Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH25|| إلى الهاوية

" إلى الهاوية"




" بعض الحُب يرفعك إلى الجِنان و آخر يرميك في قعر الجحيم فكن حذراً و قلبك!"










مضت الأيام على عكس ما وجب عليها أن تكون، مرّت برتابة اعتيادية و كأن مصيبة لم تحدث قبل فترة بسيطة.

عجز السيد عن إخراج تيمين من السِجن بكفالة فلقد سبق و وقع تعهداً بأنه سيكون أكثر حذراً في المستقبل إن إستخدم آدوات حادة لكنه لم يفي.

كانت نايون بطفلها بإنتظاره، غياب تيمين و إن كان وجيز قد شكل ضغطاً مهولاً على نايون من عائلته فأنهم لا ينفكوا أن ينبتوا لها في كل مكان ترقباً لأي تصرف قد يُخلّ بمكانتهم المرموقة.

السيدة كيم لجأت لتجميد حسابات تيمين البنكية كوسيلة للضغط على نايون و إجبارها على العودة إلى القصر و عندما رأت نفسها فشلت في ذلك و قد شمّرت نايون عن ذراعيها طلباً للرزق اصبحت تخرج لها كالعائق في كل مكسب رزق.

ليس لأنها احبتها فجأة أو أنها أرادت التخفيف عن ابنها أو حتى أن حفيدها لم يهن عليها، الموضوع برمته كان لأجل سمعة العائلة المرموقة فكيف ستعمل ابنتهم في القانون طلباً للرزق و كل الأرزاق في جعبتهم.

حُكم على تيمين بالسجن ثلاثة أشهر تعلم نايون أن هذه الشهور ستكون عُجاف فإما أن يجوع طفلها و إما أن تجوع كرامتها.

غير ذلك كل شيء ما زال على حاله بشكل يثير الريبة، جونغ إن غدى صالحاً بالفعل و هو على وِفاق مع زوجته و جيمين يقضي طيلة يومه مع خطيبته، قليلاً ما يعود إلى القصر.

هكذا ما كان الوالدين يظنوه أما الحقيقة فلها وجه آخر، إن سقطت الأقنعة سترى بشاعة الوجوه.

مع إقتراب موعد الزفاف كانت التحضيرات تلم القصرين -كيم و بيون- و رغم أن العروسان في إختفاء دائم إلا أن الترتيبات للزفاف سارت بشكل جيد.

أوكتافيا ما زالت محبوسة في شقتها و جيمين يرفض أن يحررها مهما طلبت منه ذلك، لقد أصبح رجلاً آخر لا تعرفه كما هي إمرأة أخرى لا يعرفها.

حاولت جاهدة إيقاف الزواج لكنه ثبت على موقفه آبياً الفراق و أنه لا ينتقم و حسب بل يضحي بنفسه لأجل لارا و أناس آخرين لا يستحقون.

و بما أن اليأس وصل منها مبلغه لقد قررت أنها ستحاول الهرب لأول مرة ستفعل، كانت الظهيرة أي وقت وصول جيمين إليها.

وقفت خلف باب الشِقة و حملت بين يديها مزهرية قد قررت أنها ستستخدمها ضده و لكنها ترجو ألا تؤذيه أكثر من اللازم.

سمعت صوت المفتاح يُدار في الباب فتأهبت بإستعداد ثم فتح و حالما دخل هوت بالمزهرية على كتفه فتهاوى أرضاً لكنها قبل أن تفر منه أمسك بقدمها و أسقطها أرضاً بجانبه.

صرخت باكية بقهر، ها خطتها و أملها الوحيد سقط و هي مجبورة أن تفعل ما يمليها به جيمين حتى و إن كان ضده و ضدها.

أغلق الباب بقدمه و تأوه يستند على ذراعه ليقعد أرضاً، أمسك بها من تلابيب قميصها و سحبها إليه قائلاً.

" من الأفضل لكِ أن تنهضي و تأتي بثلج ثم بصندوق الإسعافات قبل أن أخرج جُم وجعي فيكِ!"

أوكتافيا أومأت بينما تراقب خط الدماء يسير إلى جانب عنقه، هي قصدت كتفه و لكنها أصابت رأسه أيضاً.

نهضت سريعاً إلى الثلاجة تحضر له الثلج، وضعته على رأسه ثم ركضت لتحضر الصندوق و عادت لتجثو أمامه.

ضمدت جروحه و طهرتها و خلال ذلك إعتذرت ألف مرة على فعلتها هذه و وعدت أنها لن تكررها مجدداً أما هو فما كان حريصاً لإلتقاط كل كلمة تقولها فبدت كلها متشابهة.

" آسفة، لم أقصد!"

حالما إنتهت من إسعافها دفعها بالصندوق بعيداً عنه و قال.

" من الأفضل ألا أرى لكِ طيفاً خارج غرفتكِ"

اعتذرت مجدداً ثم نهضت على أعقابها تتوارى بخيبة خلف باب غرفتها، تقعدت السرير و تفجرت مجدداً تبكي بحرقة.

هي هنا تحترق و هو هناك ينعم بإهتمام بلا حدود و كأنهما لم يكونا شريكا جريمة واحدة، إنها تتحمل العِقاب وحدها، جيمين لن يتهاون في تسديد ضربته في قاع روحها و هي بدافع الندم لا تملك صده.

قلبها ينزف كثيراً توجعاً، تلك كانت خطيئة سخيفة التي إقترفتها، الذنب ينهشها لأجل متعة زالت كأنها لم تكن.

لطالما كانت متعة الفِراش مؤقتة، يشهد ضميرها أنها ظنته حباً لكن بعدما ثارت الفضيحة في وجه جيمين و هو توارى خلف سِتار البرائة و تركها كالقذيفة في فوهة المدفع علمت أن الذي كنّه لها ليس حباً كما الذي كنته له.

ربما أحبته بدافع الإعجاب و ما إن تغذى إعجابها مات بتوعك في الهضم أما هو فما تظن أنه إقترب حباً بل ليغذي روحه المريضة بنصر جديد.

هذا أبشع ذنب قد تقترفه طيلة عمرها، إنها أعطته أثمن ما تملك دون أن يدفع عليها جهداً، كانت صيداً سهلاً رغم أنها تكره كل ما يأتي بسهولة، ما ظنت أنها ستكون ضمنها.

مرت ساعات اليوم تقضيها وحيدة كما اصبحت كل ايامها، العُزلة و الوحدة، جيمين لا يكلمها مهما استمالته و اعتذرت و الجميع يظنهما على وِفاق فلم يستعجب أحد غيابها الطويل.

كان ذلك عقاباً قاسياً من جيمين لكنه لم ينتهي بعد و القادم أصعب و أكثر تهويلاً لكنها تستحقه فهي لم تكسر قلبه فقط إنما كرامته، ثقته، و صداقتهما الوطيدة التي ما خالت أن شيء يستطيع كسرها.

اليوم هو اليوم الذي انتظره جيمين سابقاً بشوق شديد ليعيش لحظاته بكل دقة و تفصيل و لتبقى الذاكرة حيّة فيه حتى الممات، كلما تذكرها إبتسم لكن الأحلام التي بناها في الهوى سقطت و كان الواقع ببشاعة مظهره ماثلاً أمامه.

وقف بملامح معقودة أمام المرآة يعقد ربطة عنقه و يوضبها كما لو أنه عريس سعيد حقاً لكن ملامحه الواجمة تفضح حفيقة شعوره و أن هذا الإجتماع ما عُقِد إلا لأنه يريد ان يأخذ حقه بفائدة.

خرج يقف متحاشياً السلام على أياً من المنافقين الحاضرين، تقدم ليقف في مركز القاعة و واجهته إلى البوابة التي ستظهر منها العروس تتأبط ذراع أبيها كي يسلمها له و يلقي على مسامعه وصيّة شكلية و كأنه يهتم.

و ها هي ظهرت يلف جسدها فستانها الأبيض و من على شعرها تضع طرحتها تسوق أطرافها بضع فتيات صِغار.

تقدمت إليه لا تنظر إلى وجهه بل إلى يده الممتدة لإستلامها و عندما سلمها أبوها له ارتعشت يدها بيده و صمدت رغماً عنها كي تقف إلى جانبه.

" إنها أميرة القصر، سلمتها إليك و أنا كلي ثقة بك أنها ستصبح في قصرك ملكة"

ود لو يقهقه لكنه احتفظ بذلك في صدره، لن تكون الملكة أبداً، هي لم تستحق لقب أميرة حتى ستكون مجرد محظية ليلاً و خادمة نهاراً، لن يكونا زوجاً و زوجة أبداً.

وقفا أمام كاتب الزواج الذي أسهب في مقدمة هزلية عن قداسة العلاقة الزوجية حتى آتى وقت السؤال.

" كيم جيمين، أتوافق على بيون أوكتافيا زوجة لك في السرّاء و الضرّاء؟!"

كان جوابه جافاً لكن سريعاً.

" أقبل"

إنكمشت ملامح أوكتافيا بضياع حينما توجه السؤال إليها.

" بيون أوكتافيا، أتوافقين على كيم جيمين زوجاً لكِ في السراء و الضراء؟"

إن رفضته الآن فإنها ستعفيه من إنتقام لن يعود بالشر على أحد بقدره و إن وافقت فأنها ستخسره للأبد.

الآن أرادت أن تفكر به وحده و بمصلحته، لا نفع له من زواج بالٍ كهذا و لا تريد أن تثقل عليه بحِملها أكثر فهي لا تستحق و أن تنال النجوم في السماء أقرب من عفوه.

" أرفض، لا أقبل"

إرتفعت شهقات الحضور و صار لنميمتهم حِس، أما جيمين فنظر إليها غاضباً و هي تراجعت عنه بخطوة لكنه اجتذبها لتقف بجانبه مجدداً و قال.

" إنها لم تقصد ما قالته، إسألها من فضلك مجدداً"

و بينما يطلب من كاتب الزواج أن يكرر سؤاله كان ينظر لها بتحدٍ إن هي رفضته مجدداً فهو أكرم عليها بمنحها فرصة لتغير قولها.

" آنسة بيون أوكتافيا، أتوافقين على كيم جيمين زوجاً لكِ؟!"

نظرت إلى جيمين و المقآي إمتلئت ببناتها، إنها تطلبه هواناً أن يكف عنها و يتخلى عن إنتقامه لكنه بدى أكثر إصراراً و هي لن تضحي به لأجل الغضب.

" أنا و بكامل قواي العقلية لا أريد أن أتزوج بكيم جيمين"

أفلتت يدها منه و اعتذرت.

" أنا آسفة، هذا لأجلك"

همّ والديها و والديّ جيمين بالإقتراب لإقناعها أو على الأقل لفهم أسباب رفضها فكما يعلمون أنهما واقعين في الحب.

تراجعت عن جيمين و هو ينظر لها و لو أنه ليس بين حشد من البشر لربما وأدها، رفعت فستانها بيديها و إلتفتت تركض بأقسى سرعتها خارج قاعة الزفاف، ذلك ما كان عليها فعله.

ركضت في الشارع و الجميع ينظر لها، عروس بفستان زفافها تبكي و تفر هاربة من زفافها، أصبحت تركض في الشوارع بقصد الإبتعاد بقدر ما تستطيع عن جيمين.

سقطت طرحتها و انسدل شعرها على أكتافها لكثرة ما ركضت و في شارع فرعي اعترضت طريقها سيارة اعتدت على الرصيف لإيقافها.

تراجعت سريعاً فها هو أمسك بها، هبط على قدميه من السيارة فشهقت و يدها إلى فمها، إنه جونغ إن و ليس جيمين.

إلتفتت عنه تريد الهرب منه حتى لو التزمها الأمر أن تهرب عودة إلى جيمين لكنه كان أسرع منها عندما قيّد خصرها بذراعه و ارتطم ظهرها بصدره.

أخذت تقاومه بخشونة تحاول أن تتحرر من ذراعه لكنه أقوى منها بكثير فما كان صعب عليه سحبها رغماً عنها و إداخلها سيارته.

نفث أنفاسها بإنفعال بينما يعدل سترته و ينفض عنها غبار وهمي إثر مقاومتها له، صعد في السيارة و هي في الخلف ثم قادها بعيداً.

" إلى أين أنت تأخذني؟!"

أحدث صراخها في أذنه صريراً فنظر لها عبر المرآة الأمامية قائلاً.

" أكنتِ تخاليني متخلٍ عنك؟! أنا ما زلتُ أريدك و على موقفي الأول معكِ"

قهقهت بجنون إذ هي لكثرة الهم جنّت.

" حقاً؟! لم تتخلى عني؟! أين كنت عندما جيمين حبسني؟!

تنهد مستاءً و احتفظ بصمته بلا رد فقهقهت مجدداً رغم أنها تبكي بعينين شرهة لإراقة الدموع.

" ها أنت تطبق فمك، ألم يكن ما فعلناه ذنب مشترك؟! لِمَ أنا وحدي التي عليها أن تتحمل العِقاب؟! و الآن تعود و تقول أريدك و كأنني دمية بين يديك متى ما إشتهيت إحتضنتها و متى ما إشتهيت رميتها."

تجاهل إنفجارها فيه و عذرها، هو إبتعد و تركها تصارع أخيه و تتحمل الذنب وحدها، هو فقط إستمر بالقيادة و تركها تنفجر كما تريد.

عندما يأست من نيل إجابة منه إعتكفت برأسها على النافذة تبكي بلا حِس، فليتعذر فليقل أنه كان خائفاً، أنه فكر بلارا، أنه أراد الإنسحاب بغرض التصليح.

فليقل أي شيء يخفف عليه عندها لكنه ما كان يأخذ حُسباناً لمشاعرها إنما ليخدم نواياه و يحقق أمانيه فقط.

" على الأقل أخبرني إلى أين تأخذني"

أجابها مهوداً.

" إلى حيث لا أحد يستطيع مضايقتك أو أجبارك على شيء لا تريدينه، حيث يجب أن تكوني، معي أنا"

إرتفعت شفتاها بإبتسامة باهتة و هزئت.

" ها أنت تجبرني عليك"

تنهد ثم ألحقها بإجابة مقتضبة.

" إن كنتُ أجبركِ علي فلا بأس، ذلك لأحميكِ"

همست تقصد قطع أمانيه و ربما أحلامه الوردية معها.

" لا أريد أن أعود إليك"

ما إلتفت كثيراً لما قالته إنما علق متوقعاً قطعِها لوصلِه.

" لستُ اضغط عليكِ بتقبلي او إستقبالي من جديد إنما أهدف لحمايتكِ و تعويضك عمّا اقترفته من بُعد عنكِ"

ليس عليها أن تنخدع في كلماته مجدداً، لو كان يحبها بحق لقاوم كل القيود حتى فككها إنما هو أنصاع لها و قُيّد بملئ إرادته.

" ما عدتُ أثق بك و لا أرى فيك سوى ذنبي"

كتم عنها جوابه و قاد السيارة حتى وجهته، لا داعي لحديث عقيم، بما أن عقلها قد تحجر أمام فأسه و قلبها تاب عن حبه فهو لن يسهب في حديث نهايته عقيمة، سيتحدث بالأفعال.

رفعت رأسها عن الزجاج مستهجنة ثم إلتفتت تنظر إليه يصطف بسيارته في موقفها.

" هل جننت؟! أتحضرني لمنزلك لتزيد الأمور سوءاً؟! سنكشف أمام الجميع يا جونغ إن هذا ليس تصرفاً صائباً"

تجاهل ما قالته ريثما ركن سيارته ثم هبط منها و توجه إلى الباب الخلفي لإخراجها، أمسك بيدها بنية مساعدتها على الخروج لكنها أبّت أن تخرج و تمسكت بموقفها.

" لن أخرج و لن أدخل منزلك، هذا للارا ليس لي أنا"

تنهد مستاءً من عنادها ثم سحبها عنوة مستخدماً القوة لنزعها من سيارته و حالما مثلت أمامه ضربت صدره بكفيها قائلة.

" أتنوي نحر عنق كرامة زوجتك و مسكنها لأجل نزوة عابرة؟! أنا لن أسمح بذلك!"

دفعها ضد هيكل السيارة و صاح بخشونة أجفلتها.

" لا تضعي نفسكِ بمكان ما وضعتكِ فيه و امشي الآن عمّا أوجهكِ عليه كي ننجو من غضب المخذولين"

أمسك بيدها يبغي سحبها إلا أنها تسمرت في الأرض آبيّة لذا اجتذبها بخشونة و هسهس في مقدمتها.

" إن مت مشيتِ برغبتكِ ستمشي رغماً عنكِ"

بعض المشاكل لا تتصلح بحل يفككها بل بمشكلة أخرى تزيدها تعقيداً.

أدخلها منزله و سحبها إلى الطابق العلوي و حالما وقف أمام باب خمنت أنه غرفة النوم قال.

" سآتيكِ بإحدى فساتين لارا لتبدلي ملابسك ثم سنرى ماذا سنفعل في هذه المعضلة"

دخل و تركها واقفة أمام الباب، لو أنها مكان لارا و رأت المرأة التي استخدمها زوجها سكيناً لطعن قلبها لمّا قبلت إلا أن تكون خِنجراً يشق عنقها.

الآن يذهب ليعطيها فستاناً لها و قد منحها نفسه مسبقاً، خالت أنها ستأخذ الكثير أيضاً مما لا يحق له سرقة هكذا.

لطالما تمنّت أن تكون بطلة القِصة لا الشريرة التي يذرفها السُباب إينما مثُلت و مهما فعلت، مسحت دموعاً سقطت خيبة على حالها.

مدّ لها جونغ إن فستان وردياً و أشار لها نحو غرفة قريبة أن تدخل و تبدل ثيابها ففعلت، حالما دخلت الغرفة طعنة أتت من حيث لا تحتسب و انغرست في قلبها.

إنها غرفة الطفل، تحوي سريراً صغيراً يتناسب مع حجم رضيع، دولاب ثياب له و الكثير من الألعاب، بأي حق هي ستهدم فرح الصغير من قبل أن يأتي حتى.

إنحدرت مستندة بظهرها على الباب حتى جلست أرضاً القرفصاء تنظر حولها و دموعها تتساقط، أستكون بالنسبة إليه عشيقة أبيه أو المرأة التي وأدت عليه السكينة التي يستحقها.

طرق جونغ إن الباب و استعجلها في الخارج فوقفت تبدل ثيابها و حالما إنتهت وضعت الفستان على ذراعها ثم خرجت تحمله.

نظر إلى الفستان على ذراعها و انتشله منها ثم سار بعيداً عنها و بما أنها تغترب كل شيء هنا سواه تبعته بخُطى متخاذلة حتى بوابة الحديقة و هناك رأته يشعل بالفستان لتتغذى عليه النار و تنهي وجوده.

أنكست برأسها و امتثل جيمين و كأنه بالفعل أمامها مع إبتسامته المشرقة و عيناه المخفيتان خلف جفونه الضاحكة.

" أنا آسفة للغاية!"

همست بها باكية و راح صدرها يحترق كما يحترق الفستان أمامها، لو أن الزمن يعود بها فقط لما استسلمت لجونغ إن مهما نال الحب فيها مبلغاً.

لو أن بيكهيون هنا فقط لحماها من كلا الرجلين -جيمين و جونغ إن- رغم أنه سيستفرد بعقابها لكنه سيكون عليها أهون منهما.

حالما تشبعت النار من الفستان أكلت بعضها بعضاً حتى قتلها بالمياه و عاد إليها، أمسك بيدها و صعد بها إلى غرفة شاغرة ثم قال.

" ستبقي في هذه الغرفة حتى يحل الليل و عند إنتصافه سآخذكِ خارج المدينة إلى مكان آمن عليكِ به"

أدخلها الغرفة و على أعتابها قالت متذرعة.

" و ماذا عن لارا؟! لن تسرها رؤيتي هنا بالطبع و أنا لا أريد أن أضيق الخِناق عليها"

ارتفعت يده ليمسح بها على شعرها ثم قال.

" لا عليكِ من لارا، أنا سأتولى شأنها، ارتاحي الآن حتى المساء"

تنهدت مستسلمة ثم أومأت، هو ابتسم بخفة ثم وجّه ذقنها على وجهته و طبع قبلة خفيفة على شفتيها ثم ذهب و هي تيبست قدماها بالأرض، لقد أصبح العُهر مباح.

ولّت الباب ظهرها و استندت إليه و بصرها يحتضن الأرض رغم تشوشه، كما لو أنها مُلك يمينه يستبيح منها اللذة كلما شاء.

تقعدت على السرير بجسدها الذي استثقلت حمله فجأة و كأنما فيه إثقال و قدميها هُلام، مسحت دموعها بسرعة حالما سمعت صوت جونغ إن يرتفع بغضب في الخارج لذا أدركت أن لارا وصلت و علمت عنها.

ما كانت تملك الجراءة لتفتح الباب و تراها إنما الخزي يقيدها في مكانها و لا تنتظر سوى أن يحركها جونغ إن كالدُمى إينما شاء.

في الأسفل كان الوضع مختلف كلياً، لارا التي هرعت إلى داخل المنزل ببطنها الثقيلة حالما اشتمت رائحة حريق و لاح في الأفق دخان منبعث من الحديقة و ما إن وصلت وجدت جونغ إن يقابلها.

" هناك شيء يحترق في الحديقة!"

أومئ قائلاً.

" أعلم، لقد تخلصت من بعض النفايات"

قبضت حاجبيها مستفهمة.

" نفايات؟!"

همهم لها و هي ما إستصعب عليها أن تعلم نوع النفايات التي إحترقت لأن العروس هاربة بالفعل، إبتسمت ساخرة و قالت.

" و ماذا أعطيتها من دولابي؟!"

كان عالماً بأنها ستفهم سريعاً لذا اقتصد في إجابته.

" قطعة تستر جسدها"

إقتربت إليه و اتسعت عيناها بغضب رغم ان الدموع إمتلئت فيهما.

" المفضوح أمامك!"

صعدت السُلم بعصبية و توجهت إلى غرفتها بحثاً عنها و جونغ إن يتبعها لإيقافها.

" لارا إهدأي قليلاً، لا داع لكل هذه الجلبة"

صاحت به عندما عجزت عن إيجادها في الغرف القريبة.

" أنت كيف تدخل عاهرتك إلى منزلي؟! اذهب و استمتع بجسدها الرخيص خارجاً!"

صفعة سقطت على وجهها جعلتها تضمد الحرارة التي تفجرت في وجنتها براحة يدها بينما تلقي نظرات لائمة عليه و لكنها صرخت سريعاً.

" اخرجي يا ساقطة أينما كنتِ و اذهبي من منزلي"

كاد ان يصفعها مجدداً لكن يد تمسكت به سريعاً.

" لا تضربها، أنها محقة فيما قالته، لا تفعل!"

نظرت لارا نحو أوكتافيا التي رأتها شيطان بعباءة ملاك ثم سخرت بغضب.

" لا تكتمي شماتتك بي و اخرجي من عباءتك المهترئة، لستِ ملاكاً إنما شيطان رجيم"

أمسك جونغ إن بعضد لارا و اجتذبها بخشونة شديدة حتى كادت تهوي أرضاً.

" لا تتحدثي عنها هكذا و كفي عن هيجانكِ ذلك فلن يعود إلا عليكِ بالضرر!"

تدخلت أوكتافيا من جديد تحاول إبعاده عنها.

" أرجوك يا جونغ إن، إنها حامل لطفاً بها، اتركها تفعل ما شائت!"

حررها جونغ إن لإصرار أوكتافيا و حالما تحررت صفعت أوكتافيا بكل ما سببته لها من ألم.

شهقت أوكتافيا و أصبحت يدها إلى وجنتها، جونغ إن ما زادته فعلتها إلا غضباً فدفعها عن أوكتافيا لتصفعه هو أيضاً و صرخت.

" أنت أرجس مخلوق على الأرض!"

أسقط على وجهها صفعة كانت أقوى من سابقتها و ما كانا حذرين أن الدرج يخلفها فمع صفعته و اندفاعها تهاوت من أعلاه و صرخت صرخة عظيمة بينما تنزلق بجسدها من أعلى السُلم إلى أسفله.

جونغ إن وقف مصدوماً و أوكتافيا صرخت فزعاً تهبط السُلم سريعاً خلفها، ما إن وصلت لارا الأرض حتى سبحت في دمائها.

أوكتافيا جثت بجانبها تحاول مساعدتها إلا إن لارا و بنُتف وعي قالت.

" لن أسأمحكِ أبداً"

بكت أوكتافيا فزعة خصوصاً عندما سقط الوعي من لارا و صرخت بجونغ إن الذي يقف أعلى السُلم في مكانه متيبساً.

" جونغ إن، أفق، إنها تموت!"

ما إستجتب إليها فصعدت سريعاً ناحيته ثم تمسكت بتلابيب قميصه تحاول إيقاظه.

" جونغ إن لننقلها إلى المستشفى، إنها تكاد أن تموت"

لم يتحرك فيه ساكناً إنما فقط ينظر إليها في الأسفل ساكنة في بحر دماء، ما كان من أوكتافيا إلا أن تصفعه بنُتف القوة المتبقية لديها و صاحت.

" جونغ إن أفق!"

نظر إلى أوكتافيا بعينيه التي تكونت فيها الدموع و أحمرت قليلاً.

" هي ستكون بخير، إنها تمزح فقط"

قضمت شفاهها تبكي بقهر و اجتذبته من يده خلفها و حالما وصلاها قالت.

" ستكون بخير إن أسعفناها، هيا جونغ إن لا تسرف في الوقت، إحملها هيا"

أومئ جونغ إن بإرتباك و حملها على ذراعيه ثم خرج بها إلى سيارته، ضلت بين يديه و ولى أوكتافيا القيادة عندما جلس في الكرسي الخلفي و هي في كنفه نائمة و تنزف كثيراً.

تولت أوكتافيا قيادة السيارة و كما لم تقد بجنون مسبقاً فعلت اليوم، تجاوزت كل دواعي السلام و الآمان و وحدها سببت أزمة في السير و قطعت كل الإشارات المرورية و كادت أن تتسبب في عدة حوادت حتى وصلت المستشفى.

هلعت إلى الأطباء في قسم الإسعاف و صرخت.

" معي مريضة حامل تكاد أن تموت، بسرعة أسعفوها!"

لكثرة ما بان عليها الهلع أصابت الأطباء بالهلع و ركضوا خلفها بسرير، فتحت لهم الباب و جونغ إن أبى إلا أن يتمسك بها حتى قالت.

" أرجوك جونغ إن حررها تكاد أن تموت!"

..............


سلاااااااااام

حرام الشتايم انتو عارفين طبعاً، أنا كاتبة كيوت ما بتعذب شخصياتها أبدا🥰

صراحة خليني احكيلكم انو هذا اول تصعيد خطير اعتبره في الرواية لهيك امنحوها الكثير من الحب و احترموا بعض في التعليقات و هاي تحتها ألف خط.

البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.

١. رأيكم بأوكتافيا؟ و بقرار اوكتافيا لرفض الزواج اخيراً؟!

٢.رأيكم بجونغ إن؟ و هل فعلاً يريد استرجاع فيا بدافع الحب؟!

٣.رأيكم بلارا و إنفعالها القوي أخيراً؟!

٤. ما الذي سيحدث مع لارا و في ضِل هذه الظروف ماذا سيكون مصير جونغ إن و اوكتافيا؟!

٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️


© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH26||حب و جريمة
Коментарі