CH36|| عصيٌ على الطُهر
" عصيٌ على الطُهر"
يُقال أنكَ لا تتعلم الدرس إلا إن إختبرته، و لكن جونغ إن لا يتعلم من أول خطأ و لا ثاني خطأ، بل هو عصيُّ على التوبة و التطهير.
فور ما ذكرت أوكتافيا شأن إبنته نهض مفزوعاً من فراشه، و راح يوضب نفسه قائلاً.
" سريعاً جهزيها، سآخذها إلى المستشفى!"
و لربما أوكتافيا شعرت بالغرابة آنذاك، فجونغ إن ذا المشاعر الميتة خائف على ابنته، التي لم يقضي بملاعبتها خمس دقائق منذ أن ولِدَت.
خرجت أوكتافيا تتجهز و تجهز الصغيرة، ثم في طريقهما إلى المستشفى بدى على جونغ إن الغضب عندما تحدث إلى أوكتافيا بنبرة عدائية.
" كيف مرضت؟ ما بها؟ أنتِ ماذا فعلتِ بها؟"
أوكتافيا رمقته بدهشة، و بعد صدمة دامت للحظات ردت عليه مستنكرة.
" هل فقدت عقلك؟ أتظن أنني سأؤذيها؟ إنها طفلة صغيرة من الطبيعي أن تمرض"
أومئ متهكماً و همس من بين أسنان متطابقة.
" سأرى في ذلك لاحقاً، سأرى!"
تنهدت ميؤسة منه ثم هتفت بصيحة غاضبة.
" ما هو الذي سترى فيه؟ ماذا؟!"
لكنه لم يجيب بل تابع قيادته بصمت مزعج، بينما أوكتافيا نفثت أنفاسها بغيظ، و احتضنت لارا الصغيرة إلى صدرها حتى الوصول.
بعد الوصول خضعت الطفلة إلى فحص لجسدها، أما أوكتافيا و جونغ إن فهما يجلسان متقابلين في الرِواق حيث تنتشر كراسي الإستراحة.
جونغ إن كان ينظر إليها بغضب و لا يبدو أنه سيمرر اليوم على خير، أما أوكتافيا فهي مشغولة بقلقها على لارا الصغيرة، و هي كُلياً تتجاهله.
يكرهها، يكره عِزّتها، يكره ثقتها بنفسها و شموخها، كبريائها الذي لم يستطيع كسره، و رأسها الذي لم ينحني له، يكرهها بكل ما فيها يكرهها.
لا يدري كيف لهذه المرأة أن تكون جبّارة إلى هذا الحد، الكُل يتحدث عن شرفها، و هي موكلة برعاية طفلة ليست إبنة رحمها، و مجبورة على رجل مثله زوجاً لها.
الحياة معه و في ظِله لا تُطاق، فكيف تطيقها؟!
لا يدري، هي صامدة رغم الإنكسارات، شامخة رغم الإنهزامات.
و هذا ما يردعه عنها، أنه لا يقدر عليها.
يتذكر أن لارا ما إن نظر في وجهها تضع عينيها أرضاً، ما أن يقترب منها تنكمش على نفسها بخوف، أما هذه فمختلفة، لا تخافه.
يكره شجاعتها.
خرج الطبيب إليهم بوجهٍ مُكفَهِر أصفر، فوقفا الزوجين لإستقبال الخبر الذي لا يبدو أن فيه خير.
" حرارة جسد الطفلة قد تجاوز الحد الطبيعي، و ذلك يضع في نفوسنا بعض المخاوف"
إنكمشت ملامح وجه أوكتافيا، و رفعت يدها إلى فمها تخفي شهقاتها، كما و إن عيناها إمتلئتا بالدموع.
" لقد إستطعنا السيطرة على درجة حرارتها و لكننا بحاجة لنتأكد أنها بخير"
نظر الطبيب إلى أوكتافيا يخالها الأم البيولوجية، و قال بتعابير مواسية محزونة.
" على الصغيرة أن تبيت الليلة لدينا لتكون تحت المراقبة، ذلك لنتأكد أنها ليست عُرضة لمرض السحايا"
شهقت أوكتافيا تنحني بجذعها، و ها هي تبكي خوفاً على الطفلة، أما جونغ إن فكان يقف بلا مشاعر معينة، إنما هو مشتت بين لجّة الخبر و فوبيا الفقد من جديد.
إسترسل الطبيب يحاول أن يبعث في نفسهم الطمأنية يقول.
" أرجوكم لا تقلقوا، لقد نظرنا في ملفها و علمنا بشأن تاريخها المرضيّ، و لحُسن الحظ أن الطبيب زانغ الذي كان مسؤولاً عن حالتها سابقاً ما زال يقيم في كوريا، سنارسله و نطلب منه الحضور كونه أدرى بوضعها، هو طبيب ممتاز و أيٌ من يكون بين يديه، فهو بين أيدي أمينة"
أومأت أوكتافيا تتشبث بذلك الأمل، الذي نشب في صدرها، و تمسكت فيما قال الطبيب تقول.
" نعم، أرجوك راسله، و ليحضر لعلاج ابنتي!"
أومئ الطبيب ثم غادر بطاقمه المكان، أوكتافيا تحركت حتى تعود جالسة حيث كانت، و لكنها تخبئ وجهها بكفيها و تبكي جهارة، و كأن لارا بحق إبنتها التي أنجبت.
جونغ إن ما رفع عيناً عنها، بل جلس في مكانه و بصره عالق عليها، حالة كمتلازمة لومها على كل شيء أصابته منذ أن ماتت لارا، و ها هو يصبها في كيلها من جديد.
" أنتِ ماذا فعلتِ بها كي تمرض؟!"
هسهس بهذه بينما يرمقها بعين حمراء؛ لكثرة الغضب؛ و لتجمع الدموع في مقلتيه، مسحت دموعها تنفث أنفاسها ثم وقفت تسير جيئة و ذهاباً تتجاهله كلياً، و ذلك و بحق قد إستفزه فنهض على أعقابه، و أدارها له ثم صاح في وجهها.
" لا تتجاهليني و اللعنة عليكِ!"
طرقت الممرضة برأس قلمها على طاولتها الماكنة في حيزها توحي لهم بالصمت و الهدوء، حينها أوكتافيا أفلتت من قبضته ذراعها، و دفعت به من صدره عنها، لتهمس بسخط من بين أسنانها.
" كُف عن سيئة مرضك أيها المجنون!"
ثم دخلت إلى غرفة الصغيرة بعد أن أذِنت لها الممرضة، أمسكت بيد لارا و تلاشى غضبها كلياً، ثم طبعت قبلة على يدها الصغيرة.
أن لارا صغيرة جداً، عمرها لم يتجاوز الأربعة أشهر بعد، هي بالكاد قد خرجت من المستشفى، ظلم في حقها أن تقضي أول عمرها في المستشفى، يكفي أنها ولدت يتيمة الأم، و هي يتيمة الأب رغم أنه يتنفس.
مسحت على رأسها الصغيرة، ثم جلبت كرسي لتجلس قربها، و هي بعينها ستراقبها حتى تعود بها إلى المنزل، حيث ستغمرها هي على الأقل، لو ما غمرها دفئ عائلة حقيقية.
.............
أما في قصر كيم فكان المشهد مختلف، تجتمع العائلة بأركانها الخمس على طاولة الإفطار، سبق و بعث السيد كيم لتيمين دعوة، كي ينضم بعائلته إلى طاولة إفطارهم صباح اليوم.
و تيمين ليس إبناً عاقاً مهما تجبرا والديه، لذا لبّى الدعوة، و أحتاج الأمر منه بضع رجوات و وعود كي تقبل نايون مرافقته.
أما جونغهيون فهو لم يبدي حماساً تجاه الأمر، فلقد إتضح له مؤخراً أن طاولة طعام خالية من جديّه ستكون أكثر متعة و صحة، بما أنه لن يتخللها موضوع المال و الأعمال، الذي قد ضاق ذرعاً منه.
قاطع السيد إكماله لطعامه إتصال ورده من إحدى عيونه على أولاده، و من بعد أن أنهى الإتصال قال بنبرة هادئة معتادة، كالعادة بمشاعر ميّتة.
" ربما جيمين قد أصبح أب لحفيد بيون و نحن لا ندري"
توقف تيمين عن الأكل كما الجميع، ثم استفسر عاقداً ملامحه.
" ماذا تقصد؟!"
تبسم الرجل ثم قال متفاخراً.
" هذا الصبي مجنون بطريقة مفيدة، تلك الزيجة ستدر علينا بالمال"
نايون أشاحت بوجهها، و تيمين ضرب بقبضتيه على الطاولة مغتاضاً يهمس.
" ألن تخبرنا ما به جيمين؟! و ما الذي تتحدث عنه"
أجاب الرجل.
" تلك الفتاة التي كانت مخطوبة لشقيق أوكتافيا، ماذا كان اسمها؟!"
السيدة كيم أجابت بإبتسامة قد ملأت شدقيها.
" بيون إيزابيلا"
أومئ السيد و اتبع.
" لقد عادت من أمريكا ببطن مملؤة، و جيمين داهم قصر والدها و أخذها معه"
تبسم تيمين مستهجناً يقول.
" و أنت الآن تقول أن جيمين سيصبح أب؟!"
أومئ الرجل فاتبع تيمين و قد غزى صوته حِس الغضب.
" و كيف تكون حامل من جيمين و هي خارج البلاد؟ أم أنه قام بالأمر عبر البلوتوث!"
تفجرت ضحكات جونغهيون، و نايون ربتت على ذراع تيمين تستوقفه عن قول المزيد.
" تيمين! ماذا تقول؟!"
و بعدما أعطت عين حامية لابنها حاول كتم صوت ضحكاته أسفل كفه، لكنه ما زال يضحك، و هي حقاً حقاً لا تدري كيف يعرف بهذه الأمور.
السيد كيم حرك كتفيه بجهل و قال.
" ليس هذا المهم، المهم أن إرتباطاً آخر سيحدث بين العائلتين، و ذاك سيجعل المستثمرين أضعافاً"
تنهد تيمين و وقف يطلب من عائلته أن ينهضوا معه، فلا حاجة له لحديث عقيم مع والده سيبوء بالفشل على كل حال، فهو سيبقى للأبد يراه و إخواته مصادر تدرّ المال عليه فحسب.
لكن السيد استوقفهم بقوله بينما هو على وشك إستئناف إفطاره.
" اه صحيح، لقد نقلوا إبنة جونغ إن إلى المستشفى صباح اليوم، و يبدو أنها إنتكست مرة أخرى"
ثم تابع تناول إفطاره كما زوجته ببرود و كأن الطفلة التي في المستشفى لا تخصهم بشيء، ثم على حين غرّة تحدثت السيدة.
" لِمَ لا تنجب طفلاً آخر تيمين عزيزي؟! لا بأس إن كان من مرأة أخرى، سيكون مرحب به أكثر كما تعلم"
قبضت نايون على أناملها تحاول السيطرة على إنفعالها، أما تيمين فضرب الطاولة غاضباً، ثم هسهس يتحدث إلى والدته.
" هذه الصغيرة إبنة جونغ إن أيضاً، أي أنها حفيدتك من دمك أيضاً، لارا لم تنجبها وحدها!"
ثم تيمين أشار إلى نايون أن تنهض سريعاً و كلاهما قررا التوجه إلى المستشفى، حيث الصغيرة لارا موجودة من جديد.
.........................
و كما لو أنه مسؤول منها بحق اعتنى بها، إذ جيمين تمسّكَ بيد إيزابيلا حتى وضعها في سيارته بأمان، ثم صعد إلى جانبها و قاد طريقه إلى مكان يأمن فيه عليها، مكان يخصه.
وصل بها شِقة قد قام بإستئجارها حتى يتحسن الحال، إلى أجلٍ غير معلوم، دخل الشقة من بعدها و هي تجوَّلت ببصرها فيها قبل أن ترسو على الآرائك فتتوجه لترتاح على إحداهن.
أتى جيمين و جلس على الأريكة المقابلة ثم قال.
" لقد إستأجرتُ الشِقة من أجلنا، لكِ حرية التصرف بها، ستكون غرفتي أقصى الشِمال، و غرفتكِ أقصى اليمين، إن أحتجتني بشيء فأنا موجود، و الآن اعذريني، أحتاج أن أنال قسطاً من الراحة"
أنهى حديثه يقف على قدميه من جديد، أما هي فأومأت و بانت على شفتيها إبتسامة محرجة تقول.
" شكراً لكَ جيمين، لقد تحملتَ عبئي على عاتقك أيضاً، شكراً لكَ على كل شيء قدمته لي بكرم"
تبسم جيمين ثم قال.
" لا بأس، إنني أحتاج أحد لأعيش معه و أمور تشغلني، أنتِ بالنسبة لي هِبة من الله"
ثم انصرف إلى غرفته حيث أشار مُسبقاً، و بقيت هي وحدها تعاين حالتها بعينٍ محزونة، لا تدري إن كان يقول الحق، أم أنها بالفعل عِبء عليه، يشفق عليها و يجاملها.
لكن بغض النظر عن كل هذه الأقاويل، فأنها وجدت به ما غيّر مفهومها عن الرجال، هو رجلٌ شهم ساعدها في مِحنتها هذه رغم الصِعاب التي واجهها و ما يزال يواجهها.
وقفت تتمسك ببطنها ثم تحركت إلى المطبخ لترى ما فيه يسد جوعهما، فوجدت أنه مُجهز لتحضير أية طبق قد ترغب به، و هي لحُسن الحظ تجيد طبخ بعض الأطباق فلقد عاشت لوحدها لفترة من الزمن.
قررت أنها ستحضر طعام الغداء لها و له، و عندما يستيقظ يتشاركان الوجبة، هذا أقل ما تستطيع فعله لأجله، أن يشعر بأن هناك من يهتم به و يريده في حياته.
..............
ما خرجت أوكتافيا من غرفة كيم لارا الصغيرة إطلاقاً و لم ترى جونغ إن حتى الظهيرة، و بينما هي جالسة قُرب الصغيرة أحدهم دخل فوقفت سريعاً.
إنه الطبيب زانغ يضع معطفه فوق قميصه الأسود، و دخل بطاقمه ليفحص لارا.
" عذراً و لكننا نحتاج لفحصها، لذا انتظري خارجاً"
ألقت أوكتافيا نظرة على لارا ثم غادرت بهدوء، وقفت بالخارج قُرب الباب و لا تدري أين ذهب جونغ إن، لربما ذهب إلى عمله في الجامعة و ذلك سيكون أفضل ما يمكنه فعله على الإطلاق.
خرج الطبيب زانغ بعد دقائق، حينها وقفت تسأله و قد بان له أنها قلِقة.
" أخبرني حضرة الطبيب، كيف حال إبنتي؟!"
فتح الطبيب الملف الذي بيده ثم نظر فيه قبل أن يجيبها.
" أنتِ لستِ والدتها كما هو مذكور هنا"
تنهدت تجيب.
" و أظنك تعلم بهذا أيها الطبيب، فلقد سبق و تحدثت في الأمر"
أغلق الملف و أعطاه للممرضة من خلفه ثم صرف الطاقم ليقف معها وحدها.
" الصغيرة كما قال الطبيب مُعرضة لمرض السحايا، نحن نراقبها و سنقوم بإجراءات وقائية تحميها من شر المرض"
همهمت أوكتافيا ثم إبتعدت عن طريقه، لكنه و على عكس إرادتها تحرك ليواجهها عاقداً ساعديه إلى صدره.
" ماذا تريد؟"
تسآلت بحاجبين منعقدين فأجاب.
" لأجل الصغيرة لارا أنتِ متمسكة بحياتكِ مع الماجن كاي، أم ماذا؟"
تنهدت أوكتافيا ثم عقدت ساعديها هي الأخرى و أجابته.
" هذا ليس من شأنك"
ضحك الطبيب بخفوت قبل أن يخفض يديه ليخبي كفيه في جيوب بنطاله و قال.
" لا أدري ما الأسباب الذي تدفعكِ لتعامليني بهذا الإزدراء، و لكنني احزري ماذا..."
إقترب منها حتى طرق بسبابته أرنبة أنفها و قال باسماً.
" لستُ رجلاً يتراجع عمّا يريده إطلاقاً"
ذلك الكلام لا يبشر بالخير إطلاقاً، تذكر أنه كان لجونغ إن تصرفات ملتوية مُشابهة، و لذا هي لن تقع في ذات الفخ مرتين.
دفعت بيده عنها ثم رمقته بإزدراء تقول.
" لا تتحاول أن تتلاعب بي أنت الآخر، أنا لستُ لينة أو هيّنة، لا تحاول أن تحتك بي مجدداً أيها الطبيب!"
أومئ و ابتسم يقول.
" لربما ظننتِ أنني مثل زوجكِ، لكنكِ مُخطئة، أنا لا أخدع إمرأة لأحصل عليها، أنا أحصل عليها علناً أمام الناس"
ثم إقترب ينظر في عينيها الغاضبة يقول.
" و لا تقلقي، هذه المرأة ليست أنتِ، أنا بالتأكيد لن آخذ إمرأة رجل آخر، و لكن هذا لن يمنعني عن مساعدتكِ لتصبحي مُتاحة من جديد!"
ثم إنصرف الطبيب عنها يضع في رأسها ألف إستفهام، كلامه مملؤ بالألغاز و أمور لا تفهمها، لربما هي مصابة بلعنة مقترنة بحب الرجال المجانين.
أوكتافيا لن تستطيع تحمل وسوسة رجل آخر في الحب لها، فالحب خُدعة و الرجال محترفين بالخداع.
تحركت أوكتافيا إلى داخل غرفة الصغيرة، و عاودت الجلوس حيث كانت و لكن ببالٍ مشغول، فهي من نوايا الطبيب قلِقة، و من جنون جونغ إن ممتعظة، و يكفيها بحق ما بها، لا تحتاج للمزيد من الأعباء.
و بينما هي شاردة طُرق الباب مرتين ثم دخل الطارق فإذ به تيمين و زوجته، وقفت أوكتافيا تُرحب بهما، تيمين صافحها و نايون عانقتها ثم تيمين تحدث.
" ما بها لارا؟ ألم تكن قد تعافت مسبقاً؟!"
همهمت أوكتافيا ثم تنهدت تجيب.
" هكذا بلغنا، في الصباح وجدت حرارتها مرتفعة جداً لذا أتيتُ بها إلى هنا"
أومئ تيمين ثم تسآل.
" و أين جونغ إن عنكِ؟!"
حركت كتفيها بجهل ثم قالت.
" لا أدري، لقد كان في الخارج ثم إختفى فجأة"
همهم تيمين ثم أخرج هاتفه يحاول الإتصال به، لكن هاتفه يرن و يرن بلا أن يُستجاب له، تنهد يتحدث لنايون.
" سأخرج لأبحث عنه في المستشفى، و أنتِ ابقي هنا"
أومأت نايون و تيمين غادر، ثم نايون اقتربت من أوكتافيا و جلست على الأريكة قُربها، ثم أحاطت كتفيها تواسيها.
" لا تقلقي بشأنها، هي ستكون بخير"
نفت أوكتافيا تمسح دموعها و قالت.
" يقولون الأطباء أنها معرضة لمرض السحايا، و لكنني سأؤمن أنها بخير، فأنا لأجلها وحدها أقاوم و أتحمل"
عانقتها نايون و ما كانت قادرة على كبح رغبتها في البكاء، و لكن أوكتافيا بكت بشجن شديد على كتف نايون تقول.
" بسببي هذه الطفلة خسرت أمها، و أجبرتها علي أماً، لو أنني إهتممت بها أكثر لما حدث لها شيء"
نفت نايون تمسح على شعرها بعاطفة و تقول.
" لا تتحدثي هكذا، أنتِ أماً رائعة لها، لكنها مجرد طفلة صغيرة، و الأطفال عُرضة للمرض"
تنهدت نايون محزونة و أوكتافيا تبكي على كتفها، لأوكتافيا عاطفة قوية تجاه الطفلة الصغيرة، هي تحبها كما لو أنها من دمها، ذلك يجعلها تُحسن صورة أوكتافيا في مخيلتها، هي ليست بهذا السوء.
أما حيث تيمين فهو توقف في حدائق المستشفى الخلفية ينظر إلى أخيه، الذي يجلس أسفل شجرة أغصانها لم تُقلّم، و ها هي تستره اسفلها.
كان يجلس أرضاً و ساقيه مثنية مرفوعة، يسند ذراعيه على ركبتيه و رأسه مسنود إلى جذع الشجرة.
إقترب تيمين ناحيته بهدوء حتى لاحظه كاي، أخذ يمسح دموعه و أشاح بوجهه يخفي آثار الدموع.
جثى تيمين قرب أخيه و جلس متربعاً بجانبه ليربت على كتفه قائلاً.
" أنت خائف على إبنتك؟"
نفى جونغ إن بينما يشيح عن أخيه قائلاً.
" لا، هي ستكون بخير، أنا فقط استنشق الهواء، أكره رائحة المستشفيات"
همهم تيمين و ابتسم يشدد على كتف أخيه.
" الأميرة الصغيرة ستكون بخير، لارا ستراها تكبر أمام عينيك، و في عينيها سترى أمها، أنت ستراها صبيّة جميلة، لا تقلق"
نفث جونغ إن أنفاسه مهموماً و قال.
" أريد ذلك و بشدة، أريد أن تعيش ابنتي مثل كل الأطفال، أريدها أن تكبر و تصبح كأمها جميلة و لطيفة، صغيرتي ستعيش، أنا متأكد من ذلك"
أومئ تيمين يؤكد ذلك لأخيه و قد بانت على شفتيه إبتسامة خفيفة، أحاط كتفيه بذراعه ثم ربت عليه بخشونة رجال، ذاك قبل أن يوخز صدره فوق قلبه تحديداً قائلاً.
" هنا قلبك ما زال ينبض، لقد أيقنتُ الآن أنه ما زال بك خيراً، لذا أخي أرجوك، لا تفقد عائلتك، أنت مسؤول الآن!"
أومئ جونغ إن بهدوء ثم مسح وجهه بهدوء، حينها إستقام تيمين، و مدّ بذراعه لأخيه يقول.
" هيا انهض، ابنتك بإنتظارك"
تمسك جونغ إن بيده و بعونه إستقام، ملأت إبتسامة سعيدة شدقيّ تيمين و ربتّ على ظهر أخيه بخشونة يقول.
" هذا أخي الذي أعرفه، هيا عليك بإبنتك و زوجتك"
سار الرجلين إلى الداخل و إذ يتقابلان مع أوكتافيا تقف مع الطبيب زانغ، تقدم كلاهما إليهما، حينها إلتفت الطبيب و نظر في الشقيقين يقول.
" أنا سأبقى في المستشفى لأجل كيم لارا، لذا أنتم تستطيعون المغادرة، إن إستجدّ أمر سأتصل بكم و أخبركم"
غادر الطبيب بعد ذلك و دخل تيمين إلى غرفة الصغيرة، و حينما كادت أن تتبعه أوكتافيا شعرت بجونغ إن يقبض على ذراعها، و يعيدها حتى إصطدمت بصدره.
" ما الذي يدور بينكِ و بين هذا الطبيب؟"
حاولت أوكتافيا تحرير نفسها من قبضته لكنها لم تنجح لذا تحدثت بملامح متبرمة ألماً.
" دار بيننا ما قاله لك الآن، أنا لستُ مثلك، لذا كُف عن شكك السخيف هذا"
أفلتها فدخلت، تبعها بعد ثوانٍ و تقدم إلى السرير ليجلس على طرفه ثم أخذ يتحسس وجه لارا بلطف شديد و تبسم.
إنها تشبه والدتها إلى حد بعيد، إنها بيضاء شاحبة كوالدتها لكنها تملك ملامح وجهه هو، عينيها، أنفها و شفتيها منه.
ضمّ أصابعها الصغيرة على سبابته ثم قبّل يدها برقة، إنها صغيرة جداً، إنها لا تفعل شيء سوى إصدار بعض الأصوات عندما تريد أن تلعب مع نفسها، و قليلاً ما تبتسم، إنه يعلم بذلك.
حلّ المساء و أصرّ الطبيب زانغ أن يبقى وحده عند الصغيرة فعاد كل رجلٌ بإمرأته إلى منزله، ولجت إلى المنزل ثم سريعاً ما صعدت إلى غرفة لارا تقفل على نفسها الباب.
جونغ إن تجاهل ذلك و توجه إلى غرفته، أخذ حِماماً دافئاً ثم خرج، توجه إلى باب الغرفة التي تحتجز نفسها بها ثم طرقه بهدوء يقول.
" سأخرج و لن آتيكِ ليلاً، لذا لا تقلقي"
و بالفعل خرج يرتدي قميصاً أبيض و بنطال أسود، بدى رسمياً إلى حدٍ ما و ذلك ليس كاي الذي يخرج ليلاً للهو، إنما هو رجلٌ عادي ذا قلب متوجع على إبنته.
إتصل به سيهون يخبره أنهم سيلتقوا في حانة لا نادي، حيث لا تكون النساء موجودات، فقط الشراب.
وصل إلى صديقيه و جلس بينهما إلى البار، وضع رأسه على الطاولة و تنهد، ذلك قبل أن يسأله سيهون.
" ما الذي يحدث معك؟ لا تبدو بخير!"
تنهد جونغ إن يرفع رأسه بينما يشير للنادل أن يصب له كأس خمر.
" إبنتي مريضة مجدداً، هي معرضة لمرض السحايا، و إنني لا أتحمل خسارة جديدة، أنا لأجل هذه الصغيرة حيٌ فقط"
صمت الرجال لوهلة قبل أن يتحدث لاي.
" و ماذا سيحدث معها الآن"
أجاب جونغ إن بينما يحتسي من شرابه.
" أخوك يشينغ يعتني بها، هو من أنقذها أولاً و أنا أثق به تالياً"
أسرف ثلاثتهم في الشرب حد أنهم يكادون أن يفقدوا عقولهم، و في مثل هذه الظروف و هذه الأماكن ينشروا رجال موّصين للترويج عن بضائعهم الممنوعة.
النادل أخرج من كيس بلاستيكي صغير ثلاث حبّات صغيرة، ثم وزعه على الشبان الثلاثة السُكارى يقول.
" تبدون لي مهمومين، خذوا هذه الحبوب، ستجعلكم تطيرون فرحاً، و تنسوا كل همومكم"
و الشُبّان لم يترددوا في أخذها، و النادل تطلع إليهم يبتسم بخبث و ملعنة، و هكذا يكون قد إصطاد زبائن جُدد.
نهض الشُبّان الثلاثة كل واحد منهم إلى منزله، و هم في هذه الحالة المزرية، وصل جونغ إن المنزل فوجده مُعتماً لذا إبتسم يهذي.
" اوه! أوكتافيا حبيبتي ما زالت تنتظرني بالتأكيد"
صعد إلى غرفتها فما وجدها، لذا أخذ يناديها بينما يفتش غرف المنزل عنها.
" فيا حبيبتي، أين أنتِ؟ ألا تريدين قضاء بعض الوقت الجميل مع زوجكِ؟"
أوكتافيا كان بغرفة لارا تحتضن نفسها و ترتجف، شهقت أسفل كفها حينما حاول فتح الباب، و لكنها سبق و قامت بإغلاقه فلم يستطع الدخول.
لذا جونغ إن أخذ يطرق الباب عليها يحاول الدخول إلا أن لا يسمع صوتها بالداخل، فأصبح يضرب الباب بجسده بكل قوته.
مرة، مرتين، ثلاث... حتى إستطاع فتحه و الدخول، تقدم ناحيتها و هو بلا وعي يبتسم، أوكتافيا إحتضنت نفسها، و حينما أمسك بعضديها همست باكية.
" ليس مجدداً أرجوك!"
.........................
سلااااااااام
كيف بناتي الحلوات🙈♥️
الماما مشتاقتلكم كوميات، كان المفروض التحديث يكون قبل يومين لكن بسبب الضجة الي عملتها حاقد عاشق ما قدرت اكتب حرف لدرجة أني فكرت بمسح الحساب و التوقف لهذا الحد.
لكن لا، أنا رح أضل أكتب للناس الي بحبو روياتي، حتى لو ضل شخص واحد، رح اكتب مشانه♥️
طبعاً واضح أنه مرض البنوتة لارا ح يغير في جونغ إن، بس من أي ناحية؟
هذي الرواية معقدة إلى حد ما لذا الفصول بتكون ممهدة للأحداث الكبيرة، لذا ترقبوا.
لا تنسوا أن هذه رواية نفسية إجتماعية بحت، لذا لا تتوقعوا الأكشن و الغموض الموجود في حاقد عاشق، هاي الرواية هيك أحداثها، هادية إلى حدٍ ما.
إن شاء الله ح يكون في تحديث لهذه الرواية كل أسبوعين، بعرف أنو التحديث بطيء بس أنا حاقد عاشق ضاغطيتني و بمجرد ما أخلصها هذي الرواية ح توخذ كل الإهتمام، و بدل تحديث كل أسبوعين تحديثين كل أسبوع، و بدل الثلاث آلاف كلمة خمسة آلاف.
الفصل القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت.
1. رأيكم بجونغ إن؟ شكوكه ناحية أوكتافيا؟ لومها على ما حدث بابنته؟ و كيف سيغير مرض ابنته من شخصيته؟
2.رأيكم بأوكتافيا؟ صمودها أم تجبر كاي؟ يقظتها لتصرفات الطبيب زانغ؟
3. رأيكم بتيمين و نايون؟
4. السيد و السيدة كيم؟
5.جيمين و إيزابيلا؟
6. الطبيب زانغ؟ و ما المغزى خلف كلامه و وعوده؟
7.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
يُقال أنكَ لا تتعلم الدرس إلا إن إختبرته، و لكن جونغ إن لا يتعلم من أول خطأ و لا ثاني خطأ، بل هو عصيُّ على التوبة و التطهير.
فور ما ذكرت أوكتافيا شأن إبنته نهض مفزوعاً من فراشه، و راح يوضب نفسه قائلاً.
" سريعاً جهزيها، سآخذها إلى المستشفى!"
و لربما أوكتافيا شعرت بالغرابة آنذاك، فجونغ إن ذا المشاعر الميتة خائف على ابنته، التي لم يقضي بملاعبتها خمس دقائق منذ أن ولِدَت.
خرجت أوكتافيا تتجهز و تجهز الصغيرة، ثم في طريقهما إلى المستشفى بدى على جونغ إن الغضب عندما تحدث إلى أوكتافيا بنبرة عدائية.
" كيف مرضت؟ ما بها؟ أنتِ ماذا فعلتِ بها؟"
أوكتافيا رمقته بدهشة، و بعد صدمة دامت للحظات ردت عليه مستنكرة.
" هل فقدت عقلك؟ أتظن أنني سأؤذيها؟ إنها طفلة صغيرة من الطبيعي أن تمرض"
أومئ متهكماً و همس من بين أسنان متطابقة.
" سأرى في ذلك لاحقاً، سأرى!"
تنهدت ميؤسة منه ثم هتفت بصيحة غاضبة.
" ما هو الذي سترى فيه؟ ماذا؟!"
لكنه لم يجيب بل تابع قيادته بصمت مزعج، بينما أوكتافيا نفثت أنفاسها بغيظ، و احتضنت لارا الصغيرة إلى صدرها حتى الوصول.
بعد الوصول خضعت الطفلة إلى فحص لجسدها، أما أوكتافيا و جونغ إن فهما يجلسان متقابلين في الرِواق حيث تنتشر كراسي الإستراحة.
جونغ إن كان ينظر إليها بغضب و لا يبدو أنه سيمرر اليوم على خير، أما أوكتافيا فهي مشغولة بقلقها على لارا الصغيرة، و هي كُلياً تتجاهله.
يكرهها، يكره عِزّتها، يكره ثقتها بنفسها و شموخها، كبريائها الذي لم يستطيع كسره، و رأسها الذي لم ينحني له، يكرهها بكل ما فيها يكرهها.
لا يدري كيف لهذه المرأة أن تكون جبّارة إلى هذا الحد، الكُل يتحدث عن شرفها، و هي موكلة برعاية طفلة ليست إبنة رحمها، و مجبورة على رجل مثله زوجاً لها.
الحياة معه و في ظِله لا تُطاق، فكيف تطيقها؟!
لا يدري، هي صامدة رغم الإنكسارات، شامخة رغم الإنهزامات.
و هذا ما يردعه عنها، أنه لا يقدر عليها.
يتذكر أن لارا ما إن نظر في وجهها تضع عينيها أرضاً، ما أن يقترب منها تنكمش على نفسها بخوف، أما هذه فمختلفة، لا تخافه.
يكره شجاعتها.
خرج الطبيب إليهم بوجهٍ مُكفَهِر أصفر، فوقفا الزوجين لإستقبال الخبر الذي لا يبدو أن فيه خير.
" حرارة جسد الطفلة قد تجاوز الحد الطبيعي، و ذلك يضع في نفوسنا بعض المخاوف"
إنكمشت ملامح وجه أوكتافيا، و رفعت يدها إلى فمها تخفي شهقاتها، كما و إن عيناها إمتلئتا بالدموع.
" لقد إستطعنا السيطرة على درجة حرارتها و لكننا بحاجة لنتأكد أنها بخير"
نظر الطبيب إلى أوكتافيا يخالها الأم البيولوجية، و قال بتعابير مواسية محزونة.
" على الصغيرة أن تبيت الليلة لدينا لتكون تحت المراقبة، ذلك لنتأكد أنها ليست عُرضة لمرض السحايا"
شهقت أوكتافيا تنحني بجذعها، و ها هي تبكي خوفاً على الطفلة، أما جونغ إن فكان يقف بلا مشاعر معينة، إنما هو مشتت بين لجّة الخبر و فوبيا الفقد من جديد.
إسترسل الطبيب يحاول أن يبعث في نفسهم الطمأنية يقول.
" أرجوكم لا تقلقوا، لقد نظرنا في ملفها و علمنا بشأن تاريخها المرضيّ، و لحُسن الحظ أن الطبيب زانغ الذي كان مسؤولاً عن حالتها سابقاً ما زال يقيم في كوريا، سنارسله و نطلب منه الحضور كونه أدرى بوضعها، هو طبيب ممتاز و أيٌ من يكون بين يديه، فهو بين أيدي أمينة"
أومأت أوكتافيا تتشبث بذلك الأمل، الذي نشب في صدرها، و تمسكت فيما قال الطبيب تقول.
" نعم، أرجوك راسله، و ليحضر لعلاج ابنتي!"
أومئ الطبيب ثم غادر بطاقمه المكان، أوكتافيا تحركت حتى تعود جالسة حيث كانت، و لكنها تخبئ وجهها بكفيها و تبكي جهارة، و كأن لارا بحق إبنتها التي أنجبت.
جونغ إن ما رفع عيناً عنها، بل جلس في مكانه و بصره عالق عليها، حالة كمتلازمة لومها على كل شيء أصابته منذ أن ماتت لارا، و ها هو يصبها في كيلها من جديد.
" أنتِ ماذا فعلتِ بها كي تمرض؟!"
هسهس بهذه بينما يرمقها بعين حمراء؛ لكثرة الغضب؛ و لتجمع الدموع في مقلتيه، مسحت دموعها تنفث أنفاسها ثم وقفت تسير جيئة و ذهاباً تتجاهله كلياً، و ذلك و بحق قد إستفزه فنهض على أعقابه، و أدارها له ثم صاح في وجهها.
" لا تتجاهليني و اللعنة عليكِ!"
طرقت الممرضة برأس قلمها على طاولتها الماكنة في حيزها توحي لهم بالصمت و الهدوء، حينها أوكتافيا أفلتت من قبضته ذراعها، و دفعت به من صدره عنها، لتهمس بسخط من بين أسنانها.
" كُف عن سيئة مرضك أيها المجنون!"
ثم دخلت إلى غرفة الصغيرة بعد أن أذِنت لها الممرضة، أمسكت بيد لارا و تلاشى غضبها كلياً، ثم طبعت قبلة على يدها الصغيرة.
أن لارا صغيرة جداً، عمرها لم يتجاوز الأربعة أشهر بعد، هي بالكاد قد خرجت من المستشفى، ظلم في حقها أن تقضي أول عمرها في المستشفى، يكفي أنها ولدت يتيمة الأم، و هي يتيمة الأب رغم أنه يتنفس.
مسحت على رأسها الصغيرة، ثم جلبت كرسي لتجلس قربها، و هي بعينها ستراقبها حتى تعود بها إلى المنزل، حيث ستغمرها هي على الأقل، لو ما غمرها دفئ عائلة حقيقية.
.............
أما في قصر كيم فكان المشهد مختلف، تجتمع العائلة بأركانها الخمس على طاولة الإفطار، سبق و بعث السيد كيم لتيمين دعوة، كي ينضم بعائلته إلى طاولة إفطارهم صباح اليوم.
و تيمين ليس إبناً عاقاً مهما تجبرا والديه، لذا لبّى الدعوة، و أحتاج الأمر منه بضع رجوات و وعود كي تقبل نايون مرافقته.
أما جونغهيون فهو لم يبدي حماساً تجاه الأمر، فلقد إتضح له مؤخراً أن طاولة طعام خالية من جديّه ستكون أكثر متعة و صحة، بما أنه لن يتخللها موضوع المال و الأعمال، الذي قد ضاق ذرعاً منه.
قاطع السيد إكماله لطعامه إتصال ورده من إحدى عيونه على أولاده، و من بعد أن أنهى الإتصال قال بنبرة هادئة معتادة، كالعادة بمشاعر ميّتة.
" ربما جيمين قد أصبح أب لحفيد بيون و نحن لا ندري"
توقف تيمين عن الأكل كما الجميع، ثم استفسر عاقداً ملامحه.
" ماذا تقصد؟!"
تبسم الرجل ثم قال متفاخراً.
" هذا الصبي مجنون بطريقة مفيدة، تلك الزيجة ستدر علينا بالمال"
نايون أشاحت بوجهها، و تيمين ضرب بقبضتيه على الطاولة مغتاضاً يهمس.
" ألن تخبرنا ما به جيمين؟! و ما الذي تتحدث عنه"
أجاب الرجل.
" تلك الفتاة التي كانت مخطوبة لشقيق أوكتافيا، ماذا كان اسمها؟!"
السيدة كيم أجابت بإبتسامة قد ملأت شدقيها.
" بيون إيزابيلا"
أومئ السيد و اتبع.
" لقد عادت من أمريكا ببطن مملؤة، و جيمين داهم قصر والدها و أخذها معه"
تبسم تيمين مستهجناً يقول.
" و أنت الآن تقول أن جيمين سيصبح أب؟!"
أومئ الرجل فاتبع تيمين و قد غزى صوته حِس الغضب.
" و كيف تكون حامل من جيمين و هي خارج البلاد؟ أم أنه قام بالأمر عبر البلوتوث!"
تفجرت ضحكات جونغهيون، و نايون ربتت على ذراع تيمين تستوقفه عن قول المزيد.
" تيمين! ماذا تقول؟!"
و بعدما أعطت عين حامية لابنها حاول كتم صوت ضحكاته أسفل كفه، لكنه ما زال يضحك، و هي حقاً حقاً لا تدري كيف يعرف بهذه الأمور.
السيد كيم حرك كتفيه بجهل و قال.
" ليس هذا المهم، المهم أن إرتباطاً آخر سيحدث بين العائلتين، و ذاك سيجعل المستثمرين أضعافاً"
تنهد تيمين و وقف يطلب من عائلته أن ينهضوا معه، فلا حاجة له لحديث عقيم مع والده سيبوء بالفشل على كل حال، فهو سيبقى للأبد يراه و إخواته مصادر تدرّ المال عليه فحسب.
لكن السيد استوقفهم بقوله بينما هو على وشك إستئناف إفطاره.
" اه صحيح، لقد نقلوا إبنة جونغ إن إلى المستشفى صباح اليوم، و يبدو أنها إنتكست مرة أخرى"
ثم تابع تناول إفطاره كما زوجته ببرود و كأن الطفلة التي في المستشفى لا تخصهم بشيء، ثم على حين غرّة تحدثت السيدة.
" لِمَ لا تنجب طفلاً آخر تيمين عزيزي؟! لا بأس إن كان من مرأة أخرى، سيكون مرحب به أكثر كما تعلم"
قبضت نايون على أناملها تحاول السيطرة على إنفعالها، أما تيمين فضرب الطاولة غاضباً، ثم هسهس يتحدث إلى والدته.
" هذه الصغيرة إبنة جونغ إن أيضاً، أي أنها حفيدتك من دمك أيضاً، لارا لم تنجبها وحدها!"
ثم تيمين أشار إلى نايون أن تنهض سريعاً و كلاهما قررا التوجه إلى المستشفى، حيث الصغيرة لارا موجودة من جديد.
.........................
و كما لو أنه مسؤول منها بحق اعتنى بها، إذ جيمين تمسّكَ بيد إيزابيلا حتى وضعها في سيارته بأمان، ثم صعد إلى جانبها و قاد طريقه إلى مكان يأمن فيه عليها، مكان يخصه.
وصل بها شِقة قد قام بإستئجارها حتى يتحسن الحال، إلى أجلٍ غير معلوم، دخل الشقة من بعدها و هي تجوَّلت ببصرها فيها قبل أن ترسو على الآرائك فتتوجه لترتاح على إحداهن.
أتى جيمين و جلس على الأريكة المقابلة ثم قال.
" لقد إستأجرتُ الشِقة من أجلنا، لكِ حرية التصرف بها، ستكون غرفتي أقصى الشِمال، و غرفتكِ أقصى اليمين، إن أحتجتني بشيء فأنا موجود، و الآن اعذريني، أحتاج أن أنال قسطاً من الراحة"
أنهى حديثه يقف على قدميه من جديد، أما هي فأومأت و بانت على شفتيها إبتسامة محرجة تقول.
" شكراً لكَ جيمين، لقد تحملتَ عبئي على عاتقك أيضاً، شكراً لكَ على كل شيء قدمته لي بكرم"
تبسم جيمين ثم قال.
" لا بأس، إنني أحتاج أحد لأعيش معه و أمور تشغلني، أنتِ بالنسبة لي هِبة من الله"
ثم انصرف إلى غرفته حيث أشار مُسبقاً، و بقيت هي وحدها تعاين حالتها بعينٍ محزونة، لا تدري إن كان يقول الحق، أم أنها بالفعل عِبء عليه، يشفق عليها و يجاملها.
لكن بغض النظر عن كل هذه الأقاويل، فأنها وجدت به ما غيّر مفهومها عن الرجال، هو رجلٌ شهم ساعدها في مِحنتها هذه رغم الصِعاب التي واجهها و ما يزال يواجهها.
وقفت تتمسك ببطنها ثم تحركت إلى المطبخ لترى ما فيه يسد جوعهما، فوجدت أنه مُجهز لتحضير أية طبق قد ترغب به، و هي لحُسن الحظ تجيد طبخ بعض الأطباق فلقد عاشت لوحدها لفترة من الزمن.
قررت أنها ستحضر طعام الغداء لها و له، و عندما يستيقظ يتشاركان الوجبة، هذا أقل ما تستطيع فعله لأجله، أن يشعر بأن هناك من يهتم به و يريده في حياته.
..............
ما خرجت أوكتافيا من غرفة كيم لارا الصغيرة إطلاقاً و لم ترى جونغ إن حتى الظهيرة، و بينما هي جالسة قُرب الصغيرة أحدهم دخل فوقفت سريعاً.
إنه الطبيب زانغ يضع معطفه فوق قميصه الأسود، و دخل بطاقمه ليفحص لارا.
" عذراً و لكننا نحتاج لفحصها، لذا انتظري خارجاً"
ألقت أوكتافيا نظرة على لارا ثم غادرت بهدوء، وقفت بالخارج قُرب الباب و لا تدري أين ذهب جونغ إن، لربما ذهب إلى عمله في الجامعة و ذلك سيكون أفضل ما يمكنه فعله على الإطلاق.
خرج الطبيب زانغ بعد دقائق، حينها وقفت تسأله و قد بان له أنها قلِقة.
" أخبرني حضرة الطبيب، كيف حال إبنتي؟!"
فتح الطبيب الملف الذي بيده ثم نظر فيه قبل أن يجيبها.
" أنتِ لستِ والدتها كما هو مذكور هنا"
تنهدت تجيب.
" و أظنك تعلم بهذا أيها الطبيب، فلقد سبق و تحدثت في الأمر"
أغلق الملف و أعطاه للممرضة من خلفه ثم صرف الطاقم ليقف معها وحدها.
" الصغيرة كما قال الطبيب مُعرضة لمرض السحايا، نحن نراقبها و سنقوم بإجراءات وقائية تحميها من شر المرض"
همهمت أوكتافيا ثم إبتعدت عن طريقه، لكنه و على عكس إرادتها تحرك ليواجهها عاقداً ساعديه إلى صدره.
" ماذا تريد؟"
تسآلت بحاجبين منعقدين فأجاب.
" لأجل الصغيرة لارا أنتِ متمسكة بحياتكِ مع الماجن كاي، أم ماذا؟"
تنهدت أوكتافيا ثم عقدت ساعديها هي الأخرى و أجابته.
" هذا ليس من شأنك"
ضحك الطبيب بخفوت قبل أن يخفض يديه ليخبي كفيه في جيوب بنطاله و قال.
" لا أدري ما الأسباب الذي تدفعكِ لتعامليني بهذا الإزدراء، و لكنني احزري ماذا..."
إقترب منها حتى طرق بسبابته أرنبة أنفها و قال باسماً.
" لستُ رجلاً يتراجع عمّا يريده إطلاقاً"
ذلك الكلام لا يبشر بالخير إطلاقاً، تذكر أنه كان لجونغ إن تصرفات ملتوية مُشابهة، و لذا هي لن تقع في ذات الفخ مرتين.
دفعت بيده عنها ثم رمقته بإزدراء تقول.
" لا تتحاول أن تتلاعب بي أنت الآخر، أنا لستُ لينة أو هيّنة، لا تحاول أن تحتك بي مجدداً أيها الطبيب!"
أومئ و ابتسم يقول.
" لربما ظننتِ أنني مثل زوجكِ، لكنكِ مُخطئة، أنا لا أخدع إمرأة لأحصل عليها، أنا أحصل عليها علناً أمام الناس"
ثم إقترب ينظر في عينيها الغاضبة يقول.
" و لا تقلقي، هذه المرأة ليست أنتِ، أنا بالتأكيد لن آخذ إمرأة رجل آخر، و لكن هذا لن يمنعني عن مساعدتكِ لتصبحي مُتاحة من جديد!"
ثم إنصرف الطبيب عنها يضع في رأسها ألف إستفهام، كلامه مملؤ بالألغاز و أمور لا تفهمها، لربما هي مصابة بلعنة مقترنة بحب الرجال المجانين.
أوكتافيا لن تستطيع تحمل وسوسة رجل آخر في الحب لها، فالحب خُدعة و الرجال محترفين بالخداع.
تحركت أوكتافيا إلى داخل غرفة الصغيرة، و عاودت الجلوس حيث كانت و لكن ببالٍ مشغول، فهي من نوايا الطبيب قلِقة، و من جنون جونغ إن ممتعظة، و يكفيها بحق ما بها، لا تحتاج للمزيد من الأعباء.
و بينما هي شاردة طُرق الباب مرتين ثم دخل الطارق فإذ به تيمين و زوجته، وقفت أوكتافيا تُرحب بهما، تيمين صافحها و نايون عانقتها ثم تيمين تحدث.
" ما بها لارا؟ ألم تكن قد تعافت مسبقاً؟!"
همهمت أوكتافيا ثم تنهدت تجيب.
" هكذا بلغنا، في الصباح وجدت حرارتها مرتفعة جداً لذا أتيتُ بها إلى هنا"
أومئ تيمين ثم تسآل.
" و أين جونغ إن عنكِ؟!"
حركت كتفيها بجهل ثم قالت.
" لا أدري، لقد كان في الخارج ثم إختفى فجأة"
همهم تيمين ثم أخرج هاتفه يحاول الإتصال به، لكن هاتفه يرن و يرن بلا أن يُستجاب له، تنهد يتحدث لنايون.
" سأخرج لأبحث عنه في المستشفى، و أنتِ ابقي هنا"
أومأت نايون و تيمين غادر، ثم نايون اقتربت من أوكتافيا و جلست على الأريكة قُربها، ثم أحاطت كتفيها تواسيها.
" لا تقلقي بشأنها، هي ستكون بخير"
نفت أوكتافيا تمسح دموعها و قالت.
" يقولون الأطباء أنها معرضة لمرض السحايا، و لكنني سأؤمن أنها بخير، فأنا لأجلها وحدها أقاوم و أتحمل"
عانقتها نايون و ما كانت قادرة على كبح رغبتها في البكاء، و لكن أوكتافيا بكت بشجن شديد على كتف نايون تقول.
" بسببي هذه الطفلة خسرت أمها، و أجبرتها علي أماً، لو أنني إهتممت بها أكثر لما حدث لها شيء"
نفت نايون تمسح على شعرها بعاطفة و تقول.
" لا تتحدثي هكذا، أنتِ أماً رائعة لها، لكنها مجرد طفلة صغيرة، و الأطفال عُرضة للمرض"
تنهدت نايون محزونة و أوكتافيا تبكي على كتفها، لأوكتافيا عاطفة قوية تجاه الطفلة الصغيرة، هي تحبها كما لو أنها من دمها، ذلك يجعلها تُحسن صورة أوكتافيا في مخيلتها، هي ليست بهذا السوء.
أما حيث تيمين فهو توقف في حدائق المستشفى الخلفية ينظر إلى أخيه، الذي يجلس أسفل شجرة أغصانها لم تُقلّم، و ها هي تستره اسفلها.
كان يجلس أرضاً و ساقيه مثنية مرفوعة، يسند ذراعيه على ركبتيه و رأسه مسنود إلى جذع الشجرة.
إقترب تيمين ناحيته بهدوء حتى لاحظه كاي، أخذ يمسح دموعه و أشاح بوجهه يخفي آثار الدموع.
جثى تيمين قرب أخيه و جلس متربعاً بجانبه ليربت على كتفه قائلاً.
" أنت خائف على إبنتك؟"
نفى جونغ إن بينما يشيح عن أخيه قائلاً.
" لا، هي ستكون بخير، أنا فقط استنشق الهواء، أكره رائحة المستشفيات"
همهم تيمين و ابتسم يشدد على كتف أخيه.
" الأميرة الصغيرة ستكون بخير، لارا ستراها تكبر أمام عينيك، و في عينيها سترى أمها، أنت ستراها صبيّة جميلة، لا تقلق"
نفث جونغ إن أنفاسه مهموماً و قال.
" أريد ذلك و بشدة، أريد أن تعيش ابنتي مثل كل الأطفال، أريدها أن تكبر و تصبح كأمها جميلة و لطيفة، صغيرتي ستعيش، أنا متأكد من ذلك"
أومئ تيمين يؤكد ذلك لأخيه و قد بانت على شفتيه إبتسامة خفيفة، أحاط كتفيه بذراعه ثم ربت عليه بخشونة رجال، ذاك قبل أن يوخز صدره فوق قلبه تحديداً قائلاً.
" هنا قلبك ما زال ينبض، لقد أيقنتُ الآن أنه ما زال بك خيراً، لذا أخي أرجوك، لا تفقد عائلتك، أنت مسؤول الآن!"
أومئ جونغ إن بهدوء ثم مسح وجهه بهدوء، حينها إستقام تيمين، و مدّ بذراعه لأخيه يقول.
" هيا انهض، ابنتك بإنتظارك"
تمسك جونغ إن بيده و بعونه إستقام، ملأت إبتسامة سعيدة شدقيّ تيمين و ربتّ على ظهر أخيه بخشونة يقول.
" هذا أخي الذي أعرفه، هيا عليك بإبنتك و زوجتك"
سار الرجلين إلى الداخل و إذ يتقابلان مع أوكتافيا تقف مع الطبيب زانغ، تقدم كلاهما إليهما، حينها إلتفت الطبيب و نظر في الشقيقين يقول.
" أنا سأبقى في المستشفى لأجل كيم لارا، لذا أنتم تستطيعون المغادرة، إن إستجدّ أمر سأتصل بكم و أخبركم"
غادر الطبيب بعد ذلك و دخل تيمين إلى غرفة الصغيرة، و حينما كادت أن تتبعه أوكتافيا شعرت بجونغ إن يقبض على ذراعها، و يعيدها حتى إصطدمت بصدره.
" ما الذي يدور بينكِ و بين هذا الطبيب؟"
حاولت أوكتافيا تحرير نفسها من قبضته لكنها لم تنجح لذا تحدثت بملامح متبرمة ألماً.
" دار بيننا ما قاله لك الآن، أنا لستُ مثلك، لذا كُف عن شكك السخيف هذا"
أفلتها فدخلت، تبعها بعد ثوانٍ و تقدم إلى السرير ليجلس على طرفه ثم أخذ يتحسس وجه لارا بلطف شديد و تبسم.
إنها تشبه والدتها إلى حد بعيد، إنها بيضاء شاحبة كوالدتها لكنها تملك ملامح وجهه هو، عينيها، أنفها و شفتيها منه.
ضمّ أصابعها الصغيرة على سبابته ثم قبّل يدها برقة، إنها صغيرة جداً، إنها لا تفعل شيء سوى إصدار بعض الأصوات عندما تريد أن تلعب مع نفسها، و قليلاً ما تبتسم، إنه يعلم بذلك.
حلّ المساء و أصرّ الطبيب زانغ أن يبقى وحده عند الصغيرة فعاد كل رجلٌ بإمرأته إلى منزله، ولجت إلى المنزل ثم سريعاً ما صعدت إلى غرفة لارا تقفل على نفسها الباب.
جونغ إن تجاهل ذلك و توجه إلى غرفته، أخذ حِماماً دافئاً ثم خرج، توجه إلى باب الغرفة التي تحتجز نفسها بها ثم طرقه بهدوء يقول.
" سأخرج و لن آتيكِ ليلاً، لذا لا تقلقي"
و بالفعل خرج يرتدي قميصاً أبيض و بنطال أسود، بدى رسمياً إلى حدٍ ما و ذلك ليس كاي الذي يخرج ليلاً للهو، إنما هو رجلٌ عادي ذا قلب متوجع على إبنته.
إتصل به سيهون يخبره أنهم سيلتقوا في حانة لا نادي، حيث لا تكون النساء موجودات، فقط الشراب.
وصل إلى صديقيه و جلس بينهما إلى البار، وضع رأسه على الطاولة و تنهد، ذلك قبل أن يسأله سيهون.
" ما الذي يحدث معك؟ لا تبدو بخير!"
تنهد جونغ إن يرفع رأسه بينما يشير للنادل أن يصب له كأس خمر.
" إبنتي مريضة مجدداً، هي معرضة لمرض السحايا، و إنني لا أتحمل خسارة جديدة، أنا لأجل هذه الصغيرة حيٌ فقط"
صمت الرجال لوهلة قبل أن يتحدث لاي.
" و ماذا سيحدث معها الآن"
أجاب جونغ إن بينما يحتسي من شرابه.
" أخوك يشينغ يعتني بها، هو من أنقذها أولاً و أنا أثق به تالياً"
أسرف ثلاثتهم في الشرب حد أنهم يكادون أن يفقدوا عقولهم، و في مثل هذه الظروف و هذه الأماكن ينشروا رجال موّصين للترويج عن بضائعهم الممنوعة.
النادل أخرج من كيس بلاستيكي صغير ثلاث حبّات صغيرة، ثم وزعه على الشبان الثلاثة السُكارى يقول.
" تبدون لي مهمومين، خذوا هذه الحبوب، ستجعلكم تطيرون فرحاً، و تنسوا كل همومكم"
و الشُبّان لم يترددوا في أخذها، و النادل تطلع إليهم يبتسم بخبث و ملعنة، و هكذا يكون قد إصطاد زبائن جُدد.
نهض الشُبّان الثلاثة كل واحد منهم إلى منزله، و هم في هذه الحالة المزرية، وصل جونغ إن المنزل فوجده مُعتماً لذا إبتسم يهذي.
" اوه! أوكتافيا حبيبتي ما زالت تنتظرني بالتأكيد"
صعد إلى غرفتها فما وجدها، لذا أخذ يناديها بينما يفتش غرف المنزل عنها.
" فيا حبيبتي، أين أنتِ؟ ألا تريدين قضاء بعض الوقت الجميل مع زوجكِ؟"
أوكتافيا كان بغرفة لارا تحتضن نفسها و ترتجف، شهقت أسفل كفها حينما حاول فتح الباب، و لكنها سبق و قامت بإغلاقه فلم يستطع الدخول.
لذا جونغ إن أخذ يطرق الباب عليها يحاول الدخول إلا أن لا يسمع صوتها بالداخل، فأصبح يضرب الباب بجسده بكل قوته.
مرة، مرتين، ثلاث... حتى إستطاع فتحه و الدخول، تقدم ناحيتها و هو بلا وعي يبتسم، أوكتافيا إحتضنت نفسها، و حينما أمسك بعضديها همست باكية.
" ليس مجدداً أرجوك!"
.........................
سلااااااااام
كيف بناتي الحلوات🙈♥️
الماما مشتاقتلكم كوميات، كان المفروض التحديث يكون قبل يومين لكن بسبب الضجة الي عملتها حاقد عاشق ما قدرت اكتب حرف لدرجة أني فكرت بمسح الحساب و التوقف لهذا الحد.
لكن لا، أنا رح أضل أكتب للناس الي بحبو روياتي، حتى لو ضل شخص واحد، رح اكتب مشانه♥️
طبعاً واضح أنه مرض البنوتة لارا ح يغير في جونغ إن، بس من أي ناحية؟
هذي الرواية معقدة إلى حد ما لذا الفصول بتكون ممهدة للأحداث الكبيرة، لذا ترقبوا.
لا تنسوا أن هذه رواية نفسية إجتماعية بحت، لذا لا تتوقعوا الأكشن و الغموض الموجود في حاقد عاشق، هاي الرواية هيك أحداثها، هادية إلى حدٍ ما.
إن شاء الله ح يكون في تحديث لهذه الرواية كل أسبوعين، بعرف أنو التحديث بطيء بس أنا حاقد عاشق ضاغطيتني و بمجرد ما أخلصها هذي الرواية ح توخذ كل الإهتمام، و بدل تحديث كل أسبوعين تحديثين كل أسبوع، و بدل الثلاث آلاف كلمة خمسة آلاف.
الفصل القادم بعد 100 فوت و 100 كومنت.
1. رأيكم بجونغ إن؟ شكوكه ناحية أوكتافيا؟ لومها على ما حدث بابنته؟ و كيف سيغير مرض ابنته من شخصيته؟
2.رأيكم بأوكتافيا؟ صمودها أم تجبر كاي؟ يقظتها لتصرفات الطبيب زانغ؟
3. رأيكم بتيمين و نايون؟
4. السيد و السيدة كيم؟
5.جيمين و إيزابيلا؟
6. الطبيب زانغ؟ و ما المغزى خلف كلامه و وعوده؟
7.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі