر صوت الطلقات عندما خرجت من زندها و سكنت في صدره ، أشعر بدموعي تشوش نظري ، سُرعان ما ضمني تشانيول لأبكي على كتفه رغماً عني ، مينهو خسر من عمره خمسة أشهر و لا أعلم كم سيخسر بعد بسببي .
أسرف تشانيول في إحتضاني و طمأنتي حتى إمتثلت ، لكن ما زالت غصة عالقة في قلبي لأجله ، مينهو صديقي الصدوق و هو وحده من وقف معي منذ أن وضعت في المدرسة لبنتها الأولى ، كان معي دوماً و أعانني دوماً حتى في يوم واجهنا الموت معاً إعترض الرصاص و دافع عني و الثمن كان باهظاً جداً ، الثمن حياته .
قبل رأسي قُبلات وفيرة ثم همس لي يراضيني و يواسيني .
تشانيول : إن أردتِ سأخذكِ إلى غرفته في الحال .
أومأت له سريعاً ثم تمتمت .
آري : من فضلك خذني !
أومئ لي ثم أزاح عني الغطاء و حملني على ذراعيه ، شهقت خجلة من فعلته أمام أخي و تشين لكنه همس .
تشانيول : سأمنحكِ قدميّ فترة حملكِ .
تبسم جايجونغ ثم قال .
جايجونغ : حظركِ الطبيب من المشي على قدميكِ ، لذا سيكون تشانيول راعيكِ حتى تدخلي شهركِ السابع .
هذا يعني أنني سأبقى محمولة على ذراعيّ تشانيول للشهرين القادمين ، خرج بي من الغرفة و سار بي في ممرات المستشفى إلى غرفته في وحدة العناية المركزة ، وضع علي تشانيول رداء معقم ثم ادخلني ، وضعني على الكرسي ثم خرج ينتظرني أمام النافذة الزجاجية التي تكشف الغرفة .
نظرتُ إلى مينهو ، هو ينام على نومته هذه منذ خمسة شهور فارطة و كله بسببي ، قلبي يتقطع ألماً عليه ، نظرت إلى وجهه الذي يبدو ذابلاً و الأعياء ظاهراً على محيياه ، مسحت دموعي حينما سالت ثم همست أحدثه .
آري : لقد إشتقتُ لك كثيراً ، كثيراً في غيابي عنك فكرتُ فيك ، أكنت حي أم ميت ؟! الحمد لله أنك حي لكنك ميت بنفس الوقت و رؤيتك هكذا ترهقني جداً ، هيا انهض أخي و أنا معك ، دعنا نعد من جديد عودة لن يكسرنا فيها أحد ، تلك المعلمة التي همست لي أنك معجب بها سأحدثها لأجلك ، ما عليك سوى أن تنهض .
مسحتُ دموعي مجدداً ، إنها لا تتوقف عن الإنسياب على وجهي ، نفثت أنفاسي أهدئ نفسي ثم أخذت يده و قبلتُ ظاهرها ، تبسمتُ بخفة و ضممتُ يده إلى صدري ثم همست .
آري : أثق أنك ستعود عودتك القوية .
نظرت عبر الزجاجي ليدخل علي تشانيول ، أخذني من على المقعد إلى ذراعيه ، إلتفت أنظر إلى مينهو ما دمتُ أستطيع رؤيته ، حالما خرجنا نظرت عبر النافذة إليه ثم دسستُ وجهي بعنق زوجي عندما إختفى عن ناظري ، أرجو أن يستيقظ بسرعة .
مضى اليوم و اليوم الذي يليه بإجراء فحوصات لزامية لي و عاينني كثير من الأطباء حتى قرروا أنني أستطيع الخروج و ها أنا محمولة على ذراعيّ زوجي خارج المستشفى ، لقد رفض أن أستخدم كرسي متحرك طالما هو معي .
الجميع ينظر لنا بعين حاسدة ، مشهد رومانسي كهذا لا يحدث في الأماكن العامة عادة ، وضعني برفق في السيارة بجانبه ثم قاد بنا ، قضينا الطريق بصمت ، أنا أنظر إليه و يدي بيده و هو يقود و نظره إلى الطريق و كل فينة يرفع يدي و يقبلها ، يعجبني هذا التغيير الذي طرأ عليه .
تنهدتُ و نظرت إلى الطريق حيث لاحظت أن طريقه ليس إلى بيتنا بل إلى قصر العائلة ، إلتفتُ بعنقي أحدثه .
آري : أسنذهب إلى القصر ؟!
أومئ لي ثم قال .
تشانيول : أظن أن تبقي في القصر حتى يزول الخطر أفضل ، هناك أستطيع أن أعتني بكِ دون عائق كما أن أمي و يورا سيفعلن أيضاً و الجميع يريدون رؤيتكِ ، لقد إشتاقوا جميعهم لكِ .
أومأت له ثم أسندتُ رأسي على كتفه بينما هو يقود ، أحاط كتفي بذراعه و خطف قبلة من رأسي ، أغمضتُ عيناي و الوسن يداهمني ، منذ أن حملت و طاقتي بتناقص ، لقد نمت فعلاً .
صحوت على صوت تشانيول حولي ، ظننته يناديني برفق لكي أنهض و أترجل من السيارة ، لكنني بالفعل في سريره و الجميع حولي مجتمعون ، هو كان يجلس بجانبي و يدي بيده و يده الأخرى تمسح وجنتي .
تشانيول : عذراً لكنهم يريدون رؤيتكِ و الإطمئنان عليكِ ، إنكِ تنامين منذ خمس ساعات .
لا أصدق ، لقد قال لتوه " عذراً " شبه إعتذار ، تشانيول لقد تغير جداً لدرجة أنني أعجز عن التصديق ، لم أعيّ أن نظراتي له قوية و مستهجمة حتى عقد حاجبيه و استفهم .
تشانيول: ما بكِ تنظرين إلي هكذا ؟! أبكِ بأس ؟!
أومأت برأسي سريعاً ثم رفعت كفي لأتحسس حراراته ثم حراراتي ، ربما أهذي ، ربما فقدت عقلي من المخدر .
آري : ليس علي حرارة و لا عليك ، لكنني لستُ بخير إطلاقاً !
شرع يحملني على ذراعيه بينما يتمتم مذعوراً .
تشانيول : ما الذي يؤلمك ؟! ما هو بأسك ؟! اخبريني يا عمري !
نفيت برأسي سريعاً و حثثته أن يعيدني إلى السرير .
آري : ليس هكذا ، البأس بأذني أو بعقلي ، لا عليك أنا بخير .
ضحك الجميع من حولنا و شاركتهم و هو وحده ينظر لنا مستعجب لا يفهم ما يحدث حوله ، غمزته بعبث أمامهم فعلت أصواتهم العابثة ليضحك هو بخفة بينما يحك مؤخرة رأسه ، أنا بالتأكيد جننت ، تشانيول يخجل الآن !
إلتفتُ إلى أخي راين عندما جاء و جلس بجانبي ، قبل رأسي ثم بكفه أخذ يمسح خدي و قال بصوت حنون ، لطالما كان أب لي و ليس أخ ، هكذا طالما إعتبرته .
راين : حمداً لله أنكِ بخير يا أميرتي .
رحبت بي العائلة كلها و علمتُ في محض الحديث أن لوهان و جونغكوك بالسجن و أن القصر دُهِم ، مصائب كثيرة تلك التي حدثت و لكنني كما أؤمن بأن العُقد مهما تكاثرت مصيرها أن تتحلل كما عُقِدَت .
تسامرنا لوقت طويل حتى أذن تشانيول من أهله أن يخرجوا لأرتاح فطاوعوه ، بعد خروجهم آتى جايجونغ و فحصني .
بقينا وحدنا في غرفته و قد ذهب الجميع إلى غرفهم ، آتى بجانبي و تمدد لأنهض برفق و بمعونته لأنام على صدره ، سرت رعشة بي كما سرت به ، رعشة شوق .
