Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
CH21|| فقدان الفردوس
" ضياع الفردوس"














" كلمة " أحبك" أقوى من ألف سيف و رصاصة لو خرجت من القلب صدقاً"





















وصلت أوكتافيا إلى المقهى الذي بعث لها في عنوانه جونغ إن برسالة، جلست على إحدى الطاولات المنزوية تنتظره.

بعد إنتظار دام لعشر دقائق رأته يدخل من الباب، جلس أمامها فقالت بجفاء.

" أين الملف؟"

رفع سترته كي تراه أسفلها ثم قال عاقداً حاجبيه بإنزعاج.

" سأعطيكِ أياه و لكن بعد حديث طويل يجمعنا"

تنهدت هي بأستياء و هو رفع يده يشير للنادل.

" ماذا تشربين؟"

أشاحت بوجهها عنه منزعجة و النادل غادر بعدما حمل الطلب، إتكئ جونغ إن بمرفقيه على الطاولة أقرب إليها و قال.

" أنا لم آتي إلى هنا كي تنظري في النافذة"

إلتفتت تنظر إليه و قالت.

" اخبرني ماذا تريد سريعاً علي أن أذهب"

أمسك بيدها من فوق الطاولة فحاولت سحبها سريعاً من يده لكنه لا يتركها.

" أنا أريدكِ أنتِ"

كان إعترافه الآن كافٍ ليشعل قلبها بمشاعر فرحة تركض إليه لكنها دهست على مشاعرها كما عاهدت نفسها، نظرت في عينيه و قالت بجفاء.

" و أنا لا أريدك"

كانت كذبة قد أجادت تلفيقها لكنه لم يكن ليناً و كذباتها، شحذ على أسنانه و ضرب الطاولة بقبضته يجذب أنظار بقية الزبائن و هسهس.

" كاذبة!"

عقدت حاجبيها بسخط ثم نهضت من أمامه تنوي الرحيل بعدما أحدث جلبة بإنفعاله، تعلم أنها كاذبة و لكن أن تكذب بشأن هذه المشاعر أفضل من إتباعها، تبعها سريعاً بخطوات غاضبة و واسعة و حالما أصبحت في متناول يده أمسك بذراعها بقسوة و سحبها خلفه عنوة.

" توقف! إلى أين تأخذني؟!"

ما استجاب لضرباتها الواهنة على ذراعها بل دفعها إلى داخل المصعد، ما نبس و لو بحرف و هما في المصعد رغم أنها لا تنفك تطالبه بتركها، كان قد تحكم به الغضب بقدر ما كره كذبتها.

أمسك بيدها مجدداً و سحبها إلى الغرفة التي حجزها بهذا الفندق مسبقاً، ألقى بها على السرير بخشونة و توجه لإغلاق الباب عليهم ثم خبئ المفتاح في جيبه كي لا تستطيع أن تهرب منه دون أن يتم حديثه دون أكاذيب.

نهضت سريعاً من على السرير تبغي السلامة و وقفت في الزواية بعيداً عنه، الهلع قد أصابها فلماذا قد يحجز غرفة في الفندق؟

" دعني اخرج و إلا صرخت"

جلس على السرير بينما ينظر لها قاطباً حاجبيه، ما زالت تظن أن كاي يستحكمه.

" لن أعتدي عليكِ، إطمئني!"

تلفتت بقلق تنظر في الغرفة ثم نظرت إليه و هي بالفعل أصبحت على وشك البكاء، إنها تشعر بصدرها يتآكل، هذا ليس آمناً على الإطلاق .

" ما تفعله بعيد عن الصواب، أنا ماذا أفعل معك بغرفة في فندق و وحدنا؟"

نهض ليمسك بيدها ثم سحبها رغم مقاومتها الحثيثة كي تجلس على السرير و هو جثى على ركبتيه أمامها ثم أمسك بيدها و قبلها قائلاً و قد أوكل الحب عليه أحمالاً من الحزن.

