CH26||حب و جريمة
" حب و جريمة"
" حينما تشعر بلا قيمة لو يكون الأوان قد فات، كن حذراً مع الحب فأحياناً يكون جريمة."
أمام غرفة العمليات يقفا جونغ إن و أوكتافيا، أوكتافيا تسير أمام الباب جيئة و ذهاباً بينما تدعو في سِرها أن تنجو لارا و طفلها.
أما جونغ إن فقد أنهكه الوقوف لذا جلس على كرسي الإستراحة فإنه يشعر بجسده ثقيل جداً و يشعر بنفسه ضائعة، قلبه بات يؤلمه نبضه الصاخب، يكاد يختنق لكثرة ما هو خائف عليها.
وضع رأسه بين راحتيه و أنحاه للأرض بضياع، إن حصل لها شيء فتكون كل جهوده قد ضاعت، إنه مستعد أن يتخلى عن الجميع و يبقى لها وحدها، فقط لتعود و سيفعل ما تشاء.
رفع عيناه إلى أوكتافيا التي تسير أمامه، تبكي و تصلي لأجل لارا، رمقها بحقد دون أن تلاحظ، نظراته بدت مخيفة خصوصاً مع اللون الأحمر الذي اكتنزته و الدموع المتكومة في جفونه.
هي السبب في حالة لارا، لو أنها لم تدخل العائلة، لو أنها ما ارتبطت بجيمين و بقيت بالنسبة له طالبة في صفه فقط لما حدث شيء من هذا.
خرج الطبيب بملامح لا تنم على الخير إطلاقاً إنما بوجه مُقحف و اسودَّ لسوء ما يحمله من أخبار، إقتربا كلاهما له و مع وقوف الطبيب أمامهما آتى جيمين و والديه، حالما وقف جيمين أمام الطبيب تجاهل وجود أوكتافيا بما أن حالة لارا أهم و سأل الطبيب عنها.
" تحدث حضرة الطبيب، كيف حالة لارا الآن؟!"
نظر جونغ إن لم يتزحزح عن الطبيب و لم يهتم بأن عائلته أتت يكفي أن يقول الطبيب أن زوجته الحبيبة بخير.
أوكتافيا أصابتها رعشة حالما رأت جيمين و والديه إذ أنها و جونغ إن لم يبلغا أحد بما حدث و لا تعرف كيف وصل الخبر إليهم لكنها تجاوزت عن رعشتها و كما الجميع ماثل أمام الطبيب لمعرفة جواب مثُلت هي أيضاً.
تحدث الطبيب بلسان ثقيل و ملامح المواساة تعتلي وجهه.
" لقد أنجبت السيدة"
أومئ البعض إليهم و جميعهم كانوا صامتين بإنتظاره يسترسل لأنهم يعلمون أن القادم فيما سيقوله أهم.
" الطفلة بوضع صحي خطر جداً، لقد أصابها إرتجاج في الدماغ و نزيف داخلي، أخشى أنها لن تنجو"
وضعت أوكتافيا يدها إلى فمها و جونغ إن رغم أن دموعه تحررت لتهبط على وجنتيه رحمة بإبنته قال و أطرافه ترتجف.
" أخبرني عن لارا، كيف حالها؟!"
نظر الطبيب إلى جونغ إن ثم ربتَّ على كتفه قائلاً.
" هي وصلت بحالة سيئة و خطيرة جداً، ما كانت قوية كفاية لتتحمل، أرجو لها أن ترقد بسلام"
إنهارت أوكتافيا أرضاً و هول الخبر أخذ نصيبه منها أما جونغ إن فنكر قول الطبيب ظناً منه أنه إختلط عليه السمع.
" أنت ماذا قلت؟!"
تنهد الطبيب محزوناً و قال.
" لقد توفيت المريضة كيم لارا"
هبطت كل الدموع المحتجزة في جفونه على وجهه و وقف بضياع في مكانه، تجاوزهم الطبيب و بقيوا هم.
لا يصدق أنه خسرها بهذه السهولة، خسر المرأة الوحيدة التي مال قلبه إليها، كان سماع ذلك قاسٍ جداً على مسامعه، ودَّ لو أن الصمم أصابه قبل أن يسمع شيئاً كهذا.
جيمين نظر إلى الإثنين المنهارين أرضاً ثم قال و قد أخذت الدموع نصيباً على وجنتيه، قلبه الآن أسفل قدمه و سيكون مريماً في الدهس عليه.
" القتلة يمشون في جنازة قتيلهم"
تقدم ناحية أوكتافيا التي ما سمعت ما قاله و انحنى على ركبتيه أمامها قائلاً.
" ها قد قتلتِها و أصبح محلها شاغراً لكِ، فلتكوني سعيدة بما أن هذا ما تطمحين إليه"
وضعت يديها على وجهها تبكي بقهر و هو وقف ثم تقدم إلى جونغ إن المرتمي على المقعد ثم تمسك بتلابيب قميصه، صرّ على أسنانه و المزيد من الدموع تسقط على وجنتيه.
" أرأيت يا كاي نتيجة نزواتك و أنانيتك؟! ها أنت حر طليق الآن، لن يحاسبك أحد على تمتعك بالعاهرات"
و أشار بعينيه إلى أوكتافيا قائلاً.
" و هذه من ضمنهن"
أفلته بينما الآخر لا يستجيب لأي شيء هو فقط جالس بصمت و دموعه قد توقفت عن السقوط بل بقيت محتجزة في عينيه.
إلتفت إلى والديه ثم ضحك بجنون هازئاً.
" اووه! يبدو عليكما الحزن! لا تكذبا، لطالما أردتما لها الرحيل لأنها لا تناسب معاييركم الإجتماعية"
اخفض والديه رأسيهما و هو وجه حديثه لأمه بعدما صرف إليها خطوة.
" انظري! لقد ماتت كنتكِ الفقيرة الجاهلة التي لا تناسب مكانتكِ الإجتماعية لكن احزري على يد من؟!"
رفعت بصرها إليه و هي تبكي بحفاوة فقال حاقداً.
" على يد التي كادت أن تصبح كنتكِ، المثقفة الغنية التي تفخرين بها و بنسبها أينما ذهبتِ لكنكِ لا تعرفين أنها عاهرة و بجدارة أيضاً"
إبتعد عنهم جميعاً و صاح بقهر باكياً.
" جميعكم لا تستحقونها، الموت أولى بها منكم، أنا متأكد أنها ستكون في الجِنان لأنها ابتليتم بكم، اللعنة عليكم جميعاً!"
ثم ركض في الممر خارجاً يبكي بضجيج رجل قلبه قد تمزق تمزيقاً، لارا تلك الملاك الطيب ما كان جونغ إن يستحقها أبداً، إنها تشبهه و القطعة منها، إنه سينقم على القتلة الذين فرضوا على شبابها الذبول ثم اعدموا حياتها، سيحقد عليهم جميعاً.
ذهب جيمين و ترك خلفه قلوب حطمها الندم و الذنب معاً، جميعهم قد تسببوا بموتها و إن لم يكن بطريقة مباشرة.
السيد كيم الذي منذ أن آتى جونغ إن رفضها رفضاً قاطعاً و حالما رأى ابنه متمسكاً بها تبرّأ منه و إستعرّ منها كابنة في القانون.
السيدة كيم رغم أنها تنحدر من طبقة أقل شأناً من لارا لكنها رفضتها أيضاً إذ أن العِز و المال أنسوها من كانت، لطالما أتت عليها بالسوء و تسببت بالمشاكل لها، طردتها من المنزل و كانت سبباً لنفر عائلة لارا لها و التبرأ منها.
أوكتافيا التي اقتربت إليها أولاً بدافع الشفقة و حاولت حمايتها من جونغ إن بكل ما تملك من قوة، واحدة ضمن القليلين الذين شعروا بها، إنتهى بها الحال تنفرها هي أيضاً بخيانتها لرفقتها.
جونغ إن صاحب حِصة الأسد في عذاب لارا، منذ البداية كانت بالنسبة له دُمية، هزأ بعقلها الفتيّ و أقنعها بالحب ثم تسبب في نفي عائلتها لها، عائلتها التي اعتبرت أن لارا لم تُخلق لهم إبنة.
جردها من الجميع و منحها القليل من نفسه ذلك مهما بغى و فسد ما كانت تستطيع التخلي عنه فلا مكان لها غير بيته و لم يبقى لها أحد سِواه، حاجتها له جعلته بغياً يثير الفساد أمامها دون خجل مدركاً تماماً بأنه مهما فعل لن تتخلى عنه ذلك لأن الجميع تخلى عنها، لم يدرك وقتها أن الموت لا يتخلى عن أحد.
كان يلوي يد حاجتها إليه و يستغيل كونه مُعيلها و آويها، بكت معه أكثر مما ضحكت، عنّفها أكثر مما لاطفها، خذلها أكثر مما أسعدها.
و اليوم ها هي نتيجة أفعالهم ماثلة أمامهم، ها قد إرتحلت روحها إلى باريها لدى ربٌ لا يظلم عِنده أحد و تحررت منهم جميعاً و خصوصاً منه هو و حاجتها إليه.
أينما ذهبت سيكون مكاناً أفضل لها مما كانت فيه، أن تموت أفضل من أن تتحمل الذل و المهانة و لا تملك أن تدافع عن نفسها.
سار جونغ إن بقدمين ترتجفان خلف الطبيب الذي يقوده إلى ثلاجة الموتى، أراد أن يراها و لو للمرة الأخيرة، أن يعتذر لها و أن يعدها بأنه سيسترد حقها من الجميع و ينتهي بنفسه لأجلها.
فتح أمين الثلاجة دُرج من أدراجها ليراها تنام داخله، بشرتها في غاية الشحوب و مالت إلى الإصِفرار، عيناها منتفخة قليلاً و علامات حبه الأخيرة موجودة على عنقها.
مسح دموعه بكُم قميصه و جثى أرضاً أقرب إليها، سار بأطراف أنامله على وجنتها فلسعته البرودة التي نالت منها.
بكى بينما يفعل ذلك و انتحب مكلوم الفؤاد.
" أرجوكِ كوني بخير أينما ذهبتِ و لا تسامحيني"
أسند رأسه إلى كتفها و قال يتحدث إلى جهتها.
" سأنتقم لكِ أعدك، و سأنتقم من نفسي عمّا فعلته بكِ، حتى ذلك الحين لا تسامحيني، أنا سأعيش لأجلكِ لكن أرجوكِ لا تؤخذي ابنتنا معكِ، انظري لها من الأعلى و اتركي لي أياها تذكرني بكِ."
رفع رأسه و قبل يدها قائلاً.
" أريدها أن تشبهك ذلك كلما نظرت إلى وجهها أتذكر أنني قتلتك، دعيها تعذبني أرجوكِ يا لارا"
همس في نحيبه.
" سأشتاق لكِ كثيراً، أعدكِ أنني لن أمكث طويلاً بعيداً عنكِ، سآتي إليكِ، انتظريني فقط"
..........
في أرض خضراء تنتشر فيها أحجار رُفِعَت بشكل أنيق عن الأرض، حشد عظيم تشهده هذه الأرض من جديد فعلمت أن جسداً جديد سيقيم داخلها و يشبع بطنها التي ما جاعت أبداً لأسبوعين مقبلين أو ثلاث.
كما عهدت هذه الأرض المُقبلين إليها يرتدون ثياب سوداء و الأقرب إلى الجثة هم من يحملون تابوتها بالإضافة إلى النواح و البكاء الذي إعتادته و الأفئدة المجروحة التي تشعر بها.
وضِع التابوت في حفرة منظمة في الأرض ثم أصبحوا ينهالوا عليها بالتراب و ما إن إنتهوا من ردمها غادروا و بقيّ المقربون يودعونها الوداع الأخير، ذلك ما يحدث دوماً.
جلس جونغ إن قُرب قبرها و ما توقفت عيناه عن البكاء، حمل حفنة من تراب قبرها الندي ثم اشتمه بأنفه.
" سأحتفظ بكِ في قلبي دوماً، انتظريني يا حبي، لن أطيل عليكِ بالبُعد."
مكث قُرب قبرها حتى غابت الشمس و رغماً عنه انهضه أبيه و جعله يسير معه بعون رجاله، رفض أن يذهب معهم إلى القصر و ذهب إلى المستشفى ليتفقد لارا الصغيرة.
يضعها الأطباء في قسم العناية الحثيثة ذلك لأن حالتها سيئة و معرضة للموت إن غضوا بصرهم عنها.
ذهب لينظر إليها من النافذة الزجاجية التي تفصله عنها، لا يستطيع أن يرى كم هي تشبه أمها بسبب ذلك الصندوق التي يضعونها فيه.
وضع يده على الزجاج ثم ركن جبينه إليه قائلاً.
" أمكِ رحلت، لا ترحلي أنتِ أيضاً، أريد أن تعوضيني عنها، أرجوك يا صغيرتي لا تذهبي مع أمك و أعدك أنني سأكون أباً صالحاً لكِ و سأكرس الجميع في خدمتك لكن ابقي معي"
انقبضت ملامحه بخشونة يقاوم رغبته المُلحة للبكاء لكنه بكى في النهاية و همس بقلب ضعيف.
" لا تتركي بابا يا صغيرتي!"
رفع جبينه عن الزجاج عندما ناداه الطبيب فنظر إليه.
" كيف أصبحت ابنتي؟ أرجوك اخبرني أنها تمثل للشفاء"
تنهد الطبيب ثم قال.
" أدرك كم أن مشاعرك مكلومة لكن الصغيرة لا تتحسن و إستجابتها ضعيفة، كنتُ سأتحدث إليك بشأنها"
إلتفت جونغ إن بجسده إلى الطبيب و قال.
" ماذا؟!"
" لدينا أمل لإنقاذ الطفلة عن طريق الطبيب البريفسور الصيني زانغ يشينغ، سنبعث له حالة ابنتك و إن قبّل سيأتي مع فريق من الأطباء المختصين من مشفاه إلى هنا لإنقاذها"
رد جونغ إن سريعاً عليه.
" و ماذا تنتظر؟! فلتبعث له حالتها و ليعالجوها!"
تحدث الطبيب مبرراً.
" جلبهم إلى هنا و تكاليف بقائهم إضافة إلى العلاج و أتعابهم ستكلفك ثلاثة ملايين دولار"
إرتبط لسان جونغ إن عن الحديث، هذا مبلغ لا يملكه و لو باع كل ما يملك لن يأتي بثلاثة ملايين دولار، لكنه يريد طفلته بأية حالة و لأجلها هو مستعد ليتذلل حتى ينقذها.
" ابعث له حالتها و أنا سأحضر المال"
نظر إليها مجدداً بعدما انصرف الطبيب و قال.
" لن أخسركِ يا صغيرتي أبداً"
خرج من المستشفى و ذهب إلى قصر والده، ما زال يرتدي بدلته السوداء و العزاء قائم في القصر.
ما إستطاع ردع المواسين من مواساته ثم إستأذنهم و طلب أباه على إنفراد، حالما تفرد بأبيه في مكتبه قال.
" أبتاه، أحتاج ثلاثة ملايين دولار"
عقد الأب حاجبيه بأستياء و قال.
" و ماذا ستفعل بكل هذا المال؟! ستصرفه على العاهرات"
ضرب جونغ إن بيده مكتب والده بغضب و قال.
" عن أي عاهرات تتحدث؟! أتراني في حال يسمح لي بأن أفكر بهذه الأمور؟!"
تنهد السيد ثم عقد ساعديه إلى صدره.
" إذن في ماذا تحتاج هذه الأموال؟!"
تنهد جونغ إن و رغم مرارة الذل الذي يشعر به أفصح.
" إنه لأجل ابنتي، سيأتون لأجلها فريق طبي من الصين لذا أبي اعطني المال و أعدك أنني سأسدده لك حينما أجمعه"
وقف السيد كيم يفكر فيما قاله ابنه، هو كان بالفعل مشغول البال بشأنه منذ أن أعلن الطبيب وفاة لارا، يخشى عليه من الضياع بعدها أكثر.
" سأعطيك المال لكنك لن تسدده لي بالمال"
هذا بالضبط ما خشاه جونغ إن، يدرك أن أباه مستغل بارع للفرص و أنه لن يفوت ذلك عليه و لن يمده بالعون إن ما كان طيّعاً لأمره.
" ماذا تريد؟!"
تقدم السيد إلى طاولة مكتبه و سحب ورقة بيضاء من درج المكتب ليقدمها لابنه، عقد جونغ إن حاجبيه بلا فهم.
" وقع في أسفل هذه الورقة و سأعطيك المال فوراً"
نظر جونغ إن إلى أبيه، إنها ورقة فارغة ما كُتِب عليها شيء لذا قال مستنكراً.
" ألا يحق لي أن أعرف على ماذا تجعلني أوقع؟!"
نفى السيد قائلاً.
" لا، وقع و خذ المال و إلا فاذهب"
تنهد جونغ إن مستاءً لكنه تناول القلم و وقع على الورقة ثم قال.
" هاك توقيعي، اعطني المال"
وقع السيد له على صك نقدي و أعطاه له، أخذه جونغ إن و خرج من بيت العزاء، لقد باع نفسه لأبيه بثمن بخس لكنه كلما تذكر أنه لأجل ابنته تجاوز عن ذلك.
لقد أضلمت السماء و أغلقت محلات الصِرافة سيذهب غداً لتسليم المستشفى المال لكنه الآن عاجز عن تجاوز عتبة الباب.
ذكراها تلفحه من هنا، يا للسوء! الإمرأة الوحيدة التي صبرت عليه أصبحت جزءاً من ماضيه و مجرد ذكرى لكنها لن تخرج من قلبه طالما في داخله روح.
تجاوز عتبة الباب و دخل يبحث عن رائحتها في الزوايا و صوتها في محيط المنزل، أخذ يبحث عن دبّاتها على الأرضية و لمساتها على الأثاث لكنه يشعر بأن المنزل مات مثلها، لقد كانت دُرّته و بفنائها فنى.
جلس حيث وقعت و دمائها كما هي ما زالت على الأرض، لو أنه ما بالغ في التمثيل، لو أنه أدخلها غرفتهما و تحدث إليها ليخمد ثورتها، لو أنه أفصح لها عن نواياه منذ البداية لما فقدها.
بحق دمائها التي نشفت على الأرضية و ترابها الندي الذي يحتضنها في حضن الأرض أنه سينتقم لأجلها من كل شخص قد آذاها حتى ينتهي بنفسه.
نهض عن بقعته و صعد إلى الأعلى حيث غرفتهما، دخل و من ثم نظر في أغراضها، ما شعر بكم هي ثمينة حتى فقدها و فقد نفسه معها.
إنتابه الشوق إليها من الآن خصوصاً عندما تمدد على حِصتها من السرير، أغمض عينيه يدس أنفه في وسادتها هناك حيث بقيت رائحة شعرها عالقة.
نام في النهاية و دموعه على خده، جونغ إن الذي ظن يوماً ما أن لا شيء يقهره الآن يخرّ للبكاء متضرعاً.
..............................
صوت صيحة إنطلقت في جوف الليل أفزعت القصر بما رحب، فُتِح بابها و أضيئت أنوار غرفتها ثم إنتشلتها من الحُلم يد منقذة.
" أوكتافيا، افتحي عينيكِ، أنتِ تحلمين!"
أستيقظت إثر صيحة ثانية أطلقتها و قد كضر بعدها أبيها و بعض المتفرجين، جلسا والديها بجانبها يحاولان تهدئتها لكنها لا تهدأ.
صورة لارا بفستانها الأبيض الذي كانت ترتديه مع بقع الدم التي إنطبعت عليه و علامات أصابع جونغ إن على وجنتيها تخبرها بأنها لن تسامحها أبداً، كان ذلك مفزعاً بحق.
إحتضنتها أمها بحنان إلى صدرها و أغدقتها بالتربيتات حتى أصبحت تتنفس بشيء من الإنتظام لكنها تبكي بهلع.
" إنها تعذبني يا أمي، أشعر بروحها كغيمة سوداء تهضمني، أنا خائفة يا أمي، أرجوكِ لا تتركيني!"
واستها والدتها ببعض كلمات كما فعل والدها الذي إنسحب بعد فينة و ترك زوجته لدى إبنتها بما أن الصغيرة تخشى البقاء وحدها.
إحتضنتها والدتها بحنان و دعتها للنوم في كنفها لكن الصغيرة طار النوم من عينيها، كانت خائفة و ترتعد ثم الأرق أصابها.
في الصباح الباكر و بعدما استيقظت والدتها أخذتها من يدها حتى تنهي حاجاتها ثم ألزمتها بالحضور على طاولة الإفطار.
نزلت ترتدي قميص أسود و بنطال أسود ترفع شعرها على شكل كعكة أنيقة ثم جلست مع والديها على الطاولة بملامح كئيبة.
تناولت بعض اللُقم الذي تكفي حاجتها ثم نهضت لتجلس مع والديها في صالة الجلوس، كلام جيمين ما زال ينخر سمعها، كان مُحق لدرجة تشعر و كأنها أمسكت سكين و طعنت بها قلب لارا .
كلما تذكرت لارا توالت عليها ذكريات مع جونغ إن في فراشه، كل ذلك جعلها تكره نفسها أكثر و تود لو أنها تلقى موتها على أن تعيش عذاب الضمير في كل لحظة تعيشها.
ودت لو أنها ترفع هاتفها و تتصل ببيكهيون و تخبره عن كل شيء لكنها لا تستطيع، بغض النظر عن رد فعله القاسٍ هو لن يتردد في العودة سريعاً و بالتالي سيضيع كل مجهوده لتحصيل شهادة الماجستير.
تود لو أنها تجد طريقة تكفر فيها عن خطأها، طريقة تجعل لارا تسامحها، طريقة ليرتاح ضميرها من هذا العذاب المرير و يزول فيها الهم من صدرها.
بينما تفكر بضياع أعلنت الخادمة لوالديها اللذان يحتسيان قهوة الصباح.
" سيدي، السيد كيم قد آتى يطلب رؤيتكم"
إستقام السيد بيون ليرحب بهم و ما وعت أوكتافيا على الضيف حتى وكزت والدتها ذراعها فنهضت ترحب به كوالديها.
" أتيت لأتحدث معكم بخصوص ابني جونغ إن"
رفعت أوكتافيا نظرها سريعاً إليه و هو نظر لها نظرة ذات معنى ثم استرسل.
" كما تعلمون، لقد فقد زوجته و ابنته في خطر و هو ضائع الآن و في حالة يرثى لها و أنا كأب لن أتحمل رؤية ابني مكلوم هكذا و أخشى عليه من تبعات حزنه لذا أتيت إليكم و أظن أن ما أريده لديكم."
نظر إلى أوكتافيا مجدداً و هي إنكست رأسها توازي بنظراتها الأرض.
" لقد علمتُ السبب الذي رفضت لأجله أوكتافيا أن تتزوج بجيمين"
إتسعت عيناها بقلق و قضمت شفاهها بتوتر شديد، إلى أي مدى يعلم و ماذا يعلم؟!
" لقد إنجذبت بمشاعرها ناحية جونغ إن و لأنها فتاة عاقلة و مهذبة أخذت احتياطها و انفصلت عن جيمين كي لا تظلمه."
وجه نظره إليها و قال.
" أشكركِ يا بنتي لأنكِ فعلتِ هذا"
نظرا والديها إليها بإستنكار و هي ارتعدت أطرافها برهبة حقيقة لكنه استرسل.
" الآن أنا سأطلب منكِ طلب و لكِ الحرية في القبول أو الرفض لكن أرجوكِ فكري ملياً قبل أن تمنحيني إجابتك"
أومأت إليه ليتحدث و قد بدأت تبكي مجدداً.
" أنا أتيت أعرض عليكِ الزواج من ابني جونغ إن و أن تكوني أماً لابنته،فكري أنه ما تستطيعين تقديمه للارا"
وقف على قدميه ثم طلب الرحيل مسأذناً، أوكتافيا وضعت يديها إلى فمها و أخذت تبكي حتى صار لبكائها ضجيج ثم نحيب.
والديها بقربها يحاولان إستخلاص جواب شافٍ منها لكنها لا تستجيب إليهم، شعرت بمن يمسكها من مِرفقها لتقف ثم صفعة حامية أحرقت وجنتها بحرارتها و أسقطتها أرضاً.
كان ذلك والدها حينما صرخ فيها غاضباً.
" لِمَ لا تتحدثي؟! إلى أي حد وصلتِ معه؟!"
ما زالت لا تجيب لكنها تبكي بقوة، أمسك بذراعيها و هز جسدها بعنف بين ذراعيه قائلاً و حِمم من غيظ تغلي في رأسه.
" هل ما زلتِ عذراء حتى؟!"
صمتها المجحف و بكائها القوي كان جواباً كافياً لإستفساراته، أمها بكت لهول الموقف و نظرت إلى إبنتها مخذولة تبكي و أبوها استنكر صائحاً.
" خسرتِ بتولتك لرجل متزوج؟! الآن فهمت لِمَ كنتِ في المستشفى مع جونغ إن، ابنتي أنا عشيقة لرجل متزوج، عاهرة!"
رفعت رأسها إلى أبيها الذي فقد رابطة جأشه و قالت تتوسله.
" أبي، لقد كانت حالة ضعف، أنا أعترف بخطأي و نادمة و مهما كلفني إصلاحه فلا أبالي و سأتحمل عواقب أفعالي مهما كانت لكن أرجوك لا تفكر بي كعاهرة، أنا لستُ كذلك!"
أمسك بها من شعرها و أنهضها يسحبها خلفه بقوة إلى غرفتها و حينما وصل ألقاها بالداخل و أوصد عليها الباب.
قال السيد بضياع مستنداً إلى الباب.
" إن ثارت الفضيحة ستتشوه سمعتنا و سيقولون عنها عشيقة و لربما أخسر الشركة و يسحبوا الإدارة مني في أفضل الأحوال، أوكتافيا دمرتني بل دمرتنا جميعاً"
أوكتافيا من الداخل كانت تسمع قول أبيها و هي تستند بظهرها على الحائط و تضم قدميها إلى صدرها، هو محق، هي دمرت الجميع و مهما كان الإصلاح فلن يَجُب عما قبله.
" يا إلهي ماذا أفعل؟!"
في مساء ذات اليوم عاد جونغ إن إلى منزله بعدما قضى نهاره في المستشفى، دفع المال المطلوب لإحضار الفريق الطبي من الصين و تكاليف العلاج للصغيرة.
لكنه حينما دخل وجد منزله ممتلئ بأفراد عائلته، قبض حاجبيه مستعجباً، إنها المرة الأولى منذ زواجه أن يدخلوا بيته و يا للسخرية! دخلوه بعدما توفيت صاحبة البيت.
" ما الذي آتى بكم إلى هنا؟!"
إقترب ناحيتهم فتحدث والده من مجلسه.
" لقد إتصل بي بيون منذ قليل و أوصل موافقته لي"
عقد جونغ إن حاجبيه بلا فهم ثم قال.
" على ماذا وافق؟!"
نظر السيد في ملامح ابنه و قال.
" على زواجك بإبنته أوكتافيا"
إتسعت عينا جونغ إن بدهشة و قبل أن يرد قال السيد متأهباً.
" لا تنسى أنني أملك توقيعك و لا يحق لك الإعتراض، ذلك مقابل الثلاثة ملايين التي أخذتها مني و إن رفضت فأنني سأجبرك على الزواج بطرقي الخاصة، إن كنت حريص على مصلحة ابنتك فعليك بالموافقة"
............................
سلااااااااام
بعرف أنكم بتقولوا في نفوسكم ميرسي أريانا بدها قتلة🙃
يلا كل وحدة تبكي دمعة و تروح، أنا ماتت مشاعري خلص😁.
الي بتطلع و بتقول لارا عايشة و مش عارفة مين خباها بحب اريحك من هسا لارا ماتت، فلا تشغلوا حِس ديكارد عندكم على الفاضي😁
الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
١. رأيكم بموت لارا هكذا؟! رأيكم بلارا كشخصية أدت دورها بالكامل في الرواية؟!
٢. رأيكم بإنفعال جيمين؟ أين اختفى و هل سيبقى صامتاً؟!
٣. رأيكم بالحالة التي وصل إليها جونغ إن؟ هل ستعيش ابنته؟ و هل سيخضع لأمر والده؟
٤. رأيكم بالحالة التي وصلت إليها أوكتافيا؟ و هل وافقت بالفعل على زواجها من جونغ إن أم أن هذا ما فرضه عليها والدها؟
٥. رأيكم بالسيد كيم و تخطيطه؟ و السيد بيون و إنفعاله؟!
