Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH19|| رعشة البتول
" رعشة البتول"









" إن بداية كل حب وِد و لذة و بداية كل إثم لذة دون وِد، إن الذي يفصل بين الحب و الرغبة العاطفة، إن وجدت أحييت الحب و أن أُعدمت أعدمته"












ما تمسك بها و ما حاولت الإبتعاد، تلك القبلة بدت حاجة مشتركة بينهما، هو بادر و هي ما ردعته لكن أطرافها بالفعل تجمدت.

حينما وجدها جامدة بين يديه قرر أن يلينها، بذراعيه أحاطها و إجتذبها إلى صدره يعانقها ثم تعمق أكثر و وصل القُبلة بقُبل أخرى كثيرة.

شعر بأنوثتها تلين بين يديه و تقطيبها لحاجبيها بدى بسبب طفو في المشاعر أصابها، إنها ترتعش بين يديه كما لو أنه سرق عذارة شفتيها.

فصل تلك القبلة بتلكؤ إلا أن المسافة بين شفتيهما بقت مضمحلة، بان له لو أنه إستمر للغد لن تتحرك لردعه لأنها لا تقوى على الخمول الذي أصابها حتى لو ما أرادته، أسند جبينه على جبينها، أغمض عينيه كما تفعل بينما يشعر بأنفاسها الدافئة تداعب بشرته بنعومة كما تفعل أنفاسها به ثم همس.

" سأنتظر منكِ صفعة لو أردتِ لكنني لستُ آسفاً و لا نادم"

فتحت عيناها على هيئته أخيراً بينما تشعر بدبات أنفاسه تقبل شفتيها، أناملها تكمش على قميصه كما لو أنها تتكز عليه و لتوها لاحظت أنها تفعل.

إبتعدت عنه خطوتين و رأسها منكس، ذلك أنها وعت أخيراً على ما حدث، همست بهدوء رغم الإرتباك الذي يحفها و الضجيج بداخلها.

" هذا خطأ، الذي حدث للتو علينا أن ننساه، أنا خطيبة أخيك و أنت شقيق خطيبي المتزوج، هذا لا يُصح، دعنا نقتل هذه المشاعر قبل أن تتجاوزنا."

حملت أغراضها و همت بالمغادرة لكنه استوقفها بقوله.

" لا أستطيع قتلها، لقد تجاوزتني بالفعل!"

تنهدت بضيق ثم همست.

" أراك غداً في المكتبة أستاذي"

سمعت زفرته الثقيلة ثم خرجت، أغلقت الباب ثم إستندت بظهرها عليه، أطرافها التي تجمدت قبل قليل الآن ترتجف.

رفعت يدها إلى قلبها تتحسس نبضه الصاخب و كمشت عيناها بقوة، شعورها بقُبله الحميمة هو أفضل شعور إختبرته لكن عليها أن تستفيق هذه اللذة محرمة.

فتحت عيناها و زفرت أنفاسها المُثقلة لتخطو بقدميها المتخاذلة بعيداً عن مكتبه، خرجت بذهن شارد، أنه مهما وصلت بها المشاعر عليها ألا تتأثر.

لقد عاهدت نفسها أنها ستدهس هذه المشاعر إن تمردت عليها لكن قبلة منه قيدتها بين قضبان مشاعرها و زادتها جأشاً.

خرجت تسير على هذا الحال، جيمين كان يجلس على إحدى المقاعد الخشبية بإنتظارها، عندما رآها تخرج حاملة هذه السِنحة الضائعة ظن أنها ما أوفت الإمتحان حقه من الإجابات المدروسة.

سار إليها و رغم أنه أمامها لم تراه فارتطمت به وقتها فقط توقفت و لاحظته أمامها، قبض جيمين حاجبيه و أمسك بكتفيها قلِق ثم قال.

" ما هذه الهالة التي خرجتِ عليها حبيبتي؟ ألم تجيبي على الأسئلة أم أن هناك مشكلة أخرى؟!"

لقب حبيبتي، و لمساته الحانية، و سِنحته القلِقة بشأنها كلها أشعرتها بكِبر الخطيئة التي وقعت فيها و جعلتها ترى نفسها بعين الرذيلة و القذارة.

رفعت رأسها إليه أخيراً و الدموع تلاحمت في عينيها، إقترب إليها أكثر عندما رأى هذه الحالة التي هي عليها و احتضن وجنتيها بكفيها قائلاً.

" أرجوكِ أخبريني ما بأسكِ، هل أعود لأتحدث مع جونغ إن؟!"

تمسكت بقميصه سريعاً و نفت برأسها ثم همست.

" لا، لا تفعل!"

" إذن ما المشكلة؟!"

نظرت إليه تستعطفه في عينيها ألا يصر على نيل إجابة و رفعت كتفاً دون الآخر ثم همست ببحة بكاء هزيلة.

" فقط احتضنّي"

أجاب طلبها سريعاً و أصبحت بين يديه، إستندت برأسها على صدره و ضلت تبكي بهدوء و كلما رأت في عينيها القبلة أو شعرت بها خبأت وجهها في صدر جيمين حتى همست.

" أنا آسفة يا جيمين، أنا آسفة!"

لم يفهم على ماذا تعتذر خصوصاً أنها لا تنفك تزداد تمسكاً به و ما حاول أن يفهم، فقط إحتضنها أكثر و هود عليها.

" حسناً لا تبكي، كل شيء سيكون بخير"

أحاط كتفيها بذراعه و حمل عنها أغراضها ثم سار بها و هي تتكئ عليه إلى سيارته، جلست في مقعدها بجانبه و قبل أن ينطلق قال.

" أترغبين في الذهاب لمكان ما هادئ؟"

تحدثت بصوت خفيض و هي تستند برأسها على النافذة.

" لا، خذني إلى شقتي فقط"

حرك العجلة و قاد بالطريق إلى شقتها دون أن يقول شيء، هو فقط وفر لها الفرصة لتفكر بالمزيد، قرر أنها ستخبره مصابها متى ما أرادت ذلك.

توقف جيمين أمام بوابة البناية التي تسكن فيها أوكتافيا و قال.

" هل آتي معكِ أم تحتاجين وقت لقضائه وحدكِ؟"

رفعت رأسها عن الزجاج أخيراً و نظرت إليه قائلة.

" إن بقيت وحدي سأجن، تعال معي"

دخل بعدها إلى الشقة و عندما نظر إليها تقف في منتصف صالة الجلوس كانت تنظر إليه بالفعل، إبتسم لها و هي قامت بمسح دموعها ثم سارت إليه.

وقفت أمامه تنظر في عينيه الباسمة لها وحدها ثم بعد أن إنفلتت منها شهقة بكاء قامت بتقبيله لعلها شعرت بشعور أفضل مع جيمين، لعل تلك القبلة أنستها ما حدث قبل حين، لعل هذه القبلة تطهر شفتيها من الإثم الذي إرتكبته.

أمسك برأسها بيديه و مال إلى زاوية أفضل يتعمق و هي أخذت تسد له القبلة بعشر أمثالها حتى تذهب سُّكر جونغ إن من عقلها.

حالما إبتعد قالت بأنفاس لاهثة.

" دعنا نتزوج!"

رغم أن جيمين إنتظر طويلاً ليسمع هذا منها إلا أن صدمته ألجمت لسانه و احتاج وقت ليرد.

" لنتزوج!"

.............




وضعت كوب القهوة السوداء على مكتبه بعد إنتظار طال لنصف ساعة من وقته حتى أحضرتها، تبسمت مِلئ شدقيها و أمالت برأسها إلى كتفها بينما تحرك جسدها يميناً شمالاً.

هكذا كانت تدلل و هو ينظر لها بحنق، يود لو ينهض و يقوم لها عودها المعوج دائماً و يغلق شفتيها الباسمة دوماً و يزيح إمارات الوقاحة عن وجهها.

لكن هذه الشخصية المستفزة هي سِحرها الخاص الذي بدأ يتأثر به و لأنه بيون بيكهيون، الذي إستغنى عن إيزابيلاً و هي تفوق هذه المائعة حُسناً و خُلقاً، لن يسمح لهذه بتليينه لها.

لا يمكن له أن يطردها لأنها تعمل بإجتهاد و ستكون حُجته بالية كما أنها لا تستلم و لن تقدم إستقالتها رغم حثّه لها بالأعمال المُهلِكة.

" أنتِ لا تعملين هنا لأجل كسب الرزق إنما لأبقى في حيزك، أليس كذلك؟"

همهمت بتلك الإبتسامة المائعة فتنهد لينهض من كرسيه و خبئ يديه في جيوب بنطاله.

" سأقدم لكِ ما تريدينه في المقابل تتركي العمل هنا و تكفي عن ملاحقتي"

الذي يقوله يثير فيها حِس الإستمتاع بالنصر أخيراً، عقدت ذراعيها أسفل صدرها ثم قالت بتلك الإبتسامة و ما زالت تتأرجح يميناً و شمالاً.

" و ماذا تظن أنني أريد؟!"

إقترب إلى محل وقوفها و همس بينما ينظر في عينيها.

" سأمنحكِ الحب الذي تريدينه مني في ليلة واحدة، بعدها تقدمي إستقالتك""

قضمت شفتها السفلية و أخفضت رأسها، إنه أكثر العروض دناسة على الإطلاق، أخذت ترفرف برموشها كثيراً حتى تتلاشى تلك الدموع في عينيها.

عندما إستطاعت جمع شتات قوتها التي بعثرها لتوه رفعت رأسها مجدداً و ملأت تلك الإبتسامة شفتيها من جديد ثم قالت.

" كيف ستقدم لي الحب و أنت لا تملكه؟"

تبسم هازئاً ثم قال.

" لا عليكِ، سأتدبر أمري و أسعدكِ"

إرتفع حاجبها بإستنكار ليومئ قائلاً.

" أليس هذا ما تسعين خلفه بملاحقتي؟ إذن سأمنحكِ أياه و أنتِ كفي عن ملاحقتي"

كم التحقير في كلامه لم يمنعها أن ترد بالإجابة الذي توقعها.

" موافقة"

قهقه ساخراً، كما توقع إنها مجرد ساقطة و الحب الذي تدعيه له مجرد نزوة عابرة.

" إذن الليلة في الفندق الذي أقيم فيه أظنكِ تعرفينه"

أومأت له أنها تعرفه ثم عادت تلك الإبتسامة تملئ شفتيها و العبث إعتلى ملامحها من جديد و بنبرة لعوب قالت.

" هل أعود إلى مكتبي أم أنك تفضل أن أبقى هنا؟"

برم شفتيه مستعجباً ردود فعلها الشاذة عن المتوقع ثم أشار لها بالخروج، خرجت من مكتبه تشير له بأناملها بالوداع و حالما أغلقت الباب تنهد و انصرف إلى عمله،  أخيراً سيتخلص منها.

ذهبت بيول إلى دورة المياه و بينما تنظر إلى وجهها في المرآة سقطت دموعها و همست.

" لم يكن هدفي منك ليلة"

رشقت وجهها بالماء بغيظ تغسل دموعها و لكثرة ما غسلت عيناها أحمرت قليلاً، نظرت إلى إنعكاسها في المرآة و نبست.

" تخون مشاعري يا لعين بهذه البساطة؟ أنت بالفعل ما أشفقت بحالي حتى"

جففت وجهها و هي تتحدث بصوت خفيض لا يصل غيرها.

" أنك بارع في جعلي أكرهك بعد حب جم، أكرهك بيون بيكهيون، أكرهك!"

وضعت على وجهها مساحيق التجميل و جعلتها أحد مما كانت عليه كي تزداد فتوناً و جنوناً، الجمال الحاد قوي و جذاب بينما الجمال البريء لطيف و محبوب.





وقفت أمام مكتب الإسقبال ثم تحدثت إلى الموظف ليرشدها، صعدت إليه و عندما وصلت طرقت الباب تستأذنه الدخول حتى فتح لها الباب.

يرتدي قميص أسود و بنطال بذات اللون، نصف أزرار قميصه مفتوحه و شعره على تصفيفته المرتفعة.

" مرحباً"

قالتها بإبتسامة لعوب و هو إبتسم ساخراً ثم أشار لها بالدخول، لم يتوقع منها ألا تأتي، دخلت تنظر في جناحه الفسيح ثم إلتفتت إليه تقول.

" ما زلت أريد أن أعلم كيف ستمنحني الحب الذي يرضيني"

نزع عن وجهه الإبتسامة و قال.

" تشبهين إمرأة أشتاق إليها!"

إرتفع حاجبها بإنذهال و قالت.

" و تخونها بتلك البساطة؟"

إقترب إليها ليمسك بالمعطف الذي ترتديه و قال.

" و ما شأنكِ أنتِ؟!"

أسقط عن جسدها المعطف ليظهر له فستانها الأسود الفاضح، قهقه بخفة ثم قال.

" يناسبك الأسود لكنني لا أحبه."

أمالت برأسها إلى كتفها و همست.

" إذن ماذا تحب؟"

تداخلت أصابعه في خصل شعرها ليفردها على كتفيها ثم قال.

" الأبيض لكنه لا يناسبكِ"

إقترب منها و هي فوراً أغمضت عيناها، شعرت بشفاهه على عنقها ثم شعرت به يدفعها إلى الخلف حتى سقطت على سريره.

فك تلاحم أزرار قميصه و ألقاه بعيداً ثم إمتدت يده ليفتح سحاب فستانها و ليظهر له المزيد، أغرق رأسه في جوف عنقها و راح يقبلها بهدوء حريصاً ألا يترك أثار خلفه فتلك المرأة ليست له.

إنما يتخيلها إمرأة أخرى ذلك أعانه ليقدم لها الحب الذي توسلته.

أخذ يطبع قبلاته على عظمتي ترقوتها و أعلى صدرها و هي رغم أنها أقسمت ألا تضعف، ضعفت بالفعل.

أمسك بطرف فستانها يريد إزالته عن جسدها لكنها تمسكت بيده تتنفس بصعوبة، رفع نظره إلى وجهها و ما تحرك حتى رفعت يدها عن يده، لقد رأى في عينيها كم هائل من التردد لكنها في النهاية أذنت له.

كاد أن يزيل عنها الفستان مجدداً لكنها قالت.

" توقف!"

و بكت.

قبض حاجبيه و نهض عنها كما طلبت رغم أنه بالفعل أصبح يريدها كما تريده جسدياً، رفعت الغطاء عليها و قالت.

" أنت لم تمنحني الحب الذي وعدتني به لذا توقف"

أدار عينيه و تنهد بملل قائلاً

" و ما حاجتكِ للعواطف إن كانت هذه السعادة جسدية؟!"

إقترب ليعتليها مجدداً و الرغبة تتقد في عينيه، أمسك بالغطاء الذي تختبئ أسفله و همس.

" لا تستطيعين إيقافي الآن و أنتِ من أتيتِ بقدميكِ، دخول عريني ليس كخروجه."

حاولت منعه بصده عنها لكنه اجتذبها إليها و رغماً عنها ضعفت له و همّت به كما همّ بها، ليس إعتداء و لا حب إنما كل منهما أخذ حاجته من الآخر، حاجته الجسدية و حاجتها العاطفية، في النهاية منحها الحب الذي وعدها أياه رغم أنه إستحقره مسبقاً.

حرص أن يكون لطيفاً معها خصوصاً عندما إكتشف أنها بتول و هذا فاجئه، حرص ألا يترك عليها أثر لأنه لم يمتلكها سوى بالجسد لليلة واحدة كما حرص ألا يؤذيها فلقد خالت له إمرأة أخرى و الحب الذي وجهه لها لم تكن المقصودة فيه رغم أن ذلك ما ظهر.

بعدما خرج من دورة المياه بعد حمام دافئ ما وجدها بالغرفة، لقد غادرت بالفعل، تنهد ثم جلس على السرير حيث كانت بين أحضانه.

لقد بكت خوفاً و احتضنها يخفف آلامها، لقد كانت مختلفة جداً عمّا تكون عليه عادة، إنه و كأنها إمرأة ثانية، ليست تلك العابثة التي إعتاد عليها، لقد بدت بريئة جداً و هزيلة، لقد بدت ببساطة تشبه التي يشتاق لها أكثر.

شيء في داخله قد تحرك لأجلها، لا يفهم كيف مال لإمرأة غير تلك التي في رأسه دوماً، ربما لأنها تشبهها فقط و أن الشبه تجاوز المظهر و هي بين يديه.

على عكس ظنونه، ظن أن هنا النهاية لكنها كانت البداية فقط لتخبطه بين إمرأتين، بين التي يشتاق لها و شبيهتها.

" ما الذي يحدث معك يا بيكهيون؟!"

سأل نفسه هذا و ما وجد لنفسه إجابة، وضع رأسه بين كفيه و انحى رأسه متنهداً ثم أغمض عينيه، الإحساس الذي طاله و هي بين يديه لا ينفك يزداد.

" لكنني لا أحبها!"

................................







نظر الأستاذ كيم في ساعته ثم تنهد، لقد تأخرت عن موعدهما المعتاد و يظن أنها لن تأتي حتى بسبب ما حدث اليوم الفائت.

أخذ يتذكر الذي حدث بالأمس و كيف كانت بين يديه كعصفورة هزيلة تتمسك به، يعشق المرأة الخجول رغم أن كل نسائه لعوبات، عداها و لارا.

لم يستطع الأمس أن ينظر إلى لارا بعد ما فعله، سيحمل نفسه الخطأ كاملاً و يبرئها، إنه هو من اجتذبها إليه، هو من قبلها، هو من احتضنها.

كلما نظر في لارا تذكرها و لو فعلاً كان يحب لارا لما إستطابت له تلك القبلة منها أكثر من وجود لارا بين أحضانه الأمس.

حاول أن ينساها بالتعلق بلارا لكن كل محاولاته بائت بالفشل، إنها تنخر عقله و تثير أحساسيه، إنها فتاة أستثنائية بكل شيء حتى بخجلها، إنها محرمة لكنها شهية كما بدى التفاح لآدم شهي رغم حُرمته.

عندما إنحنى أمله و امتثل لليأس نهض متباطأً لعلها أتت إعتماداً على أمل ضعيف، لملم حقيبته و عندما قرر أن يغادر دخلت تحمل كتبها.

تبسم حالما رآها و انشرحت أساريره إلا أنها كانت عابسة بشدة و كأن مصاب كبير ضربها، عكف حاجبيه و عندما ألقت عليه تحية جافة أدرك أنه مصابها.

رغم أن التوتر قد حل أشرعته على جلستهما إلا أن الحديث في مشروع التخرج إستمر بحيوية، و حالما أنتهيا من المناقشة نهضت تهم بالمغادرة.

وقف و أمسك يدها سريعاً لتنظر إلى أصابعه الملتفة حول معصمها لذا حررها، تنهد مستاءً ثم قال.

" لا تغادري على هذا الحال، دعينا نتحدث"

رفعت بصرها إليه و تنهدت ثم بعد فينة أومأت بتردد و ذهبت معه إلى المطعم الذي يجاور المكتبة مشياً على الأقدام دون أن يفتتحوا حديثاً أثناء ذلك.

" إن كان ما حدث الأمس ما زال يؤرقك اعتبريه لم يحدث"

تنهدت بينما تلعب بأصابعها في حجرها و تنظر إليهم بعيداً عنه.

" لا أستطيع أن أفعل لذلك أريد أن يقتصر حديثي معك على مشروع التخرج"

أخفض وجهه حتى يستطيع رؤية ملامحها التي تخبأها في نكسها لرأسها و قال.

" ما زالت الفرصة سانحة،  تستطيعين صفعي رداً عمّا فعلته الأمس"

نفت برأسها و همست.

" لقد رددتُ بالقبول، ما حدث الأمس كان خطأ مشترك لا يحق لي معاقبتك عليه"

تنهد على مسامعها ثم بنبرة قوية قال.

" أوكتافيا أرفعي رأسكِ، ليس و كأنكِ ارتكبتِ جريمة، بحق الإله!"

رفعت رأسها أخيراً و سقطت الدموع من عينيها ليتنهد مجدداً بأستياء ثم تحدث.

" ما حدث بيننا حتى لو لم يكن مقبول فهو ليس ذنب، ببساطة للمشاعر سلطة علينا"

نفت برأسها ترفض كلامه لكنه أسترسل بهدوء رزان.

" أنا أحبكِ و يبدو أن حبي لكِ ليس من طرف واحد"

نظرت إليه بضيق ثم مسحت دموعها و نهضت دون أن تعلق، لم تتوقع يوماً أن إعتراف بالحب سيكون خاطئ لهذه الدرجة.

تبعها سريعاً بعد أن دفع الحساب، كانت تسير  نحو سيارتها بسرعة وصلت الهرولة خصوصاً عندما توقف ليناديها من خلفها.

أمسك بعضدها أخيراً و دفعها في زقاق ضيق بين مطعمين، شهقت بخفة عندما رطم ظهرها بالحائط و حاصرها إليه و اتسعت عيناها عندما حدثها بنبرة غاضبة مرتفعة نسبياً.

" توقفي عن حِمل كل الأمر على كاهلك، نحن لم نخطئ سوى بخياراتنا، نحن نحب بعضنا، ما الخطأ في ذلك؟!"

دفعته من صدره عنها و صاحت به.

" أنا لا أحبك، أنت واهم!"

قضم شفاهه بعصبية ثم استنكر.

" إذن من تحبين؟ جيمين؟ لو أنكِ تحبينه بالفعل لما مال قلبكِ لي."

أسقطت صفعة على وجنته أمالت وجهه يميناً و هي قالت بحدة.

" هل تريد إثبات آخر أنني لا أحبك؟ متى كونت لك المشاعر حتى؟! أنا لا أحبك"

حرك مفاصل عنقه لينظر إليها من جديد ثم همس، رغم أن النظرة في عينيه غاضبة لكنه حادثها بهدوء.

" لقد شعرتُ بكِ ترتعشي بين يدي، هذه رعشة الحب!"

أدارت وجهها عنه رفضاً لكنه أمسك بذقنها و سدد وجهها إليه بلطف ثم همس.

" لن أنتظر منكِ إعترافاً لسانياً، يكفيني الإعتراف الذي وصلني، رغماً عن إرادتكِ قلبكِ يحبني و لن تستطيعي منعه"

إقترب ليقبل وجنتها فهي تشنجت قبضتيها مرفوعة و عندما إبتعد ضربته على صدره بقبضتيها ضربات متتالية و صرخت به بينما تبكي.

" توقف عن فعل ذلك بي!"

تركها تضربه كما تشاء و الدموع ملأت عينيه و قبل أن يغادرها و ثورانها الرافض هذا قال.

" سأتقبل منكِ أي شيء إلا الرفض"

إستوقفته هي هذه المرة.

" جونغ إن!"

توقف في مكانه و هي بادرت بمسح دموعها ثم زيفت فمها بإبتسلمة لئيمة لتقول.

" قررتُ و جيمين أن نعجل في موعد زفافنا إلى وقت قريب جداً"

كلامها نزل في أذنه كالحمم البركانية، إلتفت إليها أعمى البصيرة و عاد إليها بخطوات سريعة ليرطمها بالحائط مجدداً و هي تأوهت بألم بليغ.

شحذ على أسنانه و حبس فكها بين أصابعه القاسية ثم قال بتهجم و غضب شديدين.

" أقسم أنني سأقلب فرحكِ ترحاً"

شهقت بخفة ثم آوات شفتها السفلى التي ترتجف بأسنانها و هو استرسل على نفس الهالة.

" الرجل الذي سيلمسكِ غيري لم يُخلَق بعد يا أوكتافيا، و لو حاول أحدهم سيكون مصيره على يدي الموت حتى لو كان أخي!"

هاجمها بقبلة شرسة على شفتيها جعلتها تتخبط بين يديه، تارة تحاول إبعاده و تارة تصفعه بلا فائدة، حتى إبتعد بنفسه و سار بعيداً عنها و هي صرخت في ظهره.

" أنت رجل مجنون!"

إلتفت لها و فرد ذراعيه ليصرخ بعصبية.

" مجنون بحبكِ!"

أنهارت أرضاً بعدما غادر المكان و تركها وحدها تتصارع مع مشاعرها و أقواله، مشاعرها التي لا تتوقف عن التدفق بصفه و أقواله التي لا تتوقف عن نخر رأسه و كأنها أصبحت بسرعة هائلة هاجساً يثير قلقها.

...................................

تنهدت نايون تنصب نفسها ضد رخامة بار المطبخ المكشوفة إلى صالة الجلوس و عقدت ذراعيها أسفل صدرها تراقب زوجها الذي يدخل بأكياس كثيرة في كل مساء.

أقفل الباب و وضع المفتاح في جيبه ثم تجاوزها إلى داخل المطبخ ليضع الأكياس ثم باشر بنفض يديه.

" إلى متى سيستمر الحال هكذا؟!"

توقف في مكانه خلفها و قال بعد زفير مرهق.

" حتى تعدلي عن قراركِ"

إلتفتت إليه و نبست بتحدٍ.

" لن أعدل عنه"

حرك كتفيه بلامبالاة و تجاوزها إلى طفله في صالة المعيشة حيث يلعب.

" إذن لن أحرركِ"

تأفأفت تحاول كتم غيظها من تصرفاته التي تثير غيظها ثم تبعته بخطوات هادئة إلى صالة المعيشة و قالت.

" تعلم أنني لن أقبل بإخضاعك لي"

أشار لطفله الصغير أن يصعد إلى غرفته و يعلب هناك ثم وجه حديثه لها.

" أنا لا أحاول إخضاعك لكنكِ عصيّة الفهم بشكل مبالغ فيه، ألا ترين أنكِ أصبحت عدائية مؤخراً؟!"

تنهدت بسأم و صرفت وجهها عنه ثم استمعت إليه يحذر.

" تجاهليني كما تريدين لكن لن تخرجي من هنا"

تحرك من أمامها و قبل أن يغادرها تدارك.

" لا تتحدثي بشأن علاقتنا و ما ترضينه و تكرهينه مني أمام الصغير مجدداً، يكفيه البيئة المعقدة التي يعيش بها و الترحال العبثي"

لا يلين و لا يكن، مهما حاولت معه لا تنجح، أنه مُصِر على أن تبقى حبيسة منزله الغريب هذا حتى تعدل عن قرارها في تركه و الأسوء أنه يراها تبالغ.

هي فقط كظمت غيظ سنين و انفجرت مرة واحدة بشكل مفاجئ، لقد عاشت لأجل أمل - أن يحبها يوماً- و صبرت كثيراً كي تكسب مشاعره لكن هباء، إنها لا تكسب سوى الذل.

دخلت إلى المطبخ ترتب محتويات الأكياس و تضعها في مكانها ثم سكبت طعام العشاء لعائلتها الصغيرة، إنها حتى لو أرادت فض هذه العلاقة لكن طالما هي بها ستؤدي واجبها نحوها.

" العشاء جاهز!"

بعدما أعلنت آتى الطفل راكضاً ليتقعد كرسيه و هبط بعده تيمين و هناك إبتسامة على شفتيه، يبدو أن اللعب مع جونغهيون حسن مزاجه الذي دائماً تعكره في طلبها المستمر لإنفصالها عنه.

جلس تيمين في مقعده الذي يقابلها لكنه لم يتشاركا سوى الطعام على نفس الطاولة، لا حديث و لا نظرات حتى أن الصغير لاحظ الجفاء بين والديه.

" أصبحتما تتشاجرا مؤخراً كثيراً، ما الذي حدث هذه المرة؟!"

أشار تيمين فوراً بأصابع الإتهام على نايون و قال.

" أسأل أمك، لقد أصبحت مشاكسة مؤخراً تسعى للتنمر علي!"

قبض الطفل حاجبيه بأستياء و اتخذ صف والده ضد أمه قائلاً.

" أمي لا تتنمري على أبي لكونه رجل طيب"

ثم إلتفت إلى أبيه و قال متجهماً.

" و أنت يا أبي كن قوياً و أعطها العين الحمراء، أنت الرجل في النهاية!"

تكتم تيمين على ضحكاته و أومئ لابنه، أما نايون فكشرت بملامحها بإنزعاج و همست.

" يتحدث هذا النعجة و كأنني أنا من أحتجز والده"

نظر لها تيمين بإبتسامة ثم بعثر شعر صغيره الذي تولى طبق طعامه من جديد، إنه يملك عائلة لطيفة و متجانسة بالفعل و يرغب في توسيعها.

وقتها رمق نايون بنظرات مبهمة عكرت لفهمها حاجبيها و لكنها لم تصل للخلاصة الشافية.

تيمين يشبه أخويه بأنه متقلب الذهن مثلهما رغم أنه ألطفهما.

.....................



سلااااام🌚🌚🌚

بعرف أنو مستوى الحيونة بلش يرتفع و كثير كمان بس هذا اللازم.

البارت القادم بعد 70 فوت و 70 كومنت.

١. رأيكم بأوكتافيا؟! محاولتها لنسيان قبلة جونغ إن بالتشبث بجيمين؟ قبولها لقبلة جونغ إن و إنكارها أنها تحبه؟

٢. رأيكم بجونغ إن؟ وعيده الغليظ لأوكتافيا أن تزوجت و تشبثه الشديد بها؟!

٣. رأيكم ببيكهيون و بيول؟ من المرأة التي يشتاق لها بيك و لماذا شعر بالعطافة تجاه بيول؟!

٤. رأيكم ببيول و قبولها عرض بيكهيون و تسليمه جسدها؟ هل يستحق؟ و كيف ستؤول الأمر أم أنها إنتهت هنا؟

( ثلاث بنات يا بيك، ثلااااثة! طب وفر لغيرك، كسر بيلا و حصل على بيول و بشتاق لبنت ثالثة😑)

٥. رأيكم بالعائلة اللطيفة أخيراً و على ماذا ستؤول الأمور بين نايون و تيمين؟!

٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH20||فرائس الحب
Коментарі