" أرجوكِ أنا أحتاجكِ معي و أريدكِ لي، أعرف تماماً أنكِ تبادليني هذه المشاعر فامنحيني فرصة أثبت بها حبي لكِ، صدقيني كلانا نستحق تلك الفرصة، أنا و أنتِ بحاجة بعضنا، دعينا لا نفكر بأحد آخر"

بكت لحرج الموقف تجيب رجواته.

" لكن هذا لا يصح، أنا و أنت لا نصلح أن نكون معاً!"

لمعت عيناه ببنات مآقيه و همس يتشبث بها.

" بلى نصلح، أرجوكِ توقفي عن صدي، أنا متعب، هذه المشاعر تفصم لي ظهري و أنتِ لا تزيدي إنكساراتي إلا تهويلاً كلما رفضتني"

أسند جبينه فوق تماسك يديه بيديها و أخذ يبكي.

" أرجوكِ، أنا أحبكِ!"

ذرفت دموعها بينما تقول.

" لربما هذه مجرد مشاعر عابرة، حاول أن تنساني و تبدأ من جديد مع لارا، أظنك ستنجح"

رفع رأسه عن حجرها و استل نفساً ينظر إليها بعينيه الحمراوتان مستنكراً ما قالته بشطر من الغضب.

" أتظنين أنكِ مجرد نزوة عابرة بالنسبة لي؟!"

أومأت له بعد تردد فارتفع عن الأرض و دفعها من كتفيها لتسقط على السرير بخشونة، آتى فوقها سريعاً و صاح بها غاضباً يغلق فاهها عن الصراخ ذعراً.

" ليتكِ كنتِ كذلك، ليتكِ لا تشغلين تفكيري طوال اليوم، ليتكِ لا تملأي قلبي بمشاعر لعينة لا أستطيع تجاوزها!"

أمسك بمعصميها اللذين رفعتهمت لدفعه عنها و ثبتهما على السرير فوق رأسها و هي أسفل جسده تقول فزعة .

" جونغ إن لا تتهور، دعنا نتكلم بهدوء!"

صاح مجدداً و أنسابت الدموع على وجنتيه.

" كيف أهدأ و أنتِ تتهميني هكذا إتهام؟! افهمي أنا أحبك سواء عليكِ قبلتِ أو رفضتِ!"

صرخت به بغضب تحاول أن تجعله يستفيق للواقع الذي عليهما أن يعيشاه، هي ليست له و هو ليس لها و هكذا عليهما أن يكونا.

" أنت قد جُننت حتماً، جونغ إن حتى لو أحببتني و أحببتك نحن لن يجمعنا شيء سوى تلك المشاعر و مع الأيام ستهترئ ثم تموت، هذا أفضل ما قد نفعله الآن"

نظر في عينيها دون أن يقول شيء بل فقط يحاول ألا يفهم ما تقوله، لا يريد أن يسمع و لا أن يفهم شيء يريد أن تكون له و هذا الشيء الوحيد الذي يفهمه.

" إن إستطعتِ صديني يا أوكتافيا!"

قضبت حاجبيها لا تفهم ما يرمي إليه حتى باغتها بقبلة على شفتيها، بعد لحظة تجمد قامت تحاول دفعه عنها بكل قوتها حتى إستطاعت دفعه ثم أسقطت على وجنته صفعة قاسية أدارت وجهه يميناً.

سكن على ما شكلته عليه الصفعة، إزدرئ جوفه ثم سارت على وجنتيه دمعتين مخذولتين لكنه ما نهض من عليها رغم محاولاتها بإنهاضه.

بعد فينة جمع نفسه من جديد و إلتفت ينظر إليها من جديد، كانت تقضم شفاهها بمزيج من الخوف و الندم و تننفس بهلع، إنخفض بجذعه إليها مجدداً و هي بعدما شهقت حبست أنفاسها.

نبس بأنفاس تلامس وجهها بحرارة.

" لو صفعتني حتى الغد لن أتوقف، كلمة واحدة ستوقفني، قولي أنكِ تكرهيني، أنكِ لا تريديني كما أريدكِ أنا، قوليها بينما تنظرين في عينيّ، متأكد أنكِ لن تستطيعي أن تكذبي علي في هذه، هيا قوليها!"

صمتت بعد ذلك، هو بالفعل كان صادقاً هي لن تستطيع أن تنظر في عينيه و تكذب كذبة تجرحه لهذا الحد، كذبة تفصله عنها، تريده و بنفس الوقت لا تريد، إنها ضائعة بين مشاعرها و ضميرها.

هناك رغبة مجنونة تشتعل في صدرها توقاً إليه، مشاعرها تركض إليه، أنه يملك منها الكثير ضمنهم قلبها و كل تفكيرها و يعلم بذلك.

حثَّها أن تجيبه -أن تكذب على نفسها و عليه- بعد صمت طال لدقائق لكنها لا تستطيع أن تجيب، لا تستطيع أن تقول أنها تكرهه حتى لو ما نظرت في عينيه، تخشى على مشاعره أن تنجرح أكثر مما تخاف على نفسها.

قبّلها مجدداً و بعاطفة جياشة عندما وجد في صمتها حباً و رضى، أنه تريده كما يريدها، تحبه كما يحبها فلِمَ يرمي مشاعره عرض الحائط و يتزمت بظروفه كما تريد أن تفعل؟

أحدهما عليه أن يكون مجنون كي يحيى هذا الحب.

في هذه اللحظة كلاهما لم يفكرا بأحد سوى بأنفسهما، لم يسرفا وعيهما إلا على هذه اللحظة، لا الماضي و لا المستقبل، لا جيمين و لا لارا، فقط هما و الآن و في هذه الحجرة.

تلك اللحظة جعلت أوكتافيا ترفع يديها لتضم فيها الرجل الوحيد الذي وقعت له حقاً، أحاطت عنقه بذراعيها و قربته إليه حتى احتك صدره بصدرها ثم بعدما أسرفت دمعة أخذت تبادله القبلة بمثيلتها كلما إستطاعت أن تفعل.

كمشت بأناملها قميصه بحرج عندما شعرت بشفاهه تنحدر من شفتيها إلى فكها ثم عنقها و هناك مكث طويلاً حتى تخدرت حواسها و تمسكت به فقط و كأن هذه الدنيا لا يوجد بها أحد سِواه، لم تسرف في مقاومته بل عملت لاجتذابه أكثر.

كمشت عيناها و حبست انفاسها عندما شعرت به يفتح أزرار قميصها، إنه تمنحه جسدها بعد قلبها برضا، ألقى على وجهها الممتعض نظرة ثم ارتفع ليقبلها كي تهدئ و استمرت أنامله بفك أزرار قميصها حتى أصبحت شبه عارية أمامه.

بنزعة رجولية و رغبة مجنونة إقتطف من عليها لثمات و لمسات، صوتها الذي ينشد أسمه بأنوثة قد اشتعلت فيها كان كالنغم في أذنه بل أكثر طرباً.

إرتفع مجدداً و سند جبهته إلى جبهتها و همس بين أنفاسه الضائعة.

" تثقين بي؟!"

أومأت بوعي مُخدَّر أنها تثق به الآن، أنها مستعدة لتسلمه أثمن ما تملك بالفعل، إبتسم ثملاً فيها و أمسك بوجنتيها يقبل شفاهها من جديد إلا أن صرختها المتألمة أفسدت القبلة لكنها ما أفسدت الليلة بل زادتها إشتعالاً و جونغ إن حصل عليها أخيراً، إنها زوجته الغير شرعية الآن.

عشيقة!

دثرت جسدها بأغطية السرير بعدما حررها من ذراعيه، أعطته ظهرها و انزوت على جانب السرير و رفضت أن تنام في ذراعيه عندما فتحهما لإستقبالها.

تنهد بعد وهلة بعدما سمعها تبكي بهدوء، زحف بجسده إليها و عانقها من الخلف ليطبع على كتفها قبلة و همس.

" لا تبكي، إن ما حدث بيننا ليس ذنباً، إنني أحبكِ الآن أضعاف حبي"

ما استجابت له بل بقت على حالها تبكي بسكون تام، أدارها من كتفها إليه ثم رفعها ليضمها إلى صدره، قبل عيناها و مسح دموعها ثم أخذ يمسح على شعرها يواسيها.

همست بعد فينة ببحة بكاء و قد رفعت وجهها إليه.

" أنت لن تتخلى عني بعد الذي حدث بيننا، أليس كذلك؟ أنت تحبني!"

إبتسم لها قائلاً.

" لن أتخلى عنكِ لو تخلى عنا كل البشر"

رفعت ذراعها لتحيط عنقه و خبأت وجهها في رقبته.

" أرجوك لا تجعلني أندم أنني سلمتك نفسي"

قبل رأسها و احتضنها أقرب إلى صدره قائلاً.

" ثقي بي، لن أتخلى عنكِ أبداً"



...................




" لا تبدين على ما يُرام اليوم!"

إبتسمت لأخيها بوهن ثم نظرت لأيدهم المتشابكة و قالت.

" سأشتاق لك كثيراً، كن بخير حتى تعود"

أومئ بيكهيون إلى أوكتافيا ثم إحتضنها إليه ليقبل رأسها قائلاً.

" عندما أعود أريد أن أراكِ مبتهجة، حسناً؟!"

همهمت له و ابتسمت ثم تراجع بعد نداء الطائرة و غادر، مسحت دموعها بعدما اختفى عن نظرها ثم إلتفتت لتغادر.

حطت ذراع جيمين على كتفيها ثم بأنامله داعب وجنتها القريبة يواسيها.

" أنا معكِ لذا لا تبكي، لن أجعلكِ تتذكري أن لكِ أخ يدعى بيكهيون حتى"

أومأت له ثم تنهدت تسير على قيادته، ليتها حفظت لك الوِد، صعدت بجانبه في السيارة ثم انطلق، أسندت رأسها على النافذة و تنهدت بهم، نظر إليها خطفاً و قال مستنكراً.

" أنتِ حقاً لا تبدين بخير، ظننتكِ إعتدتِ على بيكهيون يذهب و يعود!"

إلتفتت برأسها إليه ثم قالت.

" أنا آسفة"

عقد حاجبيه و ابتسم بلا فهم قائلاً.

" على ماذا؟! "

تنهدت لتعود إلى إستنادها على النافذة و همست.

" على كل شيء"

لم يقول جيمين شيء رغم غرابة الموقف، فهي منذ يومين منطوية على نفسها و لا تتحدث إلا عند الضرورة، و لولا أن بيكهيون مسافر لما خرجت من شقتها أبداً، حتى تحضيراتها للتخرج فتُرت.

" من المؤسف أن بيكهيون لن يحضر جلسة النقاش التي ستتم غداً"

همهمت و عادت لصمتها من جديد، لا تصرف إنتباه لما يقوله بل على مشاعره التي طعنتها، إصطف على قارعة الطريق فجأة فالتفتت إليه لتعلم ماذا يريد.

إقترب منها ثم أمسك بيديه وجنتيها و همس.

" أوكتافيا ما الذي يحدث معك؟ لقد صبرتُ و انتظرتكِ طويلاً كي تتحدثي من تلقاء،نفسك لكنك لا تقولين شيء، اخبريني ما بكِ لعلي إستطعت أن أقدم يد العون لكِ"

قبضت حاجبيها ثم امتعضت ملامحها على وشك البكاء، إنه يتمسك بها من باب الحب، يسرف في إهتمامه و تخشى أنها طعنته الطعنة القاتلة التي ما بعدها شفاء و لا حياة، رفعت يديه عن وجنتيها و تعلقت بعنقه تحتضنه بإندفاع.

قالت بينما تبكي بحرقة، تود لو أنها تعود لتلك الليلة و تطعن صدرها في نصل قبل أن تسلم جسدها و هو على ذمة حب رجل آخر.

" أنا آسفة، أقسم أنني آسفة، لقد ضعفتُ و استسلمتُ سريعاً، أنا آسفة يا جيمين ما كان علي فعل ذلك بك!"

أخذ يمسح على شعرها يحاول تهدئتها بينما يهمس لها أن كل شيء بخير، معذور هو فلم يعرف مقدار الخراب الذي سيقلب حياته على أعقابها بعد.

بكت و بكت و ما منعها من البكاء بل هدهد عليها فقط لعل ألمها يزول حتى سكتت من تلقاء نفسها.

أسند رأسها على كتفه و أحاط كتفيها بذراعه و بيده الأخرى قاد السيارة، كان الطريق إلى شقتها هادئ، لم تقل شيء فقط شهقاتها التي تتفلت كل فينة كل ما يسمعه.

أتى اليوم الذي ستناقش فيه أوكتافيا مشروعها مع لجنة من أساتذتها و من بينهم الأستاذ كيم و عدد من الحضور من بينهم أفراد عائلتها و بعض الزملاء.

كانت تجلس رِفقة جيمين في الممر أمام القاعة التي ستناقش فيها المشروع، إنها متوترة جداً ليس رهبة من جلسة المناقشة بقدر تخوفها من لقاء جونغ إن مجدداً فهي لم تراه متذ تلك الليلة.

إنها رفضت كل إتصالاته و امتنعت عن لقائه منذ الليلة التي سلمته بها نفسها، جيمين سيقدم مناقشته بعدها مباشرة لذا أفراد عائلته حاضرين أيضاً.

على أحد مقاعد الإستراحة تجلس لارا رفقة نايون التي تتجنب السيدة كيم، ترتدي فستان زاهياً و واسعاً يلم بطنها الحاملة بطفل عشيقها.

تجنبت أوكتافيا الحديث مع لارا فقط رحبت بها بإبتسامة متكلفة، إن النظر إليها وحده يكسر قلبها، تلك الإبتسامة التي ما فتئت تزيدها طهراً و نقاء تذكرها أنها رجسة، أنها مجرد عشيقة.

" بيون أوكتافيا حان دوركِ"

نهضت بعد ذلك و تنهدت تكظم توترها، وقف جيمين إلى جانبها و شجعها ببعض الكلمات و تربيتة نالت عليها كتفها.

نظرت إليه بتلك النظرة التي ترمقه بها مؤخراً، الندم، ثم دخلت، كان الأستاذ كيم يجلس مع اللجنة يرأسها أحد الأساتذة المخضرمين.

إنحنت لهم ثم قدمت نفسها و بعدما عَلَت منصتها نظرت إلى الأستاذ كيم، كان يرمقها بحب و بإبتسامة فخورة.

ما زالت مشاعرها تركض إليه لكن الندم يمزق قلبها تمزيقاً، حتى لو كانت تحبه ما كان عليها أن تتهور باسم الحب و لا بأي اسم آخر، هذا خطأ كبير.

" تفضلي آنسة أوكتافيا، قدمي أطروحتكِ"

أومأت بعد إبتسامة تكلفتها ذوقاً مع الأستاذ، فتحت ملفاتها، إن يديها ترتعش، تشعر بأعضائها تغلي من الداخل إلا أن أطرافها متجمدة، أغمضت عيناها تستجمع قواها ثم تنهدت.

هذا ليس الوقت المناسب لتفكر بجونغ إن، فتحت عيناها بعد لحظات ثم نظرت إلى أساتذتها و الحاضرين لأجلها.

" أطروحتي نسوية فلسفية حضرات الأساتذة"

أسهبت في شرح ما هو معقد و اختصرت في شرح أمور أخرى حتى آتى وقت إستفسارات الأساتذة.

" آنسة أوكتافيا، قلتِ أن ذلك التفاح كان لذة محرمة على آدم و حواء، بغض النظر أنكِ لا ترينها شجرة تفاح، تبقى الشجرة التي حملت اللذة المحرمة لكن بخلاف المعتقد تقولين أن حواء ليست متواطئة في إغواء آدم لهذه اللذة المحرمة إنما أغرتها هذه اللذة كما أغرته!"

أومأت لأستاذها و بالحديث عن هذه التفصيلة بأطروحتها، إنها تذكرها بنفسها.

" نعم أستاذي، ليس ذنب حواء أنها أغرت آدم بل إنها إشتركت مع آدم في الذنب، كلاهما عاقبهما الله في نفس الطريقة، كلاهما طُرِد من جنة الفردوس إلى الأرض البدائية"

أومئ الأستاذ مبتسماً بفخر ثم وقف يصفق.

" إن موضوعكِ شيّق و أسلوبك في الحوار متقدم لذا أنا أقر على تخرجك، أيٌ من الأساتذة يعترض؟"

نظرت سريعاً إلى الأستاذ كيم لكنه ابتسم و منح صوته لتخريجها، نالت على كل الأصوات و عندها أعلن الأستاذ أنها تخرجت بالفعل لتعلو التبريكات.

" مبارك تخرجكِ!"

هبطت عن المنصة تصافح أساتذتها و عندما آتى الدور إلى الأستاذ كيم ترددت في البداية أن تصافحه و لكن أمام الجمع كانت مضطرة أن تتصرف بشكل طبيعي.

" علمتُ أن الأستاذ كيم هو المشرف على مشروع تخرجك، إنني أثق بقدراته و أثبتِ لي من خلاله قدراتكِ."

تبادلا نظرات مبهمة بالنسبة للجميع إلا لهما، قطع الأستاذ التوتر حالما مد يده يبغي مصافحة الأستاذ كيم.

" مبارك لك أيضاً أستاذ كيم، هذا يُضاف إلى إنجازاتك" 

صافحه الأستاذ كيم و قال و رمقها بذات النظرات الفخورة.

" شكراً لك، لطالما وثقت بقدرات الآنسة بيون، إنها طالبتي المجتهدة"

غادر الأساتذة إلى الإستراحة التي تطول لنصف ساعة حتى الأطروحة التالية و هي أطروحة جيمين.

ما استطاع جونغ إن قول شيء لها أو أن يستفسر عن سبب المعاملة الباردة التي يتلقاها منها، لربما هي الآن تشعر بالندم لأنها سلمت جسدها له.

إذ أن عائلته و عائلتها سرعان ما تجمعوا حولها يلقون المباركات، تصرف على طبيعته و هي ابتعدت عنه لتجلس بجانب جيمين.

يراها تجلس مع جيمين و الإبتسامة تعلو شفتيها، يبدوان مقربان جداً لبعضهما و أكثر ما يزعجه هو الخاتم في أصبعها.

قُبيل بدأ أطروحة جيمين بدقائق معدودة مر من أمامها و سكب عن عمد على ثيابها العصير أمامها و اظهر أنه لم يكن متعمداً عندما أعتذر على ذلك.

قبلت إعتذاره بجفاء ثم خرجت إلى دورة المياه لتغتسل، رفضت أن يصطحبها جيمين فأطروحته على وشك البدأ، لقد إختار جونغ إن الوقت الصحيح لكنها قبضت عنه الفرصة التي خطط إليها ليراها و طلبت من لارا أن ترافقها.

تنهد بأستياء عندما تبعتها لارا لكنه ابتسم، إنها الآن تحاول تهميشه بعدما حصل عليها لكنها كيف ستمسح أثراً له عليها لن يزول مهما همشته، مهما دفعته عنها.

تبع إمرأتيه إلى دورة المياه و تخفى في إحدى الزوايا، إتصل بلارا و حالما أجابته قال.

" لارا أينما كنتِ عودي إلى القاعة"

و أغلق الخط دون أن يسمح لها أن تبرر، يعلم أنها ستنصاع لكلامه و تخرج و هذا ما حدث بالفعل.

بعد ثوان، إقتحم عليها دورة المياه، كان قد تأكد أنه لا يوجد أحد بالداخل سِواها، أغلق الباب سريعاً و صدها عن الصراخ بإغلاق فمها بكفه.

" لا تصرخي!"

ثوانٍ قليلة تبعتها قمعت من نفسها الصدمة لكنها متوترة بل خائفة بحق، أزال يده عن فمها و قال عاكفاً حاجبيه مغتاظاً يلومها.

" أتظنين إن عاملتني بجفاء سأتخلى عنكِ؟ ألم تفهمي أنني أحبكِ؟!"

أشاحت بوجهها عنه ثم همست بجفاء.

" لقد أخذت مني ما أردت، الآن لماذا تتبعني؟"

صدمه قولها و لم يظن أنه ستقدر مشاعره بثمن بخس كهذا، إمتعضت ملامحه بشدة و قال.

" أتظني أن حبي لكِ كان نزوة حقاً؟!"

ما أجابته بل ضلت على إعتكافها عنه حتى أمسك بكتفيها و جذبها إليه كي تسمع جيداً و تتحدث جيداً.

" لا تتجاهليني و اللعنة! أحقاً ظننتِ أنكِ بالنسبة لي مجرد جسد أردتُ معاشرته؟!"

زامن إلتفاتها للنظر فيه دمعة حرقت قلبها و سقطت على وجنتها و رِفقة بحة بكاء همست.

" أحقاً تحبني رغم أنني سلمتُ نفسي لك؟"

إحتضن وجنتيها بكفيه و مسح دموعها ثم بنبرة حنون قال.

" و ما فتئتِ تسألين؟! أنا لن أتخلى عنكِ يا أوكتافيا، قلتُ لكِ ذلك بالفعل!"

تمسكت بمعصميه و انتحبت تناجيه أن ينقذها من ويلتها التي أوقعها بها و وقعت طواعية و ذرفت المزيد من الدموع.

" لقد وعدتني أنك لن تتخلى عني إذن لا تتركني، كيف سنواجه العائلة؟ ماذا سأقول لجيمين و ماذا ستقول للارا و كيف لهذا الحب أن ينتصر؟!"

ضمها إلى صدره و طمأنها بكلمات حانية أنه معها و هنا لأجلها.

" حتى لو كان هذا الحب ذنباً فهو صادق و يستحق منّا أن نضحي لأجله، لأجل أن نبقى معاً"

رفعت رأسها إليه ليلثم شفتيها بقبلة محمومة بالحب، بسطت يدها على عنقه و بادلته بينما تذرف المزيد من الدموع، أخذ يمسح دموعها و يواسيها بقبل كثيرة.

" لا تخبري جيمين بشيء، اتركي الأمر علي حتى يحين الوقت المناسب لكن لا تجعليه يقترب منكِ كثيراً، إنني أُجن كلما تذكرت أنكِ مخطوبته"

أومأت له و ابتسمت ثم قالت بينما تمسح دموعها.

" حسناً، حتى يأتي ذلك الحين و نتجاوزه، لا تفلت يدي أبداً أرجوك"

قبَّل جبهتها ضمانة ثم خرج، وقفت هي تنظر إلى نفسها بالمرآة، رغم أنها تبكي إلا أنها تبتسم بصدق، تلك البسمة رسمها قلبها على شفتيها، إنها رغم الحُرمة تجد في هذه المشاعرة لذة ما استذاقتها أبداً.

و الضمير ما زال نائماً.




" بما أن كلا جيمين و أوكتافيا تخرجا أخيراً، دعونا نقيم لهذه المناسبة حفلنا الخاص بعيداً عن بهرجة العائلة"

نظر جيمين إلى أوكتافيا و لكز كتفها بعبث ليتوجه بصرها سريعاً ناحية جونغ إن الذي أدار رأسه بعيداً و حاشهما عن نظره بسخط، قال جيمين و ذراعه ارتفعت لتحيط كتفيّ أوكتافيا.

" إذن ماذا سنفعل؟!"

تيمين الذي تحدث في البداية اقترح بوجه بشوش.

" دعونا نخرج ثلاثتنا مع نسائنا إلى رحلة في جزيرة جيجو!"

أخذ جونغهيون يقفز بفرح مرحباً بالفكرة و أمه ابتسمت تؤيد، جيمين هتف بالموافقة و لارا ابتسمت بينما تنظر إلى زوجها تستشيره و هي تميل بجسدها عليه.

أبدى الجميع رضاهم بإقتراح تيمين رغم أن السخط و الغيرة تحوم فوق شريكي الحب المحرم.




في مقر الطائرة الخاصة التي تملكها العائلة كيم تجمع الرجال الثلاثة بنسائهم، كاي يرتدي بنطال أبيض و قميص أخضر ذا زهور، رفقة شعره المرفوع أنه في غاية الوسامة.

أما أوكتافيا فهي ترتدي فستان أخضر بذات لون قميصه يحمل وروداً مشابهة، كانت صدفة رائعة تثير الشك بالفعل إلا أن الثقة قد أعمت العيون بالفعل.

تبادلا نظرات الإعجاب، الجريئة من طرفه الخجولة من طرفها حتى صعدوا على متن الطائرة، جلس كل رجل رفقة إمرأته إلا أن جونغ إن و أوكتافيا جلسا متقابلين بالفعل.

الألسنة كانت صامتة عن الحديث لكن العيون تتكلم بشتى لغات الحب خفيةً، كانت رحلة طويلة لكن بالنسبة لأوكتافيا و جونغ إن ما كانت مرهقة.

كان قد حجز تيمين أربعة أكواخ مبنية على الشاطئ تعود إلى الفندق الذي تملكه عائلته بالفعل هناك، كوخ لتيمين و عائلته، كوخ لجونغ إن و زوجته، كوخ لجيمين، و كوخ لأوكتافيا.

توزعوا على غرفهم ليحصلوا على بعض الراحة و قرروا أنهم سيجتمعون على طاولة العشاء ليلاً.




أستيقظت أوكتافيا بعد قيلولة طالت لثلاث ساعات على لمسات رقيقة نالت من وجهها، تبسمت و همست بصوت خفيض.

" كف عن ذلك جو..."

فتحت عيناها و نظرت إلى العابث فهمست تعدل بإضطراب.

" جيمين!"

همهم لها و ارتفع حاجبه بإبتسامة ماكرة و قال.

" لماذا تبدين متفاجئة؟ من سيعبث معكِ غيري؟!"

رمشت بإضطراب و حركت رأسها عنه قائلة بتوتر.

" فاجئتني فقط"

استنكر.

" كنتِ على وشك لفظ اسمي و أنتِ نائمة!"

تكلفت إبتسامة و قالت.

" كنت احلم بك لذا اختلط الحلم بالواقع"

همهم بمتعة و ظن أنه أخيراً إصطاد قلبها فلثم شفتيها بقبلة خفيفة و ابتعد ما استطاعت خلالها ان ترد و لا أن تنفعل.

كانت قبلة خاطفة و لكنها كافية ليلتقطها بصر الجاثم قرب النافذة يراقب، لقد طلب إليها ألا تجعل جيمين يقترب منها بشكل حميمي لكنه فعل رغم ذلك و لم تصده.

يحتاج أن يتحدث معها بلهجة أقسى من لطفه المعتاد معها لعلها فهمت أنه بإمتلاكه لجسدها ملكها كلها و لو احتاج حقاً سيملك جسدها كل يوم حتى تتأكد أنه له وحده و لا يجوز أن يشاركه فيها أحد.


.........................


🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚🌚

سلام🌚

مش عارفة شو بدي احكي🌚 سبق و حكيت انو الفصل هذا الأهم في الرواية بالغت شوي لسة الجلطة الكبرى ما أجت🌚

لا تسبوني الشتم حرام و لا جونغ إن هذا نيني تبعنا و لا أوكتافيا حتى أنا مش عارفة كيف قاومت كتلة الجمال هاي☹♥️

التفاعل مؤخراً صاير حلو، استمروا بهذه القوة و ازدادوا قوة♥️☹

دعوني أرى كم تحبون تفاح محرم♥️

البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.

١. رأيكم بأوكتافيا؟! تسليم نفسها لجونغ إن؟ تخبط الندم و السعادة في مشاعرها؟

٢. رأيكم بجونغ إن؟ إلى أي مدى ترون مشاعره صادقة -بما أنكم تشككون بها بالفعل!-؟ ماذا ستكون ردة فعله لأجل غيرته على فيا؟

٣. ماذا تتوقعون أن يكون مصير جونغ إن و أوكتافيا؟ لارا و جيمين؟ و الحب المحرم؟!

٤. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️


 

© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
CH22||حقوق ليست بمحلها
Коментарі