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" حينما تشعر بلا قيمة لو يكون الأوان قد فات، كن حذراً مع الحب فأحياناً يكون جريمة."
أمام غرفة العمليات يقفا جونغ إن و أوكتافيا، أوكتافيا تسير أمام الباب جيئة و ذهاباً بينما تدعو في سِرها أن تنجو لارا و طفلها.
أما جونغ إن فقد أنهكه الوقوف لذا جلس على كرسي الإستراحة فإنه يشعر بجسده ثقيل جداً و يشعر بنفسه ضائعة، قلبه بات يؤلمه نبضه الصاخب، يكاد يختنق لكثرة ما هو خائف عليها.
وضع رأسه بين راحتيه و أنحاه للأرض بضياع، إن حصل لها شيء فتكون كل جهوده قد ضاعت، إنه مستعد أن يتخلى عن الجميع و يبقى لها وحدها، فقط لتعود و سيفعل ما تشاء.
رفع عيناه إلى أوكتافيا التي تسير أمامه، تبكي و تصلي لأجل لارا، رمقها بحقد دون أن تلاحظ، نظراته بدت مخيفة خصوصاً مع اللون الأحمر الذي اكتنزته و الدموع المتكومة في جفونه.
هي السبب في حالة لارا، لو أنها لم تدخل العائلة، لو أنها ما ارتبطت بجيمين و بقيت بالنسبة له طالبة في صفه فقط لما حدث شيء من هذا.
خرج الطبيب بملامح لا تنم على الخير إطلاقاً إنما بوجه مُقحف و اسودَّ لسوء ما يحمله من أخبار، إقتربا كلاهما له و مع وقوف الطبيب أمامهما آتى جيمين و والديه، حالما وقف جيمين أمام الطبيب تجاهل وجود أوكتافيا بما أن حالة لارا أهم و سأل الطبيب عنها.
" تحدث حضرة الطبيب، كيف حالة لارا الآن؟!"
نظر جونغ إن لم يتزحزح عن الطبيب و لم يهتم بأن عائلته أتت يكفي أن يقول الطبيب أن زوجته الحبيبة بخير.
أوكتافيا أصابتها رعشة حالما رأت جيمين و والديه إذ أنها و جونغ إن لم يبلغا أحد بما حدث و لا تعرف كيف وصل الخبر إليهم لكنها تجاوزت عن رعشتها و كما الجميع ماثل أمام الطبيب لمعرفة جواب مثُلت هي أيضاً.
تحدث الطبيب بلسان ثقيل و ملامح المواساة تعتلي وجهه.
" لقد أنجبت السيدة"
أومئ البعض إليهم و جميعهم كانوا صامتين بإنتظاره يسترسل لأنهم يعلمون أن القادم فيما سيقوله أهم.
" الطفلة بوضع صحي خطر جداً، لقد أصابها إرتجاج في الدماغ و نزيف داخلي، أخشى أنها لن تنجو"
وضعت أوكتافيا يدها إلى فمها و جونغ إن رغم أن دموعه تحررت لتهبط على وجنتيه رحمة بإبنته قال و أطرافه ترتجف.
" أخبرني عن لارا، كيف حالها؟!"
نظر الطبيب إلى جونغ إن ثم ربتَّ على كتفه قائلاً.
" هي وصلت بحالة سيئة و خطيرة جداً، ما كانت قوية كفاية لتتحمل، أرجو لها أن ترقد بسلام"
إنهارت أوكتافيا أرضاً و هول الخبر أخذ نصيبه منها أما جونغ إن فنكر قول الطبيب ظناً منه أنه إختلط عليه السمع.
" أنت ماذا قلت؟!"
تنهد الطبيب محزوناً و قال.
" لقد توفيت المريضة كيم لارا"
هبطت كل الدموع المحتجزة في جفونه على وجهه و وقف بضياع في مكانه، تجاوزهم الطبيب و بقيوا هم.
لا يصدق أنه خسرها بهذه السهولة، خسر المرأة الوحيدة التي مال قلبه إليها، كان سماع ذلك قاسٍ جداً على مسامعه، ودَّ لو أن الصمم أصابه قبل أن يسمع شيئاً كهذا.
جيمين نظر إلى الإثنين المنهارين أرضاً ثم قال و قد أخذت الدموع نصيباً على وجنتيه، قلبه الآن أسفل قدمه و سيكون مريماً في الدهس عليه.
" القتلة يمشون في جنازة قتيلهم"
تقدم ناحية أوكتافيا التي ما سمعت ما قاله و انحنى على ركبتيه أمامها قائلاً.
" ها قد قتلتِها و أصبح محلها شاغراً لكِ، فلتكوني سعيدة بما أن هذا ما تطمحين إليه"
وضعت يديها على وجهها تبكي بقهر و هو وقف ثم تقدم إلى جونغ إن المرتمي على المقعد ثم تمسك بتلابيب قميصه، صرّ على أسنانه و المزيد من الدموع تسقط على وجنتيه.
" أرأيت يا كاي نتيجة نزواتك و أنانيتك؟! ها أنت حر طليق الآن، لن يحاسبك أحد على تمتعك بالعاهرات"
و أشار بعينيه إلى أوكتافيا قائلاً.
" و هذه من ضمنهن"
أفلته بينما الآخر لا يستجيب لأي شيء هو فقط جالس بصمت و دموعه قد توقفت عن السقوط بل بقيت محتجزة في عينيه.
إلتفت إلى والديه ثم ضحك بجنون هازئاً.
" اووه! يبدو عليكما الحزن! لا تكذبا، لطالما أردتما لها الرحيل لأنها لا تناسب معاييركم الإجتماعية"
اخفض والديه رأسيهما و هو وجه حديثه لأمه بعدما صرف إليها خطوة.
" انظري! لقد ماتت كنتكِ الفقيرة الجاهلة التي لا تناسب مكانتكِ الإجتماعية لكن احزري على يد من؟!"
رفعت بصرها إليه و هي تبكي بحفاوة فقال حاقداً.
" على يد التي كادت أن تصبح كنتكِ، المثقفة الغنية التي تفخرين بها و بنسبها أينما ذهبتِ لكنكِ لا تعرفين أنها عاهرة و بجدارة أيضاً"
إبتعد عنهم جميعاً و صاح بقهر باكياً.
" جميعكم لا تستحقونها، الموت أولى بها منكم، أنا متأكد أنها ستكون في الجِنان لأنها ابتليتم بكم، اللعنة عليكم جميعاً!"
ثم ركض في الممر خارجاً يبكي بضجيج رجل قلبه قد تمزق تمزيقاً، لارا تلك الملاك الطيب ما كان جونغ إن يستحقها أبداً، إنها تشبهه و القطعة منها، إنه سينقم على القتلة الذين فرضوا على شبابها الذبول ثم اعدموا حياتها، سيحقد عليهم جميعاً.
ذهب جيمين و ترك خلفه قلوب حطمها الندم و الذنب معاً، جميعهم قد تسببوا بموتها و إن لم يكن بطريقة مباشرة.
السيد كيم الذي منذ أن آتى جونغ إن رفضها رفضاً قاطعاً و حالما رأى ابنه متمسكاً بها تبرّأ منه و إستعرّ منها كابنة في القانون.
السيدة كيم رغم أنها تنحدر من طبقة أقل شأناً من لارا لكنها رفضتها أيضاً إذ أن العِز و المال أنسوها من كانت، لطالما أتت عليها بالسوء و تسببت بالمشاكل لها، طردتها من المنزل و كانت سبباً لنفر عائلة لارا لها و التبرأ منها.
أوكتافيا التي اقتربت إليها أولاً بدافع الشفقة و حاولت حمايتها من جونغ إن بكل ما تملك من قوة، واحدة ضمن القليلين الذين شعروا بها، إنتهى بها الحال تنفرها هي أيضاً بخيانتها لرفقتها.
جونغ إن صاحب حِصة الأسد في عذاب لارا، منذ البداية كانت بالنسبة له دُمية، هزأ بعقلها الفتيّ و أقنعها بالحب ثم تسبب في نفي عائلتها لها، عائلتها التي اعتبرت أن لارا لم تُخلق لهم إبنة.
جردها من الجميع و منحها القليل من نفسه ذلك مهما بغى و فسد ما كانت تستطيع التخلي عنه فلا مكان لها غير بيته و لم يبقى لها أحد سِواه، حاجتها له جعلته بغياً يثير الفساد أمامها دون خجل مدركاً تماماً بأنه مهما فعل لن تتخلى عنه ذلك لأن الجميع تخلى عنها، لم يدرك وقتها أن الموت لا يتخلى عن أحد.
كان يلوي يد حاجتها إليه و يستغيل كونه مُعيلها و آويها، بكت معه أكثر مما ضحكت، عنّفها أكثر مما لاطفها، خذلها أكثر مما أسعدها.
و اليوم ها هي نتيجة أفعالهم ماثلة أمامهم، ها قد إرتحلت روحها إلى باريها لدى ربٌ لا يظلم عِنده أحد و تحررت منهم جميعاً و خصوصاً منه هو و حاجتها إليه.
أينما ذهبت سيكون مكاناً أفضل لها مما كانت فيه، أن تموت أفضل من أن تتحمل الذل و المهانة و لا تملك أن تدافع عن نفسها.
سار جونغ إن بقدمين ترتجفان خلف الطبيب الذي يقوده إلى ثلاجة الموتى، أراد أن يراها و لو للمرة الأخيرة، أن يعتذر لها و أن يعدها بأنه سيسترد حقها من الجميع و ينتهي بنفسه لأجلها.
فتح أمين الثلاجة دُرج من أدراجها ليراها تنام داخله، بشرتها في غاية الشحوب و مالت إلى الإصِفرار، عيناها منتفخة قليلاً و علامات حبه الأخيرة موجودة على عنقها.
مسح دموعه بكُم قميصه و جثى أرضاً أقرب إليها، سار بأطراف أنامله على وجنتها فلسعته البرودة التي نالت منها.
بكى بينما يفعل ذلك و انتحب مكلوم الفؤاد.
" أرجوكِ كوني بخير أينما ذهبتِ و لا تسامحيني"
أسند رأسه إلى كتفها و قال يتحدث إلى جهتها.
" سأنتقم لكِ أعدك، و سأنتقم من نفسي عمّا فعلته بكِ، حتى ذلك الحين لا تسامحيني، أنا سأعيش لأجلكِ لكن أرجوكِ لا تؤخذي ابنتنا معكِ، انظري لها من الأعلى و اتركي لي أياها تذكرني بكِ."
رفع رأسه و قبل يدها قائلاً.
" أريدها أن تشبهك ذلك كلما نظرت إلى وجهها أتذكر أنني قتلتك، دعيها تعذبني أرجوكِ يا لارا"
همس في نحيبه.
" سأشتاق لكِ كثيراً، أعدكِ أنني لن أمكث طويلاً بعيداً عنكِ، سآتي إليكِ، انتظريني فقط"
..........
في أرض خضراء تنتشر فيها أحجار رُفِعَت بشكل أنيق عن الأرض، حشد عظيم تشهده هذه الأرض من جديد فعلمت أن جسداً جديد سيقيم داخلها و يشبع بطنها التي ما جاعت أبداً لأسبوعين مقبلين أو ثلاث.
كما عهدت هذه الأرض المُقبلين إليها يرتدون ثياب سوداء و الأقرب إلى الجثة هم من يحملون تابوتها بالإضافة إلى النواح و البكاء الذي إعتادته و الأفئدة المجروحة التي تشعر بها.
وضِع التابوت في حفرة منظمة في الأرض ثم أصبحوا ينهالوا عليها بالتراب و ما إن إنتهوا من ردمها غادروا و بقيّ المقربون يودعونها الوداع الأخير، ذلك ما يحدث دوماً.
جلس جونغ إن قُرب قبرها و ما توقفت عيناه عن البكاء، حمل حفنة من تراب قبرها الندي ثم اشتمه بأنفه.
" سأحتفظ بكِ في قلبي دوماً، انتظريني يا حبي، لن أطيل عليكِ بالبُعد."
مكث قُرب قبرها حتى غابت الشمس و رغماً عنه انهضه أبيه و جعله يسير معه بعون رجاله، رفض أن يذهب معهم إلى القصر و ذهب إلى المستشفى ليتفقد لارا الصغيرة.
يضعها الأطباء في قسم العناية الحثيثة ذلك لأن حالتها سيئة و معرضة للموت إن غضوا بصرهم عنها.
ذهب لينظر إليها من النافذة الزجاجية التي تفصله عنها، لا يستطيع أن يرى كم هي تشبه أمها بسبب ذلك الصندوق التي يضعونها فيه.
وضع يده على الزجاج ثم ركن جبينه إليه قائلاً.
" أمكِ رحلت، لا ترحلي أنتِ أيضاً، أريد أن تعوضيني عنها، أرجوك يا صغيرتي لا تذهبي مع أمك و أعدك أنني سأكون أباً صالحاً لكِ و سأكرس الجميع في خدمتك لكن ابقي معي"
انقبضت ملامحه بخشونة يقاوم رغبته المُلحة للبكاء لكنه بكى في النهاية و همس بقلب ضعيف.
" لا تتركي بابا يا صغيرتي!"
رفع جبينه عن الزجاج عندما ناداه الطبيب فنظر إليه.
" كيف أصبحت ابنتي؟ أرجوك اخبرني أنها تمثل للشفاء"
تنهد الطبيب ثم قال.
" أدرك كم أن مشاعرك مكلومة لكن الصغيرة لا تتحسن و إستجابتها ضعيفة، كنتُ سأتحدث إليك بشأنها"
إلتفت جونغ إن بجسده إلى الطبيب و قال.
" ماذا؟!"
" لدينا أمل لإنقاذ الطفلة عن طريق الطبيب البريفسور الصيني زانغ يشينغ، سنبعث له حالة ابنتك و إن قبّل سيأتي مع فريق من الأطباء المختصين من مشفاه إلى هنا لإنقاذها"
رد جونغ إن سريعاً عليه.
" و ماذا تنتظر؟! فلتبعث له حالتها و ليعالجوها!"
تحدث الطبيب مبرراً.
" جلبهم إلى هنا و تكاليف بقائهم إضافة إلى العلاج و أتعابهم ستكلفك ثلاثة ملايين دولار"
إرتبط لسان جونغ إن عن الحديث، هذا مبلغ لا يملكه و لو باع كل ما يملك لن يأتي بثلاثة ملايين دولار، لكنه يريد طفلته بأية حالة و لأجلها هو مستعد ليتذلل حتى ينقذها.
" ابعث له حالتها و أنا سأحضر المال"
نظر إليها مجدداً بعدما انصرف الطبيب و قال.
" لن أخسركِ يا صغيرتي أبداً"
خرج من المستشفى و ذهب إلى قصر والده، ما زال يرتدي بدلته السوداء و العزاء قائم في القصر.
ما إستطاع ردع المواسين من مواساته ثم إستأذنهم و طلب أباه على إنفراد، حالما تفرد بأبيه في مكتبه قال.
" أبتاه، أحتاج ثلاثة ملايين دولار"
عقد الأب حاجبيه بأستياء و قال.
" و ماذا ستفعل بكل هذا المال؟! ستصرفه على العاهرات"
ضرب جونغ إن بيده مكتب والده بغضب و قال.
" عن أي عاهرات تتحدث؟! أتراني في حال يسمح لي بأن أفكر بهذه الأمور؟!"
تنهد السيد ثم عقد ساعديه إلى صدره.
" إذن في ماذا تحتاج هذه الأموال؟!"
تنهد جونغ إن و رغم مرارة الذل الذي يشعر به أفصح.
" إنه لأجل ابنتي، سيأتون لأجلها فريق طبي من الصين لذا أبي اعطني المال و أعدك أنني سأسدده لك حينما أجمعه"
وقف السيد كيم يفكر فيما قاله ابنه، هو كان بالفعل مشغول البال بشأنه منذ أن أعلن الطبيب وفاة لارا، يخشى عليه من الضياع بعدها أكثر.
" سأعطيك المال لكنك لن تسدده لي بالمال"
هذا بالضبط ما خشاه جونغ إن، يدرك أن أباه مستغل بارع للفرص و أنه لن يفوت ذلك عليه و لن يمده بالعون إن ما كان طيّعاً لأمره.
" ماذا تريد؟!"
تقدم السيد إلى طاولة مكتبه و سحب ورقة بيضاء من درج المكتب ليقدمها لابنه، عقد جونغ إن حاجبيه بلا فهم.
" وقع في أسفل هذه الورقة و سأعطيك المال فوراً"
نظر جونغ إن إلى أبيه، إنها ورقة فارغة ما كُتِب عليها شيء لذا قال مستنكراً.
" ألا يحق لي أن أعرف على ماذا تجعلني أوقع؟!"
نفى السيد قائلاً.
" لا، وقع و خذ المال و إلا فاذهب"
تنهد جونغ إن مستاءً لكنه تناول القلم و وقع على الورقة ثم قال.
" هاك توقيعي، اعطني المال"
وقع السيد له على صك نقدي و أعطاه له، أخذه جونغ إن و خرج من بيت العزاء، لقد باع نفسه لأبيه بثمن بخس لكنه كلما تذكر أنه لأجل ابنته تجاوز عن ذلك.
لقد أضلمت السماء و أغلقت محلات الصِرافة سيذهب غداً لتسليم المستشفى المال لكنه الآن عاجز عن تجاوز عتبة الباب.
ذكراها تلفحه من هنا، يا للسوء! الإمرأة الوحيدة التي صبرت عليه أصبحت جزءاً من ماضيه و مجرد ذكرى لكنها لن تخرج من قلبه طالما في داخله روح.
تجاوز عتبة الباب و دخل يبحث عن رائحتها في الزوايا و صوتها في محيط المنزل، أخذ يبحث عن دبّاتها على الأرضية و لمساتها على الأثاث لكنه يشعر بأن المنزل مات مثلها، لقد كانت دُرّته و بفنائها فنى.
جلس حيث وقعت و دمائها كما هي ما زالت على الأرض، لو أنه ما بالغ في التمثيل، لو أنه أدخلها غرفتهما و تحدث إليها ليخمد ثورتها، لو أنه أفصح لها عن نواياه منذ البداية لما فقدها.
بحق دمائها التي نشفت على الأرضية و ترابها الندي الذي يحتضنها في حضن الأرض أنه سينتقم لأجلها من كل شخص قد آذاها حتى ينتهي بنفسه.
نهض عن بقعته و صعد إلى الأعلى حيث غرفتهما، دخل و من ثم نظر في أغراضها، ما شعر بكم هي ثمينة حتى فقدها و فقد نفسه معها.
إنتابه الشوق إليها من الآن خصوصاً عندما تمدد على حِصتها من السرير، أغمض عينيه يدس أنفه في وسادتها هناك حيث بقيت رائحة شعرها عالقة.
نام في النهاية و دموعه على خده، جونغ إن الذي ظن يوماً ما أن لا شيء يقهره الآن يخرّ للبكاء متضرعاً.
..............................
صوت صيحة إنطلقت في جوف الليل أفزعت القصر بما رحب، فُتِح بابها و أضيئت أنوار غرفتها ثم إنتشلتها من الحُلم يد منقذة.
" أوكتافيا، افتحي عينيكِ، أنتِ تحلمين!"
أستيقظت إثر صيحة ثانية أطلقتها و قد كضر بعدها أبيها و بعض المتفرجين، جلسا والديها بجانبها يحاولان تهدئتها لكنها لا تهدأ.
صورة لارا بفستانها الأبيض الذي كانت ترتديه مع بقع الدم التي إنطبعت عليه و علامات أصابع جونغ إن على وجنتيها تخبرها بأنها لن تسامحها أبداً، كان ذلك مفزعاً بحق.
إحتضنتها أمها بحنان إلى صدرها و أغدقتها بالتربيتات حتى أصبحت تتنفس بشيء من الإنتظام لكنها تبكي بهلع.
" إنها تعذبني يا أمي، أشعر بروحها كغيمة سوداء تهضمني، أنا خائفة يا أمي، أرجوكِ لا تتركيني!"
واستها والدتها ببعض كلمات كما فعل والدها الذي إنسحب بعد فينة و ترك زوجته لدى إبنتها بما أن الصغيرة تخشى البقاء وحدها.
إحتضنتها والدتها بحنان و دعتها للنوم في كنفها لكن الصغيرة طار النوم من عينيها، كانت خائفة و ترتعد ثم الأرق أصابها.
في الصباح الباكر و بعدما استيقظت والدتها أخذتها من يدها حتى تنهي حاجاتها ثم ألزمتها بالحضور على طاولة الإفطار.
نزلت ترتدي قميص أسود و بنطال أسود ترفع شعرها على شكل كعكة أنيقة ثم جلست مع والديها على الطاولة بملامح كئيبة.
تناولت بعض اللُقم الذي تكفي حاجتها ثم نهضت لتجلس مع والديها في صالة الجلوس، كلام جيمين ما زال ينخر سمعها، كان مُحق لدرجة تشعر و كأنها أمسكت سكين و طعنت بها قلب لارا .
كلما تذكرت لارا توالت عليها ذكريات مع جونغ إن في فراشه، كل ذلك جعلها تكره نفسها أكثر و تود لو أنها تلقى موتها على أن تعيش عذاب الضمير في كل لحظة تعيشها.
ودت لو أنها ترفع هاتفها و تتصل ببيكهيون و تخبره عن كل شيء لكنها لا تستطيع، بغض النظر عن رد فعله القاسٍ هو لن يتردد في العودة سريعاً و بالتالي سيضيع كل مجهوده لتحصيل شهادة الماجستير.
تود لو أنها تجد طريقة تكفر فيها عن خطأها، طريقة تجعل لارا تسامحها، طريقة ليرتاح ضميرها من هذا العذاب المرير و يزول فيها الهم من صدرها.
بينما تفكر بضياع أعلنت الخادمة لوالديها اللذان يحتسيان قهوة الصباح.
" سيدي، السيد كيم قد آتى يطلب رؤيتكم"
إستقام السيد بيون ليرحب بهم و ما وعت أوكتافيا على الضيف حتى وكزت والدتها ذراعها فنهضت ترحب به كوالديها.
" أتيت لأتحدث معكم بخصوص ابني جونغ إن"
رفعت أوكتافيا نظرها سريعاً إليه و هو نظر لها نظرة ذات معنى ثم استرسل.
" كما تعلمون، لقد فقد زوجته و ابنته في خطر و هو ضائع الآن و في حالة يرثى لها و أنا كأب لن أتحمل رؤية ابني مكلوم هكذا و أخشى عليه من تبعات حزنه لذا أتيت إليكم و أظن أن ما أريده لديكم."
نظر إلى أوكتافيا مجدداً و هي إنكست رأسها توازي بنظراتها الأرض.
" لقد علمتُ السبب الذي رفضت لأجله أوكتافيا أن تتزوج بجيمين"
إتسعت عيناها بقلق و قضمت شفاهها بتوتر شديد، إلى أي مدى يعلم و ماذا يعلم؟!
" لقد إنجذبت بمشاعرها ناحية جونغ إن و لأنها فتاة عاقلة و مهذبة أخذت احتياطها و انفصلت عن جيمين كي لا تظلمه."
وجه نظره إليها و قال.
" أشكركِ يا بنتي لأنكِ فعلتِ هذا"
نظرا والديها إليها بإستنكار و هي ارتعدت أطرافها برهبة حقيقة لكنه استرسل.
" الآن أنا سأطلب منكِ طلب و لكِ الحرية في القبول أو الرفض لكن أرجوكِ فكري ملياً قبل أن تمنحيني إجابتك"
أومأت إليه ليتحدث و قد بدأت تبكي مجدداً.
" أنا أتيت أعرض عليكِ الزواج من ابني جونغ إن و أن تكوني أماً لابنته،فكري أنه ما تستطيعين تقديمه للارا"
وقف على قدميه ثم طلب الرحيل مسأذناً، أوكتافيا وضعت يديها إلى فمها و أخذت تبكي حتى صار لبكائها ضجيج ثم نحيب.
والديها بقربها يحاولان إستخلاص جواب شافٍ منها لكنها لا تستجيب إليهم، شعرت بمن يمسكها من مِرفقها لتقف ثم صفعة حامية أحرقت وجنتها بحرارتها و أسقطتها أرضاً.
كان ذلك والدها حينما صرخ فيها غاضباً.
" لِمَ لا تتحدثي؟! إلى أي حد وصلتِ معه؟!"
ما زالت لا تجيب لكنها تبكي بقوة، أمسك بذراعيها و هز جسدها بعنف بين ذراعيه قائلاً و حِمم من غيظ تغلي في رأسه.
" هل ما زلتِ عذراء حتى؟!"
صمتها المجحف و بكائها القوي كان جواباً كافياً لإستفساراته، أمها بكت لهول الموقف و نظرت إلى إبنتها مخذولة تبكي و أبوها استنكر صائحاً.
" خسرتِ بتولتك لرجل متزوج؟! الآن فهمت لِمَ كنتِ في المستشفى مع جونغ إن، ابنتي أنا عشيقة لرجل متزوج، عاهرة!"
رفعت رأسها إلى أبيها الذي فقد رابطة جأشه و قالت تتوسله.
" أبي، لقد كانت حالة ضعف، أنا أعترف بخطأي و نادمة و مهما كلفني إصلاحه فلا أبالي و سأتحمل عواقب أفعالي مهما كانت لكن أرجوك لا تفكر بي كعاهرة، أنا لستُ كذلك!"
أمسك بها من شعرها و أنهضها يسحبها خلفه بقوة إلى غرفتها و حينما وصل ألقاها بالداخل و أوصد عليها الباب.
قال السيد بضياع مستنداً إلى الباب.
" إن ثارت الفضيحة ستتشوه سمعتنا و سيقولون عنها عشيقة و لربما أخسر الشركة و يسحبوا الإدارة مني في أفضل الأحوال، أوكتافيا دمرتني بل دمرتنا جميعاً"
أوكتافيا من الداخل كانت تسمع قول أبيها و هي تستند بظهرها على الحائط و تضم قدميها إلى صدرها، هو محق، هي دمرت الجميع و مهما كان الإصلاح فلن يَجُب عما قبله.
" يا إلهي ماذا أفعل؟!"
في مساء ذات اليوم عاد جونغ إن إلى منزله بعدما قضى نهاره في المستشفى، دفع المال المطلوب لإحضار الفريق الطبي من الصين و تكاليف العلاج للصغيرة.
لكنه حينما دخل وجد منزله ممتلئ بأفراد عائلته، قبض حاجبيه مستعجباً، إنها المرة الأولى منذ زواجه أن يدخلوا بيته و يا للسخرية! دخلوه بعدما توفيت صاحبة البيت.
" ما الذي آتى بكم إلى هنا؟!"
إقترب ناحيتهم فتحدث والده من مجلسه.
" لقد إتصل بي بيون منذ قليل و أوصل موافقته لي"
عقد جونغ إن حاجبيه بلا فهم ثم قال.
" على ماذا وافق؟!"
نظر السيد في ملامح ابنه و قال.
" على زواجك بإبنته أوكتافيا"
إتسعت عينا جونغ إن بدهشة و قبل أن يرد قال السيد متأهباً.
" لا تنسى أنني أملك توقيعك و لا يحق لك الإعتراض، ذلك مقابل الثلاثة ملايين التي أخذتها مني و إن رفضت فأنني سأجبرك على الزواج بطرقي الخاصة، إن كنت حريص على مصلحة ابنتك فعليك بالموافقة"
............................
سلااااااااام
بعرف أنكم بتقولوا في نفوسكم ميرسي أريانا بدها قتلة🙃
يلا كل وحدة تبكي دمعة و تروح، أنا ماتت مشاعري خلص😁.
الي بتطلع و بتقول لارا عايشة و مش عارفة مين خباها بحب اريحك من هسا لارا ماتت، فلا تشغلوا حِس ديكارد عندكم على الفاضي😁
الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
١. رأيكم بموت لارا هكذا؟! رأيكم بلارا كشخصية أدت دورها بالكامل في الرواية؟!
٢. رأيكم بإنفعال جيمين؟ أين اختفى و هل سيبقى صامتاً؟!
٣. رأيكم بالحالة التي وصل إليها جونغ إن؟ هل ستعيش ابنته؟ و هل سيخضع لأمر والده؟
٤. رأيكم بالحالة التي وصلت إليها أوكتافيا؟ و هل وافقت بالفعل على زواجها من جونغ إن أم أن هذا ما فرضه عليها والدها؟
٥. رأيكم بالسيد كيم و تخطيطه؟ و السيد بيون و إنفعاله؟!
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі