CH 16|| أحكام
دوماً ما كنتُ كسطر شِعريّ بسيط داخله عميق جداً و لكنكم لا تدركون!
وصلت أوكتافيا المكتبة التي إتفقت هي و أستاذها أن يلتقيا بها، إختارت ذات المكان الذي جلسوا به في المرة السابقة و جلست تنتظره.
هي وصلت باكراً بعض الشيء لذا لا بأس، لكنها تفاجئت عندما رأته يخرج من حيز رفوف الكتب و تقدم لها، وقفت سريعاً تصافح يده الممتدة.
" اووه! أنت هنا! "
تبسم ليأتي إلى كرسيه بجانبها.
" أنني آتي عادة إلى هنا باكراً لكي أقوم ببعض العمل"
أومأت متفهمة ثم بدأ العمل على المشروع مجدداً.
" إذن اليوم ماذا سنناقش؟"
إفتتح سؤال الأستاذ كيم المناقشة التي ما أنتهت إلا بعد مرور ساعة من الزمن، تنهد الأستاذ كيم و نظر في ساعته ليقول.
" تبقى معنا أكثر من نصف شاعة حتى موعد المحاضرة"
همهمت أوكتافيا بينما تلملم أغراضها لذا قال.
" ما رأيكِ أن نستغل هذا الوقت المتبقي في الحديث بينما نشرب القهوة في المقهى القريب؟"
ترددت أوكتافيا قليلاً بالموافقة لكنها في النهاية وافقت، أستاذها يبذل جهداً عظيم معها لتغطية مشروع التخرج لذا لا بأس إن شاركته كوب قهوة.
" حسناً تفضل"
أختار الأستاذ كيم طاولة بعيدة في زاوية المطعم لا تلاحظ، أخذ مقعده مقابلها و طلب قهوة لكليهما و بينما هم في إنتظار القهوة قال.
" لقد لاحظتُ البارحة أن الأمور بينكِ و بين جيمين أخي ليست على ما يرام"
تبسمت بخفة و أخفت حرجها بحمحمة عندما تذكرت الذي حدث بينهما الأمس.
" لقد وصلنا معاً إلى تسوية ترضي كلينا"
أومئ جونغ إن متفهماً ثم قال.
" تحدث خلافات عديدة بين أي ثنائي حديث، لكن رغبتُ أن أسئلكِ سؤالاً و أرجو ألا تفهمي مقصدي على نحو خاطئ"
قبضت حاجبيها بخفة لكنها أومأت موافقة أن تستمع له فقال.
" هل تحبين جيمين بحق؟"
أنزلت رأسها ثم إبتسمت بحرج ليقول.
" أعتذر، لربما أنا تجاوزتُ حدودي"
نفت أوكتافيا برأسها سريعاً ثم أجابته.
" الأمر ليس كذلك لكنني تفاجئت قليلاً"
رفعت رأسها بعد فينة و همست.
" أنا أحبه "
أومئ مبتسماً لها ثم قال.
" أردتُ الإطمئنان فقط"
آتى النادل بالقهوة ثم غادر و لكي تنهي أوكتافيا الحرج الذي دار بينهما بسبب الصمت قالت.
" كيف حال لارا؟ أرجو أنها تمضي فترة حملها بشكل جيد!"
تنهد ببأس فقضبت حاجبيها و بقلق تسآلت.
" هل حصل لها شيء؟!"
نفى بيديه سريعاً و أردف.
" لا! هي كلياً بخير"
تنهدت بأرتياح ثم تسآلت.
" إذن؟"
نظر بعيداً عنها بحرج ثم أفصح بنبرة بائسة.
" إذن المشكلة بي أنا و ليس بلارا"
وضعت كوب قهوتها و منحت الحديث حقه من التركيز.
" هل أستطيع أن أسألك ما هي المشكلة؟"
تبسم و قد بان عليه إنكسار، بان عليه كم هو مهموم و أكتافه ثقيلة.
" المشكلة أنني لا أستطيع أن أمنح لارا السعادة و الحب الذي تستحقه مني"
رفع رأسه إليها و قال.
" ألا تتسآلين كيف استطعت الوصول إليها يوم كانت في شقتكِ؟!"
بلى، هي تملك فضول شديد حول هذا الأمر، لارا كانت في شقتها بآمان فجأة ظهرت بصحبته.
" في الحقيقة نعم أود أن أعلم ذلك"
الآن كان عليها أن تكتشف أن جونغ إن ليس بالرجل البسيط العادي، أنه إن أراد شيء وجده.
" في الحقيقة كنت أعلم أنها ستطلب عون جيمين لذلك وضعت من يتبعه دون أن يلحظ"
أومأت متفهمة ثم نظرت إليه بتردد ليقهقه بخفة قائلاً.
" أسأليني لا حرج"
" لماذا؟!"
بفضول أوضحت.
" أقصد لماذا هي حاولت أن تهرب منك عدة مرات؟ ربما أنا أتدخل في خصوصياتك كثيراً، لستَ مجبوراً على الإجابة"
نفى برأسه أن لا حرج بسؤالها ثم تحدث.
" الأمر كما قلت لكِ أنا لا أستطيع منحها السعادة التي تستحقها."
رفع نظره إلى أوكتافيا و بعد تنهيدة قال ما يجثم على صدره.
" هي زوجة رائعة و إمرأة طيبة لكنني أنا لا أحب لارا"
إحتجت سريعاً و تناست أنها تجلس معه بصفتها خطيبة أخيه.
" لكنك من إختارها!"
أزال اللبس عن فهم أوكتافيا بتفسيره.
" أنا أخترتها لأنني كنت مجبور على الأختيار، والدي كان يسعى إلى شراكة عن طريق تزويجي لأحد منافسيه، أرغمني أن أرتبط بفتاة مدللة لا تعرف في الحياة إلا الثياب و مستحضرات التجميل"
تحدثت أوكتافيا تفترض.
" لذا عرضت الزواج على لارا"
نفى جونغ إن برأسه و قال.
" ليس الأمر بهذه البساطة، عائلتها رفضتني و قالوا أنهم يريدون لابنتهم شاب من طبقتهم يحفظها و لا يفرط بها"
صدمة كانت بالنسبة لأوكتافيا أن تعلم هذه الأمور عنه و لكن الأمر لم ينتهي هنا فتسآلت.
" إذن كيف أقنعتهم؟"
تبسم جونغ إن لحلو الذكرى قائلاً.
" لارا فتاة بسيطة جداً، بعدما أنهت الثانوية بنجاح لم تستطع الإلتحاق بالجامعة بسبب التكاليف و توجهت لتدريس الأطفال الصغار في حيها مقابل ثمن بخس، هكذا عرفتها"
بينما أوكتافيا تستمع هو قص عليها قصته مع زوجته لارا.
" كنتُ فار من جور أبي إلى حي قدري ساقني إليه و هناك رأيتها في إحدى الحدائق العامة يجتمع حولها الأطفال و هي تقوم بتعليمهم حروف الهجاء"
إتسعت إبتسامته أكثر و تبسمت أوكتافيا بينما يروي.
