Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH38|| حُب الرُّهبان
" حُب الرُّهبان"



" لقد أحبوا بعمق و بصدق و بحفاوة... لكن حبهم لم يتغير أساسه، ضل خطيئة!"








" عمي جيمين!"

جونغهيون قد سبق و ركض إلى الباب لفتحه، بينما نايون و أوكتافيا تجلسا في صالة الجلوس تتحدثا.

حالما سمعت أوكتافيا هِتاف الصغير؛ وقفت على قدميها، و تحركت تريد الخروج مُرتبكة، وقفت نايون على وقفتها سريعاً، و تمسّكت بذراعها تقول.

" أين ستذهبي في هذا الوقت؟! ستلتقي به عند الباب على أية حال، اجلسي و فقط صُمّي آذانكِ عمّا سيقوله"

تنهدت أوكتافيا متخوّفة مما قد يحدث إثر لقائها بجيمين، فهما كالزيت و النار، لا يتطاوقان إطلاقاً، عاودت الجلوس قائلة.

" أرجو أن تمُر الليلة على خير!"

دخل الطفل جونغهيون يجري فرِحاً؛ و في حوزته صندوق، وضعه على الطاولة، و باشر في فتحه قائلاً بسعادة.

" لقد إشترى لي عمي الرجل الحديدي!"

دخل جيمين من بعده باسم الشفتين، لكن فور أن وقع بصره على أوكتافيا، التي أنكست ببصرها عنه، عبس قائلاً.

" ما كنتُ أدري أن لديكم ضيوف و إلا ما كنتُ أتيت"

وقفت نايون بحرج تستقبله.

" أهلاً بك في أي وقت يا جيمين تفضل!"

دخل جيمين ليجلس على الكنب، و أشار إلى جونغهيون أن يأتي إليه، أتى الطفل و أجلسه جيمين على ساقه، ثم ساعده بفتح الصندوق.

شهق الطفل بسعادة عندما أخرج له جيمين شخصيته المفضلة من الصندوق و سلمه أياها، إحتضن الطفل عُنق عمه، و قَبَّل وجنته يهتف بسعادة.

" شكراً لك عمي!"

أومئ جيمين للصغير بإبتسامة تضمحل، فهو خطأً وقع بصره على أوكتافيا، لذا وقف يقول بعد ان وضع الصغير.

" نايون اخبري تيمين من فضلك أنني أتيتُ لرؤيته، أريده في موضوع هام"

وقفت نايون تردعه عن المغادرة.

" لا تغادر، سيأتي قريباً و سيكون بوسعكما أن تتحدثا براحة"

جيمين رمق أوكتافيا ببُغض و علّق.

" الراحة لن تُرافقني طالما أتنفس الهواء ذاته، الذي تتنفسه كائنات أخرى لا تستحق أن تحيى!"

وقفت أوكتافيا على إثر قوله بإرتباك، ترفع إبتسامة زائفة على شفتيها، بينما تتحدث إلى نايون.

" أنا سأغادر، اخبري تيمين أنني سأكون بخير من فضلك"

نايون أمسكت بيدها، و نفت برأسها ألا تغادر، و جيمين هنا تبسّم هازئاً و علّق.

" ستكون بخير يا نايون لا تقلقي عليها، فهذه تناسبه، رَجسة نجسة مثله، أُراهن أنهما يتوافقان بشكل جيد، فقط إمرأة طاهرة و نقية كلارا لا تقدر أن تعيش مع رجل مثله، لكن هذه تناسبه لذا لا عليكِ يا نايون"

جرحها كلامه في صميم قلبها ككل مرة يلتقي بها و يجرحها هكذا، لكنها لن تقول شيء، تتفهم جراحه و ستصمت عن أذيته، فهو أولى من تتحمل منه الأذى و تصبر عليه، أوكتافيا زفرت أنفاسها بثقلٍ و همست.

" أراكِ لاحقاً"

أوشكت أن تغادر لولا أن جيمين أمسك بذراعها بشكلٍ مافجئ، و اجتذبها بقوة إليه حتى أصبحت أمامه، جعلها تشهق بألم و صدمة في ذات الآن، و قلبها قد تسارعت نبضاته هلعاً.

شدد على ذراعيها و هسهس من بين أسنانه بغيظ شديد، لا يدري كيف تفور مشاعر الغضب في نفسه كلما وقع بصره عليها، أو لاقاها، أو حتى سمع صوتها.

يكرهها... يكرهها لأبعد حد ممكن!

" أشعر بالفضول حول حياتكِ الزوجية السعيدة معه؟ هل أحببتِ غرفة لارا و أعجبكِ النوم على سريرها؟ هل تتقين دور الأم لطفلة أنتِ من قتل أمها؟! هل تستمتعي بكل ما كان للارا الآن؟!"

سقطت دمعة وحيدة من بين جفونها، و همست تحاول تحرير نفسها من قبضته دون أن تنظر في عينيه الجارحة.

"فكّر كما تشاء، لكن اتركني و دعني اذهب!"

تبسّم بلؤم عندما رأى دموعها أصبحت تنساب بهدوء على وجنتيها، و كأن تلك الدموع المالحة الحترقة تنزل على قلبه برداً و سلاماً و تزيده عافية.

" ماذا؟ أكلامي يؤلمك؟! إذن فكري بكم من الجروح خلفتِها في قلبي!"

رفعت رأسها تنظر في وجهه المُتقد بالحقد و قالت.

" لذا أنا أتحمل إنفجارك بي كلما رأيتني"

أفلت ذراعيها بقسوة مندهشاً يرمقها بكُره، صمتها من باب الشفقة عليه، أو تظن لو أنها صمتت سيسامحها أو أن ذلك سيخفف من وطأة خطيئتها و ذنبها اللامغفور!

تمسّكت نايون بيد أوكتافيا، و جعلتها تقف خلفها، و تحدثت إلى جيمين.

" من فضلك إهدأ يا جيمين! لا تزيد الأمور تعقيداً!"

جيمين أشار إلى نفسه مستنكراً تُهمة زوجة أخيه له و قال.

" أنا من يُزيد الأمور تعقيداً!"

ضحك بإستنكار قبل أن يُهاجم أثاث المنزل بضرباته؛ يُخرج غضبه به، غضبه الذي لا يخرج أبداً منه مهما حاول، الغيظ الكاتم على صدره و يخنقه كلما تذكر خيانتها له.

الأدهى من أنها خانته و هي على ذمة مشاعره أنها خانته مع أخيه...!

نايون إحتضنت صغيرهاو ابتعدت عنه، بينما أوكتافيا ضلت في مكانها واقفة، تنظر إلى الفساد الذي يعيثه بإنكسار و دموع هادئة.

كان غاضباً جداً عندما عاد إليها ليتمسك بذراعيها، حينها أغمضت عينيها و هي تسمع صُراخه يُفجر قلبها قبل سمعِها.

" لماذ فعلتِ هذا بي؟! لِمَ لا أستطيع أن أقاوم غضبي منكِ و كُرهي ناحيتكِ كلما رأيتك؟! أنا لن أسامحكِ أطلاقاً، سألعنكِ للأبد يا خائنة!"

لم تحاول دفعه عنها، فقط أخذت تبكي بشجن و حرقة، قلبها مكلوم أيضاً، هي أيضاً تتألم، لكنه لا يحق لها أن تقول أنها تتألم، أو أنها تتعذب، أو أن تشكو وجعها، فهذا كان خيارها، حُكمها التعسفيّ.

" ابعد يدك عن زوجتي!"

تهكّم جيمين يفلتها عندما سمع صوت جونغ إن يحتل المكان بنبرٍ غاضب.

" زوجته!"

جونغ إن أمسك بيد أوكتافيا، و جذبها حتى وقفت بظهره، ثم وقف في مواجهة أخيه الأصغر قائلاً.

" هي لم تعد صديقتك، و لا خطيبتك، و لا تقربك بشيء، هي الآن فقط زوجتي، لذا أحذرك..."

إقترب جونغ إن من أخيه، و هسهس مهدداً يرفع سبابته بوجهه و الغضب يحُد ملامحه.

" أياك أن تنظر إليها حتى! لن أبقى صامتاً للأبد!"

إرتفع شِدق جيمين بتهكم، ثم أبعد أصبع جونغ إن بخشونة من أمام وجهه و قال.

" تعرف أن تتكلم جيداً، و لكنك عند الأفعال تصبح مشلولاً مغلول!"

خرج جيمين من المنزل يُنهي حالة التأزم هذه، و تيمين تبعه حتى أوقفه قُرب سيارته قُبيل أن يصعد بها.

" جيمين، توقف لنتكلم!"

إلتفت جيمين إلى أخيه و قال.

" سنتحدث لاحقاً، سأتصل بك"

فتح جيمين باب سيارته، و كاد أن يصعد بها لولا أن تيمين وضع يده على كتف شقيقه و تحدث.

" إنني أتفهمك، و لكن عليك أن تتجاوز أوكتافيا يا جيمين"

جيمين أومئ متنهداً ثم قال.

" سأفعل يا أخي، سأتجاوزها!"

تيمين راقب أخيه يغادر مسرعاً بطيش شاب يافع و غاضب، ثم عاد إلى داخل منزله، كان جونغ إن جالس، و يبدو عليه أنه بذهنٍ شارد، أما أوكتافيا و نايون فهنّ مشغولات بتوضيب الفوضى الذي تسبب بها جيمين.

جلس تيمين إلى جانب جونغ، و ربتَّ على كتفيه يتحدث.

" تعلم أن جيمين دمه حامي، لذا لا تفكر بالأمر كثيراً"

تنهد جونغ إن ثم أومئ لأخيه، أتت نايون و جلست بطفلها قِبالتهم، لكن أوكتافيا لم تظهر، حينها تسآل جونغ إن.

" أين أوكتافيا؟"

نايون نظرت إلى تيمين بتوتر، لذا تيمين تحدث.

" هي ربما مُتعبة و ستبقى لدي يا جونغ إن"

جونغ إن وقف رافضاً و قال.

" لا، ستعود معي إلى منزلنا، أنا لا أريد أن تبقى زوجتي خارج منزلي"

توجّه ناحية المطبخ حيث يظن أنها تختبئ منه، و لكن تيمين أوقفه حينما أمسك بأخيه و قال محذراً.

" لن تجبرها على العودة، لن أسمح لكَ بهذا"

تنهد جونغ إن ثم أومئ.

" لن أجبرها، سأتحدث معها فحسب"

وافق تيمين و تركه يذهب إليها، كانت تجلس إلى الطاولة في المطبخ و تبكي بهدوء، توقف عند إطار الباب و نادى عليها من خلفها، لتبدأ بمسح دموعها بهدوء، ثم قالت دون أن تلتفت إليه.

" لم أشتاق إلى سجنك، لا أريد أن أعود معك"

تقدم جونغ إن دون أن يعلق عمّا قالت، و جذب الكرسي ليجلس بجانبها، ثم أمسك بيدها فوق الطاولة، و حينما حاولت سحب يدها منه تمسك بها أكثر و همس.

" إهدأي و اسمعيني"

نظرت أوكتافيا إليه و قالت.

" أنت لن تخدعني بهدوءك و رزانك هذا في كل مرة تحاول فيها أن تكسب موقفي و تعاطفي، أنا لستُ بهذا الحُمق يا كاي!"

قبض جونغ إن على يده، فلقد كره أن تنعته بكاي، الأسم المتعارف عليه في الحانات و النوادي الليلة فقط، و هي أتبعت تنظر في عينيه بإستفزاز، إذ كانت تعلم أثر لقب كاي على نفسه.

" لو افترضنا أنني عُدت معك إلى المنزل، ستخرج و تعود فجراً تُهلوس، أليس كذلك؟!"

جونغ إن ضرب بيده على الطاولة، و وقف غاضباً يصرخ بها.

" أوكتافيا أخرسي و كُفّي عن إستفزازي، إن غضبي ليس محموداً على الإطلاق!"

وقفت أوكتافيا، و إلتفت تُريد أن تغادر المطبخ قبل أن يكبر الشِجار بينهم، و ينتهي بطريقة غير محمودة بالنسبة لكليهما، لكنه أمسك بيدها و أعادها له حتى وقفت أمامه.

تسللت يديه حتى أمسك بوجهها بين راحتيه، و مال برأسه يُمنى بزاوية تتناسب و شفتيها، ثم دمج شفتيهما معاً رغماً عن مقاومتها الخافتة.

إنحدرت يده التي تتمسك بيدها إلى خصرها و أحاط به، ثم اجتذبها إليه حتى مسّ جسده جسدها، مال برأسه إلى الزواية المُقابلة لشفتيها و قبّلها بعُمق أكثر.

أوكتافيا كانت تحاول دفعه عنها، لكنها لا تُفلح، و لأنه يغتصب إرادتها ككل مرة نزفت من عينيها دمعة، قد خرجت من قلبها قبل أن تخرج من عينيها.

جونغ إن مسح لها دمعتها بشفتيه، ثم قبّل وجنتها ثم جبهتها، و انتهى يضمها إلى صدره، و يمسح بيده على شعرها.

" ألا ترين أنني أحاول أن أكون أفضل لأجلكِ و لأجل ابنتي؟! لقد قاطعتُ النساء، أحتاج وقتاً لأقتل كاي، أرجوكِ اصبري و تحمليني قليلاً، أعدكِ أنني سأتغير!"

تيمين و نايون أتيا على صوت الصُراخ، و لكنهما لم يقطعا المشهد الحميمي، فقط غادرا بهدوء.



...................




جيمين عاد إلى الشقة، و كانت إيزابيلا بإستقباله بإبتسامتها المشرقة التي أصبح معتاداً عليها مؤخراً، إبتسم لها من باب المُجاملة، ثم دخل الشقة يقول.

" سأتوجه إلى النوم يا بيلّا إن ما كنتِ بحاجة لشيء"

بحرجٍ إبتلعت جوفها و كلامها، ما زال الوقت باكراً على النوم لكنها لم تقل شيء، هو بحاجة للراحة، و هي لا تملك الحق أن تتخذ موقفاً، أو تطلب منه تفسيراً للحالة التي هو بها.

في الصباح الباكر، إستيقظت قبله، و شرعت بتجهيز الفطور لأجله، قبل أن تتوجّه إلى باب غرفته لإيقاظه.

جيمين قد وجد وظيفة في مدرسة مُبغددة يدرّس فيها أطفال الأغنياء، الذي جعله يتمسك بالوظيفة أنهم يقدمون رواتب مُغرية رغم أن ساعات العمل طويلة، و هذا ما يريده هو.

أن يكون قادراً على تأمين حياته و مستقبله، كذلك أن ينشغل في العمل كثيراً، فلا يفكر في منغصات عيشه و معيشته.

طرقت الباب عليه عِدة مرات حتى أستيقظ، ثم توجهت لتنهي بعض الأعمال بينما هو يتجهز، خرج أخيراً بقميص أسود و بنطال جينز غامق اللون.

جلس إلى طاولة الإفطار، و هي إنضمت له لاحقاً، نظر في تنوع الأطباق قبل أن يبتسم و ينظر لها.

" شكراً لكِ بيلّا، إنكِ ترهقين نفسكِ بالعناية بي رغم أنكِ حامل و مُتعبة"

نفت إيزابيلا و اتبعت.

" لا تقلق بشأني، أنا بخير"

ساد الصمت بينما هم يتناولون الإفطار، و حالما إنتهوا، جلس جيمين يُرتب أوراقه من أجل حِصصه اليوم، و بينما هو يفعل إقتربت إيزابيلا لتجلس قِبالته على الأريكة و تحدثت.

" جيمين، أردتُ أن أتحدث معك بأمرٍ ما"

نظر لها و قال.

" إن كان بشأن الزواج فأنني لا أنتظر جوابكِ سريعاً"

أجابته.

" لقد فكرتُ جيداً و حسمتُ قراري"

صمت ينتظر جوابها فاتبعت.

" أنا موافقة أن أتزوج بك، قراري هذا لن أندم عليه مهما حييت و لن أخذلك"

جيمين تبسّم ثم أومئ يقول.

" حسناً إذن، سأتحدث إلى تيمين و سأطلب منه ترتيب الأمور"

أومأت موافقة، و هو نهض حتى يخرج متوجهاً إلى عمله، و إيزابيلا تبعته لتوديعه، توقف جيمين قُرب الباب و قال.

" أرجو ألا تخذليني، سأضع ثقتي بكِ"

إتكأت على الباب برأسها، و همست تجيبه بإبتسامة خافتة.

" لن أخذلك، نحن لا نحتاج سوى بعضنا"

غادر، و هي أغلقت الباب تستند عليه، تحسست بطنها، بعض التضحيات وجب أن تُقدم، عليك أن تضحي بحياتك ليعيش آخرون على رمادك.

جيمين إتصل بأخيه تيمين فورما دخل بوابة المدرسة، كانوا الطُلّاب منتشرين هنا و هناك، و هو مشغول بالحديث معه.

" لقد أتيتُ البارحة كي أخبرك بأمر، لكنني سأخبرك به الآن ما دمتُ على عَجلة من أمري"

أجابه تيمين.

" تحدث أيها المشاكس، ماذا هُناك؟!"

تبسّم جيمين و أجاب.

" سأتزوج ببيون إيزابيلا"

أبعد الهاتف عن أذنه عندما صرخ تيمين بِ "ماذا؟!"، ثم جيمين قهقه يقول.

" على رِسلك! سأوليك بالترتيبات و التنظيمات اللازمة فأنا لا أملك سواك يا عزيزي"

تيمين تنهد قبل أن يسأله.

" هل أنت واثق مما تفعله؟ متأكد أنك تريدها و تريدك؟!"

همهم جيمين.

" نحن منذ البداية على نور، أعلم أنها لا تحبني و تعلم أنني لا أحبها، نحن تبادلنا أفكارنا و تفاهمنا، هذا الزواج نِتاج مصلحة لكلينا، ليس حُب، لذا نحن نفهم ما نحن مُقدمين عليه"

كان يسير في فناء المدرسة بين أشجارها، و لكنه أخيراً لاحظ وجود طالبة خلف الشجرة المقابلة تتجسس عليه، لذا راقبها من خلف الشجرة و تحدث إلى تيمين.

" تيمين، علي أن أضبط طُلابي، أعلم أهلك و أهلها حتى أنتهي من العمل"

أعلق الخط مع أخيه، و تقدم حتى وقف أمام الشجرة، ثم قال بصرامة و حسم.

" أيتها الطالبة، اخرجي من مكانكِ، و تعالي هنا أمامي!"

تلكأت الطالبة، و تباطئت بتنفيذ أمره، حتى رفع صوته بحدة قليلاً و قال.

" فوراً!"

نشزت بكتفيها، ثم خرجت من خلف الشجرة برأس مُنكَس، أشار لها أن تقترب ففعلت، ثم رفعت رأسها ترمقه بريء الأديم.

" نعم أستاذ!"

إرتفع حاجبه، النساء صِنف خبيث مهما كانت أعمارهنّ، تلك الوداعة التي في ملامحها المصقولة ببراءةٍ و لُطف لن تخدعه.

" أكنتِ تسترقي السمع علي؟!"

نفت برأسها سريعاً تقول.

" لا أستاذ، أنا لا أفعل"

عقد ساعديه إلى صدره و قال.

" ما اسمكِ؟ بأي صف أنتِ؟!"

أجابت و قد تخلل الخوف إلى نفسها.

" أنا بارك جيمين، في الصف الثالث ثانوي شُعبة الأدبي"

همهم يقبض على إبتسامته ثم قال.

" توجهي إلى صفك"

إنحنت قبل أن تغادر سريعاً تهرول، إلتفت جيمين ينظر لها، و انبلجت من فاهه ضحكة خافتة.

" بارك جيمين!"

جيمين اسم مشترك للفتيان و الفتيات، و هذا مُضحك، المضحك أكثر أو الغريب أنه كان يدعو نفسه ببارك جيمين تحديداً عندما كان في الجامعة، و ليس بكنيته الحقيقة كيم جيمين.

لكن الفتاة كانت تسترق السمع و هو واثق من ذلك، دخل إلى صفه حينما حان وقت بدأ الحصة، و صدف أنه ذات الصف الذي أشارت له الفتاة سابقاً.

إلتزم الطلاب مقاعدهم عندما دخل، و رحبوا به بهدوء، ثم جيمين تحدث بينما يناور نظره بينهم جميعاً.

" كيم جيمين، أستاذ اللغة و الأدب الإنجليزي"

شهقت تلك الطالبة في مكانها، و لكنها إعتدلت بجلستها عندما نظر لها، ثم اتبع يرفع كل أصبع على حِدى و هو يطلق قواعده.

" أولاً: هذه الحصة الأولى، أي أنكم أفطرتم في منازلكم قبل أن تأتوا، لذا أياكم أن أرى معكم طعاماً"

بعدما رفع السبابة رفع اصبعه الثاني و اتبع.

" ثانياً: معجون الأسنان، و الفُرشاة، و مطهر الفم ينظفوا الفم و يعقموه جيداً، العلكة في الصف تُستخدم للتعريف بأن الذي يلوكها وقح"

رفع أصبعه الثالث و اتبع.

" ثالثاً: قصص الحب و الغرام للمراهقين تكون خارج الصف، يمنع تبادل النظرات، يمنع تبادل الضحكات، و يمنع تبادل الغزل، و الأهم الأهم؛ يمنع تبادل الرسائل، أياً من سأمسك به يقوم بهذه الممنوعات سيتعرض لموقف محرج بينما يقف هنا في مكاني و أمام الطلاب جميعاً ليفسر سبب أفعاله"

رفع أصبعه الرابع و اتبع.

" رابعاً: أعلم أن الذهاب لدورة المياه يتضمن جولة حول المدرسة و الكافتيريا، لذا ممنوع الخروج من الصف إطلاقاً، احرصوا أن تكونوا قد قضيتم حوائجكم قبل دخولي، و بعد دخولي لن يدخل أحد"

رفع أصبعه الخامس و قال.

" و أهم أهم أمر، سأكسر الهاتف الذي سيقع في يدي!"

أنزل يده بينما الطلاب يناورن النظر بين يده الظريفة و وجهه الأظرف الذي لا يتناسب إطلاقاً مع شخصيته الصارمة، وضع يده في جيبه و اتبع.

" هذه الشروط الإخلاقية فحسب، الدراسة و أمورها تأتي مع الوقت!"

" يا لها من يد ظريفة!"

همست الطالبة جيمين و هي تستذكر مظهر يده، كفٌ صغير و أصابع قصيرة و بشرة حنطية، تكاد تموت في نوبة ظرافة تصيب القلب تحديداً.

بعد إنتهاء ساعات الدوام غادر جيمين عبر سيارته، كان في طريق عودته إلى المنزل، لكن فوجئ بمن يحاصره بسيارته و يصطف أمامه.

هو ما زال قريباً من المدرسة، فتلك أول إشارة في طريقه بُعداً عن المدرسة، و الكثير من الطُلاب ينتشرون هنا.

نزل من سيارته، لينظر ما في الأمر، و لم يكن متفاجئاً جداً عندما رأى بيكهيون يخرج من السيارة التي حاصرته.

خرج بيكهيون ليلقي على وجه جيمين لكمة جعلته يتراجع عدة خطوات للخلف، ثم بيكهيون قبض على تلابيب قميصه و صاح به.

" في أحلامك فقط! في أحلامك ستأخذ مني إيزابيلا، هذه الفتاة لي، و أنت فقط تندس في أماكن ضيّقة لا تناسبك، اخرج من بيني و بينها و إلا قضيتُ عليك"

فك جيمين قبضتي بيكهيون من عليه، ثم دفع به عنه بلكمة مماثلة و قال.

" أنا رجل الموقف الذي أنقذها، و أنت الذي قمت برميها، و سمحت لوالدها أن يعنفها، و أنت تقف متفرجاً و متشفيّاً، هذا مكاني، و الفتاة لي، و أنت فقط عِش أحلامك هذه و ابتعد عنّا"

إقترب جيمين، و أمسك بتلابيب قميص بيكهيون يقول.

" إبتعد عني، و عن إمرأتي، و عن ابني!"

ثار بيكهيون غضباً، و ابتدأ عِراكاً طاحناً بين الرجلين، جيمين يلكم و بيكهيون يركل ثم جيمين يركل و بيكهيون يلكم، تارة يستطيعون تجنب ضربات بعض، و تارة يصيبوا بعضهما بالأذى، لكنهما لم يتوقفا.

طُلاب المدرسة اتصلوا بالشُرطة، و خلال دقائق الشرطة وصلت و فرّقا بينهما، ثم قادوهما إلى مركز الشرطة بأصفاد.

جلسا متقابلين أمام المحقق، الذي يتحدث منذ فترة، و أي منهما لم يجبه، فقط يتبادلا نظرات غضب، و لولا الأصفاد تكبلهم لتشاجروا مجدداً.

دفع كلاهما كفالة مالية، ثم خرجا متفرقين حسب أوامر الشُرطة، لكنهما توعّدا لبعضهما بعضاً بشجار آخر.

وصل جيمين الشقة متكدماً، و ذلك أثار فزع إيزابيلا، لكنه ربّتَ على كتفها قائلاً.

" لا تقلقي، لقد علقتُ مع فتى أزعر و تخلصت منه"

وقفت دمعة على جفنها، فمسحها لها و قال بإبتسامة خفيفة.

" لكنني سأحتاج منكِ أن تُطببي لي جِراحي"

أومأت إيزابيلا و قادته إلى غرفة الجلوس تقول.

" إذن إستند علي حتى أُطبب لك جروحك"

نفى يرفض الإستناد عليها و همس.

" إن الكدمات بوجهي، اسندي نفسكِ و طفلكِ و سأكون شاكراً"



..............




في يومٍ موالي، قد عادت أوكتافيا إلى المنزل مع جونغ إن، لكنه توقف عن حبسها، و أعاد لها هاتفها، و أعتذر أيضاً.

أبدى تحسُناً مُذ أن إستعادها في تعامله معها، و لكنه ليلاً يزداد سوءً، بدأت الشكوك تراود أوكتافيا عمّا يفعله خارجاً و تحديداً ما يشربه، فهو لا يعتدي عليها و حسب إنما يُهلوس بكلام غير مفهوم.

فجر اليوم آتى مخموراً فاقداً وعيه، و لسوء حظها كانت توضب بعض الأغراض لأجل لارا عندما تزورها في الغد.

ولج إليها و سحبها إلى غرفتها، مؤخراً مقاومتها له أنقشعت، فهو يأخذ منها حاجته، ثم يغادرها و لا يطلب منها الحب، إذ صمتت و كانت هادئة خرج بهدوء، إن قاومت عنفّها حتى تخضع.

في الصباح توجّه إلى عمله، و وضعها عند باب المستشفى، قُبيل أن تنزل من السيارة أمسك بيدها ثم تحدث.

" أنتِ إمرأة عاقلة لذا لا تجعلي رجل شكاك مثلي يشك في حُسن سويتك"

رمت بكلامها عليه بخشونة قبل أن تترجل.

" أنصحك أن تراجع طبيب نفسي"

دخلت إلى المُستشفى، كانت تسير في الرواق المؤدي إلى غُرفة لارا، لكنها رأت الطبيب زانغ يقف إلى رُكن التمريض يتصفح ملفاً طبيّاً بين يديه.

تصرفت و كأنها لم تراه، و تجاهلته مروراً به، لكنه أستوقفها عندما نادى.

" بيون أوكتافيا توقفي من فضلك!"

توقفت و إلتفتت إليه، إنه لمن الدارج أن تُنسب المرأة المتزوجة إلى اسم زوجها، و هي تدرك حقاً ما نواياه عندما جردها من لقب كيم و ردها إلى لقبها الرسميّ الأصليّ.

" ماذا تريد طبيب زانغ؟!"

كانت ملامحه معقودة لا تُفسّر، قبضت حاجبيها قلقاً، و استشرى الخوف في نفسها.

" هل حدث شيء لابنتي؟!"

الطبيب تنهد ثم أومئ متأسفاً.

" لقد تعافت الطفلة و تجاوزت مرحلة الخطر، و هي بحالة مُستقرّة الآن"

تبسّمت أوكتافيا ثم اتبعت.

" خيراً! و لكن ما بالك تُشعرني بالقلق؟! إن كان الأمر يخص صغيرتي فاخبرني من فضلك"

تنهد مجدداً ثم قال لها.

" ادخلي معي إليها و ستعلمي وحدك"

دخلت بصحبته بساقين ترتجف، فوجدت أن الصغيرة قد أستيقظت، هرعت إليها تجلس إلى طرف سريرها، و الدموع تدفقت سريعاً من مقلتيها.

" لارا حبيبتي!"

لكن الصغيرة لم تنظر ناحيتها، هي إستمرّت باللعب بأصابعها الصغيرة، أوكتافيا أمسكت بيدها فنظرت لها الطفلة بعينيها الجميلة.

قبلت أوكتافيا يدها، و طبعت عليها قُبلة تقول.

" حمداً لله أنكِ بخير!"

الطبيب زانغ في هذه الأثناء تدخل قائلاً.

" هي لم تنظر إليكِ، أقصد لم تلفتِ إنتباها حتى أمسكتِ بيدها، هل لاحظتِ ذلك؟!"

أومأت أوكتافيا تتحسس وجنة الصغيرة بقلق و قالت.

" نعم، أبها خطب؟! هي ربما لم تنتبه فحسب!"

الطبيب زانغ وضع الملف الذي بيده على علّاقة السرير و قال.

" دعينا نتكلم بالخارج!"

خرجت مع الطبيب بعدما ألقت نظرة أخيرة متفحصة على ابنتها، التي عادت تلعب في أصابعها من جديد.

وقفت أمام الطبيب زانغ فباشر بالحديث.

" لقد كان الخطر عليها شديد، خصوصاً أنها ما زالت طفلة و وصلت متأخرة قليلاً، قدمنا لها العلاجات اللازمة و اعتنينا بها جيداً، لذا هي بخير الآن، لكن..."

صمت ثم تنهد، لقد نقل أخبار أكثر سوءً طوال مسيرته المهنيّة، لكنه الآن يجد نفسه في أكثر الأوقات شِدّة، لأن الذي يتحدث إليها إمرأة يهتم لأحاسيسها، و لن يقدر على أن يتعامل مع إنهيارها بإحتراف طبيب.

هي ستنهار بالتأكيد، فهو يعلم كم هي تحب الطفلة و متعلقة بها، لكنه سيكون معها في هذا الوقت، سيكون من يمسك بيدها و يُسند ظهرها.

" في الحقيقة، الطفلة قد فقدت حاسة السمع"

.......................



سلاااااااام

حبيبتي يا لارا😭😭 من وقت ما انولدت و هي تتعذب😭💔 كلو من ميرسي النذلة الشريرة عديمة الإنسانية😭😭😭💔

قلت الي حابين تقولوه😂😂😂😂

ملاحظة1: جونغ إن مش مُصاب بفصام بالشخصية، هو مش منفصم، نفسياً مش مريض، هو فقط شخص بعدة وجوه مجتمعاتنا مليانة بناس مثله.

ملاحظة2: بعرف أنو لقب جيمين الأصلي بارك مش كيم، بس اسم جيمين للبنات و للاولاد.

ملاحظة3: في كوريا، المرأة لا تُنسب لعائلة زوجها، فبيون أوكتافيا بتضل بيون أوكتافيا حتى لو اتزوجت بكيم جونغ إن أو غيره، بس هي إضافة خيالية على الرواية بس.

ملاحظة4: أتأملوا غمازة كاي لمدة عشرين ثانية لتعقيم النظر.

أخيراً الفصل القادم بعد 100 فوت و كومنت.

1. رأيكم بجونغ إن؟ دفاعه عن أوكتافيا بوجه جيمين؟ وعده لأوكتافيا؟ التطور في شخصيته؟

2.رأيكم بأوكتافيا؟ مشهدها مع جيمين؟ الطريقة الي بتفكر فيها بالطبيب زانغ و بجونغ إن؟ ماذا ستكون ردة فعلها لأجل لارا الصغيرة؟

3.رأيكم بجيمين؟ كلامه لأوكتافيا؟ شجاره مع بيكهيون؟ شخصيته كمعلم؟

4. ما مستقبل علاقة إيزابيلا و جيمين؟!

5.كيف ستؤثر الشخصية الجديدة على سير الأحداث؟

6.رأيكم بالفصل ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️





© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH39|| إمرأة للبيع
Коментарі