Chapter Fifty
" تدابير القدر "
الحب لي و لك بمفهوم جديد منذ اليوم و إلى الأبد .
مرت خمسة شهور بليلاهم ، أيامهم ، و ساعتهم ، خلال خمسة أشهر تدمرت عائلة بارك و كل أحبابهم بأكملها ، لا عين جفت ، و لا قلب غفى ، و لا عقل صمت ، جميعهم في دوامة .
مينهو ضحية الهجوم الإرهابي ما زال يرقد على سرير الشفاء و لا يمتثل له ، إنه منذ الخمسة أشهر الفارطة نائم على نومته الأولى ، وضعه مستقر و لا أشارة على التحسن ، خابت توقعات الأطباء أجمع بشأنه ، إذ أنهم أجمعوا على أنه مشافى و لم يشفى بعد ، إنها مسألة تحوي عطف الله ليس علم الأطباء .
جونغكوك بالسجن منذ اليوم الذي خطف فيه أخت شيون ، الآنسة تشوي ، جرَّمته المحكمة بجريمة إختطاف و تهديد بالقتل و إبتزاز فحُكِم عليه بالسجن عامين .
لكن تشين لم يقف مكتوف الأيدي و قد انشغل الجميع عنه ، هو - جونغكوك - يعذرهم أجميعن و لكن تشين إستطاع مد يد العون له ، جونغكوك بالنسبة إلى تشين أخيه الصغير و أيٌ لا يطبه الهوان و المهان في أخيه .
آتى تشين بأقوى المحامين للدفاع عنه و استئناف الحكم ، و لقدرة المحامي القوية إستطاع أن يحرك الجلسات القضائية سريعاً ، بالمقابل دفع تشين للمحامي أجره مما ادخره للمستقبل و رهن سيارته ليسحب قرض و يسد المحامي .
كان تحصيل الأمر أن خفف الحكم من عام إلى عامين و لحسن سلوك جونغكوك و خدماته التي يقدمها في السجن لصالح العيادة تم تخفيضها لستة أشهر ، هو الآن يقضي محكومية آخر شهر تبقى عليه .
أما تشين فساعده جايجونغ ليرتفع منصبه في المستشفى و شجع المستشفى أن ترفع أجره و حدث لأنهم لا يريدون أن يخسروا الطبيب كيم تشين و هكذا إستطاع أن يرد القرض و ببطء يسند قدميه من جديد ، رغم ذلك هو راضٍ جداً فلقد أنقذ صديقه من خسارة حولين من عمره في السجن .
الآنسة تشوي تولت منصب أخيها رغم حداثة سنها و إنعدام خبرتها في مجال الأعمال و الأقتصاد ، هي ما زالت طالبة جامعية ، لذا أوكلت الأمر لمن يثق فيهم أخيها و تحديداً الغير متورطين في الأعمال اللاقانونية .
الذي فعلته بعد أن عادت إلى قصرها أنها بلغت الشرطة بالبحث و التفتيش في كل مكان يملكه أخيها و تنظيف كل شيء ، تكلفت خسائر بلغت عشرين مليون دولار ، رغم ذلك كانت راضية و ما إهتمت لرد فعل أخيها ، هي ليست حاقدة عليه لكنها خائبة الأمل من ناحيته و عقاباً على هذا لم تزره في السجن و لن تفعل .
شيون حكم عليه بالمؤبد إلى جانب الأعمال الشاقة حتى عشرة أعوام ، حكم قابل للنقض ، خلال بقائه في السجن إنقهر غضباً و قد علم أن أخته الصغيرة دمرت ما يبنيه منذ سنين بمكالمة هاتفية لم تحملها شيء ثم الحكم .
رغم ذلك ، إلا أن السجن كان مكاناً جيداً و مناسباً لينظر إلى شخصيته و أفعاله بمنظور حيادي لم ينظر فيه من قبل أبداً و كم أفجعه ما رأى ، لهكذا أسباب وجدت السجون، ليس لأسر الحرية فحسب بل لمراجعة النفس و عثراتها ، إن القانون لا يعاقب المجرم بل يدحض الجريمة .
المجرم إنسان و الإنسان يخطئ لحكم وجود نصف شيطان فيه إلا أن هناك نصف ملاك أيضاً ، لكن ملاك شيون تغبر لكثرة ما نام و لا يعلم متى الوقت المناسب ليصحو ، لكنه سيصحو بلا شك .
الفتاتين جيون طورتا مشاعر تجاه الرجلين كيم - أخوي آري - ، كان لفعل من البسالة و النبل أن تدخلا على المجرمين و كلٌ منهما حمى فتاة ، رغم أنه لا يعرفها إلا أنه دافع عنه ببسالة ، إن لموقف لا يهم من تدافع فيه عنه يكفي أنه المستضعف هنا .
كانت تلك المشاعر متبادلة من الشقيقين أيضاً ، كلاهما تجاوز الثلاثين و لم يختبرا الحب من قبل و عندما وقعا فيه وقعا لطفلتين على حسب قولهم ، لكن أي من هذا لم يخفف عليهما المصيبة التي هم فيها .
آري منذ إن خُطِفَت لم تظهر و الرجل الذي خطفها لم يظهر أبداً بل لم يستطيعوا الوصول إليه حتى و لا مسك طرف خيط عليه ، لا أحد يعلم إن ما زال في كوريا أو قد خرج .
منذ ذلك اليوم للآن و تشانيول في سباق مع الزمن إليه ، التعب و الإنهاك أدركه ، القدر يقف بعيداً عنه يرمي عليه السِهام لتنغرز في صدره بل في قلبه تحديداً و تشانيول يقول " لا بأس ، أنا بخير " .
طوال تلك الفترة أقام القدر ولائم على أتراحه ، لا شر عليه بل إنتقام منه ، تلك التي يبحث عنها منذ خمسة شهور و لا يجد لها أثراً كانت طوعاً تحت قدميه يبطش بها ، يضربها ، و يهنيها .
لم يكن يرى أخطأه و لا يعتذر الآن القدر يقل له " خذ هذه ، و أحمل هذه ، و حل هذه ، و اخرج من هذه إن استطعت ، هذا جزائك على أفعالك و أني لعادل معك . "
تشانيول بدوره فهم التحذيرات و الإنذارات متأخراً جداً عن مهلته بل تجاوزها كثيراً ، الآن هو يفهم أن كل ما يحدث معه بفعل يده بطريقة ما ، لو قدّرها منذ أن دخلت بيته بفستانها الأبيض ، لو ما عاملها سوى بالكثير من الحب و الإهتمام ، لو ما سلك تلك الطريقة الهمجية معها لما حدث أي من هذا .
يؤمن و يدرك جيداً أن كل ما يحدث معه عقاباً على أفعاله ضدها ، لكن الآن لا وقت للندم أو لِ" لو " ، الآن وقت العمل الجاد ، البحث عنها في كل بقاع الأرض ، الآن وقت أن يكفر عن أخطأه و يرجو أن باب التوبة ما زال مفتوح .
" مفتوح على وسعه ، لا تقلق تشانيول ! قم انهض و تعال إلى حيث يجب أن تكون ، تلك المرأة في مكان ما تناجي الله فيه ! " كل ما هبطت عزيمته ردد قلبه تلك الكلمات فوقف كالصقر مجدداً و حلق .
منشغل دائم بالتنقيب و التفتيش عنها ، كل يوم يمسح مكان ما جديد ، رغم ذلك ؛ لم ينقطع إتصاله مع أحد ، علم ما حدث مع لوهان و جونغكوك ، و بطريقة ما تواسط لكليهما .
السبب في تخفيف حكم جونغكوك ليس خدماته التي يقدمها في السجن فحسب بل أنه بعث لبيوتي أن تقدم تنازلاً عن حقها و بطبيعة الحال بقي عليه الحق العام ، كذلك الأمر مع لوهان حيث برئه مما أسُنِد عليه و رمى العاتق على المداهمة و أن من الطبيعي أن يموت فيها أحد ، لذا هو الآخر حُكِمَ بالحق العام و عندما يخرج سيعود له منصبه السابق في مكتب التحقيق .
أما آري فآوّاه و آه عليها ، حيث هي تعاني و لا تجد من ينقذها ، حيث هي تبكي و لا يد تربت عليها ، حيث برد الليل يلفحها و لا كنف يأويها ، حيث هي ترتعد خوفاً و لا صوت يطمئنها ، لا حياة فيها ، منذ خمسة شهور و الظلام رفيقها .
رجل كان صديق لها لم يكن ليومٍ يؤذيها ، رجل أمسك بيدها و قال لها " هيا اصعدي ، العالم ينتظرك ! " اليوم يهرب من العالم فيها ، اليوم هي المظلومة و المخطوفة و ذات الأحلام المسلوبة .
Ari's point of view
مضى خمسة شهور ، كانت الأسوء في حياتي ، أنا التي لطالما كنتُ ضعيفة يتلقفني كل من يريد بحذائه حيث يريد ، لطالما كنتُ كذلك ، و الآن أكره نفسي لأنني كنتُ كذلك ، لقد كنتُ و لم أعد ضعيفة .
خُلِقتُ أنا لأم و أب تركوني بعد أن أنجبوني و تربيت في كنف شابين صغيرين ، ربياني على أساس ناعم ، لطيف ، و دافئ لدرجة أصابتني بالتُخمة فتدللت في كنفهما حيث أختبئ عن العالم .
عندما اضطررت أن اخرج و أواجه الحياة و صعوبتها ، خير الناس و شرهم ، رأيتُ أن في خيرهم الشيء القليل و في شرهم الشيء الكثير ، مهما احسنوا معي فأنه لا يصل إلى الإحسان الذي كنت أناله و أعتدت عليه .
عندما كنت أخاف ، كنت أختبئ خلف ظهريهما أقول " احموني ، احموني ! " و بدافع أبوي لا أخوي كانوا يفعلون و بكل سِعتهم ، لطالما أختبئت خلف ظهريهما خوفاً من العالم ، إعتدتُ أن أختبئ لا أواجه العالم و على هذا السير صرت ضعيفة .
ترعرعت و تدللت بين يديهما حتى جاء فارس الأحلام بالنسبة لفتاة مثلي ، رجل ذا قلب أسد و جسد فهد و وجه حسن آتى لي و فتح ذراعيه لي ، لأخرج من كنف أخي إلى كنفه و أختبئ كالعصفور الهزيل أسفل جناح صقر .
ظننت أنه سيلقنّي الحب تلقينا ، ظننت أنّي بين يديه عروس لا تذبل و لا تروح بهجتها إلا أن كل توقعاتي الحالمة و الغبية إندثرت عندما دخلت بيته عروساً له في فستاني الأبيض .
إندثرت عند أول تهديد و صفعة و أخذت أنا أتلاشى مع كل إهانة و ضربة ، لكنني الآن فقط صحوت و أدركت أنني كنت أندثر و أتلاشى معه ، الآن فقط صحوت من أحلام الحب الذي كنت فيها .
الآن فقط عندما إختبرت البُعد و الوحدة حيث لا نصير لي سوى يدي و لا حليف لي سوى لساني و لا حامٍ لي سوى نفسي ، حيث إضطررت أن أواجه العالم
تخليت عن كوني غزالة و أصبحت لبؤة ، لبؤة تفترس و تقتل إن مسها أحد ، لبؤة تفترس إن مُسَّ شبلها ، شبلي الذي تمسك بالحياة رغم شر الغابة و ظلامها ، هذا الشبل من تلك اللبؤة .
و ذلك الأسد ....
تشانيول لم يخدعني ، لم يعدني بقصور و أسكنني بكوخ ، ما وعدني بحياة باذخة الترف فوجدت نفسي بين يديه بائسة ، تشانيول حذرني ، قال لي " أنا محقق ، و عقليتي عقل رجل الشرطة ، لا أجيد تدليل الأنوثة . "
كان صادقاً معي لأبعد حد و كنت من أخدع نفسي ، أنا التي كذبت على نفسي و خدعتها ، هو لم يفعل شيء ، أنا التي فعلت و نلت نِتاج أفعالي .
حبي لتشانيول لم يتبدل لكن طريقة حبي له تبدلت بما أن مفاهمي تبدلت ، لو آتى الآن و أخذني سأعانقه و أربت عليه .
" أيّ حبيبي ، كنت بخير فلا تقلق . "
لن أختبئ خلف ظهره و لن أبكي ، الآن أدركت كم أن دموعي غالية .
دخل علي هذا الرجل لكني لم ألتفت إليه ، إنني أتأمل ثلوج يناير خيراً لي من طلعته ، قال لي بصوت لا أطيقه .
" آري ، تعالي الغداء جاهز . "
دون أن ألتفت إليه قلت بنبرة إكتسبتها حديثاً ، نبرة البرود .
آري : لا أريد رؤية وجهك ، أغرب !
شعرت بخطواته تحتل غرفتي ، المساحة التي وهبني أياها مسبقاً في سجنه رغم ذلك لا تفصلني عنه ، قبض على ذراعي و أدارني إليه بقوة لينهرني .
نيكون : ألا تعقلين ؟! كفي عن هذا ! بدأ صبري ينفذ منكِ !
سحبت ذراعي من قبضته بقوة ثم دفعته بكلتا يداي من صدره و بكل عزمي و قدرتي ، هدرت على مسامعه و عيناي تجحظه بغضب ، إنني لغاضبة لستُ بخائفة .
آري : اخرج من هنا أيها المغفل و دعني و شأني ، لا تظن أنني سأنصاع لك إن أنت أمرت !
زفر أنفاسه غاضباً مني بينما يتخصر و ينظر إلي ، فلتغضب يا حقير ، آخر همي غضبك ، إقترب مني مجدداً ثم قبض على ذراعي بقوة و جذبني خلفه ، أخذت أصرخ عليه غاضبة و بيدي الحرة أصفع كتفه إلا أنه ما إرتد عني .
جذبني غصباً لأجلس على الكرسي أمام طاولة الطعام ، حاولت النهوض لكنه ثبتني من كتفيّ لأبقى جالسة ثم قال .
نيكون : إن لم يكن لأجلك فلأجل الطفل في بطنك ، تناولي طعامكِ !
زفرت أنفاسي و نظرت إليه ليقول مُحتجّاً .
نيكون : ألن تكفي عن النظر إلي هكذا ؟! أتكرهيني إلى هذا الحد ؟!
همست حاقدة عليه بينما أنظر إليه.
آري : أكنت تظن أنني سأربت عليك و أحييّك على فعلتك ؟!
تنهد ثم وضع يده على رأسي بنيته أن يمسح على شعري لكنني صفعت يده بعيداً عنه ثم هدرت .
آري : يدك أقطعها لك إن رفعتها نحوي مجدداً .
تبسم ثم سخر مني مستنكراً .
نيكون : كنتِ قِطة تتمسحين بزوجك ، الآن أصبحتِ لبؤة مخيفة ، ما الذي غير وداعتكِ المطلقة ؟!
كلماته أهانتني إلى أبعد حد ، كادت الدموع أن تصعد إلى عينيّ و لكنني تسترت عليها ، أنا لن تبكيني كلمة منذ اليوم .
آري : هو زوجي ، أنت ماذا ؟! لو كنت حذائاً لم قبلت أن انتعِلك .
وقف ثائراً ثم تقدم مني و قد إرتفعت يده في الهواء تنوي الإرتطام بوجهي و لكن يدي إعترضت طريقها قبل أن تصلني إذ تمسكت بمعصمه و وقفت ثائرة أيضاً لأحذره .
آري : لا تحاول حتى !
غرزت أظافري الطويلة بمعصمه و هو ينظر إلى وجهي يقاوم الألم و ما إن سحب معصمه من يدي حتى إمتلئ بخدوش كثيرة تخللها خطوط دماء كثيرة ، صرخ غاضباً مني ثم زفر أنفاسه لأبتسم بتشفي .
فور أن شكلت هذه الإبتسامة حتى قبض على مؤخرة عنقي و دفعني إليه ليقبل شفتاي ، إنتفضت أنا بين يديه رافضة و أخذت أصفعه بكلا كفيّ حتى إستطعت إبعاده .
رفعت كفي عالياً و أنزلتها على وجهه لأصرخ به بقوة غاضبة .
آري : أنت يا قذر بأي حق تقبلني ؟!
كان على الوضعية التي شكلتها له الصفعة و أنا أنفاسي ثائرة ، أشعر بروحي تحترق ، إنني بطريقة ما آذيت تشانيول دون عمد .
أنا لا أسمح لرجل غيره بلمسي و تقبيلي ، أنا ليس في قاموسي رجل غير تشانيول و لا مكان لغيره ، لا يحق لأي كان بأن يمسني و خصوصاً هذا الحقير .
رجل إئتمنته على مستقبلي المهني و أحلامي بأكملها ، لم أشك يوماً أنه يكن لي مشاعر مِعوجَّة و أنا لرجل غيره ، لهذه الدرجة كنت عمياء عن نفوس الناس و قلوبهم السوداء .
أدار وجهه إليّ ثم قبض على ذراعيّ و صرخ بي غاضباً .
نيكون : بحق أنني أحق بكِ منه ، أنا أحبك بصدق ، أتحمل حدة مزاجك و رفضك المتواصل لي في سبيل الوصول إلى قلبك و أنتِ لا تكفي عن دفعي عنكِ و أنا لن أتزحزح و أنتِ لن تبرحي مكانكِ من جانبي !
هو لن يكف عن القبض علي و أنا لن أكف عن دفعه فدفعته عني ثم قلت .
آري : مخدوع و أحمق أنت إن ظننت أنّي سأخضع لك فقط لأنك أردت ، أنا قلبي مع رجل آخر و سيبقى معه للأبد و لا فرصة لك معي .
أردتُ أن إنسحب إلا أنه قبض على ذراعي مجدداً ، تأفأفت بحنق ، ما قصته مع ذراعي ؟! و لأحذره بغضب قلبت الطاولة رأساً على عقب ليتناثر الطعام أرضاً ، أخذت أنفاساً عميقة ملئتني ثم نفثت تلك الأنفاس .
غادرت من أمامه إلى غرفتي دون أن أسمح له بأن يحدث المزيد من الجلبة ، أغلقت الباب بقوة ثم جلست على السرير ، تنفست بقوة ثم أغمضت عيناي أتنفس بعمق .
عندما رأيت وجهه أول ما إستفقت ظننته للحظة هنا لينقذني ، لطالما نيكون كان صديق بالنسبة لي .
عندما إكتشفت أن الأمر عكس ذلك توسلته و رجوته أن يعيدني إلى زوجي ، ظننت أن بكائي و رجواتي ستسيره و يعطف قلبه علي ، كان في نيتي أن أجعله يشفق علي ، كم كنت غبية !
مررت كفي على بطني ، لقد برزت أي أن طفلي قد كبر ، إنني بشهري الخامس ، لا أعلم إن كانت صحته بخير أم لا ، لا أعلم إن كان صبي أم فتاة ، لا أعلم إن كان أبيه يعلم بأمر وجوده أم لا .
حياتي إنقلبت رأس على عقب و أنا إنقلبت ، لكنّي لا أستطيع البقاء هكذا ، لقد حاولت الفِرار من قبل مرات كثيرة و كنتُ أفشل كل مرة ، تلبسني اليأس لفترة إلا أنني أحيي أمل فيّ من جديد كلما إستطعت ، إن لم يكن لأجلي فعلي أن أخرج لأجل طفلي .
نهضت من على السرير ثم نزلت إلى الأسفل ، هو ليس هنا لقد خرج ، حاولت فتح الباب إلا أنه مغلق ، درت حول نفسي أحاول أن أجد مخرج ، الباب من حديد و لن يُفتَح بسهولة ، النوافذ عليها نظام حماية .
أظن أنني سأطبق ما يحدث بالأفلام عادة ، صعدت إلى الغرفة سريعاً و أخذت أنبش على دبوس في غرفتي كي يساعدني في فتح الباب ، نبشت كثيراً حتى كدت أن استسلم ، لا أجد شيئاً .
وجدت واحداً في النهاية لأقوم بأخذه ، نزلت إلى الأسفل بسرعة ، حاولت فتح الباب عدة مرات بإستخدامها حتى نجحت و إنفتحت أبواب الحرية أمامي .
خرجت أمتطي ساقيّ و أتمسك ببطني و انطلقت أركض في الفناء الخارجي ، ركضت و ركضت في طريق مستقيم حتى وصلت الطريق السريع ، وقفتُ لآخذ أنفاسي أسند ظهري بكفي ، إنطلقت إلى بقالة صغيرة على قارعة الطريق .
وقفت أمام الرجل المُسِن الذي يجلس بها لأقول .
آري : سيدي أرجوك ساعدني ، أنا مخطوفة و زوجي رئيس مكتب التحقيقات في سيؤل ، دعني أحدثه سيدي من فضلك .
الرجل كان ينظر لي بغرابة ، يبدو أنه لا يصدقني أو يظنني أمازحه ، تمسكت بيد الرجل ثم قلت .
آري : من فضلك سيدي صدقني ، أنا بارك آري ، زوجة بارك تشانيول ، رئيس مكتب التحقيقات ، إنني لا أمازحك ، دعني أحدثه و سأكون شاكرة لك ، من فضلك أنا حامل .
تنهد ثم أومئ لي لكنه مد لي هاتفه ، أخذته و شكرته ، إتصلت برقم هاتف تشانيول ثم وضعته أنتظر أن يجيبني ، فتح الخط أخيراً و سمعت صوته الذي بدى لي ذابلاً جداً .
تشانيول : من ؟!
أجبته بلهفة سريعاً ، أشعر بقلبي سيخرج من مكانه .
آري : تشانيول إنها أنا آري !
سريعاً ما تنشط صوته و صاح مشتاقاً .
تشانيول : آري ! حبيبتي ! كيف حالكِ ؟! أين أنتِ ؟!
آري : إني بخير ، حبيبي لا تقلق ، خذ السيد ليخبرك أين أنا .
أعطيت الهاتف لرجل و طلبت منه أن يدله على مكاني ففعل ، شكرته مجدداً وقتها صدقني و طلب مني أن أدخل دكانه الصغير حماية من البرد .
جلست في الداخل و آتى لي العم بكوب قهوة ، أعطاني آياه ، شكرته ليقول .
" ما قصتكِ يا ابنتي ؟! من هذا الذي خطفكِ ؟!"
تنهدت لأقول للسيد .
آري : رجل ظننته بمقام أخي لكنه يضمر لي نوايا أخرى .
أومئ متفهماً ثم جلسنا بصمت أنا أحتسي من الكوب لأدفئ و هو يراقب الدكان خارجاً .
في صمتي هذا شعرت بشيء صلب ينخز مؤخرة رأسي ، أيعقل أنه وجدني الآن و بهذه السرعة ؟!
نيكون : الآن انهضي و امشي أمامي دون أن تصدري صوتاً و إلا قتلتك .
قبضت كفي و أخذت أرمش متوترة إلا أني همست بصمود .
آري : اقتلني ، لن أبرح مكاني هذا .
أخفض مسدسه لأتنفس بخفة ، سُرعان ما شعرت بأصابعه تخنق شعري و تنتزعه من منبته ، صرخت ألماً و أخذت أضرب قبضته هذه إلا أنه ما تزحزح ، جرّني خلفه من شعري و اخرجني من الدكان ليرانا العم في الخارج ، أشرت للعم أن يصمت و لا يحدث حركة و البقية فليفهمه وحده .
أفلت شعري و قبض على ذراعي و تابع جرّي خلفه ، أخذت أصرخ طوال الطريق عودة إلى المنزل لعل أحد سمعني و لأجعل العم يتقفى أثري جيداً .
دفعني إلى الداخل لأسقط على بطني ، صرخت بقوة و قد شعرت بألم رهيب طالني و بالتأكيد طال ابني أخذت أصرخ لشدة الألم ، أشعر أن أحشائي تتمزق و عظامي تنبض بالألم ، تمسكت ببطني و أنا أشعر بماء أو ربما دماء لا أدري ، شيء ما ينساب مني .
هو فوق رأسي يصرخ علي لكني لا أعي حقاً ما يقوله لي ، إني أموت ألماً ، صوت صراخي طغى على صوته و ارتفع ، جسدي يرتجف و الألم يسيطر علي ، أشعر بروحي تفارقني .
فُتِحَ الباب على وسعه و سمعت صوت رَجُلي يزأر غاضباً و متوعداً ، تبسمت و قد إنتشر الإطمئنان في صدري ، ها قد جاء الأسد لينقضني و طفله .
شعرت برائحته تتسلل إلى أنفي و دفئ صدره يحويني ، وقتها كنت على ذراعيه ، آخر ما رأيته كان وجهه الغاضب و آخر ما همست به .
آري : أنقذ طفلنا !
...........................................
Chanyeol's point of view
فور أن سمعت صوتها على الهاتف و قد إستثارت أركاني ، أخيراً سمعت صوتها إذ هي حية ترزق ، دبّت الحياة فيّ من جديد فور أن سمعت صوتها الذي أموت شوقاً لسماع رناته .
إستثرت دفعاتي و ثارت أركاني لإنجادها ، أخذت قواتي و ذهبت إلى ضالتي حيث حبي تكون ، وصلت إلى ذلك الدكان الذي هاتفتني منه لأجد رجلاً هناك .
اخبرني الرجل أن آتى رجل ما و سحبها من شعرها بعنف معه ، قال لي أن رنات صراخها أفزعت المكان و كانت تفعل عن عمد ليستطيع العم تتبعها و فعل ، سأدفعه الثمن غالياً يا عمري لا تقلقي .
أخذنا الرجل حيث زوجتي مأسورة ، كنت أسمع صوت صراخها و الرجل الذي خطفها ، بدى لي صوته مألوفاً ، عيار الباب رصاصة لينفتح على مصراعيه ، وقتها رأيت حبيبتي أرضاً غارقة في الدم ، لم ألتفت للذي خطفها لكنني وعييت أنه نيكون ، يا لك من خائن ، خبيث ، و لعين !
إنتشلتها على ذراعيّ و دغدغتني إبتسامتها بحب ، آخر ما همست به قبل أن تفقد وعيها شتتني ، الطفل حي لم يمت و علي إنقاذه للمرة الثالثة و المرة الأولى التي أدرك فيها أن بجسدها روحين مني ، روحها و روح ابني ، لا أنتِ ستضرري و لا هو .
وضعتها في سيارتي و انطلقت بها إلى المستشفى و تم القبض على هذا الحقير الذي لطالما إعتبرته هي أخاً لها لكنه كان أحقر من أن تمنحه هذا المقام ، لطالما دنته و استنكرت ، يشفع لها أنها بريئة جداً ، لا تعي كم الحقد الذي يستعر بقلوب الناس .
مهمتي الآن إنقاذ ابني و زوجتي ....
..............................................
سلااااااااااااااام
مفاجأة صحيح ؟! البارت طويل !
مشان أراضيكم عملتو طويل و لأسعدكم لهيك اسعدوني بدعمكم .
في مفاجأة ثانية و هي ...
هذا البارت ما قبل الأخير ... النهاية ستكون البارت القادم فلتسعدوا للنهاية ..
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت .
١. رأيكم بالوضع العام ؟! شيون ؟! مينهو ؟! تشين ؟! جونغكوك ؟! بيوتي ؟! جايجونغ و راين ؟!
٢. رأيكم بآري ؟! التغير الذي طرأ عبى شخصيتها ؟! تحديها لنيكون ؟!
٣. رأيكم بنيكون ؟! - ما توقعتوا يكون الخاطف - رأيكم بفعلته ؟ ما هو مصيره ؟! و لماذا خطفها في هذا الوقت تحديداً ؟!
٤. رأيكم بتشانيول ؟! التغير الذي طرأ عليه ؟! استدراكه لأخطائه ؟!
٥. رأيكم بالبارت القادم و توقعاتكم للبارت الأخير ؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحب لي و لك بمفهوم جديد منذ اليوم و إلى الأبد .
مرت خمسة شهور بليلاهم ، أيامهم ، و ساعتهم ، خلال خمسة أشهر تدمرت عائلة بارك و كل أحبابهم بأكملها ، لا عين جفت ، و لا قلب غفى ، و لا عقل صمت ، جميعهم في دوامة .
مينهو ضحية الهجوم الإرهابي ما زال يرقد على سرير الشفاء و لا يمتثل له ، إنه منذ الخمسة أشهر الفارطة نائم على نومته الأولى ، وضعه مستقر و لا أشارة على التحسن ، خابت توقعات الأطباء أجمع بشأنه ، إذ أنهم أجمعوا على أنه مشافى و لم يشفى بعد ، إنها مسألة تحوي عطف الله ليس علم الأطباء .
جونغكوك بالسجن منذ اليوم الذي خطف فيه أخت شيون ، الآنسة تشوي ، جرَّمته المحكمة بجريمة إختطاف و تهديد بالقتل و إبتزاز فحُكِم عليه بالسجن عامين .
لكن تشين لم يقف مكتوف الأيدي و قد انشغل الجميع عنه ، هو - جونغكوك - يعذرهم أجميعن و لكن تشين إستطاع مد يد العون له ، جونغكوك بالنسبة إلى تشين أخيه الصغير و أيٌ لا يطبه الهوان و المهان في أخيه .
آتى تشين بأقوى المحامين للدفاع عنه و استئناف الحكم ، و لقدرة المحامي القوية إستطاع أن يحرك الجلسات القضائية سريعاً ، بالمقابل دفع تشين للمحامي أجره مما ادخره للمستقبل و رهن سيارته ليسحب قرض و يسد المحامي .
كان تحصيل الأمر أن خفف الحكم من عام إلى عامين و لحسن سلوك جونغكوك و خدماته التي يقدمها في السجن لصالح العيادة تم تخفيضها لستة أشهر ، هو الآن يقضي محكومية آخر شهر تبقى عليه .
أما تشين فساعده جايجونغ ليرتفع منصبه في المستشفى و شجع المستشفى أن ترفع أجره و حدث لأنهم لا يريدون أن يخسروا الطبيب كيم تشين و هكذا إستطاع أن يرد القرض و ببطء يسند قدميه من جديد ، رغم ذلك هو راضٍ جداً فلقد أنقذ صديقه من خسارة حولين من عمره في السجن .
الآنسة تشوي تولت منصب أخيها رغم حداثة سنها و إنعدام خبرتها في مجال الأعمال و الأقتصاد ، هي ما زالت طالبة جامعية ، لذا أوكلت الأمر لمن يثق فيهم أخيها و تحديداً الغير متورطين في الأعمال اللاقانونية .
الذي فعلته بعد أن عادت إلى قصرها أنها بلغت الشرطة بالبحث و التفتيش في كل مكان يملكه أخيها و تنظيف كل شيء ، تكلفت خسائر بلغت عشرين مليون دولار ، رغم ذلك كانت راضية و ما إهتمت لرد فعل أخيها ، هي ليست حاقدة عليه لكنها خائبة الأمل من ناحيته و عقاباً على هذا لم تزره في السجن و لن تفعل .
شيون حكم عليه بالمؤبد إلى جانب الأعمال الشاقة حتى عشرة أعوام ، حكم قابل للنقض ، خلال بقائه في السجن إنقهر غضباً و قد علم أن أخته الصغيرة دمرت ما يبنيه منذ سنين بمكالمة هاتفية لم تحملها شيء ثم الحكم .
رغم ذلك ، إلا أن السجن كان مكاناً جيداً و مناسباً لينظر إلى شخصيته و أفعاله بمنظور حيادي لم ينظر فيه من قبل أبداً و كم أفجعه ما رأى ، لهكذا أسباب وجدت السجون، ليس لأسر الحرية فحسب بل لمراجعة النفس و عثراتها ، إن القانون لا يعاقب المجرم بل يدحض الجريمة .
المجرم إنسان و الإنسان يخطئ لحكم وجود نصف شيطان فيه إلا أن هناك نصف ملاك أيضاً ، لكن ملاك شيون تغبر لكثرة ما نام و لا يعلم متى الوقت المناسب ليصحو ، لكنه سيصحو بلا شك .
الفتاتين جيون طورتا مشاعر تجاه الرجلين كيم - أخوي آري - ، كان لفعل من البسالة و النبل أن تدخلا على المجرمين و كلٌ منهما حمى فتاة ، رغم أنه لا يعرفها إلا أنه دافع عنه ببسالة ، إن لموقف لا يهم من تدافع فيه عنه يكفي أنه المستضعف هنا .
كانت تلك المشاعر متبادلة من الشقيقين أيضاً ، كلاهما تجاوز الثلاثين و لم يختبرا الحب من قبل و عندما وقعا فيه وقعا لطفلتين على حسب قولهم ، لكن أي من هذا لم يخفف عليهما المصيبة التي هم فيها .
آري منذ إن خُطِفَت لم تظهر و الرجل الذي خطفها لم يظهر أبداً بل لم يستطيعوا الوصول إليه حتى و لا مسك طرف خيط عليه ، لا أحد يعلم إن ما زال في كوريا أو قد خرج .
منذ ذلك اليوم للآن و تشانيول في سباق مع الزمن إليه ، التعب و الإنهاك أدركه ، القدر يقف بعيداً عنه يرمي عليه السِهام لتنغرز في صدره بل في قلبه تحديداً و تشانيول يقول " لا بأس ، أنا بخير " .
طوال تلك الفترة أقام القدر ولائم على أتراحه ، لا شر عليه بل إنتقام منه ، تلك التي يبحث عنها منذ خمسة شهور و لا يجد لها أثراً كانت طوعاً تحت قدميه يبطش بها ، يضربها ، و يهنيها .
لم يكن يرى أخطأه و لا يعتذر الآن القدر يقل له " خذ هذه ، و أحمل هذه ، و حل هذه ، و اخرج من هذه إن استطعت ، هذا جزائك على أفعالك و أني لعادل معك . "
تشانيول بدوره فهم التحذيرات و الإنذارات متأخراً جداً عن مهلته بل تجاوزها كثيراً ، الآن هو يفهم أن كل ما يحدث معه بفعل يده بطريقة ما ، لو قدّرها منذ أن دخلت بيته بفستانها الأبيض ، لو ما عاملها سوى بالكثير من الحب و الإهتمام ، لو ما سلك تلك الطريقة الهمجية معها لما حدث أي من هذا .
يؤمن و يدرك جيداً أن كل ما يحدث معه عقاباً على أفعاله ضدها ، لكن الآن لا وقت للندم أو لِ" لو " ، الآن وقت العمل الجاد ، البحث عنها في كل بقاع الأرض ، الآن وقت أن يكفر عن أخطأه و يرجو أن باب التوبة ما زال مفتوح .
" مفتوح على وسعه ، لا تقلق تشانيول ! قم انهض و تعال إلى حيث يجب أن تكون ، تلك المرأة في مكان ما تناجي الله فيه ! " كل ما هبطت عزيمته ردد قلبه تلك الكلمات فوقف كالصقر مجدداً و حلق .
منشغل دائم بالتنقيب و التفتيش عنها ، كل يوم يمسح مكان ما جديد ، رغم ذلك ؛ لم ينقطع إتصاله مع أحد ، علم ما حدث مع لوهان و جونغكوك ، و بطريقة ما تواسط لكليهما .
السبب في تخفيف حكم جونغكوك ليس خدماته التي يقدمها في السجن فحسب بل أنه بعث لبيوتي أن تقدم تنازلاً عن حقها و بطبيعة الحال بقي عليه الحق العام ، كذلك الأمر مع لوهان حيث برئه مما أسُنِد عليه و رمى العاتق على المداهمة و أن من الطبيعي أن يموت فيها أحد ، لذا هو الآخر حُكِمَ بالحق العام و عندما يخرج سيعود له منصبه السابق في مكتب التحقيق .
أما آري فآوّاه و آه عليها ، حيث هي تعاني و لا تجد من ينقذها ، حيث هي تبكي و لا يد تربت عليها ، حيث برد الليل يلفحها و لا كنف يأويها ، حيث هي ترتعد خوفاً و لا صوت يطمئنها ، لا حياة فيها ، منذ خمسة شهور و الظلام رفيقها .
رجل كان صديق لها لم يكن ليومٍ يؤذيها ، رجل أمسك بيدها و قال لها " هيا اصعدي ، العالم ينتظرك ! " اليوم يهرب من العالم فيها ، اليوم هي المظلومة و المخطوفة و ذات الأحلام المسلوبة .
Ari's point of view
مضى خمسة شهور ، كانت الأسوء في حياتي ، أنا التي لطالما كنتُ ضعيفة يتلقفني كل من يريد بحذائه حيث يريد ، لطالما كنتُ كذلك ، و الآن أكره نفسي لأنني كنتُ كذلك ، لقد كنتُ و لم أعد ضعيفة .
خُلِقتُ أنا لأم و أب تركوني بعد أن أنجبوني و تربيت في كنف شابين صغيرين ، ربياني على أساس ناعم ، لطيف ، و دافئ لدرجة أصابتني بالتُخمة فتدللت في كنفهما حيث أختبئ عن العالم .
عندما اضطررت أن اخرج و أواجه الحياة و صعوبتها ، خير الناس و شرهم ، رأيتُ أن في خيرهم الشيء القليل و في شرهم الشيء الكثير ، مهما احسنوا معي فأنه لا يصل إلى الإحسان الذي كنت أناله و أعتدت عليه .
عندما كنت أخاف ، كنت أختبئ خلف ظهريهما أقول " احموني ، احموني ! " و بدافع أبوي لا أخوي كانوا يفعلون و بكل سِعتهم ، لطالما أختبئت خلف ظهريهما خوفاً من العالم ، إعتدتُ أن أختبئ لا أواجه العالم و على هذا السير صرت ضعيفة .
ترعرعت و تدللت بين يديهما حتى جاء فارس الأحلام بالنسبة لفتاة مثلي ، رجل ذا قلب أسد و جسد فهد و وجه حسن آتى لي و فتح ذراعيه لي ، لأخرج من كنف أخي إلى كنفه و أختبئ كالعصفور الهزيل أسفل جناح صقر .
ظننت أنه سيلقنّي الحب تلقينا ، ظننت أنّي بين يديه عروس لا تذبل و لا تروح بهجتها إلا أن كل توقعاتي الحالمة و الغبية إندثرت عندما دخلت بيته عروساً له في فستاني الأبيض .
إندثرت عند أول تهديد و صفعة و أخذت أنا أتلاشى مع كل إهانة و ضربة ، لكنني الآن فقط صحوت و أدركت أنني كنت أندثر و أتلاشى معه ، الآن فقط صحوت من أحلام الحب الذي كنت فيها .
الآن فقط عندما إختبرت البُعد و الوحدة حيث لا نصير لي سوى يدي و لا حليف لي سوى لساني و لا حامٍ لي سوى نفسي ، حيث إضطررت أن أواجه العالم
تخليت عن كوني غزالة و أصبحت لبؤة ، لبؤة تفترس و تقتل إن مسها أحد ، لبؤة تفترس إن مُسَّ شبلها ، شبلي الذي تمسك بالحياة رغم شر الغابة و ظلامها ، هذا الشبل من تلك اللبؤة .
و ذلك الأسد ....
تشانيول لم يخدعني ، لم يعدني بقصور و أسكنني بكوخ ، ما وعدني بحياة باذخة الترف فوجدت نفسي بين يديه بائسة ، تشانيول حذرني ، قال لي " أنا محقق ، و عقليتي عقل رجل الشرطة ، لا أجيد تدليل الأنوثة . "
كان صادقاً معي لأبعد حد و كنت من أخدع نفسي ، أنا التي كذبت على نفسي و خدعتها ، هو لم يفعل شيء ، أنا التي فعلت و نلت نِتاج أفعالي .
حبي لتشانيول لم يتبدل لكن طريقة حبي له تبدلت بما أن مفاهمي تبدلت ، لو آتى الآن و أخذني سأعانقه و أربت عليه .
" أيّ حبيبي ، كنت بخير فلا تقلق . "
لن أختبئ خلف ظهره و لن أبكي ، الآن أدركت كم أن دموعي غالية .
دخل علي هذا الرجل لكني لم ألتفت إليه ، إنني أتأمل ثلوج يناير خيراً لي من طلعته ، قال لي بصوت لا أطيقه .
" آري ، تعالي الغداء جاهز . "
دون أن ألتفت إليه قلت بنبرة إكتسبتها حديثاً ، نبرة البرود .
آري : لا أريد رؤية وجهك ، أغرب !
شعرت بخطواته تحتل غرفتي ، المساحة التي وهبني أياها مسبقاً في سجنه رغم ذلك لا تفصلني عنه ، قبض على ذراعي و أدارني إليه بقوة لينهرني .
نيكون : ألا تعقلين ؟! كفي عن هذا ! بدأ صبري ينفذ منكِ !
سحبت ذراعي من قبضته بقوة ثم دفعته بكلتا يداي من صدره و بكل عزمي و قدرتي ، هدرت على مسامعه و عيناي تجحظه بغضب ، إنني لغاضبة لستُ بخائفة .
آري : اخرج من هنا أيها المغفل و دعني و شأني ، لا تظن أنني سأنصاع لك إن أنت أمرت !
زفر أنفاسه غاضباً مني بينما يتخصر و ينظر إلي ، فلتغضب يا حقير ، آخر همي غضبك ، إقترب مني مجدداً ثم قبض على ذراعي بقوة و جذبني خلفه ، أخذت أصرخ عليه غاضبة و بيدي الحرة أصفع كتفه إلا أنه ما إرتد عني .
جذبني غصباً لأجلس على الكرسي أمام طاولة الطعام ، حاولت النهوض لكنه ثبتني من كتفيّ لأبقى جالسة ثم قال .
نيكون : إن لم يكن لأجلك فلأجل الطفل في بطنك ، تناولي طعامكِ !
زفرت أنفاسي و نظرت إليه ليقول مُحتجّاً .
نيكون : ألن تكفي عن النظر إلي هكذا ؟! أتكرهيني إلى هذا الحد ؟!
همست حاقدة عليه بينما أنظر إليه.
آري : أكنت تظن أنني سأربت عليك و أحييّك على فعلتك ؟!
تنهد ثم وضع يده على رأسي بنيته أن يمسح على شعري لكنني صفعت يده بعيداً عنه ثم هدرت .
آري : يدك أقطعها لك إن رفعتها نحوي مجدداً .
تبسم ثم سخر مني مستنكراً .
نيكون : كنتِ قِطة تتمسحين بزوجك ، الآن أصبحتِ لبؤة مخيفة ، ما الذي غير وداعتكِ المطلقة ؟!
كلماته أهانتني إلى أبعد حد ، كادت الدموع أن تصعد إلى عينيّ و لكنني تسترت عليها ، أنا لن تبكيني كلمة منذ اليوم .
آري : هو زوجي ، أنت ماذا ؟! لو كنت حذائاً لم قبلت أن انتعِلك .
وقف ثائراً ثم تقدم مني و قد إرتفعت يده في الهواء تنوي الإرتطام بوجهي و لكن يدي إعترضت طريقها قبل أن تصلني إذ تمسكت بمعصمه و وقفت ثائرة أيضاً لأحذره .
آري : لا تحاول حتى !
غرزت أظافري الطويلة بمعصمه و هو ينظر إلى وجهي يقاوم الألم و ما إن سحب معصمه من يدي حتى إمتلئ بخدوش كثيرة تخللها خطوط دماء كثيرة ، صرخ غاضباً مني ثم زفر أنفاسه لأبتسم بتشفي .
فور أن شكلت هذه الإبتسامة حتى قبض على مؤخرة عنقي و دفعني إليه ليقبل شفتاي ، إنتفضت أنا بين يديه رافضة و أخذت أصفعه بكلا كفيّ حتى إستطعت إبعاده .
رفعت كفي عالياً و أنزلتها على وجهه لأصرخ به بقوة غاضبة .
آري : أنت يا قذر بأي حق تقبلني ؟!
كان على الوضعية التي شكلتها له الصفعة و أنا أنفاسي ثائرة ، أشعر بروحي تحترق ، إنني بطريقة ما آذيت تشانيول دون عمد .
أنا لا أسمح لرجل غيره بلمسي و تقبيلي ، أنا ليس في قاموسي رجل غير تشانيول و لا مكان لغيره ، لا يحق لأي كان بأن يمسني و خصوصاً هذا الحقير .
رجل إئتمنته على مستقبلي المهني و أحلامي بأكملها ، لم أشك يوماً أنه يكن لي مشاعر مِعوجَّة و أنا لرجل غيره ، لهذه الدرجة كنت عمياء عن نفوس الناس و قلوبهم السوداء .
أدار وجهه إليّ ثم قبض على ذراعيّ و صرخ بي غاضباً .
نيكون : بحق أنني أحق بكِ منه ، أنا أحبك بصدق ، أتحمل حدة مزاجك و رفضك المتواصل لي في سبيل الوصول إلى قلبك و أنتِ لا تكفي عن دفعي عنكِ و أنا لن أتزحزح و أنتِ لن تبرحي مكانكِ من جانبي !
هو لن يكف عن القبض علي و أنا لن أكف عن دفعه فدفعته عني ثم قلت .
آري : مخدوع و أحمق أنت إن ظننت أنّي سأخضع لك فقط لأنك أردت ، أنا قلبي مع رجل آخر و سيبقى معه للأبد و لا فرصة لك معي .
أردتُ أن إنسحب إلا أنه قبض على ذراعي مجدداً ، تأفأفت بحنق ، ما قصته مع ذراعي ؟! و لأحذره بغضب قلبت الطاولة رأساً على عقب ليتناثر الطعام أرضاً ، أخذت أنفاساً عميقة ملئتني ثم نفثت تلك الأنفاس .
غادرت من أمامه إلى غرفتي دون أن أسمح له بأن يحدث المزيد من الجلبة ، أغلقت الباب بقوة ثم جلست على السرير ، تنفست بقوة ثم أغمضت عيناي أتنفس بعمق .
عندما رأيت وجهه أول ما إستفقت ظننته للحظة هنا لينقذني ، لطالما نيكون كان صديق بالنسبة لي .
عندما إكتشفت أن الأمر عكس ذلك توسلته و رجوته أن يعيدني إلى زوجي ، ظننت أن بكائي و رجواتي ستسيره و يعطف قلبه علي ، كان في نيتي أن أجعله يشفق علي ، كم كنت غبية !
مررت كفي على بطني ، لقد برزت أي أن طفلي قد كبر ، إنني بشهري الخامس ، لا أعلم إن كانت صحته بخير أم لا ، لا أعلم إن كان صبي أم فتاة ، لا أعلم إن كان أبيه يعلم بأمر وجوده أم لا .
حياتي إنقلبت رأس على عقب و أنا إنقلبت ، لكنّي لا أستطيع البقاء هكذا ، لقد حاولت الفِرار من قبل مرات كثيرة و كنتُ أفشل كل مرة ، تلبسني اليأس لفترة إلا أنني أحيي أمل فيّ من جديد كلما إستطعت ، إن لم يكن لأجلي فعلي أن أخرج لأجل طفلي .
نهضت من على السرير ثم نزلت إلى الأسفل ، هو ليس هنا لقد خرج ، حاولت فتح الباب إلا أنه مغلق ، درت حول نفسي أحاول أن أجد مخرج ، الباب من حديد و لن يُفتَح بسهولة ، النوافذ عليها نظام حماية .
أظن أنني سأطبق ما يحدث بالأفلام عادة ، صعدت إلى الغرفة سريعاً و أخذت أنبش على دبوس في غرفتي كي يساعدني في فتح الباب ، نبشت كثيراً حتى كدت أن استسلم ، لا أجد شيئاً .
وجدت واحداً في النهاية لأقوم بأخذه ، نزلت إلى الأسفل بسرعة ، حاولت فتح الباب عدة مرات بإستخدامها حتى نجحت و إنفتحت أبواب الحرية أمامي .
خرجت أمتطي ساقيّ و أتمسك ببطني و انطلقت أركض في الفناء الخارجي ، ركضت و ركضت في طريق مستقيم حتى وصلت الطريق السريع ، وقفتُ لآخذ أنفاسي أسند ظهري بكفي ، إنطلقت إلى بقالة صغيرة على قارعة الطريق .
وقفت أمام الرجل المُسِن الذي يجلس بها لأقول .
آري : سيدي أرجوك ساعدني ، أنا مخطوفة و زوجي رئيس مكتب التحقيقات في سيؤل ، دعني أحدثه سيدي من فضلك .
الرجل كان ينظر لي بغرابة ، يبدو أنه لا يصدقني أو يظنني أمازحه ، تمسكت بيد الرجل ثم قلت .
آري : من فضلك سيدي صدقني ، أنا بارك آري ، زوجة بارك تشانيول ، رئيس مكتب التحقيقات ، إنني لا أمازحك ، دعني أحدثه و سأكون شاكرة لك ، من فضلك أنا حامل .
تنهد ثم أومئ لي لكنه مد لي هاتفه ، أخذته و شكرته ، إتصلت برقم هاتف تشانيول ثم وضعته أنتظر أن يجيبني ، فتح الخط أخيراً و سمعت صوته الذي بدى لي ذابلاً جداً .
تشانيول : من ؟!
أجبته بلهفة سريعاً ، أشعر بقلبي سيخرج من مكانه .
آري : تشانيول إنها أنا آري !
سريعاً ما تنشط صوته و صاح مشتاقاً .
تشانيول : آري ! حبيبتي ! كيف حالكِ ؟! أين أنتِ ؟!
آري : إني بخير ، حبيبي لا تقلق ، خذ السيد ليخبرك أين أنا .
أعطيت الهاتف لرجل و طلبت منه أن يدله على مكاني ففعل ، شكرته مجدداً وقتها صدقني و طلب مني أن أدخل دكانه الصغير حماية من البرد .
جلست في الداخل و آتى لي العم بكوب قهوة ، أعطاني آياه ، شكرته ليقول .
" ما قصتكِ يا ابنتي ؟! من هذا الذي خطفكِ ؟!"
تنهدت لأقول للسيد .
آري : رجل ظننته بمقام أخي لكنه يضمر لي نوايا أخرى .
أومئ متفهماً ثم جلسنا بصمت أنا أحتسي من الكوب لأدفئ و هو يراقب الدكان خارجاً .
في صمتي هذا شعرت بشيء صلب ينخز مؤخرة رأسي ، أيعقل أنه وجدني الآن و بهذه السرعة ؟!
نيكون : الآن انهضي و امشي أمامي دون أن تصدري صوتاً و إلا قتلتك .
قبضت كفي و أخذت أرمش متوترة إلا أني همست بصمود .
آري : اقتلني ، لن أبرح مكاني هذا .
أخفض مسدسه لأتنفس بخفة ، سُرعان ما شعرت بأصابعه تخنق شعري و تنتزعه من منبته ، صرخت ألماً و أخذت أضرب قبضته هذه إلا أنه ما تزحزح ، جرّني خلفه من شعري و اخرجني من الدكان ليرانا العم في الخارج ، أشرت للعم أن يصمت و لا يحدث حركة و البقية فليفهمه وحده .
أفلت شعري و قبض على ذراعي و تابع جرّي خلفه ، أخذت أصرخ طوال الطريق عودة إلى المنزل لعل أحد سمعني و لأجعل العم يتقفى أثري جيداً .
دفعني إلى الداخل لأسقط على بطني ، صرخت بقوة و قد شعرت بألم رهيب طالني و بالتأكيد طال ابني أخذت أصرخ لشدة الألم ، أشعر أن أحشائي تتمزق و عظامي تنبض بالألم ، تمسكت ببطني و أنا أشعر بماء أو ربما دماء لا أدري ، شيء ما ينساب مني .
هو فوق رأسي يصرخ علي لكني لا أعي حقاً ما يقوله لي ، إني أموت ألماً ، صوت صراخي طغى على صوته و ارتفع ، جسدي يرتجف و الألم يسيطر علي ، أشعر بروحي تفارقني .
فُتِحَ الباب على وسعه و سمعت صوت رَجُلي يزأر غاضباً و متوعداً ، تبسمت و قد إنتشر الإطمئنان في صدري ، ها قد جاء الأسد لينقضني و طفله .
شعرت برائحته تتسلل إلى أنفي و دفئ صدره يحويني ، وقتها كنت على ذراعيه ، آخر ما رأيته كان وجهه الغاضب و آخر ما همست به .
آري : أنقذ طفلنا !
...........................................
Chanyeol's point of view
فور أن سمعت صوتها على الهاتف و قد إستثارت أركاني ، أخيراً سمعت صوتها إذ هي حية ترزق ، دبّت الحياة فيّ من جديد فور أن سمعت صوتها الذي أموت شوقاً لسماع رناته .
إستثرت دفعاتي و ثارت أركاني لإنجادها ، أخذت قواتي و ذهبت إلى ضالتي حيث حبي تكون ، وصلت إلى ذلك الدكان الذي هاتفتني منه لأجد رجلاً هناك .
اخبرني الرجل أن آتى رجل ما و سحبها من شعرها بعنف معه ، قال لي أن رنات صراخها أفزعت المكان و كانت تفعل عن عمد ليستطيع العم تتبعها و فعل ، سأدفعه الثمن غالياً يا عمري لا تقلقي .
أخذنا الرجل حيث زوجتي مأسورة ، كنت أسمع صوت صراخها و الرجل الذي خطفها ، بدى لي صوته مألوفاً ، عيار الباب رصاصة لينفتح على مصراعيه ، وقتها رأيت حبيبتي أرضاً غارقة في الدم ، لم ألتفت للذي خطفها لكنني وعييت أنه نيكون ، يا لك من خائن ، خبيث ، و لعين !
إنتشلتها على ذراعيّ و دغدغتني إبتسامتها بحب ، آخر ما همست به قبل أن تفقد وعيها شتتني ، الطفل حي لم يمت و علي إنقاذه للمرة الثالثة و المرة الأولى التي أدرك فيها أن بجسدها روحين مني ، روحها و روح ابني ، لا أنتِ ستضرري و لا هو .
وضعتها في سيارتي و انطلقت بها إلى المستشفى و تم القبض على هذا الحقير الذي لطالما إعتبرته هي أخاً لها لكنه كان أحقر من أن تمنحه هذا المقام ، لطالما دنته و استنكرت ، يشفع لها أنها بريئة جداً ، لا تعي كم الحقد الذي يستعر بقلوب الناس .
مهمتي الآن إنقاذ ابني و زوجتي ....
..............................................
سلااااااااااااااام
مفاجأة صحيح ؟! البارت طويل !
مشان أراضيكم عملتو طويل و لأسعدكم لهيك اسعدوني بدعمكم .
في مفاجأة ثانية و هي ...
هذا البارت ما قبل الأخير ... النهاية ستكون البارت القادم فلتسعدوا للنهاية ..
البارت القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت .
١. رأيكم بالوضع العام ؟! شيون ؟! مينهو ؟! تشين ؟! جونغكوك ؟! بيوتي ؟! جايجونغ و راين ؟!
٢. رأيكم بآري ؟! التغير الذي طرأ عبى شخصيتها ؟! تحديها لنيكون ؟!
٣. رأيكم بنيكون ؟! - ما توقعتوا يكون الخاطف - رأيكم بفعلته ؟ ما هو مصيره ؟! و لماذا خطفها في هذا الوقت تحديداً ؟!
٤. رأيكم بتشانيول ؟! التغير الذي طرأ عليه ؟! استدراكه لأخطائه ؟!
٥. رأيكم بالبارت القادم و توقعاتكم للبارت الأخير ؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі