Ch17|| الحب و أشباهه
" الحب و أشباهه"
قيل أن للحب وجه خدّاع مخادع يخدعك ببراءة و يوقعك بالأثم بسذاجة.
إعتدنا أن نهاب الحب منذ أن كنا صغاراً رغم أننا لا نفهمه، يُقال لنا أن هذا الشعور إن دخل في قلوبنا تآكلت و إن وقعنا في مصيدته خسرنا.
ربما كانوا جاهلين في الحب و ربما ما زالوا و زلنا، الحب شعور جميل و ثمين و ليس كل شعور حميم يكون حباً.
الحب أجلّ من أن يكون سائداً لذا توخى الحذر و فرق بين الحب و أشباهه.
قاعة التدريس كانت حافلة بالطلبة و ضوضائهم العالية ذلك لأن الأستاذ كيم أعلن عن موعد الإمتحان النهائي.
رحبت أوكتافيا بفترة الإمتحانات ترحيباً حافل ليس لأنها تعشق الدراسة و تهوى توتر الإمتحانات بل لأنها آخر فترة إمتحانات لها و لخطيبها في الجامعة.
" إنني أحذركم ادرسوا بجد لأنني لن أتساهل معكم في وضع الأسئلة و لا في التصحيح"
إرتفعت أصوات الطلبة متذمرين و هو تجاوز عن تذمرهم بإبتسامة رسمية ثم أنهى آخر محاضرة لهذه المادة.
" علي أن أسئله بشأن مشروع التخرج"
أخبرت جيمين بتلك ثم نهضت تتبع الأستاذ و تركت عليه مسؤولية حفظ كتبها و أغراضها الكثيرة.
" أستاذ كيم من فضلك دقيقة!"
توقف الأستاذ و إلتفت إليها لتقترب نحوه بإبتسامة ثم قالت.
" أستاذ بما أن الإمتحانات أصبحت وشيكة، هل نؤجل العمل على المشروع حتى تنتهي؟!"
إنعكفت ملامحه برفض و قال.
" لكن هكذا سيؤجل تقديمه للجنة و سنضطر للعمل تحت الضغط!"
إحتجت بأسلوب مهذب.
" لكن أستاذي تعلم أن هذه إمتحانات التخرج و أنا لا أستطيع هدر الوقت أبداً"
تنهد يفكر بالأمر و هي صمتت تنتظر قراره و ترجو أن يقتنع، بعد فينة قال.
" حسناً و لكن هذا سيحتاج منا العمل تحت الضغط كي نسلم اللجنة المشروع في الوقت المحدد"
أومأت موافقة على شرطه ليبتسم قائلاً.
" إذن بالتوفيق، أراكِ يوم الإمتحان"
إنحنت تشكره و هو تجاوزها إلى مكتبه، تلفتت تبغي العودة إلى جيمين لكنها وجدته خلفها، قال ساخراً.
" أرى أن الأستاذ كيم الفاضل يستطيع إبهاجك أكثر مني"
ضحكت هي بخفوت ثم صفعت يده بخفة تقول.
" لا تبالغ!"
ألقى عليها كتبها ببرود لتتذمر بغضب.
" أنت يا عديم الجنتلة!"
تجاوزها تجاوزاً بارد و قال.
" ماذا قال لكِ؟"
سارت برفقته تتحدث بهدوء.
" لقد وافق أن نؤجل العمل على بقية المشروع لما بعد الإمتحانات لكنه نبهني أننا سنعمل تحت الضغط"
توقف جيمين ينظر لها بشيء من السخط.
" أهذا يعني أنكِ ستقضين معه وقت أطول؟"
همهمت ليتنهد بغضب، بانت على شفتيها إبتسامة خفيفة ثم قالت.
" أتشعر بالغيرة؟!"
نفى برأسه كذباً و قال.
" و لِمَ سأغار عليكِ؟! من سينظر إلى دبة مثلك؟! عليكِ أن تكوني شاكرة لأنني أحبك"
شزرت إليه و همهمت تسخر منه ثم همست تعبث.
" حقاً هذا جيد! أرغب أن أذهب إلى المركز التجاري اليوم فلقد رأيت على الإنترت أن غوتشي قد جعلت تصاميمها الجديدة في فروعها"
همهم بلا إهتمام و هي تابعت.
" لقد رأيت بناطيل قصيرة ممزقة أعجبتني و أقمصة شفافة تكشف الجسد من أسفلها، أعجبتني سأذهب لأشتريها"
توقف جيمين عن المشي و إلتفت ينظر لها قائلاً بهدوء.
" نعم أشتريها ستكون جميلة جداً عليكِ، سآتي معي بمقص لأتأكد من جودة القماش"
أومأت له تدعي الجهل و هو وضب على إحتراقه داخله كي لا يظهر لها، ودت لو أنها تضحك على أذنيه الحمراوتان غيظاً لكنها تكتمت على ذلك و أدعت الجهل.
مع نهاية هذا اليوم ينتهي آخر يوم دوام جامعي بالنسبة لكليهما و مع تقديم مشاريع تخرجهما سيبدأ كلاهما حياة جديدة يطمحان بها خيراً.
.........................
طرق ناعم على باب مكتبه قطع عنه سيل أفكاره و تعكر مزاجه لمجرد أن سمع صوت كعب حذائها يطرق الأرض خارجاً.
" ادخلي"
دخلت مكتبه ترتدي زي رسمي، قميص أبيض يعلوه سترة سوداء ثم بنطال قماشي و شعرها مهذب على أكتافها.
" ها هي الملفات التي طلبتها"
دون أن ينظر لها أمرها أن تضع الملفات على الطاولة.
" ضعيها و اخرجي"
تبسمت بخفة ثم إنحنت و إلتفتت بقصد المغادرة لكنه استوقفها.
" توقفي مكانكِ"
إلتفتت سريعاً إليه و ابتسمت إبتسامة ملأت شفتيها.
" نعم سيدي"
سيدي! أفصح عن سخريته بإبتسامة موضبة ثم وقف عن كرسيه ليخطو حيث تقف و يديه في جيوب بنطاله.
" ألن تستسلمي؟!"
إرتفعا شدقيها بإبتسامة و قالت.
" و أتركك؟"
نظر إليها دون أن يرد، لقد بدأت من جديد تحدثه بطرقها الملتوية تلك، هي إزدادت إبتسامتها إتساعاً و قالت.
" من سيتحمل العمل لديك مثلي؟"
نظر في عينيها اللعوب و استنكر.
" أوتظنين أنني سأحمل غيركِ كل هذا العمل؟!"
برمت شفتيها و اشتكت.
" أعرف أنك تحملني كل هذا العمل كي أقدم إستقالتي"
إذاً هي بالفعل تدرك نواياه من إنهاكها في العمل لساعات طويلة بلا إنقطاع أو إستراحة.
" إذن؟!"
ضحكت بنعومة و قالت.
" لن أستغني عنك عزيزي"
ضرب ما يعلو المكتب بعصبية ثم رفع سبابته محذراً.
" لستُ عزيزك، احفظي لسانك"
عقدت ذراعيها إلى صدرها و أومأت بلا إهتمام، لقد حاول إجبارها على الإستسلام بشأنه سُدى، فرض عليها ساعات عمل إضافية إذ يغادر الجميع و تبقى وحدها في الشركة لكن لا نفع، أخضعها لعمل مهلك على جهاز الحاسوب لساعات طويلة و بلا إستراحة لكن كل هذا كان بلا فائدة.
" بسببكِ غضبت، اذهبي و احضري لي ماء بارد و كوب قهوة سوداء"
" حاضرة"
و الآن دور أن ينهكها بطلباته الكثيرة و التي لا تنتهي لكنها لن تستسلم، المِصعد مشغول هذا يعني أنها ستنزل السلم لخمس طوابق.
تنهدت ثم سلكت السُلم الطويل إلى كافتيريا الشركة، إبتاعت له كوب قهوة سوداء و مياه باردة.
ما زال المصعد مشغول و هي عليها أن تصعد السلم الذي نزلته الآن، ودت لو أنها تبكي لكثرة المشقة التي تتعرض لها هنا بسببه لكن كلما تذكرت أنه الجائزة وجدت في نفسها الطاقة لتحمل المزيد.
صعدت السُلم مجدداً و ما وصلت حتى كان العرق يتصبب منها و أنفاسها قد تقطعت.
" أحبك يا رجل لولا ذلك لسكبت القهوة على رأسك"
طرقت مكتبه فأذن لها بالدخول، أخذ منها الماء و شرب ثم أخذ كوب القهوة يود أن يشرب منه لكنها أنتشلته من يده.
" توقف، ماذا تفعل؟!"
قبض حاجبيه و بان عليه الغضب ليقول.
" هاته!"
تمسكت بالكوب أكثر ثم قالت.
" إنها ساخنة و لتوك شربت ماء بارد، سيلتهب حلقك"
حتى لو الأمر فعلاً سيضره أصبح يريد أن يشرب القهوة فقط كي يضايقها، ضلت يده ممدودة يريد الكوب لكنها تتمسك به و ترفض أن تعطيه له.
" قلتُ لكِ هاتِها"
تراجعت تحمل الكوب و انحنت.
" آسفة، لن أعطيك أياه"
تنهد ساخطاً ثم نهض لينتشله من يدها و أخذ يشرب منه أمامها و هي ترمقه بقلق حتى أشار لها بعينيه أن تنصرف ففعلت.
جلست على كرسيها بغضب و شتمته بصوت منخفض مائة مرة لا تدري أنه رفع السِتار عن الحائط الزجاجي الذي يفصل مكتبه عن مكتبها.
أخذ ينظر لإنفعالها الغاضب بإبتسامة متشفية بينما يحتسي القهوة، حتى أقامت عودها المنهك كان بخير.
وقفت تخلع سترتها ثم قامت بفك أول زرين من قميصها دون أن تدري أنه يشاهد، أتت بمنديل و أخذت تمرره على عنقها، كتفيها و أعلى صدرها أمامه.
بللت كفيها ثم بسطتهما على ترقوتها تبلل جسدها لشدة الحر، أنحنت بجذعها إلى الأمام و جعلت شعرها يتدلى.
وضبت شعرها ثم رفعته على شكل كعكة فوق رأسها، رفعت رأسها و وقتها فقط شعرت بأحد ما ينظر لها.
قبل أن تراه أنزل السِتارة و ضل واقفاً محله بإضطراب، وضع يده على قلبه فها هي نبضات قلبه تتسارع.
لقد أحدثت هذه الفتاة جلبة فيه و بسببها ما عاد يستطيع أن يتنفس حتى، فتح أزرار قميصه الأولى و راح ليقف أمام المكيف علّ هذه الحرارة التي إكتنزها جسده فجأة أن تزول.
مسح على وجهه و حرك رأسه بخشونة يميناً و يساراً عندما أتت في عينيه صورتها و هي تبلل جسدها في الماء.
صفع صدغه و بنبرة لائمة حدث نفسه.
" بيكهيون! ما الذي حصل لك؟! لا تغريني إمرأة رخيصة مثل هذه!"
تنهد بأستياء بما أن مشاعره التي تفجرت فجأة لا يمكنه إخمادها ثم همس.
" أنا فقط رجل عادي سيتأثر بالتأكيد من إغواء الإناث"
عاد إلى مكتبه يحاول أن يشغل نفسه بالعمل مجدداً.
" لا بأس بيكهيون، هذا يحدث عادة لا بأس"
...................
" إذن ماذا نحتاج؟"
قالها جيمين و أوكتافيا إبتسمت بحماسة لتقول.
" معنا أسبوع واحد حتى أول إمتحان لذا أول ما سنفعله هو أن نعد أنفسنا معنوياً لها"
" إلى مركز التسوق؟"
أومأت و بحماسة سبقته إلى السيارة، ضحك جيمين بخفوت ثم تبعها، إنها تجعل أجواء التحضير للإمتحانات مسلية أكثر مما تكون موترة.
وصلا معاً قسم الأطعمة و هي سبقته بحماسة إلى رفوف الشوكولاتة، أخذت بعض الألواح الباهضة و وضعتها في السلة، الكثير من القهوة سريعة التحضير و الكثير من الوجبات الخفيفة.
ما إنتهت من هذا القسم حتى كانت السلة شبه ممتلئة.
" لن نكون متفرغين للطبخ لذا لنحصل على المعكرونة سريعة التحضير"
تبعها يتمتم.
" و هل نحتاج للطبخ و أنتِ قد أشتريتِ كل هذه الوجبات الخفيفة؟!"
بينما يسيران بين الرفوف توقفت أوكتافيا عندما رأت لارا أمامها.
" اووه لارا هنا!"
إلتفتت لارا و منحت أوكتافيا إبتسامة ملاك كما هي، ترتدي فستان حمل طويل بلون السماء يتناسب مع لون شعرها الأسود الطويل.
" مرحباً أوكتافيا!"
أتى جيمين إلى جانب خطيبته ثم خاطب لارا.
" وحدكِ هنا!"
نفت برأسها تطمئن جيمين.
" لا، جونغ إن معي"
خرج جونغ إن من بين الرفوف يحمل فستان صغير جداً بيده و تحدث إلى لارا.
" انظري يا لارا، أنه جميل سأشتريه"
تبسمت لارا ثم حملت الفستان من يده وقتها فقط جونغ إن رأى الواقفين إلى يمينه.
" اووه مرحباً!"
رد الثنائي له التحية ثم جونغ إن إلتفت إلى زوجته قائلاً.
" هل بقي شيء تحتاجينه؟!"
نفت برأسها و همست.
" لا، لقد أحضرت كل شيء"
همهم لها ثم أخذ العربة عنها و قال لجيمين.
" عليك أن تكون نبيل يا رجل و لا تدع خطيبتك تجر العربة"
أخذ جيمين العربة من أوكتافيا و شزر إليها عندما همست بصوت خفيض.
" تعلم يا عديم الجنتلة"
سار الرجلين معاً و خلفهما الفتاتين، كلام جونغ إن الصادم ما زال له رنين في أذنها، نظرت إلى لارا أنها بالفعل جميلة و لطيفة، لا تفهم لماذا لا يحبها بحق.
" هل يسير زواجكِ بشكل أفضل؟!"
نظرت إليها لارا بجهل فهي لا تدرك سبب السؤال المفاجئ، تأطأت أوكتافيا برأسها و قالت.
" أعتذر إن كنتُ تجاوزت حدودي في سؤالك، إنها أمور شخصية"
تبسمت لارا بإشراق و نفت برأسها.
" لا بأس، أنا فقط تفاجئت"
بحرج إبتسمت أوكتافيا و استمعت إلى تنهيدة لارا.
" إنه يحاول بجد لأجلى أن يتغير و أنا بالفعل أقدر له ذلك"
حاسب الرجلان عن البضائع ثم غادر كل منهما بإمرأته، في منزل جونغ إن جلس هو في صالة الجلوس أما لارا فكانت توضب الأغراض التي إشتروها للتو.
كان شارد الذهن حتى أتت لارا و جلست بجانبه، نظر إليها ثم إبتسم و بأنامله رفع شعرها عن وجهها و وضعه خلف أذنه، لارا إبتسمت بخجل ثم قالت.
" هل هناك مشكلة؟! تبدو مهموم!"
تنهد ثم نفى برأسه، أمسك بذراعها و جذبها لتجلس في حجره، وضعت يدها على صدره بنعومة و أسندت رأسها على كتفه.
إبتسم و أخذ يداعب خصل شعرها بأنامله فقالت.
" أمتأكد أنه ليس هناك مشكلة؟!"
همهم ثم قبل جبهتها قائلاً.
" لا تقلقي، كل شيء بخير"
همهمت بتفهم ثم اضطجعت بصمت على صدره، أنامله التي تسرح شعرها و صدره الذي ينخفض و يرتفع بهدوء أسفلها، قلبه الذي ينبض على وتيرة هادئة أسفل يدها، كل هذا يبعث براحة و طمأنينة ما شعرت بها من قبل معه.
أما لدى جيمين و أوكتافيا فكلاهما كانا يتعاونان في تحضير الشقة إلى ما يدعونه بِ" حفل الإمتحانات".
أساليب أوكتافيا في الدراسة دائماً تنجح و لطالما أعانته، لكل منهما غرفة منفصلة و كل واحد منهما جهز طاولة كتبه.
طاولة أوكتافيا تحوي أقلام كثيرة ملونة و غير ملونة، أوراق لاصقة بألوان و أشكال مختلفة، ديكور للحائط يشجع على الدراسة يتضمن عبارات تشجيعية كثيرة.
و الكثير من الوجبات الخفيفة أصبحت في حيزها بغرفتها بعدما تقاسمتها مع جيمين، إن أوكتافيا الطالبة طفولية جداً.
الكثير من الأوراق و الكتب تطلب مجهوداً كبيراً، أول مادة ستدرها هي مادة الأستاذ كيم، ستكون أول مادة تقدم فيها إمتحان، في تقدريها يومان من المراجعة لهذه المادة سيكن كافٍ.
كما دائماً تقول لجيمين أن الدراسة في ليلة الإمتحان لا تجدي نفعاً إنما فقط عليك مراجعة دروسك فقط، كان عليه أن يدرس أيام العُطل لكنه لا يستمع.
إنقضت ساعة، ساعتان، ثلاث و ها هي في المطبخ تضع قدر الماء على النار لتحضير المعكرونة، حتى تغلي الماء رفقة المعكرونة ذهبت إلى جيمين تتفقد أحواله.
دخلت لتجده ينام على الطاولة و كتبه ما زالت مغلقة، لا تفهم بأي حق يحتج على علاماته إن إنخفضت عمّا يريد.
" جيمين!"
صرخت بغيظ ففزع من نومه و نظر لها.
" ماذا هناك؟!"
إقتربت نحوه متخصرة و هو للتو فقط أدرك الوضع، إرتفعت أنامله لحك مؤخرة عنقه بحرج ثم ضحك ببلاهة و قال.
" تعلمين أنني لا أستطيع أن أدرس دون كوب القهوة"
أشارت إلى الكوب بجانبه بعينيها فضحك و تناوله بحرج، إنه فارغ، لقد شربه بالفعل.
" لديك إمتحانات و نائم، غداً في الساعة التاسعة مساءً عليك أن تراجع معي الدروس و إلا إشتكيتك لتيمين"
وقف سريعاً مذعوراً من تهديدها و ينفي بيديه.
" لا، لا، لا تخبري تيمين، سأذاكر بجد أعدك"
همهمت بتسلط و عقدت ذراعيها إلى صدرها تراقبه يدرس حتى سمعت صوت شيء ما ينسكب لتدرك أن المعكرونة لربما فُسِدَت.
ركضت إلى هناك تشتم جيمين و هو ما إن خرجت تنهد بإرتياح، إن أخبرت تيمين فهو سيكون بورطة حقيقة.
....................................
في قصر كيم الأمور لم تكن هادئة، السيدة كيم لا تتوقف عن تسميع نايون كلام كالسُم بالعمد، كلما غاب تيمين إغتنمت الفرصة والدته في التحقير من شأن زوجته.
رغم أنه يعلم أن هذا الذي سيحصل لكنه لا يملك حيلة تجاه الأمر، عليه أن يهتم بأعمال الشركة مع والده.
السيدة كيم كانت تعاين قائمة وجبة العشاء لهذا اليوم و بما أن جيمين غائب للدراسة مع خطيبته السيدة لم تكف عن التباهي بأوكتافيا بشكل مزري أمام نايون.
هي تتباهى و ترفع أوكتافيا و نايون ليست صغيرة كي تغار أو تنزعج لكن مقابل تابهيها بأوكتافيا إنها لا تتوقف عن التحقير من شأن نايون.
" انظروا إلى ابني الجميل، هو الوحيد من بين أبنائي الثلاثة الذي إستطاع أن يمنحني إبنة في القانون رائعة"
كانت تحدث الخادمات في المطبخ أمام نايون التي تحاول تجاهلها بينما تعد الطبق الذي طلبه زوجها، نظرت إليها السيدة بإستحقار و قالت.
" لم يأتي لي بفتاة لا نعرف من أنجبوها و عاشت بالأزقة و البيوت المهترئة، أو أخرى فقيرة معدمة هربت من حصيرة والدها و أتت لتحصد ثروة ابني"
تنهدت نايون ثم وضعت القدر على النار و عندما أوشكت نايون على الخروج أمسكت السيدة بعضدها و قالت.
" لقد ذهب ابني إلى شقتها الفاخرة ليدرس معها، إنها جميلة و ثرية و راقية كما أنها متعلمة، أتسمعين؟ متعلمة!"
سحبت نايون يدها و إبتسمت قائلة.
" أرجو لهما التوفيق في إمتحاناتهما"
خرجت من المطبخ و ما سمعت إلا بشيء زجاجي قد تحطم قرب قدمها و ألم أصاب قدميها فجأة.
تجمعت الدموع في عينيها ليس لشدة الألم فحسب إنما لكثرة ما أتت هذه المرأة بكرامتها و هي لسانها معقود عن الرد فقط كرامة لتيمين.
" تيمين لا يلمسكِ أبداً لهذا لم تحملي طفلاً بعد جونغهيون، لأنه لا يريدك و لا يحبك بل يجبر نفسه عليكِ و يعاملكِ معاملة لطيفة لا تستحقينها منه، إنتِ مجرد حثالة بلا كرامة تتمسك برجل لا يحبها لأجل الثروة"
إلتفتت إليها نايون و لكثرة ما حبست الدموع في عينيها أصبحت حمراء كالجمر، نايون لطالما كانت إمرأة صالحة و رقيقة لكنها الآن غاضبة و هذا ما لم تتوقعه السيدة أبداً، أن ترد لها زوجة إبنها الصاع صاعين.
" أخبريني، أنتِ من أين أتى بكِ زوجكِ؟! هل أذكرك من أين؟! لطالما تبجحتِ برقيكِ الإجتماعي أمامي لأنكِ تظنين أنني لا أستطيع الرد و لأنك تظنين أنني لا أعلم من أين أنتِ"
إقتربت إليها نايون بجراءة و تحدثت بلسان حاد إفتضح أسرار السيدة أمام خادمتها.
" أنتِ تعشقين الدراما و ما إلى ذلك خصوصاً عندما تكون البطلة الخادمة الجميلة و البطل السيد، تستمتعين بها لأنها تناسبك، أليس كذلك؟!"
إتسعت عينا المرأة و إمتلئت بالدموع، كانت لتدفع حياتها ثمناً و يبقى هذا الأمر مستوراً للأبد.
" أنا لم أغوي تيمين بقوامي و أنا أرتدي زي الخادمات، و لم أقضي معه ليلة و احمل بطفل غير شرعي، أتظنين أنني لا أعلم بأن تيمين إبنكِ من السيد كيم الغير شرعي؟!"
صفعة قوية نالت من وجنة نايون و السيدة التي تقف أمامها تلهث أنفاسها بغضب شديد، رفعت نايون رأسها و نظرت إلى الخادمات اللواتي شهدن على كل شيء و إبتسمت تمسك بوجنتها رغم أن الدموع ما فتئت تتراكم في عينيها.
" أنا لستُ ابقى هنا لأجل الثروة، أنا لستُ مثلك، أنا تزوجت تيمين لأنني أحبه، لم أتزوج رجل يكبرني بعشرين عام فقط لأنه ثري كما فعلتِ أنتِ."
وخزت صدر السيدة بسبابتها و همست بكره.
" أنا لستُ مثلكِ سيدة كيم"
تركت السيدة تشتعل غضباً خلفها و هي صعدت تقصد السلالم صعوداً إلى غرفتها، أخيراً هطلت دموعها ساخنة على وجنتيها فور أن دخلت و أغلقت الباب.
تقدمت ناحية المرآة و مسحت دموعها بخشونة عن وجنتيها و همست.
" من اليوم لن أبكي و لن أتحمل المزيد، ما يجعلني أصمت هو إبني و الآن لن يسكتني شيء"
وضعت بعض حقائب على السرير و بدأت بملئها بثيابها ثم حملت أخرى إلى غرفة جونغهيون و أخذت تضع بها ثيابه، جونغ هيون الذي كان يجلس خلف طاولته تسآل.
" أمي، لماذا تجمعين ثيابي؟ هل سيأخذنا أبي لمكان ما؟!"
توقفت للحظة تفكر بأبيه، أبوه الذي لن تصبر من أجله بعد الآن، بجفاء أمرت طفلها.
" إنهض و بدل ثيابك ثم اجمع كتبك و الأشياء التي تريدها في هذه الحقيبة فنحن لن نعود إلى هنا"
نهض الطفل و ما جادل والدته فهو يخشى منها عندما تغضب رغم أنها لم يسبق لها حتى أن نظرت إليه بغضب.
باشر الطفل بجمع أغراضه و فهم أن مشكلة ما حدثت، هو صغير لكن ذكي و أدرك أنه سيذهب مع أمه دون أبيه لذا بكى بينما يجمع أغراضه.
عادت نايون إلى غرفتها و حالما إنتهت من جمع أغراضها راحت لغرفة صغيرها، وجدته يجلس على سريره و أغراضه موضبة في حقيبتيه.
طلبت سيارة أجرة ثم حملت الحقائب إلى الخارج و بيدها الأخرى أمسكت طفلها و خادمتين ساعدناها بنقل بقية الحقائب.
وقفت السيدة تراقب ما يحدث و بتهكم قالت بينما تمر من أمامها نايون.
" قلتِ أنكِ لا تريدين ثروة إبني إذن لماذا تحملي ماله في هذه الحقائب؟!"
إلتفتت إلى السيدة و قالت.
" من ثروة إبنك سآخذ ثيابي و ثياب حفيدك و سأترك لكِ سيارتين مسجلة باسمي و اسم ابني"
برمت السيدة شفتيها بسخط و نايون تجاوزتها إلى الخارج، إنطلقت سيارة الأجرة إلى حيث نايون ستجد كرامتها رغم الضيق، ستجد نفسها رغم القِلة، حيث نايون لا تحتاج أحد سواها.
الطفل بجانبها لم يقل شيئاً إنما يبكي بصمت شديد، ما هانت عليها دموعه فحملته إلى حِجرها و قالت.
" لا تبكي عزيزي و إلا سأبكي أنا أيضاً، تعلم أنني أحبك و دموعك لا تهون علي، أليس كذلك؟!"
أومئ لها لتضمه إلى صدرها و همست.
" أعدك يا صغيري أنني سأوفر لأجلك أفضل حياة حتى لو تطلب مني ذلك العمل ليلاً و نهاراً"
رفع الصغير رأسه من على صدرها و همس باكياً.
" ألن أرى أبي مجدداً؟!"
تبسمت و أعادته إلى حضنها و قالت.
" بلى عزيزي، سترى والدك و ستذهب إلى بيت جدك كلما أردت ذلك"
إحتج الطفل بصوت خفيض.
" و لكنكِ لن تكوني معي!"
تنهدت و أخذت تمسح على شعره بلطف، هي تحملت طوال السنين من أجله فقط لكنها ذُلِت كثيراً، أكثر مما يسع للمرء أن يتحمل.
وصلت إلى المنزل الذي عاشت به طوال حياتها قبل الزواج، تشكر الله أنها لم تبعه، هذا المنزل الصغير هو فعلياً كل ما تملك.
دخلت بعد جونغهيون الذي أخذ يدور في المنزل بإستهجان، إنه صغير جداً و في حي فقير جداً لكنه بسيط و لقد أعجبه.
أنه الليل بالفعل تيمين سيكون قد وصل و علم ما حدث، كان تقدريها في محله فها هو يرن بإصرار لكنها لن تجيبه.
قامت بترتيب الثياب و جعلت صغيرها ينام، قرابة منتصف الليل طرق أحدهم بابها، أخذت حذرها و حملت معها عصا غليظة و ما إن فتحته حتى دفعه أحد من الخارج و أسقطها أرضاً.
رفعت رأسها تنظر إلى تيمين، عيناه حمراء و يبدو أنه قد بكى، ثيابه مهملة و شعره مبعثر و كأن عاصفة مرت به و أبت إلا أن تقتلعه معها.
" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة بزوجتي و بطفلي مني؟!"
...........................
و لا مكان، حبت اتغير جو حضرتك😆
سلااااااااااااام♥️
البارت القادم بعد ٨٠ فوت و كومنت.
١. رأيكم بأوكتافيا الطفولية إن تعلق الأمر بالدراسة؟ إغاظتها لجيمين؟ و حديثها القصير مع لارا؟
٢. رأيكم بجونغ إن و معاملته مع لارا رغم أنه لا يحبها كما قال لأوكتافيا؟
٣. رأيكم ببيكهيون و غيظه الشديد من بيول إلا أنه في النهاية وقع ضحية لجمالها؟
٤.رأيكم بنايون و ردها القوي على السيدة و قرارها بالرحيل؟
٥. ما السبب الذي جعل تيمين يعامل زوجته بخشونة في آخر مشهد؟ و رأيكم بالسيدة كيم؟
٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
قيل أن للحب وجه خدّاع مخادع يخدعك ببراءة و يوقعك بالأثم بسذاجة.
إعتدنا أن نهاب الحب منذ أن كنا صغاراً رغم أننا لا نفهمه، يُقال لنا أن هذا الشعور إن دخل في قلوبنا تآكلت و إن وقعنا في مصيدته خسرنا.
ربما كانوا جاهلين في الحب و ربما ما زالوا و زلنا، الحب شعور جميل و ثمين و ليس كل شعور حميم يكون حباً.
الحب أجلّ من أن يكون سائداً لذا توخى الحذر و فرق بين الحب و أشباهه.
قاعة التدريس كانت حافلة بالطلبة و ضوضائهم العالية ذلك لأن الأستاذ كيم أعلن عن موعد الإمتحان النهائي.
رحبت أوكتافيا بفترة الإمتحانات ترحيباً حافل ليس لأنها تعشق الدراسة و تهوى توتر الإمتحانات بل لأنها آخر فترة إمتحانات لها و لخطيبها في الجامعة.
" إنني أحذركم ادرسوا بجد لأنني لن أتساهل معكم في وضع الأسئلة و لا في التصحيح"
إرتفعت أصوات الطلبة متذمرين و هو تجاوز عن تذمرهم بإبتسامة رسمية ثم أنهى آخر محاضرة لهذه المادة.
" علي أن أسئله بشأن مشروع التخرج"
أخبرت جيمين بتلك ثم نهضت تتبع الأستاذ و تركت عليه مسؤولية حفظ كتبها و أغراضها الكثيرة.
" أستاذ كيم من فضلك دقيقة!"
توقف الأستاذ و إلتفت إليها لتقترب نحوه بإبتسامة ثم قالت.
" أستاذ بما أن الإمتحانات أصبحت وشيكة، هل نؤجل العمل على المشروع حتى تنتهي؟!"
إنعكفت ملامحه برفض و قال.
" لكن هكذا سيؤجل تقديمه للجنة و سنضطر للعمل تحت الضغط!"
إحتجت بأسلوب مهذب.
" لكن أستاذي تعلم أن هذه إمتحانات التخرج و أنا لا أستطيع هدر الوقت أبداً"
تنهد يفكر بالأمر و هي صمتت تنتظر قراره و ترجو أن يقتنع، بعد فينة قال.
" حسناً و لكن هذا سيحتاج منا العمل تحت الضغط كي نسلم اللجنة المشروع في الوقت المحدد"
أومأت موافقة على شرطه ليبتسم قائلاً.
" إذن بالتوفيق، أراكِ يوم الإمتحان"
إنحنت تشكره و هو تجاوزها إلى مكتبه، تلفتت تبغي العودة إلى جيمين لكنها وجدته خلفها، قال ساخراً.
" أرى أن الأستاذ كيم الفاضل يستطيع إبهاجك أكثر مني"
ضحكت هي بخفوت ثم صفعت يده بخفة تقول.
" لا تبالغ!"
ألقى عليها كتبها ببرود لتتذمر بغضب.
" أنت يا عديم الجنتلة!"
تجاوزها تجاوزاً بارد و قال.
" ماذا قال لكِ؟"
سارت برفقته تتحدث بهدوء.
" لقد وافق أن نؤجل العمل على بقية المشروع لما بعد الإمتحانات لكنه نبهني أننا سنعمل تحت الضغط"
توقف جيمين ينظر لها بشيء من السخط.
" أهذا يعني أنكِ ستقضين معه وقت أطول؟"
همهمت ليتنهد بغضب، بانت على شفتيها إبتسامة خفيفة ثم قالت.
" أتشعر بالغيرة؟!"
نفى برأسه كذباً و قال.
" و لِمَ سأغار عليكِ؟! من سينظر إلى دبة مثلك؟! عليكِ أن تكوني شاكرة لأنني أحبك"
شزرت إليه و همهمت تسخر منه ثم همست تعبث.
" حقاً هذا جيد! أرغب أن أذهب إلى المركز التجاري اليوم فلقد رأيت على الإنترت أن غوتشي قد جعلت تصاميمها الجديدة في فروعها"
همهم بلا إهتمام و هي تابعت.
" لقد رأيت بناطيل قصيرة ممزقة أعجبتني و أقمصة شفافة تكشف الجسد من أسفلها، أعجبتني سأذهب لأشتريها"
توقف جيمين عن المشي و إلتفت ينظر لها قائلاً بهدوء.
" نعم أشتريها ستكون جميلة جداً عليكِ، سآتي معي بمقص لأتأكد من جودة القماش"
أومأت له تدعي الجهل و هو وضب على إحتراقه داخله كي لا يظهر لها، ودت لو أنها تضحك على أذنيه الحمراوتان غيظاً لكنها تكتمت على ذلك و أدعت الجهل.
مع نهاية هذا اليوم ينتهي آخر يوم دوام جامعي بالنسبة لكليهما و مع تقديم مشاريع تخرجهما سيبدأ كلاهما حياة جديدة يطمحان بها خيراً.
.........................
طرق ناعم على باب مكتبه قطع عنه سيل أفكاره و تعكر مزاجه لمجرد أن سمع صوت كعب حذائها يطرق الأرض خارجاً.
" ادخلي"
دخلت مكتبه ترتدي زي رسمي، قميص أبيض يعلوه سترة سوداء ثم بنطال قماشي و شعرها مهذب على أكتافها.
" ها هي الملفات التي طلبتها"
دون أن ينظر لها أمرها أن تضع الملفات على الطاولة.
" ضعيها و اخرجي"
تبسمت بخفة ثم إنحنت و إلتفتت بقصد المغادرة لكنه استوقفها.
" توقفي مكانكِ"
إلتفتت سريعاً إليه و ابتسمت إبتسامة ملأت شفتيها.
" نعم سيدي"
سيدي! أفصح عن سخريته بإبتسامة موضبة ثم وقف عن كرسيه ليخطو حيث تقف و يديه في جيوب بنطاله.
" ألن تستسلمي؟!"
إرتفعا شدقيها بإبتسامة و قالت.
" و أتركك؟"
نظر إليها دون أن يرد، لقد بدأت من جديد تحدثه بطرقها الملتوية تلك، هي إزدادت إبتسامتها إتساعاً و قالت.
" من سيتحمل العمل لديك مثلي؟"
نظر في عينيها اللعوب و استنكر.
" أوتظنين أنني سأحمل غيركِ كل هذا العمل؟!"
برمت شفتيها و اشتكت.
" أعرف أنك تحملني كل هذا العمل كي أقدم إستقالتي"
إذاً هي بالفعل تدرك نواياه من إنهاكها في العمل لساعات طويلة بلا إنقطاع أو إستراحة.
" إذن؟!"
ضحكت بنعومة و قالت.
" لن أستغني عنك عزيزي"
ضرب ما يعلو المكتب بعصبية ثم رفع سبابته محذراً.
" لستُ عزيزك، احفظي لسانك"
عقدت ذراعيها إلى صدرها و أومأت بلا إهتمام، لقد حاول إجبارها على الإستسلام بشأنه سُدى، فرض عليها ساعات عمل إضافية إذ يغادر الجميع و تبقى وحدها في الشركة لكن لا نفع، أخضعها لعمل مهلك على جهاز الحاسوب لساعات طويلة و بلا إستراحة لكن كل هذا كان بلا فائدة.
" بسببكِ غضبت، اذهبي و احضري لي ماء بارد و كوب قهوة سوداء"
" حاضرة"
و الآن دور أن ينهكها بطلباته الكثيرة و التي لا تنتهي لكنها لن تستسلم، المِصعد مشغول هذا يعني أنها ستنزل السلم لخمس طوابق.
تنهدت ثم سلكت السُلم الطويل إلى كافتيريا الشركة، إبتاعت له كوب قهوة سوداء و مياه باردة.
ما زال المصعد مشغول و هي عليها أن تصعد السلم الذي نزلته الآن، ودت لو أنها تبكي لكثرة المشقة التي تتعرض لها هنا بسببه لكن كلما تذكرت أنه الجائزة وجدت في نفسها الطاقة لتحمل المزيد.
صعدت السُلم مجدداً و ما وصلت حتى كان العرق يتصبب منها و أنفاسها قد تقطعت.
" أحبك يا رجل لولا ذلك لسكبت القهوة على رأسك"
طرقت مكتبه فأذن لها بالدخول، أخذ منها الماء و شرب ثم أخذ كوب القهوة يود أن يشرب منه لكنها أنتشلته من يده.
" توقف، ماذا تفعل؟!"
قبض حاجبيه و بان عليه الغضب ليقول.
" هاته!"
تمسكت بالكوب أكثر ثم قالت.
" إنها ساخنة و لتوك شربت ماء بارد، سيلتهب حلقك"
حتى لو الأمر فعلاً سيضره أصبح يريد أن يشرب القهوة فقط كي يضايقها، ضلت يده ممدودة يريد الكوب لكنها تتمسك به و ترفض أن تعطيه له.
" قلتُ لكِ هاتِها"
تراجعت تحمل الكوب و انحنت.
" آسفة، لن أعطيك أياه"
تنهد ساخطاً ثم نهض لينتشله من يدها و أخذ يشرب منه أمامها و هي ترمقه بقلق حتى أشار لها بعينيه أن تنصرف ففعلت.
جلست على كرسيها بغضب و شتمته بصوت منخفض مائة مرة لا تدري أنه رفع السِتار عن الحائط الزجاجي الذي يفصل مكتبه عن مكتبها.
أخذ ينظر لإنفعالها الغاضب بإبتسامة متشفية بينما يحتسي القهوة، حتى أقامت عودها المنهك كان بخير.
وقفت تخلع سترتها ثم قامت بفك أول زرين من قميصها دون أن تدري أنه يشاهد، أتت بمنديل و أخذت تمرره على عنقها، كتفيها و أعلى صدرها أمامه.
بللت كفيها ثم بسطتهما على ترقوتها تبلل جسدها لشدة الحر، أنحنت بجذعها إلى الأمام و جعلت شعرها يتدلى.
وضبت شعرها ثم رفعته على شكل كعكة فوق رأسها، رفعت رأسها و وقتها فقط شعرت بأحد ما ينظر لها.
قبل أن تراه أنزل السِتارة و ضل واقفاً محله بإضطراب، وضع يده على قلبه فها هي نبضات قلبه تتسارع.
لقد أحدثت هذه الفتاة جلبة فيه و بسببها ما عاد يستطيع أن يتنفس حتى، فتح أزرار قميصه الأولى و راح ليقف أمام المكيف علّ هذه الحرارة التي إكتنزها جسده فجأة أن تزول.
مسح على وجهه و حرك رأسه بخشونة يميناً و يساراً عندما أتت في عينيه صورتها و هي تبلل جسدها في الماء.
صفع صدغه و بنبرة لائمة حدث نفسه.
" بيكهيون! ما الذي حصل لك؟! لا تغريني إمرأة رخيصة مثل هذه!"
تنهد بأستياء بما أن مشاعره التي تفجرت فجأة لا يمكنه إخمادها ثم همس.
" أنا فقط رجل عادي سيتأثر بالتأكيد من إغواء الإناث"
عاد إلى مكتبه يحاول أن يشغل نفسه بالعمل مجدداً.
" لا بأس بيكهيون، هذا يحدث عادة لا بأس"
...................
" إذن ماذا نحتاج؟"
قالها جيمين و أوكتافيا إبتسمت بحماسة لتقول.
" معنا أسبوع واحد حتى أول إمتحان لذا أول ما سنفعله هو أن نعد أنفسنا معنوياً لها"
" إلى مركز التسوق؟"
أومأت و بحماسة سبقته إلى السيارة، ضحك جيمين بخفوت ثم تبعها، إنها تجعل أجواء التحضير للإمتحانات مسلية أكثر مما تكون موترة.
وصلا معاً قسم الأطعمة و هي سبقته بحماسة إلى رفوف الشوكولاتة، أخذت بعض الألواح الباهضة و وضعتها في السلة، الكثير من القهوة سريعة التحضير و الكثير من الوجبات الخفيفة.
ما إنتهت من هذا القسم حتى كانت السلة شبه ممتلئة.
" لن نكون متفرغين للطبخ لذا لنحصل على المعكرونة سريعة التحضير"
تبعها يتمتم.
" و هل نحتاج للطبخ و أنتِ قد أشتريتِ كل هذه الوجبات الخفيفة؟!"
بينما يسيران بين الرفوف توقفت أوكتافيا عندما رأت لارا أمامها.
" اووه لارا هنا!"
إلتفتت لارا و منحت أوكتافيا إبتسامة ملاك كما هي، ترتدي فستان حمل طويل بلون السماء يتناسب مع لون شعرها الأسود الطويل.
" مرحباً أوكتافيا!"
أتى جيمين إلى جانب خطيبته ثم خاطب لارا.
" وحدكِ هنا!"
نفت برأسها تطمئن جيمين.
" لا، جونغ إن معي"
خرج جونغ إن من بين الرفوف يحمل فستان صغير جداً بيده و تحدث إلى لارا.
" انظري يا لارا، أنه جميل سأشتريه"
تبسمت لارا ثم حملت الفستان من يده وقتها فقط جونغ إن رأى الواقفين إلى يمينه.
" اووه مرحباً!"
رد الثنائي له التحية ثم جونغ إن إلتفت إلى زوجته قائلاً.
" هل بقي شيء تحتاجينه؟!"
نفت برأسها و همست.
" لا، لقد أحضرت كل شيء"
همهم لها ثم أخذ العربة عنها و قال لجيمين.
" عليك أن تكون نبيل يا رجل و لا تدع خطيبتك تجر العربة"
أخذ جيمين العربة من أوكتافيا و شزر إليها عندما همست بصوت خفيض.
" تعلم يا عديم الجنتلة"
سار الرجلين معاً و خلفهما الفتاتين، كلام جونغ إن الصادم ما زال له رنين في أذنها، نظرت إلى لارا أنها بالفعل جميلة و لطيفة، لا تفهم لماذا لا يحبها بحق.
" هل يسير زواجكِ بشكل أفضل؟!"
نظرت إليها لارا بجهل فهي لا تدرك سبب السؤال المفاجئ، تأطأت أوكتافيا برأسها و قالت.
" أعتذر إن كنتُ تجاوزت حدودي في سؤالك، إنها أمور شخصية"
تبسمت لارا بإشراق و نفت برأسها.
" لا بأس، أنا فقط تفاجئت"
بحرج إبتسمت أوكتافيا و استمعت إلى تنهيدة لارا.
" إنه يحاول بجد لأجلى أن يتغير و أنا بالفعل أقدر له ذلك"
حاسب الرجلان عن البضائع ثم غادر كل منهما بإمرأته، في منزل جونغ إن جلس هو في صالة الجلوس أما لارا فكانت توضب الأغراض التي إشتروها للتو.
كان شارد الذهن حتى أتت لارا و جلست بجانبه، نظر إليها ثم إبتسم و بأنامله رفع شعرها عن وجهها و وضعه خلف أذنه، لارا إبتسمت بخجل ثم قالت.
" هل هناك مشكلة؟! تبدو مهموم!"
تنهد ثم نفى برأسه، أمسك بذراعها و جذبها لتجلس في حجره، وضعت يدها على صدره بنعومة و أسندت رأسها على كتفه.
إبتسم و أخذ يداعب خصل شعرها بأنامله فقالت.
" أمتأكد أنه ليس هناك مشكلة؟!"
همهم ثم قبل جبهتها قائلاً.
" لا تقلقي، كل شيء بخير"
همهمت بتفهم ثم اضطجعت بصمت على صدره، أنامله التي تسرح شعرها و صدره الذي ينخفض و يرتفع بهدوء أسفلها، قلبه الذي ينبض على وتيرة هادئة أسفل يدها، كل هذا يبعث براحة و طمأنينة ما شعرت بها من قبل معه.
أما لدى جيمين و أوكتافيا فكلاهما كانا يتعاونان في تحضير الشقة إلى ما يدعونه بِ" حفل الإمتحانات".
أساليب أوكتافيا في الدراسة دائماً تنجح و لطالما أعانته، لكل منهما غرفة منفصلة و كل واحد منهما جهز طاولة كتبه.
طاولة أوكتافيا تحوي أقلام كثيرة ملونة و غير ملونة، أوراق لاصقة بألوان و أشكال مختلفة، ديكور للحائط يشجع على الدراسة يتضمن عبارات تشجيعية كثيرة.
و الكثير من الوجبات الخفيفة أصبحت في حيزها بغرفتها بعدما تقاسمتها مع جيمين، إن أوكتافيا الطالبة طفولية جداً.
الكثير من الأوراق و الكتب تطلب مجهوداً كبيراً، أول مادة ستدرها هي مادة الأستاذ كيم، ستكون أول مادة تقدم فيها إمتحان، في تقدريها يومان من المراجعة لهذه المادة سيكن كافٍ.
كما دائماً تقول لجيمين أن الدراسة في ليلة الإمتحان لا تجدي نفعاً إنما فقط عليك مراجعة دروسك فقط، كان عليه أن يدرس أيام العُطل لكنه لا يستمع.
إنقضت ساعة، ساعتان، ثلاث و ها هي في المطبخ تضع قدر الماء على النار لتحضير المعكرونة، حتى تغلي الماء رفقة المعكرونة ذهبت إلى جيمين تتفقد أحواله.
دخلت لتجده ينام على الطاولة و كتبه ما زالت مغلقة، لا تفهم بأي حق يحتج على علاماته إن إنخفضت عمّا يريد.
" جيمين!"
صرخت بغيظ ففزع من نومه و نظر لها.
" ماذا هناك؟!"
إقتربت نحوه متخصرة و هو للتو فقط أدرك الوضع، إرتفعت أنامله لحك مؤخرة عنقه بحرج ثم ضحك ببلاهة و قال.
" تعلمين أنني لا أستطيع أن أدرس دون كوب القهوة"
أشارت إلى الكوب بجانبه بعينيها فضحك و تناوله بحرج، إنه فارغ، لقد شربه بالفعل.
" لديك إمتحانات و نائم، غداً في الساعة التاسعة مساءً عليك أن تراجع معي الدروس و إلا إشتكيتك لتيمين"
وقف سريعاً مذعوراً من تهديدها و ينفي بيديه.
" لا، لا، لا تخبري تيمين، سأذاكر بجد أعدك"
همهمت بتسلط و عقدت ذراعيها إلى صدرها تراقبه يدرس حتى سمعت صوت شيء ما ينسكب لتدرك أن المعكرونة لربما فُسِدَت.
ركضت إلى هناك تشتم جيمين و هو ما إن خرجت تنهد بإرتياح، إن أخبرت تيمين فهو سيكون بورطة حقيقة.
....................................
في قصر كيم الأمور لم تكن هادئة، السيدة كيم لا تتوقف عن تسميع نايون كلام كالسُم بالعمد، كلما غاب تيمين إغتنمت الفرصة والدته في التحقير من شأن زوجته.
رغم أنه يعلم أن هذا الذي سيحصل لكنه لا يملك حيلة تجاه الأمر، عليه أن يهتم بأعمال الشركة مع والده.
السيدة كيم كانت تعاين قائمة وجبة العشاء لهذا اليوم و بما أن جيمين غائب للدراسة مع خطيبته السيدة لم تكف عن التباهي بأوكتافيا بشكل مزري أمام نايون.
هي تتباهى و ترفع أوكتافيا و نايون ليست صغيرة كي تغار أو تنزعج لكن مقابل تابهيها بأوكتافيا إنها لا تتوقف عن التحقير من شأن نايون.
" انظروا إلى ابني الجميل، هو الوحيد من بين أبنائي الثلاثة الذي إستطاع أن يمنحني إبنة في القانون رائعة"
كانت تحدث الخادمات في المطبخ أمام نايون التي تحاول تجاهلها بينما تعد الطبق الذي طلبه زوجها، نظرت إليها السيدة بإستحقار و قالت.
" لم يأتي لي بفتاة لا نعرف من أنجبوها و عاشت بالأزقة و البيوت المهترئة، أو أخرى فقيرة معدمة هربت من حصيرة والدها و أتت لتحصد ثروة ابني"
تنهدت نايون ثم وضعت القدر على النار و عندما أوشكت نايون على الخروج أمسكت السيدة بعضدها و قالت.
" لقد ذهب ابني إلى شقتها الفاخرة ليدرس معها، إنها جميلة و ثرية و راقية كما أنها متعلمة، أتسمعين؟ متعلمة!"
سحبت نايون يدها و إبتسمت قائلة.
" أرجو لهما التوفيق في إمتحاناتهما"
خرجت من المطبخ و ما سمعت إلا بشيء زجاجي قد تحطم قرب قدمها و ألم أصاب قدميها فجأة.
تجمعت الدموع في عينيها ليس لشدة الألم فحسب إنما لكثرة ما أتت هذه المرأة بكرامتها و هي لسانها معقود عن الرد فقط كرامة لتيمين.
" تيمين لا يلمسكِ أبداً لهذا لم تحملي طفلاً بعد جونغهيون، لأنه لا يريدك و لا يحبك بل يجبر نفسه عليكِ و يعاملكِ معاملة لطيفة لا تستحقينها منه، إنتِ مجرد حثالة بلا كرامة تتمسك برجل لا يحبها لأجل الثروة"
إلتفتت إليها نايون و لكثرة ما حبست الدموع في عينيها أصبحت حمراء كالجمر، نايون لطالما كانت إمرأة صالحة و رقيقة لكنها الآن غاضبة و هذا ما لم تتوقعه السيدة أبداً، أن ترد لها زوجة إبنها الصاع صاعين.
" أخبريني، أنتِ من أين أتى بكِ زوجكِ؟! هل أذكرك من أين؟! لطالما تبجحتِ برقيكِ الإجتماعي أمامي لأنكِ تظنين أنني لا أستطيع الرد و لأنك تظنين أنني لا أعلم من أين أنتِ"
إقتربت إليها نايون بجراءة و تحدثت بلسان حاد إفتضح أسرار السيدة أمام خادمتها.
" أنتِ تعشقين الدراما و ما إلى ذلك خصوصاً عندما تكون البطلة الخادمة الجميلة و البطل السيد، تستمتعين بها لأنها تناسبك، أليس كذلك؟!"
إتسعت عينا المرأة و إمتلئت بالدموع، كانت لتدفع حياتها ثمناً و يبقى هذا الأمر مستوراً للأبد.
" أنا لم أغوي تيمين بقوامي و أنا أرتدي زي الخادمات، و لم أقضي معه ليلة و احمل بطفل غير شرعي، أتظنين أنني لا أعلم بأن تيمين إبنكِ من السيد كيم الغير شرعي؟!"
صفعة قوية نالت من وجنة نايون و السيدة التي تقف أمامها تلهث أنفاسها بغضب شديد، رفعت نايون رأسها و نظرت إلى الخادمات اللواتي شهدن على كل شيء و إبتسمت تمسك بوجنتها رغم أن الدموع ما فتئت تتراكم في عينيها.
" أنا لستُ ابقى هنا لأجل الثروة، أنا لستُ مثلك، أنا تزوجت تيمين لأنني أحبه، لم أتزوج رجل يكبرني بعشرين عام فقط لأنه ثري كما فعلتِ أنتِ."
وخزت صدر السيدة بسبابتها و همست بكره.
" أنا لستُ مثلكِ سيدة كيم"
تركت السيدة تشتعل غضباً خلفها و هي صعدت تقصد السلالم صعوداً إلى غرفتها، أخيراً هطلت دموعها ساخنة على وجنتيها فور أن دخلت و أغلقت الباب.
تقدمت ناحية المرآة و مسحت دموعها بخشونة عن وجنتيها و همست.
" من اليوم لن أبكي و لن أتحمل المزيد، ما يجعلني أصمت هو إبني و الآن لن يسكتني شيء"
وضعت بعض حقائب على السرير و بدأت بملئها بثيابها ثم حملت أخرى إلى غرفة جونغهيون و أخذت تضع بها ثيابه، جونغ هيون الذي كان يجلس خلف طاولته تسآل.
" أمي، لماذا تجمعين ثيابي؟ هل سيأخذنا أبي لمكان ما؟!"
توقفت للحظة تفكر بأبيه، أبوه الذي لن تصبر من أجله بعد الآن، بجفاء أمرت طفلها.
" إنهض و بدل ثيابك ثم اجمع كتبك و الأشياء التي تريدها في هذه الحقيبة فنحن لن نعود إلى هنا"
نهض الطفل و ما جادل والدته فهو يخشى منها عندما تغضب رغم أنها لم يسبق لها حتى أن نظرت إليه بغضب.
باشر الطفل بجمع أغراضه و فهم أن مشكلة ما حدثت، هو صغير لكن ذكي و أدرك أنه سيذهب مع أمه دون أبيه لذا بكى بينما يجمع أغراضه.
عادت نايون إلى غرفتها و حالما إنتهت من جمع أغراضها راحت لغرفة صغيرها، وجدته يجلس على سريره و أغراضه موضبة في حقيبتيه.
طلبت سيارة أجرة ثم حملت الحقائب إلى الخارج و بيدها الأخرى أمسكت طفلها و خادمتين ساعدناها بنقل بقية الحقائب.
وقفت السيدة تراقب ما يحدث و بتهكم قالت بينما تمر من أمامها نايون.
" قلتِ أنكِ لا تريدين ثروة إبني إذن لماذا تحملي ماله في هذه الحقائب؟!"
إلتفتت إلى السيدة و قالت.
" من ثروة إبنك سآخذ ثيابي و ثياب حفيدك و سأترك لكِ سيارتين مسجلة باسمي و اسم ابني"
برمت السيدة شفتيها بسخط و نايون تجاوزتها إلى الخارج، إنطلقت سيارة الأجرة إلى حيث نايون ستجد كرامتها رغم الضيق، ستجد نفسها رغم القِلة، حيث نايون لا تحتاج أحد سواها.
الطفل بجانبها لم يقل شيئاً إنما يبكي بصمت شديد، ما هانت عليها دموعه فحملته إلى حِجرها و قالت.
" لا تبكي عزيزي و إلا سأبكي أنا أيضاً، تعلم أنني أحبك و دموعك لا تهون علي، أليس كذلك؟!"
أومئ لها لتضمه إلى صدرها و همست.
" أعدك يا صغيري أنني سأوفر لأجلك أفضل حياة حتى لو تطلب مني ذلك العمل ليلاً و نهاراً"
رفع الصغير رأسه من على صدرها و همس باكياً.
" ألن أرى أبي مجدداً؟!"
تبسمت و أعادته إلى حضنها و قالت.
" بلى عزيزي، سترى والدك و ستذهب إلى بيت جدك كلما أردت ذلك"
إحتج الطفل بصوت خفيض.
" و لكنكِ لن تكوني معي!"
تنهدت و أخذت تمسح على شعره بلطف، هي تحملت طوال السنين من أجله فقط لكنها ذُلِت كثيراً، أكثر مما يسع للمرء أن يتحمل.
وصلت إلى المنزل الذي عاشت به طوال حياتها قبل الزواج، تشكر الله أنها لم تبعه، هذا المنزل الصغير هو فعلياً كل ما تملك.
دخلت بعد جونغهيون الذي أخذ يدور في المنزل بإستهجان، إنه صغير جداً و في حي فقير جداً لكنه بسيط و لقد أعجبه.
أنه الليل بالفعل تيمين سيكون قد وصل و علم ما حدث، كان تقدريها في محله فها هو يرن بإصرار لكنها لن تجيبه.
قامت بترتيب الثياب و جعلت صغيرها ينام، قرابة منتصف الليل طرق أحدهم بابها، أخذت حذرها و حملت معها عصا غليظة و ما إن فتحته حتى دفعه أحد من الخارج و أسقطها أرضاً.
رفعت رأسها تنظر إلى تيمين، عيناه حمراء و يبدو أنه قد بكى، ثيابه مهملة و شعره مبعثر و كأن عاصفة مرت به و أبت إلا أن تقتلعه معها.
" إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة بزوجتي و بطفلي مني؟!"
...........................
و لا مكان، حبت اتغير جو حضرتك😆
سلااااااااااااام♥️
البارت القادم بعد ٨٠ فوت و كومنت.
١. رأيكم بأوكتافيا الطفولية إن تعلق الأمر بالدراسة؟ إغاظتها لجيمين؟ و حديثها القصير مع لارا؟
٢. رأيكم بجونغ إن و معاملته مع لارا رغم أنه لا يحبها كما قال لأوكتافيا؟
٣. رأيكم ببيكهيون و غيظه الشديد من بيول إلا أنه في النهاية وقع ضحية لجمالها؟
٤.رأيكم بنايون و ردها القوي على السيدة و قرارها بالرحيل؟
٥. ما السبب الذي جعل تيمين يعامل زوجته بخشونة في آخر مشهد؟ و رأيكم بالسيدة كيم؟
٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі