Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
Ch14|| حواء
" حواء"


صوتكِ هذا الذي اطرب مسامعي دغدغ الحنين في قلبي إلى شعور مات منذ زمن بعيد و الآن عاد ليحيى، أتعلمين ما هو؟

الخذلان الذي لم يمت يوماً!








أحياناً نحتاج لبعض الأشخاص مواقف بسيطة تغير رؤيتنا المطلقة عنهم، من جيد إلى سيء أو من سيء إلى جيد.

كما أن ظروف الحياة تتغير بشكل مستمر الشخوص الذين يعاشرون هذه الظروف قابلين للتغير و التحول دائماً ذلك أن الظروف تأثر في نفوسهم أكثر من حياتهم بشكل عام.

كما جيمين بدأ يقتنع أن أخيه على طريق التغيير أوكتافيا أستطاعت أن تستنبط من خلف الوجوه القذرة روح نظرة.

حكم جديد أطلق عليه ليس بظرف يوم أو إثنان، مرت عدة أيام و هو رجل آخر غير الذي عرفوه.

في الجامعة يلقي دروسه بطريقة سوية و لا يعطي معجباته من الطالبات أي إهتمام.

في المنزل لارا أصبحت في حال أفضل و مؤخراً تستطيع لمح السكينة عليها.

الحانات و النوادي إشتاقت إلى كاي لكنه خاصمها، جيمين ما كف عن ملاحقته و مراقبته طوال فترة تجاوزت الأسبوع حتى شعر بالإطمئنان من ناحيته.

وقف الأستاذ كيم يلقي درسه الفلسفي على مسامع الطلاب و كثيراً ما رحب بنقاش آراء بينه و بين طلابه، ما عادت محاضراته مستفزة.

نظر في ساعته يتفقد إنتهاء وقت المحاضرة ثم بدأ يوضب أغراضه قائلاً.

" لقد إنتهينا اليوم إلى هنا."

خرج قبل طلبته و في أعلى المدرج وقف جيمين و أوكتافيا يوضبون كتبهم.

" لا أصدق أنه تغير، أخشى أنه يخدعنا"

تبسمت أوكتافيا و رافقت خطيبها إلى الخارج.

" كن حسن الظن بالآخرين، لو فكرت بالأمر لعلمت أن خداعه لنا لن يأتي له بأي مصلحة"

أومئ جيمين و بدا مقتنعاً بقولها ليهمس.

" أرجو ذلك بحق"

" أحتاج أن أذهب إلى مكتبه كي أريه آخر ما جدّ على المشروع"

أومئ لها ثم قال.

" إذن لأرافقك"

اصطحبت جيمين معها إلى مكتبه كي تحتفظ بالأفواه مغلقة عن سيرتها، أذن لهما بالدخول و أتمم عمله على مشروع التخرج.

بعد إنتهاء الدوام الجامعي، خطط جيمين أن يأخذ أوكتافيا إلى شقتها لكن هناك شيء بالفعل تغير، منذ النقاش الذي حدث بينهما عن الزواج و هو أكثر بروداً عمّا كان عليه.

تشعر بتغييره عليها و هذا التغيير أعلمها أنها آذته كثيراً برفضها الزواج منه رغم أن تطوراً حميماً حدث بينهما.

وصل الحد بها أن تشعر بنفسها عبء عليه و أنه يجبر نفسه على الإهتمام بها و مرافقتها من أجل كل الفائت بينهما.

وصله إتصال من شقيقه تيمين و وعده جيمين بالعودة قريباً إلى المنزل لذا قالت أوكتافيا.

" لا عليك يا جيمين، تستطيع الذهاب سأعود بمفردي"

تنهد بينما ينظر لها ثم أومئ و ربتّ على كتفها.

" حسناً، كوني حذرة"

أومأت له ثم راقبته يغادر وحده، اليوم أتت رفقته أي أن سيارتها ليست معها، هي تحب التنقل بالحافلة لذا لا بأس بذلك.

خرجت من أسوار الجامعة تطرب أذنيها بألحان بيتهوفن في طريقها إلى محطة الحافلة، شعرت بأن هناك سيارة تجاورها لذا توقفت و نزعت سماعات الأذن لتستدير.

" أستاذ كيم؟!"

تبسم بخفة ثم نفى برأسه قائلاً.

" لقد أصبحنا خارج الجامعة، أنا لستُ أستاذكِ الآن، أنا جونغ إن فقط"

أومأت بحرج و استمعت إليه.

" يبدو أنكِ بلا سيارتكِ اليوم و جيمين ليس بالجوار، اصعدي معي سأوصلكِ"

نفت سريعاً بيديها و قالت.

" لا، لا داعٍ لذلك، أنا أود أن أصعد بالحافلة"

شعرت بالخوف منه فجأة و لا تدري ما السبب، تخشى أنه سيكشر عن أنيابه الآن و يعود للتحرش بها.

" ستتلقين توبيخ حار من والديكِ، صدقيني سأوصلكِ لمنزلكِ فقط"

قضمت شفتيها بتردد، هو محق بهذا الأمر لكنها تخشاه و لا تشعر بالطمأنينة حيال أن تكون في مكان واحد برفقته.

تنهدت في النهاية و قررت أن تصعد معه و إن فعل أي شيء لن تصمت أبداً.

" حسناً" 

سيارته فارهة بالفعل، ليست كسيارة جيمين إنما أكثر فخامة، حسب قول جيمين أن جونغ إن لم يعتمد على مال أبويه في شيء إنما كل شيء يملكه هو من ماله الخاص عكسه و تيمين.

رغم أنه رجل لعوب و زوج سيء لكنه يتحمل المسؤولية المادية، جونغ إن لم يسبق له أن أخذ قرشاً من أبيه منذ أن تزوج و أما إن وجد تقصير فلا يكون متعمداً.

" و الآن أين تسكنين يا أوكتافيا؟"

أوكتافيا بدون آنسة على عكس ما يقولها في الجامعة ذلك أنه دائماً ما سبق أسمها هذا اللقب، هو بالفعل يجيد التلاعب بأدوار حياته المختلفة.

قبل قليل كانت طالبته، الآن هي خطيبة أخيه فقط.

" خذني إلى نهر الهان فقط "

أومئ إليها.

" تسكنين قرب الهان! هذا جميل"

أومأت و ابتسمت بخفوت، إنه ودود بعض الشيء إلى أن قال.

" بالتأكيد قد شهدتِ على كثير من حالات الإنتحار"

إختفت إبتسامتها فوراً و نظرت إليه مستهجنة، ليس سيط حميد عن نهر الهان كي يذاع، هو ذاع بالفعل و انتهى.

" لم يسبق لي أن رأيت أحد ينتحر من هناك"

بعد أن قطع منتصف الطريق توقف عند متجر و قال لها.

" أستمحيكِ عذراً، لارا تشتهي النوتيلا، سآتي لها بواحد على عجلة، أتحتاجين شيء؟"

نفت برأسها و همست بالشكر ثم غادر و تركها وحدها تفكر بأمره، هو أخيراً أصبح يفكر بأمر زوجته و يهتم بها، ما زالت لا تعلم كيف إستطاع الوصول لها و هي في شقتها!

شهقت بخفة و وضعت يدها على فمها تقول.

" يا إلهي و يدعي أنه لا يعلم أين تقع شقتي؟!"

إنه بالفعل أكثر مكراً و دهاءً مما تتوقع، أتى بعد دقائق يحمل حقيبة بلاستيكية و كوبي من المشروب الساخن و صعد .

" شكراً لك"

" على الرحب و السعة، توقعتُ أنكِ من عشّاق القهوة إذ أن العميقون و المثقفون يعشقون مرارة القهوة"

تفكير سطحي جداً، هذا تعليقها الباطن عمّا قاله.

" هذه مجرد صورة نمطية مغلوطة"

تبسم بخفة ثم مد لها الكوب قائلاً.

" أعلم لذا أتيت لكِ بكوب من الشوكولاتة الساخنة، أرجو أنكِ تحبينه؟"

برمت شفتيها بتعجب ثم برضى عندما تذوقتها.

" شكراً لك، أنا بالفعل أحبها جداً"

قهقه بخفة ثم أخذ يشرب من كأسه بينما يقود على مهل، ضحكته بالفعل جذابة جداً و لون بشرته تمنحه الأفضلية القسوى، إنه وسيم جداً و ليت أن داخله كما خارجه.

" هنا أستاذ كيم، شكراً لك"

أوقف السيارة ثم إلتفت إليها قائلاً بعدما وصلا نهر الهان معاً.

" خارج الجامعة أنا لستُ أستاذكِ و كفي عن شكري"

تبسمت بلباقة ثم خرجت من السيارة و أشارت له بالوداع، تحرك بعيداً و هي راقبته حتى اختفى ثم سلكت ما بقي لها من الطريق مشياً على قدميها، أيعقل أنها حكمت عليه ظلماً في السابق؟

إتصل بها جيمين فأجابته، بالتأكيد إتصل ليطمئن.

" أين أنتِ؟ هل وصلتِ شقتكِ؟"

أجابته.

" تقريباً لقد وصلت"

قال متفاجئاً.

" بهذه السرعة!"

قضمت شفاهها بتردد لكنها في النهاية قررت إخباره.

" لقد أوصلني جونغ إن"

ما تفاجئت عندما صاح جيمين في السماعة متفاجئاً.

" ماذا؟!"

همهمت بهدوء و قالت.

" كان ودود للغاية و مهذب في التعامل معي"

لطالما كانت خلاصة كثير من النصوص الأدبية التي درستها قي الجامعة ألا تحكم على الآخرين من مظهرهم أو ما يقال فيهم لكنها وقعت في هذا الخطأ و تود لو تعتذر لجونغ إن.

.................

حيث جونغ إن كان لتوه قد وصل منزله، دخل إلى المنزل و لارا لم تشعر به لإنشغالها في الطبخ.

جونغ إن يعلم جيداً أنه سيجدها في المطبخ في هذا الوقت ذلك أنها تجهز للطعام في وقت عودته.

دخل إلى المطبخ و تحرك من خلفها بخفة شديدة ثم حضنها من دبر لتشهق بخفوت سرعان ما تسللت رائحة عطره إلى أنفها و أدركت أنه هو.

" أصبح يصعب علي أن أحضنكِ سوى بهذه الطريقة"

همس بهذه في أذنها ثم طبع قبلة خفيفة على عنقها فنشزت مجدداً و بإرتباك قالت.

" جونغ إن، أنت تشوشني لذا اذهب و بدل ثيابك و استحم، سأكون قد وضعت الطعام و انتظرك"

همهم لها موافقاً ثم مد لها الحقيبة البلاستيكية لتأخذها ثم قال.

" رأيتكِ تنظرين لإعلان تلفزيوني لأجلها البارحة"

إنسحب و تركها في حيرة من أمرها كيف إلتقطها ترى ذلك، أخرجت علبة النوتيلا و تركت الطعام من يدها ثم أتت بملعقة كي تتناول منها.

" أحبكَ أحبكَ !"

ما وعت على نفسها و لا على ما قالته، هو سمعها من خلف الباب ثم غادر بإبتسامة، أخيراً إستمال قلبها إليه مجدداً.

" و أنا أحبكِ أيضاً"

ما وعت على الطعام الذي تركته على النار حتى بدأت تخرج رائحته لتركض إليه تشتم نفسها.

" لا تحترق! أرجوك لا تحترق، يا لي من مغفلة و غبية أيضاً"

لكن شيء من الحرق قد أصابه بالفعل، الآن ترغب في البكاء بشدة تخاف أن يقلب جونغ إن الطعام أرضاً أو يضربها لأنها تركته يحترق.

حضرت الطاولة رغم مخاوفها بينما تدعو الرب أن يتجاوز عن ذلك، قلبها ينبض بصخب و هي بالفعل على وشك البكاء.

خصوصاً أنها بدأت تسمع صوته في الأعلى و ها هو الآن ينزل، قضمت شفاهها عندما جلس على كرسيه و عندما وجدها تقف لا تجلس قال لها.

" اجلسي و شاركيني"

جلست بتردد أمامه و وضعت يدها على فمها عندما تناول ملعقة من الطعام، هي لشدة خوفها لم تجرؤ على تذوقه قبل تقديمه.

نظر إليها قليلاً بصمت فانكست برأسها قائلة.

" أنا آسفة، سأصنع لك شيء آخر"

شهقت بخفة و أغمضت عينيها عندما إمتدت يده نحوها و لكن بدل أن تنطبع على وجهها رفعت ذقنها برقة و جعلها تنظر في وجهه الباسم.

" لا بأس به، أنه جيد"

أخذ يتناول وجبته بهدوء حتى فرغ صحنه و امتلت معدته أما هي فاكتفت بالسلطة بما أنها أكلت الكثير من الشوكولا.

" سلمت يداكِ"

قالها ثم نهض من مكانه و خرج إلى الصالة، لم يترك خلفه شيء كي تعلم مدى سوء طعمه، لقد أكل ضعف ما يأكله عادة إذن بالتأكيد ما كان الطعام سيء.

راقبها هو تتحرك لتنظيف المطبخ فاستغل فرصة تلاشي إنتباهها عنه و نهض إلى دورة المياه، غسل وجهه و نظر إلى نفسه في المرآة.

" هذا أسوء ما أكلته أبداً "

لكن بما أن لارا من عدته و هي لا تخطئ عادة هكذا فوجد لها العذر و أكل طعاماً لا يصلح للأكل فقط كي لا يحرجها بل و أكله كله كي لا تكتشف مدى سوءه.

خرج بعد فينة و جلس يتابع التلفاز بينما يشرب الكثير من الماء علّ الماء أطفأت حرقة معدته.

................................

بيكهيون في جعبته الكثير من الهموم و يحمل في صدره آلام كثيرة آخرها إيزابيلا، سكينة تلك التي فيه لأنه صرفها عن حياته لكن حيث كانت في حياته تركت ندباً بعد رحيلها.

بعض الآلام لا تُشتَكى لأن صاحبها لا يفهمها، لا يحبها و لن يأتي يوماً يحبها فيه لكنه يتألم لألمها، يشعر بنفسه أناني.

لكنه لا يستطيع أن يمنحها ما تستحق منه إن أكملت معه، بيكهيون لا يشكو وجعه لأحد و يخفيه ببراعة، إن شكى شكى لنفسه و إن ربتت عليه يد ستكون يده.

حانة بعد منتصف الليل كانت ملجأ لأوجاعه، جلس أمام البار و طلب كأس خمر لعله أسكره و سلبه وعيه.

" سيدي إنه الكأس الثالث و هذا النوع ثقيل جداً!"

صمّ آذانه عن نصيحة الموظف و أصرّ أنه يريد كأس آخر، تنهد الموظف ثم قدم له كوب و قبل أن يصل الكوب فاهه وضِعَت يد على فاه الكأس.

رفع بصره ليجد فتاة جميلة تقف أمامه، تنظر إليه و تبتسم، لا تبدو من نوعية النساء التي يعرفهن، هذه الفتاة بالفعل تناسب هذا المكان.

شعرها طويل و منسدل على أكتافها، عيناها محددة بكحل و شفتيها محددة بأحمر شفاه قاتم ترتدي فستان أسود قصير يحدد منحنيات جسدها و يصل إلى أعلى ركبتيها.

" ستكلف الحانة أعباء سيارة الأجرة، لا تكن حملاً ثقيلاً على أحد، أحدهم علمني ذلك"

أبعد يدها عن الكأس و شرب منه قائلاً.

" و أنتِ ما شأنكِ بي؟ أفعل أنا ما أشاء"

أخذت الكأس منه و اعطته للموظف ثم قالت تحدثه.

" لا يصلح أن تكون رجل يلقي النُصح في النهار و في الليل لا تقوى على حمل جسدك"

قبض حاجبيه لا يفهم مقصدها ثم أشار على نفسه بثمالة و همس.

" أتعرفيني؟"

حركت كتفيها بجهل ثم قالت.

" تبدو هكذا، خصوصاً مع بدلتك هذه"

قهقه بخفوت ساخراً، شائت الأقدار له أن يكون أتعس خلق الله كما شائت أن يكون أكثرهم كتماناً و تحفظاً على آلامهم.

" ألم يعلمونكِ ألا تحكمي على الناس من مظاهرهم؟"

قهقهت بخفة ثم قالت.

" حقاً! وجهك اللطيف الوسيم و إطلالتك الأنيقة ألا تفرض علي أن أحكم عليك؟"

وقف بثمالة أمامها مستنداً إلى البار ثم بذراعه أحاط خصرها و جذبها إليها كي يلتصق جذعها به، شهقت هي بخفة إلا أن قرب شفتيه الشديد من شفتيها جعلتها تكون في صدمة أخرى.

أيستطيع أن يكون بهذا القرب من أي إمرأة يراها لأول مرة؟!

همس بينما يحرك يده بهدوء على خصرها.

" بوجهي اللطيف هذا و ببدلتي الأنيقة أستطيع أخذكِ إلى فراشي"

إبتعد قليلاً عنها فاستطاعت النظر في عينيه الحادة ثم شعرت بيده التي على خصرها ترتفع إلى ظهرها.

" لذا تعلمي ألا تحكمي على الناس من مظاهرهم كي لا تتأذي يا صغيرة"

شهقت مجدداً عندما شعرت به يمزق لها طرف فستانها و لم يهتم بل منحها ظهره و رحل.

تمسكت بالطرف الذي مزقه و راقبته يرحل، ما بدى عليه أنه يملك لسان جريء و نظرة حادة من قبل، فرصة لها لأن تتعرف على بيكهيون جديد.

تبسمت لتمسك بكأسه و همست.

" يبدو أن اللعبة ستكون ممتعة يا حبيبي"

شربت كأسه حتى آخره ثم كسرته على الأرض كي لا تجرؤ أنثى غيرها أن تشرب من نفس الكأس الذي إنطبقت عليه شفتيه.

وضعت على جسدها معطفها الطويل الذي يصل ركبتيها و أغلقته على جسدها كي لا يتحرش بها أحد و أشارت إلى حرسها من بعيد أنها تريد المغادرة.

.........................







في الصباح الباكر، وصلت أوكتافيا باكراً قبل جيمين أن يصل و بينما تضع سيارتها في مصفها قاطعها دخول سيارة الأستاذ كيم، إصطفت في مكانها ثم ترجلت من سيارتها.

ألقت عليه التحية بما أنها رأته الآن.

" صباح الخير أستاذ كيم"

تبسم بخفة ثم أجابها.

" صباح الخير آنسة أوكتافيا، لقد أتيتِ باكراً اليوم، أعلم أن محاضرتي هي أول محاضرة لديكِ"

أومأت له ثم قالت.

" نعم سيدي، لكنني أتيتُ باكراً لأجل المشروع، سأقدم لك اليوم فصل منه لكنني أحتاج تدقيقه أولاً"

نظر في ساعته ثم قال.

" حقاً؟ نملك ساعة كاملة حتى المحاضرة، إن أردتِ إختصرنا الوقت و دققناه معاً في مكتبي إن كنتِ لا تمانعين"

ترددت في القبول لكن هذا بالفعل سيوفر عليها تدقيقه مجدداً معه و تضييع المزيد من الوقت، عندما رآها محرجة أن ترد و مترددة في أجابتها.

" لا بأس عليكِ تستطيعين الرفض، كان مجرد إقتراح"

نفت برأسها ثم أجابته.

" لا بأس أستاذ، سنختصر الوقت إن ساعدتني الآن بدلاً من تدقيقه خلفي"

أومئ و ارتفعت شفتيه بإبتسامة جذابة ثم قال مقترحاً.

" أنذهب إلى مكتبة خارج الجامعة؟ كي لا يتكلم الطلاب عنّا و يحدث سوء فهم مجدداً"

" حسناً موافقة"

أومئ ثم عاد إلى سيارته و هي تبعته بسيارتها، رغم أن الأمر محرج لكن إن أتمّا العمل في مكتبه سيتكلم الطلاب عنهما لذا مكتبة خارجية عامة و مكشوفة أمام الناس ستكون أفضل.

إصطف أمام مكتبة معروف عنها أنها كبيرة جداً من الداخل، دخل و هي خلفه ببضع خطوات و انتهى يختار طاولة في أحد الزوايا البعيدة لينعم بالمزيد من الهدوء و كي لا يزعجا أحد في حديثهم.

" تفضلي يا آنسة"

جلست قربه يفصلهما مسافة كرسي و أخذا يعملان معاً على المشروع. 

" توقعتُ أن تختاري هذا الموضوع"

أومأت مبتسمة ثم أجابت.

" الأدب النسائي يثير إهتمامي مؤخراً"

همهم ثم نظر إلى عنوانها و همس.

" الصور النمطية للمرأة"

همهمت و بإبتسامة لبقة شرحت.

" كثيراً ما إلتصقت بالنساء صور لا محل لها من الصحة، كما يقال أن النساء خلقن للحمل والولادة و تربية الأطفال و تلبية رغبات الزوج، هذا يظهر جلياً في أدب ما قبل الثورة النسائية"

" لماذا خلقن النساء برأيك؟"

لا تنسى أوكتافيا صورة أستاذها النمطية للنساء فلقد رأتها بنفسها.

" خلقت أم البشر حواء عندما ملّ آدم البقاء وحده رغم أنه في الفردوس ينعم، ملّ النعيم و الشعر بالوحدة فخلق الله لأجله حواء منه كي تكون شريكته في الجنة لا الخادمة الذي تخدمه."

تلقف دعوتها بما أدعى به على أم البشر حواء، هو ليس من الرجال الذين يؤمنون بحقوق المرأة لكنه ليس بجاهل و يعلم هذا الحديث إلى أين سيذهب.

" لكنها في النهاية أغوته ليأكل من التفاح المحرم فحرم كلاهما من الجنة"

تبسمت أوكتافيا و نفت برأسها قائلة.

" ما تقوله أتيت به من المسيحية."

إرتفعا حاجبيه بإستنكار و تسآل.

" أولا تدينين بها؟!"

نفت مجدداً و أبقت على إبتسامتها اللبقة.

" لا، أنا أؤمن بالله لكنني لا أدين بالمسيحية و لا بأي دين آخر"

أومئ بإعجاب ثم قال مدهوشاً

" اووه! أثرتِ إعجابي!"

شكرته لإطرائه، له حق أن يندهش بأنها لا تدين بدين والديها و عائلتها، لا عيب فيهم و لا فيها و لكنها فتاة لا تقبل ما فرض عليها إذا ما اقتنعت به.

" شكراً لك أستاذ كيم"

كستها الجدية و الحزم توضح.

" أما  القول أنها شجرة تفاح تحديداً هذه أسطورة لم تذكر في أي كتاب إلهي و لا حتى الأنجيل"

تبسم بإعجاب مجدداً، فتاة فذّة لم يقابل مثلها من قبل، فتاة تجيد وضع فلسفتها الخاصة في الحياة.

" إذا ماذا كانت؟"

بترقب إستمع إلى أجابتها.

" كانت شجرة المعرفة، لم يقل في الأنجيل أنها شجرة تفاح محرم، ظنّا آدم و حواء أنهما سيكونا في علم الله إن أكلا منها"

أومئ برضا تام و تسآل.

" و ماذا حدث لهما عندما أكلا منها؟"

تبسمت و بحنكة قالت.

" أعلم يا أستاذي أنك تعلم ما حدث و تمتحنني في ذلك"

ضحك بخفوت ثم أشار لها أن تتابع فقالت.

" بان لهما أنهما عاريان الجسد رغم أنهما لطالما كانا كذلك"

إتكئ بذقنه على أنامله و قال.

" و لماذا لم يدركا ذلك؟"

أتته بالإجابة التي فاقت توقعاته

" لأنهما ما عادا بريئين ببساطة"

مزيد من الأسئلة تعني له الكثير، ليس لأن يتعلم منها شيء بل لأنه يعلم عنها أشياء كثيرة بأجوبتها المكتزنة و المختصرة.

" و كيف توقفا عن كونهما بريئين؟"

بشرح إختصرت ما تعلمه.

" عندما إقترفا أول ذنب جعلهما يعرفان أن هناك شر كما أن هناك خير"

أكدت على قولها السابق.

" إكتشفا أن هناك نصف آخر فيهما غير الخير، يوجد شر"

تبعاً لهذه الرواية هذا يعني أن حواء كانت بريئة من ذنب إغواء آدم كما كان هو بريء من وقوعه في الإغواء.

" إذن لم تغوي حواء آدم، أليس كذلك؟"

لم تفعل لأنها كانت بريئة مثله هذا يعني أنها لم تغريه بجسدها لأنها لا تفقه حرمة الأجساد و الشهوة كما أنها لم تكن تعلم ما هو الإغواء.

" نعم، لم تفعل أستاذي"

أكدت.

" إنه مجرد إدعاء يا أستاذي لدرئ التهمة عن آدم و إلصاقها بالطرف الأضعف و منذ هذه البداية و النساء متهمات بأنهن أجساد فقط."

تلك الفتاة لا تحتاج من علمه شيء، هي بالفعل ذات رؤية غير تقليدية و فلسفة خاصة تجعلها تذهله عن بقية أقرانها.

" و أنتِ يا آنستي لا تكفي عن إذهالي"

بعد إنتهائهما من التدقيق قال بعدما ألقى نظرة على ساعته.

" علينا العودة إلى الجامعة يا آنسة، ما بقي معنا وقت"

أومأت له موافقة و نهضت تجمع أغراضها بعدما إنتهت غادر كل منهما بشكل منفصل.

سبقها أستاذها في الدخول إلى الجامعة، أما هي فتوقفت في مصف سيارتها و نظرت إلى جيمين الذي يقف متكئاً على سيارته و ينظر لها بطريقة ليست حميدة على الإطلاق.

ترجلت من السيارة ثم ذهبت إليه، قال ببرود فور ما توقفت أمامه.

" أين كنتِ؟"

نظرت إليه بصمت لوهلة، لا تطيق أبداً معاملته الباردة له و محاولاته لفرض سيطرته عليها.

" عندما تتحدث معي بطريقة سويّة سأخبرك يا جيمين"

تجاوزته لكنه أمسك بذراعها بقسوة و دفعها كي تقف أمامه فصاحت به بلا وعي.

" ماذا تظن نفسك بفاعل؟"

إن كان صوتها قد إرتفع عليه فحسب فصوته عندما صاح بها ملئ مصف السيارات الفارغ من البشر سواهما و أثار رعبها.

" أفعل ما أشاء بحكم أنكِ صديقتي و زوجتي في المستقبل"

أفلتت يدها منه و نبهته بسبابتها و بنبرة حادة.

" لا يحق لك يا صديقي أن تصرخ بي و هذا الزواج المستقبلي لن يتم و لن أصبح زوجتك، أظن أنك تعلم هذا الأمر بالفعل"

كلامها لا يجبر فيه شيء إنما يكسر و يكسر و على حافة السقوط صاح بها و الدمع ملئ عينيه.

" لماذا قبلتِ بمشاعري عندما قبلتكِ إذن؟!"

أكان صمتها قبول؟



....................

و الله ما بعرف عنك، شو رأيكم أنتو قبول ولا لا؟!

سلااااااام

كيف حالكم ماي قيرلز؟!

أظن مسيرة الرواية بلشت توضح لهيك أنا متحمسة لأسمع رأيكم.

البارت القادم بعد ٧٠ فوت و ٧٠ كومنت.

١. رأيكم بجونغ إن و معاملته الحسنة و اللينة بحق لارا؟!

٢.رأيكم بالأستاذ كيم و الإنطباع الجيد الذي بدأت تأخذه عنه أوكتافيا؟

٣.رأيكم بأوكتافيا و استجابتها للطف كيم جونغ إن؟!

٤.رأيكم ببيكهيون و الفتاة التي جادلته؟!

٥. رأيكم بجيمين و غضبه الأخير؟! و رد فعل أوكتافيا؟

٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love ❤



© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
Ch 15|| خليل الهان
Коментарі