CH1|| الشوك يوخِز
بارك تشانيول (وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك||Love Sickness
"الشوك يوخِز"
...
التحضيرات للحفلِ، الذي يُقام في المنزل، قد إبتدأت مُذُّ صبيحةِ الأمس، وها الآن الحديقة يملؤها الحضور من المدعوّين، فهذهِ حفلُ ترحيب بالكِنّة الجديدة للعائلة بارك، وستكون الوحيدة بما أنَّهم يملكون إبنًا واحدًا فقط.
نظرت آري عبر الشُّرفة نحو الحضور، الذين ينتشرون في الحديقة.
كم بدى الأمر لطيفاً بالنسبة لها!
بعد أن أُقيم لها حفل زفاف مُذُّ ثلاثةِ أشهر، لا يُنسى بمثاليته ورُقيّ رونقه، والذي خُلِّد بتاريخ عائلة بارك، الآن بعد ثلاثة أشهر من زواجها؛ تُقام حفلة للترحيب بها في عائلة بارك من جديد.
تبسَّمت بخفة، ثم عادت أدراجها نحو حماتِها وابنتها.
تبسَّمت يورين -الحماة- حالما طلَّت عليها آري، التي أحبتها كما إبنتها الحقيقة يورا، لعِفتِها، رِقَّتِها، ولُطفها، والكثير الكثير من الحسنات، التي لا تُعد فيها، وأهمها أنَّها تتحمَّل جنون إبنها، ذاك الرَّجُل الغليظ، الذي أنار حُبَّ آري في قلبه شُعلة من الدِّفئ المُتخفيّة خلف قناعٍ من البرود.
وضعت يورين كفّيها على كتفيّ آري، ثم همست بنبرةٍ حنون.
"لا تعلمين كم أنا سعيدةٌ بكِ، تبدين في غايةِ الجمالِ والرِّقّة، كم هو محظوظ ولدي بكِ!"
تبسمت آري بِلُطفٍ لها ثم همست.
"وأنا محظوظة بكِ أكثر مما تشانيول محظوظ بي يا أمي، لقد فقدتُّ أُمي بصغري ولا أذكُرها، ولكنني لطالما شعرتُ أنَّكِ بمثابة أمي."
تجمَّعت دموع الفرح والسَّعادة في عيني يورين، لتضُم آري إليها بِكل ما تملكه من حنان وعطف.
نطقت يورا، أخت آري في القانون، بعبث.
"سأشعر بالغيرة قريباً!"
ضحكن الإثنتين، وضمَّتها أمها لها إلى جانب إبنتها الأخرى، وهي تمسح على رأسيهُما بحنان أُمٍ عطوف.
بعد وهلة؛ نزل ثلاثتهنّ نحو الأسفل، إلتفت الأنظار لهنّ؛ خصوصاً للعروس.
كم بدت جميلة!
شعرها أسود، مموج، و طويل يصل حتى أسفل ظهرها.
عينان واسعة وعميقة جداً برموشٍ ناعمة وكثيفة، تُزينهما خط من الكُحل.
أنفها حاد، فمها صغير يتزين بغمّازين في كل وجنة، مُحدَّد بأحمرِ شِفاه شاتو بلون النبيذ.
رقبتها الطويلة يُزينها عِقد من الألماس، جسدها مُفصل بإغراء أنثويّ خلّاب، ترتدي فستان أزرق، يضيق على جسدها، ويطول حتى أن أذياله تجرّ أرضاً، ثم إنه يعكس بياض بشرتها بشكلٍ خلّاب.
صفَّق الحضور بحرارة وهي تسير بخطواتٍ هادئة ويتزيَّن ثغرها بإبتسامة ناعمة مُتَّجِهة إلى زوجها الشاب، الذي ينظر لها بالكثير بحنق وغضب؛ فيبدو أن الكثير من الأشياء لا تعجبه، توترت آري كثيراً، هي لا تعلم ما الذي يزعجه، لكنها تعلم كم هو مُزعِج حينما ينزعج، سحبت أنفاسها، ووضعت يدها بيده عندما مدَّها له.
أنَّت بصوتٍ خفيض -لم يسمعه أحد عِداه- عندما إشتدَّت أصابعه الغليظة على أصابعها، كانت تضع جبهتها على كتفه، فلا تود أن يراها أي أحد تتألَّم، تُفضِّل أن تحل مشاكلهما بينهما دون أن يدري عنها أحد، وهو همس بأذنها بحدة.
"خطأ آري، وستُحاسبين عليه بالمنزل!"
نظرت بعينيه مُتوترة، فهمهم لها يُهدد، لذا أنزلت رأسها بخوفٍ شديد، تشانيول صعب المراس ومجنون حينما يغضب.
رفعت رأسها عندما شعرت بجسدها يُعتصر بِحُضنِ أخيها الكبير راين، فهمست.
"أخي سأختنق!"
رفعها عن صدره، لتأخذ نفساً عميقاً ثم زفرته، فضحك بعض الحضور، الذين يراقبون، ثم إحتضنها أخوها الأصغر جاي جونغ بِلُطف، حينها همست بغيض.
"على راين أن يتعلم اللطف من جيجونغ!"
تقدم منها صديقها مينهو، وحضنها بلطف ثم قَبَّل جبينها أمام زوجها، الذي أبدى غيظه عندما سحب آري إلى ما بين ذراعيه، فهمس راين بمرح عندما إشتد الموقف تأزماً؛ ليُخفِّف التَّوتُّر الحاصل.
"عليكَ أن تحذر يا مينهو، فغيرة تشانيول جنونيّة!"
رفعت آري رأسها؛ لتنظر بعيني تشانيول، الذي لا يكف عن رمقها بأعين حادّة، فأنزلت رأسها عنه، وهو إقترب يشد خصرها إليه وهمس بأذنها.
"خطأ ثاني آري!"
ألقى عليها لوهان التحية برسميّة من بعيد، لتردها له كما فعل، ثم تقدَّم نيكون، وصافحها بلطف، وألقى مُباركاته.
"مبارك لكما الزواج!"
تبسَّمت له آري شاكرة ثم أردفت بهدوء.
"شكراً لك نيكون، وأشكرك على تلبية دعوتي."
أومأ لها بإبتسامة بدت مُنكسرة بعض الشيء، ثم انصرف، ثم تمتم تشانيول على مسامعها.
"خطأ ثالث!"
شعرت بحرارتها مرتفعة، أنفاسها ثقيلة، وبشرتها تحترق، يا لسوء تلك الليلة، ويا لسوء ما تُخبّؤه لها!
تقدَّمت منها يورا بلهفتها الطفولية المُعتادة، ثم سحبتها خلفها سريعاً، وهي تركض لساحة الرقص، ثم عادت لتسحب تشانيول في هدوء؛
فهي لا تستطيع ممارسة طفولتها على تشانيول، و إلا نالت توبيخاً حار منه.
أشارت لهما أن يرقصا معاً بعد أن شغلت موسيقى هادئة لأجلهما، فكان الأول بالمُبادرة عندما قيَّد خصرها بذراعيه المفتولين، وآري أحاطت رقبته بلُطفها المُعتاد، لكنه قام بتقريبها له بخشونة وتملك بغيض حتى إلتصق صدراهما ببعضها، رقصا على محطِّ نظر الجميع بسكون تام، هو لم يتكلم وهي لم تتجرأ لتفعل.
...
بعد إنتهاء الحفل؛ قاد تشانيول الطريق إلى منزله بصمت، حاولت هي المبادرة بالحديث معه عندما تلفَّظت باسمه، لكنه رفع يده ببرود مشيراً لها كي تصمت ففعلت.
صفّ السيارة في مصفِّها داخل حديقة المنزل، ثم خرج منها متوجهاً إلى قعر المنزل بخُطى واسعة تَنُمُّ عن غضبه، بينما آري تتبعه بخطوات بطيئة ومتوترة، وقف تشانيول في مُنتصفِ الصالة يُدير ظهره لها وكفاه في جيوب بنطاله.
نطق بهدوءه المعهود، الذي يكون عادة متبوع بعاصفة من الجنون، حالما سمع صوت كعب حذائها يرن على الأرضية بإغراء أنثوي، وصوت إغلاق الباب.
"هل تحتاجي أن أعيد عليكِ الممنوعات التي لقنتُكِ إياها ليلة زواجنا؟"
إلتفت لها بوجه واجم ليكمل.
"أم أنكِ تحبين عصيان أمري ومُخالفتي، و أنتِ تعلمين جيداً أن نتائج عصياني لن يكون سوءه إلا عليكِ؟!"
اقتربت منه آري بخطوات تتصنّع الثبات، ثم همست بصوت هادئ لا يعكس حقيقة توترها.
"لا هذا ولا ذاك، أنا لم أخطئ بشيء!"
إحتدت عيناه بغضب، وكردِّ فعلٍ سريع كسر المزهريّة، التي تعلو المَنضدة بجانبه، لتتراجع هي إلى الخلف سريعاً بخوف، لكنه كان أسرع عندما قبض على ذراعها بقبضته الصلدة بقوّة، فتأوَّهت مُتألِّمة.
نظر بعينيها الكحيلة الخائفة عبر عيناه المستعرة ثم إحتد صوته قائلاً.
"أنتِ بالفعل تتجاوزين الحدود! و أنا لن أسمح لكِ بعصيان أمري أبداً، لستُ أنا من تعصيني إمرأة!"
حاولت دفعه عنها لكنَّها لم تقدر عليه، فقالت.
"تتحدَّث وكأنّي كائن وضيع خُلق ليُطيعك فقط!"
تجلجل الغضب فيه وهدر.
"آري!"
إهتز صوتها لأنَّها تكاد تبكي رغم أنها تحاول ألا تبكي أمامه، هي خائفة حقًا منه.
"الفُستان من أختيارِ والدتك، وأنت تعلم أنَّني أحبها جداً، ولن أرد لها طلبًا؛ لذلك ارتديتُه، لستُ أرى هذا الذنب العظيم الذي إرتكبته ليدفعك لكل هذا الغضب مني!"
قرَّبها منه بقبضته على ذراعها حتى إصطدمت به، ثم قال بحدة و عيناه تواري ألف شعلة من الغضب.
"أنا أحضرتُ لكِ فستاناً حسب ذوقكِ ويرضيني، ولكنكِ لم ترتديه؛ لحجتكِ البائسة هذه، بل فضلتِ عرض جسدك لكل عين جائعة.
أنا ألم أمنعكِ من الفساتين الضيقة، و القصيرة، و التي تظهر أعلى صدرك؟ ألم أفعل؟"
أومأت له قائلة بإستنكار جبان.
"ولكنه طويل!"
ضغط على ذراعها أكثر حتى تأوهت بألم مرة أخرى مُتبعاً بغضب.
"لكنه ضيق ومكشوف، أتتصرَّفين بحماقة الآن؟!"
أنزلت هي رأسها، لتواري خوفها من عينيه الغاضبة بشكل يثير الرعب بها، وهو أكمل مُستطردًا.
"لماذا دعوتِ نيكون؟ لكسرِ أمري؟
أنا دعمتكِ وما منعتكِ من تحقيق حلمكِ؛ لتكوني كاتبة مشهورة، ولكن أن تكوني على تواصل مع رئيس شركة التوزيع فيما لا يخص العمل فهذا أمر ممنوع، وأنتِ تعلمين هذا جيداً."
رفعت رأسها لتنظر له بتوتر، ثم نطقت تُبرِّر عن نفسها.
"الأمرُ أنَّني كنتُ في مكتبِه عندما إتصلت بي لتُخبرني بأمرِ الحفل، ودعوته بواجبِ العمل فقط."
رفع حاجبه بسخرية قائلاً بإستنكار.
"حقاً؟!"
سُرعان ما أومأت له، فهو رد بعدما إجتذبها إليه أكثر، يؤلمها أكثر فتأوَّهت تتألم وتُكشِّر بملامحها.
"أنا لا أهتم بالتفاهات التي تتفوهين بها، ثم أنني أكره علاقتكِ الوطيدة بمينهو، كيف تسمحين له بإحتضانكِ؟
أنا لا أريد أن تربطه أي علاقة بكِ، أتفهمين؟!"
بلغ الصبرُ آخره عند آري من هذا الرجل الغليظ والمُتكبِّر، فهتفت به بغضب وارتفع صوتها، دون أن تهتم لما سيلي ذلك.
"لا، لا أفهم!
مينهو صديق طفولتي، وأخي الثالث، وأنا لن أتخلى عنه لأجلك أبداً، ولن أطيعك في أمرٍ يخصُه بتاتًا!"
إتسعت عينيه مُتفاجئًا، فسلوكها هذا يعتبره وقاحة غير مسبوقة معه، رفع يده وصفعها صفعة قوية أوقعتها أرضاً صارخة، ثم انخفض لها على قدميه، وقبض على شعرها بعنف شديد يرفع وجهها إليه.
"صوتكِ لا يعلو علي و في بيتي يا قليلة التهذيب، و إن لمحتكِ تحتضنين رجل مرة أخرى سأكسر ذراعيكِ هذين!"
قال جملته الأخير بعدما صفع ذراعها بقوة لتصرخ، ثم أكمل بنفس الحدة والغضب.
"هذه الصفعة كي تفهمي ما أقوله وتُطيعيني بالغصب إن لم يكن بالرضا!"
رفعها من شعرها بقوة لتقف على قدميها، ثم دفعها نحو السلم مكملاً بغضب وتهديد.
"جهٍّزي نفسكِ لي، وأياكِ والمخالفة!"
ثم أقترب لها هامساً بأذنها.
"أتفهمين؟!"
وقفت ترمقه بعينٍ تلوم لكنها لم تنبس بشيء، صعدت إلى غرفتهما وهي تبكي بشدة، ثم دخلت إلى الحمام لتغتسل وتُبدِّل ثيابها، ودموعها تسيل بشدة لكثرة ما تشعر بالقهر.
أيُ عروس هي التي تزوجت فقط من ثلاثة شهور، لتنال من زوجها كل هذا العذاب والعنف طوال النهار ثم يُلقيها على صدره آخر الليل بكل حنانه وعطفه أو ربما غضبه!
أيُ عروس هذه!
......................................
يُتبع...
"الشوك يوخز"
"ورد شائك|| Love Sickness"
..........................................
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
بطل:
ورد شائك||Love Sickness
"الشوك يوخِز"
...
التحضيرات للحفلِ، الذي يُقام في المنزل، قد إبتدأت مُذُّ صبيحةِ الأمس، وها الآن الحديقة يملؤها الحضور من المدعوّين، فهذهِ حفلُ ترحيب بالكِنّة الجديدة للعائلة بارك، وستكون الوحيدة بما أنَّهم يملكون إبنًا واحدًا فقط.
نظرت آري عبر الشُّرفة نحو الحضور، الذين ينتشرون في الحديقة.
كم بدى الأمر لطيفاً بالنسبة لها!
بعد أن أُقيم لها حفل زفاف مُذُّ ثلاثةِ أشهر، لا يُنسى بمثاليته ورُقيّ رونقه، والذي خُلِّد بتاريخ عائلة بارك، الآن بعد ثلاثة أشهر من زواجها؛ تُقام حفلة للترحيب بها في عائلة بارك من جديد.
تبسَّمت بخفة، ثم عادت أدراجها نحو حماتِها وابنتها.
تبسَّمت يورين -الحماة- حالما طلَّت عليها آري، التي أحبتها كما إبنتها الحقيقة يورا، لعِفتِها، رِقَّتِها، ولُطفها، والكثير الكثير من الحسنات، التي لا تُعد فيها، وأهمها أنَّها تتحمَّل جنون إبنها، ذاك الرَّجُل الغليظ، الذي أنار حُبَّ آري في قلبه شُعلة من الدِّفئ المُتخفيّة خلف قناعٍ من البرود.
وضعت يورين كفّيها على كتفيّ آري، ثم همست بنبرةٍ حنون.
"لا تعلمين كم أنا سعيدةٌ بكِ، تبدين في غايةِ الجمالِ والرِّقّة، كم هو محظوظ ولدي بكِ!"
تبسمت آري بِلُطفٍ لها ثم همست.
"وأنا محظوظة بكِ أكثر مما تشانيول محظوظ بي يا أمي، لقد فقدتُّ أُمي بصغري ولا أذكُرها، ولكنني لطالما شعرتُ أنَّكِ بمثابة أمي."
تجمَّعت دموع الفرح والسَّعادة في عيني يورين، لتضُم آري إليها بِكل ما تملكه من حنان وعطف.
نطقت يورا، أخت آري في القانون، بعبث.
"سأشعر بالغيرة قريباً!"
ضحكن الإثنتين، وضمَّتها أمها لها إلى جانب إبنتها الأخرى، وهي تمسح على رأسيهُما بحنان أُمٍ عطوف.
بعد وهلة؛ نزل ثلاثتهنّ نحو الأسفل، إلتفت الأنظار لهنّ؛ خصوصاً للعروس.
كم بدت جميلة!
شعرها أسود، مموج، و طويل يصل حتى أسفل ظهرها.
عينان واسعة وعميقة جداً برموشٍ ناعمة وكثيفة، تُزينهما خط من الكُحل.
أنفها حاد، فمها صغير يتزين بغمّازين في كل وجنة، مُحدَّد بأحمرِ شِفاه شاتو بلون النبيذ.
رقبتها الطويلة يُزينها عِقد من الألماس، جسدها مُفصل بإغراء أنثويّ خلّاب، ترتدي فستان أزرق، يضيق على جسدها، ويطول حتى أن أذياله تجرّ أرضاً، ثم إنه يعكس بياض بشرتها بشكلٍ خلّاب.
صفَّق الحضور بحرارة وهي تسير بخطواتٍ هادئة ويتزيَّن ثغرها بإبتسامة ناعمة مُتَّجِهة إلى زوجها الشاب، الذي ينظر لها بالكثير بحنق وغضب؛ فيبدو أن الكثير من الأشياء لا تعجبه، توترت آري كثيراً، هي لا تعلم ما الذي يزعجه، لكنها تعلم كم هو مُزعِج حينما ينزعج، سحبت أنفاسها، ووضعت يدها بيده عندما مدَّها له.
أنَّت بصوتٍ خفيض -لم يسمعه أحد عِداه- عندما إشتدَّت أصابعه الغليظة على أصابعها، كانت تضع جبهتها على كتفه، فلا تود أن يراها أي أحد تتألَّم، تُفضِّل أن تحل مشاكلهما بينهما دون أن يدري عنها أحد، وهو همس بأذنها بحدة.
"خطأ آري، وستُحاسبين عليه بالمنزل!"
نظرت بعينيه مُتوترة، فهمهم لها يُهدد، لذا أنزلت رأسها بخوفٍ شديد، تشانيول صعب المراس ومجنون حينما يغضب.
رفعت رأسها عندما شعرت بجسدها يُعتصر بِحُضنِ أخيها الكبير راين، فهمست.
"أخي سأختنق!"
رفعها عن صدره، لتأخذ نفساً عميقاً ثم زفرته، فضحك بعض الحضور، الذين يراقبون، ثم إحتضنها أخوها الأصغر جاي جونغ بِلُطف، حينها همست بغيض.
"على راين أن يتعلم اللطف من جيجونغ!"
تقدم منها صديقها مينهو، وحضنها بلطف ثم قَبَّل جبينها أمام زوجها، الذي أبدى غيظه عندما سحب آري إلى ما بين ذراعيه، فهمس راين بمرح عندما إشتد الموقف تأزماً؛ ليُخفِّف التَّوتُّر الحاصل.
"عليكَ أن تحذر يا مينهو، فغيرة تشانيول جنونيّة!"
رفعت آري رأسها؛ لتنظر بعيني تشانيول، الذي لا يكف عن رمقها بأعين حادّة، فأنزلت رأسها عنه، وهو إقترب يشد خصرها إليه وهمس بأذنها.
"خطأ ثاني آري!"
ألقى عليها لوهان التحية برسميّة من بعيد، لتردها له كما فعل، ثم تقدَّم نيكون، وصافحها بلطف، وألقى مُباركاته.
"مبارك لكما الزواج!"
تبسَّمت له آري شاكرة ثم أردفت بهدوء.
"شكراً لك نيكون، وأشكرك على تلبية دعوتي."
أومأ لها بإبتسامة بدت مُنكسرة بعض الشيء، ثم انصرف، ثم تمتم تشانيول على مسامعها.
"خطأ ثالث!"
شعرت بحرارتها مرتفعة، أنفاسها ثقيلة، وبشرتها تحترق، يا لسوء تلك الليلة، ويا لسوء ما تُخبّؤه لها!
تقدَّمت منها يورا بلهفتها الطفولية المُعتادة، ثم سحبتها خلفها سريعاً، وهي تركض لساحة الرقص، ثم عادت لتسحب تشانيول في هدوء؛
فهي لا تستطيع ممارسة طفولتها على تشانيول، و إلا نالت توبيخاً حار منه.
أشارت لهما أن يرقصا معاً بعد أن شغلت موسيقى هادئة لأجلهما، فكان الأول بالمُبادرة عندما قيَّد خصرها بذراعيه المفتولين، وآري أحاطت رقبته بلُطفها المُعتاد، لكنه قام بتقريبها له بخشونة وتملك بغيض حتى إلتصق صدراهما ببعضها، رقصا على محطِّ نظر الجميع بسكون تام، هو لم يتكلم وهي لم تتجرأ لتفعل.
...
بعد إنتهاء الحفل؛ قاد تشانيول الطريق إلى منزله بصمت، حاولت هي المبادرة بالحديث معه عندما تلفَّظت باسمه، لكنه رفع يده ببرود مشيراً لها كي تصمت ففعلت.
صفّ السيارة في مصفِّها داخل حديقة المنزل، ثم خرج منها متوجهاً إلى قعر المنزل بخُطى واسعة تَنُمُّ عن غضبه، بينما آري تتبعه بخطوات بطيئة ومتوترة، وقف تشانيول في مُنتصفِ الصالة يُدير ظهره لها وكفاه في جيوب بنطاله.
نطق بهدوءه المعهود، الذي يكون عادة متبوع بعاصفة من الجنون، حالما سمع صوت كعب حذائها يرن على الأرضية بإغراء أنثوي، وصوت إغلاق الباب.
"هل تحتاجي أن أعيد عليكِ الممنوعات التي لقنتُكِ إياها ليلة زواجنا؟"
إلتفت لها بوجه واجم ليكمل.
"أم أنكِ تحبين عصيان أمري ومُخالفتي، و أنتِ تعلمين جيداً أن نتائج عصياني لن يكون سوءه إلا عليكِ؟!"
اقتربت منه آري بخطوات تتصنّع الثبات، ثم همست بصوت هادئ لا يعكس حقيقة توترها.
"لا هذا ولا ذاك، أنا لم أخطئ بشيء!"
إحتدت عيناه بغضب، وكردِّ فعلٍ سريع كسر المزهريّة، التي تعلو المَنضدة بجانبه، لتتراجع هي إلى الخلف سريعاً بخوف، لكنه كان أسرع عندما قبض على ذراعها بقبضته الصلدة بقوّة، فتأوَّهت مُتألِّمة.
نظر بعينيها الكحيلة الخائفة عبر عيناه المستعرة ثم إحتد صوته قائلاً.
"أنتِ بالفعل تتجاوزين الحدود! و أنا لن أسمح لكِ بعصيان أمري أبداً، لستُ أنا من تعصيني إمرأة!"
حاولت دفعه عنها لكنَّها لم تقدر عليه، فقالت.
"تتحدَّث وكأنّي كائن وضيع خُلق ليُطيعك فقط!"
تجلجل الغضب فيه وهدر.
"آري!"
إهتز صوتها لأنَّها تكاد تبكي رغم أنها تحاول ألا تبكي أمامه، هي خائفة حقًا منه.
"الفُستان من أختيارِ والدتك، وأنت تعلم أنَّني أحبها جداً، ولن أرد لها طلبًا؛ لذلك ارتديتُه، لستُ أرى هذا الذنب العظيم الذي إرتكبته ليدفعك لكل هذا الغضب مني!"
قرَّبها منه بقبضته على ذراعها حتى إصطدمت به، ثم قال بحدة و عيناه تواري ألف شعلة من الغضب.
"أنا أحضرتُ لكِ فستاناً حسب ذوقكِ ويرضيني، ولكنكِ لم ترتديه؛ لحجتكِ البائسة هذه، بل فضلتِ عرض جسدك لكل عين جائعة.
أنا ألم أمنعكِ من الفساتين الضيقة، و القصيرة، و التي تظهر أعلى صدرك؟ ألم أفعل؟"
أومأت له قائلة بإستنكار جبان.
"ولكنه طويل!"
ضغط على ذراعها أكثر حتى تأوهت بألم مرة أخرى مُتبعاً بغضب.
"لكنه ضيق ومكشوف، أتتصرَّفين بحماقة الآن؟!"
أنزلت هي رأسها، لتواري خوفها من عينيه الغاضبة بشكل يثير الرعب بها، وهو أكمل مُستطردًا.
"لماذا دعوتِ نيكون؟ لكسرِ أمري؟
أنا دعمتكِ وما منعتكِ من تحقيق حلمكِ؛ لتكوني كاتبة مشهورة، ولكن أن تكوني على تواصل مع رئيس شركة التوزيع فيما لا يخص العمل فهذا أمر ممنوع، وأنتِ تعلمين هذا جيداً."
رفعت رأسها لتنظر له بتوتر، ثم نطقت تُبرِّر عن نفسها.
"الأمرُ أنَّني كنتُ في مكتبِه عندما إتصلت بي لتُخبرني بأمرِ الحفل، ودعوته بواجبِ العمل فقط."
رفع حاجبه بسخرية قائلاً بإستنكار.
"حقاً؟!"
سُرعان ما أومأت له، فهو رد بعدما إجتذبها إليه أكثر، يؤلمها أكثر فتأوَّهت تتألم وتُكشِّر بملامحها.
"أنا لا أهتم بالتفاهات التي تتفوهين بها، ثم أنني أكره علاقتكِ الوطيدة بمينهو، كيف تسمحين له بإحتضانكِ؟
أنا لا أريد أن تربطه أي علاقة بكِ، أتفهمين؟!"
بلغ الصبرُ آخره عند آري من هذا الرجل الغليظ والمُتكبِّر، فهتفت به بغضب وارتفع صوتها، دون أن تهتم لما سيلي ذلك.
"لا، لا أفهم!
مينهو صديق طفولتي، وأخي الثالث، وأنا لن أتخلى عنه لأجلك أبداً، ولن أطيعك في أمرٍ يخصُه بتاتًا!"
إتسعت عينيه مُتفاجئًا، فسلوكها هذا يعتبره وقاحة غير مسبوقة معه، رفع يده وصفعها صفعة قوية أوقعتها أرضاً صارخة، ثم انخفض لها على قدميه، وقبض على شعرها بعنف شديد يرفع وجهها إليه.
"صوتكِ لا يعلو علي و في بيتي يا قليلة التهذيب، و إن لمحتكِ تحتضنين رجل مرة أخرى سأكسر ذراعيكِ هذين!"
قال جملته الأخير بعدما صفع ذراعها بقوة لتصرخ، ثم أكمل بنفس الحدة والغضب.
"هذه الصفعة كي تفهمي ما أقوله وتُطيعيني بالغصب إن لم يكن بالرضا!"
رفعها من شعرها بقوة لتقف على قدميها، ثم دفعها نحو السلم مكملاً بغضب وتهديد.
"جهٍّزي نفسكِ لي، وأياكِ والمخالفة!"
ثم أقترب لها هامساً بأذنها.
"أتفهمين؟!"
وقفت ترمقه بعينٍ تلوم لكنها لم تنبس بشيء، صعدت إلى غرفتهما وهي تبكي بشدة، ثم دخلت إلى الحمام لتغتسل وتُبدِّل ثيابها، ودموعها تسيل بشدة لكثرة ما تشعر بالقهر.
أيُ عروس هي التي تزوجت فقط من ثلاثة شهور، لتنال من زوجها كل هذا العذاب والعنف طوال النهار ثم يُلقيها على صدره آخر الليل بكل حنانه وعطفه أو ربما غضبه!
أيُ عروس هذه!
......................................
يُتبع...
"الشوك يوخز"
"ورد شائك|| Love Sickness"
..........................................
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
CH1|| الشوك يوخِز
تسلم ايديكى
Відповісти
2018-09-12 20:05:30
1