CH35|| لا يتعظ
" لا يتعظ"
الصمت كان إجابتها، لا تدري ما الذي عليها قوله و كيف تتصرف، و بيكهيون ما بدى مهتماً جداً بإرتباكها هذا، يعلم أنها لن تجيبه الآن، لكنها حتماً ستجيبه في حضور والدها.
أمسك بمعصمها و سحبها معه و هي ما قاومته، هي كانت تدري أن هذه المواجهة حاصلةٌ حاصلة، و الهروب ليس حلاً أبدياً لمعضلتها هذه، و لكنها بحق ليست جاهزة للبوح عمّا في جُعبتِها له أو لغيره.
صعدت في سيارته و انطلقت إلى قصر والدها، إنها متوترة بشدة، حتى إن توترها بادٍ على أطرافها، إنها ترتعش و تشعر بها تتجمد رغم أن الجو دافئ.
بين الفينة و الأخرى كان يُلقي بيكهيون عليها نظرة متفقدة، فيجدها على حالها هذا، خائفة و ترتجف، لن يكون رومنسياً و يحضنها و يطمئنها أن الأمور ستسير على ما يُرام، بل إن الكثير من السوء ربما يصيبها، لن يسير شيء على خير.
وصلت قصر أبيها لكنها ترددت في النزول، لولا أن بيكهيون قبض على عِضدها و اخرجها من السيارة رغماً عنها لما خرجت.
سيَّرَها إلى داخل القصر بلا رِفق، رغم أنها تسير بقدمين من هُلام و بدن يرتعش، إستقبلتها والدتها بحضن دافئ و بضع دموع، ثم جلست معها في صالة الجلوس تطمئن عن أحوالها.
إيزابيلا لا تملك بطناً كبيرة، فلا تظهر مع ثيابها الواسعة، و هذا ما جعل أمها لا تلحظ أن إبنتها حامل.
راقب بيكهيون ذاك اللقاء الحميمي بِطلّة ساخرة، و بقيّ في إنتظار عمه، يريد أن يحصل على أمرين، الأول أن يعرف من هو والد الطفل، الثاني أن يزوّجها العم له.
وصل الرجل الكَهِل أخيراً، و افتعل ضوضاء بينما هو ينادي على إبنته بغضب، وقفت إيزابيلا ببدن مُرتعش تواجه أبيها.
حينما أصبح قريباً منها رفع يده و أنزلها بقوة على وجنتها حتى أنها وقعت أرضاً و أمها صرخت، إنحنت السيدة تلتقط إبنتها من على الأرض، ثم أوقفتها بظهرها تحاول حمايتها، بينما والدها يقف ثائراً و أهوجاً لشدة الغضب أمامهنّ.
" لقد إستمعتُ لكِ، كنتُ خائفاً على مشاعركِ، قلتُ ابنتي هذه فتاة سويّة و أنا أثق بها، فلا ضرر أن أبعثها وحدها لبلاد أجنبية، هي ستُنفِّس عن مشاعرها، و تعود أفضل مما كانت عليه"
بكت إيزابيلا تُخبئ وجهها بكفيها، و والدها صرخ.
" لكن انظروا كيف عادت، ببطن ممتلئة بابن زنا لرجل أجنبي لا نعرفه، أهذه ابنتي حقاً؟!"
إلتفتت السيدة والدتها إليها بعينين باكية؛ تتحقق من صحة أقوال زوجها، و حينما وضعت السيدة يدها على بطن ابنتها، شهقت تكتم فمها بيدها.
حينها دفع الرجل بزوجته جانباً، و أمسك بابنته من ذراعها، و ذلك أمام بيكهيون الذي يشاهد فحسب، صفع السيد إبنته حتى أسقطها أرضاً من جديد، و رفع قدمه يريد ركلها في بطنها، و قتل إبنها أياً كان والده، لولا أن أحد ما دفع به بعيداً عنها.
" أيها العجوز المجنون!"
إنحنى الشاب سريعاً، و احتضن إيزابيلا التي تبكي بوجع، و قد نزفت شفتيها كذا حاجبها، و بانت كدمات على وجنتيها.
إحتضنها إلى صدره بقوة، و صاح بهم جميعاً.
" إيزابيلا مسؤوليتي، و لا أسمح لأحد بأن يمسّها بضرر!"
رفعت إيزابيلا رأسها تنظر إلى ذلك الشاب الذي أنقذها، لقد ميّزت صوته، لكنها لم تتوقع أنه بهذه الشهامة و النُبل، كي يدافع عنها في موقف كهذا.
" جيمين!"
تحسس وجنتها بإبهامه، فكشرت ملامحها لوخز الألم الذي أصابها، أبعد يده و تنهد مستاءً يقول.
" أنتِ بخير؟!"
كان جوابها أن بكت فحسب، لذا تنهد و حملها على ذراعيه ينقلها، وقف أمام والدها و إبن عمها يتحدث قُبيل خروجه.
" تحسبان أنكما رجلان حينما تستعرضا رجولتكما الزائفة على إمرأة حامل و هزيلة، سآخذها إلى المستشفى، و سأرفع تقريراً طبياً للمحكمة ضدكم، سأريكم ما أنا بفاعل"
إقترب من بيكهيون، ثم وجه حديث حاد إليه.
" بدل أن تُلاحق إمرأة رجل آخر، و تسعى للحصول عليها بلا حق و رغماً عنها، إذهب و انظر في حال أختك، أنا متأكد أن مصيرها سيكون كلارا، إستعرض رجولتك إن كنت تملكها في المكان الصحيح أيها المسترجل، و اترك بيلا و شأنها!!!"
و بينما جيمين يمُر ببيكهيون ضربه بكتفه، و تجاوزه خارجاً، و لم يوقفه أحد، إلتفت السيد بيون يغزو وجهه تعبيراً سعيداً أكثر مما يكون غاضباً و مستهجناً.
" أيعقل أنه والد الطفل؟!"
أدار بيكهيون عينيه ببرود ثم نبس.
" بالتأكيد لا، جيمين كان غارقاً في حب شقيقتي و لن يتجاوزها بسهولة"
حطّم آمال عمه، و إن يكن، بحق ماذا توقع بيكهيون من عمه؟
هو يدري أنه يبيع نفسه و عائلته لأجل المال، فماذا لو كان إرتباطاً مع عائلة جيمين؟
ذلك سيدر عليه أموال طائلة.
و تصبح المصيبة فائدة...
وصل جيمين بإيزابيلا إلى المستشفى و سريعاً ما تمّ الإهتمام بها، جلس جيمين ينتظر على كرسي الإستراحة أمام بوابة الطوارئ بينما يتم معالجتها في الداخل.
إنتظر لوقتٍ كافٍ حتى أذن له الطبيب بالدخول إليها، إقترب من سريرها الذي تتمدد عليه بضعف، حينها هي أمسكت بيده و همست بصوت واهن.
" شكراً لك جيمين"
تنهد يربت على يدها، ثم إلتفت إلى الطبيب يسألها عن حالتها ليوجز.
" إنها بخير بشكل عام، لقد أستدعينا طبيبة نسائية و سنقوم بتصويرها حتى نتأكد أنها بخير، إنها كدمات خفيفة على وجهها ستزول في بضعة أيام."
إنحنى الطبيب قبل أن يغادر و يتركهما وحدهما، جلس جيمين على طرف السرير و قال.
" ستأتي الشرطة و تسألكِ عن سبب الإصابة، لكِ الحرية في البوح أو التكتم، أنا لن أتدخل، هذا شأنكِ، رغم أنني أفضل أن أضع بيون بيكهيون خلف القُضبان لفترة"
تنهدت إيزابيلا و نفت برأسها تقول.
" لا جيمين، لا أريد أن يزداد الأمر سوءً، شكراً لك لأنك لم تتخلى عني و دافعت عني"
تبسم و أومى لها، ثم بأنامله بعثر شعرها بلطف يقول.
" لا تخشي شيء و أنا معكِ، سأحميكِ"
............
كان الحفل في نهايته، جونغ إن سبق أوكتافيا إلى السيارة، بينما هي توجهت إلى داخل القصر لتحضر الصغيرة لارا.
عند مدخل الحديقة إعترض طريقها الطبيب زانغ، إبتسمت له ثم ألقت التحيّة و انسحبت بهدوء، لكنه إستوقفها قائلاً.
" لم أوقفكِ كي تبتسمي بزيف في وجهي ثم تنسحبي، هل إستسلمتِ لكل شيء؟ أرى أن الجميع يضغط عليكِ، و لكنني ظننتكِ أقوى من أن تستسلمي هكذا، و تُسلّمي أمركِ للقدر"
تنهدت أوكتافيا ثم إلتفتت إليه تقول.
" و ماذا علي أن أفعل برأيك؟ لن يتقبلني أحد، و لا أستطيع أن أتخلى عن لارا الصغيرة، فهي مثلي يرفضها الجميع"
نظر الطبيب إلى الطفلة على ذراعيها، و قال.
" أنتِ و هي لا تحتجنّ أحد، أنا هنا"
تنهدت تنظر حولها، و حينما تأكدت أن لا أحد بالجوار قالت.
" أنت ماذا تريد مني بالضبط؟! أنا لا أفهم سِر تمسكك بي!"
تجاهل الطبيب ما قالت، و انسحب من أمامها بهدوء يشبه حضوره، إزدرئت جوفها ثم غادرت هي الأخرى، أنّى لها أن تُحارب و هي لا تملك ما تُحارب لأجله، و خصومها كُثر و أقوى منها آلاف المرات.
وضعت لارا في كرسيها خلفاً ثم صعدت إلى جانب جونغ إن أماماً، كان يعتصر قبضتيه على عجلة القيادة، و بدا غاضباً إلى حدٍ ما.
" أنا إكتفيت!"
نبس بتلك بأنفاس مختنقة بعد أن رمقها بنظرات ساخطة، عقدت حاجبيها.
" مِمَ إكتفيت؟!"
رمقها بغضب و هسهس.
" من وقاحتكِ أيتها اللعينة"
تنهدت بأستياء و تجاهلته، لا شك أنه رآها تقف مع الطبيب زانغ، و ذلك بالتأكيد أكد شكوكه حولها، هي لم تنبس بحرف، لم تقل شيء إطلاقاً، تسلّحت بالصمت و تجاهلته.
و هو ما استرسل لكن غضبه لم ينفك، بل إزداد بأساً عندما وجدها لا تُبالي، لا تخافه.
وصل بها منزله فترجَّلت قبله، و أخذت الصغيرة إلى الداخل، بدلت للصغيرة ثيابها و تركتها تنام براحة.
خرجت تترك باب الغرفة مفتوح، ذلك لو بكت الصغيرة تسمعها، رغم أن هناك جهاز حسّاس في غرفتها ينبهها إن الصغيرة إستيقظت.
خرج جونغ إن من غرفته بينما تسير هي بهدوء إلى غرفتها، سار إليها بخطوات مستعجلة و منفرجة، لكنه لم تلاحظه حتى أمسك بشعرها من خِلاف حينها صرخت مرتعبة، لكن ذلك لم يمنعه أن يسحبها بعنف إلى غرفتها.
رمى بها أرضاً ثم ألحق سترته بها، ثم وقف متخصراً ينظر لها أرضاً بعينين غاضبة، بدت ترتعش رغم ذلك حاولت أن تسيطر على خوفها و تحدثت.
" أنا لم أخطئ بشيء، أنت فقط تبحث عن حُجة لتهينني، و على آية حال؛ أنت لا يحق لك أن تعنفني إطلاقاً"
ضحك بخفوت جعلها تخشى ما هو مُقدِم على فعله أكثر، إنحنى يجلس على قدميه أمامها ثم همس على طلعةِ وجهها.
" لا أحتاج حُجة كي أفعل بكِ ما أشاء، لا تنسي أنكِ لي و الجميع تبرأ منكِ، أنا أفعل بكِ ما أشاء و لن يُحاسبني أحد، ذلك لأن لا أحد يريدكِ بالفعل"
مسحت عيناها بقسوة ثم إستقامت، حينها هو وقف أيضاً و استمع إلى إتهامها بأُذن مهمِلة.
" أنت نجحت بجعلي أخسر الجميع، أنت أردت أن أبقى وحدي، و لا يكون لي عون عليك و نجحت، الآن تريدني أن أذلّ نفسي لك، و أبقى صامتة و خائفة مهما تجبرت، لكنك مُخطئ؛ أنا لا أجد الحب رادعاً لي عنك كما لارا، أنا حتى لا أحبك"
كاد أن يقول شيء لولا أن إتصال قاطعه، أجاب فبانت إبتسامة ماجِنة على شفتيه، كان سهلاً عليها أن تخمن أن الذي إتصل إحدى رفيقيه.
" قادم، انتظروني"
أولاها إنتباهه حين قال قبل مغادرته.
" حان وقت المرح، سأمرح خارجاً ثم أختم بكِ ليلتي، لذا لا تنامي عزيزتي، انتظريني بثوبٍ مُثير"
غمزها ثم غادر، و لم تعترض أن تلعنه بصوت مسموع لكنه لم يسمعها.
إرتدى إحدى أزيائه الأنيقة لهذه السهرات، بنطال و سترة و قبعة من الجينز جميعها باللون الأبيض، سِلسة في عنقه و صدره مكشوف ثم خرج.
تنهدت أوكتافيا تجلس على سريرها، لن تسمح بأن تكون دميته الليلية مهما كان، هي لا تفهم كيف يفكر أو إلى أي مدى سيتمسك بها، لكنها تعلم أنه لا يريدها زوجة، و لا يخطط للإنجاب منها إطلاقاً.
و هي لا تمانع، أوكتافيا لا تريد أن ترتبط به للأبد، و أن يشكل طفلاً منه و منها عائقاً أمام حريتها و إنفصالها منه، فجونغ إن لا يصلح زوجاً و لا أباً.
يصلح فقط كفتى ملاهي ليلية، إنه ليس برجلٍ حتى...
ذهبت تتفقد الصغيرة ثم توجهت لتعتني بنفسها، إستحمت و بدّلت ثيابها، ثم أخذت لأجلها وسادة و غطاء و ذهبت إلى غرفة الصغيرة، ستبقى هناك، تلك الغرفة تستطيع أن توصدها، و هو لن يقتحم الغرفة و فيها إبنته الصغيرة.
ذلك سيكون آمناً...
.................
" لا أستطيع"
كاي كان يجلس بصُحبة رفيقيه لاي و سيهون في إحدى الملاهي البعيدة، لعل الطبيب زانغ شقيق لاي لا يجده في هذا المكان البعيد.
كانوا الشُبّان الثلاثة يتناقشوا حول ظروف جونغ إن و مكيدته، لكنه الآن يقول أنه لا يستطيع الإستمرار.
" لا تستطيع؟ حسناً يسُرني سماع ذلك و لكن لماذا؟"
كان لاي من تحدث و كاي أجابه بعد تنهيدة، بينما سيهون يجلس إلى يمين كاي و يستمع بصمت.
" لأنني الآن لدي طفلة صغيرة، أنا لا أثق بها بشأن ابنتي و رعايتها لكنني لا أملك خياراً آخر، أمي لن تقبل أن تحتضن إبنتي، و لن ألقي بها إلى تيمين أيضاً"
إرتفعت زاوية شفاه سيهون بإبتسامة هازئة و نبس بخفوت.
" من الجيد أنك تملك طفلة تردعك عن سفالتك"
قهقه كاي بصخب بينما يشير إلى أحدى الراقصات أمامه أن تأتيه، أتت الفتاة و جلست على قدمه، ثم باشرت بمداعبته بأطراف أناملها.
أما كاي فأجاب بينما يداعب أطراف شعرها.
" ما زلتُ سافلاً، أنا لا أنوي أن أمنحها حياة سعيدة برفقتي، سأجعلها تعيسة بكل ما أقدر عليه، و لكنني لن أسمح لها أن تموت و إلا من سيرعى ابنتي؟!"
أتاه صوت من خلفه يقول.
" ربما تموت قبلها بمرض جنسي أو بإدمان ما"
كان الطبيب زانغ الذي وجدهم رغم فرارهم منه، أشار الطبيب للراقصات أن يبتعدن ثم رفع معصمه إلى نظره، ينظر في ساعته و همس.
" معكم دقيقة و ثلاثون ثانية كي تغادروا قبل أن يأتوا الحرس لطردكم"
تنهد الشبّان فأستياء لذا أكمل.
" دقيقة و خمس و عشرون ثانية"
حمل كل منهم سترته و خرجوا إلا لاي، فلقد نبس بنبرة كريهة لأخيه قبل أن يخرج.
" اللعنة عليك أيها السافل!"
إرتفعت زاوية شفاه الطبيب بإبتسامة حتى بانت غمّازته الغائرة عميقاً في وجنته.
أشار كي بعينيه إلى الفتاة التي كانت بحضنه، ثم أخرج من جيبه كومة مال يريه أياها على أن تتبعه ففعلت.
خرج بها و قرر أن يذهب إلى منزله، إنه لأول مرة أن يفعل ذلك، فهو لطالما فصل بين حيواته الثلاث، لكن الطبيب زانغ يعكر عليه هذا الصفاء لذا لا بأس من زيادته تعكيراً.
ولج بها إلى منزله، و أوكتافيا التي لم تنم بعد سمعت صوت ضوضاء في الخارج، فعلمت أنه أتى.
قررت أنها لن تخرج لوما سمعت صوت ضحكات نسائية تنخرط في ضحكاته، حينها خرجت و رأته يدخل بإمرأة ترتدي تقريباً لا شيء إلى غرفتها.
شهقت بقوة إثر ذلك ثم ركضت إليهما، قبل أن يغلق عليهما بابها فتحته، ثم دفعت بالفتاة بتقزز خارج غرفتها.
بدت غاضبة جداً حينما واجهته بصياح عالٍ.
" إن كنتَ تريد أن تمارس الرذيلة فمارسها خارجاً، خارج بيتي و خصوصيتي، اذهب و افعل ما شئت بها في الشارع ليس بمنزلي!"
تبسم هازئاً بها ثم دفعها جانباً يقول.
" لا داعي لكل هذه الجلبة، قولي أنكِ تغارين و تريدين مكانها فحسب، صدقيني سأجعلكِ تصرخين باسمي حتى الصباح حينها"
كان ثمن ما قاله أن صفعت وجهه بكل ما تملك من قوة، و لحدة الموقف هربت الفتاة التي كانت ترافقه.
أوكتافيا ما كانت تتوقع أنها ستفعل شيئاً كهذا، و لكن الكأس قد فاض، راقب الفتاة حتى غادرت، ثم إلتفت إليها يقول مهدداً بينما يفك عِناق حِزامه عن خصره.
" كوني قوية بقدر تلك الصفعة و تحملي القادم إذن، سأجعلكِ تقبلي قدمي كي أغفر لكِ"
إزدرئت جوفها بينما تتنفس بصعوبة، نظرت إليه بعينين خائفة ثم تمالكت قدميها، و تحركت إلى داخل الغرفة تحاول الهروب منه.
كان أسرع منها عندما أمسك بشعرها من خِلاف، ثم سحبها بقوة حتى رمى بها على سريرها، حينها صرخت تنتفض عن السرير، تحاول الهروب بقدر المُستطاع.
أتى اعلاها و حاصر حوضها بين قدميه، أغمضت عيناها بقوة حينما إرتفع الحزام بيده، و رفعت يديها تحاول حماية وجهها.
لكن الذي ظنّته لم يحدث، هو أمسك بمعصميها و ربطهما بحزامه إلى عارضة السرير، فتحت عيناها تتنفس بصعوبة فوجدته يتجرد من قميصه و يتوعد.
" لقد نزعتِ ليلتي، و لكن عليكِ إصلاحها، و إلا ماذا تظني يا زوجتي العزيزة؟!"
بائت محاولاتها لتحرير نفسها منه بالفشل، فصاحت غاضبة في نفس الوقت خائفة.
" أنت رجل ملعون! لا تفكر بإبنتك و مسؤوليتك إتجاهنا، كل همك أن تستمتع، أين الرجل الذي أحببته؟! أنت مجرد شيطان!"
تبسم يضع حطباً في نارها، و همس بينما ينحني بجسده عليها.
" فكري بي كما ترغبين، هكذا أنا و هذا ما أريده"
ثم أغلق ثغرها بفمه، و لكنه لاحقاً تركها تصرخ و تبكي كما يشاء، لكنها لم تتوسله رغم محاولاته المستميتة لأن تفعل.
تركها تبكي بإنفعال شديد و نهض عنها ببدن متعرق و رغبة مُنطفئة بها، أوكتافيا بدت بأكثر حالاتها سوءاً، فهي لا تقوى على البكاء حتى.
يتصبب العرق من بدنا و شعرها ملتصق بجنبات وجهها، خطيّ دموع أسود بفعل الكحل على وجنتيها، و أحمر شفاهها متناثر على جوانب شفتيها، وجنتيها و حتى ذقنها، و أخيراً ثيابها ممزقة.
أفلت يديها ثم خرج إلى غرفته، بعدما خرج ضمت جسدها بذراعيها و أخذت تبكي بلا أن تهتم إن سمع أو لا، ما تعيشه الآن هو أكبر كابوس في حياتها.
.....................
إيزابيلا كانت نائمة في غرفتها الخاصة في المستشفى، و جيمين تولى مصاريف العلاج و المسؤولية اللازمة.
تصرفه ذاك جعله يرتفع بعينيها أكثر، و تكتشف معدنه الأصيل، إنه شهم جداً و نبيل، لقد كان عليها أفضل من أبيها و حبيبها، و هي الآن حقاً مهما فعلت لن توفيه فضله.
دخل إلى غرفتها فوجدها قد إستيقظت، تتكئ على عارضة السرير، و حينما تقابلت أنظارهما تبادلا إبتسامة ودودة، ثم جيمين آتى و جلس على الكرسي إلى جانبها.
" شكراً لك جيمين، لقد ساعدتني كثيراً"
نفى برأسه ألا فضل له عليها ثم قال.
" ماذا الآن؟ لقد أنكرتِ أنكِ تعرضتِ للضرب أمام الشرطة، الآن ماذا سنفعل؟"
تنهدت إيزابيلا تجيب.
" لا أعلم، لكنني أدرك أن الهرب من المواجهة ليس الحل، و لكنني أخشى أن تتأكد شكوكي و يجبرني أبي على الزواج ببيكهيون"
صمت جيمين يقضم شفاهه، إنها عادته حينما يخوض حرباً بين أفكاره لينتقي أفضلها، نظر إلى إيزابيلا و بطنها ثم حالة وجهها، و أخذ بعين الإعتبار رغبتها بألا تتزوج ببيكهيون.
ثم فكر بنفسه... جالت في باله فكرة، لكنه لن يُفصح عنها، سيتأكد من حثيثياتها ثم سيرى بشأنها.
" سأذهب لأتمم أوراق الخروج ثم سأعود إليكِ سريعاً، سآخذكِ إلى فندق آخر حتى نصل إلى حل مع عائلتكِ"
كادت أن تتحدث لوما أنه قاطعها بإشارة من يده، ثم نبرته الصارمة جعلتها تضحك بخفة.
" ممنوع الإعتراض!"
غادر جيمين الغرفة، و أوكل رجلين إستأجرهما اليوم لحراسة إيزابيلا، حينما خرج وجدهما يمنعنان شاب أقصر قامة منهما من العبور، تبين أنه بيكهيون عندما إقترب ناحيتهم.
وقف الرجلين عظيمي البُنية خلف جيمين عندما أشار لهما بذلك، ثم كان وقت أن تكن مواجهته مع بيكهيون الذي بدى محموماً بالغضب.
" أعطني إيزابيلا و إلا يا جيمين لن يسُرك تصرفي"
بيكهيون رفع سبابته بوجه جيمين مهدداً، لذا جيمين دفع بيده، و قال بنبرة باردة خاوية من المشاعر، على عكس الحالة التي بيكهيون فيها.
" إيزابيلا ليست طاولة لأعطيك أياها إن طلبت، لو أرادت لتركتها تذهب، لكنها لا تريد رؤية وجهك و خصوصاً أن ما يحدث لها بسببك، لذا يفضل أن تنصرف من هنا، و لا تدعني أراك حولها"
إلتفت جيمين بقصد الذهاب، و بيكهيون أراد أن يتبعه لولا أن الرجلان منعاه من جديد، فلعن بصيحة مفزعة و قال.
" أنت تخرج غضبك من أختي بعلاقتي بخطيبتي، لا تظن أنني سأصمت و أتفهمك!"
توقف جيمين مكانه لوهلة، ثم إلتف إلى بيكهيون يقول.
" أختك لا تعني لي شيء بيون بيكهيون"
ثم أشار إلى الرجلين أن يبقوه بعيداً عن إيزابيلا، و هو أكمل طريقه ليتم معاملة الخروج، إستهلكته وقت قليل حتى عاد، فوجد إيزابيلا تبكي.
إقترب منها و جلس إلى الكرسي بجانبها، أمسك بيديها و بقلق نبس يعقد حاجبيه.
" ما بكِ بيلا؟!"
رفعت وجهها إليه ثم همست.
" أرجوك ساعدني و لا تتركني، أنا لا أريد بيكهيون، لا أريد أن أعود إليه، هو لا يستحقنا، هو لا يحبني، هو فقط يريد أن ينتصر علي فحسب، أرجوك يا جيمين لا تتركني"
و انخرطت في البكاء من جديد حتى رقَّ قلبه، نهض ثم عانقها بلطف يقول.
" لا تخشي شيء و أنا معك، سأحميكِ من الجميع"
إبتعد عنها قليلاً فهمست بصوت به بحّة بكائها.
" كيف يكون ذلك؟ أنا لا أدري و لكنني لستُ متينة كفاية كي أردع بطشه و بطش أبي عني، أنت تعلم أن أبي يهمه المال أكثر مني، و بيكهيون يستغل ذلك ليحصل علي، بالنهاية زواجي به سيكون دعاية مجانية تصب عليهم المال من كل حدب و صوب"
مسح دموعها بإبهاميه و بتسرع إقترح.
" تزوجيني إذن!"
إتسعت عينا إيزابيلا و همست بلا تصديق.
" لكن..."
وضع يده على شفتيها و قال.
" لا تقولي نعم أو لا الآن، فكري بالأمر فحسب، بمصلحتك و مصلحة طفلك، أنتِ بحاجة لرجل يدافع عنكِ و أنا بحاجة لشخص يؤنس وحدتي، فكري بالأمر حتى تتخذي قراركِ، و حتى ذلك الحين سأدفع أياً من سيحاول إيذائكِ"
......................
في الصباح الباكر، نهضت أوكتافيا عن فراشها، لم تنغلق عيناها و لو لساعة، هي ما إستطاعت أن تنام رغم أنها أرادت أن تخلد إلى النوم.
كانت قد إستحمت عن أثره القذر، و إرتدت ثياباً ثقيلة تقيها برد الشتاء، و تخفي علامات العنف من على جسدها.
صفّر الحسّاس الذي في غرفتها فعلمت أن الصغيرة تبكي، ذهبت إليها ببدن خائر، أرادت أن ترى ما بالصغيرة، و لكنها تفاجئت من حرارتها العالية جداً حينما حملتها.
سريعاً ما هرعت إلى ميزان الحرارة لتقيس حرارتها، تفاجئت حينما وجدتها إثنين و أربعين، الصغيرة تبكي بجنون.
بدأت قدميها ترتجف، إنها لأول مرة تواجه معضلة كهذه، هرعت إلى غرفة جونغ إن ،و نست لشدة خوفها على الطفلة ما حدث أمس بينهما.
إقتحمت غرفته ثم سريره توقظه بخشونة.
" جونغ إن أستيقظ، لارا تشتعل، لا أدري ما بها!"
أبعد يدها بوسن عنه يلعن.
" ابتعدي عني و اللعنة عليكِ!"
صرخت به بقوة بينما تهزه بكل عزمها.
" جونغ إن إبنتك تشتعل، إنهض!"
......................
سلااااااااااام
تحديث سنوي...😂😂💔
كيف حالكم؟! إلي حاب يشتم، يشتمني هون، تحلّوا بالجراءة😉
الفصل القادم بعد 100 فوت و كومنت.
١.رأيكم بجيمين؟ وقفته بصف إيزابيلا و دفاعه عنها؟
٢.رأيكم بإيزابيلا؟ الحالة التي وصلت لها بسبب والدها و بيكهيون؟
٣.رأيكم بجونغ إن؟ خططه التي إنهارت؟ نذالته التي لا تنتهي؟
٤.رأيكم بأوكتافيا؟ حالتها مع جونغ إن؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
الصمت كان إجابتها، لا تدري ما الذي عليها قوله و كيف تتصرف، و بيكهيون ما بدى مهتماً جداً بإرتباكها هذا، يعلم أنها لن تجيبه الآن، لكنها حتماً ستجيبه في حضور والدها.
أمسك بمعصمها و سحبها معه و هي ما قاومته، هي كانت تدري أن هذه المواجهة حاصلةٌ حاصلة، و الهروب ليس حلاً أبدياً لمعضلتها هذه، و لكنها بحق ليست جاهزة للبوح عمّا في جُعبتِها له أو لغيره.
صعدت في سيارته و انطلقت إلى قصر والدها، إنها متوترة بشدة، حتى إن توترها بادٍ على أطرافها، إنها ترتعش و تشعر بها تتجمد رغم أن الجو دافئ.
بين الفينة و الأخرى كان يُلقي بيكهيون عليها نظرة متفقدة، فيجدها على حالها هذا، خائفة و ترتجف، لن يكون رومنسياً و يحضنها و يطمئنها أن الأمور ستسير على ما يُرام، بل إن الكثير من السوء ربما يصيبها، لن يسير شيء على خير.
وصلت قصر أبيها لكنها ترددت في النزول، لولا أن بيكهيون قبض على عِضدها و اخرجها من السيارة رغماً عنها لما خرجت.
سيَّرَها إلى داخل القصر بلا رِفق، رغم أنها تسير بقدمين من هُلام و بدن يرتعش، إستقبلتها والدتها بحضن دافئ و بضع دموع، ثم جلست معها في صالة الجلوس تطمئن عن أحوالها.
إيزابيلا لا تملك بطناً كبيرة، فلا تظهر مع ثيابها الواسعة، و هذا ما جعل أمها لا تلحظ أن إبنتها حامل.
راقب بيكهيون ذاك اللقاء الحميمي بِطلّة ساخرة، و بقيّ في إنتظار عمه، يريد أن يحصل على أمرين، الأول أن يعرف من هو والد الطفل، الثاني أن يزوّجها العم له.
وصل الرجل الكَهِل أخيراً، و افتعل ضوضاء بينما هو ينادي على إبنته بغضب، وقفت إيزابيلا ببدن مُرتعش تواجه أبيها.
حينما أصبح قريباً منها رفع يده و أنزلها بقوة على وجنتها حتى أنها وقعت أرضاً و أمها صرخت، إنحنت السيدة تلتقط إبنتها من على الأرض، ثم أوقفتها بظهرها تحاول حمايتها، بينما والدها يقف ثائراً و أهوجاً لشدة الغضب أمامهنّ.
" لقد إستمعتُ لكِ، كنتُ خائفاً على مشاعركِ، قلتُ ابنتي هذه فتاة سويّة و أنا أثق بها، فلا ضرر أن أبعثها وحدها لبلاد أجنبية، هي ستُنفِّس عن مشاعرها، و تعود أفضل مما كانت عليه"
بكت إيزابيلا تُخبئ وجهها بكفيها، و والدها صرخ.
" لكن انظروا كيف عادت، ببطن ممتلئة بابن زنا لرجل أجنبي لا نعرفه، أهذه ابنتي حقاً؟!"
إلتفتت السيدة والدتها إليها بعينين باكية؛ تتحقق من صحة أقوال زوجها، و حينما وضعت السيدة يدها على بطن ابنتها، شهقت تكتم فمها بيدها.
حينها دفع الرجل بزوجته جانباً، و أمسك بابنته من ذراعها، و ذلك أمام بيكهيون الذي يشاهد فحسب، صفع السيد إبنته حتى أسقطها أرضاً من جديد، و رفع قدمه يريد ركلها في بطنها، و قتل إبنها أياً كان والده، لولا أن أحد ما دفع به بعيداً عنها.
" أيها العجوز المجنون!"
إنحنى الشاب سريعاً، و احتضن إيزابيلا التي تبكي بوجع، و قد نزفت شفتيها كذا حاجبها، و بانت كدمات على وجنتيها.
إحتضنها إلى صدره بقوة، و صاح بهم جميعاً.
" إيزابيلا مسؤوليتي، و لا أسمح لأحد بأن يمسّها بضرر!"
رفعت إيزابيلا رأسها تنظر إلى ذلك الشاب الذي أنقذها، لقد ميّزت صوته، لكنها لم تتوقع أنه بهذه الشهامة و النُبل، كي يدافع عنها في موقف كهذا.
" جيمين!"
تحسس وجنتها بإبهامه، فكشرت ملامحها لوخز الألم الذي أصابها، أبعد يده و تنهد مستاءً يقول.
" أنتِ بخير؟!"
كان جوابها أن بكت فحسب، لذا تنهد و حملها على ذراعيه ينقلها، وقف أمام والدها و إبن عمها يتحدث قُبيل خروجه.
" تحسبان أنكما رجلان حينما تستعرضا رجولتكما الزائفة على إمرأة حامل و هزيلة، سآخذها إلى المستشفى، و سأرفع تقريراً طبياً للمحكمة ضدكم، سأريكم ما أنا بفاعل"
إقترب من بيكهيون، ثم وجه حديث حاد إليه.
" بدل أن تُلاحق إمرأة رجل آخر، و تسعى للحصول عليها بلا حق و رغماً عنها، إذهب و انظر في حال أختك، أنا متأكد أن مصيرها سيكون كلارا، إستعرض رجولتك إن كنت تملكها في المكان الصحيح أيها المسترجل، و اترك بيلا و شأنها!!!"
و بينما جيمين يمُر ببيكهيون ضربه بكتفه، و تجاوزه خارجاً، و لم يوقفه أحد، إلتفت السيد بيون يغزو وجهه تعبيراً سعيداً أكثر مما يكون غاضباً و مستهجناً.
" أيعقل أنه والد الطفل؟!"
أدار بيكهيون عينيه ببرود ثم نبس.
" بالتأكيد لا، جيمين كان غارقاً في حب شقيقتي و لن يتجاوزها بسهولة"
حطّم آمال عمه، و إن يكن، بحق ماذا توقع بيكهيون من عمه؟
هو يدري أنه يبيع نفسه و عائلته لأجل المال، فماذا لو كان إرتباطاً مع عائلة جيمين؟
ذلك سيدر عليه أموال طائلة.
و تصبح المصيبة فائدة...
وصل جيمين بإيزابيلا إلى المستشفى و سريعاً ما تمّ الإهتمام بها، جلس جيمين ينتظر على كرسي الإستراحة أمام بوابة الطوارئ بينما يتم معالجتها في الداخل.
إنتظر لوقتٍ كافٍ حتى أذن له الطبيب بالدخول إليها، إقترب من سريرها الذي تتمدد عليه بضعف، حينها هي أمسكت بيده و همست بصوت واهن.
" شكراً لك جيمين"
تنهد يربت على يدها، ثم إلتفت إلى الطبيب يسألها عن حالتها ليوجز.
" إنها بخير بشكل عام، لقد أستدعينا طبيبة نسائية و سنقوم بتصويرها حتى نتأكد أنها بخير، إنها كدمات خفيفة على وجهها ستزول في بضعة أيام."
إنحنى الطبيب قبل أن يغادر و يتركهما وحدهما، جلس جيمين على طرف السرير و قال.
" ستأتي الشرطة و تسألكِ عن سبب الإصابة، لكِ الحرية في البوح أو التكتم، أنا لن أتدخل، هذا شأنكِ، رغم أنني أفضل أن أضع بيون بيكهيون خلف القُضبان لفترة"
تنهدت إيزابيلا و نفت برأسها تقول.
" لا جيمين، لا أريد أن يزداد الأمر سوءً، شكراً لك لأنك لم تتخلى عني و دافعت عني"
تبسم و أومى لها، ثم بأنامله بعثر شعرها بلطف يقول.
" لا تخشي شيء و أنا معكِ، سأحميكِ"
............
كان الحفل في نهايته، جونغ إن سبق أوكتافيا إلى السيارة، بينما هي توجهت إلى داخل القصر لتحضر الصغيرة لارا.
عند مدخل الحديقة إعترض طريقها الطبيب زانغ، إبتسمت له ثم ألقت التحيّة و انسحبت بهدوء، لكنه إستوقفها قائلاً.
" لم أوقفكِ كي تبتسمي بزيف في وجهي ثم تنسحبي، هل إستسلمتِ لكل شيء؟ أرى أن الجميع يضغط عليكِ، و لكنني ظننتكِ أقوى من أن تستسلمي هكذا، و تُسلّمي أمركِ للقدر"
تنهدت أوكتافيا ثم إلتفتت إليه تقول.
" و ماذا علي أن أفعل برأيك؟ لن يتقبلني أحد، و لا أستطيع أن أتخلى عن لارا الصغيرة، فهي مثلي يرفضها الجميع"
نظر الطبيب إلى الطفلة على ذراعيها، و قال.
" أنتِ و هي لا تحتجنّ أحد، أنا هنا"
تنهدت تنظر حولها، و حينما تأكدت أن لا أحد بالجوار قالت.
" أنت ماذا تريد مني بالضبط؟! أنا لا أفهم سِر تمسكك بي!"
تجاهل الطبيب ما قالت، و انسحب من أمامها بهدوء يشبه حضوره، إزدرئت جوفها ثم غادرت هي الأخرى، أنّى لها أن تُحارب و هي لا تملك ما تُحارب لأجله، و خصومها كُثر و أقوى منها آلاف المرات.
وضعت لارا في كرسيها خلفاً ثم صعدت إلى جانب جونغ إن أماماً، كان يعتصر قبضتيه على عجلة القيادة، و بدا غاضباً إلى حدٍ ما.
" أنا إكتفيت!"
نبس بتلك بأنفاس مختنقة بعد أن رمقها بنظرات ساخطة، عقدت حاجبيها.
" مِمَ إكتفيت؟!"
رمقها بغضب و هسهس.
" من وقاحتكِ أيتها اللعينة"
تنهدت بأستياء و تجاهلته، لا شك أنه رآها تقف مع الطبيب زانغ، و ذلك بالتأكيد أكد شكوكه حولها، هي لم تنبس بحرف، لم تقل شيء إطلاقاً، تسلّحت بالصمت و تجاهلته.
و هو ما استرسل لكن غضبه لم ينفك، بل إزداد بأساً عندما وجدها لا تُبالي، لا تخافه.
وصل بها منزله فترجَّلت قبله، و أخذت الصغيرة إلى الداخل، بدلت للصغيرة ثيابها و تركتها تنام براحة.
خرجت تترك باب الغرفة مفتوح، ذلك لو بكت الصغيرة تسمعها، رغم أن هناك جهاز حسّاس في غرفتها ينبهها إن الصغيرة إستيقظت.
خرج جونغ إن من غرفته بينما تسير هي بهدوء إلى غرفتها، سار إليها بخطوات مستعجلة و منفرجة، لكنه لم تلاحظه حتى أمسك بشعرها من خِلاف حينها صرخت مرتعبة، لكن ذلك لم يمنعه أن يسحبها بعنف إلى غرفتها.
رمى بها أرضاً ثم ألحق سترته بها، ثم وقف متخصراً ينظر لها أرضاً بعينين غاضبة، بدت ترتعش رغم ذلك حاولت أن تسيطر على خوفها و تحدثت.
" أنا لم أخطئ بشيء، أنت فقط تبحث عن حُجة لتهينني، و على آية حال؛ أنت لا يحق لك أن تعنفني إطلاقاً"
ضحك بخفوت جعلها تخشى ما هو مُقدِم على فعله أكثر، إنحنى يجلس على قدميه أمامها ثم همس على طلعةِ وجهها.
" لا أحتاج حُجة كي أفعل بكِ ما أشاء، لا تنسي أنكِ لي و الجميع تبرأ منكِ، أنا أفعل بكِ ما أشاء و لن يُحاسبني أحد، ذلك لأن لا أحد يريدكِ بالفعل"
مسحت عيناها بقسوة ثم إستقامت، حينها هو وقف أيضاً و استمع إلى إتهامها بأُذن مهمِلة.
" أنت نجحت بجعلي أخسر الجميع، أنت أردت أن أبقى وحدي، و لا يكون لي عون عليك و نجحت، الآن تريدني أن أذلّ نفسي لك، و أبقى صامتة و خائفة مهما تجبرت، لكنك مُخطئ؛ أنا لا أجد الحب رادعاً لي عنك كما لارا، أنا حتى لا أحبك"
كاد أن يقول شيء لولا أن إتصال قاطعه، أجاب فبانت إبتسامة ماجِنة على شفتيه، كان سهلاً عليها أن تخمن أن الذي إتصل إحدى رفيقيه.
" قادم، انتظروني"
أولاها إنتباهه حين قال قبل مغادرته.
" حان وقت المرح، سأمرح خارجاً ثم أختم بكِ ليلتي، لذا لا تنامي عزيزتي، انتظريني بثوبٍ مُثير"
غمزها ثم غادر، و لم تعترض أن تلعنه بصوت مسموع لكنه لم يسمعها.
إرتدى إحدى أزيائه الأنيقة لهذه السهرات، بنطال و سترة و قبعة من الجينز جميعها باللون الأبيض، سِلسة في عنقه و صدره مكشوف ثم خرج.
تنهدت أوكتافيا تجلس على سريرها، لن تسمح بأن تكون دميته الليلية مهما كان، هي لا تفهم كيف يفكر أو إلى أي مدى سيتمسك بها، لكنها تعلم أنه لا يريدها زوجة، و لا يخطط للإنجاب منها إطلاقاً.
و هي لا تمانع، أوكتافيا لا تريد أن ترتبط به للأبد، و أن يشكل طفلاً منه و منها عائقاً أمام حريتها و إنفصالها منه، فجونغ إن لا يصلح زوجاً و لا أباً.
يصلح فقط كفتى ملاهي ليلية، إنه ليس برجلٍ حتى...
ذهبت تتفقد الصغيرة ثم توجهت لتعتني بنفسها، إستحمت و بدّلت ثيابها، ثم أخذت لأجلها وسادة و غطاء و ذهبت إلى غرفة الصغيرة، ستبقى هناك، تلك الغرفة تستطيع أن توصدها، و هو لن يقتحم الغرفة و فيها إبنته الصغيرة.
ذلك سيكون آمناً...
.................
" لا أستطيع"
كاي كان يجلس بصُحبة رفيقيه لاي و سيهون في إحدى الملاهي البعيدة، لعل الطبيب زانغ شقيق لاي لا يجده في هذا المكان البعيد.
كانوا الشُبّان الثلاثة يتناقشوا حول ظروف جونغ إن و مكيدته، لكنه الآن يقول أنه لا يستطيع الإستمرار.
" لا تستطيع؟ حسناً يسُرني سماع ذلك و لكن لماذا؟"
كان لاي من تحدث و كاي أجابه بعد تنهيدة، بينما سيهون يجلس إلى يمين كاي و يستمع بصمت.
" لأنني الآن لدي طفلة صغيرة، أنا لا أثق بها بشأن ابنتي و رعايتها لكنني لا أملك خياراً آخر، أمي لن تقبل أن تحتضن إبنتي، و لن ألقي بها إلى تيمين أيضاً"
إرتفعت زاوية شفاه سيهون بإبتسامة هازئة و نبس بخفوت.
" من الجيد أنك تملك طفلة تردعك عن سفالتك"
قهقه كاي بصخب بينما يشير إلى أحدى الراقصات أمامه أن تأتيه، أتت الفتاة و جلست على قدمه، ثم باشرت بمداعبته بأطراف أناملها.
أما كاي فأجاب بينما يداعب أطراف شعرها.
" ما زلتُ سافلاً، أنا لا أنوي أن أمنحها حياة سعيدة برفقتي، سأجعلها تعيسة بكل ما أقدر عليه، و لكنني لن أسمح لها أن تموت و إلا من سيرعى ابنتي؟!"
أتاه صوت من خلفه يقول.
" ربما تموت قبلها بمرض جنسي أو بإدمان ما"
كان الطبيب زانغ الذي وجدهم رغم فرارهم منه، أشار الطبيب للراقصات أن يبتعدن ثم رفع معصمه إلى نظره، ينظر في ساعته و همس.
" معكم دقيقة و ثلاثون ثانية كي تغادروا قبل أن يأتوا الحرس لطردكم"
تنهد الشبّان فأستياء لذا أكمل.
" دقيقة و خمس و عشرون ثانية"
حمل كل منهم سترته و خرجوا إلا لاي، فلقد نبس بنبرة كريهة لأخيه قبل أن يخرج.
" اللعنة عليك أيها السافل!"
إرتفعت زاوية شفاه الطبيب بإبتسامة حتى بانت غمّازته الغائرة عميقاً في وجنته.
أشار كي بعينيه إلى الفتاة التي كانت بحضنه، ثم أخرج من جيبه كومة مال يريه أياها على أن تتبعه ففعلت.
خرج بها و قرر أن يذهب إلى منزله، إنه لأول مرة أن يفعل ذلك، فهو لطالما فصل بين حيواته الثلاث، لكن الطبيب زانغ يعكر عليه هذا الصفاء لذا لا بأس من زيادته تعكيراً.
ولج بها إلى منزله، و أوكتافيا التي لم تنم بعد سمعت صوت ضوضاء في الخارج، فعلمت أنه أتى.
قررت أنها لن تخرج لوما سمعت صوت ضحكات نسائية تنخرط في ضحكاته، حينها خرجت و رأته يدخل بإمرأة ترتدي تقريباً لا شيء إلى غرفتها.
شهقت بقوة إثر ذلك ثم ركضت إليهما، قبل أن يغلق عليهما بابها فتحته، ثم دفعت بالفتاة بتقزز خارج غرفتها.
بدت غاضبة جداً حينما واجهته بصياح عالٍ.
" إن كنتَ تريد أن تمارس الرذيلة فمارسها خارجاً، خارج بيتي و خصوصيتي، اذهب و افعل ما شئت بها في الشارع ليس بمنزلي!"
تبسم هازئاً بها ثم دفعها جانباً يقول.
" لا داعي لكل هذه الجلبة، قولي أنكِ تغارين و تريدين مكانها فحسب، صدقيني سأجعلكِ تصرخين باسمي حتى الصباح حينها"
كان ثمن ما قاله أن صفعت وجهه بكل ما تملك من قوة، و لحدة الموقف هربت الفتاة التي كانت ترافقه.
أوكتافيا ما كانت تتوقع أنها ستفعل شيئاً كهذا، و لكن الكأس قد فاض، راقب الفتاة حتى غادرت، ثم إلتفت إليها يقول مهدداً بينما يفك عِناق حِزامه عن خصره.
" كوني قوية بقدر تلك الصفعة و تحملي القادم إذن، سأجعلكِ تقبلي قدمي كي أغفر لكِ"
إزدرئت جوفها بينما تتنفس بصعوبة، نظرت إليه بعينين خائفة ثم تمالكت قدميها، و تحركت إلى داخل الغرفة تحاول الهروب منه.
كان أسرع منها عندما أمسك بشعرها من خِلاف، ثم سحبها بقوة حتى رمى بها على سريرها، حينها صرخت تنتفض عن السرير، تحاول الهروب بقدر المُستطاع.
أتى اعلاها و حاصر حوضها بين قدميه، أغمضت عيناها بقوة حينما إرتفع الحزام بيده، و رفعت يديها تحاول حماية وجهها.
لكن الذي ظنّته لم يحدث، هو أمسك بمعصميها و ربطهما بحزامه إلى عارضة السرير، فتحت عيناها تتنفس بصعوبة فوجدته يتجرد من قميصه و يتوعد.
" لقد نزعتِ ليلتي، و لكن عليكِ إصلاحها، و إلا ماذا تظني يا زوجتي العزيزة؟!"
بائت محاولاتها لتحرير نفسها منه بالفشل، فصاحت غاضبة في نفس الوقت خائفة.
" أنت رجل ملعون! لا تفكر بإبنتك و مسؤوليتك إتجاهنا، كل همك أن تستمتع، أين الرجل الذي أحببته؟! أنت مجرد شيطان!"
تبسم يضع حطباً في نارها، و همس بينما ينحني بجسده عليها.
" فكري بي كما ترغبين، هكذا أنا و هذا ما أريده"
ثم أغلق ثغرها بفمه، و لكنه لاحقاً تركها تصرخ و تبكي كما يشاء، لكنها لم تتوسله رغم محاولاته المستميتة لأن تفعل.
تركها تبكي بإنفعال شديد و نهض عنها ببدن متعرق و رغبة مُنطفئة بها، أوكتافيا بدت بأكثر حالاتها سوءاً، فهي لا تقوى على البكاء حتى.
يتصبب العرق من بدنا و شعرها ملتصق بجنبات وجهها، خطيّ دموع أسود بفعل الكحل على وجنتيها، و أحمر شفاهها متناثر على جوانب شفتيها، وجنتيها و حتى ذقنها، و أخيراً ثيابها ممزقة.
أفلت يديها ثم خرج إلى غرفته، بعدما خرج ضمت جسدها بذراعيها و أخذت تبكي بلا أن تهتم إن سمع أو لا، ما تعيشه الآن هو أكبر كابوس في حياتها.
.....................
إيزابيلا كانت نائمة في غرفتها الخاصة في المستشفى، و جيمين تولى مصاريف العلاج و المسؤولية اللازمة.
تصرفه ذاك جعله يرتفع بعينيها أكثر، و تكتشف معدنه الأصيل، إنه شهم جداً و نبيل، لقد كان عليها أفضل من أبيها و حبيبها، و هي الآن حقاً مهما فعلت لن توفيه فضله.
دخل إلى غرفتها فوجدها قد إستيقظت، تتكئ على عارضة السرير، و حينما تقابلت أنظارهما تبادلا إبتسامة ودودة، ثم جيمين آتى و جلس على الكرسي إلى جانبها.
" شكراً لك جيمين، لقد ساعدتني كثيراً"
نفى برأسه ألا فضل له عليها ثم قال.
" ماذا الآن؟ لقد أنكرتِ أنكِ تعرضتِ للضرب أمام الشرطة، الآن ماذا سنفعل؟"
تنهدت إيزابيلا تجيب.
" لا أعلم، لكنني أدرك أن الهرب من المواجهة ليس الحل، و لكنني أخشى أن تتأكد شكوكي و يجبرني أبي على الزواج ببيكهيون"
صمت جيمين يقضم شفاهه، إنها عادته حينما يخوض حرباً بين أفكاره لينتقي أفضلها، نظر إلى إيزابيلا و بطنها ثم حالة وجهها، و أخذ بعين الإعتبار رغبتها بألا تتزوج ببيكهيون.
ثم فكر بنفسه... جالت في باله فكرة، لكنه لن يُفصح عنها، سيتأكد من حثيثياتها ثم سيرى بشأنها.
" سأذهب لأتمم أوراق الخروج ثم سأعود إليكِ سريعاً، سآخذكِ إلى فندق آخر حتى نصل إلى حل مع عائلتكِ"
كادت أن تتحدث لوما أنه قاطعها بإشارة من يده، ثم نبرته الصارمة جعلتها تضحك بخفة.
" ممنوع الإعتراض!"
غادر جيمين الغرفة، و أوكل رجلين إستأجرهما اليوم لحراسة إيزابيلا، حينما خرج وجدهما يمنعنان شاب أقصر قامة منهما من العبور، تبين أنه بيكهيون عندما إقترب ناحيتهم.
وقف الرجلين عظيمي البُنية خلف جيمين عندما أشار لهما بذلك، ثم كان وقت أن تكن مواجهته مع بيكهيون الذي بدى محموماً بالغضب.
" أعطني إيزابيلا و إلا يا جيمين لن يسُرك تصرفي"
بيكهيون رفع سبابته بوجه جيمين مهدداً، لذا جيمين دفع بيده، و قال بنبرة باردة خاوية من المشاعر، على عكس الحالة التي بيكهيون فيها.
" إيزابيلا ليست طاولة لأعطيك أياها إن طلبت، لو أرادت لتركتها تذهب، لكنها لا تريد رؤية وجهك و خصوصاً أن ما يحدث لها بسببك، لذا يفضل أن تنصرف من هنا، و لا تدعني أراك حولها"
إلتفت جيمين بقصد الذهاب، و بيكهيون أراد أن يتبعه لولا أن الرجلان منعاه من جديد، فلعن بصيحة مفزعة و قال.
" أنت تخرج غضبك من أختي بعلاقتي بخطيبتي، لا تظن أنني سأصمت و أتفهمك!"
توقف جيمين مكانه لوهلة، ثم إلتف إلى بيكهيون يقول.
" أختك لا تعني لي شيء بيون بيكهيون"
ثم أشار إلى الرجلين أن يبقوه بعيداً عن إيزابيلا، و هو أكمل طريقه ليتم معاملة الخروج، إستهلكته وقت قليل حتى عاد، فوجد إيزابيلا تبكي.
إقترب منها و جلس إلى الكرسي بجانبها، أمسك بيديها و بقلق نبس يعقد حاجبيه.
" ما بكِ بيلا؟!"
رفعت وجهها إليه ثم همست.
" أرجوك ساعدني و لا تتركني، أنا لا أريد بيكهيون، لا أريد أن أعود إليه، هو لا يستحقنا، هو لا يحبني، هو فقط يريد أن ينتصر علي فحسب، أرجوك يا جيمين لا تتركني"
و انخرطت في البكاء من جديد حتى رقَّ قلبه، نهض ثم عانقها بلطف يقول.
" لا تخشي شيء و أنا معك، سأحميكِ من الجميع"
إبتعد عنها قليلاً فهمست بصوت به بحّة بكائها.
" كيف يكون ذلك؟ أنا لا أدري و لكنني لستُ متينة كفاية كي أردع بطشه و بطش أبي عني، أنت تعلم أن أبي يهمه المال أكثر مني، و بيكهيون يستغل ذلك ليحصل علي، بالنهاية زواجي به سيكون دعاية مجانية تصب عليهم المال من كل حدب و صوب"
مسح دموعها بإبهاميه و بتسرع إقترح.
" تزوجيني إذن!"
إتسعت عينا إيزابيلا و همست بلا تصديق.
" لكن..."
وضع يده على شفتيها و قال.
" لا تقولي نعم أو لا الآن، فكري بالأمر فحسب، بمصلحتك و مصلحة طفلك، أنتِ بحاجة لرجل يدافع عنكِ و أنا بحاجة لشخص يؤنس وحدتي، فكري بالأمر حتى تتخذي قراركِ، و حتى ذلك الحين سأدفع أياً من سيحاول إيذائكِ"
......................
في الصباح الباكر، نهضت أوكتافيا عن فراشها، لم تنغلق عيناها و لو لساعة، هي ما إستطاعت أن تنام رغم أنها أرادت أن تخلد إلى النوم.
كانت قد إستحمت عن أثره القذر، و إرتدت ثياباً ثقيلة تقيها برد الشتاء، و تخفي علامات العنف من على جسدها.
صفّر الحسّاس الذي في غرفتها فعلمت أن الصغيرة تبكي، ذهبت إليها ببدن خائر، أرادت أن ترى ما بالصغيرة، و لكنها تفاجئت من حرارتها العالية جداً حينما حملتها.
سريعاً ما هرعت إلى ميزان الحرارة لتقيس حرارتها، تفاجئت حينما وجدتها إثنين و أربعين، الصغيرة تبكي بجنون.
بدأت قدميها ترتجف، إنها لأول مرة تواجه معضلة كهذه، هرعت إلى غرفة جونغ إن ،و نست لشدة خوفها على الطفلة ما حدث أمس بينهما.
إقتحمت غرفته ثم سريره توقظه بخشونة.
" جونغ إن أستيقظ، لارا تشتعل، لا أدري ما بها!"
أبعد يدها بوسن عنه يلعن.
" ابتعدي عني و اللعنة عليكِ!"
صرخت به بقوة بينما تهزه بكل عزمها.
" جونغ إن إبنتك تشتعل، إنهض!"
......................
سلااااااااااام
تحديث سنوي...😂😂💔
كيف حالكم؟! إلي حاب يشتم، يشتمني هون، تحلّوا بالجراءة😉
الفصل القادم بعد 100 فوت و كومنت.
١.رأيكم بجيمين؟ وقفته بصف إيزابيلا و دفاعه عنها؟
٢.رأيكم بإيزابيلا؟ الحالة التي وصلت لها بسبب والدها و بيكهيون؟
٣.رأيكم بجونغ إن؟ خططه التي إنهارت؟ نذالته التي لا تنتهي؟
٤.رأيكم بأوكتافيا؟ حالتها مع جونغ إن؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі