CH33|| مذلة و نذالة
" مذلة و نذالة"
" كنتُ عمياء عن نذالتك حتى أذللتني"
تلك كانت ليلة عصيبة على أوكتافيا، قضتها في حوض الإستحمام حيث اُنتِهِكَت.
سبق و إن تحركت بصعوبة ناحية باب الحوض لتغلقه عليها، ثم ما تحركت من حيث إعتدى عليها، لا تقدر أن تنهض و لا تريد.
يكون البقاء هنا عقاباً شديد لها عمّا فعلته سابقاً عن سِبق إعجاب و غباء، كلما فتحت عيناها، و نظرت في بقعتها، شعرت به يتلمسها بتلك الطريقة الشهوانية القذِرة.
صورته لا تتزحزح من عينيها، كانت ترى نفسها مجرد دُمية يتسلى بها، و ما إن ينهي تسليته يرميها، تماماً كالدُمى.
ذرفت آخر قطرات من الدموع بقيت في جفونها، و ثم أرجعت رأسها تسنده على الحائط خلفها و تنهدت، جالت بعينيها حولها ثم وقفت بصعوبة تستند على أطراف الحوض.
إستقامت و جعلت الماء يتصبب على رأسها من جديد، و مع تصبب الماء الدافئ على جسدها، أخذت دموعها تتصبب من جديد، و بألم إنتحبت و بكت، و بقي الكثير من الألم متكدس في صدرها.
خرجت من دورة المياه، تضع روبها على جسدها، و تغلقه بحرص، و بعد أن تأكدت متخوفة أنه ليس بحُجرتها، خرجت لترتدي ثيابها، ثم هي قررت أن تمكث في غرفتها و لا تخرج.
جلست على سريرها، و نظرت في ساعة الحائط قبالتها، إنها السادسة صباحاً، إقترب موعد إستيقاظه، و هي لم تنم بعد.
تذكرت يوم تحدث عن المِقص في مُلحق الصيدلة، فنهضت سريعاً لإحضاره، و لكن لا شيء، لا يوجد مقص في مُلحق الصيدلة.
هذا ليس إنفصاماً، هو بكل وجوهه مخادع، لكنه يجيد التمثيل، و إتقان الدور فحسب.
تحركت إلى منضدة التزيين، و فتشت عن قلم كحل حتى وجدت واحداً، مهما كان سلاحاً رديئاً، لكنه يبقى سلاحاً.
عادت إلى سريرها من جديد، و جلست مستندة على عارضته بظهرها، و قدميها مرفوعة إلى صدرها، ثم أراحت رأسها فوق ركبتيها، و القلم بيدها.
لن تستطيع أن تنام، و لن تغفو لها عين، و هو معها أسفل سقف واحد، ثم فكرت، إن كانت ستعيش هذا الرعب في كل ليلة و ساعة، كيف ستقضي حياتها؟!
تفكر جدياً بالهرب منه، لكن إلى أين؟! ليس لأحد صدر رحب لإستقبالها، الكل تخلى عنها حتى شقيقها الوحيد، و تعلم جيداً أنها تستحق، ذلك عقاباً كبير.
لا عائلة، لا أصدقاء، لا معارف، لا أحد، و لا تملك مالاً كي تهرب، فلقد سبق و قيّدها أبوها بزوجها، عندما جمّد حساباتها البنكية، و سحب منها كل ما تملك.
و بينما هي تفكر بجِد؛ سمعت صوت وشوشة قادم من خارج الغرفة، تأزمت و التزمت السرير، و شددت على القلم بيدها.
فتح الباب عليها، و اقتحم غرفتها، شهقت و قضمت شفاهها تتكتم على رُعبها، يرتدي بِنطال جينز و مشغول بعقد أزرار قميصه الأبيض.
إرتفعت زاوية شفتيه على شاكلة إبتسامة لئيمة، حالما رآها مرعوبة منه إلى حد ألا تنام، و قال.
" لستِ معفيّة من واجباتكِ إتجاهي و إتجاه منزلي، انهضي و حضِّري الأفطار، أم أنكِ لا تستطيعي أن تمشي؟!"
أشاحت ببصرها عنه، و هو ضحك متشفياً، ثم تقدم إليها، فنشزا كتفيها، و تمسكت بالقلم أكثر، رفع سبابته إليها مهدداً.
" إن إنتهيتُ من تجهيز نفسي و ما كنتِ قد حضرتِ الطاولة، حينها حقاً حقاً لن تمشي على قدميكِ إطلاقاً، أتفهمين يا زوجتي العزيزة؟!"
و لأن نظرات الرعب في عينيها تنعشه؛ إقترب منها مستنداً على السرير بذراعيه و على شفتيه إبتسامة مستلذة، همس.
" كنتِ فاتنة الأمس، أتشوق لليلة من الآن!"
حينها بتهور باغتته بالقلم بيدها و أصابت ذراعه، صاح متألماً و غاضباً في آن واحد، و تحرك للنيل منها لكنها هربت سريعاً.
نهضت عن السرير سريعاً و وقفت في أقصى الغرفة تتنفس بقوة، رؤيته مصاباً بسببها كان مفزعاً للغاية بالنسبة لها.
رفع عينيه إليها و هو يمسك بذراعه، كما إن الدموع ملأت عينيه و وجهه إحمرَّ لكثرة الألم، تكلم بصعوبة بعدما إلتقط نفساً عصيباً.
" سأقتلكِ يا رخيصة، ستموتي على يدي إيتها الخائنة!"
إزدرئت جوفها بصعوبة ثم تحدثت.
" لا تتوقع مني أنني سأصمت على أذيتك و أتصرف على أساس يناسبك، تلك لم تكن ثمن ما فعلته بي البارحة، إنما لأنك هددتني لأجل الليلة، أنا لن أصمت على حقي، أنا لستُ لارا التي تحبك و تفيدك بروحها، أنا أكرهك أكثر مما تكرهني، لذا من اليوم أنت تعبش بمعزل عني، أفعل ما شئت بعيداً عني و لا شأن لك بي، لستُ دمية بين يديك!"
تبسم رغم وجعه و أقام عوده بصعوبة كي يقف، ثم نظر لها مستنكراً ما قالته للتو، ثم ضحك ضحكة خافتة، ثم ضحك بجنون.
شعرت بالإرتباك ناحية سلوكه الغريب فقررت أن تنسحب من عنده قبل أن يمسها بضرر جديد.
تحركت ناحية الباب، لكنه سبقها حينما وقف قرب الباب يصدها عن الهروب منه.
" أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟! أنا لم أنتهي بعد"
تراجعت إلى حيث كانت، و تأهبت للدفاع عن نفسها قائلة.
" ما بيني و بينك شيء يُقال، أنت رجل فاسق خدعتني، و أنا لن أصمت عن حقي، أريد الطلاق منك"
إرتفع حاجبه و تبسم إبتسامته الهازئة تلك ثم قال.
" و ماذا يكون بعد طلاقكِ مني؟! من الذي ستنامي في حضنه؟! دعيني أخمن، امممم..."
مَثّل أنه يفكر حينما تلمس ذقنه بسبابته، ثم هتف.
" نعم، الطبيب زانغ!"
ثم اتبع بوقاحة.