" أصبحت أتردد إلى ذلك المكان كثيراً حتى أراها و أتحرق شوقاً لأعلم الفستان الذي سترتديه، أهو الأحمر أم الوردي أم الأزرق، حتى لاحظتني بالنهاية هي و أتت نحوي تسألني تتهمني بمراقبتها"
إنتحبت أوكتافيا بلطف قائلة.
" هذا لطيف!!"
أومئ جونغ إن ثم قال.
" وجدت أنها الخيار الأمثل أمامي فأخبرتها أنني معجب بها و أود لو أتزوج منها، كنت أحتاج لأن أتزوج سريعاً لأن موعد زفافي الذي حدده أبي كان يقترب و أنا أخسر المزيد من الوقت"
الكثير من التفاصيل فيما يخص حياة جونغ إن ما كنت تظن أن جونغ إن عاشها، ظنت أنه بلا هموم و جروح، ظنت أنه شاذ عن أخويه فقط.
" إذن ماذا فعلت؟"
رأى جونغ إن رغبة أوكتافيا في معرفة المزيد لذا قال.
" ذهبت إلى منزلها و لكن عائلتها رفضتني، اضطررتُ في النهاية أن نعقد القِران سراً ثم هربت معي "
شهقت أوكتافيا بخفة و رفعت يدها إلى فمها.
" يا إلهي!"
قهقه جونغ إن بخفة ثم أكمل.
" لهذا السبب عائلتي تكرهها، لقد أتيتُ بها إلى القصر يوم زفافي من الأخرى و تسببتُ بفضيحة تكتم عليها فيما بعد أبي بالمال كي لا تقع الشركة من منصبها"
تنهد بعدها بهم ثم ارتشف من كوبه الذي مال للبرودة.
" لكنني مع الوقت أدركت أن الذي كننته للارا ليس حباً بل إعجاب فقط، أخطأتُ في حقها كثيراً و هي دوماً ما تسامحني، انعرجت عن الطريق الصواب و تسببت بمشاكل كثيرة"
نظر إلى أوكتافيا و ابتسم منكسراً مهموماً.
" الآن أنا نادم على هذا الماضي و أود لو أصلح كل أخطائي معها بغض النظر عن مشاعري، هي تستحق مني الحب و لطالما ضحت من أجلي، الآن دوري لأعوضها"
تبسمت أوكتافيا بصدق ثم قالت.
" أنت رجل رائع بالفعل، اعتذر عن ظنوني السابقة و الخاطئة عنك"
ضحك بخفة ثم همس.
" لا بأس، أبدو للجميع بهذا السوء"
صمتت لا تعرف بماذا ترد ذلك لأنها تشعر بالحرج لكونها من الجميع الذي بدى لهم سيئاً حتى قال فجأة.
" أصدقاء؟"
أومئت و صافحت يده التي امتدت لها تقول.
" نعم،أصدقاء"
بعد حديث قد كُتِب له أن يكون طويل بينهما لتدرك فيه أوكتافيا أن جونغ إن ليس بالشر الذي تظنه و لا بالسطحية التي اتهمته بها.
أنه أكثر طهارة من أن يتلبسه كاي و هي الآن نادمة بالفعل على ما ظنته فيه، سرعان ما تتخذ أوكتافيا صورة عن أي شخص و سرعان ما تغيرها كما الآن تماماً.
لقد وصل بها الحد أن تشفق عليه قليلاً لأنه ضحى بسعادته كي يحصل على حريته من قيود أبيه.
جيمين كان ينتظرها في المرآب متكأ على سيارته كما العادة لكن الذي اختلف اليوم هي تلك الإبتسامة التي تملئ شدقيه.
تقدم منها عندما نزلت من سيارتها و رحب بها بعناق إلى صدره قائلاً.
" صباح الخير يا حب!"
للخجل الذي آتاها فجأة ارتبكت و ما عرفت كيف ترد وقتها استمعت إلى ضحكته ترن في سمعها ذلك لأنه أدرك أن الخجل يخالجها.
" لم أعتد بعد يا جيمين"
ربت على كتفها ثم لف ذراعه حول كتفيها قائلاً.
" ما زلنا أصدقاء و لكن أنتِ حبيبتي"
أرادت أن تخفف عبئ الجو على نفسها فقالت.
" أهذا يعني أنك ستتوقف عن كونك عديم الجنتلة؟!"
قهقه ملئ شدقيه ثم همهم ينظر في عينيها بتمعن بطريقة أخجلتها فقالت.
" لا تنظر إليّ هكذا، أشعر بعينيك تنهم من وجهي!"
إقترب بوجهه أكثر إليها فشهقت بخفة و أغلقت عيناها، رسى جبينه على جبينها و أخذ يتلذذ بالنظر إلى ملامحها القريبة ثم بصوت لم يستخدمه معها من قبل قال.
" فلتشهدي على ولادة جيمين جديد، صدقيني أنني سأوقعكِ بحبي وقعة لا قومة لكِ بعدها"
وضع قبلة على دبوب أنفها فنشزت و فتحت عيناها تنظر إليه، ود لو يسرق قبلة أخرى من شفتيها كالأمس لكنها منعته عندما وضعت سبابتها على شفتيه و قالت.
" جيمين نحن في مكان عام، ما بال مشاعرك إنفلتت علي مرة واحدة؟"
قبل سبابتها لترفعه سريعاً بحرج، إبتعد قليلاً و ما ابعد عينيه عن وجهها فقال.
" و إذن؟!"
إرتفعت إبتسامة لعوب على شفتيها و قالت.
" أنا فتاة رقيقة كما تعلم"
حاول كتم ضحكاته فلم يستطيع لذا ضحك من كل قلبه و عندما شعر بها تحترق غضباً فرّ هارباً منها و هي تركض خلفه.
" جيمين توقف! ماذا كنت تقصد بضحكتك هذه؟! اخبرني!"
جونغ إن لتوه وصل و أخذ ينظر لهما من بعيد بإبتسامة خفيفة، يا لهما من شقيان!
.............................
بعدما تعرف بيكهيون على شركاء والده في الأسهم أصرّ والده أن يستثمر مهارات ابنه في العمل لذا جهز له مكتب و منحه منصب حتى يعود إلى الولايات المتحدة.
بعث والده مساعده كي يعرف بيكهيون على مكتبه و كي يعرفه على من هم في نطاق عمله، عرفه على مكتبه و مكتب مساعدته الشخصية و أوكله في مهماته.
قبل أن تصل مساعدته مكتبها كان كل شيء بخير حتى رأى فتاة الحانة تدخل مكتبه بزي رسمي و تنحني له معرفة بنفسها.
" مرحباً سيدي أنا مساعدتك الشخصية كيم بيول"
أشار لمساعد والده بالمغادرة بينما ينظر إليها بنظرات لا تبشر بالخير و بعدما غادر الرجل قال.
" أنتِ ما الذي آتى بكِ إلى هنا؟ لماذا و اللعنة تتبعيني؟!"
أعوجت إستقامتها ثم بإبتسامة متطرفة قالت.
" لأني أحبك"
أدار وجهه عنها و شتمها فقالت.
" سيكون صدري واسع لشتائمك"
نظر إليها مجدداً يدحجها بنظرة كارهة فابتسمت قائلة.