تنهدت و غمرت وجهي بعنقه أشتم رائحة عِطره و أتنفس أنفاسه ، ذراعيه غمراني و طوقاني بدفء شديد يحميني من برودة الدنيا و ملجئي زنديه ، لثمت عنقه ثم أغمضت عيناي و هو قبل جبيني ، نمت كما لم أنم منذ زمن طويل .
نمتُ آمنة على نفسي و عليه ، نمتُ دافئة في حضنه ، نمتُ مطمئنة و عيني قريرة ، هذا ما أنجوه منذ خمسة أشهر ، حتى أحلامي هذه الليلة كانت وردية و جميلة .
أستيقظت على همساته بالقرب مني لذا فتحت عيناي بوسن و نظرت إليه ، إبتسم لي و قبل أرنبة أنفي ثم راح يسرح شعري بأنامله .
تشانيول : أخبار جيدة !
قطبتُ حاجباي لا أفهم مراده لذا إمتلئ شدقيه بإبتسامة سعيدة و قال فَرِحاً .
تشانيول : مينهو أستيقظ هذا الصباح و سأل عنكِ .
ضحكت فرحة و أحتضنته .
آري : خذني إليه تشانيول من فضلك .
رفض إذ نفى برأسه ثم قال .
تشانيول : لا ، أنا سأذهب إليه و احضره إلى هنا ، سأطلب من الخدم أن يحضروا من أجله غرفة هنا و سيبقى لدينا لبعض الوقت .
صمتُ موافقة ، في النهاية أنا لا أريد خسارة طفلي و لا هو يريد أن يتعبني ، سيأتي بمينهو إلى هنا و أراه هنا ، إبتسم لي عندما رأى مني القبول ثم ذهب ليغتسل و أنا بقيت في مكاني فلا أجرؤ على النهوض ، ربما سأحظى على توبيخ من زوجتي وقتها .
هل علي أن أجرب لأرى أن كان سيوبخني أم لا ؟! لا ، لا ، لا ، هذه مخاطرة على طفلي فلأشاكس زوجي العزيز عندما آمن طفله في أحشائي .
خرج بعد فينة بحلته المغرية كما إعتدت أن آراه ، إبتسم لي بينما يجفف شعره بالمنشفة بيده ، هل إنقلبت الأدوار و هو يحاول أن يغريني الآن ؟! هو بالطبع يفعل و لكنني لستُ سهلة المنال .
تجاوزت عن حفاوته و إثارته و حدثته بينما يرتدي ثيابه .
آري : سأمل وحدي هنا ، خذني إلى الأسفل من فضلك .
أومئ لي بينما يرتدي قميصه ثم آتى و جلس أمامي و ترك أزرار قميصه مفتوحة .
أشار إلى قميصه ثم قال .
تشانيول : أتظنين حملكِ على ذراعيّ بالأمر السهل ؟! عليكِ أن تدفعي الثمن .
إعوجت ملامحي بشفقة عليه ، لم أفكر بذلك من قبل ، كنتُ أنانية بعض الشيء .
آري : أعتذر حبيبي ، لم يخطر لي ذلك من قبل !
إنني زوجته أي الأقرب له و لم أفكر بصلاحه ، بالتأكيد حملي ذهاباً و أياباً ، صعوداً و نزولاً سينهكه ، قضمت شفتي بأسف و سرعان ما وجد إبهامه طريقاً إليها ليفصلها عن أسناني ، نظرت إليه ليهمس .
تشانيول : عليكِ أن تدفعي الثمن ، أليس كذلك ؟!
أومئت له بخفة ليقترب بجذعه مني جعلني أحبس أنفاسي في صدري و اختنق بشهقة ، ما زال له نفس التأثير علي ، هذا يجعلني أرى إبتسامة مُختالة مغرورة تعلو شفتيه .
إقترب أكثر حتى أنني شعرت بأنفاسه تطئ وجهي فأشحتُ به عنه ، لقد إفتضحني قلبي أمامه ، همس بشفاه تلامس حنكي و همساته تدغدغ قلبي .
تشانيول : أغلقي قميصي يا حبيبة و اهديني قبلة شفاه لأنتشلكِ على ذراعيّ الدؤوب لخدمتكِ .
إلتفت إليه فتلامست شفاهنا ، إنحدرت يداي تصل إلى آخر زر في قميصه لأبدأ بإغلاقه و شفاهي تهديه الهدية التي طلبها ، راح يقبلني هو فور أن قبلته ، و عندما وصلت نصف قميصه قيّد يداي و جعلني أحيط عنقه ، فعلت و قربته إلي .
تنازلت عن شفاهه و قبلتُ زواياه و قبل أن يستطع إلتقاطي اهرب بشفتيّ عنه ، هو طلب قبلة شفاه و لكنني منحته قبلة على خده و فكه و ذقنه و أخيرة على رقبته جعلته ينتفض مغموراً بأحاسيسه حتى إنني خلفت بجانب علامة الأمس واحدة جديدة .
تركت عنقه و هبطت أناملي إلى صدره أتحسسه بأطرافها ، شعرت به يتخدر و آه أخّاذة نبستها شفتيه و أولعتني فيه ثم ببراءة أُعفيتُ عنها أغلقت أزرار قميصه و نمقت تلابيب قميصه ، نظر إلي بحِس عالٍ و نظراته تقيم الحب بي .
تشانيول : لو أن الطبيب لم يمنعني عنكِ فقط !
رفرفتُ برموشي و زحلقتُ خصل شعري عن كتفي و هو إهتدى للنظر إلي بنظرة تنهم مني و لا تشبع إذ قضم شفتيه و عصر قبضتيه .
آري : عن ماذا منعك الطبيب ؟
حرر شفتيه و ابتسم إبتسامة خبيثة ، أعرف ما خلف هذه الإبتسامة ، سيحرجني بلا شك و ها هو ينفذ إذ قال ينظر إلي بطريقة جعلتني أشعر و كأني دون ثيابي أمامه .
تشانيول : منعني الطبيب عن إفتراشكِ و تقليبكِ في حضني كفراشة و تقبيلكِ كما اشتهي و أحب .
أُحرِجتُ و بشدة إذ مهما أصبحتُ جريئة لن أقوى على سماع كلماته هذه ، تجاهلتُ ما قاله بأذن خجلة و رحت أنكش شعري بأظافري و أتحاشى النظر إليه .
ناوشني بقبلة على جانب شفاهي ثم حملني على يديه و ضمني إلى صدره ، أنا خبأت وجهي بعنقه و رحتُ أخفف عن نفسي ضيق الخجل الذي أصابني ، نزل بي السُلم و هو يدندن ألحان شقية من شفتيه يعني بها أنه منتصر علي ، لطالما إنتصرت عليّ حبيبي .
وضعني على الكنبة ثم آتى ببطانية و وضعها علي ، إبتسمتُ للعائلة إذ كانوا جالسين و هو وضعني بينهم بلطف و رِقة و ارتفعت أصواتهم بعبث و خبث من حولنا ، قال هو بينما يقف قرب رأسي .
تشانيول : سأذهب لأرى مينهو من المستشفى و سآتي به إلى هنا عندما يخرج لذا جهزوا لأجله غرفة .
أمرت أمي بعض الخدم أن ينفذوا أمر تشانيول أما هو فقبل جبيني مجدداً ثم همس لي بإبتسامة ظريفة .
تشانيول : لا تنهضي من مكانكِ و إن احتجتِ شيء اطلبي الخدم ، لن أتأخر عنكِ .
أومأت له ليغادر و انفردتُ أنا بعائلته ، تبادلنا أطراف الحديث عن أمور مختلفة بحضور عائلة جونغكوك أيضاً حتى آتى راين على حين غفلة ، جلس على طرف الكنبة التي أتمدد عليها ثم اخذ بيدي بين يديه و قبلها و سألني عن حالي ثم قال .
راين : المدرسة تضررت كثيراً و منذ أن غبتِ و نحن نعيد صياغة ما تضرر منها ، ستكون جاهزة قريباً .
ذلك الإنفجار دق في أذني و كأنه صاعقة ، ذلك الحزام الذي أحاطني و همسات هؤلاء النجسة و لمساتهم تحفني ، توترتُ و لاحظ الجميع من حولي إذ آتى جايجونغ الذي لا أعرف متى آتى و راح يحدثني و يفحصني ، ذلك اليوم كان كابوس عالق في رأسي منذ أن حدث .
أشرت لهم أنني بخير و أنا لستُ كذلك ، كل ما أحتاجه عِناق دافئ في حضن زوجي .
آري : بخير ، لا تقلقوا علي ، لم يحصل شيء .
الجميع ينظر لي بعين حزينة ثم شعرت بجسدي في كنف أخي راين إذ أخذ يربت علي و يهدأني بلمسات رقيقة و كلمات طيبة .
راين : لا تفكري بالماضي أبداً ، الجميع بخير و هذا أهم شيء ، و المدرسة ستعود أفضل من الأول أعدكِ حبيبتي .
أومأت له و أرحت رأسي على صدره ثم نفثت أنفاسي ، على هذه الذكريات الأليمة أن تخرج من رأسي ، أتت عيني على لارا التي تجلس برفقة أختها ، إنها تنظر إلى أخي بتوتر ، رفعت رأسي إلى أخي ، هو مشغول بي تماماً .
إبتسمت بخفة إذ أنه يسرق النظر إليها بخفة ، لورا أيضاً تنظر إلى جايجونغ الذي يجلس بجانبي أيضاً و هو ينظر إليها دون أن يزحزح بصره عنها ، يا لسعادتي ! أخيراً سأصبح عمّة .
لا بأس من القليل من المرح ، أخذت بيد راين و يد جايجونغ فالتفتا إلي هذين المشاغبين ، حمحمتُ بجدية رغم أن قلبي يضحك ثم همست أدعي الحزن .
آري : خفتُ أن يحصل علي شيء و أنا لم أفرح بكما و لم أرى أولادكما .
الطبيب بطبيعته ذكي و فطن إذ نظر لي بإزدراء ثم قال .
جايجونغ : تبدين كجدتي بهذه النبرة و هذه الكلمات !
تكتمتُ على ضحكتي و رمقته بغضب ثم نظرت إلى راين إذ كان يتحاشى النظر إليّ و إليها أمت الفتاتين دقيقة و سيذبن لشدة خجلهن .
طرق راين مؤخرة رأسي بخفة مغتاظاً مني و أنا ضحكت ثم إسترسلت بحماس و قد إرتفعت عن صدره .
آري : أنتما أصبحتما عجوزين ، يكفيكما عزوبية ، آن الأوان لأراكم عريسين ، سأزوجكم من فتاتين جميلتين على ذوقي إن لم تختارا بأنفسكما لأنني إن تركت الأمر لكما لن تتزوجا أبداً .
نظر كلاهما إليّ بعين ثاقبة و غاضبة لكنني ما إهتممت ، لقد واجهت نظرات من عينيّ زوجي الثاقبتين أكثر تهويلاً من هذه و ما عادت تخيفني ، أستخيفني هذه ؟!
آري : أظن أنكما ستختارا بأنفسكما ، لن تنتظراني لأختار لكما ، أليس كذلك لورا و لارا ؟!
عندما وجهت حديثي للفتاتين ، أشاحت كل منهما ببصرها عني ثم نهضتا خجولتين من بيننا و ذهبن إلى الخارج ، ضحكت أنا بتكتم لأنظر إلى أخوي ، كلاهما كان يقدحني بنظرة غاضبة لكنني تجاوزت عنها و تنهدت بإسترخاء ، أخيراً سأزوج هذين العجوزين .
..........................................................
Chanyeol's point of view
حدثتُ الأطباء عن حالة مينهو حيث قالوا لي أنه بخير و لكنه سيبقى تحت المراقبة للأربع و عشرين ساعة القادمة ، الطبيب المسؤول عن حالته هو تشين بعد أن تم ترفيع منصبه في المستشفى .
تم نقله إلى غرفة عادية و ها أنا بطريقي لرؤيته و برفقتي تشين ، دخلتُ إليه و تشين قام بفحص حالته ، نظر إلي مينهو ثم إبتسم إبتسامته المشرقة ، جعلني أبتسم رغماً عني .
أتيت بكرسي و وضعته قرب سريره ثم جلست بقربه .
تشانيول : حمداً لله على سلامتك .
أومئ لي بإبتسامة ثم إسترسل يسألني .
مينهو : كيف هي آري ؟! ما الذي حدث ؟!
ربتُّ على يده أطمأنه .
تشانيول : بخير تماماً و احزر ماذا ، إنها حامل بشهرها الخامس .
حلقا حاجبيه و ارتفعت شفتيه بإبتسامة واسعة ملئت شدقيه .
مينهو : حقاً ما تقوله ؟!
أومئت له مبتسماً ليتنهد هو بإرتياح ثم همس .
مينهو : خير ما سمعت ، حمداً لله أنها بخير ، هل الجميع بخير ؟! ما الذي حدث ؟!
حثثته ألا يفكر بهذا الشأن مليّاً لأنه ليس بوضع صحي مناسب ليقلق بشأن أحد غيره .
تشانيول : الجميع بخير ، فقط عليك أن تهتم بنفسك .
إطمأننت عليه و أخبرته أنني سآتيه في الغد لأخرجه و أنه سيكن ضيفي في القصر حتى يسترد عافيته على أكمل وجه .
ذهبت لأرى لوهان و جونغكوك ، كلاهما له معروف في رقبتي لا أستطيع تسديده مهما فعلت ، لوهان حمل الجريمة عن رقبة أختي و هو بالحق إستحقها ، سأحدث أبي بشأنهما ، سأجعله يعقد قِرانهما بعد أن يخرج سواء على يورا رضت به أم رفضت .
ليس إنني أفرض عليها إرادتي فحسب ، لكن هي لن تترك إعتزالها عن الرجال إن لم أخرجها من قوقعتها غصباً ، حالتها النفسية في تراجع مرير بعد ما حدث و لن أجد لها سند أفضل من لوهان ، هو ليس صديقي فقط بل و أخي و أثق به ثِقة عمياء .
أما جونغكوك فلقد حمى زوجتي من إنتهاك عِرض محتوم و أنقذ روحها من مقتلها ، ليس كافياً أن أفعل لهما ما شاؤا حتى ، زرت لوهان ، كان بخير نسبياً كذلك جونغكوك لكنه كان أكثر رضى ، في المُحصِلة هو تخلص من الرجل الذي هدد أمن حياته و عائلته .
عدت بعدها إلى القصر ، منذ أن عادت آري إلي و هي إمرأة أخرى ، أصبحت جريئة و قوية و نظراتي و صرامتي ما عادت تخيفها ، أصبحت تبادر برغبتها بتقبيلي ، أصبحت تجهر بمشاعرها لي دون حياء .
أحببت هذا التغيير لكنني أشتاق لآري القديمة ، عندما تخجل و تنحرج من حديثي ، تتورد للمستي ، و تصبح إمرأة أخرى بين يديّ ، رغم ذلك ؛ هي رائعة الآن ، تجعلني أتفاجئ منها كل يوم ، أحبها أضعاف حبي القديم لها ، حب جديد هذا الذي أحبها أياه .
عدتُ إلى القصر و أخذت زوجتي إلى غرفتي ، الليلة من جديد ؛ حظيتُ بنوم هنيئ و هي تنام في حضني ، مطمئن أنا عليها و لا قلق ينهشني ، زوجتي بخير و ابني حي يرزق و كلاهما بآمان معي ، هذا يكفي لأنام مرتاح البال .
في صباح خرجت إلى المستشفى لأخرج مينهو من هناك ، أخذته بسيارتي إلى القصر و كان اللقاء بين زوجتي و صديقها الحميم لقاء محفوف في الدموع و العِناق الكثير ، لقد شعرت بالغيرة المريرة لكنني صمتُّ عنهما .
إذ فور أن دخلنا و كنت أسند جسده علي كانت زوجتي العزيزة تجلس على كنبة في صالة الجلوس ، رأته و انبثقت الدموع من عينيها عيون سخية ، إبتسم هو لها و تخلى عن معونتي ليجلس بجانبها و يعانقها و هي تبكي على كتفه و هو يربت عليها يهدئها .
هذا المشهد أثار غيرتي و غيظي و غضبي ، إن زوجتي بحضن رجل آخر و تبكي عليه و أنا أقف أمامهما أتفرج دون فعل شيء ، لا بأس تشانيول ، إنه صديقها الصدوق بمثابة أخيها ، لا بأس تشانيول ، لا داعٍ للغيرة ، إنه عناق أخوي فقط .
إنفردتُ بزوجتي في المساء في غرفتنا بعد أن إنقضى هذا اللقاء الحميم بينها و صديقها إذ أرسلته إلى غرفته ليرتاح ، هذه كانت حُجتي فقط ، وضعتها على السرير و كانت تتكلم عن مينهو من جديد .
آري : الحمد لله أنه بخير ، سعيدة لأجله .
قلبت عينيّ في الخفاء و تنهدت ، ألن تنتهي سيرة مينهو الآن ، كلامها الكثير عنه يزيد حنقي لكنني ما زلت صامداً و أكتم غضبي حتى بردت على قلبي بما إسترسلت به تباعاً .
آري : حدثني مرة عن إعجابه الشديد بإحدى الفتيات التي قد تعرف عليها برحلته خارجاً ، هو أخبرني قبل أن تحدث هذه المصيبة أنه يود الحديث معها .
إلتفتُ إليها بسرعة ثم شجعتها لفتح الأمر مجدداً عل مينهو وجد ما يشغله عن زوجته فور تعافيه .
إنقضى اليوم و أيام كثيرة تليه في وضع طبيعي معتاد ، أنا ما زلت أهتم بآري و هي ما زالت تحت رعايتي حتى آتى اليوم الذي خرجت فيه لأخرج لوهان و جونغكوك من السجن ، كان قد قُبِض عليهما في نفس الوقت و لأجلهما رتبت حفل إستقبال بسيط في القصر .
فور أن دخل جونغكوك و لوهان إلى القصر حتى هرعن نساء جيون إلى جونغكوك يبكين فرحاً ، أما لوهان فرحب الجميع به إلا أن الترحيب الساحق كان من يورا إذ ركضت إليه و احتضنته و ما خجلت مني تلك الشقية !
فور أن فصلت عناقها عنه ركعت على قدمها أمامه في وسط دهشتنا أجمعين و كانت دموعها منسابة .
يورا : لوهان ، أتقبل بي زوجة لك ؟!
كانت الوقحة قد همست له أنها تحبه ، أخبرني بذلك لوهان لاحقاً .
هو جثى إلى جانبها و قبل رأسها أمامي دون أدب ثم أخذ بيدها و جعلها تقف ثم همس .
لوهان : أفضل زوجة !
ثم حضنها إليه ، أظن أن الآية إنقلبت أو أن النسوية تطورت إلى حد أن تأخذ المرأة دور الرجل في عرض الزواج .
في جلستنا ، فُسِح المجال لعروض الزواج أن تنبلج إذ بإحترام و رسمية جلسا راين و جايجونغ بجانب بعضهما و افتتح راين حديثه كونه الكبير من بينهما موجهه إلى جونغكوك كونه رجل عائلة جيون .
راين : جونغكوك ، كنا بإنتظار عودتك لأجل الحديث عن أمر هام يخصنا و عائلتك الكريمة .
نظرت إلى آري كانت تتكتم على ضحكاتها ، نظرت إليّ لأكشر بمعالم وجهي استفهم ، أشارت لي بيدها أنه عرض زواج لكليهما ، جيد لقد كبرا كثيراً ، عندما أصبح في عمرهما سأكون جداً .
لحظة ! ماذا ؟! كليهما ؟!
أومئ لهما جونغكوك و ملامحه مقلوبة كملامحي فاسترسل راين .
جونغكوك : تعلم في غيابك حدث الكثير ، أختاك الكريمتين تعرضن لإنتكاسة بعد الهجوم الذي حصل على القصر ، و نحن - أنا و أخي - سنكون كفؤ لأختيك ، نحن نود الزواج من أختيك ، أنا و لارا و جايجونغ و لورا .
حلقا حاجبيّ جونغكوك و آري صفقت بمرح مشجعة ، نظر جونغكوك إلى أختيه ليتوارين خجلاً عن نظر أخيهن ثم نهضن عن الجلسة بخجل ، و تلك المجنونة بجانبي تحاول أن تغري جونغكوك بأخويها و بمعرضهما .
آري : جونغكوك استمع إليّ ، لديك أخي راين في بداية ثلاثينياته أي أنه رجل عاقل كما جايجونغ أيضاً ، أخي راين مدرب لياقة بدنية و يملك مركزاً له أي أن وضعه ممتاز و جايجونغ طبيب ذا منصب عالٍ ، أي أن كلاهما غني ، أضف إلى ذلك أن كلاهما حنون ، صبور ، و متفهم ، و يحبان الفتاتين ، أنهما كنز لا يعوض .
تلك الجدّة ! متى كانت تجرؤ أن تتحدث مع رجل غيري ، اذكر في حفل إفتتاح كتابها رفضت أن تستخدم خط يدها غيرة عليها و الآن تتحدث بحرية أمامي و مع رجل آخر دون خجل أو خوف .
ضحك جونغكوك على كلام زوجتي الحمقاء ثم قرر قائلاً .
جونغكوك : أنا بالنسبة لي لا أعارض و يبدو على لورا و لارا أنهن لا يعارضن رغم ذلك أفضل أن أسألهما و أخذ منهما الجواب صراحة .
أومئوا له الأخوين و أختهما الحمقاء التي تكون زوجتي .
نهض على قدميه و استدعى أمه معه لجلسة خاصة بالعائلة يسأل فيها الفتاتين عن رأيهما ، صاحت آري بجانبي فرحة .
آري : أخيراً سأتخلص منكما و أرى أولادكما يا عجوزين .
إغتاظا منها لكن ما كان بيدهما إلا أن يفرجا الغُمة و يشاركانها الضحك حينما فعلت أنا ، أصبحت شقية جداً مؤخراً .
.......................................................
دخل جونغكوك بأمه إلى الفتاتين بغرفتهما ، كانت البهجة و السعادة بائنة عليهن ، سعادتهما أسعدت قلب جونغكوك عندما رآهما ، حالما لاحظنه أخفضن رؤوسهن بحياء فآتى هو و جلس بينهن و أحاط كتف كل واحدة منهن بذراع .
قبل رؤوسهن ثم إسترسل يحدثهن بما يخالجه .
جونغكوك : تعلمنّ كم كنتُ مهموماً لأجلكنّ ، تهديدات تشوي بقتلي كانت لا تخيفني ، ما كان يخيفني هو تهديداته بإغتصابكنّ ، أنا لأجل أن أحفظكنّ دسست السُم للمحقق بارك و كدتُ أن أقتله .
رأى الدموع تنساب من عيونهن ليمسح دموعهن بأنامله الحنون و ينفي برأسه ألا يبكينّ .
جونغكوك : يعلم الله كم أحبكنّ و أخاف عليكنّ و لأجلكنّ أفعل أي شيء ، و الآن يا حبيباتي ماذا تقلن بعرض الزواج ؟! أموافقات ؟! لن أذكركنّ بوضع الرجلين و أخلاقهما ، يبدو لي أنكنّ تعرفنّ مسبقاً يا مشاغبات .
خبأن الفتاتين و جوههن بعنق جونغكوك و هو ضحك بصحبة أمه .
جونغكوك : ماذا أقول لهما ؟! موافقات ؟!
أومئنّ له كلتاهنّ فحضنهما إليه أمثر و تنهد و الأم بكت فرحاً .
جونغكوك : سأراكنّ أجمل عروستين إطلاقاً .
أعلن جونغكوك قبوله و أختاه على عرض الزواج و استبشرت العائلة خيراً إذ باب السعادة إنفتح من جديد بوجوه هذه العائلة و بدأت ترتيبات عقد القِران لثلاثة أزواج ضمنهم لوهان و يورا .
حُدد موعد عقد القِران بعد شهرين أي عندما تستطيع آري المشي من جديد و مرّ الشهران كأنهما يومان ، دوماً ما تسير الأيام السعيدة بسرعة .
في ربيع يوماً ما و بإنهماك تحضيرات الزفاف و تحديداً في معرض لفاستين الزفاف حيث ذهب لوهان و اصطحب برفقته عروسه يورا ، كان الثنائي يمشيان خلف الموظفة التي تعرض عليهما أفضل الفساتين و أجملها .
هي و إتخاذاً برأيه رَسَت على فستان ذا أكمام طويلة شفافة و مرصعة بحبات كريستال لامعة ، يضيق على جذعها و من أسفل خصرها ينحدر بذيل طويل و عريض ، حثّها لوهان أن تدخل لترتديه لكنها رفضت و عندما أصر تحججت قائلة .
يورا : إن رأيته علي ستذهب بهجته و لن تتفاجأ بحلتي الكاملة يوم الزفاف .
إنتهى به الأمر مقتنعاً و طوى هذا الجدال الذي إنتصرت فيه ، إبتاعه لها و هي سِراً عنه إبتاعت لأجله بدلة الزفاف و بعثتها إلى منزله .
خرج بها من المعرض و أخذها إلى مطعم للوجبات السريعة كما تحب هي ، جلسا ثم طلب لوهان وجبتهما و في أثناء إنتظارهما الوجبة بدى على وجه يورا أن في نفسها حديث تكتمه لذا قال هو .
لوهان : تريدين قول شيء ؟!
أخفضت يورا رأسها بينما تشابك أصابعها في حِجرها و بتوتر نبست .
يورا : كنتُ يوماً خارجة إلى عملي في الصباح و بشكل مفاجئ تعطلت سيارتي في زِقاق ميت ، يومها كدتُ أن أطلب سيارة أجرة إلا أن سيارة سوداء قطعت على سيارتي الطريق و خرج منها رجل ذا هيئة مهذبة و راقية و عرض علي توصيلة .
أومئ لها لوهان و قد فهم ما في الحديث من بقية لكنها لم تصمت بل إسترسلت .
يورا : هذا الرجل كان شيون و أنا الغبية التي أعجبت به منذ رأيته ذاك اليوم ، ما كنت أعلم أنه من عطل عجلات سيارتي .
أمسك هو بيدها و ربت عليها بود لترفع رأسها له و تتحدث .
يورا : كنت عمياء عن مشاعرك تجاهي خصوصاً عندما دخل شيون حياتي و علقني به .
حاول أن يقطع عليها الحديث لأن الكلمات على لسانها أشواك تفتق جروحها المُرقعة لكنها تريد قول كل شيء له .
يورا : عندما قتلت رجاله في غرفتي تأكدت وقتها أن حياتي قد ضاعت برمتها ، أنني أنا من ضيعتها ، كنت أخبره كل صغيرة و كبيرة و ما علمت أنه يستخدمني جاسوسة له على أهلي إلا بعد أن فات الأوان .
إنسابت دمعة على وجهها و سارعت هي بمسحها ليربت هو مجدداً على يدها يدعوها لنسيان الأمر برمته لكنها أصرت أن تبوح له .
يورا : عندما حملت الجريمة عني و بسببي خسرت منصبك و ضاع من عمرك ستة أشهر ، كنت أفكر فيك ، صراحة بعدما إكتشفت شيون و ألاعيبه و إلتجأ لتهديدي قررت أن أعتزل الحب و ألا أكون رائدة به .
وضعت يدها فوق يده و ابتسمت بإشراق رغم عتمة الحزن التي تحيطها كالبدر تماماً بليلة دامسة .
يورا : أنت كنت البلسم لروحي و جروحي فكلما تفتقت بي الجروح خيطتها أنت برفق ، لقد أدركت في غيابك أنك الوحيد الذي أريده رغم أني لا أستحقك .
نهض من على كرسيه و جذبها برفق من مرفقها لتقف و هو هم بتقبيل رأسها ثم همس .
لوهان : بل أنكِ تستحقيني و أنا أستحقكِ و نستحق الحب الذي يجمعنا من الآن و للأبد .
غمغمت هي بعنقه بصوت مكتوم.
يورا : لوهان أنا حقاً أحبك .
لأول مرة تخبره بأنها تحبه ، إبتسم هو مستبشراً و راحت تلك الكلمة بحروفها و أصواتها تمسح على قلبه و تحتضنه برفق ليدفئ .
لوهان : دفئتِ لي قلبي الذي عانى من صقيع جامد في بعدكِ عني .
عاد لوهان بيورا إلى القصر يوصلها لكن الضوضاء بالداخل جذبتهما ، قبض لوهان حاجبيه و نظر إلى يورا ليجدها تضحك بخفة .
يورا : إنها آري تعذب أخي بالداخل.
تبسم هو مستهجناً و زفر أنفاسه مكذباً قولها فدعته إلى الداخل ليرى بأم عينه فطاوعها و دخل برفقتها ، قبل أن يتجاوزا بوابة القصر إمتدت يد يورا لتتأبط ذراعه ، نظر هو لها ثم ابتسم و مضى برفقتها إلى الداخل .
ترتدي آري فستاناً أسود صيفي مزخرف ببعض الورود على حوافه يصل إلى ركبتيها و لا يملك أكماماً ، شعرها يتطاير مع هبات الرياح و بطنها بارزة من أسفل فستانها ، إنها بشعرها السابع لكنها تتنقل من زهرة إلى زهرة بخفة فراشة .
تشانيول : قفي مكانك يا مشاغبة !
كان زوجها يصيح بها بغضب و هي تستفزه أكثر بضحكاتها المرحة و هي تحمل بيدها مَرَش الماء الذي يُستخدَم لريّ الحديقة و تقذفه بمائه ، كان يصيح بغضب كل ما إبتل بسببها و هي تضحك بمرح تغيظه كلما فار غاضباً منها .
صرخت هي مرتعبة عندما إقترب منها كثيراً يكاد أن يمسكها رغم أنها ترشه بالماء ، طوال هذا الوقت كان يسايرها كي يتسنى لها المرح و اللعب معه كما تشاء لكن قد فاض كيله بالفعل لكثرة ما رشته بالمياه .
ركضت هي منه بفزع لكن قد فات الأوان بالفعل ، أمسك بها يحيط خصرها بذراع و يقيد ذراعيها بيد أخرى و هو يحتضنها من دُبُر ، يود لو يرشها بالماء كما تفعل به لكنه يخاف عليها أن تمرض إن فعل .
كان بالفعل أفراد العائلة بالحديقة يجلسون و ينظرون لهم بينما يحتسوا القهوة ، أمسك بذقنها أمامهم و أدار رأسها له رغماً عنها ثم قبل شفتيها قبلة مُفعَمة بالحب و هي تقاوم تمسكه فيها خصوصاً عندما وصلته تصفيرات عابثة ، إحتقن وجهها بالحُمرَة خجلاً ، لكنه لم يتوقف إلا عندما سلبها كل إنفاسها و صرفت كل طاقتها لرفسه بعيداً عنها دون أن تنجح بذلك .
نظرت إليه غاضبة من فعلته هذه ، لقد أحرجها أمام الجميع ، قضب هو حاجبيه و ضرب جبهتها بسبابته قائلاً .
تشانيول : هذا عقابكِ تستحقين ! إن لم تكفي عن نظراتكِ هذه سأفعل أمر أكثر من قبلة أمام الجميع .
سرعان ما إبتسمت بوداعة ثم فجأة صرخت بخفة و هي تمسك ببطنها ، إنتفض هو خوفاً عليها فقالت هي .
آري : لقد رفسني هذا الولد قليل الأدب !
وضع سبابته على شفتيها لينبس .
تشانيول : لا تقولي ذلك ، الطفل يستطيع أن يشعر بكِ توبخينه .
تذكرت ذلك اليوم الذي قالت فيه ذات الشيء له لأنه نهر طفلها الأول الذي توفي ، كم التغيير الذي طرأ على كليهما كبير ، تشانيول ما عاد يغضب بجنون كالماضي و هي أصبحت ذا مزاج ، كأنما هو أخذ من طباعها القديمة و هي أخذت من طباعه القديمة .
أسندت رأسها على صدر تشانيول و أحاطت خصرها بذراعيها و هو يحتضنها برفق و يمسح على شعرها ، همست هي و على شفتيها إبتسامة خلّابة .
آري : أحبك جداً زوجي العزيز .
قبل رأسها ثم همس باسماً .
تشانيول : و أنا أحبكِ جداً زوجتي المشاكسة .
رفعت رأسها لتقبل عنقه بخفة ثم نظرت إليه ليتنهد بهُيام و ردها لها بقبلة نالت وجنتها الناعمة بنعومة و خِفّة .
..............................................
كانت آري تقف إلى جانب زوجها العزيز و هو يحتضن خصرها الذي إختفت ملامحه مؤخراً ، كانت عيناها تدمع بينما تنظر إلى أخويها يتزوجان و يورا من لوهان .
كان زفافاً حافلاً بالحضور و الكثير من المهنئين آتوا ، كانت آري تقف كأم عجوز ذات التسع عقود تنظر إلى أولادها يتزوجوا أخيراً ، تلك النظرة التي بانت عليها جعلت تشانيول يقهقه فالتفتت عاقدة حاجبيها بغضب و بشفاه متبرمة ليقرص وجنتها ليهمس .
تشانيول : مظهركِ مضحك ، توقفي عن هذه الدراما .
ضحكت هي بخفة ثم إحتجت .
آري : إنهم يتزوجوا أخيرا !
همهم هو ثم إحتضن بطنها التي تسبقها و همس بعبث .
تشانيول : ما رأيك أن نجدد نحن زفافنا من جديد الليلة ؟!
غمزت هي له بعبث ثم همست بإغراء .
آري : بالتأكيد حبيبي .
حلق إحدى حاجبيه دون الآخر ، تلك المرأة أصبحت جريئة كثيراً بطريقة غير عادية تجعله يقف صريعاً أمام المفاجئة كما الآن تماماً .
تشانيول : الليلة سنرى من أين لكِ هذه الجراءة .
تبسمت هي بإغراء و رفرفرت برموشها كرد على ما قاله ، إنقطع الحديث فور أن دخل في محيطهما راين و جايجونغ ، إحتضنت آري أخويها و الدمع يقف عسيراً أسفل جفنيها ثم العروستين .
آري : كونوا سعداء و بخير .
مسح راين دموعها و احتضنها إليه مجدداً بينما جايجونغ يحتضن يدها و يمسح على شعرها ، كان تشانيول يراقبهم برضا و حب حتى شعر بأخته تقف أمامه دامعة ، مسح دموعها بإبهاميه ثم قبل رأسها و آواها بكنفه ، كان لوهان يقف خلفها فتصافحا و من ثم تعانقا .
تشانيول : إحتضن أختي و عاملها برفق و إلا إعتقلتك .
...............................................
حُلة الربيع قد زينت الأرض و زادت بهائها ، اللون الأخضر زحف على الأرض و امتكلها كلها ، صفاء السماء يكسره القليل من الغيوم الربيعية ، الرياح تدغدغ الناس و تجعلهم في زهو و مرح بلمسات صيفية ناعمة .
أسفل هذه السماء و فوق هذه الأرض و في محيط هذه الرياح ، تشانيول كان يرتدي قميصاً أبيض و بنطال جينز و شعرها مسرح و مرفوع عن جبهته يتمسك بيد زوجته و يده الأخرى تلتف حول خصرها المختفي .
هي كانت ترتدي فستان أبيض ذا نقوش ناعمة و ترتدي فوقه سترة من الجينز و شعرها بتمويجات عريضة يصل إلى فخذيها و ببطن تمتد ربع متر أمامها .
كلاهما يمشيان أسفل هذه السماء و في متنزه تملئه ضحكات الأطفال و مرحهم ، آري بشهرها التاسع و أصبحت ولادتها وشيكة لذا نصح الأطباء بأن تمشي كثيراً و لمسافات طويلة حتى تكن ولادتها يسيرة و تشانيول لم يقصر في عنايته بها طوال فترة حملها .
كل ما اشتهت شيء كان يحضر لديها فوراً حتى لو استلزمه الأتيان بما تشتهيه أن يحضره من بلدة أخرى ، إبتاع لأجلها فساتين حمل كثيرة و كان إهتمامه بها يزداد كلما تطور حملها أكثر و اقتربت من الولادة .
همست هي بينما يمشيان في تلك الحديقة .
آري : تشانيول ، أظن أن حذائي قد إنفك .
ألقى نظرة تشانيول على حذائها الرياضي و بالفعل كانت رباطاته منفكة فأوقفها ثم جثى على ركبته ليعقده لها بحرص حتى لا ينفك مجدداً ثم وقف ليسألها .
تشانيول : ها قد عقدته ، أتشعرين بالراحة الآن ؟!
أومأت له بوجه باسم و كإمتنان قبلت وجنته ليزفر أنفاسه بعبث و يقول .
تشانيول : أردتها في مكان آخر .
ضحكت هي بخفة ثم قالت .
آري : في المنزل ، ليس هنا أمام الخلق .
همهم موافقاً و أسند عليها دين قبلة شفاه تسدها له عندما يعودا إلى المنزل ، تابعا مشيهما بينما ينظرا إلى الأطفال صغار السن و أنه قريباً سيحظوا بطفل مثل هؤلاء .
وقفت آري مكانها عندما شعرت بوخز أليم ضرب قاع بطنها و ذهب سريعاً فظنت أنه ضربة من الطفل رغم أن ضرباته ليست بهذه القوة و تابعت طريقها مع زوجها .
تمسكت بيد تشانيول و لا تعلم لماذا شعرت بالتوتر أو ربما القليل من الخوف ، نظرت إلى تشانيول بإبتسامة متوترة لينظر لها ، لاحظ الإرتباك بادٍ على ملامح وجهها فكان الرد منه أن إستفسر بقلق عن حالها .
تشانيول : ما بكِ ؟! هل أنتِ بخير ؟!
كادت أن تومئ بنعم فأتى هذا الألم مجدداً بذات القوة أو أكثر بقليل و ذهب بنفس السرعة ، إمتعضت ملامحها بألم ثم نفت برأسها لتهمس بتوتر .
آري : لا أظن أنّي بخير !
إتسعت عيناه و شهق تشانيول بخفة عندما إنحنت تتمسك ببطنها و قد أطلقت صرخة ، بسرعة حملها على ذراعيه و هرول بها إلى سيارته ، خبأت هي وجهها بعنقه تكتم آهاتها و تقضم شفتيها تحاول الصمود أمام الألم الذي أخذ يتتابع بسرعة .
وضعها في المقعد بجانبه ثم إنطلق إلى المستشفى ، أخفض لأجلها الكرسي و أخذ بيدها يأخذ مكانه بجانبها و دوره يساندها ، هي كانت تتأوه بصوت خفيض و يعلو أنينها إن آتاها الألم كالمطرقة تهشم عظامها تهشيماً .
وصل بها إلى المستشفى و تم نقلها إلى قسم الولادة فوراً ، دخل هو إليها بعدما أذنوا له ليكن معها و يخفف عنها بهذا الوقت العصيب .
العرق يتصبب من مسامها وجهها حتى أن خصل شعرها إلتصقت بوجهها ، صدرها يرتفع و ينخفض على وتيرة سريعة و الدموع أذبلت عينيها ، قبل رأسها بينما تحارب بكل شجاعة لإنقاذ نفسها و طفلها .
صاحت و صاحت تتألم ، صوت صراخها ملئ سمع زوجها الذي تغلغلت الدموع في عينيه قلقاً عليها ، أخذت تبكي بينما تشكو الألم لزوجها و لو بيده القدرة لأخرس الألم عنها و زحزحه .
آري : سأموت يا تشانيول ، سأموت ! ما عدت أستطيع التحمل .
واساها بتربيتات كثيرة و لمسات حنون و همسات دافئة .
تشانيول : لا تذكري الموت على لسانك ، أنتِ ستعيشين و تنجبين طفلنا ، أعلم أنه صعب عليكِ لكن أرجوكِ حاربي يا أجمل أم و أفضل حبيبة !
مر وقت طويل و هي تصارع لإخراج الطفل من أحشائها حتى نجحت و خرج ، وقتها صرخت صرختها الأخيرة و بكى الطفل ، إبتسم تشانيول إبتسامة واسعة و ضم رأسها إلى صدره يخفف عنها و يبارك .
تشانيول : حمداً لله على سلامتك يا عمري!
قبل رأسها قبل أن يبتعد ليحمل الطفل من يد الممرضة ، ها هو قد أصبح أب، هذا الطفل من لحمه و دمه يحمل اسمه و يكمل عائلته ، إنه صبي سيكون دوره أن يحمي أمه الرقيقة برفقة والده .
وضعه بعون الممرضة على صدر آري التي تحسسته بعاطفة تتدفق من صميم قلبها ، عاطفة و لا كل العواطف ، عاطفة الأمومة ، هذا الطفل في الصباح كان يسكن أحشائها و الآن يركن على صدرها ، نظرت إلى تشانيول و ضحكت بخفة فرحاً .
آري : لقد كبرت عائلتنا و كبرنا معها حبيبي !
أومئ لها ثم جثى ليكن أقرب إليها و لطفله ثم همس .
تشانيول : أجمل نعمتين في حياتي ، أنتِ و لوي !
توسعت عيناها ترمقه بتفاجئ ثم همست مستنكرة .
آري : كيف علمت أنني أريد تسميته لوي ؟!
إقترب بوجهه إليها أكثر ثم همس بعدما إختلطت أنفاسهما .
تشانيول : مصادري الخاصة .
علمت ما في نيته أن يفعل لتنبس بتوتر .
آري : قد يتجسس علينا أحد تشانيول !
همس و شفتيه قد لامست شفتيها .
تشانيول : سأعتقله .
همست هي و قد إنخرطت أنفاسها بأنفاسه و نفسها تحرضها أن تطيع قبلاته .
آري : لن تجعل لوي يراك تقبل والدته .
نفى بحاجبيه ثم همس .
تشانيول : بلى ، سأعلمه كيف يكن رجلاً كأبيه .
ثم قبلة سلبت أنفاسهما معاً و كانت تعبيراً كافياً عمّا دار في نفسيهما من قلق بهذه الساعة .
...............................................
مرت خمسة أعوام عاشوها بحلوها و مُرِّها ، كثيراً ما كانوا يتفقوا و كثيراً ما كانوا يختلفوا ، إلا أن إختلافهم و إتفاقهم إختلف عن السابق ، تشانيول تبنى النِقاش و الحِوار وسيلة لحل الخِلاف و آري تتوافق مع هذه الوسيلة ، ما عاد للعنف مكان بينهما ، العنف وسيلة للخراب و ليس حل للمشاكل .
في طليعة ظهر في يوم ما ، طفل ذا خمسة أعوام يرتدي بنطال جينز و قميص ابيض يعلوه سترة من الجينز ، يده الصغيرة تحتويها يد أمه الرقيقة التي ترتدي فستان أسود يصل إلى ركبتيها ، كلاهما يتمشيان في حديقة المدرسة بإنتظار تشانيول أن يأتي ليأخذهما كما اتفقوا .
الطفل بدى منزعجاً فشفتيه مقلوبة و وجنتيه الممتلئة محمرة و حاجبيه معقودان بينما أمه تتستر على ضحكاتها و تتحمحم كل فينة لتبدو جدية .
آري : ما الذي يزعج ابني الصغير ؟!
هي تدري ما بال الطفل لكنها تتحايل عليه فأجاب والدته بنبرة شاكية و حزينة .
لوي : أبي سيوبخني يا أمي على ما حدث .
توقفت هي مكانها ثم انحت لتكن أقرب إليه .
آري : ما الذي حدث ؟!
قبل أن ينطق الطفل بحرف إلتف ليختبئ سريعاً خلف أمه سريعاً بينما يقول بذعر .
لوي : أبي آتى ، أبي يا أمي ، أبي قفي و لا تدعيه يراني من فضلك !
ضحكت هي بخفة ثم وقفت ليختبئ لوي خلف ظهرها و بيديه الصغيرتين يتمسك بثوبها ، وصل تشانيول ليقف أمامها بينما ينظر إليها ، ابتسم و أخذ بيديها ليقبل شفتيها إلا أن طفل صغير دخل بينهما و صاح رافضاً .
لوي : إبتعد عن أمي ، لا تقبلها !
مخرب اللحظات هذا لوي الذي لطالما إعتذر و غضب على كل إلتماس قد حصل بين والديه ، نظر إليه تشانيول و ابتعد ليجلس القرفصاء أمام الطفل ليصيح الصغير بغضب .
لوي : أنا لا أقبل أن تقترب لأمي ، هذه قلة أدب !
حلق حاجب تشانيول و آري ضحكت بخفة .
تشانيول : و أنت ما شأنك أيها القزم الصغير ؟!
صاح الطفل غاضباً .
لوي : أنها أمي أيها الأب العملاق !
ضحك تشانيول بخفة ثم قال .
تشانيول : دعنا من أمك الآن ، ماذا فعلت بشأن ما اتفقنا عليه ؟!
توترت معالم الطفل أجمعها ثم همس .
لوي : لقد فشلت .
وقف تشانيول و إلتف الطفل خلف أمه يختبئ بينما يتمسك بثوبها ثم استرسل راجياً .
لوي : أنا خجول بشأن الفتيات ، لم أستطع محادثتها .
شهقت آري بخفة أي أن الأمر بشأن فتاة يريد إبنها الإعتراف بمشاعره لها .
وقفت آري أمام تشانيول الذي غضب فعلاً كدرع لتحمي طفلها من توبيخ والده إلا أن تشانيول قال موبخاً .
تشانيول : هل ربيت أنا خروف ؟! لماذا حضرتك خجول أمام فتاة ؟! انظر إلي و لأمك و تعلم أيها الأحمق أم أنك تجيد فقط تدمير أوقاتنا الرومنسية ؟!
إمتعض وجه لوي أكثر و اصبح على شفا البكاء ، أمسك تشانيول بوجنتي آري ثم قبل جبهتها و وجنتها أمام الطفل ثم قال يعلم ابنه .
تشانيول : فقط قل لها أحبكِ و افعل كما فعلت لأمك الآن ، أهذا صعب ؟!
نفى الطفل برأسه ثم خرج من خلف أمه و ركض نحو الفتاة التي يحبها فور أن ظهرت عند البوابة ، ضحكت آري و هي تنظر إلى ابنها ثم حدثت زوجها .
آري : أنت يا زوجي العزيز تقوم بتخريب نظم مدرستي ، ألا تلاحظ ذلك ؟!
تبسم إبتسامة غامضة ثم إمتثل أمامها ثم إلتفت ذراعيه حول خصرها الرشيق كأفعى حريصة و بطيئة جداً ثم جذبها إليه كأفعى إن إعتصرت ضحيتها إعتصر خصرها و ألصقها به .
إختنقت آري بشهقة خجل و تفتح حقل وردي في وجنتيها أو كعين دماء إنفجرت فيهما ، إقترب برأسه بحركة بطيئة و اتخذ زاوية حيث بصره يهتدي فوق شفتيها ثم همس و شفتيه تلمس شفتيها كلما نطق بحرف .
تشانيول : أنا المسؤول هنا عن حِفظ النُظم ، حاسبيني لاحقاً عن نقضها .
إبتسمت هي بخفة و ثم صعدت بكفيها تتلمس ذراعيه صعوداً إلى كتفيه ثم لفتهما حول عنقه لتميل برأسها نحو شفتيه هامسة .
آري : سأحاسبك في إجتماع الغد حضرة المدعي العام .
كان جوابها أن إختطلت شفتيه بشفتيها بقبلة حميمية بنصف المدرسة التي عادت أفضل مما كانت عليه سابقاً ، قبلها بتوق و شوق و حب ، سلبها أنفاسها ، روحها ، و قلبها كما سلبته ، قبل رأسها ، وجنتيها ، و شفتيها .
إنفض اللقاء عندما عاد لوي لوالديه و وقف الزوجين بجانب بعضهما و متشابكي الأيدي ، عاد لوي فرحاً و ببرائة طفل بشر والديه .
لوي : لقد قبلت و أعطيتها وردة و قبلت وجنتي .
أخرج من خلف ظهره وردة و قد إختطفها من حديقة المدرسة ، قدم الوردة لأمه ثم قال .
لوي : و هذه لكِ أمي .
إنخفضت على ركبتيها باسمة الشفتين و انخفض تشانيول برفقتها لتأخذ الوردة من يده أما تشانيول فعبث بشعر صغيره .
شهقت آري قلقاً عندما لمحت قطرات دماء تنساب من يد صغيرها ، أمسكت بيده ثم استفهمت قلقة .
آري : لوي ! بماذا جرحت يدك ؟!
إبتسم الطفل ثم قال .
لوي : لأقطف الوردة كان علي تحمل أشواكها أمي .
قضبت حاجبيها ، هذا الكلام كبير على طفل بعمر لوي .
آري : من أين لك بهذه الكلمات .
نظر لوي إلى والده ثم ابتسم و قال .
لوي : بابا قال لي أنه علي تحمل الشوك ما دمتُ أريد الورد و هكذا أنتِ تحملتِ الشوك طالما أردتِ الورد .
الورد ..... الروح
و الشوك .... غلاف الروح
كل منّا وردة ذات شوك ، هذا الشوك ربما يكن حاد ، سامّ ، أو ناعم .
آري ذاقت أشد أنواع الشوك آلالام و سُميّة لتصل إلى أجمل وردة ، روح تشانيول وردة زهيّة و جميلة كانت مختبأة في جُب مظلم بُنيّ من شوك قاسٍ و حاد و لإخراجها كان على آري أن تذوق ألم الشوك و حدته و تخسر الكثير في طريقها المظلم إلى نور روحه .
عزيزتي ، لا تتزوجي بمحقق ، هم حادي الطِباع إلا إن أردتِ خوض تجربة مشابهة ، وقتها كوني قوية لتحمل وخزات الشوك الأليمة .
ورد شائك
بارك تشانيول & بارك آري
وضِعَ القلم
و جفت الصحيفة
إنتهت الحكاية
روايتي الثانية
By :
PARK MERCY ARIANA
..........................................
سلاااااااااام ورداتي
مشاعري مختلطة الآن ، أشعر بالسعادة بذات الوقت لدي رغبة في البكاء .
بدأت الرواية بسرد رثّ و قصة ضعيفة فلجأت إلى حذفها و البدء بها من جديد رغم ذلك لم استطع تجاوز الأخطاء الإملائية .
ولِدَت ورد شائك في السادس و العشرين من آذار لعام ألفين و سبعة عشر و اليوم تنتهي فقط بتاريخ الرابع من شباط لعام ألفين و تسعة عشر .
ورد شائك ذات الربيعين تنتهي اليوم و ربيعها لن ينتهي أبداً ما دمتُ أنا حيّة .
شكراً لكل من علق ، شكراً لكل من صوت ، شكراً لكل من قرأ بصمت ، شكراً لكل من أضافها إلى قائمته ، شكراً لكل من وضعها في مكتبته .
شكراً لكل من دعمها سِراً و علانية ، شكراً لكل من صرف من وقته ليقرأ سطورها ، شكراً لكل من تابعني بعدما قرأ سطورها .
و أخص بالشكر كل من قرأ سكر مالح و آتى معي إلى هنا و ما تركني .
جميعكن صديقاتي العزيزات و جميعكن غاليات لكن أود أن أشكر بالخصوص أكثركم تميزاً و أكثر من دعمني .
أولاً و للمرة الثانية أتوجه لها بشكر :
Jessica5_Seohyun
أ
نا حقاً محظوظة بوجودكِ إلى جانبي و دعمكِ لي الذي لا ينقطع ، في أحيان كثيرة كنت على وشك الإعتزال لكن بسببكِ و دون علمكِ تدفعيني للإستمرار ... شكراً لكِ .
ثانياً :
kai_jimin_teamin5
أنتِ من أفضل الصديقات في هذا العالم البرتقالي ، رغم سوء التفاهم الذي حدث بيننا لكن وجب علي شكركِ لأنك و بصدق تستحقين مني شكراً عظيماً .
ثالثاً :
MinOza_Loey
فخراً لي و أعتز أن كاتبة عظيمة و مرموقة مثلكِ تقرأ سطوري المتواضعة ... شكراً لكِ
رابعاً و للمرة الثانية :
kim_maya
أختي العزيزة و الصغيرة رغم غيابكِ عن العالم البرتقالي لكنكِ بالتأكيد ذات فضل علي فيه ، أحبكِ جداً ❤
أعتذر لكل من يبذل جهد لدعمي و لم أذكرها هنا لكن أرجو أن تكنّ على علم أنكنّ بقلبي تسكنّ .
الدرك السافل تعلن ولادتها بإكتمال قمري الثاني و الجميل ، ورد شائك .
أرجو أن تقدموا الكثير من الحب لصالح ورد شائك الآن و في المستقبل القريب و البعيد و تتجاوزا عن الأخطاء الإملائية إن وجدت في هذا البارت ، لم أدقق.
١. رأيكم في يورا ؟! مشاعرها تجاه لوهان ؟! موقفها من علاقتها السابقة مع شيون ؟!
٢. رأيكم في لوهان الحبيب ؟ معاملته اللطيفة و الودودة ليورا ؟!
٣. رأيكم في مينهو ؟ دوره بشكل عام ؟!
٤. رأيكم بجونغكوك ؟ دوره بشكل عام ؟
٥. رأيكم في جايجونغ الذي كرهتموه في وقت ما و راين ؟ دورهما بشكل عام ؟!
٦. رأيكم بالسيد و السيدة بارك بشكل عام و بدورهم ؟!
٧. رأيكم في لوي الصغير ؟ أهو أقرب لأمه أم لأبيه أم خليط بينهما ؟
٨. رأيكم بآري ؟ شخصيتها الجديدة و القوية و الجريئة ؟!
٩. رأيكم بتشانيول ؟ شخصيته الجديدة و المتفهمة إلا أن جرائته باقية ؟!
١٠ . رأيكم بالبارت بشكل عام ؟!
١١. رأيكم بورد شائك بكل مصداقية و شفافية ؟!
١٢. قيّم ورد شائك من عشرة لطفاً ؟!
دمتم سالمين
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love
ورد شائك بطولة بارك تشانيول
By :
Park Mercy Ariana
مني تحية أخيرة لكم جميعاً ...
وداعاً💔❤
Park Mercy Ariana
Коментарі