Chapter Three
" أنجديني "
ربما أنا أصرخ ، أغضب ، و انفجر
لكني منهار
أحتاج تربيتة ، حضن ، و لا بأس .
Octavia's point of view
لقد وصلنا معاً إلى الكلية بسيارتي ، لكن لروح الجنتلة التي تسكن صديقي الوسيم جعلني أتنحى عن القيادة و تفحم بالرجولة ، أن الرجل قائد ، أنه فقط قاد السيارة لم يقد الكوكب .
نزل من السيارة و قال لي أن أنتظر بداخلها ، تكتمت على ضحكاتي أسفل كفي و أنا أراقبه يلتف ليفتح لي الباب ثم مد يده و انتشلني برفق و نعومة إلى الخارج و الإبتسامة لا تفارق شفتيه ، أتمنى ألا تزول إبتسامته لأي سبب كان .
ضمني إلى جنبه و جسدي أسفل ذراعه و راح يتمختر بجنبات الجامعة مبتسماً بغرور و تلك النظارات الشمسية على عينيه لا تزيده سوى عجرفة ، أكره المتعجرفين لكن جيمين يحق له أن يتعجرف ، إنه طيب جداً ذا قلب ينصع لشدة نقائه .
ضحكت ملئ شدقي و أذني تلتقط همسات الطلاب من حولنا ، أصبحنا في عامنا الأخير بالجامعة و ما زالوا يظنون أننا عاشقين ، أنا و جيمين عاشقين ، هذا مضحك !
دخلنا إلى القاعة حيث يقيم الأستاذ كيم محاضرة فلسفة الأدب و كما اتفقنا مسبقاً طاوعته لنجلس في أعلى المدرج أي في آخره .
جميع الطلاب كانوا مدهوشين أنني أخليت مكاني في الصف الأول ، أعزائي أنا آسفة هذا لا يعني أنني لن أحصل على أعلى علامة في الشعبة .
جلسنا بجانب بعضنا ثم وضعت رأسي على كتفه و أخذت أدندن ألحان أغنية جميلة لفرقة ذكور معروفين جداً ، تسمى أكاذيب حلوة ، عنوانها وحده جذبني و لأول مرة اسمع لحن لا يخص موزارت .
تفتحت أسارير جيمين ثم سرعان ما شهق مفجوعاً و استقام لأعتدل عن كتفه و انظر إليه بتعجب ، أشار على أذني و راح يقول مدهوشاً .
جيمين : أتخونين موزارت مع إكسو ؟!
ضحكت بخفة ثم أعدت رأسي على كتفه لأقول بهدوء كما الألحان رغم صخبها الخفيف إلا أنها ذا حط ناعم .
أوكتافيا : أحببت الأغنية جداً ، تتكلم عن الأكاذيب التي نجملها لتبدو حلوة .
صمت هو و كان صمته مجحف كصباح اليوم و صمت أنا استمع إلى اللحن و خطر في بالي رجل البارحة ، لذا إرتفعت عن كتفه و سددت نظراتي إليه فنظر إلي ، يعلم أنني أريد قول شيء .
أوكتافيا : من هذا الرجل الذي تشاجرت معه البارحة في النادي ؟! كيم كاي !
إنقبضا حاجبيه و صمت صمتاً بليغاً خلفه ألف جملة لن يبوح لي بها و لن أضغط عليه لكنني وددت أن أفسر موقفي له .
أوكتافيا : أنت لم تتشاجر معه لأنه نعتني بكلمات بذيئة فقط ، أنت تحقد عليه أيضاً لسبب ما أجهله .
عدل جلسته و رمقني بقوة ثم همس .
جيمين : أتظنين أنني أقبل أن يشتمكِ أحد ؟! و أنني سأركن ساكناً ؟!
نفيت برأسي سريعاً و قلت أبرر موقفي .
أوكتافيا : أنا لم أقصد هذا جيمين .
ضرب قبضتيه بقوة شديدة على طاولة المقعد أمامنا و صرخ في وجهي ، جعلني أنتفض فزعاً منه و قلقاً عليه ، بأي ضائقة نفسية يمر و أنا لا أعرف .
جيمين : لا يهم أوكتافيا ! أنا لا أتذكر شيء لذا لا تتحدثي عن الأمر أكثر ! انتهى !
نظرت إليه مفزوعة و أرتفعت الدموع إلى عينيّ ، لم يسبق له أن صرخ في وجهي هكذا ، بل أن غضبه لفحني ، صمت و ما كنت سأرستل و هدئ ثورانه دخول الإستاذ و نظرات الطلاب المثبتة علينا ، أظن أن صوته لم يملئ القاعة فقط بل وصل للأستاذ كيم و هو في طريقة للقاعة .
و بالفعل ما توقعته صحيحاً إذ قال الأستاذ كيم ببرود بينما يضع أغراضه على طاولته .
الأستاذ كيم: إن كنتما ترغبان في إطالة شجار العشاق هذا فأكملوه بالخارج ليس هنا .
هذا كان جزء من صاعقتي و صاعقتي الكبرى عندما وقف جيمين و صرخ به بقوة شديدة و أعاد كرته ليضربه الطاولة بقبضتيه .
جيمين : أنت لا تحشر أنفك بما لا يخصك !
أنا شهقت لصدمتي و خبأت فمي الذي ترهلا فكيه بكفي و أخذت أبدل نظري بين الأثنين بين الطالب جيمين بجانبي الذي ثار الآن على الأستاذ كيم ، إستاذنا الجامعي ، إنها لوقعة لا تُحمَد عُقباها .
رفع الأستاذ كيم رأسة ببطئ مسرحي و أسفل نظاراته الطبية عقد حاجبيه و رأيت الغضب يلتمع في عينيه ، ترك ما بيده بل رماه رمياً على الطاولة جعلني أشهق خوفاً على صديقي المغفل ثم تقدم إلينا ، حالما جابه الأستاذ جيمين استرسلت أنا أعتذر بالنيابة عن جيمين .
أوكتافيا : أستاذ ، جيمين لم يقصد ما قاله ، أرجو أن تصفح عنه ، إنها فرط عصبية من فضلك ، أنا أعتذر لك بالنيابة عنه !
دحجني جيمين بنظرة غضب و لكني ما صمت بل قدمت عذره و أعتذرت ثم أتممت عندما انحنيت للأستاذ ، أنا قلقة جداً على جيمين ، إن وصل الأمر إلى خارج القاعة سيُفصَل دون شك .
نظر إلي الأستاذ قليلاً ثم أعاد نظره إلى جيمين ، خبئ كفيه في جيوب بنطاله و هناك كان يكمشهما كقبضتين بغضب إلا أن صوته خرج بارداً عندما قال يحذر جيمين .
الأستاذ كيم : أتعاني مشكلة نفسية ؟! لا بأس ، سأسمحك إن كان الأمر هكذا و لكن عليك أن تعتذر كما فعلت صديقتك و تنحني لأعفو عنك !
نظرت إلى جيمين ، جيمين قطع رقبته أهون عليه من أن تنحني لأي كان ، هو ذا غرور و كبرياء باذخ و أنا متأكدة أنه لن يفعل حتى لو أمسك الأستاذ بكل تعبه و دثره ، لكنه لن ينحني بل يبقى شامخ الرأس كما هو الآن و عينيه تكن في عيني الذي يجابهه قوية لا تهاب مهما كان كما الآن .
إن بصره لا يتزعزع عن الأستاذ الماثل أمامنا يرمقه بقوة و كأن له اليد العليا هنا ، و على حالته هذه همس بين أسنانه .
جيمين : ابن والدي و والدتي يعاني من إنفصام بالشخصية ، أظنه عداني بالأمراض النفسية .
تبسم عندها إبتسامة لم أفهم مغزاها بل لم أفهم سبب ذكر أخيه الآن ، ابن والدي و والدتي ؟! أقال لتوه عن تيمين منفصم ؟! سيكون تيمين حزيناً لو سمع ما قاله أخيه صغير السن في حقه .
رأيت أن الأستاذ كيم يكمكم على غضبه ، لديه قدرة على إحتمال الغضب و هو لأمر رائع ، أظنه كحالي لم يفهم ما آتى بسيرة ابن والديه الآن ، همس الأستاذ بهدوء شديد بينما ينظر في عيني جيمين ، كلاهما يحدقان بالآخر و كأن عداوة و ثأر سابق جمعهما معاً على مأدبة النزاع .
الأستاذ كيم: ألن تعتذر أيها الطالب ؟!
همس جيمين فوراً دون أن يوارب و إبتسامته باقية على حدود شفتيه .
جيمين : أظن أن جوابي وصلك بالفعل يا أستاذ الفلسفة !
أومئ له الأستاذ ثم همس بهدوء يرد الإهانة بالإهانة ، حرب بين الأثنين قامت ، حرب باردة جداً ، أبرد من حرب الأتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأميركية.
الأستاذ كيم : إذن تقدم أمامي أيها الطالب إلى العمادة ، يبدو أن ذوقي لا يناسب أن أتعامل فيه مع شخصك !
ضحك جيمين ضحكة ساخرة رن صوتها في جنبات العاقة بأكملها ثم قال .
جيمين : نِكاتك يا ذا الذوق تعجبني ! هات أخرى !
أغمض الأستاذ عينيه لكبح غضبه ثم أخرج جيوبه من بنطالة و كتف ذراعيه إلى صدره قائلاً .
الأستاذ كيم : تفضل أمامي إلى مكتب الرئيس بل العميد تفضل .
تقدمه جيمين بعد أن رمقه ساخراً ، ما باله اليوم ؟! أجن جنونه ؟! تقدم جيمين و خلفه الأستاذ ثم أنا إقتربت إلى الأستاذ و أستأذنه .
أوكتافيا : من فضلك أستاذ ، دعني اذهب معكما !
نظر إلي نظرة عميقة لم أفهمها سرعان ما انبلجت من بين شفتيه زفرة و مد ذراعه لي .
الأستاذ كيم : تفضلي أمامي أيتها الطالبة .
أنحنيت بخفة له شاكرة ثم تقدمته ، هو خلفي و أمامي جيمين .
المغفل ساق نفسه إلى المِقصلة نافخاً صدره بفخر و غرور ، سيعلم والده و أنا سأستضيفه لدي حتى يسمح له بالعودة إلى البيت مجدداً ، هذا بأحسن الأحوال ، غير خيبة تيمين به إن علم بفعلته و ما قاله عنه .
زفرت بخفة أنفث أنفاساً أثقلت صدري الذي يتآكل رعباً ، أشعر و كأن سهاماً تأتيني من خلفي تخترق جسدي ، للآن على موقفي أن الأستاذ كيم ليس ذا ذوق كما يدعي .
ما زلت أرى ذلك الرجل في الملهى فيه ، إنه يشبهه جداً لدرجة أنني أصدق في بعض الأحيان أن كلاهما ذات الرجل .
وصلنا إلى مكتب العميد ، إن هذه لورطة ، هذه ليست مدرسة ثانوية يستطيع المدير توبيخ الطالب ثم صرفه و كأن شيء لم يكن ، الأمر أكبر من ذلك بكثير ، هنا قرار فصل و تعطيل مسيرة الطالب الدراسية هكذا تكون العواقب في الحرم الجامعي .
دخلنا إلى مكتب العميد و فور أن رأى العميد الأستاذ وقف و مد يده ليصافحه و الأستاذ كيم صافحه ، ما الذي يحدث ؟! هل أنقلبت الأدوار ؟! إن العميد خاشع جداً بحضرة الأستاذ ، أيخافه أم أن الأستاذ يصرف على داره من ماله ؟!
بجانبي جيمين الذي تشردق بضحكة ساخرة ثم صرف واجهة وجهه عنهما ، ما باله اليوم ؟! جن بالتأكيد ! نظر إلي العميد فأخفضت بصري و انحنيت بخفة ثم استقمت ، كان عدسات جيمين مثبتة علي ، إنني أفعل هذا لصالحك يا غبي !
جلس الأستاذ كيم و أنا و جيمين بقينا واقفين بجانب بعضنا البعض ، وقتها استفسر العميد.
" ماذا هناك أستاذ كيم ؟! أتمنى أن كل شيء على ما يرام . "
نفى الأستاذ برأسه و تنهد ثم قال .
الأستاذ كيم: لا يسرني أن أبلغك أن هناك مشكلة ، هذا الطالب الماثل أمامك أهانني و أنا أستاذ و بقعر القاعة و مرتفع المدرج .
نظر العميد إلى جيمين الذي يبدل نظره بين كلاهما بسخرية و إستهزاء إلا أن الأول استرسل .
" ماذا هناك جيمين ؟! لماذا تصرفت هكذا مع أستاذك ؟! "
خبأت شهقتي في صدري إلا أن معالم الصدمة علت وجهي ، العميد يعرف اسم صديقي ، أيعقل ؟! لا ، لا أظن ، بالتأكيد هو لا يستخدم نسبه درعاً لنفسه الآن ، بلى يفعل ، و إلا كيف يعرفه العميد ؟!
تنهد جيمين بجانبي ثم قال .
جيمين : كنت غاضب و خرج الأستاذ كيم في وجهي و تحرشني فانفجرت فيه .
شدد على " الأستاذ كيم " كثيراً و كأنه يسخر ، ليس و كأنه بل أنه يسخر بالفعل !
أومئ العميد ثم قال بعد أن نظر إلى الأستاذ .
" فلتعتذر من أستاذك و لا تكررها ، لا أود أن أحكي لوالدك عن أمرك ، سيكن خائباً . "
نظر جيمين إلى الأستاذ ثم رنم بوقاحة .
جيمين : أعتذر أستاذ كيم !
بزغت إبتسامة على شفتي الأستاذ رغم أن جيمين لم يعتذر بل أهانه بالنبرة التي إستخدمها ، ما كدت أرى بزوغ هذا الإبتسامة إلا و قد تغيرت واجهة وجهي عندما سحبني جيمين من كفي خلفه ، أشعر أنني حمقاء ، ما الذي حدث الآن ؟!
خرجنا من لدى العميد و جناحه بأكمله ، عندما أصبحنا أمام مبنى القاعات سحبت معصمي من قبضته و وقفت ، أشعر بالغضب ، لقد أساء التصرف معي أمام الطلاب أجمع ، لو كان الأمر بيني و بينه لما غضبت لهذا الحد لكنه فعل أمام جميع الطلاب .
تنهد مستاءً مني عندما سحبت معصمي فتشردقت بسخرية ، من له الحق بأن يغضب حتى ؟ إنه يجير علي ثم يتخذ موقف الضحية ، أنّى لك أن ترسي على الأنانية ؟!
إلتفت إلي ثم تخصر و بحركة تعاون عيناه و حاجبيه على تكوينها فهمت أنه يستنكر خطبي ، تنهدت ثم أرجعت شعري إلى الخلف دون أن أنظر إليه بل بمحيطه ، عادتي عندما أغضب .
أيسألني حتى عن خطبي ؟! و بهذه الرِفعة يفعل ! إنظر إلى نفسك كيف تبدو ، كمتنمر أنا ضحيته .
تجاوزته و سبقته إلى القاعة لا أريد أن يزداد الأمر تعقيداً ، ربما نتحدث بالغد عمّا حدث الآن ، ربما بعد غد ربما بعده حتى ، لا أعلم ، و لكن الآن و طوال اليوم لا أريد رؤية وجهه في رقعتي حتى .
أنا حقاً مستائة منه الآن ، دخل الأستاذ كيم بعد دخولنا بدقائق ثم بدأ حيث توقف الأمس ، لكن اليوم حط النساء و سلبهن إنسانيتهن ، عقولهن ، و قلوبهن و قال هنّ ليس سوى أجساد وُجِدَت لتمتعنا نحن الرجال بكلام منمق خارجه تخزرفت لأجله أفواه الفتيات بإبتسامات تضاهي غبائهن .
أشعر بالفضول إن كان متزوج ، و إن كان متزوج بالفعل فأعان الله زوجته عليه إن لم تنفصل عنه .
هل لديه أطفال ؟ أتمنى أن تكون لديه فتاة ، إن لم يكن لديه فلترزقه يا الله فتاة لنرى إن رآها جسداً خُلِق ليمتع الرجال .
أكره هذا الفكر المتخلف عن هذا القرن ، إننا في الألفية الثالثة ، في عصر النهضة و العلم حيث تواست قدم المرأة مع قدم الرجل إلا أن بعض الرجال أمثاله يعيشون في حِقبة العصور الوسطى و ما زالوا أحياء يرزقون .
كنت أود التدخل و وضع أمامه حقائق تخرس فمه الثرثار الذي لا يخرج منه سوى العفن ، لكنني فضلت الصمت ليس ضعفاً و لا خوفاً ، إنني براية الحق الأقوى ، لكني لا أرغب في الإنخراط معه طالما ينتظر مني أن أفعل ، أشعر بأنه يحاول استفزازي بكلماته تلك لأرد ، لكنه لا كفؤ و لا سوياً لأرد .
سأحتفظ بصمتي و بغضبي من السيد جيمين الذي يجلس إلى جانبي بهدوء ، بدأ يدرك خطأه ، هو هكذا دوماً يرتكب الحماقات حتى يُصعَب تصليحها ثم يعود يتودد بإعتذار و إبتسامة و حركات خرقاء ، كنت لأسامحه بسهولة لكنه عرضني لسخرية الطلاب أجمع .
إنتهى الأستاذ و كنت أول من جمع أغراضه و خرج حتى قبل الأستاذ ، أظنهم جميعاً وقفوا دقيقة الصمت يعزون روح العبقرية التي تسكنني ، لم تمت بل موجودة لكنها منزعجة من هذا الأخرق اليوم .
خرجت من المبنى و توجهت فوراً إلى مصف السيارات ، أنا حتى لا أرغب في حضور بقية المحاضرات التي علي ، كدت أصل إلا أن قبضة إنتشلت يدي و أدارتني لأواجه صاحبها ، حالما نظرت إلى وجهه الجامد قلت ببرود أبدعت في تنكليه ، لست باردة لكني أجيد إصطناعه و بإبداع متى ما أردت .
أوكتافيا : ماذا ؟ أبقي صراخ و توبيخ لي في جعبتك أم أنك إنتهيت ؟ إن إنتهيت فأريد أن إنصرف و إن لم تنتهي فلا أريد سماعك لذا سأنصرف .
أدرت وجهي بغية الإنصراف إلا أنه أدارني مجدداً إليه فدورت عيني بمحجريهما و نفثت تأفأفاً ، نظرت إلى وجهه الذي إرتدى ثوب اللطف و البراءة مجدداً .
أقسم لو أحد رآه على شاكلته هذه لظنوني أتنمر عليه ، قال بصوت لطيف و بشفاه عابسة .
جيمين : أنا آسف !
قابل للأكل هذا الأحمق عديم الجنتلة .
قابلته بالصمت و بعقدة حاجبي أي أنني ما رضيت فأخذ يتودد إلي كعادته بحركات لطيفة و أخرى مثيرة مع كومة إعتذارت تثير الضحك لأصفح عنه ، لم يتوقف عن هذا حتى فشلت في السيطرة على ضحكتي و ضحكت عالياً .
وقتها إقتطفني من منبتي و حضنّي إلى صدره و هو يقهقه و يدور بي ثم يميل بي يميناً يساراً ، كدتُ أختنق بقدر ما ضحكت ، إفترق عني بعدما تأكد أن قلبي نصع بالبياض من ناحيته مجدداً .
مد كفه لي فنظرت به لا أفهم ليهمس لي بتلك الإبتسامة التي تليق بطفل ما زال يضع الحفّاض.
جيمين : أنا الرجل عديم الجنتلة سأقودكِ إلى شقتكِ و لأريكِ حسن نوياي سأطبخ لكِ .
إرتفعا حاجبي و أفرجت شفاهي عن " اووه ! " عالية لفرط الحماس ، ضحك هو بخفة قبل أن أناوله المفتاح فقال و قد حاوط كتفاي و قد إلتفت يعود بي إلى مبنى القاعات الدراسية .
جيمين : لكن ليس الآن بل بعد أن تنتهي محاضراتنا .
تأفأفت بتململ ثم تذمرت لتتسع عينيه لا أصدق ما يعرج على لساني من كلام .
أوكتافيا : لا أريد ، لا أرغب في حضور أية محاضرات ، أود العودة إلى الشقة .
إرتفعت يده سريعاً ثم حطت على جبيني يتفحص حرارتي و عندما أدرك أن لا حمى أصابتني قال مشدوهاً .
جيمين : حرارتكِ طبيعية ! هل تعرض لكِ أحد و ضربكِ على رأسكِ أم أن شجارنا قد أثر على عقلكِ ؟!
شزرته غاضبة من إستهزائه بي و ما استرسلت بل تركته يسحبني خلفه إلى حيث القاعة التالية ، هذا الغبي لو رأى نفسه قبل ساعة كيف يبدو .
شيء عن جيمين إنه وجب عليه أن يتخرج منذ عامين لكنه تأخر عن أقرانه في الدخول إلى الجامعة و دخل بالنفس السنة التي دخلتها ، هو إجتاز الإمتحانات بمستوى عالٍ جداً ، أعلمني أن والده أراد أن يدرس القانون ليعمل في المستقبل كمستشار قانوني لدى والده لكنه رفض و بهذا قطع آخر ما بينه و والده .
منح نفسه الخيار و توجه إلى كلية الآداب أي كما فعلت أنا ، ما كان الحصول على درجة جامعية بالتخصص الأدب إنجليزي حلمه و لكنه إستساغ التخصص لما فيه من عمق و صعوبات حثيثة عكس ما يظنون الناس فيه .
خياره هذا جعل والده يستشيظ غضباً إلا أنه حط والديه أمام خيارين إما أن يتركه يدرس ما يشاء أو أنه لن يدرس ألبتة و كان الخيار الأول أخف وطأة على الأب فهو يعلم أنه لا يستطيع تسيير جيمين كما يريد كما فعل بتيمين .
و هذا تماماً الذي فعلته ، أنا و أخي فقط ثمار علاقة أبي و أمي التي أُسِّسَت على مصالح مالية مشتركة بين العائلتين ، كنت أنا و أخي من نُعاني ، أبي الذي يغيب في عمله طوال اليوم و في آخر الليل ينصرف إلى الحانات و النوادي .
أمي التي كانت تخون أبي علانية أمامه و أمامنا و الجميع كرد فعل على خيانته المتكررة و أنا و أخي هُضِمنا في المنتصف ، ترعرعت في كنف أخي حتى اشتد عودي ، هو يكبرني بخمسة أعوام ، لذا هو ترعرع في كنف نفسه .
كِلانا ننظر إلى والدينا النظرة ذاتها ، لكن بيكهيون أكثر عليهم نفوراً مني ، ربما لأنه شهد على خطايا أكثر مني .
هو الآن في الولايات المتحدة يكمل دراسته العليا في التخصص الذي أبي فرضه عليه ، إدارة الأعمال ، ليكون خليفه الكفؤ في المستقبل .
عندما حان دوري ليسيرني أبي كالدمية لمخططاته وقفت مُحتجّة أمام و فرضت عليه رغبتي و ميولي إلى الآدب و تقبلها غصباً ، و ليوافق على دراستي هذه فرض علي أن أدرس القانون و أخذ عهد مني حتى أفعل .
حتى لو درست القانون فيما بعد ، أنا حققت شيء مما أريده ، لكن في بعض الأحيان وجدت العهود لتنقض ، هذا العهد قررت نقضه ، أريد أن أكمل دراسات عليا في مجالي ، لِمَ علي بناء سُلم جديد و أنا لدي واحد تسلقته بالفعل ؟! سأكمل تسلقه رغماً عن أنف أبي و العائلة و الأموال و الطبقة المخملية .
إنتهينا معاً - أنا و جيمين - من محاضراتنا لذا كان علينا أن نسلك إلى شقتي ، كنّا في السيارة ، جيمين يقود و أنا أجلس بجانبه أتأمل الشوارع ، وصله إتصال بقي فيه المستمع حتى إنتهى رغم ذلك لم أتطفل عليه حتى عرج بنا عن طريق المنزل و اتخذ طريق حي القصور .
إلتفت إليه و قد قبضت حاجباي أستفهم .
أوكتافيا : لماذا إنعطفت ؟!
تنهد هو ثم أخذ بيدي التي على حِجري و إحتضنها بكفه ليقول بصوت هادئ ، رغم هدوءه إلا أني أبصر الألم فيه .
جيمين : أنا بحاجتكِ الآن ، أترمين علي حبل النجاة إن أستنجدتكِ ، أعلم أنني أستغل صداقتنا الآن ، لكن أتستطيعين إنقاذي مهما كلف الأمر ؟!
لا أعلم ماذا قصد و لا أريد أن أعلم ، كل ما أعلمه أن حقاً صديق مستغل فقط ، لقد قطر قلبي ألماً عندما إستنجدني بهذه النبرة ، إنه يحرق فؤادي ، صعدت الدموع إلى مآقيها لدي ثم همست بنبرة أثارت فيه شيء من الأرتياب .
أوكتافيا : أوقف السيارة جانباً جيمين !
عندما قلت هذه كنت أدحجه بنظرة غاضبة ، تنهد ثم فعل ما طلبت ، كان ينظر أمامه لا ينظر إلي ، هذه وضعية صديقي الأحمق عديم الجنتلة إن كان في صدد أن يتلقى توبيخاً .
إنعطفت بكامل جسدي لأقول .
أوكتافيا : هلّا تكون معي صريح جيمين و تخبرني عما يحدث معك ؟! أم أنك ستبقى مصر على إرتداء عباية كبريائك البالية ؟!
إلتفت إليّ و رأيت الدموع عالقة في عينيه ، وجهه إنتشرت فيه حُمرة خفيفة لكثرة ما كبت و صمت و غضب بنفسه ، همس و قد سمعت صوت إنكسار قلبه مع خروج هذه الدمعة من عينيه لتنكسر على وجنته .
جيمين : أستنجديني ؟
فور أن لمحت تلك الدمعة و سمعت ذلك الإنكسار الذي ناله فؤاده إنكسرت معه و شرعت أبكي ، إنني إنكسر بقدر ما أرى أحبائي أمامي مكسورين ، و جيمين من أعز أحبابي ، هو و بيكهيون خط أحمر .
ضممته إلي أبكي و هو إرتجف بين ذراعي ، يريد أن يبكي لكن حكم رجولته يمنعه ، ضربت كتفه بخفة عتباً و من ثم بنفس الكف أخذت أربت عليه .
أوكتافيا : الرجال أيضاً بشر ، لا بأس إن بكوا ، لا بأس إن اشتكوا ، أنت تسمع ثرثرتي دوماً و ترشدني أنا أرغب بفعل ذات الشيء معك ، أنا سأفعل ذات الأمر معك ، لو كلفتني نجدتك حياتي لأنجدتك جيمين !
جعلت بوجهه يختبئ بعنقي ثم بجسده يرتجف ثم سمعت صوت بكائه الخفيف ، شكى لي ما يؤلمني عليه .
جيمين : أنا إنسان أيضاً يا أوكتافيا ، أريد أن أصبح ما أريده أن أكون ، أريد أن أعيش كيفما أريد ، أريد أن أتزوج الفتاة التي سأحبها ، أريد أن أعمل في المجال الذي أحبه ، أهذا كثير ؟!
.................................................
سلااااااااام رفاق .
أنا لم أتأخر ، أنتم من تتأخرون بتحقيق الشرط ، هذا الفصل جاهز من السابع من يناير ينتظر تحقيق الشرط .
من البارت القادم رح تكون الأحداث كثير مهمة و رح نحط أول أساس لتأسيس علاقة جديدة .
بيكهيون رح يكون إلو دور كبير فكونوا بإنتظاره .
البارت القادم بعد 50 فوت و 50 كومنت .
١. رأيكم بعصبية جيمين ؟ يا ترى ما الذي يجعله عصبي هكذا ؟
٢. رأيكم بتحدي جيمين للأستاذ و عدم خوفه ؟رأيكم بطريقة مراضاته لأوكتافيا ؟
٣. يا ترى بماذا جيمين يحتاج أوكتافيا لتنجده ؟ لماذا إنهار في النهاية ؟
٤. رأيكم بأوكتافيا ؟ موقفها ضد جيمين رغم ذلك حبها الأخوي له ؟ هل ستنجده ؟
٥. رأيكم بالأستاذ كيم ؟ موقفه مع جيمين ؟ إستفزازه لأوكتافيا ؟
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ربما أنا أصرخ ، أغضب ، و انفجر
لكني منهار
أحتاج تربيتة ، حضن ، و لا بأس .
Octavia's point of view
لقد وصلنا معاً إلى الكلية بسيارتي ، لكن لروح الجنتلة التي تسكن صديقي الوسيم جعلني أتنحى عن القيادة و تفحم بالرجولة ، أن الرجل قائد ، أنه فقط قاد السيارة لم يقد الكوكب .
نزل من السيارة و قال لي أن أنتظر بداخلها ، تكتمت على ضحكاتي أسفل كفي و أنا أراقبه يلتف ليفتح لي الباب ثم مد يده و انتشلني برفق و نعومة إلى الخارج و الإبتسامة لا تفارق شفتيه ، أتمنى ألا تزول إبتسامته لأي سبب كان .
ضمني إلى جنبه و جسدي أسفل ذراعه و راح يتمختر بجنبات الجامعة مبتسماً بغرور و تلك النظارات الشمسية على عينيه لا تزيده سوى عجرفة ، أكره المتعجرفين لكن جيمين يحق له أن يتعجرف ، إنه طيب جداً ذا قلب ينصع لشدة نقائه .
ضحكت ملئ شدقي و أذني تلتقط همسات الطلاب من حولنا ، أصبحنا في عامنا الأخير بالجامعة و ما زالوا يظنون أننا عاشقين ، أنا و جيمين عاشقين ، هذا مضحك !
دخلنا إلى القاعة حيث يقيم الأستاذ كيم محاضرة فلسفة الأدب و كما اتفقنا مسبقاً طاوعته لنجلس في أعلى المدرج أي في آخره .
جميع الطلاب كانوا مدهوشين أنني أخليت مكاني في الصف الأول ، أعزائي أنا آسفة هذا لا يعني أنني لن أحصل على أعلى علامة في الشعبة .
جلسنا بجانب بعضنا ثم وضعت رأسي على كتفه و أخذت أدندن ألحان أغنية جميلة لفرقة ذكور معروفين جداً ، تسمى أكاذيب حلوة ، عنوانها وحده جذبني و لأول مرة اسمع لحن لا يخص موزارت .
تفتحت أسارير جيمين ثم سرعان ما شهق مفجوعاً و استقام لأعتدل عن كتفه و انظر إليه بتعجب ، أشار على أذني و راح يقول مدهوشاً .
جيمين : أتخونين موزارت مع إكسو ؟!
ضحكت بخفة ثم أعدت رأسي على كتفه لأقول بهدوء كما الألحان رغم صخبها الخفيف إلا أنها ذا حط ناعم .
أوكتافيا : أحببت الأغنية جداً ، تتكلم عن الأكاذيب التي نجملها لتبدو حلوة .
صمت هو و كان صمته مجحف كصباح اليوم و صمت أنا استمع إلى اللحن و خطر في بالي رجل البارحة ، لذا إرتفعت عن كتفه و سددت نظراتي إليه فنظر إلي ، يعلم أنني أريد قول شيء .
أوكتافيا : من هذا الرجل الذي تشاجرت معه البارحة في النادي ؟! كيم كاي !
إنقبضا حاجبيه و صمت صمتاً بليغاً خلفه ألف جملة لن يبوح لي بها و لن أضغط عليه لكنني وددت أن أفسر موقفي له .
أوكتافيا : أنت لم تتشاجر معه لأنه نعتني بكلمات بذيئة فقط ، أنت تحقد عليه أيضاً لسبب ما أجهله .
عدل جلسته و رمقني بقوة ثم همس .
جيمين : أتظنين أنني أقبل أن يشتمكِ أحد ؟! و أنني سأركن ساكناً ؟!
نفيت برأسي سريعاً و قلت أبرر موقفي .
أوكتافيا : أنا لم أقصد هذا جيمين .
ضرب قبضتيه بقوة شديدة على طاولة المقعد أمامنا و صرخ في وجهي ، جعلني أنتفض فزعاً منه و قلقاً عليه ، بأي ضائقة نفسية يمر و أنا لا أعرف .
جيمين : لا يهم أوكتافيا ! أنا لا أتذكر شيء لذا لا تتحدثي عن الأمر أكثر ! انتهى !
نظرت إليه مفزوعة و أرتفعت الدموع إلى عينيّ ، لم يسبق له أن صرخ في وجهي هكذا ، بل أن غضبه لفحني ، صمت و ما كنت سأرستل و هدئ ثورانه دخول الإستاذ و نظرات الطلاب المثبتة علينا ، أظن أن صوته لم يملئ القاعة فقط بل وصل للأستاذ كيم و هو في طريقة للقاعة .
و بالفعل ما توقعته صحيحاً إذ قال الأستاذ كيم ببرود بينما يضع أغراضه على طاولته .
الأستاذ كيم: إن كنتما ترغبان في إطالة شجار العشاق هذا فأكملوه بالخارج ليس هنا .
هذا كان جزء من صاعقتي و صاعقتي الكبرى عندما وقف جيمين و صرخ به بقوة شديدة و أعاد كرته ليضربه الطاولة بقبضتيه .
جيمين : أنت لا تحشر أنفك بما لا يخصك !
أنا شهقت لصدمتي و خبأت فمي الذي ترهلا فكيه بكفي و أخذت أبدل نظري بين الأثنين بين الطالب جيمين بجانبي الذي ثار الآن على الأستاذ كيم ، إستاذنا الجامعي ، إنها لوقعة لا تُحمَد عُقباها .
رفع الأستاذ كيم رأسة ببطئ مسرحي و أسفل نظاراته الطبية عقد حاجبيه و رأيت الغضب يلتمع في عينيه ، ترك ما بيده بل رماه رمياً على الطاولة جعلني أشهق خوفاً على صديقي المغفل ثم تقدم إلينا ، حالما جابه الأستاذ جيمين استرسلت أنا أعتذر بالنيابة عن جيمين .
أوكتافيا : أستاذ ، جيمين لم يقصد ما قاله ، أرجو أن تصفح عنه ، إنها فرط عصبية من فضلك ، أنا أعتذر لك بالنيابة عنه !
دحجني جيمين بنظرة غضب و لكني ما صمت بل قدمت عذره و أعتذرت ثم أتممت عندما انحنيت للأستاذ ، أنا قلقة جداً على جيمين ، إن وصل الأمر إلى خارج القاعة سيُفصَل دون شك .
نظر إلي الأستاذ قليلاً ثم أعاد نظره إلى جيمين ، خبئ كفيه في جيوب بنطاله و هناك كان يكمشهما كقبضتين بغضب إلا أن صوته خرج بارداً عندما قال يحذر جيمين .
الأستاذ كيم : أتعاني مشكلة نفسية ؟! لا بأس ، سأسمحك إن كان الأمر هكذا و لكن عليك أن تعتذر كما فعلت صديقتك و تنحني لأعفو عنك !
نظرت إلى جيمين ، جيمين قطع رقبته أهون عليه من أن تنحني لأي كان ، هو ذا غرور و كبرياء باذخ و أنا متأكدة أنه لن يفعل حتى لو أمسك الأستاذ بكل تعبه و دثره ، لكنه لن ينحني بل يبقى شامخ الرأس كما هو الآن و عينيه تكن في عيني الذي يجابهه قوية لا تهاب مهما كان كما الآن .
إن بصره لا يتزعزع عن الأستاذ الماثل أمامنا يرمقه بقوة و كأن له اليد العليا هنا ، و على حالته هذه همس بين أسنانه .
جيمين : ابن والدي و والدتي يعاني من إنفصام بالشخصية ، أظنه عداني بالأمراض النفسية .
تبسم عندها إبتسامة لم أفهم مغزاها بل لم أفهم سبب ذكر أخيه الآن ، ابن والدي و والدتي ؟! أقال لتوه عن تيمين منفصم ؟! سيكون تيمين حزيناً لو سمع ما قاله أخيه صغير السن في حقه .
رأيت أن الأستاذ كيم يكمكم على غضبه ، لديه قدرة على إحتمال الغضب و هو لأمر رائع ، أظنه كحالي لم يفهم ما آتى بسيرة ابن والديه الآن ، همس الأستاذ بهدوء شديد بينما ينظر في عيني جيمين ، كلاهما يحدقان بالآخر و كأن عداوة و ثأر سابق جمعهما معاً على مأدبة النزاع .
الأستاذ كيم: ألن تعتذر أيها الطالب ؟!
همس جيمين فوراً دون أن يوارب و إبتسامته باقية على حدود شفتيه .
جيمين : أظن أن جوابي وصلك بالفعل يا أستاذ الفلسفة !
أومئ له الأستاذ ثم همس بهدوء يرد الإهانة بالإهانة ، حرب بين الأثنين قامت ، حرب باردة جداً ، أبرد من حرب الأتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأميركية.
الأستاذ كيم : إذن تقدم أمامي أيها الطالب إلى العمادة ، يبدو أن ذوقي لا يناسب أن أتعامل فيه مع شخصك !
ضحك جيمين ضحكة ساخرة رن صوتها في جنبات العاقة بأكملها ثم قال .
جيمين : نِكاتك يا ذا الذوق تعجبني ! هات أخرى !
أغمض الأستاذ عينيه لكبح غضبه ثم أخرج جيوبه من بنطالة و كتف ذراعيه إلى صدره قائلاً .
الأستاذ كيم : تفضل أمامي إلى مكتب الرئيس بل العميد تفضل .
تقدمه جيمين بعد أن رمقه ساخراً ، ما باله اليوم ؟! أجن جنونه ؟! تقدم جيمين و خلفه الأستاذ ثم أنا إقتربت إلى الأستاذ و أستأذنه .
أوكتافيا : من فضلك أستاذ ، دعني اذهب معكما !
نظر إلي نظرة عميقة لم أفهمها سرعان ما انبلجت من بين شفتيه زفرة و مد ذراعه لي .
الأستاذ كيم : تفضلي أمامي أيتها الطالبة .
أنحنيت بخفة له شاكرة ثم تقدمته ، هو خلفي و أمامي جيمين .
المغفل ساق نفسه إلى المِقصلة نافخاً صدره بفخر و غرور ، سيعلم والده و أنا سأستضيفه لدي حتى يسمح له بالعودة إلى البيت مجدداً ، هذا بأحسن الأحوال ، غير خيبة تيمين به إن علم بفعلته و ما قاله عنه .
زفرت بخفة أنفث أنفاساً أثقلت صدري الذي يتآكل رعباً ، أشعر و كأن سهاماً تأتيني من خلفي تخترق جسدي ، للآن على موقفي أن الأستاذ كيم ليس ذا ذوق كما يدعي .
ما زلت أرى ذلك الرجل في الملهى فيه ، إنه يشبهه جداً لدرجة أنني أصدق في بعض الأحيان أن كلاهما ذات الرجل .
وصلنا إلى مكتب العميد ، إن هذه لورطة ، هذه ليست مدرسة ثانوية يستطيع المدير توبيخ الطالب ثم صرفه و كأن شيء لم يكن ، الأمر أكبر من ذلك بكثير ، هنا قرار فصل و تعطيل مسيرة الطالب الدراسية هكذا تكون العواقب في الحرم الجامعي .
دخلنا إلى مكتب العميد و فور أن رأى العميد الأستاذ وقف و مد يده ليصافحه و الأستاذ كيم صافحه ، ما الذي يحدث ؟! هل أنقلبت الأدوار ؟! إن العميد خاشع جداً بحضرة الأستاذ ، أيخافه أم أن الأستاذ يصرف على داره من ماله ؟!
بجانبي جيمين الذي تشردق بضحكة ساخرة ثم صرف واجهة وجهه عنهما ، ما باله اليوم ؟! جن بالتأكيد ! نظر إلي العميد فأخفضت بصري و انحنيت بخفة ثم استقمت ، كان عدسات جيمين مثبتة علي ، إنني أفعل هذا لصالحك يا غبي !
جلس الأستاذ كيم و أنا و جيمين بقينا واقفين بجانب بعضنا البعض ، وقتها استفسر العميد.
" ماذا هناك أستاذ كيم ؟! أتمنى أن كل شيء على ما يرام . "
نفى الأستاذ برأسه و تنهد ثم قال .
الأستاذ كيم: لا يسرني أن أبلغك أن هناك مشكلة ، هذا الطالب الماثل أمامك أهانني و أنا أستاذ و بقعر القاعة و مرتفع المدرج .
نظر العميد إلى جيمين الذي يبدل نظره بين كلاهما بسخرية و إستهزاء إلا أن الأول استرسل .
" ماذا هناك جيمين ؟! لماذا تصرفت هكذا مع أستاذك ؟! "
خبأت شهقتي في صدري إلا أن معالم الصدمة علت وجهي ، العميد يعرف اسم صديقي ، أيعقل ؟! لا ، لا أظن ، بالتأكيد هو لا يستخدم نسبه درعاً لنفسه الآن ، بلى يفعل ، و إلا كيف يعرفه العميد ؟!
تنهد جيمين بجانبي ثم قال .
جيمين : كنت غاضب و خرج الأستاذ كيم في وجهي و تحرشني فانفجرت فيه .
شدد على " الأستاذ كيم " كثيراً و كأنه يسخر ، ليس و كأنه بل أنه يسخر بالفعل !
أومئ العميد ثم قال بعد أن نظر إلى الأستاذ .
" فلتعتذر من أستاذك و لا تكررها ، لا أود أن أحكي لوالدك عن أمرك ، سيكن خائباً . "
نظر جيمين إلى الأستاذ ثم رنم بوقاحة .
جيمين : أعتذر أستاذ كيم !
بزغت إبتسامة على شفتي الأستاذ رغم أن جيمين لم يعتذر بل أهانه بالنبرة التي إستخدمها ، ما كدت أرى بزوغ هذا الإبتسامة إلا و قد تغيرت واجهة وجهي عندما سحبني جيمين من كفي خلفه ، أشعر أنني حمقاء ، ما الذي حدث الآن ؟!
خرجنا من لدى العميد و جناحه بأكمله ، عندما أصبحنا أمام مبنى القاعات سحبت معصمي من قبضته و وقفت ، أشعر بالغضب ، لقد أساء التصرف معي أمام الطلاب أجمع ، لو كان الأمر بيني و بينه لما غضبت لهذا الحد لكنه فعل أمام جميع الطلاب .
تنهد مستاءً مني عندما سحبت معصمي فتشردقت بسخرية ، من له الحق بأن يغضب حتى ؟ إنه يجير علي ثم يتخذ موقف الضحية ، أنّى لك أن ترسي على الأنانية ؟!
إلتفت إلي ثم تخصر و بحركة تعاون عيناه و حاجبيه على تكوينها فهمت أنه يستنكر خطبي ، تنهدت ثم أرجعت شعري إلى الخلف دون أن أنظر إليه بل بمحيطه ، عادتي عندما أغضب .
أيسألني حتى عن خطبي ؟! و بهذه الرِفعة يفعل ! إنظر إلى نفسك كيف تبدو ، كمتنمر أنا ضحيته .
تجاوزته و سبقته إلى القاعة لا أريد أن يزداد الأمر تعقيداً ، ربما نتحدث بالغد عمّا حدث الآن ، ربما بعد غد ربما بعده حتى ، لا أعلم ، و لكن الآن و طوال اليوم لا أريد رؤية وجهه في رقعتي حتى .
أنا حقاً مستائة منه الآن ، دخل الأستاذ كيم بعد دخولنا بدقائق ثم بدأ حيث توقف الأمس ، لكن اليوم حط النساء و سلبهن إنسانيتهن ، عقولهن ، و قلوبهن و قال هنّ ليس سوى أجساد وُجِدَت لتمتعنا نحن الرجال بكلام منمق خارجه تخزرفت لأجله أفواه الفتيات بإبتسامات تضاهي غبائهن .
أشعر بالفضول إن كان متزوج ، و إن كان متزوج بالفعل فأعان الله زوجته عليه إن لم تنفصل عنه .
هل لديه أطفال ؟ أتمنى أن تكون لديه فتاة ، إن لم يكن لديه فلترزقه يا الله فتاة لنرى إن رآها جسداً خُلِق ليمتع الرجال .
أكره هذا الفكر المتخلف عن هذا القرن ، إننا في الألفية الثالثة ، في عصر النهضة و العلم حيث تواست قدم المرأة مع قدم الرجل إلا أن بعض الرجال أمثاله يعيشون في حِقبة العصور الوسطى و ما زالوا أحياء يرزقون .
كنت أود التدخل و وضع أمامه حقائق تخرس فمه الثرثار الذي لا يخرج منه سوى العفن ، لكنني فضلت الصمت ليس ضعفاً و لا خوفاً ، إنني براية الحق الأقوى ، لكني لا أرغب في الإنخراط معه طالما ينتظر مني أن أفعل ، أشعر بأنه يحاول استفزازي بكلماته تلك لأرد ، لكنه لا كفؤ و لا سوياً لأرد .
سأحتفظ بصمتي و بغضبي من السيد جيمين الذي يجلس إلى جانبي بهدوء ، بدأ يدرك خطأه ، هو هكذا دوماً يرتكب الحماقات حتى يُصعَب تصليحها ثم يعود يتودد بإعتذار و إبتسامة و حركات خرقاء ، كنت لأسامحه بسهولة لكنه عرضني لسخرية الطلاب أجمع .
إنتهى الأستاذ و كنت أول من جمع أغراضه و خرج حتى قبل الأستاذ ، أظنهم جميعاً وقفوا دقيقة الصمت يعزون روح العبقرية التي تسكنني ، لم تمت بل موجودة لكنها منزعجة من هذا الأخرق اليوم .
خرجت من المبنى و توجهت فوراً إلى مصف السيارات ، أنا حتى لا أرغب في حضور بقية المحاضرات التي علي ، كدت أصل إلا أن قبضة إنتشلت يدي و أدارتني لأواجه صاحبها ، حالما نظرت إلى وجهه الجامد قلت ببرود أبدعت في تنكليه ، لست باردة لكني أجيد إصطناعه و بإبداع متى ما أردت .
أوكتافيا : ماذا ؟ أبقي صراخ و توبيخ لي في جعبتك أم أنك إنتهيت ؟ إن إنتهيت فأريد أن إنصرف و إن لم تنتهي فلا أريد سماعك لذا سأنصرف .
أدرت وجهي بغية الإنصراف إلا أنه أدارني مجدداً إليه فدورت عيني بمحجريهما و نفثت تأفأفاً ، نظرت إلى وجهه الذي إرتدى ثوب اللطف و البراءة مجدداً .
أقسم لو أحد رآه على شاكلته هذه لظنوني أتنمر عليه ، قال بصوت لطيف و بشفاه عابسة .
جيمين : أنا آسف !
قابل للأكل هذا الأحمق عديم الجنتلة .
قابلته بالصمت و بعقدة حاجبي أي أنني ما رضيت فأخذ يتودد إلي كعادته بحركات لطيفة و أخرى مثيرة مع كومة إعتذارت تثير الضحك لأصفح عنه ، لم يتوقف عن هذا حتى فشلت في السيطرة على ضحكتي و ضحكت عالياً .
وقتها إقتطفني من منبتي و حضنّي إلى صدره و هو يقهقه و يدور بي ثم يميل بي يميناً يساراً ، كدتُ أختنق بقدر ما ضحكت ، إفترق عني بعدما تأكد أن قلبي نصع بالبياض من ناحيته مجدداً .
مد كفه لي فنظرت به لا أفهم ليهمس لي بتلك الإبتسامة التي تليق بطفل ما زال يضع الحفّاض.
جيمين : أنا الرجل عديم الجنتلة سأقودكِ إلى شقتكِ و لأريكِ حسن نوياي سأطبخ لكِ .
إرتفعا حاجبي و أفرجت شفاهي عن " اووه ! " عالية لفرط الحماس ، ضحك هو بخفة قبل أن أناوله المفتاح فقال و قد حاوط كتفاي و قد إلتفت يعود بي إلى مبنى القاعات الدراسية .
جيمين : لكن ليس الآن بل بعد أن تنتهي محاضراتنا .
تأفأفت بتململ ثم تذمرت لتتسع عينيه لا أصدق ما يعرج على لساني من كلام .
أوكتافيا : لا أريد ، لا أرغب في حضور أية محاضرات ، أود العودة إلى الشقة .
إرتفعت يده سريعاً ثم حطت على جبيني يتفحص حرارتي و عندما أدرك أن لا حمى أصابتني قال مشدوهاً .
جيمين : حرارتكِ طبيعية ! هل تعرض لكِ أحد و ضربكِ على رأسكِ أم أن شجارنا قد أثر على عقلكِ ؟!
شزرته غاضبة من إستهزائه بي و ما استرسلت بل تركته يسحبني خلفه إلى حيث القاعة التالية ، هذا الغبي لو رأى نفسه قبل ساعة كيف يبدو .
شيء عن جيمين إنه وجب عليه أن يتخرج منذ عامين لكنه تأخر عن أقرانه في الدخول إلى الجامعة و دخل بالنفس السنة التي دخلتها ، هو إجتاز الإمتحانات بمستوى عالٍ جداً ، أعلمني أن والده أراد أن يدرس القانون ليعمل في المستقبل كمستشار قانوني لدى والده لكنه رفض و بهذا قطع آخر ما بينه و والده .
منح نفسه الخيار و توجه إلى كلية الآداب أي كما فعلت أنا ، ما كان الحصول على درجة جامعية بالتخصص الأدب إنجليزي حلمه و لكنه إستساغ التخصص لما فيه من عمق و صعوبات حثيثة عكس ما يظنون الناس فيه .
خياره هذا جعل والده يستشيظ غضباً إلا أنه حط والديه أمام خيارين إما أن يتركه يدرس ما يشاء أو أنه لن يدرس ألبتة و كان الخيار الأول أخف وطأة على الأب فهو يعلم أنه لا يستطيع تسيير جيمين كما يريد كما فعل بتيمين .
و هذا تماماً الذي فعلته ، أنا و أخي فقط ثمار علاقة أبي و أمي التي أُسِّسَت على مصالح مالية مشتركة بين العائلتين ، كنت أنا و أخي من نُعاني ، أبي الذي يغيب في عمله طوال اليوم و في آخر الليل ينصرف إلى الحانات و النوادي .
أمي التي كانت تخون أبي علانية أمامه و أمامنا و الجميع كرد فعل على خيانته المتكررة و أنا و أخي هُضِمنا في المنتصف ، ترعرعت في كنف أخي حتى اشتد عودي ، هو يكبرني بخمسة أعوام ، لذا هو ترعرع في كنف نفسه .
كِلانا ننظر إلى والدينا النظرة ذاتها ، لكن بيكهيون أكثر عليهم نفوراً مني ، ربما لأنه شهد على خطايا أكثر مني .
هو الآن في الولايات المتحدة يكمل دراسته العليا في التخصص الذي أبي فرضه عليه ، إدارة الأعمال ، ليكون خليفه الكفؤ في المستقبل .
عندما حان دوري ليسيرني أبي كالدمية لمخططاته وقفت مُحتجّة أمام و فرضت عليه رغبتي و ميولي إلى الآدب و تقبلها غصباً ، و ليوافق على دراستي هذه فرض علي أن أدرس القانون و أخذ عهد مني حتى أفعل .
حتى لو درست القانون فيما بعد ، أنا حققت شيء مما أريده ، لكن في بعض الأحيان وجدت العهود لتنقض ، هذا العهد قررت نقضه ، أريد أن أكمل دراسات عليا في مجالي ، لِمَ علي بناء سُلم جديد و أنا لدي واحد تسلقته بالفعل ؟! سأكمل تسلقه رغماً عن أنف أبي و العائلة و الأموال و الطبقة المخملية .
إنتهينا معاً - أنا و جيمين - من محاضراتنا لذا كان علينا أن نسلك إلى شقتي ، كنّا في السيارة ، جيمين يقود و أنا أجلس بجانبه أتأمل الشوارع ، وصله إتصال بقي فيه المستمع حتى إنتهى رغم ذلك لم أتطفل عليه حتى عرج بنا عن طريق المنزل و اتخذ طريق حي القصور .
إلتفت إليه و قد قبضت حاجباي أستفهم .
أوكتافيا : لماذا إنعطفت ؟!
تنهد هو ثم أخذ بيدي التي على حِجري و إحتضنها بكفه ليقول بصوت هادئ ، رغم هدوءه إلا أني أبصر الألم فيه .
جيمين : أنا بحاجتكِ الآن ، أترمين علي حبل النجاة إن أستنجدتكِ ، أعلم أنني أستغل صداقتنا الآن ، لكن أتستطيعين إنقاذي مهما كلف الأمر ؟!
لا أعلم ماذا قصد و لا أريد أن أعلم ، كل ما أعلمه أن حقاً صديق مستغل فقط ، لقد قطر قلبي ألماً عندما إستنجدني بهذه النبرة ، إنه يحرق فؤادي ، صعدت الدموع إلى مآقيها لدي ثم همست بنبرة أثارت فيه شيء من الأرتياب .
أوكتافيا : أوقف السيارة جانباً جيمين !
عندما قلت هذه كنت أدحجه بنظرة غاضبة ، تنهد ثم فعل ما طلبت ، كان ينظر أمامه لا ينظر إلي ، هذه وضعية صديقي الأحمق عديم الجنتلة إن كان في صدد أن يتلقى توبيخاً .
إنعطفت بكامل جسدي لأقول .
أوكتافيا : هلّا تكون معي صريح جيمين و تخبرني عما يحدث معك ؟! أم أنك ستبقى مصر على إرتداء عباية كبريائك البالية ؟!
إلتفت إليّ و رأيت الدموع عالقة في عينيه ، وجهه إنتشرت فيه حُمرة خفيفة لكثرة ما كبت و صمت و غضب بنفسه ، همس و قد سمعت صوت إنكسار قلبه مع خروج هذه الدمعة من عينيه لتنكسر على وجنته .
جيمين : أستنجديني ؟
فور أن لمحت تلك الدمعة و سمعت ذلك الإنكسار الذي ناله فؤاده إنكسرت معه و شرعت أبكي ، إنني إنكسر بقدر ما أرى أحبائي أمامي مكسورين ، و جيمين من أعز أحبابي ، هو و بيكهيون خط أحمر .
ضممته إلي أبكي و هو إرتجف بين ذراعي ، يريد أن يبكي لكن حكم رجولته يمنعه ، ضربت كتفه بخفة عتباً و من ثم بنفس الكف أخذت أربت عليه .
أوكتافيا : الرجال أيضاً بشر ، لا بأس إن بكوا ، لا بأس إن اشتكوا ، أنت تسمع ثرثرتي دوماً و ترشدني أنا أرغب بفعل ذات الشيء معك ، أنا سأفعل ذات الأمر معك ، لو كلفتني نجدتك حياتي لأنجدتك جيمين !
جعلت بوجهه يختبئ بعنقي ثم بجسده يرتجف ثم سمعت صوت بكائه الخفيف ، شكى لي ما يؤلمني عليه .
جيمين : أنا إنسان أيضاً يا أوكتافيا ، أريد أن أصبح ما أريده أن أكون ، أريد أن أعيش كيفما أريد ، أريد أن أتزوج الفتاة التي سأحبها ، أريد أن أعمل في المجال الذي أحبه ، أهذا كثير ؟!
.................................................
سلااااااااام رفاق .
أنا لم أتأخر ، أنتم من تتأخرون بتحقيق الشرط ، هذا الفصل جاهز من السابع من يناير ينتظر تحقيق الشرط .
من البارت القادم رح تكون الأحداث كثير مهمة و رح نحط أول أساس لتأسيس علاقة جديدة .
بيكهيون رح يكون إلو دور كبير فكونوا بإنتظاره .
البارت القادم بعد 50 فوت و 50 كومنت .
١. رأيكم بعصبية جيمين ؟ يا ترى ما الذي يجعله عصبي هكذا ؟
٢. رأيكم بتحدي جيمين للأستاذ و عدم خوفه ؟رأيكم بطريقة مراضاته لأوكتافيا ؟
٣. يا ترى بماذا جيمين يحتاج أوكتافيا لتنجده ؟ لماذا إنهار في النهاية ؟
٤. رأيكم بأوكتافيا ؟ موقفها ضد جيمين رغم ذلك حبها الأخوي له ؟ هل ستنجده ؟
٥. رأيكم بالأستاذ كيم ؟ موقفه مع جيمين ؟ إستفزازه لأوكتافيا ؟
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі