CH23||إنعدام القبول
بارك تشانيول (وحش الشرطة)
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"إنعدام القبول"
●●●
إرتعدت آري بخوف وهي ترى ذلك الوجه المُخيف لزوجِها المخبول، إنه غاضب بجنون، وذلك الغضب ستكون هي كيسه.
ما كانت تستطيع أن تتفلَّت من أسفله، ولا تستطيع أن تهرب من يدِه المُحكمة عليها، ولا فائدة من أن تُنادي وتستنجد أحد من أهلِه، تعلم جيدًا أنهم بلا فائدة بهذه المواقف، هم لا يدفعون ضر إبنهم عنها أبدًا، وللأسفِ هي لم تملك بديلًا عنهم، هذه المرة إخوانها بعيدان ولا يمكنها الإستعانة بهما أو إقلاقهما بلا فائدة.
وضع تشانيول قبضتيه علی قميص آري، وشقَّه بقوَّة، أخذت تبكي ووضعت كفِّيها المُرتجفين بشدة علی قبضتيه فوق قميصها الممزق، ثم همست برجاء.
-لقد وثقت بك وفتحت لك الباب لأنَكَ وعدتني! أرجوك أتركني، لا تخلف بكلامك!
ردَّ ببسمةٍ غاضبة؛ يسخر من رجواتِها الآن ويستخف بمشاعرها المُثقلة بالهمِّ والخوف. تقول لها إبتسامته بلا كلام أنها لن تكون بخير أبدًا.
قرَّب وجهه منها، وأدركت شفتاه شفتيها وهو لا يود تقبيلها بحب أبداً بل بشراسة وحقارة؛ فهي تستطيع رؤية ذلك في عينيه القاسية وشفتيه كطرفي مقصلة.
-أرجوك اتركني يا تشانيول!
رفع حاجبه وتبسَّمَ بسخرية، ثم همس صاراً علی أسنانه بغضب.
-اليوم، أنا لن أتركك أبدًا ولن أحِل عنكِ حتی أسمعكِ تعترفي برجولتي، التي أنكرتِها، كما يشتهي سمعي، وسأجعلكِ تصرخين عالياً بألم ومُتعة، وسأجعلكِ تتوسليني الرحمة، التي لن أمنحكِ أياها!
أغمضت عيناها بقوة فيما تبكي وتستسلم لأي ما كان سيفعله بها، الكلام لا ينفع معه، ولا تقدر على بُنية جسده الضخمة تلك، ولن يساعدها أحد على التخلُّص منه؛ إذًا فلتتحمَّل ما عليها تحمُّله، ولتنتهي من هذا سريعًا.
مارس عليها عُنفه، وقسوته، وحتى محبته حينما يهذي حُبًا لا غضبًا... آري تعلم أنَّهُ رجُل مريض بها ومهووس حتى الجنون؛ فها هو يناقض نفسه؛ يعاقبها تارة بغضب ثم يغرقها بِحُبه.
نهض من عليها حينما إنهزم أمام حُبه لها وما إنهزمت له إطلاقًا، هو حتى لم يشعر بأنه مع إمرأة، بل مع دُمية صامتة ولا تتحرَّك.
لقد تكلف نفسه عناء الغضب بلا سبب، الآن هو غاضب من نفسه التي توسلتها الحب أشد الغضب، لقد بخلت عليه بحبها وهو لا يكف يحبها... من تعلم الدرس؟!
نهض يرتدي ثيابه فيما آري قد رفعت الغطاء على جسدها، ونامت على جنبِها تمنحه ظهرِها، صحيح أنها لا يمكنها دفع بدنه عنها، ولكن يمكنها ألا تشعره بأنه مرغوب أو حتى به ولو القليل من القبول... وهذا مُهين له.
رمق ظهرها، الذي تمنحه أياه، بعينيه الحمراء بسبب الدموع المكبوتة، والغضب الأشوس المكبوت.
-خسرت أمامكِ مُجدَّدًا، وأعلم دومًا أنَّ بين كلينا أنا سأكون الخاسر دومًا... لا بأس؛ أعلم أني أستحق.
أغمضت عيناها تُمثل النوم، وهي تسمع حركته في الغرفة. ولج إلى دورة المياه ليستحم، وحينها فقط حصلت آري على بحبوحة من الوقت لتبكي.
هي مثل أي إنسان لها كرامة وتعتز بنفسها، لكن تشانيول يريدها مجردة من كل شيء، وطوع يديه؛ مهما فعل بها تُلبي وتضحك بوجهِه.
الحق أنها ما عادت تُطيقه، وترجو الخلاص منه في أقرب وقت وحسب... هذا كل شيء بقيَ له عندها؛ إنعدام القبول.
خرج من دورة المياه بعد وقت، كانت آري قد هدأت نوبة بكاءها قليلًا، تحرَّك في الغرفة لبضعِ دقائق، ثم شعرت بالسرير من خلفها ينخفض، ويده على كتفِها.
-لا تخرجي من المنزل.
خرج بهدوء دون قول شيء بعد ذلك أبدًا، وعندما أدرك الطابق الأول استوقفه والده بنبرة غاضبة فتوقف مكانه، وإلتفت إلى أبيه إحترامًا لِمقامه، ثم حالما مثل أبيه أمامه سقطت على صفحة وجهه صفعة قاسية جعلتها يُخفض وجهه نحو الأرض، ولا يجرؤ أن يعترض ولو بكلمة.
-أنت لم تحترمني وأنا أبيك، ولم تحترم مكانة منزل العائلة. أنتَ فقط دخلت واعتديت علی زوجتك، التي يجب عليك أن تُقبِّل قدميها؛ لأنها ما زالت تتحمَّل وحش همجي مثلك. أنت قد تجرَّأت أن تعتدي عليها وهي في حمايتي!
وقف تشانيول صامتًا يستمع إلی توبيخ والده بتأدُّب وبصره منخفض نحو الأرض، ثم السيد كيو جون نقر علی صدر إبنه بسبابته؛ فأخفض الآخر رأسه طوعًا.
-أنت تصرفاتك أصبحت لا تُطاق، وهي بالكاد تتحملك، ألا تخاف أن تخسرها يوماً بسبب تصرفاتك؟!
رفع تشانيول بصره ينظر إلی أبيه والرفض مُنتَشِر علی ملامحه ضد ما قاله والده في النهاية، آري لا يمكنها أن تتركه أو تبتعد، هذا ليس خيارًا متاحًا حتى، والسيد كيو جون استرسل رافعاً سبابته بوجه إبنه.
-أنت لا عودة لك للقصر، ولا عودة لها معك إلی منزلك، ممنوع عليك الإقتراب منها أبداً حتی تنعدل تصرفاتك، هذه المرّة أنا جاد جداً ولا مجال لتفاوض، إنصرف!
نظر تشانيول إلی والده بصمت ثم إنصرف كما أمر، لو لم يكن والده لما سكت، لصرخ قائلاً بأنها زوجته ويفعل ما يشاء بها، لكنه إرتدع صامتاً أمام والده.
في الأعلی، السيدة بارك و يورا تجلسان علی السرير خلف آري، التي لم تتحرَّك ولو حركة بسيطة ما إن دخلا.
أقتربت السيدة يورين من آري، وعانقتها من خلفِها فيما الصغيرة تبكي بصمت، لا حاجة لها أن تشكو وجعها لأحد؛ لن تستفيد.
يورا تبكي أيضاً بينما تمسح علی رأس آري بحضن والدتها، يورا ما سبق لها أن رأت أفعال أخيها بتلك الهمجية ضد زوجته، التي من المفترض أنَّهُ يُحبها بجنون، لطالما تمنَّت لنفسها زوجاً مِثله، لكنها الآن نادمة بالفعل على هذه الأمنية الغبية والتافهة، أخوها سيء جداً بنظرها ويصعب إصلاحه.
-دعوني وحدي رجاءً!
طلبت آري بصوتٍ خافت، وهن خرجن بهدوء.
سارت السيدة يورين في الرِّواق مع إبنتها وهي تقول.
-نحن المخطئون، ما وَجب علينا جعله يمسها لا بنفع ولا بضرر. هي إلتجئت إلينا ونحن لم نستطع حمايتها، ومِمَّن؟
من ابننا!
تنهدت يورت بأستياء توافق والدتها بالرأي.
-أمي؛ لو رُزقت بزوجاً كأخي، هل ستتركوني أبقی معه؟
رفعت والدتها رأسها إليها سريعاً، فعلمت الجواب من النظرات دون أن تصلها الكلمات، فأكملت بينما تنظر لوالدتها بجدية ليست معهودة منها؛ فهي المشاغبة المَرِحة.
-إذًا علينا أن نكون في صفِّها ضد أخي، لن تعود آري معه طالما ما رغبت هي بذلك.
أرجوكِ يا أمي دعينا نقف بصفِّها هذه المرة مهما كان قرارها، لعلَّ أخي قدَّرها وتعلَّم درسه!
مرَّ أسبوع علی ذلك اليوم؛ الصباح كالمساء والمساء كالصباح؛ لا اختلاف.
آري ما زالت تُقيّم في منزل عائلة زوجها، تقضي يومها بالكامل في غرفة زوجها القديمة، لا تخرج أبداً إلا بإصرار من حَمَويها أو يورا؛ لتُشاركهم وجبة أو جلسة، لكنها سُرعان ما تنسحب لتنفرد بنفسها من جديد.
يأتي مينهو لزيارتها كل يومين من أجل أمور المدرسة، وطلبت منه تعيين معلم للغة الإنجليزية بدلًا منها؛ بما أنها تتغيَّب كثيراً.
أما تشانيول؛ فلم يعد إليها مُذُّ ذلك اليوم، يتصل بيورا صباح كل يوم بسريّة؛ ليطمئن علی زوجته، وينام في منزله وحده.
أحياناً يقضي ليلته في بيت لوهان، يشغل نفسه طوال اليوم بالعمل كالتحقيق مع المجرمين، والبحث عن أوكار العصابات في البلاد.
آري لم تأتي بذكره بلسانها بعد ذلك اليوم أبداً، قلبها إمتلئ ألماً منه وفاض كأس صبرها عليه، أقسمت أنه لن ينل منها الغفران أبدًا، ولن تعود له كما كانت أبدًا، شيء بداخلها إنكسر من ناحيته، قلبها الذي كسره وحبها له إنتهى.
في إحدى الأُمسيات؛ كانت آرس تجلس علی السرير، تمُد قدميها وتضع عليهما غطاء خفيف، وبيدها كتاباً تقرأه كعادتها. طُرِق باب الغُرفة بخفة لتأذن لمن علی الباب بالدخول إليها، وضعت الكتاب جانباً عندما طلّت عليها يورا من خلف الباب بوجهها الباسم قائلة.
-أيُمكنني الدخول؟
أومأت لها آري بإبتسامة خافتة.
-بالطبع؛ تفضَّلي!
ولجت يورا، وجلست بجوار آري على السرير، وبإبتسامة صغيرة تحدَّثت.
-ما رأيك أن نخرج معاً في الغد ونحصل على بعض المُتعة خارج أسوار المنزل؟
أرجوكِ وافقي؛ لا ترفضي!
تنهدت آري ثم همست بهدوء.
-أخاف إن خرجتُ بصُحبتِك أن يقتُلني أخاكِ.
نفت يورا برأسها سريعاً.
-لا تقلقي حياله، أنا سأُكلِّمه وهو بالتأكيد لن يرفض طلبي، سأقنعه وأثرثر فوق رأسه حتی يوافق، حسنًا؟!
أومأت لها آري بصمت؛ لتحمل الأخری جسدها وتخرج هاتفة بسعادة، تبسمت بخفة؛ هي بحاجة للخروج أيضاً، تأمل أن لا يرفض.
وقفت آري لتنظر عبر الشُّرفة؛ الهواء عليل والليل هادئ. أخذت وشاحاً خفيفاً ووضعته علی كتفيها لتخرج إلی الحديقة، أخذت تمشي تحت القمر وحدها بهدوء و بصمت، ثم بعد مرور القليل من الوقت شعرت بحركة خلفها وصوت الدهس علی العشب الأخضر.
تصنَّمت مكانها بخوف عندما تأكدت أن هناك من يقف خلفها، أرادت أن تصرخ ولكن يد كتمت فمها، تمسَّكت بتلك اليد تحاول إبعادها ومن أسفلها يخرج أنينها، ثم ذراع إلتفَّت حول جسدها تُقيد حركتها وتمنع محاولاتها للهرب.
جعلها تلتفت إليه بقوة من كتفها؛ لتتوسع عينيها بخوف عندما لمعت عيناه في الظلام، إنه تشانيول.
وضع سبابته على شفتيه يُشير لها أن تصمت، سحبها معه بينما تُحاول التشبُّث بالأرض لكنها لا تُفلِح، أوقفها تحت ضوء خافت قادم من المنزل؛ ليتسنّی له النظر إلی وجهها، الذي أشتاق له جدًا، مرَّرَ أصابعه علی وجنتِها وهي حاولت الإبتعاد عنه، ولكنَّهُ جعل وجهها بين كفّيه.
أمسكت بمعصميه تحاول إبعاده عنها؛ لكنها لم تقدِر عليه. مال برأسِه إلی شفتيها ليُقبلها بهدوء، أما هي فجسدها أزداد إرتجافه؛ تحاول منعه والإبتعاد لكنها لا تقدر عليه.
أبعدت شفتيها من شفتيه تفصل قُبلته، التي لم تٌبادله أياها، ثم تشانيول همس فوق شفتيها بِخفوت وعيناه تجول فوق ملامحها المنقضبة.
-لا تُخبري أحد، حسنًا؟
نظرت إليه دون أن تتفوه بشيء، ثم أومأت له بصمت عندما أستعجل جوابها بهمهمة، إبتسم بخفة، ووضع قبلة سريعة مسروقة علی شفتيها، أبتعد عنها متراجعاً للخلف، ثم استدار مغادراً بعدما إبتسم لها، وخرج من القصر كالمُتسلِّلين.
راقبته يهرول للخارج بينما يتطلع حوله حذراً من أن يخرج والده من مكان ما ويوبخه علی رؤية زوجته الممنوع من مقابلتها.
إبتسمت بخفة أعجبها زوجها الخائف، أخيراً هناك بشري يخيفه علی هذه الأرض. كتمت إبتسامتها عندما لاحظتها، ثم تحمحمت بينما تعدل الوشاح علی كتفيها؛ لتكمل سيّرها بهدوء في الحديقة وحدها بصمت وهدوء كما تحب.
في الصباح التالي؛ إتصل تشانيول كالعادة بيورا؛ ليطمئن علی آري ويعلم أخبارها من أخته، دون أن يُشعِرها بالطبع أنه كان هناك بالأمس لتروي جرعته اليتيمة من شفتيها. أخبرته ما في جعبتها ثم تلكَّأت بتوتر فعلم أنها تريد شيء ما يتعلق بآري.
-أخي؛ أود أن أذهب إلی السوق برفقة آري، أرجو أنك لا تُمانع. هي رفضت أن تخرج دون علمك خاشية غضبك عليها.
صمت قليلاً يفكر، هو بشكلٍ عام لا يحب أن تذهب للخارج دونه، لكنها محبوسة في الداخل منذ وقت طويل، وعرض أخته أتى بوقتِه؛ لترفه عن نفسها قليلاً.
-حسناً لا بأس، لكن لا تتأخرا لبعد المغيب، ولا أريد أن تلتفت الأنظار لزوجتي وأختي.
ودَّت أن تخرج من سماعة الهاتف وتنتف شعر رأس ذلك المتباهي كما الديك يُنتف؛ لعلَّ غروره هذا ولّی، لكنها زخرفت صوتها قائلة.
-حسناً أخي، وداعاً!
●●●
يُتبَع...
"إنعدام القبول"
ورد شائك|| Love Sickness
17th/Feb/2022
●●●
بطل:
ورد شائك|| Love Sickness
"إنعدام القبول"
●●●
إرتعدت آري بخوف وهي ترى ذلك الوجه المُخيف لزوجِها المخبول، إنه غاضب بجنون، وذلك الغضب ستكون هي كيسه.
ما كانت تستطيع أن تتفلَّت من أسفله، ولا تستطيع أن تهرب من يدِه المُحكمة عليها، ولا فائدة من أن تُنادي وتستنجد أحد من أهلِه، تعلم جيدًا أنهم بلا فائدة بهذه المواقف، هم لا يدفعون ضر إبنهم عنها أبدًا، وللأسفِ هي لم تملك بديلًا عنهم، هذه المرة إخوانها بعيدان ولا يمكنها الإستعانة بهما أو إقلاقهما بلا فائدة.
وضع تشانيول قبضتيه علی قميص آري، وشقَّه بقوَّة، أخذت تبكي ووضعت كفِّيها المُرتجفين بشدة علی قبضتيه فوق قميصها الممزق، ثم همست برجاء.
-لقد وثقت بك وفتحت لك الباب لأنَكَ وعدتني! أرجوك أتركني، لا تخلف بكلامك!
ردَّ ببسمةٍ غاضبة؛ يسخر من رجواتِها الآن ويستخف بمشاعرها المُثقلة بالهمِّ والخوف. تقول لها إبتسامته بلا كلام أنها لن تكون بخير أبدًا.
قرَّب وجهه منها، وأدركت شفتاه شفتيها وهو لا يود تقبيلها بحب أبداً بل بشراسة وحقارة؛ فهي تستطيع رؤية ذلك في عينيه القاسية وشفتيه كطرفي مقصلة.
-أرجوك اتركني يا تشانيول!
رفع حاجبه وتبسَّمَ بسخرية، ثم همس صاراً علی أسنانه بغضب.
-اليوم، أنا لن أتركك أبدًا ولن أحِل عنكِ حتی أسمعكِ تعترفي برجولتي، التي أنكرتِها، كما يشتهي سمعي، وسأجعلكِ تصرخين عالياً بألم ومُتعة، وسأجعلكِ تتوسليني الرحمة، التي لن أمنحكِ أياها!
أغمضت عيناها بقوة فيما تبكي وتستسلم لأي ما كان سيفعله بها، الكلام لا ينفع معه، ولا تقدر على بُنية جسده الضخمة تلك، ولن يساعدها أحد على التخلُّص منه؛ إذًا فلتتحمَّل ما عليها تحمُّله، ولتنتهي من هذا سريعًا.
مارس عليها عُنفه، وقسوته، وحتى محبته حينما يهذي حُبًا لا غضبًا... آري تعلم أنَّهُ رجُل مريض بها ومهووس حتى الجنون؛ فها هو يناقض نفسه؛ يعاقبها تارة بغضب ثم يغرقها بِحُبه.
نهض من عليها حينما إنهزم أمام حُبه لها وما إنهزمت له إطلاقًا، هو حتى لم يشعر بأنه مع إمرأة، بل مع دُمية صامتة ولا تتحرَّك.
لقد تكلف نفسه عناء الغضب بلا سبب، الآن هو غاضب من نفسه التي توسلتها الحب أشد الغضب، لقد بخلت عليه بحبها وهو لا يكف يحبها... من تعلم الدرس؟!
نهض يرتدي ثيابه فيما آري قد رفعت الغطاء على جسدها، ونامت على جنبِها تمنحه ظهرِها، صحيح أنها لا يمكنها دفع بدنه عنها، ولكن يمكنها ألا تشعره بأنه مرغوب أو حتى به ولو القليل من القبول... وهذا مُهين له.
رمق ظهرها، الذي تمنحه أياه، بعينيه الحمراء بسبب الدموع المكبوتة، والغضب الأشوس المكبوت.
-خسرت أمامكِ مُجدَّدًا، وأعلم دومًا أنَّ بين كلينا أنا سأكون الخاسر دومًا... لا بأس؛ أعلم أني أستحق.
أغمضت عيناها تُمثل النوم، وهي تسمع حركته في الغرفة. ولج إلى دورة المياه ليستحم، وحينها فقط حصلت آري على بحبوحة من الوقت لتبكي.
هي مثل أي إنسان لها كرامة وتعتز بنفسها، لكن تشانيول يريدها مجردة من كل شيء، وطوع يديه؛ مهما فعل بها تُلبي وتضحك بوجهِه.
الحق أنها ما عادت تُطيقه، وترجو الخلاص منه في أقرب وقت وحسب... هذا كل شيء بقيَ له عندها؛ إنعدام القبول.
خرج من دورة المياه بعد وقت، كانت آري قد هدأت نوبة بكاءها قليلًا، تحرَّك في الغرفة لبضعِ دقائق، ثم شعرت بالسرير من خلفها ينخفض، ويده على كتفِها.
-لا تخرجي من المنزل.
خرج بهدوء دون قول شيء بعد ذلك أبدًا، وعندما أدرك الطابق الأول استوقفه والده بنبرة غاضبة فتوقف مكانه، وإلتفت إلى أبيه إحترامًا لِمقامه، ثم حالما مثل أبيه أمامه سقطت على صفحة وجهه صفعة قاسية جعلتها يُخفض وجهه نحو الأرض، ولا يجرؤ أن يعترض ولو بكلمة.
-أنت لم تحترمني وأنا أبيك، ولم تحترم مكانة منزل العائلة. أنتَ فقط دخلت واعتديت علی زوجتك، التي يجب عليك أن تُقبِّل قدميها؛ لأنها ما زالت تتحمَّل وحش همجي مثلك. أنت قد تجرَّأت أن تعتدي عليها وهي في حمايتي!
وقف تشانيول صامتًا يستمع إلی توبيخ والده بتأدُّب وبصره منخفض نحو الأرض، ثم السيد كيو جون نقر علی صدر إبنه بسبابته؛ فأخفض الآخر رأسه طوعًا.
-أنت تصرفاتك أصبحت لا تُطاق، وهي بالكاد تتحملك، ألا تخاف أن تخسرها يوماً بسبب تصرفاتك؟!
رفع تشانيول بصره ينظر إلی أبيه والرفض مُنتَشِر علی ملامحه ضد ما قاله والده في النهاية، آري لا يمكنها أن تتركه أو تبتعد، هذا ليس خيارًا متاحًا حتى، والسيد كيو جون استرسل رافعاً سبابته بوجه إبنه.
-أنت لا عودة لك للقصر، ولا عودة لها معك إلی منزلك، ممنوع عليك الإقتراب منها أبداً حتی تنعدل تصرفاتك، هذه المرّة أنا جاد جداً ولا مجال لتفاوض، إنصرف!
نظر تشانيول إلی والده بصمت ثم إنصرف كما أمر، لو لم يكن والده لما سكت، لصرخ قائلاً بأنها زوجته ويفعل ما يشاء بها، لكنه إرتدع صامتاً أمام والده.
في الأعلی، السيدة بارك و يورا تجلسان علی السرير خلف آري، التي لم تتحرَّك ولو حركة بسيطة ما إن دخلا.
أقتربت السيدة يورين من آري، وعانقتها من خلفِها فيما الصغيرة تبكي بصمت، لا حاجة لها أن تشكو وجعها لأحد؛ لن تستفيد.
يورا تبكي أيضاً بينما تمسح علی رأس آري بحضن والدتها، يورا ما سبق لها أن رأت أفعال أخيها بتلك الهمجية ضد زوجته، التي من المفترض أنَّهُ يُحبها بجنون، لطالما تمنَّت لنفسها زوجاً مِثله، لكنها الآن نادمة بالفعل على هذه الأمنية الغبية والتافهة، أخوها سيء جداً بنظرها ويصعب إصلاحه.
-دعوني وحدي رجاءً!
طلبت آري بصوتٍ خافت، وهن خرجن بهدوء.
سارت السيدة يورين في الرِّواق مع إبنتها وهي تقول.
-نحن المخطئون، ما وَجب علينا جعله يمسها لا بنفع ولا بضرر. هي إلتجئت إلينا ونحن لم نستطع حمايتها، ومِمَّن؟
من ابننا!
تنهدت يورت بأستياء توافق والدتها بالرأي.
-أمي؛ لو رُزقت بزوجاً كأخي، هل ستتركوني أبقی معه؟
رفعت والدتها رأسها إليها سريعاً، فعلمت الجواب من النظرات دون أن تصلها الكلمات، فأكملت بينما تنظر لوالدتها بجدية ليست معهودة منها؛ فهي المشاغبة المَرِحة.
-إذًا علينا أن نكون في صفِّها ضد أخي، لن تعود آري معه طالما ما رغبت هي بذلك.
أرجوكِ يا أمي دعينا نقف بصفِّها هذه المرة مهما كان قرارها، لعلَّ أخي قدَّرها وتعلَّم درسه!
مرَّ أسبوع علی ذلك اليوم؛ الصباح كالمساء والمساء كالصباح؛ لا اختلاف.
آري ما زالت تُقيّم في منزل عائلة زوجها، تقضي يومها بالكامل في غرفة زوجها القديمة، لا تخرج أبداً إلا بإصرار من حَمَويها أو يورا؛ لتُشاركهم وجبة أو جلسة، لكنها سُرعان ما تنسحب لتنفرد بنفسها من جديد.
يأتي مينهو لزيارتها كل يومين من أجل أمور المدرسة، وطلبت منه تعيين معلم للغة الإنجليزية بدلًا منها؛ بما أنها تتغيَّب كثيراً.
أما تشانيول؛ فلم يعد إليها مُذُّ ذلك اليوم، يتصل بيورا صباح كل يوم بسريّة؛ ليطمئن علی زوجته، وينام في منزله وحده.
أحياناً يقضي ليلته في بيت لوهان، يشغل نفسه طوال اليوم بالعمل كالتحقيق مع المجرمين، والبحث عن أوكار العصابات في البلاد.
آري لم تأتي بذكره بلسانها بعد ذلك اليوم أبداً، قلبها إمتلئ ألماً منه وفاض كأس صبرها عليه، أقسمت أنه لن ينل منها الغفران أبدًا، ولن تعود له كما كانت أبدًا، شيء بداخلها إنكسر من ناحيته، قلبها الذي كسره وحبها له إنتهى.
في إحدى الأُمسيات؛ كانت آرس تجلس علی السرير، تمُد قدميها وتضع عليهما غطاء خفيف، وبيدها كتاباً تقرأه كعادتها. طُرِق باب الغُرفة بخفة لتأذن لمن علی الباب بالدخول إليها، وضعت الكتاب جانباً عندما طلّت عليها يورا من خلف الباب بوجهها الباسم قائلة.
-أيُمكنني الدخول؟
أومأت لها آري بإبتسامة خافتة.
-بالطبع؛ تفضَّلي!
ولجت يورا، وجلست بجوار آري على السرير، وبإبتسامة صغيرة تحدَّثت.
-ما رأيك أن نخرج معاً في الغد ونحصل على بعض المُتعة خارج أسوار المنزل؟
أرجوكِ وافقي؛ لا ترفضي!
تنهدت آري ثم همست بهدوء.
-أخاف إن خرجتُ بصُحبتِك أن يقتُلني أخاكِ.
نفت يورا برأسها سريعاً.
-لا تقلقي حياله، أنا سأُكلِّمه وهو بالتأكيد لن يرفض طلبي، سأقنعه وأثرثر فوق رأسه حتی يوافق، حسنًا؟!
أومأت لها آري بصمت؛ لتحمل الأخری جسدها وتخرج هاتفة بسعادة، تبسمت بخفة؛ هي بحاجة للخروج أيضاً، تأمل أن لا يرفض.
وقفت آري لتنظر عبر الشُّرفة؛ الهواء عليل والليل هادئ. أخذت وشاحاً خفيفاً ووضعته علی كتفيها لتخرج إلی الحديقة، أخذت تمشي تحت القمر وحدها بهدوء و بصمت، ثم بعد مرور القليل من الوقت شعرت بحركة خلفها وصوت الدهس علی العشب الأخضر.
تصنَّمت مكانها بخوف عندما تأكدت أن هناك من يقف خلفها، أرادت أن تصرخ ولكن يد كتمت فمها، تمسَّكت بتلك اليد تحاول إبعادها ومن أسفلها يخرج أنينها، ثم ذراع إلتفَّت حول جسدها تُقيد حركتها وتمنع محاولاتها للهرب.
جعلها تلتفت إليه بقوة من كتفها؛ لتتوسع عينيها بخوف عندما لمعت عيناه في الظلام، إنه تشانيول.
وضع سبابته على شفتيه يُشير لها أن تصمت، سحبها معه بينما تُحاول التشبُّث بالأرض لكنها لا تُفلِح، أوقفها تحت ضوء خافت قادم من المنزل؛ ليتسنّی له النظر إلی وجهها، الذي أشتاق له جدًا، مرَّرَ أصابعه علی وجنتِها وهي حاولت الإبتعاد عنه، ولكنَّهُ جعل وجهها بين كفّيه.
أمسكت بمعصميه تحاول إبعاده عنها؛ لكنها لم تقدِر عليه. مال برأسِه إلی شفتيها ليُقبلها بهدوء، أما هي فجسدها أزداد إرتجافه؛ تحاول منعه والإبتعاد لكنها لا تقدر عليه.
أبعدت شفتيها من شفتيه تفصل قُبلته، التي لم تٌبادله أياها، ثم تشانيول همس فوق شفتيها بِخفوت وعيناه تجول فوق ملامحها المنقضبة.
-لا تُخبري أحد، حسنًا؟
نظرت إليه دون أن تتفوه بشيء، ثم أومأت له بصمت عندما أستعجل جوابها بهمهمة، إبتسم بخفة، ووضع قبلة سريعة مسروقة علی شفتيها، أبتعد عنها متراجعاً للخلف، ثم استدار مغادراً بعدما إبتسم لها، وخرج من القصر كالمُتسلِّلين.
راقبته يهرول للخارج بينما يتطلع حوله حذراً من أن يخرج والده من مكان ما ويوبخه علی رؤية زوجته الممنوع من مقابلتها.
إبتسمت بخفة أعجبها زوجها الخائف، أخيراً هناك بشري يخيفه علی هذه الأرض. كتمت إبتسامتها عندما لاحظتها، ثم تحمحمت بينما تعدل الوشاح علی كتفيها؛ لتكمل سيّرها بهدوء في الحديقة وحدها بصمت وهدوء كما تحب.
في الصباح التالي؛ إتصل تشانيول كالعادة بيورا؛ ليطمئن علی آري ويعلم أخبارها من أخته، دون أن يُشعِرها بالطبع أنه كان هناك بالأمس لتروي جرعته اليتيمة من شفتيها. أخبرته ما في جعبتها ثم تلكَّأت بتوتر فعلم أنها تريد شيء ما يتعلق بآري.
-أخي؛ أود أن أذهب إلی السوق برفقة آري، أرجو أنك لا تُمانع. هي رفضت أن تخرج دون علمك خاشية غضبك عليها.
صمت قليلاً يفكر، هو بشكلٍ عام لا يحب أن تذهب للخارج دونه، لكنها محبوسة في الداخل منذ وقت طويل، وعرض أخته أتى بوقتِه؛ لترفه عن نفسها قليلاً.
-حسناً لا بأس، لكن لا تتأخرا لبعد المغيب، ولا أريد أن تلتفت الأنظار لزوجتي وأختي.
ودَّت أن تخرج من سماعة الهاتف وتنتف شعر رأس ذلك المتباهي كما الديك يُنتف؛ لعلَّ غروره هذا ولّی، لكنها زخرفت صوتها قائلة.
-حسناً أخي، وداعاً!
●●●
يُتبَع...
"إنعدام القبول"
ورد شائك|| Love Sickness
17th/Feb/2022
●●●
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
CH23||إنعدام القبول
روعة
Відповісти
2018-09-12 20:10:54
1