" ألم ترى في الدراما عندما يقع المدير بحب مساعدته الشخصية؟ هذا هدفي!"
لم يظهر عليه رد فعل سوى الصمت و النظر إليها بطريقة كريهة حتى إستقام عن إتكائه و اقترب إليها و هي ضلت ثابتة في وقفتها دون خوف من هيبته بل بكل حب رمقته.
أمسك بها من عِضدها فجأة و جذبها إليه بقسوة فابتسمت سعيدة، إن كان غضبه سيقربه إليها فستعمل من أجل إثارة غضبه.
" يبدو أنكِ صغيرة جاهلة بلا أهل يجيدون التربية، لا تظنّي أنيّ سهل المنال و ساقطة مثلكِ لن أقع لها!"
رغم أن كلامه يجرح و قصد فيه إيلامها إلا أنها ما جُرِحَت و لا تأثرت حتى فيما قاله، أفلت يدها بقسوة و إزداد حنقاً لأنه فشل في محو تلك الإبتسامة.
إقتربت منه بذات الإبتسامة و همست تنظر في عينيه الحادتين عليها.
" تينكِ العينين القاسية و ذلك اللسان الحاد جزء منك و أنا مغرمة بكل أجزائك!"
أشاح بوجهه عنها و اغمض عينيه يكتم غيظه، لو أنها رجل لعلمها الأدب في التحدث معه بلكمتين و ركلة.
نفث أنفاسها بغية تهدئة نفسه ثم همس آمراً.
" اخرجي، أنا لن أقبل بكِ مساعدة لي"
ضحكت بنعومة ليفتح عينيه و ينظر لها.
" و هذا المنصب النبيل فقط لي، لن يحدث أن يكون لغيري"
لقد وصل السيل الزُبى و وقاحتها بالفعل تستفزه، قذف ما يعلو مكتبه و صرخ بها بقوة.
" اخرجي!"
تراجعت قليلاً و احتفظت بإبتسامتها.
" إننى أرى دخان يخرج من رأسك المحترق"
فرّت سريعاً عندما حمل حاملة الأقلام و كاد يرميها بها.
قهقهت بخفة و همست.
" يعجبني اللعب معه"
وضعت يدها على قلبها الذي ينبض بقوة ثم بحماسة و فرح أخذت تضرب قدميها بالأرض حتى سمعت صوته من الداخل.
" يا غبية!"
قليلاً و سيفتح الباب لكنها هربت سريعاً من المكتب، تنهد بغضب عندما لم يجدها ثم ضرب الباب بأقوى ما لديه، هي المختبئة قرب الباب وضعت يدها على قلبها و انتحبت.
" حبيبي العصبي!"
وصل نائب المدير التنفيذي إلى مكتب بيون بيكهيون و أطلعه بيكهيون أنه لا يريد هذه الفتاة مساعدة لديه فاستدعاها النائب.
أخذت تفرك عيناها بقوة حتى إحمرت و وضعت ماء في عينيها ثم ذهبت إلى المكتب بهيئة هزيلة.
إستأذنت ثم دخلت المكتب و انحنت، لم ترفع رأسها بل أبقت عليه منخفضاً و يداها معقودة أمامها، تبسم بيكهيون ساخراً، شتان ما بين الفتاة قبل قليل و الآن.
" آنسة كيم، المدير بيون يرفض أن تكوني مساعدته، هل لديكِ تفسير؟!"
نفت برأسها ثم إنحنت بجذعها قائلة برسمية.
" لا سيدي، أنا آسفة سأعمل بجد"
كتمت إبتسامتها بالقوة عندما قال النائب.
" ارفعي رأسكِ من فضلك"
رفعته ليجلس النائب بإرتباك لرؤية حالتها المزرية ثم قال.
" بيكهيون لا يصح أن تفعل بها هكذا، كرامة موظفينا فوق كل شيء!"
ضيق بيكهيون عينيه عليها ثم أومئ للمدير قائلاً.
" أتركها هنا، أريدها مساعدتي"
نهض النائب و خرج بعد ذلك و هو ما زحزح عينيه عنها، بعدما خرج المدير أمالت برأسها و ابتسمت إبتسامة واسعة فقال.
" يا لكِ من خبيثة!"
قهقهت بخفة ليومئ مهدداً، سيجعلها تضحك كثيراً في المستقبل و لكن على طريقته.
" أنتِ من طرقتِ أبوابي، تحملي إذن"
همهمت تنظر إليه بإبتسامة واسعة على ثغرها، عليه أن يغير بعض ظنونه عنها، هذه ليست فتاة سهلة أبداً.
..................................
منذ أن جونغ إن إستقام طريقه أصبح والده يدعوه إلى القصر لتناول العشاء مع العائلة بشكل دوري.
وصل لتوّه رفقة زوجته الحامل و قام السيد بدعوة أوكتافيا كي يذهب البأس و تصبح أقرب إلى العائلة.
رفضت أن يأتي جيمين لنقلها و فضلت أن تأتي وحدها بسيارتها لكن جيمين ما برح باب القصر بل ضل بإنتظارها.
إبتسم عندما رآها تدخل أسوار القصر بسيارتها و ذهب إلى حيث وقفت لإستقبالها، فستان أسود واسع من أسفل خصرها و ضيق من فوقه، كانت تبدو في غاية النعومة و الجمال.
أحاط خصرها بذراعه عندما نزلت و طبع قبلة على وجنتها، القريبة لتبتسم بخجل.
" تبدين جميلة جداً"
وضعت يدها على صدره تبعده و قالت موبخة.
" كُف عن العبث، نحن بالفناء و أمام حرس والدك!"
أمسك بيدها ثم دخل بها إلى القصر، استقبلته والدتها بحفاوة على عكس إستقبالها البارد للارا، صافحت تيمين و عانقت زوجته و قبلت طفلهما ثم اتجهت لتعانق لارا بلطف و صافحت يد جونغ إن الذي نظر لها بإعجاب.
جلست بجانب خطيبها و بدأت تبادلهم الحديث حتى آتى جونغهيون الصغير و جلس على قدميها و بيديه يلعب بخصل شعرها البني على كتفيها.
" أنتِ ستتزوجين عمي و تأتي لتعيشي هنا معنا؟"
همهمت للصغير بإبتسامة واسعة فقال.
" و ستحضرون أطفال صغار ألاعبهم؟"
بحرج نظرت إلى جيمين الذي يجلس بجانبها و على شفتيه إبتسامة واسعة، إنه سعيد بما سمع، نظرت إلى الصغير مجدداً و قالت بينما تمسح على شعره.
" أستنتظر حتى ذلك الحين؟ أطلب من والديك أخ صغير تلاعبه"
قالت ذلك عن عمد فنظرت إلى نايون الذي إرتفع الحرج على وجهها و تيمين الذي مثل أنه لا يسمع.
" أرجو ذلك"
إلتمت العائلة على طاولة العشاء، أمام أوكتافيا يجلس جونغ إن، و جيمين بجانبها، نظرت أوكتافيا إلى لارا، إنها تبتسم بصدق و هي بالفعل تشعر بالسعادة لأن لارا سعيدة.
" أليس وقت أن نزوجكما يا أوكتافيا، ما رأيك؟!"
تحمحت تنظر إلى جيمين لا تعلم ماذا عليها أن تجيب و لكنه إغتاظ لأن والده لم يحدثه في الأمر بل لم يسأله عن رأيه.
" دع الأمر قليلاً سيدي، علينا أن نتخرج أولاً"
أومئ السيد كيم رغم إعتراضه فابتسمت بحرج و من أسفل الطاولة أمسكت بيد جيمين و همست.
" لا بأس"
أومئ لها بهدوء ثم أمسك بأناملها في كفه و إبتسم.
بعد العشاء خرجت أوكتافيا صحبة جيمين إلى حديقة القصر يسيران.
" لا تنزعج لقول والدك يا جيمين، تعلم أنهم جميعاً كذلك"
همهم متفهماً و قال.
" أعلم ذلك، لقد إعتدت فلا تقلقي "
توقفا عندما آتى صوت تيمين من خلفهما فإلتفتا إليه.
" جيمين، أيمكنك أن تأتي معي لدقيقة؟!"
أومئ جيمين و أستأذنها ليجيب أخيه فأذنت له و غادر، سارت بالحديقة وحدها و بمحاذاة المياه سارت وحدها.
الأرض زلِقة أسفل قدميها و هي تنتعل كعب عالي فزلقت قدمها و كادت تسقط في الماء إلا أن يد من العدم إمتدت لتمسك بها بقوة و تجتذبها إلى صدره.
نظرت إلى جونغ إن الذي يتنفس بقوة و هي قلبها يطرق كالطبل في صدرها.
" أنتِ بخير؟!"
أومأت له ثم همست.
" نعم بخير"
لكنه لم يفلتها فهمست بحرج.
" شكراً لك جونغ إن"
أفلتها و حمحم بحرج يقف بقربها.
" كوني حذرة، الحوض زلق"
أومأت بهدوء و وقف هو بصمت قربها حتى قالت.
" نسير؟"
أومئ لها ثم أشار لها أن تتفضل، جيمين في طريق عودته إليها رآها تسير رفقة أخيه و تبتسم برقة معه، الأمر أثار غضبه ذلك لأنه غار عليها.
لم يعجبه أن ينفرد أخاه بها رغم أنه تغير و أصبح سويّ، تقدم منهما ثم بغيرة أحاط خصر أوكتافيا و جذبها إليه قائلاً.
" أرى أنكما تنسجمان معاً"
تلك الإبتسامة ما زالت على شفتي أوكتافيا.
" نعم، نحن بالفعل ننسجم."
همهم لها بينما ينظر إلى جونغ إن فقالت أوكتافيا كي تزيل البأس.
" أقضيت حاجة تيمين؟"
همهم لها و جونغ إن ربتّ على كتف جيمين و قال.
" أراكما غداً، سأعلن عن موعد الإمتحان في الغد"
أومئ كلاهما له ثم غادر يتركهما وحده، سارت أوكتافيا رفقة جيمين و هو يحتضن خصرها.
" في ماذا كنتِ تتحدثي رفقة جونغ إن؟"
حركت كتفيها تنفي.
" لا شيء مهم، أحاديث عشوائية"
همهم لها ثم جذب رأسها ليقبله فابتسمت برقة و نظرت في وجهه، إبتسم ثم طرق أنفها بسبابته ليقهقه بخفوت.
" لطيفة!"
لا يستطيع أن يبقى غاضباً منها مهما كانت أسبابه و مهما كثر غيظه.
.....................
دخل تيمين غرفته بعد زوجته، كانت تجلس قرب تسريحتها تجفف شعرها، بدى غاضباً لا تفهم لماذا فقالت.
" أهنالك شيء يغضبك؟"
تنهد ثم نفى برأسه و اقترب إليها، أخذ من يدها المجفف و راح يجفف لها شعرها و هي سكنت بحرج.
" أمي و كلاهما المعتاد، منذ فترة و هي تصر على حفيد آخر و أبي يؤيدها، أستطعت أن أسكت أفواههم متحججاً بطفل جونغ إن لكن بعد كلام الصغير اليوم أصبحت أكثر إصراراً"
وقفت بعدما أنهى تجفيف شعرها و قالت.
" لا بأس، فترة ثم سيتوقفون عن الإلحاح"
أمسك بخصرها فجأة و دسّ وجهه في خصل شعرها يستنشق تلك الرائحة العطرة التي تفوح منه، ارتبكت جداً و تحركت لدفعه عنها.
" تيمين! ماذا تفعل؟!"
إبتعد عنها لأصرارها في دفعه ثم همس و بيده يتلمس وجنتها.
" لماذا تبعديني عنكِ رغم أننا زوجين؟"
كاد أن يقتص من عنقها قبلة فدفعته بكل قوتها ليتراجع خطوتين.
" لأنك لا تحبني أنا!"
رأى تلك الدموع تتسابق للخروج من عينيها و حاول تهدئتها لكنه تأخر بالفعل.
" أنا آسف، أردتُ إسعادك"
صرخت بينما تبكي.
" و من قال لك أن ساعدتي تكون و أنا في حضنك و على سريرك؟!"
حاول تهدئتها و الأعتذار منها لكنها نفرته أكثر و خرجت من الغرفة، عليه ألا يشرب الخمر مجدداً مهما كان مضغوطاً.
جلس على السرير متأسفاً و نادماً لما فعله، ما كان عليه فعل ذلك و هو دائماً من رفضها، و هو الذي لا يحبها.
هي تزوجته لأنها تحبه بخلافه الذي تزوجها كي لا يتزوج فتاة من أختيار والديه و أجبرها على تقبله كيفما كان بعدما حصل منها على جسدها.
كانت مستعدة أن تجعله يطير سعادة لكنه كان نافراً و لئيماً معها، تخلى عنها بعدما أصبحت أمرأته و أصبحت في ظله بلقب زوجة بلا حقوق.
" يا لي من أحمق!"
ضرب رأسه بيديه ثم نهض ليراها، يعلم جيداً أنها ستكون في غرفة ابنه مختبئة منه و تبكي بسببه.
ذهب إليها و بالفعل كانت تجلس قرب النافذة على أريكة ابنها الصغيرة و تبكي، وضع يديه على كتفيها فنشزت و أخذت تكفكف دموعها سريعاً.
" أنا آسف، لا أعلم ما الذي دهاني لأتصرف بهذه الطريقة معكِ، أنتِ رقيقة جداً و أنا كنتُ فظاً معكِ، أنا آسف!"
مسحت دموعها ثم وقفت تغطي إبنها جيداً.
" لا بأس تيمين"
..................
سلاااااااااااااام
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت
١. رأيكم بقصة لارا و جونغ و لماذا جونغ إن أخبر أوكتافيا عن مشاعره و عن حقيقة إرتباطه بلارا؟!
٢. رأيكم ببيكهيون و بيول؟ إستفزاز بيول لبيكهيون و غضبه منها؟
٣. رأيكم بجيمين و تطور علاقته بأوكتافيا؟!
٤. رأيكم بأوكتافيا و علاقتها بجونغ إن؟!
٥.رأيكم بتصرف تيمين مع زوجته؟
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
وصلت أوكتافيا المكتبة التي إتفقت هي و أستاذها أن يلتقيا بها، إختارت ذات المكان الذي جلسوا به في المرة السابقة و جلست تنتظره.
هي وصلت باكراً بعض الشيء لذا لا بأس، لكنها تفاجئت عندما رأته يخرج من حيز رفوف الكتب و تقدم لها، وقفت سريعاً تصافح يده الممتدة.
" اووه! أنت هنا! "
تبسم ليأتي إلى كرسيه بجانبها.
" أنني آتي عادة إلى هنا باكراً لكي أقوم ببعض العمل"
أومأت متفهمة ثم بدأ العمل على المشروع مجدداً.
" إذن اليوم ماذا سنناقش؟"
إفتتح سؤال الأستاذ كيم المناقشة التي ما أنتهت إلا بعد مرور ساعة من الزمن، تنهد الأستاذ كيم و نظر في ساعته ليقول.
" تبقى معنا أكثر من نصف شاعة حتى موعد المحاضرة"
همهمت أوكتافيا بينما تلملم أغراضها لذا قال.
" ما رأيكِ أن نستغل هذا الوقت المتبقي في الحديث بينما نشرب القهوة في المقهى القريب؟"
ترددت أوكتافيا قليلاً بالموافقة لكنها في النهاية وافقت، أستاذها يبذل جهداً عظيم معها لتغطية مشروع التخرج لذا لا بأس إن شاركته كوب قهوة.
" حسناً تفضل"
أختار الأستاذ كيم طاولة بعيدة في زاوية المطعم لا تلاحظ، أخذ مقعده مقابلها و طلب قهوة لكليهما و بينما هم في إنتظار القهوة قال.
" لقد لاحظتُ البارحة أن الأمور بينكِ و بين جيمين أخي ليست على ما يرام"
تبسمت بخفة و أخفت حرجها بحمحمة عندما تذكرت الذي حدث بينهما الأمس.
" لقد وصلنا معاً إلى تسوية ترضي كلينا"
أومئ جونغ إن متفهماً ثم قال.
" تحدث خلافات عديدة بين أي ثنائي حديث، لكن رغبتُ أن أسئلكِ سؤالاً و أرجو ألا تفهمي مقصدي على نحو خاطئ"
قبضت حاجبيها بخفة لكنها أومأت موافقة أن تستمع له فقال.
" هل تحبين جيمين بحق؟"
أنزلت رأسها ثم إبتسمت بحرج ليقول.
" أعتذر، لربما أنا تجاوزتُ حدودي"
نفت أوكتافيا برأسها سريعاً ثم أجابته.
" الأمر ليس كذلك لكنني تفاجئت قليلاً"
رفعت رأسها بعد فينة و همست.
" أنا أحبه "
أومئ مبتسماً لها ثم قال.
" أردتُ الإطمئنان فقط"
آتى النادل بالقهوة ثم غادر و لكي تنهي أوكتافيا الحرج الذي دار بينهما بسبب الصمت قالت.
" كيف حال لارا؟ أرجو أنها تمضي فترة حملها بشكل جيد!"
تنهد ببأس فقضبت حاجبيها و بقلق تسآلت.
" هل حصل لها شيء؟!"
نفى بيديه سريعاً و أردف.
" لا! هي كلياً بخير"
تنهدت بأرتياح ثم تسآلت.
" إذن؟"
نظر بعيداً عنها بحرج ثم أفصح بنبرة بائسة.
" إذن المشكلة بي أنا و ليس بلارا"
وضعت كوب قهوتها و منحت الحديث حقه من التركيز.
" هل أستطيع أن أسألك ما هي المشكلة؟"
تبسم و قد بان عليه إنكسار، بان عليه كم هو مهموم و أكتافه ثقيلة.
" المشكلة أنني لا أستطيع أن أمنح لارا السعادة و الحب الذي تستحقه مني"
رفع رأسه إليها و قال.
" ألا تتسآلين كيف استطعت الوصول إليها يوم كانت في شقتكِ؟!"
بلى، هي تملك فضول شديد حول هذا الأمر، لارا كانت في شقتها بآمان فجأة ظهرت بصحبته.
" في الحقيقة نعم أود أن أعلم ذلك"
الآن كان عليها أن تكتشف أن جونغ إن ليس بالرجل البسيط العادي، أنه إن أراد شيء وجده.
" في الحقيقة كنت أعلم أنها ستطلب عون جيمين لذلك وضعت من يتبعه دون أن يلحظ"
أومأت متفهمة ثم نظرت إليه بتردد ليقهقه بخفة قائلاً.
" أسأليني لا حرج"
" لماذا؟!"
بفضول أوضحت.
" أقصد لماذا هي حاولت أن تهرب منك عدة مرات؟ ربما أنا أتدخل في خصوصياتك كثيراً، لستَ مجبوراً على الإجابة"
نفى برأسه أن لا حرج بسؤالها ثم تحدث.
" الأمر كما قلت لكِ أنا لا أستطيع منحها السعادة التي تستحقها."
رفع نظره إلى أوكتافيا و بعد تنهيدة قال ما يجثم على صدره.
" هي زوجة رائعة و إمرأة طيبة لكنني أنا لا أحب لارا"
إحتجت سريعاً و تناست أنها تجلس معه بصفتها خطيبة أخيه.
" لكنك من إختارها!"
أزال اللبس عن فهم أوكتافيا بتفسيره.
" أنا أخترتها لأنني كنت مجبور على الأختيار، والدي كان يسعى إلى شراكة عن طريق تزويجي لأحد منافسيه، أرغمني أن أرتبط بفتاة مدللة لا تعرف في الحياة إلا الثياب و مستحضرات التجميل"
تحدثت أوكتافيا تفترض.
" لذا عرضت الزواج على لارا"
نفى جونغ إن برأسه و قال.
" ليس الأمر بهذه البساطة، عائلتها رفضتني و قالوا أنهم يريدون لابنتهم شاب من طبقتهم يحفظها و لا يفرط بها"
صدمة كانت بالنسبة لأوكتافيا أن تعلم هذه الأمور عنه و لكن الأمر لم ينتهي هنا فتسآلت.
" إذن كيف أقنعتهم؟"
تبسم جونغ إن لحلو الذكرى قائلاً.
" لارا فتاة بسيطة جداً، بعدما أنهت الثانوية بنجاح لم تستطع الإلتحاق بالجامعة بسبب التكاليف و توجهت لتدريس الأطفال الصغار في حيها مقابل ثمن بخس، هكذا عرفتها"
بينما أوكتافيا تستمع هو قص عليها قصته مع زوجته لارا.
" كنتُ فار من جور أبي إلى حي قدري ساقني إليه و هناك رأيتها في إحدى الحدائق العامة يجتمع حولها الأطفال و هي تقوم بتعليمهم حروف الهجاء"
إتسعت إبتسامته أكثر و تبسمت أوكتافيا بينما يروي.
" أصبحت أتردد إلى ذلك المكان كثيراً حتى أراها و أتحرق شوقاً لأعلم الفستان الذي سترتديه، أهو الأحمر أم الوردي أم الأزرق، حتى لاحظتني بالنهاية هي و أتت نحوي تسألني تتهمني بمراقبتها"
إنتحبت أوكتافيا بلطف قائلة.
" هذا لطيف!!"
أومئ جونغ إن ثم قال.
" وجدت أنها الخيار الأمثل أمامي فأخبرتها أنني معجب بها و أود لو أتزوج منها، كنت أحتاج لأن أتزوج سريعاً لأن موعد زفافي الذي حدده أبي كان يقترب و أنا أخسر المزيد من الوقت"
الكثير من التفاصيل فيما يخص حياة جونغ إن ما كنت تظن أن جونغ إن عاشها، ظنت أنه بلا هموم و جروح، ظنت أنه شاذ عن أخويه فقط.
" إذن ماذا فعلت؟"
رأى جونغ إن رغبة أوكتافيا في معرفة المزيد لذا قال.
" ذهبت إلى منزلها و لكن عائلتها رفضتني، اضطررتُ في النهاية أن نعقد القِران سراً ثم هربت معي "
شهقت أوكتافيا بخفة و رفعت يدها إلى فمها.
" يا إلهي!"
قهقه جونغ إن بخفة ثم أكمل.
" لهذا السبب عائلتي تكرهها، لقد أتيتُ بها إلى القصر يوم زفافي من الأخرى و تسببتُ بفضيحة تكتم عليها فيما بعد أبي بالمال كي لا تقع الشركة من منصبها"
تنهد بعدها بهم ثم ارتشف من كوبه الذي مال للبرودة.
" لكنني مع الوقت أدركت أن الذي كننته للارا ليس حباً بل إعجاب فقط، أخطأتُ في حقها كثيراً و هي دوماً ما تسامحني، انعرجت عن الطريق الصواب و تسببت بمشاكل كثيرة"
نظر إلى أوكتافيا و ابتسم منكسراً مهموماً.
" الآن أنا نادم على هذا الماضي و أود لو أصلح كل أخطائي معها بغض النظر عن مشاعري، هي تستحق مني الحب و لطالما ضحت من أجلي، الآن دوري لأعوضها"
تبسمت أوكتافيا بصدق ثم قالت.
" أنت رجل رائع بالفعل، اعتذر عن ظنوني السابقة و الخاطئة عنك"
ضحك بخفة ثم همس.
" لا بأس، أبدو للجميع بهذا السوء"
صمتت لا تعرف بماذا ترد ذلك لأنها تشعر بالحرج لكونها من الجميع الذي بدى لهم سيئاً حتى قال فجأة.
" أصدقاء؟"
أومئت و صافحت يده التي امتدت لها تقول.
" نعم،أصدقاء"
بعد حديث قد كُتِب له أن يكون طويل بينهما لتدرك فيه أوكتافيا أن جونغ إن ليس بالشر الذي تظنه و لا بالسطحية التي اتهمته بها.
أنه أكثر طهارة من أن يتلبسه كاي و هي الآن نادمة بالفعل على ما ظنته فيه، سرعان ما تتخذ أوكتافيا صورة عن أي شخص و سرعان ما تغيرها كما الآن تماماً.
لقد وصل بها الحد أن تشفق عليه قليلاً لأنه ضحى بسعادته كي يحصل على حريته من قيود أبيه.
جيمين كان ينتظرها في المرآب متكأ على سيارته كما العادة لكن الذي اختلف اليوم هي تلك الإبتسامة التي تملئ شدقيه.
تقدم منها عندما نزلت من سيارتها و رحب بها بعناق إلى صدره قائلاً.
" صباح الخير يا حب!"
للخجل الذي آتاها فجأة ارتبكت و ما عرفت كيف ترد وقتها استمعت إلى ضحكته ترن في سمعها ذلك لأنه أدرك أن الخجل يخالجها.
" لم أعتد بعد يا جيمين"
ربت على كتفها ثم لف ذراعه حول كتفيها قائلاً.
" ما زلنا أصدقاء و لكن أنتِ حبيبتي"
أرادت أن تخفف عبئ الجو على نفسها فقالت.
" أهذا يعني أنك ستتوقف عن كونك عديم الجنتلة؟!"
قهقه ملئ شدقيه ثم همهم ينظر في عينيها بتمعن بطريقة أخجلتها فقالت.
" لا تنظر إليّ هكذا، أشعر بعينيك تنهم من وجهي!"
إقترب بوجهه أكثر إليها فشهقت بخفة و أغلقت عيناها، رسى جبينه على جبينها و أخذ يتلذذ بالنظر إلى ملامحها القريبة ثم بصوت لم يستخدمه معها من قبل قال.
" فلتشهدي على ولادة جيمين جديد، صدقيني أنني سأوقعكِ بحبي وقعة لا قومة لكِ بعدها"
وضع قبلة على دبوب أنفها فنشزت و فتحت عيناها تنظر إليه، ود لو يسرق قبلة أخرى من شفتيها كالأمس لكنها منعته عندما وضعت سبابتها على شفتيه و قالت.
" جيمين نحن في مكان عام، ما بال مشاعرك إنفلتت علي مرة واحدة؟"
قبل سبابتها لترفعه سريعاً بحرج، إبتعد قليلاً و ما ابعد عينيه عن وجهها فقال.
" و إذن؟!"
إرتفعت إبتسامة لعوب على شفتيها و قالت.
" أنا فتاة رقيقة كما تعلم"
حاول كتم ضحكاته فلم يستطيع لذا ضحك من كل قلبه و عندما شعر بها تحترق غضباً فرّ هارباً منها و هي تركض خلفه.
" جيمين توقف! ماذا كنت تقصد بضحكتك هذه؟! اخبرني!"
جونغ إن لتوه وصل و أخذ ينظر لهما من بعيد بإبتسامة خفيفة، يا لهما من شقيان!
.............................
بعدما تعرف بيكهيون على شركاء والده في الأسهم أصرّ والده أن يستثمر مهارات ابنه في العمل لذا جهز له مكتب و منحه منصب حتى يعود إلى الولايات المتحدة.
بعث والده مساعده كي يعرف بيكهيون على مكتبه و كي يعرفه على من هم في نطاق عمله، عرفه على مكتبه و مكتب مساعدته الشخصية و أوكله في مهماته.
قبل أن تصل مساعدته مكتبها كان كل شيء بخير حتى رأى فتاة الحانة تدخل مكتبه بزي رسمي و تنحني له معرفة بنفسها.
" مرحباً سيدي أنا مساعدتك الشخصية كيم بيول"
أشار لمساعد والده بالمغادرة بينما ينظر إليها بنظرات لا تبشر بالخير و بعدما غادر الرجل قال.
" أنتِ ما الذي آتى بكِ إلى هنا؟ لماذا و اللعنة تتبعيني؟!"
أعوجت إستقامتها ثم بإبتسامة متطرفة قالت.
" لأني أحبك"
أدار وجهه عنها و شتمها فقالت.
" سيكون صدري واسع لشتائمك"
نظر إليها مجدداً يدحجها بنظرة كارهة فابتسمت قائلة.
" ألم ترى في الدراما عندما يقع المدير بحب مساعدته الشخصية؟ هذا هدفي!"
لم يظهر عليه رد فعل سوى الصمت و النظر إليها بطريقة كريهة حتى إستقام عن إتكائه و اقترب إليها و هي ضلت ثابتة في وقفتها دون خوف من هيبته بل بكل حب رمقته.
أمسك بها من عِضدها فجأة و جذبها إليه بقسوة فابتسمت سعيدة، إن كان غضبه سيقربه إليها فستعمل من أجل إثارة غضبه.
" يبدو أنكِ صغيرة جاهلة بلا أهل يجيدون التربية، لا تظنّي أنيّ سهل المنال و ساقطة مثلكِ لن أقع لها!"
رغم أن كلامه يجرح و قصد فيه إيلامها إلا أنها ما جُرِحَت و لا تأثرت حتى فيما قاله، أفلت يدها بقسوة و إزداد حنقاً لأنه فشل في محو تلك الإبتسامة.
إقتربت منه بذات الإبتسامة و همست تنظر في عينيه الحادتين عليها.
" تينكِ العينين القاسية و ذلك اللسان الحاد جزء منك و أنا مغرمة بكل أجزائك!"
أشاح بوجهه عنها و اغمض عينيه يكتم غيظه، لو أنها رجل لعلمها الأدب في التحدث معه بلكمتين و ركلة.
نفث أنفاسها بغية تهدئة نفسه ثم همس آمراً.
" اخرجي، أنا لن أقبل بكِ مساعدة لي"
ضحكت بنعومة ليفتح عينيه و ينظر لها.
" و هذا المنصب النبيل فقط لي، لن يحدث أن يكون لغيري"
لقد وصل السيل الزُبى و وقاحتها بالفعل تستفزه، قذف ما يعلو مكتبه و صرخ بها بقوة.
" اخرجي!"
تراجعت قليلاً و احتفظت بإبتسامتها.
" إننى أرى دخان يخرج من رأسك المحترق"
فرّت سريعاً عندما حمل حاملة الأقلام و كاد يرميها بها.
قهقهت بخفة و همست.
" يعجبني اللعب معه"
وضعت يدها على قلبها الذي ينبض بقوة ثم بحماسة و فرح أخذت تضرب قدميها بالأرض حتى سمعت صوته من الداخل.
" يا غبية!"
قليلاً و سيفتح الباب لكنها هربت سريعاً من المكتب، تنهد بغضب عندما لم يجدها ثم ضرب الباب بأقوى ما لديه، هي المختبئة قرب الباب وضعت يدها على قلبها و انتحبت.
" حبيبي العصبي!"
وصل نائب المدير التنفيذي إلى مكتب بيون بيكهيون و أطلعه بيكهيون أنه لا يريد هذه الفتاة مساعدة لديه فاستدعاها النائب.
أخذت تفرك عيناها بقوة حتى إحمرت و وضعت ماء في عينيها ثم ذهبت إلى المكتب بهيئة هزيلة.
إستأذنت ثم دخلت المكتب و انحنت، لم ترفع رأسها بل أبقت عليه منخفضاً و يداها معقودة أمامها، تبسم بيكهيون ساخراً، شتان ما بين الفتاة قبل قليل و الآن.
" آنسة كيم، المدير بيون يرفض أن تكوني مساعدته، هل لديكِ تفسير؟!"
نفت برأسها ثم إنحنت بجذعها قائلة برسمية.
" لا سيدي، أنا آسفة سأعمل بجد"
كتمت إبتسامتها بالقوة عندما قال النائب.
" ارفعي رأسكِ من فضلك"
رفعته ليجلس النائب بإرتباك لرؤية حالتها المزرية ثم قال.
" بيكهيون لا يصح أن تفعل بها هكذا، كرامة موظفينا فوق كل شيء!"
ضيق بيكهيون عينيه عليها ثم أومئ للمدير قائلاً.
" أتركها هنا، أريدها مساعدتي"
نهض النائب و خرج بعد ذلك و هو ما زحزح عينيه عنها، بعدما خرج المدير أمالت برأسها و ابتسمت إبتسامة واسعة فقال.
" يا لكِ من خبيثة!"
قهقهت بخفة ليومئ مهدداً، سيجعلها تضحك كثيراً في المستقبل و لكن على طريقته.
" أنتِ من طرقتِ أبوابي، تحملي إذن"
همهمت تنظر إليه بإبتسامة واسعة على ثغرها، عليه أن يغير بعض ظنونه عنها، هذه ليست فتاة سهلة أبداً.
..................................
منذ أن جونغ إن إستقام طريقه أصبح والده يدعوه إلى القصر لتناول العشاء مع العائلة بشكل دوري.
وصل لتوّه رفقة زوجته الحامل و قام السيد بدعوة أوكتافيا كي يذهب البأس و تصبح أقرب إلى العائلة.
رفضت أن يأتي جيمين لنقلها و فضلت أن تأتي وحدها بسيارتها لكن جيمين ما برح باب القصر بل ضل بإنتظارها.
إبتسم عندما رآها تدخل أسوار القصر بسيارتها و ذهب إلى حيث وقفت لإستقبالها، فستان أسود واسع من أسفل خصرها و ضيق من فوقه، كانت تبدو في غاية النعومة و الجمال.
أحاط خصرها بذراعه عندما نزلت و طبع قبلة على وجنتها، القريبة لتبتسم بخجل.
" تبدين جميلة جداً"
وضعت يدها على صدره تبعده و قالت موبخة.
" كُف عن العبث، نحن بالفناء و أمام حرس والدك!"
أمسك بيدها ثم دخل بها إلى القصر، استقبلته والدتها بحفاوة على عكس إستقبالها البارد للارا، صافحت تيمين و عانقت زوجته و قبلت طفلهما ثم اتجهت لتعانق لارا بلطف و صافحت يد جونغ إن الذي نظر لها بإعجاب.
جلست بجانب خطيبها و بدأت تبادلهم الحديث حتى آتى جونغهيون الصغير و جلس على قدميها و بيديه يلعب بخصل شعرها البني على كتفيها.
" أنتِ ستتزوجين عمي و تأتي لتعيشي هنا معنا؟"
همهمت للصغير بإبتسامة واسعة فقال.
" و ستحضرون أطفال صغار ألاعبهم؟"
بحرج نظرت إلى جيمين الذي يجلس بجانبها و على شفتيه إبتسامة واسعة، إنه سعيد بما سمع، نظرت إلى الصغير مجدداً و قالت بينما تمسح على شعره.
" أستنتظر حتى ذلك الحين؟ أطلب من والديك أخ صغير تلاعبه"
قالت ذلك عن عمد فنظرت إلى نايون الذي إرتفع الحرج على وجهها و تيمين الذي مثل أنه لا يسمع.
" أرجو ذلك"
إلتمت العائلة على طاولة العشاء، أمام أوكتافيا يجلس جونغ إن، و جيمين بجانبها، نظرت أوكتافيا إلى لارا، إنها تبتسم بصدق و هي بالفعل تشعر بالسعادة لأن لارا سعيدة.
" أليس وقت أن نزوجكما يا أوكتافيا، ما رأيك؟!"
تحمحت تنظر إلى جيمين لا تعلم ماذا عليها أن تجيب و لكنه إغتاظ لأن والده لم يحدثه في الأمر بل لم يسأله عن رأيه.
" دع الأمر قليلاً سيدي، علينا أن نتخرج أولاً"
أومئ السيد كيم رغم إعتراضه فابتسمت بحرج و من أسفل الطاولة أمسكت بيد جيمين و همست.
" لا بأس"
أومئ لها بهدوء ثم أمسك بأناملها في كفه و إبتسم.
بعد العشاء خرجت أوكتافيا صحبة جيمين إلى حديقة القصر يسيران.
" لا تنزعج لقول والدك يا جيمين، تعلم أنهم جميعاً كذلك"
همهم متفهماً و قال.
" أعلم ذلك، لقد إعتدت فلا تقلقي "
توقفا عندما آتى صوت تيمين من خلفهما فإلتفتا إليه.
" جيمين، أيمكنك أن تأتي معي لدقيقة؟!"
أومئ جيمين و أستأذنها ليجيب أخيه فأذنت له و غادر، سارت بالحديقة وحدها و بمحاذاة المياه سارت وحدها.
الأرض زلِقة أسفل قدميها و هي تنتعل كعب عالي فزلقت قدمها و كادت تسقط في الماء إلا أن يد من العدم إمتدت لتمسك بها بقوة و تجتذبها إلى صدره.
نظرت إلى جونغ إن الذي يتنفس بقوة و هي قلبها يطرق كالطبل في صدرها.
" أنتِ بخير؟!"
أومأت له ثم همست.
" نعم بخير"
لكنه لم يفلتها فهمست بحرج.
" شكراً لك جونغ إن"
أفلتها و حمحم بحرج يقف بقربها.
" كوني حذرة، الحوض زلق"
أومأت بهدوء و وقف هو بصمت قربها حتى قالت.
" نسير؟"
أومئ لها ثم أشار لها أن تتفضل، جيمين في طريق عودته إليها رآها تسير رفقة أخيه و تبتسم برقة معه، الأمر أثار غضبه ذلك لأنه غار عليها.
لم يعجبه أن ينفرد أخاه بها رغم أنه تغير و أصبح سويّ، تقدم منهما ثم بغيرة أحاط خصر أوكتافيا و جذبها إليه قائلاً.
" أرى أنكما تنسجمان معاً"
تلك الإبتسامة ما زالت على شفتي أوكتافيا.
" نعم، نحن بالفعل ننسجم."
همهم لها بينما ينظر إلى جونغ إن فقالت أوكتافيا كي تزيل البأس.
" أقضيت حاجة تيمين؟"
همهم لها و جونغ إن ربتّ على كتف جيمين و قال.
" أراكما غداً، سأعلن عن موعد الإمتحان في الغد"
أومئ كلاهما له ثم غادر يتركهما وحده، سارت أوكتافيا رفقة جيمين و هو يحتضن خصرها.
" في ماذا كنتِ تتحدثي رفقة جونغ إن؟"
حركت كتفيها تنفي.
" لا شيء مهم، أحاديث عشوائية"
همهم لها ثم جذب رأسها ليقبله فابتسمت برقة و نظرت في وجهه، إبتسم ثم طرق أنفها بسبابته ليقهقه بخفوت.
" لطيفة!"
لا يستطيع أن يبقى غاضباً منها مهما كانت أسبابه و مهما كثر غيظه.
.....................
دخل تيمين غرفته بعد زوجته، كانت تجلس قرب تسريحتها تجفف شعرها، بدى غاضباً لا تفهم لماذا فقالت.
" أهنالك شيء يغضبك؟"
تنهد ثم نفى برأسه و اقترب إليها، أخذ من يدها المجفف و راح يجفف لها شعرها و هي سكنت بحرج.
" أمي و كلاهما المعتاد، منذ فترة و هي تصر على حفيد آخر و أبي يؤيدها، أستطعت أن أسكت أفواههم متحججاً بطفل جونغ إن لكن بعد كلام الصغير اليوم أصبحت أكثر إصراراً"
وقفت بعدما أنهى تجفيف شعرها و قالت.
" لا بأس، فترة ثم سيتوقفون عن الإلحاح"
أمسك بخصرها فجأة و دسّ وجهه في خصل شعرها يستنشق تلك الرائحة العطرة التي تفوح منه، ارتبكت جداً و تحركت لدفعه عنها.
" تيمين! ماذا تفعل؟!"
إبتعد عنها لأصرارها في دفعه ثم همس و بيده يتلمس وجنتها.
" لماذا تبعديني عنكِ رغم أننا زوجين؟"
كاد أن يقتص من عنقها قبلة فدفعته بكل قوتها ليتراجع خطوتين.
" لأنك لا تحبني أنا!"
رأى تلك الدموع تتسابق للخروج من عينيها و حاول تهدئتها لكنه تأخر بالفعل.
" أنا آسف، أردتُ إسعادك"
صرخت بينما تبكي.
" و من قال لك أن ساعدتي تكون و أنا في حضنك و على سريرك؟!"
حاول تهدئتها و الأعتذار منها لكنها نفرته أكثر و خرجت من الغرفة، عليه ألا يشرب الخمر مجدداً مهما كان مضغوطاً.
جلس على السرير متأسفاً و نادماً لما فعله، ما كان عليه فعل ذلك و هو دائماً من رفضها، و هو الذي لا يحبها.
هي تزوجته لأنها تحبه بخلافه الذي تزوجها كي لا يتزوج فتاة من أختيار والديه و أجبرها على تقبله كيفما كان بعدما حصل منها على جسدها.
كانت مستعدة أن تجعله يطير سعادة لكنه كان نافراً و لئيماً معها، تخلى عنها بعدما أصبحت أمرأته و أصبحت في ظله بلقب زوجة بلا حقوق.
" يا لي من أحمق!"
ضرب رأسه بيديه ثم نهض ليراها، يعلم جيداً أنها ستكون في غرفة ابنه مختبئة منه و تبكي بسببه.
ذهب إليها و بالفعل كانت تجلس قرب النافذة على أريكة ابنها الصغيرة و تبكي، وضع يديه على كتفيها فنشزت و أخذت تكفكف دموعها سريعاً.
" أنا آسف، لا أعلم ما الذي دهاني لأتصرف بهذه الطريقة معكِ، أنتِ رقيقة جداً و أنا كنتُ فظاً معكِ، أنا آسف!"
مسحت دموعها ثم وقفت تغطي إبنها جيداً.
" لا بأس تيمين"
..................
سلاااااااااااااام
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت
١. رأيكم بقصة لارا و جونغ و لماذا جونغ إن أخبر أوكتافيا عن مشاعره و عن حقيقة إرتباطه بلارا؟!
٢. رأيكم ببيكهيون و بيول؟ إستفزاز بيول لبيكهيون و غضبه منها؟
٣. رأيكم بجيمين و تطور علاقته بأوكتافيا؟!
٤. رأيكم بأوكتافيا و علاقتها بجونغ إن؟!
٥.رأيكم بتصرف تيمين مع زوجته؟
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️
Коментарі