" جسده طويل و متناسق القامة، بشرته بيضاء، كما أنني أستطيع أن أخمن كيف يمتع النساء، نسخة عن أخيه، عنيف في السرير، ربما تحبين هذا النوع"
وقفت العَبرة رِفقة صدمتها في جوف حلقها منعتها من قول شيء، إنما إمتلئت عيناها بالدموع، ثم بصعوبة نطقت.
" أنت أحقر إنسان خُلِق، أنت تبيع شرفك بثمن بخس، أنت ديوث!!"
ضحك مجدداً ثم همّ بالخروج و حينما وصل عتبة الباب، إلتفت إليها مجدداً و تحدث.
" لستِ شرفي كي أغار عليكِ، كنتِ شرف أخي و انتهتك"
ثم غادر و غادرت القوة من بدنها لتسقط أرضاً، أخذت تبكي بينما تضم نفسها إلى نفسها و ترتجف، ما توقعت أن قلبه أسود إلى هذا الحد.
كيف هو خدعها؟!
لا تعلم...!
............................
بعد أن إنصرفت خِدمة الغرف، كانت تجلس على الطاولة الإفطار وحدها، أكل الشاب بعض اللُقم القليلة ثم نهض ليغتسل.
خلال ذلك الوقت؛ رتبت إيزابيلا الغرفة كي يستغني عن خِدمة الغُرف لاحقاً، فلا عوز لهم و هي موجودة، ثم إن دخولهم يعني إنكشاف أمرها، و إيزابيلا لا تستبعد أن لبيكهيون عيون هنا.
عندما خرج جيمين وجدها جالسة على الكنبة التي نامت عليها أمس، بعدما إنتهت من توضيب الغرفة، تحدث بعدما جلس على السرير كي يرتدي جواربه يهم بالخروج.
" ما كان عليكِ أن تنامي على الكنبة و أنتِ حامل، استخدمي السرير، لا بأس معي"
أومأت بصمت تخفض رأسها عنه، تجلس معتدلة، و يديها في حِجرها، و تقبض على فستانها بأطراف أناملها، كان جلياً عليها التوتر و الحرج، و هذا ما لَحِظه جيمين ، فنظر إليها مُستغرباً جلستها المُحرَجة هذه، ثم قال.
" ما بكِ يا آنسة؟! مِمَ أنتِ مُحرَجة؟!"
رفعت رأسها ناحيته و بان له أنها مترددة بين أن تجيب و ألا تفعل، حينها قال و قد أدرك همها.
" لا بأس، أعلم من تكونين مُذُّ أن رأيت بيكهيون بالأسفل، أنتِ خطيبته السابقة و ابنة عمه إيزابيلا"
إرتفع رأسها إليه متوسعة عينيها، مستغربة أنه يعرفها أو بالأصح أنه تعرف عليها، ثم هي إزدرئت جوفها بقلق، و جالت ببصرها حولها تقول بحرج.
" ظننتُ أنكَ ستطردني لو علمتَ صِلة قرابتي بخطيبتكَ السابقة"
إرتفع حاجبه كما شفتاه، و قال بنبرة قوية كذا حاقدة.
" هي العاهرة، أنتِ لا شأن لكِ"
أنكست برأسها خجلاً مما قال بجراءة و إن كان غيظاً، ثم همست بعد تردد.
" يبدو أنك تكرهها جداً"
تنهد و أومئ برأسه، ثم تحرك ناحية حذائه كي ينتعله خارجاً، إلا أنها استوقفته عن الخروج حينما قالت بحرج.
" لن أثقل عليك أكثر، سأغادر اليوم، شكراً لك على إستضافتي"
إلتفت ناحيتها ثم أومئ بهدوء قائلاً.
" رغم أنني أخبرتكِ بأنكِ لا تُثقلين علي، لكنكِ حرة، افعلي ما تشائين"
سمعها تشكره، و كاد أن ينسحب دون رد، لكنه توقف من جديد و إلتفت إليها قائلاً حينما لمع سؤال برأسه.
" لِمَ تهربين من بيكهيون؟! أليس من إنفصل عنكِ؟!"
نظرت إلى الشلب مُحرَجَة إلا أنها أومأت ثم قالت.
" نعم، لكنه يريد أن يتزوجني رغماً عني الآن، و والدي بصفه ضدي"
أومئ متفهماً ثم أشار لبطنها قائلاً.
" أليس هذا الطفل منه؟!"
تمسكت ببطنها بحرج و لم تجيب، لذا فهم أنه تتدخل في خصوصياتها زيادة.
" أعتذر عن تدخلي، هذا ليس شأني من البداية"
تحرك ليرتدي حذائه، و قُبيل أن يخرج قال.
" إن كنتِ تريدين حرجاً مني أن تغادري فلا تغادري، كما قلتُ لكِ بالأمس؛ أحتاج لأحد أكون مجبور أن أعود لأجله"
أومأت إليه و ابتسمت بخفة، و حينما أصبح قرابة الباب قالت تستوقفه من جديد.
" نعم، أنا حامل منه"
إلتفت سريعاً إليها جيمين فاتبعت.
" لكنه لا يدري"
قبض جيمين حاجبيه بلا فهم و قال.
" إذن أنتِ أسررتِ عنه ابنه؟! و كيف لا يعلم أنه ابنه؟! ظننته لا يحبك!"
أومأت بعد تنهيدة ثم قالت.
" نعم، هو فعلاً لا يحبني، لكنني كنتُ أحبه لذا سلمتُ نفسي إليه دون أن يدري"
عاد جيمين أدراجه إلى قعر الغرفة، ثم جلس على السرير قِبالتها و قال.
" كيف لا يدري؟!"
أجابته بينما هي مشغولة بدعك أصابعها في حِجرها لشدة توترها.
" لقد تنكرت، لذا هو ظن أنني فتاة أخرى، عرض علي ليلة، و أنا وافقت ثم إنسحبت من حياته، لكنه من ظهر بوجهي فجأة"
إرتفع حاجبه عن ناصيته و قال.
" و هو لا يعرف أن تلك الفتاة هي أنتِ؟!"
نفت برأسها و بكت بهدوء أمامه فما عادت تستطيع كبت الغصة العالقة في جوفها، أما هو فاستقام بعصبية يتحرك أمامها، ثم دفع بالمنضدة أرضاً و صاح.
" أنتنّ النساء غبيات، لا تفكرنّ إلا بعوطفكنّ، لا يسعكنّ أن تفكرنّ بقلوب من هم حولكنّ، تجرحنّ و لا تهتمنّ!"
رفعت رأسها إليه و اعترضت باكية.
" لكنني كنتُ أحبه، و ما استطعتُ تجاوز مشاعري إلا بعد تلك الليلة!"
ضحك هو بجنون يصفق و قال.
" أكان حبكِ له جوع تشبعه ساعة شهوة على السرير؟!"
نفت برأسها سريعاً و وقفت تتحدث إليه.
" ليس هكذا، أرجوك افهمني، أنا كنتُ أحبه بجنون، حياتي متوقفة عليه رغم إنفصاله عني، ما استطعتُ أن أكمل حياتي إلا بعد تلك الليلة، لأنني ببساطة وجدتُ سبباً أمقته لأجله، علمت يومها أنني لا شيء بالنسبة له!"
بكت بالمزيد تعلل نفسها إليه.
" كان حبي عقيم يحتاج لأن يُقتَل، أرجوك لا تقارني بأحد يا جيمين، أنا لم أخنه، أنا داويتُ نفسي منه"
أشار جيمين ناحية بطنها و قال.
" و هذا ضحية حبكِ العقيم! كيف ستدبرين أمره؟ أم أنكِ تنوين رميه أمام إحدى المياتم؟"
نفت باكية و قالت تتمسك ببطنها.
" لستُ بمتخليّة عن إبني، أنا هربتُ من بيكهيون لأجله ثم لأجلي، صحيح أن بيكهيون والده لكنني لا أريده أن يعلم به"
همس مستنكراً.
" أليست هذه أنانية منكِ؟ أن تحرمي أب من طفله و طفل من أبيه؟"
حركت كتفيها بلامبالاة، و مسحت عينيها التي تكرم بالمزيد من الدموع ثم قالت.
" ربما، لكنه لا يستحق كلينا"
عاودت الجلوس على الكنبة، و هو آتى جالساً قِبالتها على السرير، ثم تحدث إليها بنبرة أكثر مرونة.
" لكنه عاد يريدك، ألا ترين أنه يحبك؟! و إلا فلِمَ يبحث عنكِ بجنون هكذا؟!"
نفت برأسها و أجابت إجابة مقتضبة.
" لا يحبني، لو أنه يحبني لما خانني"
تبسم مستنكراً و اعترض.
" خانكِ معكِ"
نفت برأسها تجيبه.
" أياً كان تبقى خيانة"
إرتفع حاجبه بإعتراض و قال.
" ألا تكونين خنتِه أنتِ أيضاً؟!"
إعترضت سريعاً و قالت.
" ربما خدعته، لكنني لم أخنه، لقد سلمتُ نفسي لبيون بيكهيون، لا لرجل عداه"
أومئ رغم إنعدام قناعته فيما قالت.
" حسناً، ربما هو أدرك بعدها أنه يحبكِ، لذا هو يبحث عنكِ؟!"
تبسمت ساخرة و أجابت.
" لا يبحث عني لأنه يحبني، مصالحه مقترنة بي، إن تزوجني سيسطر على الشركة و هذا هدفه، أنا لستُ هدفه على الإطلاق!"
تنهد أخيراً مستسلماً ثم نهض قائلاً.
" حسناً كما تريدين، لكنني أظن أن عليكِ أن تجدي حل لمشكلتكِ هذه، مصيركِ بالنهاية أن تعودي لأهلكِ، و إن ما وجدتِ خياراً أفضل من الزواج منه، تعلمين أنكِ ستتزوجينه رغماً عنكِ، الزيجات المُدبرة و الإستشراف هي إختصاص الأغنياء"
ثم خرج جيمين و تركها وحدها تفكر فيما قال، لا تدري كيف تخرج من أزمتها هذه و كيف تحلها، لكنها بالتأكيد لن تعود إلى بيكهيون إطلاقاً، فمن استغنى عنها هي عنه أغنى.
.............................
أصبحت الشمس خفيفة و قد إنزوت شمس الظهيرة، قررت أوكتافيا أنها ستخرج لإحضار إبنتها الصغيرة، و إن لم تكن مستعدة لإستقبالها، لكنها ستخرج لتأتي بها على آية حال.
إرتدت ثياب سميكة و سترت ما تكدم منها إلا وجهها، فمساحيق التجميل وقفت عاجزة عن محو الكدمات حول شفتيها و فكّها.
إستقلت سيارتها إلى المستشفى، و فوراً باشرت بمعاملة الخروج لأجل الصغيرة، و ما أن إنتهت توجهت لأخذ الصغيرة من غرفتها.
لارا الصغيرة كبرت، و أصبحت لا تنام كثيراً كما كانت، الحياة تدب فيها بشكل أفضل، إنها الطفلة التي قضت أول أربع شهور من حياتها في المستشفى.
حضَّرت للصغيرة حقيبتها، ثم إقتربت إليها كي تحملها، فوجفت لارا حينما شعرت ببُنية أضخم منها تحملها.
فتحت عيناها الجميلة و نظرت إلى أوكتافيا، فابتسمت لها الشابة و طبعت قبلة على وجنتها الزهرية.
حملتها إلى حضنها و دثرتها بغطاء سميك، كذا وضعت لها قبعة صغيرة باللون الودري على رأسها الصغير، و خبأت وجهها في عنقها، كي لا تتعرض للهواء البارد.
خرجت بالطفلة من المستشفى، و أمام البوابة رأت الطبيب زانغ يقف، و يتحدث لأحد بعد إن إستلم منه بعض الأوراق.
إبتسمت فور أن رأته، و لكن بمجرد أن لمع حديث الأمس برأسها، ما صدر عن جونغ إن، و كيف اتهمها بالطبيب، قررت أن تنسحب بهدوء قبل أن يلحظها.
لكن الطبيب زانغ كان يقظاً كفاية ليرصدها قبل أن تختبئ بسيارتها و تهرب، لذا أوقفها حينما ناداها بالسيدة كيم عالياً، فوقفت و إزدرئت جوفها بتوتر لا تدرك سببه.
إلتفتت إليه و زيَّفت إبتسامة، ثم قالت.
" اوه الطبيب زانغ هنا! ظننتك توقفت عن التردد إلى هنا بما أن طفلتي قد تعافت"
إقترب منها الطبيب باسمة شفتيه، لكنه حينما بات قريباً جداً أخفضت رأسها كي لا يرى ما يكدم وجهها، قال.
" لقد نسيت بعض الأوراق لذا أتيت لأخذها، كيف أصبحت الأميرة؟!"
تحسس الصغيرة من فوق غطائها و أوكتافيا ضمتها إليها أكثر و قالت.
" إنها بخير، شكراً لإعتنائك بها"
أومئ مبتسماً، ثم وقع بصره على وجهها، و بانت له كدمة أليمة تتموضع قرب زاوية شفتيها، عقد حاجبيه بإستياء، و وضع أصابعه أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه.
سايرت يده تغمض عينيها لشدة التوتر، ثم قال الطبيب ساخطاً.
" ما هذا؟! من فعل بكِ هذا؟!"
فتحت عيناها ترمش بإضطراب، ثم أبعدت يده عنها بلطف و قالت.
" لا شيء يذكر، شكراً لإهتمامك"
ثم تخطته إلى سيارته، لكنه لم يتركها إذ أمسك بذراعها و جعلها تلتف إليه و قال.
" أيعنفكِ كاي؟! و لِمَ أنتِ صامتة؟!"
مرَّ بعض المُشاة و كانت أبصارهم عالقة عليهما، لاحظتهم أوكتافيا، فتحركت للإبتعاد عن الطبيب و قالت.
" من فضلك لا تقترب مني هكذا و إلا سيُساء فهمنا"
تنهد الطبيب و إتكئ بذراعيه إلى خصره و قال.
" أهذا ما يهمكِ الآن؟! انظري إلى نفسك! أنكِ بالكاد تتحدثين، وجهكِ مُكدم بشكل عنيف، أستصمتين عن حقك و تتحملين كالنساء ضعيفات الشخصية؟!"
تنهدت و قد أصابها الغيظ ثم واجهته.
" و ما شأنك أنت؟! أنت أبي؟ أخي؟ زوجي؟ تقربني بشيء لتتدخل؟! أرجو ألا تنسى أنني مجرد أم لإحدى مرضاك و حسب، ما بيننا لا يتسع لمفهوم أكبر"
رمقته بإزدراء أخير ثم تجاوزته إلى سيارتها، وقف الطبيب مصدوماً مما قالت و شعر بأنه تجاوز حدوده هذه المرة بحق، لا يجب أن يعنيه شأنها، لكنه بالفعل يعنيه.
يتوجب عليه الإعتذار...
عادت أوكتافيا إلى المنزل بالصغيرة، دخلت تحمل لارا و وضعتها بغرفتها، ثم أسهبت بالحديث مع الطفلة، رغم أنها طفلة لا تعي.
" انظري يا صغيرتي، هذا منزلكِ و هنا ستعيشين، هذه غرفتكِ و هنا سريركِ، أمكِ قد إختارتها، إنها على ذوقها تماماً لذا تبدو غرفتكِ رقيقة مثلها"
نظرات الصغيرة الجاهلة جعلت أوكتافيا تبتسم و تتبع.
" أنتِ جميلة جداً، تشبهين أمكِ كثيراً، أستطيع أن أتخيلكِ صبية جميلة تكون نسخة رقيقة عن أمها"
تنهدت حينها أوكتافيا، و حدثت نفسها.
" لا أدري ماذا سيكون قد حلّ بنا إلى ذلك الوقت لو بقينا أحياء، و إن مُتنا فسأكون قد إرتحتُ من تقديم إعتذاري لكِ، الذي من الآن أفكر به كيف سيكون."
تبسمت إلى لارا من جديد و قبَّلت وجنتها، ثم أقامت عودها تنظر إلى الصغيرة بسريرها، تلهو بالألعاب الصغيرة التي تتأرجح من فوقها.
سمعت صوت الباب يُفتح، فعلمت أن زوجها قد وصل، إزدرئت جوفها و حصَّنت نفسها بثيابها، ثم جونغ إن إقتحم الغرفة يلهث و أسرع ينظر في السرير.
تنهد براحة حينما وجد صغيرته تلهو هناك بألعابها، ثم إبتسم إليها يداعب وجنتها بأنامله، لكن ما إن وقع وجهه على زوجته إضمحلت إبتسامته، و اشتعلت عينيه غضباً كذا حقداً.
" من طلب منكِ أن تحضري ابنتي؟ كيف تخرجي من المنزل دون علمي؟!"
تخلى عن تمسكه بسرير ابنته و تقدم إليها واجم السِنحة، حتى أصبح أمامها تناول عِضدها بقبضته، و جذبها بعنف إليه.
كبتت صوت ألمها و نظرت في وجهه متوجعة، لكنه ما اهتم، إنما سكب إتهاماته الباطلة في أذنيها.
" نيتكِ واضحة مما تفعلينه، تهدديني بطريقة لاعلنية بابنتي، أنكِ تستطيعين أخذها متي و ربما أذيتها لو أردتِ، بكنكِ تحلمين فقط"
تنهدت أوكتافيا بملل، و حاولت سحب يدها منه، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً، بل إنه أجتذبها إليه أكثر حتى ألصقها به، حينها قالت.
" لا أستغرب منك أن تلفق لي التُهم على هواك، لذا أنا لستُ في موقف و لا بمزاج لأبرر نفسي أليك، لذا لا تطمع بالكثير من وهني و غضبي، إنكَ لا تعرفني بعد"
ثم دفعت يده عنها بكل ما أوتيت من قوة، حينها إبتسم هازئاً ينظر لها بدونية، تنهدت أوكتافيا ثم خرجت من الغرفة.
توجهت إلى غرفتها ثم جلست أمام منضدتها، و أمام مرآتها إمتلأت عيناها بالدموع، لكنها شدّت جفونها و جففت عيناها عن أي علامة ضعف و هوان قد تبان عليها.
خرجت حينما سمعته يناديها، بدى أكثر وجوماً حينما تحدث.
" أبي إتصل، لقد قرر أنه سيقيم عشاء خيري لأجل ابنتي بالغد، لذا عليكِ أن تكوني جاهزة حينما أعود من العمل"
أومأت بصمت ثم تحركت إلى غرفة لارا حينما سمعت صوت بكائها، جونغ إن رمقها من فوق أهدابه الناعسة.
أستكون أماً جيدة لابنته؟!
يخشى أن يؤول حال لارا الصغيرة إلى ما آل إليه حال أمها، لذا قرر أنه سيركب كاميرات مراقبة خفيّة مساء الغد أثناء غيابه.
ذلك، إن أساءت لابنته يكشفها و يكون مصيرها بين يديه أكثر سواداً...
تسلل إلى غرفة ابنته و نظر فيما تفعله زوجته، كانت تحمل لارا على ذراعها و تضع في فاهها زجاجة الحليب، الصغيرة قد هدأت بالفعل.
تحرك إلى غرفته كي يبدل ثيابه إلى أخرى مريحة بينما يمكث في المنزل لهذه الليلة...
في اليوم التالي و بعد أن حلّ المساء، كانت قد نجحت أوكتافيا من أن تكون سالمة من أذية كاي، فهي تحامت و هو لم يقربها بسوء، و بغير ذلك ما بينهما كان تجاهل كلي.
إرتدت أوكتافيا فُستان خمري اللون من المُخمَل، طويل حتى كاحليها و بأكمام طويلة تتجاوز مِرفقيها، يضيق على جسدها من أعلاه إلى أسفله، كما أن فتحة صدره تكشف أعلى صدرها بفتون بلا كشف زائد عن معالمها، و ظهرها مستور.
صففت شعرها بموجات خفيفة على كتفها الأيمن و تركت بعضه ينسدل على ظهرها، وضعت في عنقها عُقد يعني لها الكثير، فهو هدية من بيكهيون إليها.
في معصمها الأيسر ساعتها الفضية و في معصمها الآخر إسوار ناعم، تنتعل في قدمها حذاء أسود ذا كعب عالٍ.
و أخيراً على ذراعيها تحمل لارا الصغيرة بينما تسير بمحاذاة زوجها إلى داخل قصر والديه.
توقفت لوهلة، يبدو أنه عشاء كبير، و السيد كيم كوالدها، رجل يحب البذخ و الإستعراض، لا تستبعد رؤية أي أحد في الداخل.
لربما أمها و أبيها، لربما بيكهيون، و لربما جيمين...
سحبت أنفاسها إلى أعمق نقطة في صدرها، ثم سارت إلى الداخل، حديقة القصر تكظ بالناس، و على ما توقعت، بالفعل جيمين يقف بعيداً هناك وحده.
.......................
سلااااااااااام
الفصل الجاي ح يكون بارت خورافي ناري و كلو...💔😭
نحنا الآن صرنا بمنتصف ديسمبر و تخرجي رح يكون في منتصف الشهر القادم، من الآن حتى ذلك الوقت إن شاء الله لا أضمن إنتظامي في التحديثات إطلاقاً.
كونوا صبورين و تحملوني، تذكروا أني دللتكم قبل🌚
الفصل القادم بعد ١٠٠ فوت و كومنت.
١.رأيكم بأوكتافيا؟! قابليتها لمواجهة جونغ إن رغم نذالته؟!
٢.رأيكم بجونغ إن و إتهاماته اللامبررة؟!
٣.رأيكم بالطبيب زانغ؟ و ماذا سيكون مستقبله أو مصيره في هذه الحكاية؟!
٤.رأيكم بإيزابيلا و كشفها عن ستار الحقيقة؟ (بيول و إيزابيلا شخص واحد) و هل دافعها مبرر؟!
٥.رأيكن بجيمين و ردة فعله على كلام بيلا؟
٦.ما هي توقعاتكم حول الحفل؟!
٧.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" كنتُ عمياء عن نذالتك حتى أذللتني"
تلك كانت ليلة عصيبة على أوكتافيا، قضتها في حوض الإستحمام حيث اُنتِهِكَت.
سبق و إن تحركت بصعوبة ناحية باب الحوض لتغلقه عليها، ثم ما تحركت من حيث إعتدى عليها، لا تقدر أن تنهض و لا تريد.
يكون البقاء هنا عقاباً شديد لها عمّا فعلته سابقاً عن سِبق إعجاب و غباء، كلما فتحت عيناها، و نظرت في بقعتها، شعرت به يتلمسها بتلك الطريقة الشهوانية القذِرة.
صورته لا تتزحزح من عينيها، كانت ترى نفسها مجرد دُمية يتسلى بها، و ما إن ينهي تسليته يرميها، تماماً كالدُمى.
ذرفت آخر قطرات من الدموع بقيت في جفونها، و ثم أرجعت رأسها تسنده على الحائط خلفها و تنهدت، جالت بعينيها حولها ثم وقفت بصعوبة تستند على أطراف الحوض.
إستقامت و جعلت الماء يتصبب على رأسها من جديد، و مع تصبب الماء الدافئ على جسدها، أخذت دموعها تتصبب من جديد، و بألم إنتحبت و بكت، و بقي الكثير من الألم متكدس في صدرها.
خرجت من دورة المياه، تضع روبها على جسدها، و تغلقه بحرص، و بعد أن تأكدت متخوفة أنه ليس بحُجرتها، خرجت لترتدي ثيابها، ثم هي قررت أن تمكث في غرفتها و لا تخرج.
جلست على سريرها، و نظرت في ساعة الحائط قبالتها، إنها السادسة صباحاً، إقترب موعد إستيقاظه، و هي لم تنم بعد.
تذكرت يوم تحدث عن المِقص في مُلحق الصيدلة، فنهضت سريعاً لإحضاره، و لكن لا شيء، لا يوجد مقص في مُلحق الصيدلة.
هذا ليس إنفصاماً، هو بكل وجوهه مخادع، لكنه يجيد التمثيل، و إتقان الدور فحسب.
تحركت إلى منضدة التزيين، و فتشت عن قلم كحل حتى وجدت واحداً، مهما كان سلاحاً رديئاً، لكنه يبقى سلاحاً.
عادت إلى سريرها من جديد، و جلست مستندة على عارضته بظهرها، و قدميها مرفوعة إلى صدرها، ثم أراحت رأسها فوق ركبتيها، و القلم بيدها.
لن تستطيع أن تنام، و لن تغفو لها عين، و هو معها أسفل سقف واحد، ثم فكرت، إن كانت ستعيش هذا الرعب في كل ليلة و ساعة، كيف ستقضي حياتها؟!
تفكر جدياً بالهرب منه، لكن إلى أين؟! ليس لأحد صدر رحب لإستقبالها، الكل تخلى عنها حتى شقيقها الوحيد، و تعلم جيداً أنها تستحق، ذلك عقاباً كبير.
لا عائلة، لا أصدقاء، لا معارف، لا أحد، و لا تملك مالاً كي تهرب، فلقد سبق و قيّدها أبوها بزوجها، عندما جمّد حساباتها البنكية، و سحب منها كل ما تملك.
و بينما هي تفكر بجِد؛ سمعت صوت وشوشة قادم من خارج الغرفة، تأزمت و التزمت السرير، و شددت على القلم بيدها.
فتح الباب عليها، و اقتحم غرفتها، شهقت و قضمت شفاهها تتكتم على رُعبها، يرتدي بِنطال جينز و مشغول بعقد أزرار قميصه الأبيض.
إرتفعت زاوية شفتيه على شاكلة إبتسامة لئيمة، حالما رآها مرعوبة منه إلى حد ألا تنام، و قال.
" لستِ معفيّة من واجباتكِ إتجاهي و إتجاه منزلي، انهضي و حضِّري الأفطار، أم أنكِ لا تستطيعي أن تمشي؟!"
أشاحت ببصرها عنه، و هو ضحك متشفياً، ثم تقدم إليها، فنشزا كتفيها، و تمسكت بالقلم أكثر، رفع سبابته إليها مهدداً.
" إن إنتهيتُ من تجهيز نفسي و ما كنتِ قد حضرتِ الطاولة، حينها حقاً حقاً لن تمشي على قدميكِ إطلاقاً، أتفهمين يا زوجتي العزيزة؟!"
و لأن نظرات الرعب في عينيها تنعشه؛ إقترب منها مستنداً على السرير بذراعيه و على شفتيه إبتسامة مستلذة، همس.
" كنتِ فاتنة الأمس، أتشوق لليلة من الآن!"
حينها بتهور باغتته بالقلم بيدها و أصابت ذراعه، صاح متألماً و غاضباً في آن واحد، و تحرك للنيل منها لكنها هربت سريعاً.
نهضت عن السرير سريعاً و وقفت في أقصى الغرفة تتنفس بقوة، رؤيته مصاباً بسببها كان مفزعاً للغاية بالنسبة لها.
رفع عينيه إليها و هو يمسك بذراعه، كما إن الدموع ملأت عينيه و وجهه إحمرَّ لكثرة الألم، تكلم بصعوبة بعدما إلتقط نفساً عصيباً.
" سأقتلكِ يا رخيصة، ستموتي على يدي إيتها الخائنة!"
إزدرئت جوفها بصعوبة ثم تحدثت.
" لا تتوقع مني أنني سأصمت على أذيتك و أتصرف على أساس يناسبك، تلك لم تكن ثمن ما فعلته بي البارحة، إنما لأنك هددتني لأجل الليلة، أنا لن أصمت على حقي، أنا لستُ لارا التي تحبك و تفيدك بروحها، أنا أكرهك أكثر مما تكرهني، لذا من اليوم أنت تعبش بمعزل عني، أفعل ما شئت بعيداً عني و لا شأن لك بي، لستُ دمية بين يديك!"
تبسم رغم وجعه و أقام عوده بصعوبة كي يقف، ثم نظر لها مستنكراً ما قالته للتو، ثم ضحك ضحكة خافتة، ثم ضحك بجنون.
شعرت بالإرتباك ناحية سلوكه الغريب فقررت أن تنسحب من عنده قبل أن يمسها بضرر جديد.
تحركت ناحية الباب، لكنه سبقها حينما وقف قرب الباب يصدها عن الهروب منه.
" أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟! أنا لم أنتهي بعد"
تراجعت إلى حيث كانت، و تأهبت للدفاع عن نفسها قائلة.
" ما بيني و بينك شيء يُقال، أنت رجل فاسق خدعتني، و أنا لن أصمت عن حقي، أريد الطلاق منك"
إرتفع حاجبه و تبسم إبتسامته الهازئة تلك ثم قال.
" و ماذا يكون بعد طلاقكِ مني؟! من الذي ستنامي في حضنه؟! دعيني أخمن، امممم..."
مَثّل أنه يفكر حينما تلمس ذقنه بسبابته، ثم هتف.
" نعم، الطبيب زانغ!"
ثم اتبع بوقاحة.
" جسده طويل و متناسق القامة، بشرته بيضاء، كما أنني أستطيع أن أخمن كيف يمتع النساء، نسخة عن أخيه، عنيف في السرير، ربما تحبين هذا النوع"
وقفت العَبرة رِفقة صدمتها في جوف حلقها منعتها من قول شيء، إنما إمتلئت عيناها بالدموع، ثم بصعوبة نطقت.
" أنت أحقر إنسان خُلِق، أنت تبيع شرفك بثمن بخس، أنت ديوث!!"
ضحك مجدداً ثم همّ بالخروج و حينما وصل عتبة الباب، إلتفت إليها مجدداً و تحدث.
" لستِ شرفي كي أغار عليكِ، كنتِ شرف أخي و انتهتك"
ثم غادر و غادرت القوة من بدنها لتسقط أرضاً، أخذت تبكي بينما تضم نفسها إلى نفسها و ترتجف، ما توقعت أن قلبه أسود إلى هذا الحد.
كيف هو خدعها؟!
لا تعلم...!
............................
بعد أن إنصرفت خِدمة الغرف، كانت تجلس على الطاولة الإفطار وحدها، أكل الشاب بعض اللُقم القليلة ثم نهض ليغتسل.
خلال ذلك الوقت؛ رتبت إيزابيلا الغرفة كي يستغني عن خِدمة الغُرف لاحقاً، فلا عوز لهم و هي موجودة، ثم إن دخولهم يعني إنكشاف أمرها، و إيزابيلا لا تستبعد أن لبيكهيون عيون هنا.
عندما خرج جيمين وجدها جالسة على الكنبة التي نامت عليها أمس، بعدما إنتهت من توضيب الغرفة، تحدث بعدما جلس على السرير كي يرتدي جواربه يهم بالخروج.
" ما كان عليكِ أن تنامي على الكنبة و أنتِ حامل، استخدمي السرير، لا بأس معي"
أومأت بصمت تخفض رأسها عنه، تجلس معتدلة، و يديها في حِجرها، و تقبض على فستانها بأطراف أناملها، كان جلياً عليها التوتر و الحرج، و هذا ما لَحِظه جيمين ، فنظر إليها مُستغرباً جلستها المُحرَجة هذه، ثم قال.
" ما بكِ يا آنسة؟! مِمَ أنتِ مُحرَجة؟!"
رفعت رأسها ناحيته و بان له أنها مترددة بين أن تجيب و ألا تفعل، حينها قال و قد أدرك همها.
" لا بأس، أعلم من تكونين مُذُّ أن رأيت بيكهيون بالأسفل، أنتِ خطيبته السابقة و ابنة عمه إيزابيلا"
إرتفع رأسها إليه متوسعة عينيها، مستغربة أنه يعرفها أو بالأصح أنه تعرف عليها، ثم هي إزدرئت جوفها بقلق، و جالت ببصرها حولها تقول بحرج.
" ظننتُ أنكَ ستطردني لو علمتَ صِلة قرابتي بخطيبتكَ السابقة"
إرتفع حاجبه كما شفتاه، و قال بنبرة قوية كذا حاقدة.
" هي العاهرة، أنتِ لا شأن لكِ"
أنكست برأسها خجلاً مما قال بجراءة و إن كان غيظاً، ثم همست بعد تردد.
" يبدو أنك تكرهها جداً"
تنهد و أومئ برأسه، ثم تحرك ناحية حذائه كي ينتعله خارجاً، إلا أنها استوقفته عن الخروج حينما قالت بحرج.
" لن أثقل عليك أكثر، سأغادر اليوم، شكراً لك على إستضافتي"
إلتفت ناحيتها ثم أومئ بهدوء قائلاً.
" رغم أنني أخبرتكِ بأنكِ لا تُثقلين علي، لكنكِ حرة، افعلي ما تشائين"
سمعها تشكره، و كاد أن ينسحب دون رد، لكنه توقف من جديد و إلتفت إليها قائلاً حينما لمع سؤال برأسه.
" لِمَ تهربين من بيكهيون؟! أليس من إنفصل عنكِ؟!"
نظرت إلى الشلب مُحرَجَة إلا أنها أومأت ثم قالت.
" نعم، لكنه يريد أن يتزوجني رغماً عني الآن، و والدي بصفه ضدي"
أومئ متفهماً ثم أشار لبطنها قائلاً.
" أليس هذا الطفل منه؟!"
تمسكت ببطنها بحرج و لم تجيب، لذا فهم أنه تتدخل في خصوصياتها زيادة.
" أعتذر عن تدخلي، هذا ليس شأني من البداية"
تحرك ليرتدي حذائه، و قُبيل أن يخرج قال.
" إن كنتِ تريدين حرجاً مني أن تغادري فلا تغادري، كما قلتُ لكِ بالأمس؛ أحتاج لأحد أكون مجبور أن أعود لأجله"
أومأت إليه و ابتسمت بخفة، و حينما أصبح قرابة الباب قالت تستوقفه من جديد.
" نعم، أنا حامل منه"
إلتفت سريعاً إليها جيمين فاتبعت.
" لكنه لا يدري"
قبض جيمين حاجبيه بلا فهم و قال.
" إذن أنتِ أسررتِ عنه ابنه؟! و كيف لا يعلم أنه ابنه؟! ظننته لا يحبك!"
أومأت بعد تنهيدة ثم قالت.
" نعم، هو فعلاً لا يحبني، لكنني كنتُ أحبه لذا سلمتُ نفسي إليه دون أن يدري"
عاد جيمين أدراجه إلى قعر الغرفة، ثم جلس على السرير قِبالتها و قال.
" كيف لا يدري؟!"
أجابته بينما هي مشغولة بدعك أصابعها في حِجرها لشدة توترها.
" لقد تنكرت، لذا هو ظن أنني فتاة أخرى، عرض علي ليلة، و أنا وافقت ثم إنسحبت من حياته، لكنه من ظهر بوجهي فجأة"
إرتفع حاجبه عن ناصيته و قال.
" و هو لا يعرف أن تلك الفتاة هي أنتِ؟!"
نفت برأسها و بكت بهدوء أمامه فما عادت تستطيع كبت الغصة العالقة في جوفها، أما هو فاستقام بعصبية يتحرك أمامها، ثم دفع بالمنضدة أرضاً و صاح.
" أنتنّ النساء غبيات، لا تفكرنّ إلا بعوطفكنّ، لا يسعكنّ أن تفكرنّ بقلوب من هم حولكنّ، تجرحنّ و لا تهتمنّ!"
رفعت رأسها إليه و اعترضت باكية.
" لكنني كنتُ أحبه، و ما استطعتُ تجاوز مشاعري إلا بعد تلك الليلة!"
ضحك هو بجنون يصفق و قال.
" أكان حبكِ له جوع تشبعه ساعة شهوة على السرير؟!"
نفت برأسها سريعاً و وقفت تتحدث إليه.
" ليس هكذا، أرجوك افهمني، أنا كنتُ أحبه بجنون، حياتي متوقفة عليه رغم إنفصاله عني، ما استطعتُ أن أكمل حياتي إلا بعد تلك الليلة، لأنني ببساطة وجدتُ سبباً أمقته لأجله، علمت يومها أنني لا شيء بالنسبة له!"
بكت بالمزيد تعلل نفسها إليه.
" كان حبي عقيم يحتاج لأن يُقتَل، أرجوك لا تقارني بأحد يا جيمين، أنا لم أخنه، أنا داويتُ نفسي منه"
أشار جيمين ناحية بطنها و قال.
" و هذا ضحية حبكِ العقيم! كيف ستدبرين أمره؟ أم أنكِ تنوين رميه أمام إحدى المياتم؟"
نفت باكية و قالت تتمسك ببطنها.
" لستُ بمتخليّة عن إبني، أنا هربتُ من بيكهيون لأجله ثم لأجلي، صحيح أن بيكهيون والده لكنني لا أريده أن يعلم به"
همس مستنكراً.
" أليست هذه أنانية منكِ؟ أن تحرمي أب من طفله و طفل من أبيه؟"
حركت كتفيها بلامبالاة، و مسحت عينيها التي تكرم بالمزيد من الدموع ثم قالت.
" ربما، لكنه لا يستحق كلينا"
عاودت الجلوس على الكنبة، و هو آتى جالساً قِبالتها على السرير، ثم تحدث إليها بنبرة أكثر مرونة.
" لكنه عاد يريدك، ألا ترين أنه يحبك؟! و إلا فلِمَ يبحث عنكِ بجنون هكذا؟!"
نفت برأسها و أجابت إجابة مقتضبة.
" لا يحبني، لو أنه يحبني لما خانني"
تبسم مستنكراً و اعترض.
" خانكِ معكِ"
نفت برأسها تجيبه.
" أياً كان تبقى خيانة"
إرتفع حاجبه بإعتراض و قال.
" ألا تكونين خنتِه أنتِ أيضاً؟!"
إعترضت سريعاً و قالت.
" ربما خدعته، لكنني لم أخنه، لقد سلمتُ نفسي لبيون بيكهيون، لا لرجل عداه"
أومئ رغم إنعدام قناعته فيما قالت.
" حسناً، ربما هو أدرك بعدها أنه يحبكِ، لذا هو يبحث عنكِ؟!"
تبسمت ساخرة و أجابت.
" لا يبحث عني لأنه يحبني، مصالحه مقترنة بي، إن تزوجني سيسطر على الشركة و هذا هدفه، أنا لستُ هدفه على الإطلاق!"
تنهد أخيراً مستسلماً ثم نهض قائلاً.
" حسناً كما تريدين، لكنني أظن أن عليكِ أن تجدي حل لمشكلتكِ هذه، مصيركِ بالنهاية أن تعودي لأهلكِ، و إن ما وجدتِ خياراً أفضل من الزواج منه، تعلمين أنكِ ستتزوجينه رغماً عنكِ، الزيجات المُدبرة و الإستشراف هي إختصاص الأغنياء"
ثم خرج جيمين و تركها وحدها تفكر فيما قال، لا تدري كيف تخرج من أزمتها هذه و كيف تحلها، لكنها بالتأكيد لن تعود إلى بيكهيون إطلاقاً، فمن استغنى عنها هي عنه أغنى.
.............................
أصبحت الشمس خفيفة و قد إنزوت شمس الظهيرة، قررت أوكتافيا أنها ستخرج لإحضار إبنتها الصغيرة، و إن لم تكن مستعدة لإستقبالها، لكنها ستخرج لتأتي بها على آية حال.
إرتدت ثياب سميكة و سترت ما تكدم منها إلا وجهها، فمساحيق التجميل وقفت عاجزة عن محو الكدمات حول شفتيها و فكّها.
إستقلت سيارتها إلى المستشفى، و فوراً باشرت بمعاملة الخروج لأجل الصغيرة، و ما أن إنتهت توجهت لأخذ الصغيرة من غرفتها.
لارا الصغيرة كبرت، و أصبحت لا تنام كثيراً كما كانت، الحياة تدب فيها بشكل أفضل، إنها الطفلة التي قضت أول أربع شهور من حياتها في المستشفى.
حضَّرت للصغيرة حقيبتها، ثم إقتربت إليها كي تحملها، فوجفت لارا حينما شعرت ببُنية أضخم منها تحملها.
فتحت عيناها الجميلة و نظرت إلى أوكتافيا، فابتسمت لها الشابة و طبعت قبلة على وجنتها الزهرية.
حملتها إلى حضنها و دثرتها بغطاء سميك، كذا وضعت لها قبعة صغيرة باللون الودري على رأسها الصغير، و خبأت وجهها في عنقها، كي لا تتعرض للهواء البارد.
خرجت بالطفلة من المستشفى، و أمام البوابة رأت الطبيب زانغ يقف، و يتحدث لأحد بعد إن إستلم منه بعض الأوراق.
إبتسمت فور أن رأته، و لكن بمجرد أن لمع حديث الأمس برأسها، ما صدر عن جونغ إن، و كيف اتهمها بالطبيب، قررت أن تنسحب بهدوء قبل أن يلحظها.
لكن الطبيب زانغ كان يقظاً كفاية ليرصدها قبل أن تختبئ بسيارتها و تهرب، لذا أوقفها حينما ناداها بالسيدة كيم عالياً، فوقفت و إزدرئت جوفها بتوتر لا تدرك سببه.
إلتفتت إليه و زيَّفت إبتسامة، ثم قالت.
" اوه الطبيب زانغ هنا! ظننتك توقفت عن التردد إلى هنا بما أن طفلتي قد تعافت"
إقترب منها الطبيب باسمة شفتيه، لكنه حينما بات قريباً جداً أخفضت رأسها كي لا يرى ما يكدم وجهها، قال.
" لقد نسيت بعض الأوراق لذا أتيت لأخذها، كيف أصبحت الأميرة؟!"
تحسس الصغيرة من فوق غطائها و أوكتافيا ضمتها إليها أكثر و قالت.
" إنها بخير، شكراً لإعتنائك بها"
أومئ مبتسماً، ثم وقع بصره على وجهها، و بانت له كدمة أليمة تتموضع قرب زاوية شفتيها، عقد حاجبيه بإستياء، و وضع أصابعه أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه.
سايرت يده تغمض عينيها لشدة التوتر، ثم قال الطبيب ساخطاً.
" ما هذا؟! من فعل بكِ هذا؟!"
فتحت عيناها ترمش بإضطراب، ثم أبعدت يده عنها بلطف و قالت.
" لا شيء يذكر، شكراً لإهتمامك"
ثم تخطته إلى سيارته، لكنه لم يتركها إذ أمسك بذراعها و جعلها تلتف إليه و قال.
" أيعنفكِ كاي؟! و لِمَ أنتِ صامتة؟!"
مرَّ بعض المُشاة و كانت أبصارهم عالقة عليهما، لاحظتهم أوكتافيا، فتحركت للإبتعاد عن الطبيب و قالت.
" من فضلك لا تقترب مني هكذا و إلا سيُساء فهمنا"
تنهد الطبيب و إتكئ بذراعيه إلى خصره و قال.
" أهذا ما يهمكِ الآن؟! انظري إلى نفسك! أنكِ بالكاد تتحدثين، وجهكِ مُكدم بشكل عنيف، أستصمتين عن حقك و تتحملين كالنساء ضعيفات الشخصية؟!"
تنهدت و قد أصابها الغيظ ثم واجهته.
" و ما شأنك أنت؟! أنت أبي؟ أخي؟ زوجي؟ تقربني بشيء لتتدخل؟! أرجو ألا تنسى أنني مجرد أم لإحدى مرضاك و حسب، ما بيننا لا يتسع لمفهوم أكبر"
رمقته بإزدراء أخير ثم تجاوزته إلى سيارتها، وقف الطبيب مصدوماً مما قالت و شعر بأنه تجاوز حدوده هذه المرة بحق، لا يجب أن يعنيه شأنها، لكنه بالفعل يعنيه.
يتوجب عليه الإعتذار...
عادت أوكتافيا إلى المنزل بالصغيرة، دخلت تحمل لارا و وضعتها بغرفتها، ثم أسهبت بالحديث مع الطفلة، رغم أنها طفلة لا تعي.
" انظري يا صغيرتي، هذا منزلكِ و هنا ستعيشين، هذه غرفتكِ و هنا سريركِ، أمكِ قد إختارتها، إنها على ذوقها تماماً لذا تبدو غرفتكِ رقيقة مثلها"
نظرات الصغيرة الجاهلة جعلت أوكتافيا تبتسم و تتبع.
" أنتِ جميلة جداً، تشبهين أمكِ كثيراً، أستطيع أن أتخيلكِ صبية جميلة تكون نسخة رقيقة عن أمها"
تنهدت حينها أوكتافيا، و حدثت نفسها.
" لا أدري ماذا سيكون قد حلّ بنا إلى ذلك الوقت لو بقينا أحياء، و إن مُتنا فسأكون قد إرتحتُ من تقديم إعتذاري لكِ، الذي من الآن أفكر به كيف سيكون."
تبسمت إلى لارا من جديد و قبَّلت وجنتها، ثم أقامت عودها تنظر إلى الصغيرة بسريرها، تلهو بالألعاب الصغيرة التي تتأرجح من فوقها.
سمعت صوت الباب يُفتح، فعلمت أن زوجها قد وصل، إزدرئت جوفها و حصَّنت نفسها بثيابها، ثم جونغ إن إقتحم الغرفة يلهث و أسرع ينظر في السرير.
تنهد براحة حينما وجد صغيرته تلهو هناك بألعابها، ثم إبتسم إليها يداعب وجنتها بأنامله، لكن ما إن وقع وجهه على زوجته إضمحلت إبتسامته، و اشتعلت عينيه غضباً كذا حقداً.
" من طلب منكِ أن تحضري ابنتي؟ كيف تخرجي من المنزل دون علمي؟!"
تخلى عن تمسكه بسرير ابنته و تقدم إليها واجم السِنحة، حتى أصبح أمامها تناول عِضدها بقبضته، و جذبها بعنف إليه.
كبتت صوت ألمها و نظرت في وجهه متوجعة، لكنه ما اهتم، إنما سكب إتهاماته الباطلة في أذنيها.
" نيتكِ واضحة مما تفعلينه، تهدديني بطريقة لاعلنية بابنتي، أنكِ تستطيعين أخذها متي و ربما أذيتها لو أردتِ، بكنكِ تحلمين فقط"
تنهدت أوكتافيا بملل، و حاولت سحب يدها منه، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً، بل إنه أجتذبها إليه أكثر حتى ألصقها به، حينها قالت.
" لا أستغرب منك أن تلفق لي التُهم على هواك، لذا أنا لستُ في موقف و لا بمزاج لأبرر نفسي أليك، لذا لا تطمع بالكثير من وهني و غضبي، إنكَ لا تعرفني بعد"
ثم دفعت يده عنها بكل ما أوتيت من قوة، حينها إبتسم هازئاً ينظر لها بدونية، تنهدت أوكتافيا ثم خرجت من الغرفة.
توجهت إلى غرفتها ثم جلست أمام منضدتها، و أمام مرآتها إمتلأت عيناها بالدموع، لكنها شدّت جفونها و جففت عيناها عن أي علامة ضعف و هوان قد تبان عليها.
خرجت حينما سمعته يناديها، بدى أكثر وجوماً حينما تحدث.
" أبي إتصل، لقد قرر أنه سيقيم عشاء خيري لأجل ابنتي بالغد، لذا عليكِ أن تكوني جاهزة حينما أعود من العمل"
أومأت بصمت ثم تحركت إلى غرفة لارا حينما سمعت صوت بكائها، جونغ إن رمقها من فوق أهدابه الناعسة.
أستكون أماً جيدة لابنته؟!
يخشى أن يؤول حال لارا الصغيرة إلى ما آل إليه حال أمها، لذا قرر أنه سيركب كاميرات مراقبة خفيّة مساء الغد أثناء غيابه.
ذلك، إن أساءت لابنته يكشفها و يكون مصيرها بين يديه أكثر سواداً...
تسلل إلى غرفة ابنته و نظر فيما تفعله زوجته، كانت تحمل لارا على ذراعها و تضع في فاهها زجاجة الحليب، الصغيرة قد هدأت بالفعل.
تحرك إلى غرفته كي يبدل ثيابه إلى أخرى مريحة بينما يمكث في المنزل لهذه الليلة...
في اليوم التالي و بعد أن حلّ المساء، كانت قد نجحت أوكتافيا من أن تكون سالمة من أذية كاي، فهي تحامت و هو لم يقربها بسوء، و بغير ذلك ما بينهما كان تجاهل كلي.
إرتدت أوكتافيا فُستان خمري اللون من المُخمَل، طويل حتى كاحليها و بأكمام طويلة تتجاوز مِرفقيها، يضيق على جسدها من أعلاه إلى أسفله، كما أن فتحة صدره تكشف أعلى صدرها بفتون بلا كشف زائد عن معالمها، و ظهرها مستور.
صففت شعرها بموجات خفيفة على كتفها الأيمن و تركت بعضه ينسدل على ظهرها، وضعت في عنقها عُقد يعني لها الكثير، فهو هدية من بيكهيون إليها.
في معصمها الأيسر ساعتها الفضية و في معصمها الآخر إسوار ناعم، تنتعل في قدمها حذاء أسود ذا كعب عالٍ.
و أخيراً على ذراعيها تحمل لارا الصغيرة بينما تسير بمحاذاة زوجها إلى داخل قصر والديه.
توقفت لوهلة، يبدو أنه عشاء كبير، و السيد كيم كوالدها، رجل يحب البذخ و الإستعراض، لا تستبعد رؤية أي أحد في الداخل.
لربما أمها و أبيها، لربما بيكهيون، و لربما جيمين...
سحبت أنفاسها إلى أعمق نقطة في صدرها، ثم سارت إلى الداخل، حديقة القصر تكظ بالناس، و على ما توقعت، بالفعل جيمين يقف بعيداً هناك وحده.
.......................
سلااااااااااام
الفصل الجاي ح يكون بارت خورافي ناري و كلو...💔😭
نحنا الآن صرنا بمنتصف ديسمبر و تخرجي رح يكون في منتصف الشهر القادم، من الآن حتى ذلك الوقت إن شاء الله لا أضمن إنتظامي في التحديثات إطلاقاً.
كونوا صبورين و تحملوني، تذكروا أني دللتكم قبل🌚
الفصل القادم بعد ١٠٠ فوت و كومنت.
١.رأيكم بأوكتافيا؟! قابليتها لمواجهة جونغ إن رغم نذالته؟!
٢.رأيكم بجونغ إن و إتهاماته اللامبررة؟!
٣.رأيكم بالطبيب زانغ؟ و ماذا سيكون مستقبله أو مصيره في هذه الحكاية؟!
٤.رأيكم بإيزابيلا و كشفها عن ستار الحقيقة؟ (بيول و إيزابيلا شخص واحد) و هل دافعها مبرر؟!
٥.رأيكن بجيمين و ردة فعله على كلام بيلا؟
٦.ما هي توقعاتكم حول الحفل؟!
٧.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі