CH30||صراع القلوب
" صراع القلوب"
" لا تختر أولاً عن موالياً، فلو كان الأول أولى بك لما واليت ثانياً"
خلال ساعات إنتظار بدت طويلة جداً و مُشِقّة، جونغ إن يقف قرب بوابة قسم العمليات، ها قد مضت ساعتين و لم يخرج أحد بعد .
لارا!
إنها صغيرة جداً لتتحمل شِق في جسدها الصغير، أن تتحمل ألم لا يتحملوه الكِبار بشدتهم و عافيتهم، إنها الملاك الوحيد أسفل هذه السماء القاحلة من البراءة و الخير.
ملاكه الصغير ذو الأجنحة المُشذبة أطرافها، كلما نَمت قُصَّت، لا تستحقه أب و لا تستحقها أماً إنما هي تستحق الفردوس مأوى و الجِنان حياة.
جونغ إن، تيمين، و زوجاتهم كانوا في رُقعة الإنتظار أمام بوابة غرفة العمليات بإنتظار سماع أخبار جيدة عن الملاك الصغير الغافي هناك.
تيمين كان هنا لأجل الطفلة لا لأجل أبيها، رغم ذلك وجد جونغ إن الأُلفة بوجود أخيه معه، فلم يكن معه أحد من عائلته سواه، أمه لن تهتم لأن الطفلة إبنة لارا و أبيه لا يهتم بكل الحالات.
إنطفئ الضوء الأحمر الذي يعلو الباب فعلموا أن العملية انتهت، تأهبوا جميعاً بإنتظار أن يخرج الطبيب المسؤول عن حالتها و لعله يحمل أخبار سارّة هذه المرة.
خرج الطبيب الصيني الشهير و طمأنهم بإبتسامة قائلاً.
" الأميرة الصغيرة أبلت بلاءً جيداً و تمسكت بالحياة، إنها الآن تستريح، سنراقب وضعها للأربع و عشرين ساعة القادمة و ستبقى في العناية المشددة كي نأمن سلامتها، و إن ما تعرضت لأي مضاعفات سننقلها إلى غرفة عادية."
نال الكثير من التشكرات و الإمتنان ثم انصرف إلى عمله، جونغ إن رمى بجسده على كرسي الإنتظار أخيراً براحة، تنهد من أعماقه و تعلق بصره في السقف.
نظر إلى السقف و كأنه يرى السماء بازخة أمامهت و يراها بين نجومها، كأنه بعث لها يطمأنها أن أمانتها لديه بالحفظ و بخير، و أنه و بكل جهده بذل ما بوسعه كي تبقى بخير و لو احتاج الأمر دمه فلن يتهاون.
أما أوكتافيا فانحنت أرضاً على قدميها و أخذت تبكي بصوت خافت لكنها ترتعش و ترتجف بشدة، تلك الساعات كانت أكثر أوقات حياتها هولاً و تهويلاً، ذلك لأن نهاية هذا الإنتظار بِشارة أو خسارة.
تباشير الطبيب بدت مريحة بقدر ما كان الإنتظار شاقاً لنيلها.
أثارت أوكتافيا شفقة نايون عليها فاقتربت الأخيرة منها رغم أنها تكِن لها الكثير من المشاعر الكريهة، ليس لأنها أقامت علاقة محرمة مع رجل متزوج بقدر ما كانوا ضحايا هذه العلاقة كٌثر، هم من ضمنهم.
إنحنت نايون على أعقابها قرب أوكتافيا و أخذت تربت على كتفها، رفعت أوكتافيا رأسها لنايون حينما شعرت بيدٍ تمتد لتواسيها، فتبسمت إليها نايون.
" توقفي عن البكاء، لقد أصبحت بخير"
أومأت أوكتافيا و أخذت تمسح دموعها بقِفا كفيها قائلة.
" أطوق لتلك الساعة التي تخرج فيها من هنا بعافية"
نظرت نايون إلى تيمين تسأله في لغة عينيها إن كان ما تقدم عليه صحيح، ليومئ إليها الأخير بإبتسامة ذابلة، رغم أن أوكتافيا ارتبكت خطأ شنيع فيما سبق لكنها ما زالت تحمل ذات القلب الطيب.
و إن عفى ضميرها لفترة فها هو عاد يقظاً يؤنبها على نومتها تلك، جميعنا نخطئ و مهما تكون أخطائنا فادحة نستحق فرصة طالما نحن نعترف بإخطائنا.
ربما ضميرها نام لفترة، ربما سيطرت مشاعرها عليها كلها، على أفكار و أفعالها فارتكبت ما فعلته، لكن نفسها الطيبة حيّة فيها و لا يظن أنها ستموت من جديد.
رفرفت نايون بعينيها كي تبعد الغشاوة عن رؤيتها بفعل الدموع المتراكمة ثم قالت.
" ستخرج من هنا، و سيكون عليكِ أن تُربيها لقاء دينكِ مع أمها"
نفت أوكتافيا برأسها قائلة.
" لا، مهما فعلت فلن أكفر ذنبي الذي ارتكبته بحق لارا"
آتى تيمين أقرب إليها و جلس القرفصاء بالقرب من الفتاتين و تحدث لأوكتافيا.
" لذا عليكِ أن تمنحي الطفلة كل ما تملكينه من عاطفة و إهتمام، إنها مسؤوليتك و عليكِ رعايتها، رغم أنني أكره قول ذلك لكنكِ ستكوني الأم التي ستربيها"
أومأت أوكتافيا إلى تيمين و وعدت أن تبذل لأجل الطفلة كل ما تملك، أما جونغ إن فكان بعيداً عنهم و مشتتاً في داخله.
ابنته ستحيى و على حياتها سيحيى هو أيضاً و يبذل كل حياته لأجلها و لأجل أهدافه التي يعيش لها.
لكن بلا خطط، إذ هو يشعر بالضياع فلا يجد له مكاناً بشيء كما و أنه يشعر بنفسه صِفر اليدين، فهو يتيم بلا عائلة، قلب بلا مشاعر.
في الساعات الموالية وصلت جونغ إن إتصالات كثيرة من قسمه في الجامعة كي يحضر، فلقد تكاثرت غياباته و تجاوز عن إجازته.
حينما انهى مكالمته كان يجلس أمام غرفة العناية التي بها ابنته و أوكتافيا تقف قرب العازل الزجاجي.
بدى لها أن مستاءً لمحتوى هذه المكالمة، و لأنها سمعته يتحدث علمت السبب في عبوسه.
" جونغ إن تستطيع الذهاب، أنا سأبقى معها و إن حدث شيء سأخبرك، تعلم أنك لا تستطيع أن تخسر عملك، هيا اذهب"
نظر لها لفينة بصمت ثم أومئ، هو بالتأكيد يستطيع أن يأمن على ابنته بين يديها، نهض و تقدم ناحية العازل الزجاجي، نظر إلى ابنته النائمة بسكون ثم تنهد يتحدث إلى أوكتافيا.
" حسناً، سأذهب و اخبريني بمستجدات الأمور"
أومأت إليه، و قُبيل مغادرته أمسكت بذراعه لتقف مجدداً قِبالته، وضبت شعره الذي أفسده الإنتظار ثم وضعت له نظارته بعد أن نظفتها بملابسها.
" ستجد بدلتك في صندوق السيارة، تستطيع تبديل ثيابك في مكتبك"
كانت قريبة جداً و ملامحها الناعمة معروضة أمام عينيه الفنانة في إلتقاط الحسنات، و كانت كلها حسنات، بديعة الخلق، جميلة، لا شك و أنها أجمل النساء اللواتي مررن أسفل جسده، أجمل من لارا حتى.
هذب تفكيره حينما راح بعيداً و تحمحم ليغادرها مودعاً، ربما هي ما زالت تحبه لذا تهتم به، أو أنها تهتم به من بواب الواجب فحسب.
جلست أوكتافيا على كرسي الإستراحة بعد أن غادر جونغ إن تنظر إلى الطفلة و حينما زارها الوسن و اشتد عليها قررت أن تذهب إلى كافتيريا المستشفى للحصول على القهوة.
حينما اقتربت من ناحية آلة صنع القهوة و قررت أن تصنع قهوتها دفعها أحد ما و أسقط ما بكوبه عليها.
صاحت حينما أحرقتها سخونة الكأس و كادت أن تصرخ في وجه الرجل لولا أنها ضبطت نفسها على آخر رمق.
" اعتذر سيدتي، ما كنتُ قاصداً"
تنهدت و تقبلت إعتذاره فابتعد أخيراً متأسفاً من جديد، أتاها صوت من خلفها.
" سيدة كيم؟"
إلتفتت لتجد الطبيب الصيني فخاطبته مبتسمة بالانجليزية.
" الطبيب زانغ! مرحباً بك"
أومئ إليها باسم الشفتين و حينما ابتسم بانت غمازته الشقيّة التي تلمع في وجنتها و كأنما ملاك جميل خطف من وجنته قُبلة يوم خُلِق.
" أظن أنك تحاتجين لزيارة الطبيب، أظن أن المشروب أحرقكِ بالفعل"
نظرت إلى قميصها الملوث، هو بالفعل يحرقها، تنهدت قائلة.
" سأكتفي بوضع مهرم، لا تقلق حضرة الطبيب"
أومئ إليها بما أنه شأن خاص و استوقفها مجدداً بحديثه.
" بما أن إبنتكِ لا تبان عليها أي مضاعفات أظن أنني سأخرجها من غرفة العناية"
تبسمت تومئ.
" ليست ابنتي، إبنة زوجي لكنها غالية على قلبي كما لو أنني لفظتها من رحمي"
إعتذر عن سوء الفهم و من ثم انسحب، كان كلامها مؤثراً بالنسبة له خصوصاً بالنبرة التي استعانت بها، بدت بائسة و ذلك أثار حزنه عليها.
لكنه طبيب عمليّ و شأن المرضى الخاص أمر لا يعنيه و لا يحق له التدخل فيه.
عادت تحمل كوب قهوتها إلى الداخل و لكنها تسمرّت في مكانها حينما رأت جيمين يقف قرب العازل الزجاجي و يبدو عليه البؤس الشديد.
ثيابه رثّة و شعره أشعث، يبدو كما لو أنه ضائع عن سبيله أو أنه يتيم بلا عائلة أو مقطوع عن شجرة البشر، لا أحد له سوى نفسه.
ثقب الحزن صدرها و قررت ألا تتدخل بنفسها، فتدخلها لن يعود إلا بالسوء عليها، إتصلت بتيمين و حينما أجاب قالت.
" جيمين هنا في المستشفى، أنها فرصتك لتستعيده، أنا لا يمكنني التدخل"
كلمة واحدة فقط أظهرت لها تأهبه.
" آتٍ"
و بالفعل أتى بعد إنتظار لم يدم إلا لنصف ساعة قضتها بمراقبة جيمين يراقب الطفلة، آتى تيمين و سرعان ما قيد جيمين، لقد آتى مستعيناً بحرس والده ثم سحبه رغماً عنه.
حان الوقت ليعود إلى منزله و يبدأ من جديد فلتنتهي فيه هنا و ليبدأ من جديد.
...................
" أخبرتكَ أن تتركني"
صرخ بها جيمين بوجه شقيقه الذي قد حبسه بعون رجال أبيه بإحدى غرف الشقة التي يسكنها، أشار جيمين للرجال أن يرحلوا دون أن يرد على ثوران أخيه بشيء فهو يعلم أن أحد منهما عليه ألا يفقد رابطة جأشه و سيكون ذلك الصبور.
جلب كرسي من قعر الغرفة و آتى به إلى قبالة السرير حيث رُميَّ أخيه، تنهد بينما ينظر في أخيه الثائر بمكانه.
" يكفي حتى هذا الحد، أعلم أنك ثائرٌ أشوس و لكنني لا أستطيع أن انظر إليك و أنا أراك تَنزح عن طريق الحق."
تلاقا حاجبي جيمين في نقطة و تمتم مستنكراً.
" أنا المُنزاح عن طريق الحق يا تيمين؟!"
أومئ تيمين و بإحتدام قال يهاجم أخيه.
" نعم أنت، أنا معنياً بك أكثر، أنت تنزح عن حق نفسك، تُضيع نفسك من بين يديك و أنا لا أستطيع أن أبقى مقيد، أنت شقيقي الصغير، أخي الذي لن أستطيع ان أرى لمعانه ينطفئ، لذا أنت مجبور منذ الساعة هذه أن تستمع إلي"
تنهد جيمين مستاءً من تسلط أخيه - و إن كان على وجه حق و لمصلحته- فهو يكره القيود و يكره من يقيده.
نهض جيمين عن السرير و قال.
" حسناً، افهم قلقك لكنني لن أسمح لك بأن تقيدني"
قطع تيمين عليه الوصل متجاهلاً.
" لستُ انتظر منك أن تسمح أو لا تسمح يا جيمين، و أظن أن جلبك لهنا كافٍ لإثبات ذلك"
وقف جيمين متهجماً و صاح في وجه أخيه و قد فقد آخر أوصار جأشه، أنه مهما غضب و مهما ثار ما تجاوز حد أدبه مع أخيه مطلقاً لكنه الآن لا ثائراً و لا غاضباً إنما منفجراً.
" ألا ترى نفسك تبرئ المجرم و تجرم البريء؟! أنا لن أرتاح حتى أستعيد حقي و حق لارا منهم؟! ألا تفهم كم أنا مجروح؟! كم أنا مخذول؟!"
أمسك تيمين بكتفي شقيقه و ثبته على وقفته ثم قال إليه قابضاً حاجبيه.
" كيف ستسترد حقك؟! تقتل؟ تنهب؟ تعتدي؟! كيف؟! اخبرني ما هي الطريقة التي ستنتقم بها و دعني أحاكم إنتقامك بلا تجريم و لا تبريء"
أشاح جيمين بوجهه عن أخيه و زفر أنفاسه متململاً إلا أن تيمين يقظاً إن تعلق الأمر بأخيه الثمين.
" أنت حتى لا تعلم كيف ستنتقم و تأخذ بحقك، القانون لا يجرمهم و أنت من سيُجرم أن إنتقمت و أنا لن أسمح لك ان تدخل السجن إلا إن كنت تنوي أن أموت أنا في السجن هذه المرة أتحمل الذنب عنك"
نظر جيمين إليه محتدم السِنحة و قال.
" بأي حق سيجرموني إن أخذتُ حقي؟! أم هم البريئون و أنا المعتدي؟!"
تنهد تيمين و ربت على كتف أخيه يبدي تفهماً و إهتماماً، تيمين مهما بعد عن أخيه فهو يفهمه، جيمين شاب يافع ذا حرّة، لا يسكت عن حقه و لا ينتهي عن أحد إلا إن رد عليه فعلته.
" أخطر الجرائم تلك التي لا يعاقب عليها القانون، إن رأيت أن الإنتقام سبيلك لتخليص حقوقك فأنك الوحيد من ستُسبى حقوقه و يُلقى عليه اللوم"
وقف جيمين محتدماً يصيح، فهو شاب عنيد لا يرضخ لأمر القانون و لا ينسى أنه له حق عند أحد و قد ما اجتباه بعد.
" و ماذا عساني أفعل؟!"
اقترب إليه تيمين متنهداً و ربت على كتفيه الناشزين غضباً.
" توجه إلى حياتك، إستقر و جد لنفسك عملاً، افتح صفحة جديدة من حياتك و أعدك أن الأيام كفيلة بأن ترد لك حقك بطريقة لا تحتسبها، أما أن تضيع نفسك لهدف فارغ فهذا ما لن أسمح لك به مهما إشتد بك الغيظ و الكره، أنت أخي الصغير و أنا لستُ بمفرطٍ بك، أتفهم يا جيمين؟!"
تنهد جيمين يمسح وجهه و سار بعيداً عن شقيقه إلى قُرب النافذة ينظر منها متخصراً بغيظ، عاد إلى أخيه الساكن بعد فينة و قال مستنكراً دون أن يزول شيء من غضبه.
" أتخبرني الآن أن أنسى ما حلّ بي و أكمل في طريقي كما لو أن شيء لم يحدث لي! و كأن لارا ما ماتت ظلماً و كأنني ما تعرضت لخيانة هدمت أحلامي!"
تنهد تيمين و احتضن جيمين إليه يربت على ظهره بينما يهمس له.
" أنت ما زلت صغير حتى تكن الضغينة و الحقد لأحد و تدمر حياتك في سبيل الأخذ بحقك عن طريق الإنتقام، الإنتقام ليس سوى عمل السفهاء و أنت لستَ بسفيه، أنساها و تقدم بحياتك، أعلم أن هذا سيكون صعب و لكن لا يجوز أن تبقى عالقاً في هذه المرحلة طوال عمرك."
شعر تيمين بجيمين يحرك رأسه على كتفه حتى غمس وجهه في عنق شقيقه و أخذا كتفيه ينشزان، تنهد تيمين و ابتسم، أخذ يمسح على ظهر شقيقه بلطف و تركه يبكي على كتفه على راحته، جيمين هذا ما يحتاجه بالفعل.
يحتاج أن يبكي و يصرخ و يخرج كل ما في صدره من غيظ بأي طريقة كانت دون أن يأتي على نفسه بالعدوان.
بان صوت البكاء من أعماق حُنجرة جيمين و بكى بصوتٍ أعلى، حتى النهاية سيبقى له أخ يشدد به أزره، يقف معه كلما احتاجه و يقوِّم طريقه كلما إنعوج، أخ لن يفلته أبداً، معه حتى النهاية.
.....................
صوت التصفيق العالي أوقظ حواسها من سُباتها الذي إمتد لثلاث ساعات متواصلة فأخذت تصفق على تصفيق الحضور ليس لأنها تحتفل به بل كي لا تلفت الأنظار إليها فحسب.
نظر إليها و على شفتيه إبتسامة تملئ شدقيه الوسيمين بينما تعلو رأسه قُبعة التخرج و فوق بدلته الأنيقة ثوب تخرجه.
حمل شهادته من أستاذه و ثم حمل عنه باقة الورد ليصافحه بعد أن بارك له أستاذه.
طوقوه أصحابه و أخذوا يزفون نجاحه و قد عَلَت أصواته، و بينما هو يحتفل مع أصدقائه و أصدقائه يحتفلون به حملت إيزابيلا حقيبتها على كتفها و وضعت على الطاولة هديتها له ثم انسحبت.
لم تأتي بإرادتها كما هو متوقع فلقد مَلَّت منه لكثرة ما طرق بابها و بعث لها رسائل كثيرة محذراً، و لا تعلم كيف حصَّل رقم هاتفها.
لكنها سبق و إن حضَّرت لأجله هدية تليق بمناسبته هذه و بلا علم منه، لا تنكر أنها لم تحن و لا تنكر أنها ما زالت تشعر بالحب يُسيَّر في صدرها شرارت لصالحه، لكنها لن تنصر الحب على الكرامة مجدداً و لن تعود.
حالما كادت أن تصعد سيارة الأجرة التي استوقفتها على الشارع الرئيس شعرت بقبضة تُكبل عِضدها، ثم شعرت به يلفها إليه.
قبضت حاجباها بأستياء حينما لفّها إليه و قالت محتدمة المزاج.
" ماذا تريد أنت؟!"
تنهد مستاءً من طريقتها في الحديث معه، كتم غيظه حينما أشاح بوجهه عنها و أغمض عينيه لوهلة، حتى هدأ إلتفت إليها من جديد و قال.
" لقد أتيتُ بكِ بنفسي، سأعيدكِ بنفسي"
فلتت نفسها منه و قالت.
" لا تتدخل بشؤوني، أريد أن أعود وحدي"
تجاهل ما قالته و أمسك بيدها يسحبها خلفه إلا أنها تثبتت بالأرض و قالت محتدمة المزاج.
" أنتظر أنت! أتظنني شاه؟! يا لك من وقح!"
إلتفت إليها فاغراً فاهه قليلاً و محجريه واسعين، اقترب منها خطوة دون أن يفلت ذراعها و قال.
" أنا الوقح هنا أم أنتِ؟! لماذا تتكلمين معي بطريقة همجية، و كأنني أنا من ملأتُ بطنكِ بطفل في ليلة عابرة و هربت"
رفعت يدها تنوي أن تسقطها بنزال حميم و وجنته المرفوعة بوسامة و لكنه قبض على معصمها قبل ذلك و دفعها إلى هيكل السيارة من خلفه بخشونة جعلتها تتأوه.
همس ينظر في عينيها بقسوة، بقسوة تعود إلى تلك الأيام البغيظة التي تكرهها، حينما كان يرفضها بقسوة و يدفعها عنه دون أن يراعي مشاعرها.
" إن كنتُ حليماً معكِ فيما سبق لا يعني أنني سأتحمل هيجانك اللامبرر طوال الوقت."
أفلتت يدها منه و دفعته من صدره، ثم سارت عنه بعيداً و الدمع واقفاً في عينيها، ليس لأنه كان قاسياً معها للتو فهي معتادة على قساوته، إنما لأنه عيَّرها بليلتها العابرة و لا ينفك يذكرها بأن ذاك الرجل كان عابراً لسريرها و حسب.
حاول إيقافها عِدة مرات لكنها ثائرة فلفظ من أعماقه كُتل الكرامة و ركض إليها كي يقيدها بحضنه هذه المرة، لا بقبضته، إذ إحتضنها من دُبر و أمسك بمعصميها كي لا تهرب و قال.
" لا تغضبي، أنا آسف لِما قلتُه للتو."
جعلها تلتفت إليه فمسحت دموعها سراً و نظرت ناحيته من جديد فاتبع قوله.
" لستُ اقول ذلك لأنني أشفق عليكِ بل لأنني أشعر بالذنب"
قبضت حاجبيها تنظر في عينيه بلا فهم، أما بالنسبة له فما كان هناك أي تحضير مسبق لكلامه التالي ذاك و إنما تحدث لأن فؤاده فرض عليه أن يفعل ذلك بلا أي تفكير أو حسابات.
" دعيني أتولى أمر ابنك و وكليني أمرك لأكون أباً له و زوجاً لكِ"
صُدِمت لقوله الذي كان عجيباً أعجمياً على مسامعها، و حينما أطالت في هضم الوقت لتستوعب قوله ضحكت ملئ حنجرتها ساخرة و قالت.
" لقد رفضتني و أنا عذراء الجسد و القلب، الآن تعود و أنا أصبحتُ لرجل آخر أحبه و أخلص له، كن واقعياً، لن افضلك عليه و قطعة داخلي من أمشاجه، و أنت قد سبق و ركلتني عنك دون أن تهتم لمشاعري، نحن انتهينا بالفعل، لكنك لا تفهم"
منحته ظهرها و سارت عنه فصاح من خلفها.
" تتبجحين أنكِ تملكين رجل، أين هو؟!"
سارت بلا أن تعطي لثورانه إهتمام حتى صرخ.
" أقسم أنني الليلة سأتصل بعمي و أجبركِ أن تعودي معي للديار بأمره و لنرى من مِنا له اليد العُليا يا بيلا"
توقفت لفينة عن السير و قبضت يدها، إن علم أبيها سيحبسها حتى يتدبر لها زوجاً، و بما أن بيكهيون أول المتطوعين و صِهر أحلام والدها فهو لن يتردد في رميها عليه مهما كانت شاكلة الحياة معه، سراء أو ضراء.
اتبعت سيرها و تجاهلته رغم أنها تخشى وعيده، فهو قد سبق و إن هددها بأنه سيخبر والدها، لكنها كانت تقتات صبراً على مدة إقامته و بإنتهائها تنتهي هي من هنا.
لذا أمامها خياران، الأول أن ترضخ للأمر الواقع و تسلم نفسها لوالدها الذي لن تناله الشفقة عليها حينما يلقي بها على ابن أخيه، فالبنسبة له المال، فالسمعة، ثم العائلة.
أو أنها تهرب ببساطة، و رغم أن هذا الخيار محفوف بالأخطار لكنه الخيار الذي يحفظ كرامتها و يقيها شر المال و السلطة.
...............
في نهاية اليوم عاد جونغ إن أدراجه للمستشفى ليقل زوجته للمنزل و يطمئن على ابنته الصغيرة، ما إن ولج بوابة المستشفى حتى لفتت إنتباهه أوكتافيا تجلس في الحديقة و تتكلم عبر الهاتف.
سار إليها، و حينما أصبح أمامها و رأته إبتسمت إليه و انهت المكالمة.
" لقد اخبرني الطبيب زانغ أن لارا الصغيرة بخير"
إستهجن يكمش عينيه.
" لارا الصغيرة؟!"
أومأت قائلة.
" نعم لارا، بسبب ما حدث نحن لم نفكر باسم لها بعد، لذا أظن أن أكثر اسم يناسبها هو اسم أمها، و ليبقى ذِكرها حيّ في المنزل، أم أنك كنت تملك خططاً أخرى؟!"
نفى برأسه بعدما أطال في صمته، ابنته بلا اسم بالفعل و لم يسبق له أن فكر باسم لها، لربما كان قلقه عليها المتحكم الأول به لذا لم يفكر بالأمر حتى.
" لستُ اعترض، كان ذلك مفاجئاً، فلتكن لارا الصغيرة إذن"
نهضت عن مقعدها و أومأت بإبتسامة واسعة و قالت.
" أنذهب إليها؟ لقد أتيت هنا كي أتحدث مع أخي و بقدومك إنتهينا"
أشار لها أن تسير فسارت و سار بمحاذاتها، كان يخطف بعض النظرات إليها كل حين و قُبيل أن تقبض عليه متلبساً يشيح ببصره عنها.
لا يعرف ما الذي يشده فيها ليبقى نظره معلقاً عليها و إهتمامه منصوب ناحيتها...
حينما أكد لهم الطبيب أن الصغيرة لن تستفيق تلك الليلة تحرك جونغ إن ليأخذ زوجته و يغادر عودة إلى منزلهما.
حينما حلّ منتصف الليل عليهما في المنزل، كانت قد اضطجعت أوكتافيا بفراشها بينما كاي في غرفته ثائر الدم.
لم يسبق لكاي أن صام عن النساء إلى هذا الحد، لم يسبق أن حرم نفسه من متاع النِسوة، و لا أن بخل على نفسه بعيار من المُتعة.
سار في حُجرته مضطرب الخُطى و لكثرة ما وأد خطوات سريعة شعر بالإنهاك فجلس على سريره يمسح وجهه بكفيه ثم مرر أنامله بين خصلاته، و حينما فقد سيطرته على نفسه شد خصلاته التي بين أصابعه و نهض يسير خلف رغباته المجنونة.
سار إلى غرفتها و فتح بابها، الأضواء مغلقة و هي تنام على ضوء خافت ينبعث من النافذة المفتوحة، إزدرئ جوفه و اقترب و حينما صار قادراً على لمسها ارتجع لثانية و لكنه عاود الكرّة من جديد.
غمس وجهه فجأة في عنقها المليح جعلها تفزع من نومتها و تفتح عيناها و حينما شعرت به يغوص في رغبته قالت فزِعة.
" جونغ إن! ماذا تفعل؟! عُد إلى سريرك لقد تأخر الوقت"
كانت حُجتها بالية أمام رغبته فها هو لم يلتفت إلى قولها بل تطاولت ذراعه لتحيط خصرها و حرك مفاصل عنقه كي يغمس وجهه في عنقها أكثر.
" و ماذا أفعل؟! أنا أحبك و أجدني عبداً لشعوري، أنتِ سندي و أنا بحاجتكِ، الحب لم تقتله الظروف"
كمشت عيناها مستنفرة الإحساس و قبضت يديها بكل ما تملكه من قوة لتنجب بعض الكلمات بعُسر شديد.
" جونغ إن، أرجوك لا تنسى إلى ماذا قادتنا هذه المشاعر، نحن لم نتزوج لأجل حبنا"
أمسك بالخيط الرفيع الذي يحمل ثوبها على كتفها و لواه على سبابته بينما يتحسس بشفتيه كتفها المكشوف.
" و هذا لا يعني أن نميت الحب فقط لأنه غير شرعي"
دفعت به عنها حينما تطاولت لمساته إلى ما يسفل ثوبها و صاحت.
" إذن أنا لا أريد و لا تملك الحق أن تجبرني!"
......................
سلاااااااااام
يحدثكم كائن نعسان جداً😪😪😪
المهم، وصلتني بعض الملاحظات الي أكيد بتهمني و اخذت فيها انو الرواية صارت تميل لتكون مجرد تسلسل بأحداث هادئة إلى درجة الملل.
أنا بالفعل بحاول أعطي كل حدث حقه مشان تكونوا قادرين على استيعاب كل شيء و لكن اعدكم، هذا آخر بارت هادي.
الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
1.رأيكم بأوكتافيا؟! قلقها على لارا؟! تعاملها مع جونغ إن؟!
٢.رأيكم بتيمين و جيمين؟ هل تخلى جيمين عن فكرة الإنتقام و ماذا سيفعل تيمين ليحافظ على أخيه؟!
٣.رأيكم ببيكهيون و إيزابيلا؟ هل سيوشي بيك ببيلا و إن فعل ماذا سيحدث؟ و ماذا ستفعل بيلا حيال تهديده؟!
٤.رأيكم بجونغ إن و مشاعره المتناقضة؟ ظهور كاي و كيف سيؤثر على الزوجين كيم؟!
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
" لا تختر أولاً عن موالياً، فلو كان الأول أولى بك لما واليت ثانياً"
خلال ساعات إنتظار بدت طويلة جداً و مُشِقّة، جونغ إن يقف قرب بوابة قسم العمليات، ها قد مضت ساعتين و لم يخرج أحد بعد .
لارا!
إنها صغيرة جداً لتتحمل شِق في جسدها الصغير، أن تتحمل ألم لا يتحملوه الكِبار بشدتهم و عافيتهم، إنها الملاك الوحيد أسفل هذه السماء القاحلة من البراءة و الخير.
ملاكه الصغير ذو الأجنحة المُشذبة أطرافها، كلما نَمت قُصَّت، لا تستحقه أب و لا تستحقها أماً إنما هي تستحق الفردوس مأوى و الجِنان حياة.
جونغ إن، تيمين، و زوجاتهم كانوا في رُقعة الإنتظار أمام بوابة غرفة العمليات بإنتظار سماع أخبار جيدة عن الملاك الصغير الغافي هناك.
تيمين كان هنا لأجل الطفلة لا لأجل أبيها، رغم ذلك وجد جونغ إن الأُلفة بوجود أخيه معه، فلم يكن معه أحد من عائلته سواه، أمه لن تهتم لأن الطفلة إبنة لارا و أبيه لا يهتم بكل الحالات.
إنطفئ الضوء الأحمر الذي يعلو الباب فعلموا أن العملية انتهت، تأهبوا جميعاً بإنتظار أن يخرج الطبيب المسؤول عن حالتها و لعله يحمل أخبار سارّة هذه المرة.
خرج الطبيب الصيني الشهير و طمأنهم بإبتسامة قائلاً.
" الأميرة الصغيرة أبلت بلاءً جيداً و تمسكت بالحياة، إنها الآن تستريح، سنراقب وضعها للأربع و عشرين ساعة القادمة و ستبقى في العناية المشددة كي نأمن سلامتها، و إن ما تعرضت لأي مضاعفات سننقلها إلى غرفة عادية."
نال الكثير من التشكرات و الإمتنان ثم انصرف إلى عمله، جونغ إن رمى بجسده على كرسي الإنتظار أخيراً براحة، تنهد من أعماقه و تعلق بصره في السقف.
نظر إلى السقف و كأنه يرى السماء بازخة أمامهت و يراها بين نجومها، كأنه بعث لها يطمأنها أن أمانتها لديه بالحفظ و بخير، و أنه و بكل جهده بذل ما بوسعه كي تبقى بخير و لو احتاج الأمر دمه فلن يتهاون.
أما أوكتافيا فانحنت أرضاً على قدميها و أخذت تبكي بصوت خافت لكنها ترتعش و ترتجف بشدة، تلك الساعات كانت أكثر أوقات حياتها هولاً و تهويلاً، ذلك لأن نهاية هذا الإنتظار بِشارة أو خسارة.
تباشير الطبيب بدت مريحة بقدر ما كان الإنتظار شاقاً لنيلها.
أثارت أوكتافيا شفقة نايون عليها فاقتربت الأخيرة منها رغم أنها تكِن لها الكثير من المشاعر الكريهة، ليس لأنها أقامت علاقة محرمة مع رجل متزوج بقدر ما كانوا ضحايا هذه العلاقة كٌثر، هم من ضمنهم.
إنحنت نايون على أعقابها قرب أوكتافيا و أخذت تربت على كتفها، رفعت أوكتافيا رأسها لنايون حينما شعرت بيدٍ تمتد لتواسيها، فتبسمت إليها نايون.
" توقفي عن البكاء، لقد أصبحت بخير"
أومأت أوكتافيا و أخذت تمسح دموعها بقِفا كفيها قائلة.
" أطوق لتلك الساعة التي تخرج فيها من هنا بعافية"
نظرت نايون إلى تيمين تسأله في لغة عينيها إن كان ما تقدم عليه صحيح، ليومئ إليها الأخير بإبتسامة ذابلة، رغم أن أوكتافيا ارتبكت خطأ شنيع فيما سبق لكنها ما زالت تحمل ذات القلب الطيب.
و إن عفى ضميرها لفترة فها هو عاد يقظاً يؤنبها على نومتها تلك، جميعنا نخطئ و مهما تكون أخطائنا فادحة نستحق فرصة طالما نحن نعترف بإخطائنا.
ربما ضميرها نام لفترة، ربما سيطرت مشاعرها عليها كلها، على أفكار و أفعالها فارتكبت ما فعلته، لكن نفسها الطيبة حيّة فيها و لا يظن أنها ستموت من جديد.
رفرفت نايون بعينيها كي تبعد الغشاوة عن رؤيتها بفعل الدموع المتراكمة ثم قالت.
" ستخرج من هنا، و سيكون عليكِ أن تُربيها لقاء دينكِ مع أمها"
نفت أوكتافيا برأسها قائلة.
" لا، مهما فعلت فلن أكفر ذنبي الذي ارتكبته بحق لارا"
آتى تيمين أقرب إليها و جلس القرفصاء بالقرب من الفتاتين و تحدث لأوكتافيا.
" لذا عليكِ أن تمنحي الطفلة كل ما تملكينه من عاطفة و إهتمام، إنها مسؤوليتك و عليكِ رعايتها، رغم أنني أكره قول ذلك لكنكِ ستكوني الأم التي ستربيها"
أومأت أوكتافيا إلى تيمين و وعدت أن تبذل لأجل الطفلة كل ما تملك، أما جونغ إن فكان بعيداً عنهم و مشتتاً في داخله.
ابنته ستحيى و على حياتها سيحيى هو أيضاً و يبذل كل حياته لأجلها و لأجل أهدافه التي يعيش لها.
لكن بلا خطط، إذ هو يشعر بالضياع فلا يجد له مكاناً بشيء كما و أنه يشعر بنفسه صِفر اليدين، فهو يتيم بلا عائلة، قلب بلا مشاعر.
في الساعات الموالية وصلت جونغ إن إتصالات كثيرة من قسمه في الجامعة كي يحضر، فلقد تكاثرت غياباته و تجاوز عن إجازته.
حينما انهى مكالمته كان يجلس أمام غرفة العناية التي بها ابنته و أوكتافيا تقف قرب العازل الزجاجي.
بدى لها أن مستاءً لمحتوى هذه المكالمة، و لأنها سمعته يتحدث علمت السبب في عبوسه.
" جونغ إن تستطيع الذهاب، أنا سأبقى معها و إن حدث شيء سأخبرك، تعلم أنك لا تستطيع أن تخسر عملك، هيا اذهب"
نظر لها لفينة بصمت ثم أومئ، هو بالتأكيد يستطيع أن يأمن على ابنته بين يديها، نهض و تقدم ناحية العازل الزجاجي، نظر إلى ابنته النائمة بسكون ثم تنهد يتحدث إلى أوكتافيا.
" حسناً، سأذهب و اخبريني بمستجدات الأمور"
أومأت إليه، و قُبيل مغادرته أمسكت بذراعه لتقف مجدداً قِبالته، وضبت شعره الذي أفسده الإنتظار ثم وضعت له نظارته بعد أن نظفتها بملابسها.
" ستجد بدلتك في صندوق السيارة، تستطيع تبديل ثيابك في مكتبك"
كانت قريبة جداً و ملامحها الناعمة معروضة أمام عينيه الفنانة في إلتقاط الحسنات، و كانت كلها حسنات، بديعة الخلق، جميلة، لا شك و أنها أجمل النساء اللواتي مررن أسفل جسده، أجمل من لارا حتى.
هذب تفكيره حينما راح بعيداً و تحمحم ليغادرها مودعاً، ربما هي ما زالت تحبه لذا تهتم به، أو أنها تهتم به من بواب الواجب فحسب.
جلست أوكتافيا على كرسي الإستراحة بعد أن غادر جونغ إن تنظر إلى الطفلة و حينما زارها الوسن و اشتد عليها قررت أن تذهب إلى كافتيريا المستشفى للحصول على القهوة.
حينما اقتربت من ناحية آلة صنع القهوة و قررت أن تصنع قهوتها دفعها أحد ما و أسقط ما بكوبه عليها.
صاحت حينما أحرقتها سخونة الكأس و كادت أن تصرخ في وجه الرجل لولا أنها ضبطت نفسها على آخر رمق.
" اعتذر سيدتي، ما كنتُ قاصداً"
تنهدت و تقبلت إعتذاره فابتعد أخيراً متأسفاً من جديد، أتاها صوت من خلفها.
" سيدة كيم؟"
إلتفتت لتجد الطبيب الصيني فخاطبته مبتسمة بالانجليزية.
" الطبيب زانغ! مرحباً بك"
أومئ إليها باسم الشفتين و حينما ابتسم بانت غمازته الشقيّة التي تلمع في وجنتها و كأنما ملاك جميل خطف من وجنته قُبلة يوم خُلِق.
" أظن أنك تحاتجين لزيارة الطبيب، أظن أن المشروب أحرقكِ بالفعل"
نظرت إلى قميصها الملوث، هو بالفعل يحرقها، تنهدت قائلة.
" سأكتفي بوضع مهرم، لا تقلق حضرة الطبيب"
أومئ إليها بما أنه شأن خاص و استوقفها مجدداً بحديثه.
" بما أن إبنتكِ لا تبان عليها أي مضاعفات أظن أنني سأخرجها من غرفة العناية"
تبسمت تومئ.
" ليست ابنتي، إبنة زوجي لكنها غالية على قلبي كما لو أنني لفظتها من رحمي"
إعتذر عن سوء الفهم و من ثم انسحب، كان كلامها مؤثراً بالنسبة له خصوصاً بالنبرة التي استعانت بها، بدت بائسة و ذلك أثار حزنه عليها.
لكنه طبيب عمليّ و شأن المرضى الخاص أمر لا يعنيه و لا يحق له التدخل فيه.
عادت تحمل كوب قهوتها إلى الداخل و لكنها تسمرّت في مكانها حينما رأت جيمين يقف قرب العازل الزجاجي و يبدو عليه البؤس الشديد.
ثيابه رثّة و شعره أشعث، يبدو كما لو أنه ضائع عن سبيله أو أنه يتيم بلا عائلة أو مقطوع عن شجرة البشر، لا أحد له سوى نفسه.
ثقب الحزن صدرها و قررت ألا تتدخل بنفسها، فتدخلها لن يعود إلا بالسوء عليها، إتصلت بتيمين و حينما أجاب قالت.
" جيمين هنا في المستشفى، أنها فرصتك لتستعيده، أنا لا يمكنني التدخل"
كلمة واحدة فقط أظهرت لها تأهبه.
" آتٍ"
و بالفعل أتى بعد إنتظار لم يدم إلا لنصف ساعة قضتها بمراقبة جيمين يراقب الطفلة، آتى تيمين و سرعان ما قيد جيمين، لقد آتى مستعيناً بحرس والده ثم سحبه رغماً عنه.
حان الوقت ليعود إلى منزله و يبدأ من جديد فلتنتهي فيه هنا و ليبدأ من جديد.
...................
" أخبرتكَ أن تتركني"
صرخ بها جيمين بوجه شقيقه الذي قد حبسه بعون رجال أبيه بإحدى غرف الشقة التي يسكنها، أشار جيمين للرجال أن يرحلوا دون أن يرد على ثوران أخيه بشيء فهو يعلم أن أحد منهما عليه ألا يفقد رابطة جأشه و سيكون ذلك الصبور.
جلب كرسي من قعر الغرفة و آتى به إلى قبالة السرير حيث رُميَّ أخيه، تنهد بينما ينظر في أخيه الثائر بمكانه.
" يكفي حتى هذا الحد، أعلم أنك ثائرٌ أشوس و لكنني لا أستطيع أن انظر إليك و أنا أراك تَنزح عن طريق الحق."
تلاقا حاجبي جيمين في نقطة و تمتم مستنكراً.
" أنا المُنزاح عن طريق الحق يا تيمين؟!"
أومئ تيمين و بإحتدام قال يهاجم أخيه.
" نعم أنت، أنا معنياً بك أكثر، أنت تنزح عن حق نفسك، تُضيع نفسك من بين يديك و أنا لا أستطيع أن أبقى مقيد، أنت شقيقي الصغير، أخي الذي لن أستطيع ان أرى لمعانه ينطفئ، لذا أنت مجبور منذ الساعة هذه أن تستمع إلي"
تنهد جيمين مستاءً من تسلط أخيه - و إن كان على وجه حق و لمصلحته- فهو يكره القيود و يكره من يقيده.
نهض جيمين عن السرير و قال.
" حسناً، افهم قلقك لكنني لن أسمح لك بأن تقيدني"
قطع تيمين عليه الوصل متجاهلاً.
" لستُ انتظر منك أن تسمح أو لا تسمح يا جيمين، و أظن أن جلبك لهنا كافٍ لإثبات ذلك"
وقف جيمين متهجماً و صاح في وجه أخيه و قد فقد آخر أوصار جأشه، أنه مهما غضب و مهما ثار ما تجاوز حد أدبه مع أخيه مطلقاً لكنه الآن لا ثائراً و لا غاضباً إنما منفجراً.
" ألا ترى نفسك تبرئ المجرم و تجرم البريء؟! أنا لن أرتاح حتى أستعيد حقي و حق لارا منهم؟! ألا تفهم كم أنا مجروح؟! كم أنا مخذول؟!"
أمسك تيمين بكتفي شقيقه و ثبته على وقفته ثم قال إليه قابضاً حاجبيه.
" كيف ستسترد حقك؟! تقتل؟ تنهب؟ تعتدي؟! كيف؟! اخبرني ما هي الطريقة التي ستنتقم بها و دعني أحاكم إنتقامك بلا تجريم و لا تبريء"
أشاح جيمين بوجهه عن أخيه و زفر أنفاسه متململاً إلا أن تيمين يقظاً إن تعلق الأمر بأخيه الثمين.
" أنت حتى لا تعلم كيف ستنتقم و تأخذ بحقك، القانون لا يجرمهم و أنت من سيُجرم أن إنتقمت و أنا لن أسمح لك ان تدخل السجن إلا إن كنت تنوي أن أموت أنا في السجن هذه المرة أتحمل الذنب عنك"
نظر جيمين إليه محتدم السِنحة و قال.
" بأي حق سيجرموني إن أخذتُ حقي؟! أم هم البريئون و أنا المعتدي؟!"
تنهد تيمين و ربت على كتف أخيه يبدي تفهماً و إهتماماً، تيمين مهما بعد عن أخيه فهو يفهمه، جيمين شاب يافع ذا حرّة، لا يسكت عن حقه و لا ينتهي عن أحد إلا إن رد عليه فعلته.
" أخطر الجرائم تلك التي لا يعاقب عليها القانون، إن رأيت أن الإنتقام سبيلك لتخليص حقوقك فأنك الوحيد من ستُسبى حقوقه و يُلقى عليه اللوم"
وقف جيمين محتدماً يصيح، فهو شاب عنيد لا يرضخ لأمر القانون و لا ينسى أنه له حق عند أحد و قد ما اجتباه بعد.
" و ماذا عساني أفعل؟!"
اقترب إليه تيمين متنهداً و ربت على كتفيه الناشزين غضباً.
" توجه إلى حياتك، إستقر و جد لنفسك عملاً، افتح صفحة جديدة من حياتك و أعدك أن الأيام كفيلة بأن ترد لك حقك بطريقة لا تحتسبها، أما أن تضيع نفسك لهدف فارغ فهذا ما لن أسمح لك به مهما إشتد بك الغيظ و الكره، أنت أخي الصغير و أنا لستُ بمفرطٍ بك، أتفهم يا جيمين؟!"
تنهد جيمين يمسح وجهه و سار بعيداً عن شقيقه إلى قُرب النافذة ينظر منها متخصراً بغيظ، عاد إلى أخيه الساكن بعد فينة و قال مستنكراً دون أن يزول شيء من غضبه.
" أتخبرني الآن أن أنسى ما حلّ بي و أكمل في طريقي كما لو أن شيء لم يحدث لي! و كأن لارا ما ماتت ظلماً و كأنني ما تعرضت لخيانة هدمت أحلامي!"
تنهد تيمين و احتضن جيمين إليه يربت على ظهره بينما يهمس له.
" أنت ما زلت صغير حتى تكن الضغينة و الحقد لأحد و تدمر حياتك في سبيل الأخذ بحقك عن طريق الإنتقام، الإنتقام ليس سوى عمل السفهاء و أنت لستَ بسفيه، أنساها و تقدم بحياتك، أعلم أن هذا سيكون صعب و لكن لا يجوز أن تبقى عالقاً في هذه المرحلة طوال عمرك."
شعر تيمين بجيمين يحرك رأسه على كتفه حتى غمس وجهه في عنق شقيقه و أخذا كتفيه ينشزان، تنهد تيمين و ابتسم، أخذ يمسح على ظهر شقيقه بلطف و تركه يبكي على كتفه على راحته، جيمين هذا ما يحتاجه بالفعل.
يحتاج أن يبكي و يصرخ و يخرج كل ما في صدره من غيظ بأي طريقة كانت دون أن يأتي على نفسه بالعدوان.
بان صوت البكاء من أعماق حُنجرة جيمين و بكى بصوتٍ أعلى، حتى النهاية سيبقى له أخ يشدد به أزره، يقف معه كلما احتاجه و يقوِّم طريقه كلما إنعوج، أخ لن يفلته أبداً، معه حتى النهاية.
.....................
صوت التصفيق العالي أوقظ حواسها من سُباتها الذي إمتد لثلاث ساعات متواصلة فأخذت تصفق على تصفيق الحضور ليس لأنها تحتفل به بل كي لا تلفت الأنظار إليها فحسب.
نظر إليها و على شفتيه إبتسامة تملئ شدقيه الوسيمين بينما تعلو رأسه قُبعة التخرج و فوق بدلته الأنيقة ثوب تخرجه.
حمل شهادته من أستاذه و ثم حمل عنه باقة الورد ليصافحه بعد أن بارك له أستاذه.
طوقوه أصحابه و أخذوا يزفون نجاحه و قد عَلَت أصواته، و بينما هو يحتفل مع أصدقائه و أصدقائه يحتفلون به حملت إيزابيلا حقيبتها على كتفها و وضعت على الطاولة هديتها له ثم انسحبت.
لم تأتي بإرادتها كما هو متوقع فلقد مَلَّت منه لكثرة ما طرق بابها و بعث لها رسائل كثيرة محذراً، و لا تعلم كيف حصَّل رقم هاتفها.
لكنها سبق و إن حضَّرت لأجله هدية تليق بمناسبته هذه و بلا علم منه، لا تنكر أنها لم تحن و لا تنكر أنها ما زالت تشعر بالحب يُسيَّر في صدرها شرارت لصالحه، لكنها لن تنصر الحب على الكرامة مجدداً و لن تعود.
حالما كادت أن تصعد سيارة الأجرة التي استوقفتها على الشارع الرئيس شعرت بقبضة تُكبل عِضدها، ثم شعرت به يلفها إليه.
قبضت حاجباها بأستياء حينما لفّها إليه و قالت محتدمة المزاج.
" ماذا تريد أنت؟!"
تنهد مستاءً من طريقتها في الحديث معه، كتم غيظه حينما أشاح بوجهه عنها و أغمض عينيه لوهلة، حتى هدأ إلتفت إليها من جديد و قال.
" لقد أتيتُ بكِ بنفسي، سأعيدكِ بنفسي"
فلتت نفسها منه و قالت.
" لا تتدخل بشؤوني، أريد أن أعود وحدي"
تجاهل ما قالته و أمسك بيدها يسحبها خلفه إلا أنها تثبتت بالأرض و قالت محتدمة المزاج.
" أنتظر أنت! أتظنني شاه؟! يا لك من وقح!"
إلتفت إليها فاغراً فاهه قليلاً و محجريه واسعين، اقترب منها خطوة دون أن يفلت ذراعها و قال.
" أنا الوقح هنا أم أنتِ؟! لماذا تتكلمين معي بطريقة همجية، و كأنني أنا من ملأتُ بطنكِ بطفل في ليلة عابرة و هربت"
رفعت يدها تنوي أن تسقطها بنزال حميم و وجنته المرفوعة بوسامة و لكنه قبض على معصمها قبل ذلك و دفعها إلى هيكل السيارة من خلفه بخشونة جعلتها تتأوه.
همس ينظر في عينيها بقسوة، بقسوة تعود إلى تلك الأيام البغيظة التي تكرهها، حينما كان يرفضها بقسوة و يدفعها عنه دون أن يراعي مشاعرها.
" إن كنتُ حليماً معكِ فيما سبق لا يعني أنني سأتحمل هيجانك اللامبرر طوال الوقت."
أفلتت يدها منه و دفعته من صدره، ثم سارت عنه بعيداً و الدمع واقفاً في عينيها، ليس لأنه كان قاسياً معها للتو فهي معتادة على قساوته، إنما لأنه عيَّرها بليلتها العابرة و لا ينفك يذكرها بأن ذاك الرجل كان عابراً لسريرها و حسب.
حاول إيقافها عِدة مرات لكنها ثائرة فلفظ من أعماقه كُتل الكرامة و ركض إليها كي يقيدها بحضنه هذه المرة، لا بقبضته، إذ إحتضنها من دُبر و أمسك بمعصميها كي لا تهرب و قال.
" لا تغضبي، أنا آسف لِما قلتُه للتو."
جعلها تلتفت إليه فمسحت دموعها سراً و نظرت ناحيته من جديد فاتبع قوله.
" لستُ اقول ذلك لأنني أشفق عليكِ بل لأنني أشعر بالذنب"
قبضت حاجبيها تنظر في عينيه بلا فهم، أما بالنسبة له فما كان هناك أي تحضير مسبق لكلامه التالي ذاك و إنما تحدث لأن فؤاده فرض عليه أن يفعل ذلك بلا أي تفكير أو حسابات.
" دعيني أتولى أمر ابنك و وكليني أمرك لأكون أباً له و زوجاً لكِ"
صُدِمت لقوله الذي كان عجيباً أعجمياً على مسامعها، و حينما أطالت في هضم الوقت لتستوعب قوله ضحكت ملئ حنجرتها ساخرة و قالت.
" لقد رفضتني و أنا عذراء الجسد و القلب، الآن تعود و أنا أصبحتُ لرجل آخر أحبه و أخلص له، كن واقعياً، لن افضلك عليه و قطعة داخلي من أمشاجه، و أنت قد سبق و ركلتني عنك دون أن تهتم لمشاعري، نحن انتهينا بالفعل، لكنك لا تفهم"
منحته ظهرها و سارت عنه فصاح من خلفها.
" تتبجحين أنكِ تملكين رجل، أين هو؟!"
سارت بلا أن تعطي لثورانه إهتمام حتى صرخ.
" أقسم أنني الليلة سأتصل بعمي و أجبركِ أن تعودي معي للديار بأمره و لنرى من مِنا له اليد العُليا يا بيلا"
توقفت لفينة عن السير و قبضت يدها، إن علم أبيها سيحبسها حتى يتدبر لها زوجاً، و بما أن بيكهيون أول المتطوعين و صِهر أحلام والدها فهو لن يتردد في رميها عليه مهما كانت شاكلة الحياة معه، سراء أو ضراء.
اتبعت سيرها و تجاهلته رغم أنها تخشى وعيده، فهو قد سبق و إن هددها بأنه سيخبر والدها، لكنها كانت تقتات صبراً على مدة إقامته و بإنتهائها تنتهي هي من هنا.
لذا أمامها خياران، الأول أن ترضخ للأمر الواقع و تسلم نفسها لوالدها الذي لن تناله الشفقة عليها حينما يلقي بها على ابن أخيه، فالبنسبة له المال، فالسمعة، ثم العائلة.
أو أنها تهرب ببساطة، و رغم أن هذا الخيار محفوف بالأخطار لكنه الخيار الذي يحفظ كرامتها و يقيها شر المال و السلطة.
...............
في نهاية اليوم عاد جونغ إن أدراجه للمستشفى ليقل زوجته للمنزل و يطمئن على ابنته الصغيرة، ما إن ولج بوابة المستشفى حتى لفتت إنتباهه أوكتافيا تجلس في الحديقة و تتكلم عبر الهاتف.
سار إليها، و حينما أصبح أمامها و رأته إبتسمت إليه و انهت المكالمة.
" لقد اخبرني الطبيب زانغ أن لارا الصغيرة بخير"
إستهجن يكمش عينيه.
" لارا الصغيرة؟!"
أومأت قائلة.
" نعم لارا، بسبب ما حدث نحن لم نفكر باسم لها بعد، لذا أظن أن أكثر اسم يناسبها هو اسم أمها، و ليبقى ذِكرها حيّ في المنزل، أم أنك كنت تملك خططاً أخرى؟!"
نفى برأسه بعدما أطال في صمته، ابنته بلا اسم بالفعل و لم يسبق له أن فكر باسم لها، لربما كان قلقه عليها المتحكم الأول به لذا لم يفكر بالأمر حتى.
" لستُ اعترض، كان ذلك مفاجئاً، فلتكن لارا الصغيرة إذن"
نهضت عن مقعدها و أومأت بإبتسامة واسعة و قالت.
" أنذهب إليها؟ لقد أتيت هنا كي أتحدث مع أخي و بقدومك إنتهينا"
أشار لها أن تسير فسارت و سار بمحاذاتها، كان يخطف بعض النظرات إليها كل حين و قُبيل أن تقبض عليه متلبساً يشيح ببصره عنها.
لا يعرف ما الذي يشده فيها ليبقى نظره معلقاً عليها و إهتمامه منصوب ناحيتها...
حينما أكد لهم الطبيب أن الصغيرة لن تستفيق تلك الليلة تحرك جونغ إن ليأخذ زوجته و يغادر عودة إلى منزلهما.
حينما حلّ منتصف الليل عليهما في المنزل، كانت قد اضطجعت أوكتافيا بفراشها بينما كاي في غرفته ثائر الدم.
لم يسبق لكاي أن صام عن النساء إلى هذا الحد، لم يسبق أن حرم نفسه من متاع النِسوة، و لا أن بخل على نفسه بعيار من المُتعة.
سار في حُجرته مضطرب الخُطى و لكثرة ما وأد خطوات سريعة شعر بالإنهاك فجلس على سريره يمسح وجهه بكفيه ثم مرر أنامله بين خصلاته، و حينما فقد سيطرته على نفسه شد خصلاته التي بين أصابعه و نهض يسير خلف رغباته المجنونة.
سار إلى غرفتها و فتح بابها، الأضواء مغلقة و هي تنام على ضوء خافت ينبعث من النافذة المفتوحة، إزدرئ جوفه و اقترب و حينما صار قادراً على لمسها ارتجع لثانية و لكنه عاود الكرّة من جديد.
غمس وجهه فجأة في عنقها المليح جعلها تفزع من نومتها و تفتح عيناها و حينما شعرت به يغوص في رغبته قالت فزِعة.
" جونغ إن! ماذا تفعل؟! عُد إلى سريرك لقد تأخر الوقت"
كانت حُجتها بالية أمام رغبته فها هو لم يلتفت إلى قولها بل تطاولت ذراعه لتحيط خصرها و حرك مفاصل عنقه كي يغمس وجهه في عنقها أكثر.
" و ماذا أفعل؟! أنا أحبك و أجدني عبداً لشعوري، أنتِ سندي و أنا بحاجتكِ، الحب لم تقتله الظروف"
كمشت عيناها مستنفرة الإحساس و قبضت يديها بكل ما تملكه من قوة لتنجب بعض الكلمات بعُسر شديد.
" جونغ إن، أرجوك لا تنسى إلى ماذا قادتنا هذه المشاعر، نحن لم نتزوج لأجل حبنا"
أمسك بالخيط الرفيع الذي يحمل ثوبها على كتفها و لواه على سبابته بينما يتحسس بشفتيه كتفها المكشوف.
" و هذا لا يعني أن نميت الحب فقط لأنه غير شرعي"
دفعت به عنها حينما تطاولت لمساته إلى ما يسفل ثوبها و صاحت.
" إذن أنا لا أريد و لا تملك الحق أن تجبرني!"
......................
سلاااااااااام
يحدثكم كائن نعسان جداً😪😪😪
المهم، وصلتني بعض الملاحظات الي أكيد بتهمني و اخذت فيها انو الرواية صارت تميل لتكون مجرد تسلسل بأحداث هادئة إلى درجة الملل.
أنا بالفعل بحاول أعطي كل حدث حقه مشان تكونوا قادرين على استيعاب كل شيء و لكن اعدكم، هذا آخر بارت هادي.
الفصل القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت.
1.رأيكم بأوكتافيا؟! قلقها على لارا؟! تعاملها مع جونغ إن؟!
٢.رأيكم بتيمين و جيمين؟ هل تخلى جيمين عن فكرة الإنتقام و ماذا سيفعل تيمين ليحافظ على أخيه؟!
٣.رأيكم ببيكهيون و إيزابيلا؟ هل سيوشي بيك ببيلا و إن فعل ماذا سيحدث؟ و ماذا ستفعل بيلا حيال تهديده؟!
٤.رأيكم بجونغ إن و مشاعره المتناقضة؟ ظهور كاي و كيف سيؤثر على الزوجين كيم؟!
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі