Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH23|| تفرِقة
" تفرِقة"





" حذاري من الكره الذي يأتي بعد حباً جمّا و من الحب الذي يأتي بعد حِقداً أعمى!"








وقفت أوكتافيا أمام مرآتها تنظر إلى نفسها، أنها اليوم ترتدي فستان أسود عزاءً على القلوب التي ستدهس عليها لاحقاً.

فستان أسود يحدد منحنيات جسدها رِفقة كعب عالٍ تنتعله بقدمها، على رقبتها عِقد بسيط و بأصبعها خاتم خطبتها من جيمين.

وضعت القليل من مساحيق التجميل و تركت شعرها مفروداً على ظهرها، بدت متأنقة كفاية لأستقبال ضيوفها، جيمين و عائلته من ضمنهم شقيقه جونغ إن -عشيقها السري- و زوجته.

نزلت السُلم إلى صالة الجلوس تنتظر مع عائلتها حتى اتصل بها جيمين فخرجت لتجيبه في الحديقة بعيداً عن آذان والديها.

" حبيبتي!"

همهمت كإجابة، فليكف عن نعتها بالحب و مصطلحاته، ذلك يجرحها كثيراً، إنه يبذر عليها بمشاعره و هي لا تستحق منه أي من هذا.

" لقد أصبحنا قريبين، أتحرق شوقاً لرؤيتكِ، لقد اشتقتُ لكِ"

تزداد أعبائها ثقلاً و يزداد حشد ضميرها عليها، إنه يعذبها بحبه النظيف هذا.

" إنني أنتظرك"

أغلقت الخط بعد وقت و تنهدت، عقدت ساعديها إلى صدرها و استندت على ما يخلفها، اليوم دعى والدها السيد كيم لوجبة العشاء ليتناقشوا بأمور الزفاف و تحضيراته الأخيرة.

لقد إقترب موعد الزفاف و جونغ إن يضغط عليها، كما أنها تتلقى ضغط غير مقصود من جيمين بوِده و حبه يضغط عليها دون أن يدرك.

وصلوا أخيراً فأقامت عودها لإستقبالهم، حييت والدي جيمين و تيمين و عائلته ثم آتى جونغ إن، حالما رأته أصابها التوتر خصوصاً أنها تتجاهل أغلب إتصالاته و رسائله.

صافحت يده الممتدة لها ثم انسحب من أمامها، وقفت لارا لتصافح أوكتافيا بإبتسامتها الجميلة المعتادة.

" مبارك لكِ جميلتنا"

أنكست بوجهها ارضاً و أجابتها.

" شكراً لكِ"

غادرت لارا خلف جونغ إن، ما إستطاعت أوكتافيا أن تنظر في عينيها ذلك لأنها ترى خيانتها في عيناها كلما نظرت إليها، تلك البرائة فيها تعذب أوكتافيا.

شعرت فجأة بحضن دافئ يحويها ثم همسه قرب أذنها.

" حبيبتي جميلة جداً!"

إرتفع عنها و طبع قبلة خاطفة على زاوية شفتيها جعلتها تغمض عيناها بقوة، جونغ إن يراها من بعيد، لقد رأى ذلك.

لا تهتم كثيراً بماذا شعر من بعيد يهمها جيمين التي هي بالفعل بين يديه في هذه اللحظة، سيندم لاحقاً على كل ذرة حب منحها أياها.

خبأت وجهها في عنق جيمين و أحاطت كتفيه بذراعيه تختبئ من نفسها و من عينيّ عشيقها به.

أهو حتى عشيق؟ أتكن له العشق؟

العشق درجة عظيمة في الحب، هي لم تصل مع جونغ إلى الحب فكيف تنعته بالعشيق، لقد كنَّت له إعجاب عظيم و ربما ما زالت تكنه له، لكنه بعيداً جداً على أن يكون حباً.

على مقياس الحب ترجح كفة جيمين على جونغ إن، إنها تحب جيمين أكثر، ما كنته لجونغ إن لا يتعدي الإعجاب و بغض النظر عن مشاعره، إدراكها هذا آتى في وقت متأخر جداً.

لقد تأخرت بالفعل عن إدراك ذلك، كلما شاركت جونغ إن السرير و سمحت له أن يستمتع بجسدها قلَّت مشاعرها إتجاهه، كما لو أنه إعجاب جسدي فقط، ربما هو كذلك حتى، لا تعلم.

أحاط جيمين خصرها ثم دخل برفقتها إلى الداخل، بالشكل الذي تستند فيه عليه و تختبئ فيه أثارت الريبة في نفسه.

" لا تبدين لي بأفضل حالاتك، هل حدث معكِ شيء يا فيّا؟!"

نفت برأسها ثم تنهدت تسند رأسها على كتفه، حدث الكثير و لكنها لا تستطيع البوح، ورطت نفسها بيدها و لن تستطيع الخروج بلا ضرائب تجعلها فقيرة من الجميع.

ستخسر الجميع بسبب تلك اللذة التي وجدتها مع جونغ إن، بسبب هذا الوِد و الإعجاب الذي بدأ يندثر ستخسر الجميع.

بعد تفكير طويل إستلزمها البقاء وحدها في غرفتها بالعتمة الحالكة قررت أنها لن تضحي بجيمين و لا بلارا، ستحضي بنفسها لأجلهما.

لن تستمر مع جونغ إن و لن تستمر مع جيمين، ستنحر عنقها و لا تنحر قلب جيمين و لارا، لا تريد أن تؤذيهما أكثر و تود لو يأتي يوماً و يسامحاها به.

جلس كبار العائلتين يتفقون على بعض الأمور الشكلية و أوكتافيا كما جيمين كانت تومئ بلا إهتمام، الفندق ذاك و المدعوون و مظاهر كثيرة لعرض البذخ ما كانت محط إهتمام كلا العروسين.

بعد العشاء خرج جيمين رفقة أوكتافيا إلى الحديقة، لقد كانت طاولة العشاء مشحونة بالنظرات السلبية التي يتبادلانها جونغ إن و أوكتافيا، هو يريد أن يختلي بها ليتكلم معها و هي تأبى.

رغم أنه جاهر لها بالحب مراراً، هي لا تكذب مشاعره و لا تصدقها، ببساطة ما عادت تهمها، تريد أن تتحرر من قيده فقط.

" لا أراكِ على طبيعتكِ بالفترة الأخيرة و تأبي دوماً عن الإفصاح لي، ما الذي يحدث معكِ؟ منذ متى نحن نخفي أمورنا عن بعضنا البعض؟!"

وقفت حالما أنهى جيمين قوله ثم تمسكت بيديه، أنكست رأسها لا تقوى على مواجهته و لا النظر إليه ثم قالت.

" أنا لا أستحقك، أنت تستحق فتاة أفضل مني عليك، أنا لا أريد منك أن تسير في طريق مظلم و تظنه منير."

قبض حاجبيه ثم سرعان ما أحاط وجنتيها بكفيه و رفع وجهها كي تنظر إليه فرأى حدقتيها غارقة في بحر من الدموع.

" أنتِ ماذا تقولين؟!"

الآن ستخبره بكل شيء بحذافيره، ستخبره عن حقيقتها العفِنة و حقيقة شقيقه، ستخذله الآن أفضل من أن تخذله لاحقاً، هذا ما عزمت عليه حتى لو كان الثمن نفيساً.

" أنا و ج..."

" جيمين! تيمين يريدك في أمر عاجل، اذهب إليه سريعاً"

أومئ جيمين لأخيه جونغ إن سريعاً و قبل أن يغادرها قال.

" عندما أعود سنتكلم"

ذهب جيمين و هي إزدرئت جوفها بتوتر عندما فرغت الحديقة عليها معه، تأكد أن جيمين لا يستطيع رؤيتهم ثم صرف خطوات راكضة إليها بعدما هربت من أمامه تجري بعيداً.

أمسك بها على حافة حوض الماء، قبض على ذراعيها يجتذبها إليه و هسهس غيظاً.

" جننتِ أنتِ بلا شك! ماذا كنتِ تتوقعين منه لو أخبرتِه؟ سيصفق لك لأنك توقفتِ عند هذا الحد معه؟"

شهقت بخفة عندما اجتذبها من مؤخرة عنقها أقرب إليه و يؤلمها أكثر ثم تابع.

" بل سيلعنكِ حتى يموت و أنتِ لن تكوني في نظره سوى عاهرة، جننتِ؟!"

أفلتت نفسها منه و قالت بحدة.

" نعم جننت! إنني بالفعل عاهرة لرغباتك فلا ضير أن رآني هو كذلك أيضاً، أنا لا أريد أن أستمر معك و لن أستمر معه"

قبض ملامحه بلا فهم و استنكر.

" لا تريدين ماذا؟!"

تنهدت بأستياء ثم وضحت لها متهجمة.

" أنا لا أريدك، أنا لا أحبك، الذي بيننا نزوة عابرة، ثق أنه ليس حباً، اذهب و اهتم بزوجتك و دعني أنا و شأني، فقط انصرف عن حياتي!"

هذا كان آخر ما توقع أن يسمعه منها.

" كاذبة!"

إتهمها بالكذب لكنها بدت ثابتة في موقفها و وقفت أمامه بقوة ثم قالت من بين أسنانها التي تراصت غضباً.

" أنا لا أحبك إطلاقاً و لا أريدك رجلاً في حياتي بأي طريقة كانت، افهم هذا، الذي بيننا مجرد نزوة عابرة."

جذبها من يدها أقرب إليه حتى أن جسدها لامس جسده ثم هسهس قرب أذنها.

" نحن يجب أن نتكلم في مكان أفضل"

حاولت سحب ذراعها من قبضته و هي تحاول التشبث في الأرض.

" لكنني لا أريد، دعني و شأني!"

سحبها عنوة عنها إلى حيث يود أن يختلي بها بين جدران صمّاء.

" ما عادت الأمور تسير على هوى إرادتك!"

حذرته بما أن طاقتها الجسدية لا تعود عليها بالنفع ضده.

" أقسم أنني سأصرخ إن ما تركتني الآن!"

ما توقف عن سحبها و قال متحدياً أياها.

" هيا اصرخي و أريني كيف ستبررين صراخك"

آتى صوتاً غاضباً من خلفهما.

" دعها!"

حالما ميزت الصوت شهقت بينما تلتف ناحيته بجزع، تقدم جيمين لينتزع خطيبته من يد جونغ إن الغاصبة و جعلها تقف في ظهره.

" كيف تبرر موقفك أمامي؟!"

أشار جونغ إن إليها من خلف ظهره و قال غاضباً.

" دعها تبرره لك هي إن تجرأت!"

و انصرف و تركها وحدها رفقة جيمين و تبرير عقيم سيجعل كل شيء في فوضى عارمة.

نظر لها جيمين نظرة ثاقبة فمسحت ببصرها الأرض سرعان ما شعرت به يقتلعها من موقفها و يسحبها خلفه بشيء من الخشونة.

صعد بها إلى غرفتها غفوة عن الأبصار و ما أن أدخلها و دخل أغلق عليهما الباب و وضع المفتاح في جيبه.

وقفت هي و رعشة قد جالت بها و حامت، إنها لكثرة توترها بكت قبل أن يبتدأ الحديث، إقترب إليها و على شفتيه إبتسامة هازئة قائلاً.

" يبدو أن الأمر كبير آنسة أوكتافيا!"

وضعت يديها على وجهها لكثرة ما تراكم العار في روحها و نبست.

" أنا آسفة، أرجوك اصفح عني!"

أمسك بمعصميها و ابعد يديها عن وجهها بخشونة، نظر في عيناها الباكية، مظهرها هذا كافياً ليعلم أن مصاب جلل قد مر بها.

" تحدثي!"

ما استطاعت أن تنظر في وجهه إنما فقط أنكست برأسها و أخذت تتلعثم لهول ما عليها قوله.

" أنا...أنا أخطأت مع جونغ إن"

كثير من الإحتمالات القريبة و البعيدة تواردت إلى ذهنه لذا اجتذبها إليه من ذراعيها و هسهس على واجهتها.

" كيف أخطأتِ معه؟!"

أغمضت عيناها لشدة حرجها و العار قد ألبسها ثوبه المخزي، نفضها بين يديه بقسوة و صرخ عندما فقد صبره، إحتمالات كثيرة تراوده.

" ماذا فعلتِ معه؟!"

أجابته تغمض عيناها، ترتجف و أنفاسها ضيقة.

" علاقة جسدية "

أفلتها سريعاً و تراجع عنها خطوتين، وقف مشدوهاً لا يقول شيء و لا يفعل شيء إنما ينظر إليها فقط.

لا يصدق ما سمعه للتو، لو عاش ألف سنة أخرى ما توقع أنها ستفعل شيء كهذا، لو أنه رآها بأم عينه رِفقة رجل آخر لما صدق بصره.

إنها أوكتافيا، رفيقة دربه منذ سنين و أول إمرأة طرقت أبواب قلبه.

إنها أوكتافيا التي جذبته بحُسن أخلاقها، الفتاة التي رأى بها المثالية، الفتاة المجتهدة الدؤوب التي لا تغريها متعة و لا تحرفها رغبة.

لطالما كانت بنظره فتاة كاملة و مكتملة لا تشوبها شائبة، الآن تعترف له أن كل الرجس و النجاسة فيها!

عار عليه أنها كانت الفتاة التي بنى على أكتافها أحلام و هي في حضن رجل آخر، هي التي صرف عليها بقلب سخي كل مشاعره حتى أصبح فجأة فقيراً منها.

جثت على ركبتيها أمامه و قالت بعد صمت طويل تتوسله.

" إنني أخطأت و أعرف أنك لن تسامحني لكنني لا أريد أن أخسرك، أرجوك لا تتركني، افعل بي ما تشاء، عاقبني كما تشاء لكن لا تتركني، سأفعل ما تريد مهما كلفني، أرجوك يا جيمين أنا لا أستطيع أن أخسرك!"

دموعه أخيراً مشت على وجنتيه ثم تبعه همسه الخفيض.

" كان عليكِ أن تفكري بي عندما كنتِ كأي عاهرة سبقتكِ أسفله!"

أخفضت وجهها عنه و العار يتلبسها، بكت كما لم تفعل من قبل.

" أرجوك يا جيمين!"

تمسكت بقدمه تحاول تليينه لكنه دفع بقدمه بعيداً عنها و تجاوزها إلى دورة المياه التي تخصها.

رشق وجهه في الماء ثم نظر إلى نفسه في المرآة، بماذا أنقص عليها كي تخونه بهذه الطريقة البشعة.

و مع من؟!
مع أخيه.

عيناه أحمرت لكثرة ما دخل بها الماء، خرج من دورة المياه، ما زالت أرضاً تبكي، رمقها بإستحقار و خرج.

وجد أخيه تيمين يقف مع والد أوكتافيا.

" أين جونغ إن؟!"

إستأذن تيمين السيد و انفرد بأخيه منزوياً ثم سأله بقلق إذ أنه بائن عليه أنه غاضب كثيراً و ينوي على إفتعال مشكلة كبيرة.

" ما بك أولاً؟!"

تنهد بأستياء ثم تجاوزه بما أنه لا يمنحه الإجابة الذي يريد، أخذ تيمين ينادي عليه من خلفه لكن الأصغر لا يستجيب.

خرج جيمين من القصر أعمى البصيرة يلحق بجونغ إن إلى منزله بعدما إكتشف أنه غادر القصر.

أوكتافيا حالما سمعت صوت إحتكاك عجلات سيارته بالأرض نهضت سريعاً إلى الخارج و تشبثت بتيمين فور أن رأته تتحدث إليه بفزع.

" أرجوك اذهب خلف جيمين سريعاً، أخشى أنه سيفعل مصيبة، لقد ذهب إلى جونغ إن، أرجوك أوقفه!"

ما كان يحتاج تيمين لأن يسأل عن السبب فهو من رآهما يتغازلان في اليخت، دفعها عنه بخفة و قال قابضاً حاجبيه.

" أنتِ لم تري شيء بعد، بسبب نزوتكِ هذه ستحدث مصائب لا تعد و لا تحصى، حذرتكِ منه و لكنكِ لم تهتمي!"

غادر فوراً و هي تجمدت في مكانها بعينين متسعة، لا تصدق ما سمعته للتو، إنه يعلم بعلاقتها مع جونغ إن و لم يفصح بها لأحد.

خرج جيمين و ولى نايون نفسها و طفلهما لتعود إلى الشقة التي إشتراها لأجلهما، ثارت الفوضى قليلاً بالقصر إذ غادر الأخوة الثلاثة متجهمين و لم يقولوا أسبابهم بل لم يستأذنوا الرحيل.

وصل جيمين إلى منزل جونغ إن، إقتحم حديقة المنزل ثم هاجم الباب بقبضاته و ركلاته و هو يصرخ باسم أخيه ليخرج.

" جونغ إن! اخرج يا جبان!"

لارا في الداخل إنتفضت رعباً و توجهت ناحية الباب لتفتحه لكن جونغ إن نزل السلم سريعاً و منعها بنبرة حادة أمرها.

" اصعدي إلى غرفتك و لا تخرجي حتى أناديكِ، هيا!"

أومأت إليه و صعدت الغرفة، بعدما تقدم جونغ إن ناحية الباب خرجت بالخفاء تنظر من الأعلى إلى ماذا يحدث.

فور أن فتح الباب جونغ إن تلقى لكمة من جيمين جعلته يترنح إلى الخلف، لارا بالأعلى شهقت و هي ترى جيمين يهاجم أخيه، أما جونغ إن فهو يصد معظم الضربات لكنه لا يردها على أخيه.

صرخ جيمين و هو يضرب أخيه بجنون.

" ظننتك تغيرت! ظننتك أصلحت من نفسك،  كل هذا فعلته لتكسب ودها، لتخدعها ثم ترميها، أنت فعلت هذا لتؤذيني أنا، و اللعنة عليك أنا ماذا فعلت لك لتكرهني إلى هذا الحد؟!"

تحرك جونغ إن أخيراً و دفع أخيه عنه ثم صاح بينما يمسح دماء فمه و أنفه.

" أنا لم أخدعها، هي لم تحبك أبداً و أنت تعلم ذلك لكنك تحب أن تؤدي دور الضحية، لو كانت تحبك بالفعل لما سمحت لي بمسّها، أنا لم أجبرها علي، لقد همّت بي كما هممت بها"

وضعت لارا يدها على فمها بالأعلى لا تصدق ما تسمعه الآن و همست تحدث نفسها.

" أيعقل أنها أوكتافيا؟!"

دفع جيمين جونغ إن بغضب و أسقطه أرضاً ثم اعتلاه يلكمه، يصرخ و يبكي بجنون.

" أنت لا تستحق سوى الحرق، إنني أكرهك، سأقتلك الآن سأقتلك!"

نهض جيمين عنه و اندفع إلى المطبخ بينما جونغ إن لم يتحرك من مكانه بتاتاً، فقط يتمدد أرضاً و يتألم.

آتى جيمين يحمل سكيناً و رفقة صرخة لارا تحاول منعه و هي تركض للأسفل دخل تيمين يجري ناحيتهما.

لكن يد جيمين قد سبقت الجميع و غرس السكين في بطن أخيه، جونغ إن شهق و ارتفع رأسه ينظر إلى جيمين جاحظاً عينيه.

جيمين قد طعنه بالفعل، لارا إنهارت أرضاً و تيمين سارع بدفع جيمين عن جونغ إن و بيد مرتجفة سحب السكين من بطن جونغ إن ليشهق المصاب و رماها أرضاً.

اقتربت لارا تزحف على قدميها حتى وصلت زوجها الغارق بدمائه، حملته على صدرها و هو نظر إليها، إبتسم جونغ إن و رفع يده يمسح دموعها ثم همس بضعف شديد.

" أنا آسف، لقد فعلتُ كل شيء لأجلك، أرجوكِ لا تكرهيني"

سعل يبصق الدماء من فمه و لارا رفعته إلى صدرها و بيدها تضغط على جرحه.

" لا تتعب نفسك، أنت ستكون بخير"

مسح تيمين دموعه بخشونة و تحدث إلى لارا.

" لقد إتصلتُ بالإسعاف سيأتون بغضون دقائق لنقله، اضغطي على جرحه جيداً و كلميه، لا تجعليه ينام."

أومأت لارا لتيمين و ضمت زوجها إلى صدرها أكثر.

" جونغ إن إبقى معي، لا تفقد وعيك!"

جيمين تصلب جسده ينظر إلى السكين ارضاً و لا يبدي أي رد فعل، فقط ينظر إليها بصمت و سكون.

تيمين حمل السكين ثم كمش على قميص أخيه الصغير و جذبه لينهض على قدميه.

" أنت تعال معي!"

وضعه في سيارته ثم صعد إلى جانبه، أمسك بعض المناديل الورقية و أخذ يمسح أثار بصمات جيمين عنها بينما يضع عليها بصماته ثم قال.

" أنا الذي طعنته و ليس أنت، أتفهم؟"

نظر جيمين أخيراً إلى أخيه لا يصدق أنه سيتحمل العقاب عنه.

" اذهب هيا من هنا إلى شقتي و أياك أن تخرج منها"

نزل من السيارة ثم حث جيمين على الذهاب عندما ضرب مقدمة السيارة بكفيه يحثه على الذهاب و انطلق جيمين بعيداً.

عاد تيمين إلى الداخل يتفقد أخيه المصاب، كان قد فقد وعيه بالفعل و لارا تحاول أيقاظه، تبكي بشدة و تصفع وجهه بخفة لعله يستيقظ، لقد أصابها الهلع و هي أرق من أن ترى منظر الدماء هكذا.

أبعدها تيمين عنه و حاول تهدئتها.

" لارا أرجوكِ إهدأي، إنني أخشى عليكِ من هلعكِ هذا، أعدكِ أنه سيكون بخير، فقط إهدأي قليلاً!"

وصلت سيارة الأسعاف و أذن لهم تيمين بالدخول، قاموا بنقل جونغ إن إلى المستشفى و لارا رافقته بينما تيمين تبعهم بسيارته.

جيمين لم يستمع إلى أخيه و لم يذهب إلى شقته بل ذهب إلى شِقة أوكتافيا و كان قد اتصل بها و أمرها بأن تذهب إلى شقتها للُقياه.

فور ما دخلت الشقة شعرت بيده تسحبها إلى الداخل، أغلق الباب و سحبها يحاصرها عليه، تبسم كمخبول ما و قال بينما ينظر في ملامحها المرتعبة.

" هل أنتِ سعيدة الآن؟ لقد طعنته و سأذهب للسجن"

شهقت تضع يدها على فمها، نفت برأسها بينما تبكي، لا تصدق أنه اقدم على فعل متهور كهذا.

" أنت لم تفعل ذلك!"

ضحك بجنون و قال، رغم أنه يضحك لكنه يبكي في الآن، هناك حريق في صدره لن يطفئه سوى الإنتقام منها هي قبل أي أحد.

" بلى فعلت لأجلك، أتري كم أنا أحبك؟!"

أغمضت عيناها و انكست برأسها تبكي بحرقة فاستنكر.

" تبكين عليه؟ لا تقلقي حبيب القلب لم يموت للأسف!"

رفعت رأسها إليه و أرادت إحتضانه، لعله يهدأ لكنه دفعها عنه بقوة جعلها تشهق ألماً عندما ارتطم ظهرها بالباب خلفها.

" أياكِ أن تلمسيني يا خائنة، أتفهمين؟!"

أومأت إليه و جلست أرضاً بضعف أمام قدميه، هو نظر إليها بحقد ثم هسهس.

" أنتِ ستتزوجي بي و تعيشي كما أريد أنا"

رفعت رأسها إليه تستنكر تمسكه بها رغم أنها خانته.

" لكن هذا لا يصح"

إنخفض يجلس القرفصاء أمامه و وضع يده على فمها يسكتها ثم هسهس.

" صه! إن ما فعلتِ ما أريد سأذهب و اقتله أمام الناس جميعهم"

أومأت برأسها أنها ستفعل ما يريد، لا تريد له أن يضيع عمره في السجن كما أنها لا تريد لجونغ إن الموت.

أمسك بيدها و دفعها بعيداً عن الباب ثم قال.

" اعطني هاتفك و مفاتيحك كلها"

سلمته أياها دون نقاش و هو حمل أغراضها و خرج يقفل عليها الباب، لقد حبسها بشقتها، إنهارت أرضاً تبكي بجنون و بقبضتها تلكم نفسها تارة و تارة تصفع نفسها و ما كفت عن لعنها.

" اللعنة علي! أقسم أنني بالفعل عاهرة، أنا لا أستحق أن أعيش، لقد تسببت بتشتت عائلة بأكملها، لقد خسرت جيمين!"

..........

في المستشفى كان المصاب جلل، جونغ إن بغرفة العمليات و الصحافة تغلق المداخل كما أن الشرطة تقف بإنتظار أخذ الإفادة.

وصلا و الديّ جونغ إن، الأم فزِعة و الأب هلع، لارا قد أغمى عليها بالفعل و وضعها ليس بخير ذلك لأن التوتر النفسي يؤثر على جنينها بشكل حاد خصوصاً لأنها في شهرها التاسع بالفعل.

" ما الذي حدث مع صغيري؟ من الذي طعنه؟!"

وقف تيمين و خبئ يديه المرتجفة خلف ظهره ثم قال.

" أنا فعلت لكنني لم أتعمد طعنه"

قبضت السيدة ملامحها تستنكر أن ابنها الكبير قد يفعل شيء كهذا.

" و لماذا طعنته؟ هو أصبح جيداً ليكون أقرب لك و لأخيك، لماذا فعلت ذلك؟!"

أنكس برأسه يفر من مواجهتها و قال.

" أمي قلتُ لكِ لم أكن أقصد فعل ذلك"

إنهارت السيدة أرضاً و إزداد الوضع سوءاً، تم نقلها الأخرى إلى غرفة لتستريح بها و ضل تيمين و السيد كيم بإنتظار أن يخرج الطبيب، والد تيمين لم يقل شيئاً على الإطلاق، لم يسأل عن وضع جونغ إن و لم يسأل تيمين كيف طعنه.

خرج الطبيب أخيراً من غرفة العمليات ليقفا سريعاً تيمين و والده للإطمئنان.

" لقد نزف دماء كثيرة لكننا إستطعنا السيطرة على الوضع، سننتظر حتى يستيقظ لنرى في حالته."

ذهب الطبيب في طريقه و أتت نايون بعد دقائق،  حالما رآها تيمين وقف ليهوي عليها بجسده، كان يحتاج من البداية أحداً يواسيه.

هي تمسكت به جيداً و أخذت تمسح على رأسه تأذن له بالبكاء على كتفها كما يريد، بعد فينة رفع رأسه من جوف عنقها و قال.

" ألم يأتي جيمين إلى الشقة؟!"

عكفت ملامحها ثم نفت برأسها، إتسعت عيناها مهولاً ثم أفلتها و ركض خارجاً لكن الشرطة استوقفته.

" كيم تيمين، معنا أمر بالقبض عليك بتهمة الشروع بالقتل بحق كيم جونغ إن إستناداً على شهادة كيم لارا ضدك"

...........................



سلاااااام🌚

الشتم إز حرام🌚

ترا لسة ما خلصنا، لسة في كثيييير مصايب جاية على الطريق🤭

الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.

١.رأيكم بأوكتافيا؟ هل ترون أنها أحسنت التصرف عندما أخبرت جيمين؟!

٢.رأيكم بردة فعل جيمين و ماذا سيفعل؟ كيف سينتقم من أوكتافيا؟!

٣. رأيكم بجونغ إن؟ إستفزازه لفيا و لجيمين؟ و هل يستحق ما حدث له؟

٤. رأيكم بتيمين و تضحيته بنفسه لأجل جيمين؟ هل سيسجن بالفعل أم أن الحقيقة ستظهر؟

٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
Ch24|| في قاع الحب
Коментарі