Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
Chapter Thirteen
" ليلة بلا قمر"


لو أن عينك أعتمت عن النور فلا ضوء يستشري عتمة روحك إن ما أضائتها روحك من جديد.






" الأستاذ كيم!"

آخر من كان يتوقع بيكهيون أن يكون حاضراً في قصر والديه الرجل الذي تسبب في كل هذه الفوضى.

لا يعرف كيف فار الدم في عروقه و ركض إليه يود دهسه بقدمه، الأستاذ كيم لم يتحرك من مكانه بل تلقى اللكمة على وجهه برحابة صدر و وازن جسده قُبيل سقوطه.

و قبل أن يبدأ السيد بيون بتوبيخ ابنه اوقفه الأستاذ كيم قائلاً.

" دعه يفعل ما يشاء، له الحق في ذلك بسببي وقعت أخته في موقف حرج"

أمسك بيكهيون بتلابيب سترة الأستاذ و قال بحدة.

" إن كان والدك قد أجبرك أن تأتي و تعتذر كي لا يُفَض الزواج فأنت و هو مخطئين"

أفلت الأستاذ نفسه من قبضتي بيكهيون و قال بهدوء، لا يبدو عليه الغيظ أبداً.

" لا يعلم أحد من عائلتي أنني هنا، أنا أتيت هنا لأعتذر بصدق عمّا حدث بسببي"

إلتفت ناحية أوكتافيا ينظر لها ثم إبتسم بخفة قائلاً.

" أنا هنا بصفتي أستاذها و ليس شقيق خطيبها، أريد منها أن تعود إلى صفوفها و جيمين و أن تعود للعمل على مشروع تخرجها الذي أشرف عليه"

إنحنى لها لتتراجع خطوة مدهوشة و نظرت إلى بيكهيون الذي انقبضت ملامحه بلا فهم.

" أنا أعتذر عمّا بدر مني بلا قصد و أرجو أن تعودي إلى صفوفكِ آنسة بيون"

لشدة الحرج منه إنحنت له ثم أومأت موافقة، تبسم بإمتنان ثم إنحنى لوالديها و قال.

" و الآن أستميحكم عذراً، علي الذهاب إلى عملي"

خرج من بينهم و ترك العائلة بأعضائها وحدهم، في منتصف دهشة بيكهيون و أوكتافيا علقت السيدة بيون.

" أنه شاب مهذب و راقي أكثر من شقيقها خطيب أوكتافيا"

أومئ السيد موافقاً ثم قال لإبنته.

" الآن لا داع أن تبرري شيء لي يا ابنتي، لقد قام أستاذكِ بما وجب"

ذهب كلاهما من أمامها و ضلت واقفة رفقة أخيها.

" ما رأيك بهذا؟"

تنهد ثم همس.

" لا أعلم"

صعدت إلى غرفتها كي تأخذ حماماً دافئاً ثم خرجت تتفقد هاتفها، جيمين إتصل ثلاث مرات بالفعل.

بالتأكيد جيمين قد شعر بالقلق دون أن يعلم ما حدث، جلست على سريرها ثم هاتفته.

" أوكتافيا! أنتِ بخير؟ ما الذي حدث؟"

القلق بائن في نبرة صوته، لقد نهشه الخوف بالفعل لذا سارعت في طمأنته.

" لا تقلق أنا بخير، هم حتى لم يتحدثوا معي بالأمر، لقد كان أخاك هنا، اعتذر و طلب منا العودة لصفوفه ثم غادر"

لدهشة جيمين ظن أن الأمر إختلط عليه فهمس مستنكراً.

" أتسمعين ما تقولينه؟ جونغ إن آتى لطلب الصفح؟"

" نعم، آتى بصفته أستاذي و ليس شقيقك حتى إنه لم يرفع أصبع بوجه بيكهيون عندما لكمه، تخيل أنه إنحنى لي معتذراً"

كل ما حدث و قيل لا يُصدَق، أغلق جيمين الخط ليفكر بالأمر، الآن لا حاجة له أن يواجه عائلته أو عائلتها، الآن سيسير كل شيء كما كان عليه قبل أن تقع الفضيحة.

هل يعقل أن جونغ إن فكر بمصلحة شقيقه لذا ذهب إليهم معتذراً أم أن هدفه لم يكن تصفية القلوب؟
هذا السؤال الذي لم يستطع جيمين أن يمنحه إجابة.

...........

لم تنتهي مشاكل بيكهيون بعد فما زالت مشكلته مع إيزابيلا عالقة، إتصل في الصباح عمه و استعجله في الحضور لفهم سبب رفض ابنته المفاجئ لإرتباطها به.

استقبلته إحدى الخادمات و ارشدته إلى مكتب عمه، وصال هذه العائلات يتم في المكاتب و المناسبات السعيدة فقط.

الصورة الذهبية التي يعكسونها للناس عن تقارب أرحامهم ليست حقيقة، أرحامهم بالفعل مقطوعة.

دلّته العاملة على مكتب عمه الذي يتواجد فيه خلال هذا الوقت من النهار، إستأذن ثم دخل، إنحنى لعمه من باب التهذيب.

" مرحباً عمي"

أشار له عمه بالجلوس فأطاعه، ما كان العم بحاجة أن يقدم إفتتاحية للسبب الذي دعى فيه ابن أخيه إلى منزله.

" إيزابيلا وضعت الخاتم على هذه الطاولة و قالت أنها لا تريد الإرتباط بك ثم ولَّت و أنا أرى في عينيها الدموع تتراكم، هل لديك تفسير؟"

الإستعلاء و الإستمان اللذان إستخدمهما عمه في مخاطبته تنم عن غضب دفين أسفل قناع من اللامبالاة و الغرض مكانته.

لكن بيكهيون لطالما قال ما قلبه بصدق دون أن يهتم لشاكلته في رؤى الآخرين، بيكهيون صريح كما الآن تماماً.

" التفسير لديك و أبي، أنتما من أجبرتمونا على ربطنا رغم أنكما تعلمان أن حبالكما مقطعة"

لطالما ظن العم بيون أن حبالهم موصولة إلا أن الشك راوده منذ يوم تبادلا الخواتم، يفهم جيداً ما يرمي إليه الرجل اليافع أمامه.

" أنا لم أجبر ابنتي عليك، هي من أرادتك"

لا تكفي إرادتها، حبها لا يكفي، هو يحتاج أيضاً أن يقع في حب المرأة الذي سيتزوجها و هذه المرأة لن تكون إيزابيلا على الإطلاق.

" لكنني لم أردها كما أرادتني"

هذه الحقيقة التي لطالما كتمت على أنفاس إيزابيلا قبل أن تكتم أنفاسه هو، لهذا السبب تحديداً تلك الحكاية يجب أن تنتهي قبل أن تبدأ حتى.

" أنا لم أبيع ابنتي أبداً، والدك من باعك لي"

ثارت حفيضة الرجل و أسقط أقنعته التمويهية، ما قصده بيكهيون فيه لم يكن صحيح، إيزابيلا بنفسها أفشت بسر قلبها الصغير لأبيها و هو أراد أن تشتريها السعادة قبل المصالح المادية.

" و ها أنا أشتري نفسي منك مجدداً"

قالها بيكهيون و نهض على قدميه، اليوم هو يعود ليشتري نفسه التي بيعت بثمن بخس، والده الذي لا يأبه بأحلامه باعه و اليوم هو ثار على صمته و مَلَكَ نفسه من جديد.

حمل بيكهيون نفسه و خرج بعد حديث ساقم بينه و بين عمه العزيز، بينما يمر الرِواق الذي يقع آخره المكتب شعر بها حوله، سمع دبّات خُفّيّها على الأرض و سمع حسيس دموعها.

لا حاجة لها بالبكاء عليه لأنه لا يستحق منها أن تبكي عليه، هو آسف لها و لو أرادت سينحني أمامها معتذراً، هي فتاة كالرمق لا تولد مجدداً و لا يأتي أحد مثلها.

لهذا يود أن يعتذر، لقد جرح مشاعرها، أهان كرامتها، و حرق الحب الوليد في صدرها و هي لا تستحق أي من هذا منه و لكنه كان معووز لجرحها كي يتحرر من قيوده.

إنفصل عنها لأجلها أيضاً، لا يقدر أن يمنحها ما تستحق منه، غير النفور و البرود لن يمنحها و هي تستحق كل الحب و فائق الإحترام و التقدير.

ليقدم لها هذه المشاعر على قلبه أن ينبض لصالحها لكن مضغة اللحم هذه ليست طيّعة لأحد، لو أنها طيّعة لطوّعها، قلبه كان صامتاً كمقبرة مهجورة كلما قطعت فلكه.

" إنفصالكِ عني كان أكثر قرار صحيح إتخذتِه و إنفصالي عنكِ جاء ليؤكد لكِ هذا، ذلك أن إرتباطنا أصوله موبوئة يا إيزابيلا"

إستمعت إليه بأذن خاشعة و عين دامعة، إحتاج من نفسه أن يلقي عليها إعتذار و يرحل من حياتها دون أن يكون له رادعاً أو مَرَداً.

" آسف يا بيلا لما سببته من فوضى في مشاعركِ و وداعاً"

إلتزمت الصمت خلف الباب الذي يفصلها عنه حتى سمعت صوت دبّات حذائه على الأرضية يتلاشى، و بتلاشيه إنهارت أرضاً تبكي قلباً أحب الرجل الخطأ، تعلق بمصير زائف، و كَمَن مشاعر و جمعها في صندوق مخروم.

رغم أن الساعات مرت لكنها لم تمل تعزية مشاعرها بالكثير من الدموع، لم تمل أن تبكي على حب يستحق منها البكاء عليه، على مشاعر أسرفتها بالمجان و بلا تعويض حتى سوى آسف و وداعاً

جلست على سريرها و تركت القمر يداعبها من نافذتها، تارة يختبأ أسفل الستائر و تارة يظهر كما لو أنه يواسيها بمساعدة الرياح التي تساعده في الإختباء و الظهور.

تبسمت و أعلنت للقمر أن لعبته خاسرة فهي لا ترى فيه إلا إنطفاء جامح و لا ترى في الرياح و نسيمها سوى ريح عاتية.

" لا تواسيني مداعبتك يا قمر، أراك في رحم السماء تثير مخاضها و لا تنولد"

إرتفعت قدميها إلى صدرها و احتضنت جسدها بذراعيها ثم إتكئت على ركبتيها تنظر إلى القمر، لا ترى سوى القمر و لا تراه.

" واسيني بتعويض سماوي، أريد القمر بدراً و السماء نجوماً و الريح نسيماً، وقتما تصلح مداعبتك لي ستعوضني، الآن أنا بائسة"

تبسمت بخفة عندما حرك النسيم شعرها و أنشدت بصوتها الجميل.

" Could you find a way to let me down slowly

A little sympathy, I hope you can show me

If you wanna go then I am so lonely

If you're leaving baby let me
down slowly "

كُنفها تلك الليلة ما كان يكفي أن تحتضن دموعها فيه، إحتاجت منه أن يحتضنها للمرة الأولى و الأخيرة، أن يدعها تبكي على صدره و هو يلم جنباتها بذراعيه إلى صدره الحنون، تلك ستكون أفضل مواساة منه و طبطبة على مشاعرها.

............................

كومة مشاعر متشابكة تلك التي تحوم في داخلها، كثير من القلق و التوتر يراودها في هذه اللحظة بينما تدخل بأقدامها كلية الآداب حيث طُبِخَت الشائعات عنها.

تمسك بيدها جيمين يحاول أن يدعمها في موقفها الحرج هذا، ذلك أن عليها مواجهة الأقاويل و من ثم إعدامها.

" أنا معكِ و لا أحد يجرؤ على قول شيء لذا لا تقلقي"

تمسكت بنُتَف الشجاعة المتبقية ثم نفثت مع أنفاسها الكثير من الضعف و تقدمت، كان الوضع طبيعي كما لم يكن متوقع، حتى عندما دخلا معاً مدرج الطلبة حيث تقام محاضرة الأستاذ كيم لم ينظر إليهما أحد.

دخل الأستاذ كيم باسماً ثم ألقى التحية و أغراضه على الطاولة، نظر إلى الطلاب أجمعين ثم بادر بقول ما يلزم.

" قبل أن أحاضركم بالفلسفة علي أن أحاضركم بالأخلاق"

جذب الحديث سمع جيمين و أوكتافيا في أعلى المدرج لينصتوا.

" طالبة من أفضل طلاب الكلية وقعت بمشكلة بسببي أنا أستاذها و الذي إلتقط الصور بزاويا خاطئة تماماً، لقد تسببتم لزميلتكم بمشكلة كبيرة كادت أن تصل إلى عواقب وخيمة و تسببتم لي بمشاكل كثيرة"

نظر إلى أوكتافيا ثم أشار إليها قائلاً.

" عليكم جميعاً أن تعتذوا من زميلتكم و زميلكم لما سببتم لهما من مشاكل لكثرة ما نممتم عليهما."

وقفوا جميع الطلاب ثم انحنوا معتذرين، تبسم الأستاذ برضا ثم هاتف الثنائي في الخلف.

" أرجو أن تقبلوا إعتذاري أنا أيضاً"

إنحنى لهم معتذراً مما أثار إستهجان الطلاب لكنه ما مانع فعل ذلك لحل هذه المشكلة.

" و الآن فلنبدأ بمناقشة موضوع اليوم"

جيمين ما كان يصدق أن الأستاذ إنحنى معتذراً على ما حدث و عوّزه إلى سوء الفهم، أوكتافيا لم تصدق أيضاً إذ أنها تعلم له وجه كاي كما أن الأمر لا يعد سوء فهم بكل معاييره، هو فعلاً إقترب منها.

بعد إنتهاء المحاضرة، لملم الأستاذ أغراضه و وقف ينتظر أن تنزل أوكتافيا رفقة جيمين من المدرج.

إستوقفهم عندما كادوا أن يتجاوزوه مغادرين.

" لحظة من فضلكما"

إلتفت إليه جيمين و أمسك بيد أوكتافيا بطريقة جذبت نظر الأستاذ و جعلته ينظر فيهما.

" على الآنسة أوكتافيا أن تزور مكتبي من أجل مشروع التخرج و لا أمانع إن رافقتها يا جيمين"

أومئ جيمين موافقاً ثم تجاوزهما إلى الخارج، إعتذار الأستاذ ثم سماحه لجيمين لمرافقة أوكتافيا، كان كل هذا غريباً.

" أسنذهب إليه؟"

أومئ لها بعدما أطلق تنهيدة قلق، حيال خبث أخيه هو دائماً ما وقف عاجزاً إذ أنه كلما إلتمس فيه التوبة أطلت عليه خُدعة منه.

" نعم، سنذهب معاً"

طرق باب المكتب بينما يتمسك بأوكتافيا و عندما أذن لهما الأستاذ من الداخل دخلا، تبسم حالما رآهما و أشار لهما بالجلوس.

" قبل أن نبدأ بمناقشة مشروع التخرج أنا أعتذر بشدة لأجلكما، أنا هنا لستُ شقيقك يا جيمين بل أستاذك فقط، أنا أعتذر بصفتي أستاذكما و أرجو أن تتقبلا إعتذاري للمرة الثالثة"

أومأت أوكتافيا ليقول الأستاذ.

" إذن يا آنسة، هل من تطورات في مشروعكِ؟"

توترت أوكتافيا لتنظر في جيمين تطلبه العون، هو فهم نظرتها و قال.

" تعلم أنها كانت مشغولة بشأن الأمر الذي حدث، أرجو أن تمهلها وقتاً أكثر"

أومئ الأستاذ متفهماً ثم قال.

" حسناً أنا لا أمانع لكن أنتم تعلمون أننا ملزومين بفترة زمنية معينة من الجامعة أي أننا لا نستطيع تجاوز الوقت هذا، نملك شهر واحد فقط كي نقدم المشروع أمام اللجنة، حتى ذلك الوقت عليكِ إنهائه و علي الإشراف عليه و مراجعته معاً"

أومأت أوكتافيا ثم قالت.

" سأعمل بجد يا أستاذ"

أومئ لها مبتسماً ثم قال.

" حسناً هذا ما أتوقعه منكِ، خلال هذا الأسبوع عليكِ أن تقدمي لي مقدمة بحثكِ العلميّ كي نناقشه معاً و نراجعه"

سكت لوهلة ثم نظر إلى جيمين.

" يمكنك القدوم معها دوماً و لكن لا تهمل مشروعك أنت"

غادر جيمين و أوكتافيا مكتبه و بينما يسيران في الرواق قالت أوكتافيا.

" أليست تصرفاته غريبة؟"

أومئ جيمين ثم قال.

" نعم، مجدداً"

جيمين هذه المرة لن يسمح له بأن يخدعه مجدداً بتمثيله و تغيريه المفاجئ لهذا بعد إنتهاء محاضرات الأستاذ كيم إستأذن أوكتافيا المغادرة و هي ما مانعت رغم أنه لم يفصح لها عن أسبابه.

قرر أن يلاحق شقيقه العزيز و يراقبه طوال اليوم كي يبان له أن كان يكذب مجدداً، إستأجر أربع سيارات و لثم وجهه عن العيون كي لا يستطيع التعرف عليه.

السيارة الأولى سوداء اللون إستخدمها لملاحقته من الجامعة إلى وجهته التالية، كان كل شيء يسير على ما يرام حتى توقف جونغ إن أمام مركز للتسوق.

إصطف بسيارته ثم تبعه إلى الداخل، كان يقصد متجر يعرض فساتين للحوامل، تبعه إلى الداخل و راقبه بينما يختار من الفساتين المعروضة.

إنتهى به الأمر يأخذ إثنان أبيض و آخر أزرق، عندما وقف ليدفع ثمن الفستانين لم ينظر للموظفة بنظرة ملتوية على الإطلاق و هذا ما أثار إستغراب جيمين.

رغم أنها فتاة شابة و جميلة أيضاً هو لم ينظر لها و رغم أنها تحاول إستمالته لكنه لم يميل، منذ متى كان جونغ إن صعب لمنال إمرأة؟!

خرج من المتجر و ترك الفتاة خلفه خائبة، جيمين الذي كان في أوج دهشته تابع ملاحقته، جونغ إن لم يسبق له أن تجاهل إمرأة!

تبعه جيمين ليراه يتوجه ناحية محل الزهور، إبتاع باقة من مختلف الأنواع ثم إلتفت يود المغادرة، قُبيل ذلك لفت إنتباهه معروضات محل للأطفال.

زوج أحذية صغير جداً يصلح لطفل حديث الولادة مهما كان جنسه، ما أستطاع مقاومة رغبته في شراء هذا الحذاء الصغير فذهب بحماس و ابتاعه ثم غادر المركز التجاري.

تتبعه جيمين بطريقه إلى منزله، إصطف على بعد معتبر عن المنزل و أخذ يفكر فيما رأى بعدما دخل جونغ إن منزله.

تتبعه لجونغ إن طوال هذا الوقت بدأ يشككه في نواياه الحقيقة، جونغ إن لا يتصرف بهذا اللطف و لم يشتري أي شيء لزوجته من قبل حتى الطعام كان تيمين يضطر إلى شرائه بنفسه.

جيمين الآن في حيرة من أمره، أيعقل أن شقيقه المتمرد قد رضخ أخيراً إلى مصيره في هذه الحياة؟!

يخشى أنها مجرد خدعة جديدة.

........................

" لارا عزيزتي!"

أفلتت لارا من يدها الأطباق التي تقوم بغسلها عندما سمعت صوت زوجها يقتحم المنزل بينما يناديها، ناداها بعزيزتي!

" يود أن يلعب بي من جديد"

أسرت قولها في نفسها و أستجابت لندائه.

" ماذا هناك؟"

تبسم كاي حينما رآها و اقترب إليها يبتغي ضمها لكن بطنها قد وقف عائقاً بين صدره و جسدها مجدداً.

" هذا الطفل في الداخل مشاغب، لا يكف عن منعي عنكِ"

أومأت له بلا إهتمام ثم نظرت إلى باقة الورد بيده فقال.

" أتيت لكِ ببعض الهدايا، أقبليها مني، همم؟"

أخذت الباقة منه و نظرت إلى الورود، أنواعها مختلفة لكن ألوانها متقاربة.

" شكراً لك"

التفات تود أن تغادر لكنه أمسك بمعصمها و قال بينما يمد لها حقائب التسوق.

" لقد أشتريتُ لكِ فستانين، أرتدي أحدهما اليوم لأنني سآخذك و نذهب إلى القصر "

فتحت الحقيبة الصغيرة و نظرت فيها، أخرجت الحذاء تنظر إليه فقال بينما يحك مؤخرة عنقه بحرج.

" رأيته فلم أستطع مقاومة رغبتي في شرائه، إنه جميل، أليس كذلك؟ "

أومأت مجدداً و كادت أن تنسحب من أمامه و من جديد أمسك بيدها يستوقفها.

" اعطني فرصة أخيرة لارا، أعدكِ أنني سأفعل ما تشائين "

تبسمت بخفة ثم قالت تتجاهل طلبه.

" الغداء يكاد أن ينضج، لقد جهزت لك الحِمام و ثيابك"

غادرت من أمامه و ما أستطاع أيقافها هذه المرة، هو سيواجه الكثير من الصعوبات حتى يأخذ ثقتها من جديد، لقد حنث بوعوده كثيراً و هي ما عادت تثق بالوعود التي تنبثق عن شفتيه.

نزل بعد وقت إلى الأسفل مجدداً، كانت طاولة الطعام جاهزة بإنتظاره و هي مشغولة في ترتيب الآواني.

" ألن تأكلي معي؟"

" لا أريد"

كان جوابها في غاية البرود و هو ما بدأ معها ليستسلم من البداية، أمسك بيدها و أجلسها في مقعدها ثم آتى لها بصحن و سكب لها من الطعام.

" لن تتناولي طعامكِ وحيدة منذ اليوم و سأحرص أنكِ تحصلين على وجباتك كلها، كما أن الأواني لن تهرب، سأساعدك بها فورما ننتهي، لا تقلقي"

لم تنهض لأنها لا تجرؤ، تخاف أن تتجاهله و تعانده مجدداً أن يجعلها تطيعه رغماً عن أنفها، حرص جيداً على أن تتناول وجبتها بشكل جيد.

حالما إنتهى من طعامه قام لترتيب الأواني و أجبرها أن تأكل صحنها حتى آخره.

" لا تبدين حامل أبداً، شديدة النحول، أخاف عليكِ من شهوركِ الأخيرة و مخاضكِ لذا عليكِ تناول طعامكِ بحرص."

ما وثقت بلطفه المفاجئ مجدداً لكنها لا تستطيع أن تعترض، فليلعب لعبته كما يشاء و هي ستسايره لكنها ليست مغفلة كي تقع في الجُحر مرتين.

جيمين في الخارج لم يمل الإنتظار حتى يرى كاي يخرج من المنزل لكن ما فاجئه أنه رأى جونغ إن يخرج رفقة زوجه و هو يمسك بيدها.

ساعدها في الصعود بجانبه ثم صعد بمكانه، كان جيمين قد بدل السيارة لأخرى حمراء، لاحقها و كان متفاجئاً مجدداً عندما أدرك أن شقيقه يسلك طريقه إلى القصر.

لا يفهم جيمين نوايا جونغ إن و لكن يرجو في كل جوارحه أن تكون نواياه حسنة و لو إقتصر الأمر على مرة واحدة فقط.

راقبه يدخل بزوجته القصر لذا توقف عن بعد و طلب من أحد الحرس أن يعيد السيارة إلى أصحابها.

دخل إلى القصر بعد فينة، جونغ إن كان يجلس و بجانبه لارا، إجتذب حديثه سمع جيمين منذ أن دبّ على عتبة القصر.

" أنا أخطأتُ كثيراً بحقكم، بحق زوجتي، و حتى بحقي أنا، أنا نادم بالفعل على كل ما سببته لكم من مشاكل بين أعضاء العائلة و سمعتها. "

قطع الصمت الذي ساد بعد أن قدم جونغ إن إعتذاره قول جيمين و هو يدخل عليهم.

" ألا تظن أن هذه التمثيلية أصبحت باخسة؟ أنت لا تنفك أن تكرر ذات المشهد كل حين، جرب أن تقول شيء جديد"

وقف جونغ إن على قدميه يواجه أخاه الأصغر سناً، تبسم جونغ إن بخفة ثم قال بهدوء على عكس الإحماء الشديد الذي فيه جيمين.

" أبرر لك حرّتك لأن ما فعلته ما كان قليل و لقد وصل البلل ذقنك، أنا آسف على ما سببته لك من مشاكل، أرجو أن تقبل إعتذاري للمرة الثالثة."

إلتفت إلى الجالسين و قال.

" أنا أعدكم أنني سأحاول الإقلاع عن جميع عاداتي السيئة و أن أكون كما يجب، أرجوكم امنحوني فرصة أخيرة و ظنوا بي الظن الحسن"

ربت على كتف جيمين بإبتسامة ثم قال.

" أنا لا أفعل ذلك لأجل سمعة العائلة أو لأرضي أحد، أنا أفعل هذا لأجلي و لأجل زوجتي التي عاشت معي أيام سوداء."

توقف جونغ إن أمام تيمين ثم قال.

" بصفتك أخي الأكبر سناً، أتمنحني فرصة أخيرة؟"

نظر تيمين في زوجته التي أومأت مبتسمة ثم وقف أمام أخيه و أومئ محذراً.

" آخر فرصة يا جونغ إن"

أومئ جونغ إن بإبتسامة ثم سارع بإحتضان أخاه شاكراً.

" أعدك أنني سأنجح هذه المرة"

ربت تيمين على كتفه ثم قال.

" و هذا ظني بك، لا تخيب آمالي بك أبداً"

لم يقتنع جيمين بكل ما فعله أخيه، عليه أن يشهد موت كاي فيه و ولادة جونغ إن جديد كي يعتمل أمل في داخله أنه ربما تغير.

غادر جونغ إن و زوجته القصر بعد عشاء عائلي ودود، إنتظر جيمين أمام منزل جونغ إن خروج كاي لكنه لم يظهر أبداً و طال إنتظاره حتى خرج الأستاذ كيم إلى عمله.

تتبعه جيمين و عينه لم تغفى أبداً و لم تغفل عنه، كان ذا إصرار شديد في كشف ألاعيب أخيه لكن لا شيء يثبت تلاعبه، لقد ذهب بطريق سوي إلى الجامعة و غض بصره عن الطالبات المعجبات و توجه لمكتبه فوراً يحضر لمحاضراته.

بدأ جيمين بالفعل يقتنع بحُسن نوايا شقيقه و أنه حقاً ينوي التغير، ظل في ركن مراقبته حتى وصلت أوكتافيا و حان وقت محاضرته.

.......................................

سلاااااااام

أتمنى أنكم بخير و ما مليتوا من سير الأحداث المتدرج لكن هذه الخطوات عليها أن تكون مدروسة ليس بغية الإطالة و الإطناب بل بغاية الوصول إلى قمة العقدة.

أعدكم بالكثير من الإثار و التشويق و المفاجآت لذا كونوا على إستعداد.

الفصل القادم بعد 70 فوت و 70 كومنت.

١. رأيكم بإعتذار الأستاذ كيم و ذهابة لمنزل أوكتافيا؟ إعتذاره في الجامعة و اعتذاره في قصر والديه؟

٢.رأيكم ببيكهيون و قرار إنفصاله النهائي عن إيزابيلا؟

٣.رأيكم بجيمين و تتبعه لأخيه بغية التأكد من نواياه؟

٤. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love ❤

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
Коментарі