Report
Chapter One
Chapter Two
Chapter Three
Chapter Four
Chapter Five
Chapter six
Chapter Seven
Chapter Eight
Chapter Nine
Chapter Ten
Chapter Eleven
Chapter Twelve
Chapter Thirteen
Ch14|| حواء
Ch 15|| خليل الهان
CH 16|| أحكام
Ch17|| الحب و أشباهه
CH18|| فوضى مشاعر
CH19|| رعشة البتول
CH20||فرائس الحب
CH21|| فقدان الفردوس
CH22||حقوق ليست بمحلها
CH23|| تفرِقة
Ch24|| في قاع الحب
CH25|| إلى الهاوية
CH26||حب و جريمة
CH27||خالل الهان
CH28||أساس ركيك
CH29||مُبهم
CH30||صراع القلوب
CH31||الأعزب ليلاً
CH32||إنجلاء قِناع
CH33|| مذلة و نذالة
CH34||في الصفح و الحقد
CH35|| لا يتعظ
CH36|| عصيٌ على الطُهر
CH37|| هوّة
CH38|| حُب الرُّهبان
CH39|| إمرأة للبيع
CH40|| المرأة الثمينة
CH41|| من ضلع الكرامة
CH42|| ابن الهان
CH43||تَمسّ السماء بأناملها
CH44|| أزمة عاطفيّة
CH45|| بداية النهاية
CH46|| اللوتس
CH47|| قلبي يحبها
CH48|| عُقد النقص
CH49|| وعد
CH50|| أزمة ثقة
CH51|| إعتذارات ومعاذير
The End|| تُفّاح مُحرّم
Ch 15|| خليل الهان
" خليل الهان"

كالنهر أنا لا يخرج مني حي
و لستُ إلا مثوى للموت... و زينة!









" صمتي لم يكن قبولاً يا جيمين"

إنجبت ذلك جواباً و أسهبت في النظر إليه، تراه قد كُسِر فوق كسره مجدداً، أبعد نظره عنها عندما شعر بالنظرة في عينيه تتكسر على عتبات الدموع.

هي إستهلكت من كرامته كثيراً أم هو الذي تأمل كثيراً لقبولها، في كلتا الحالتين هو الوحيد الذي تألم.

" أنا ما منحتك آمالاً زائفة، لقد فهمت صمتي بشكل خاطئ، أنا لا أحبك يا جيمين و هذه هي الحقيقة"

قهقه ثم لعن بهمس لم يصل سمعها عندما فضحته ماء عينيه، إستدار و تركها خلفه تقاضي نفسها، ما عاد يستطيع أن يذل نفسه أكثر.

" أنا آسفة "

همست بها بينما تراقبه يبتعد بين الطلاب، دبّت حيث دبّ و تبعته تبغي اللحاق به، عندما دخلت القاعة وجدته يجلس في منتصف المدرج بين الطلاب على عكس ما إتفقا.

تنهدت بينما تنظر إليه من الأسفل، يتجاهلها بطريقة طفولية للغاية، صعدت إلى حيث يجلس ثم حدثت الطالب الذي يجلس بجانبه.

" هل أستطيع أن آخذ مكانك؟"

نظر الطالب إلى جيمين ثم لها بلا فهم، تبسمت هي بلطف و قالت.

" أعتذر منك لكنني أريد أن أجلس بجانبه"

وافق الطالب أخيراً بإيمائة و نهض إلى مكان شاغر آخر في المدرج، جلست بجانبه ثم قدمت له كتبه، لطالما كانت هي من تحمل له كتبه، هو لا يهتم بحمل كتبه و لا بدراسته.

" تفضل كتبك أستاذ جيمين و لا داعي أن تتجاهلني بطريقة طفولية"

تنهد و حمل كتبه ينوي المغادرة لكنها تمسكت بيده و قالت.

" حسناً سأصمت لكن لا تذهب"

عاد إلى مقعده بصمت و هي تنهدت بينما تنظر له و بينما تفعل دخل الأستاذ كيم.

" مرحباً طلبتي"

فتح جيمين كتابه و حاسوبه و هي فعلت مثله بصمت، بعد إنتهاء المحاضرة باشر بحمل أغراضه و سبقها في الخروج.

تبعته أوكتافيا تحاول إيقافه لكنه كان عنيداً.

" جيمين أرجوك توقف، دعنا نتحدث!"

توقف في مكانه و قبل أن تقول شيء آتاها من يناديها من خلفها، كان الأستاذ كيم.

" آنسة أوكتافيا"

تبسم جيمين ساخراً ثم تجاوزها، تنهدت ثم إلتفتت إلى أستاذها.

" نعم أستاذ"

لاحظ أن هناك خطب ما مع جيمين و لكنه حدثها لسبب الذي أوقفها لأجله.

" أفضل أننا نتابع العمل على بحثكِ في المكتبة كلما إحتجنا لذلك"

أومأت موافقة.

" حسناً أستاذ"

إنحنت له ثم همست.

" أعذرني الآن"

راحت تبحث عن جيمين في الحرم الجامعي حتى وجدته يُشاجِر بعض الطلاب و تجمع من المتفرجين قد أحاطهم.

حاولت أن تتقدم و تخرجه من بين الطلبة لكنهم جميعاً رجال و لا تستطيع ذلك، أسقطه أحد الطلاب بلكمة نالت من فكه جعلته يفقد توازنه و يسقط أرضاً.

صرخت باسمه و الهلع قد أصابها، نظر لها ثم تفل الدم من فمه و نهض من جديد ليلكم الذي لكمه و أسقطه أرضاً، تجمعوا عليه الطلبة و أصبح لا يقوى إلا لسد بعض الضربات.

تربطت يداها لا تعرف ماذا تفعل و أمن الجامعة بعيد، ركضت عودة إلى مكتب الأستاذ كيم و اقتحمته بقوة.

" أرجوك يا أستاذ، لقد تكاثروا الطلبة على جيمين يضربونه"

نهض سريعاً من على مكتبه و راح يركض حيث أشارت له عن مكان الشجار، عندما وصل الأستاذ كان جيمين ملقى أرضاً و يتلقى ركلات من الطلبة.

دخل بينهم و أخذ يدفع الطلبة عنه بغضب شديد و يسقطهم أرضاً ثم إقترب يتمسك بشقيقه و أنهضه عن الأرض.

إرتكز جيمين بإنهاك على أخيه و الأستاذ كيم ما صمت بل صاح بهم جميعاً.

" بأي حق تعدون على زميلكم بالضرب؟! أنا سأريكم أن هذا المكان تحكمه قوانين، هنا ليس الشارع، هيا إلى مكتب العميد"

وصلت أوكتافيا برجال أمن الجامعة و هي تبكي بقوة، هرعت إلى جيمين الذي أخفت جروحه النازفة ملامحه الجميلة.

رفض الأستاذ أن تقود جيمين عنه عندما حاولت أن تجعله يرتكز عليها و تمسك به أكثر.

" لا تستطيعين على إسناده، إنه رجل، اتبعيني فقط"

أومأت موافقة و تبعت أستاذها بطريقه إلى مكتب عميد الجامعة، إصطف الطلبة جنباً إلى جنب في مكتب العميد و هو طرق يوبخهم.

" كيف تجرأون على ضرب زميلكم و التنمر عليه؟"

اخفضوا رؤوسهم و صمتوا عن الرد فتابع العميد.

" لماذا تنمرتم على كيم جيمين تحديداً؟ ألا تعلمون ماذا سيحل بكم بعد ذلك؟"

نظر الطلاب في بعضهم بعضاً يشككون في أسماعهم.

" كيم؟"

تنهدت أوكتافيا بغضب و نظرت إلى جيمين الذي يحرك طرفاً إنما يلقي بجسده على أخيه و ينظر لهم بغضب.

لم تنتهي حدود المفاجآة هنا بل الأستاذ كيم إفتضح ما صمت عنه جيمين لسنوات.

" سيكون ثمن تنمركم على أخي ثمناً كبيراً، أنا لن أصمت على الإذلال الذي طاله منكم و لا على حالته الهزيلة التي تسببتم بها"

أغمض جيمين عينيه يكمش جفونه بأستياء بينما يسمع كلام إحدى الطلاب.

" اووه! كيم جيمين و ليس بارك! لذلك هذا الصبي لا يُمَس و لا يجرؤ أحد على محارشته و لا حتى الأساتذة!"

رفع جيمين رأسه و نظر إليهم ثم قال بصوت منهك.

" لم أجعل يوماً نسبي واسطة لي، أنا أريد حقي منكم كأي طالب جامعي آخر الآن"

طرق العميد بقبضته على الطاولة ثم أوقف هذا النزاع بحُكمه.

" توقفوا عن ذلك! سأحيلكم إلى لجنة التحقيق للنظر في أسباب شجاركم و سأدع الحكم لهم، لولا أن جيمين طلب أن يعامل كأي طالب منكم لقمت بفصلكم الآن"

دحجوه الطلبة بحقد و هو لم يبالي ثم أمرهم العميد بمغادرة مكتبه و بقي الأستاذ كيم و جيمين و أوكتافيا، تنهدت العميد بأستياء ثم وقف يحدث جيمين.

" اذهب يا جيمين إلى العيادة، دعهم يطببون جروحك و إن إحتاج الأمر فاذهب إلى المستشفى"

أومئ جيمين موافقاً و ذهب تبعته أوكتافيا بعدما إنحنت إلى أساتذتها، بعدما خرجت إلتفت العميد إلى الأستاذ كيم و قال.

" اعذرني يا أستاذ كيم و لكن جيمين أصبح ضيق الخُلق مؤخراً، أنا سأتغاضى عن الأمر لأجلك و لأجل أبيك لكن تحدث إليه و أطلب منه أن يكون أكثر حذراً."

تنهد الأستاذ كيم ثم أومئ موافقاً.

" شكراً لتعاونك و سأتحدث معه ليكون أكثر حذراً في المستقبل"

في العيادة الطبية، كانت قد أنهت الممرضة تطبيب جروح جيمين و أوكتافيا تقف مستندة إلى الباب تنظر إليه من بعيد.

تمدد على سرير الإستطباب بعدما رحلت الممرضة و لم يمنح أوكتافيا أي أهتمام رغم أنه يراها تقف في مكانها و تنظر إليه.

أدركت أنه يتجاهلها و لكن هي لن تستلم لإنتهاجه وسائل الأطفال -كما تنعتها- في معاقبتها.

تقدمت إليه ثم أتت بكرسي و وضعته قرب السرير، جلست قربه ثم قالت و قد عقدت ذراعيها إلى صدرها.

" هل لي أن أعلم سبب شجارك مع هؤلاء الطلبة؟"

أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى و همس.

" لا شأن لكِ"

تنهدت ثم نهضت كي تجلس على طرف السرير أقرب إليه ثم وضعت يدها على كتفه.

" جيمين، لا تكن حاد الطِباع هكذا، ألأنك غضبت مني ورطت نفسك في مجموعة من الحُثالة؟"

ضحك بخفة لأجلها إهتز جسده ثم قال ساخراً.

" انظروا إلى المتحضرة الراقية ماذا تقول!"

نظر إليها و قد كانت ملامحها جامدة بالفعل و قال.

" لا تهميني إلى هذه الدرجة"

قضمت شفاهها بغضب و هي تحاول بكل قوتها أن تكبت دموعها من الخروج.

" أنت كاذب!"

نظر إليها سريعاً و قد أثار إتهامها حنقه، لكنه حقيقي هو بالفعل كاذب لكنه غاضب منها، يكره أن توعظه و هي من تحتاج الوعظ، يكره نرجسيتها و يكره نفسها التي تظنها مثالية.

" اخرجي من هنا و تمسحي بأستاذك! "

إلتفت بجذعه كي لا ينظر إليها و تركها بظهره، نهضت من خلفه و أتت أمامه ليلعن غاضباً و هي قالت بليونة.

" لا تلعن مين مين!"

زفر أنفاسه مستاءً من ملاحقتها له ثم قال.

" أنتِ ماذا تريدين الآن؟"

عبثت بمقدمة شعره بأنامله و عبثت بمشاعره و بعثرتها رغم أنه بقدر إستطاعته حزمها و قيدها كي لا تندفع نحوها لكن هيهات.

زمّت شفتيها و بعيون القط التي تستطيع نيل أي شيء تريده عندما تستخدمها، لطالما إعتبر هذه النظرة في عينيها سلاحها الأقوى.

" أريد أن تصالحني، أنا لا أستطيع أن أعيش بهناء و أنت لا تحدثني"

إرتفعا حاجبيه بإستهجان و قال.

" بهناء؟!"

إنتحبت أمامه بلطف و برمت شفتيها أكثر.

" جيمين أرجوك!"

رغم كل تخطيطاته المسبقة بألا يصالحها مهما استخدمت ضده من حيَّل و مهما لينته لكنه الآن ضحك مستسلماً.

صفقت هي بإنتصار ثم هاجمته بعناق قوي جعلته يتذمر متألماً.

" كتفي يؤلمني أيتها المتحرشة!"

سريعاً ما إبتعدت عنه و قالت ببهجة.

" أنا آسفة مين مين!"

قهقه مجدداً ثم تحمحم ليومئ بأنه قبل إعتذراها و قال.

" و الآن ألن تخبريني أين كنتِ؟"

نظرت حولها ثم له بإرتباك، تعلم أنه سيغضب و لكنها لا تستطيع أن تكذب عليه.

" لقد كنتُ مع الأستاذ كيم في المكتبة القريبة لدراسة المشروع"

وقف على ناصيته و قال موبخاً.

" كم مرة علي أن أخبرك ألا تقربيه؟ لكنكِ لا تستمعي إلي أبداً يا أوكتافيا!"

تمسكت بكتفيه و حاولت تثبيته جالساً ثم قالت تبرر.

" الأمر ليس هكذا، صدقني أن معاملتنا و حديثنا سطحي، أنه فقط أستاذي بالنسبة لي و هو لا يتخطى حدوده أبداً، صدقني من فضلك"

تنهد بينما ينظر لها فأمالت برأسها كمحاولة تليين ليشيح ببصره عنها بينما يتمتم بالشتائم عليها.

" صدقني الأمر لن يطول، أسبوعان فقط و ينتهي العمل على المشروع، أنت لا تريدني أن أرسب، أليس كذلك؟"

صرف نظره عنها ثم أومئ موافقاً بما أنه لا يستطيع فعل شيء سوى أن يوافق.

و ها قد عادت العلاقة بينهما إلى سابق عهدها و لكن قلبه لم يصفى، ما زال يؤلمه رفضها له.

.........................

بما أن مكوث بيكهيون في كوريا سيطول بعض الشيء أراد والده أن يخرطه بالعمل و ظروفه و رجاله لذا نظم من أجله غداء صحبة بعض الشركاء و العاملون في BBH الشركة المسماة على اسمه.

ملّ بيكهيون الحديث و الجلوس مع هؤلاء العجائز ذلك لكثرة ما تحدثوا عن أموالهم و عائلاتهم أكثر من سير العمل فبيكهيون عريس رائع لو كان لإحدى الفتيات الوارثات للأسهم.

شاع خبر إنفصاله عن إيزابيلا و قيل أن إيزابيلا هجرت قصر والديها و خرجت من البلاد إلى اليابان كي ترفه عن نفسها قليلاً و تنساه.

بيكهيون تمنى لأجلها حياة سعيدة و انتهى أمرها لديه عند هذه النقطة.

طريقة منه للتنفيس عن ملله إستأذن منهم إلى دورة المياه و نهض كي يجلس في الخارج، أخرج من جيبه علبة السجائر، قليلاً ما يدخن لكن السجائر كل ما يستطيع نفث غضبه فيه مؤخراً.

جلس على أعتاب المطعم الخلفية و راح يدخن بهدوء دون أن يفعل شيء آخر حتى سمع صوت أنثوي مألوف.

" اووه الرجل الأنيق الذي مزق فستاني هنا!"

رفع نظره بهدوء ليرى الفتاة من الحانة أمامه، أعاد نظره إلى سيجارته و قال و قد بانت على شفتيه إبتسامة طفيفة.

" و ماذا تريدين أن أمزق لكِ هذه المرة فيبدوا أنك تحبين ذلك بما أنك تتبعيني"

ضحكت بنعومة ثم إقترب لتقف أمامه و قد حوى بصره حذائها ذا الكعب العالي و الجزء السفلي من ساقيها حتى جلست على قدميها أمامه و حواها بصره بأكمله أما هي فابتسمت بعبث و همست.

" مزقني أنا"

ألقى سيجارته أرضاً و دهسها بقدمه ثم همس.

" وقحة!"

عندما بانت له نواجذها على أثر إبتسامة نهض لا يطيق النظر إليها، رغم أنها جميلة لكن وقاحتها تطغى على جمالها بأكمله و تعكر مزاجه ثانيةً.

تقدم يتركها خلفه يود العودة إلى العجزة أفضل من الإستماع إلى هراء هذه الطائشة لكنها اوقفته عندما قالت من خلفه.

" ألا ترى نفسك تحكم علي بشكل مسبق؟ أنت ما زلت لا تعرفني و حكمت علي بالوقاحة"

دون أن يلتفت إليها قال ثم غادر و تركها خلفه خائبة لكن بحب أكبر.

" ما أعرفه عنكِ يكفي لأحكم عليكِ"

وقفت تنظر في منكبيه العريضين و إلى مشيته المستقيمة، ليس رجل عادي هذا الذي أوقعها بشباكه، بيون بيكهيون و على رأسه ألف ريشة.

" قلبي يؤلمني!"

وضعت يدها على قلبها و انتحبت بلطف، محقة هي في الوقوع لها و لا حق له أن يملك كل هذا السحر مع الكثير من الكبرياء ليكون الرجل الذي لا يقاوم.

...............

لم يرغب جيمين أن يعود إلى القصر لكي لا يكتشف والديه الشجار فإن حدث هو سينال توبيخ حار و هؤلاء الطلبة مستقبل أسود و لا يريد أيضاً أن يذهب إلى شقة أوكتافيا لأنه إن تناسى رفضها له فهو لم ينساه.

لكنها ما تركت له الفرصة لأن يرفض المكوث في شقتها فلطالما كان منزلها منزله الثاني، أخذته عنوة إلى شقتها بعد عناء طويل مع عناده.

تمدد على الكنبة في صالة الجلوس و ألقى تنهيدة ثم أغمض عينيه و عندما عادت بعدما استحمت كان قد نام بالفعل، أتت بغطاء خفيف و وضعته عليه ثم جلست على الكنبة التي تقابله تنظر إليه.

لقد إكتشفت مشاعره تجاهها بالفعل و أصبحت تعلم أنه يحبها و يريد أن يتمم هذا الزواج و كأنه لم يكن مخطط لإنقاذه من تدابير والديه.

تشعر بنفسها أنانية لأنها واجهته بمشاعره و جرحته، تعلم أنه لم ينسى رفضها و إن بان عليه أنه فعل، هي أكثر من يعرفه بالفعل.

نهضت بعد فينة تنظر من النافذة، أسيستقبل الهان همومها إن ذهبت إليه؟ أسيستمع إليها و يسديها نصيحة تتصرف على حسبها؟

لن تحكم عليه مسبقاً، ستذهب إليه و تحدثه ثم ستنظر في خبرته، حملت نفسها و نهضت تهم بالخروج، تركت ملاحظة لجيمين أنها ذهبت للهان قليلاً.

خرجت إلى نهر الهان و عندما وصلته أخذت تتمشى على ضفافه و تتحدث إلى أمواجه، هذا النهر الكئيب حيث حوت مائه آلاف البائسين و نقلتهم إلى العالم الآخر بطلب منهم.

إبتسمت عندما تذكرت قول الأستاذ كيم عنه، إنه ملجأ المنتحرين البائسين، هذه الحقيقة رغم سوئها.

جلست على مقعد قربه و بهدوء شديد راحت تتحدث إلى أمواجه في عينيها لكنها لم تفهم اللغة التي يتحدثها، ربما هو فقط يجيد فهم الرغبة بالموت فقط.

" لا أفهم عليك يا هان"

آتاها صوت من خلفه يحدثها برزان.

" لأنه هان -وحيد-  لا يفهم أحد و لا أحد يفهمه"

إلتفتت من حيث آتاها الصوت ثم هتفت.

" جونغ إن!"

تبسم ثم آتى لبجلس بجانبها.

" أصبحتِ تفهمين طرقي في التعامل أكثر"

تبسمت بخفة ثم استمعت إليه.

" ماذا تفعلين وحدكِ عند الوحيد؟"

تنهدت ثم بهم أفصحت.

" ظننت أنه سيحدثني"

نظر إلى البحر كما تنظر هي إليه و أفصح.

" خليل الهان وحده من يستطيع أن يحدثه"

نظرت إلى الرجل بجانبها و قالت.

" أهذا الخليل أنت؟"

ضحك بخفة ثم نفى برأسه يبرأ نفسه من ظنونها.

" لا و لا أود أن أكون"

عقدت حاجبيها لا تفهم ما يرمي إليه. 

" لماذا؟!"

فسر ما يجثم على عقله.

" لأن خليله يجب أن يكون وحيد و مثوى للموت مثله، لن يستطيع فهم من هم ليسوا من طبيعته"

همهمت بتعجب ثم تسآلت.

" أهذا يعني أن الهان شرير؟"

أومئ لها ثم بإبتسامة ودودة قال.

" هو وحيد لأنه شرير بالفعل"

همهمت هي بإعجاب و هو تنهد ثم همس بما لم تسمعه.

" أخشى أن أكون يوماً خليل الهان الذي يبحث عنه"

" قلت شيء؟"

نفى برأسه مجدداً ثم إمتثل كإمتثالها للصمت، صمتت الأمواج و قد اندمج صمتها مع صوت السيارات و حركة المدينة من خلفها حتى قالت هي.

" حرام على هذه الأمواج أن تصمت لصالح ضوضاء المدينة"

ضحك جونغ إن بخفة ثم قال.

" لطالما كان الشر صامتاً في وجه أعدائه"

نهض فجأة من مكانه ثم قال.

" أستميحكِ عذراً، علي الذهاب فزوجتي بإنتظاري"

أومئت ثم توادعا بلطف و رسمية، بعدما غادر شعرت بالخواء، لقد شعرت بالأُلفة لجلوسه معها، ربما لأنها إعتادت عليه و أصبحت ترتاح معه على عكس ماضيهما المفزع معاً.

جلست لوقت و عندما تثبتت من صحة فلسفة جونغ إن غادرت، هذا الهان لا تفهمه و لا يفهمها.

عادت إلى شقتها و مزقت الملاحظة بما أن جيمين ما زال نائماً، تمددت على الكنبة التي تقابله و تنهدت، بعض الصمت يؤلم.

لا تعلم كيف غفت عينها و سبح وعيها باللاوعي، لا تعلم كم مضى من الوقت، هي فقط نامت كما جيمين ينام مقابلها.

بعد وقت لم يحتسب أستيقظ جيمين و رآها تنام قبالته، ألقى عليها نظرة ثم إلى الغطاء التي تدثره به.

نهض يحمل الغطاء ثم دثرها به و ذهب إلى دورة المياه، عاد بعد أن أخذ حماماً دافئاً، كان يقصدها لأنه لا يجد ملابسه التي تكون لديها عادة.

يسير في المنزل بروب إستحمامه بينما يجفف شعره بمنشفة صغيرة، أراد أن يسألها عن ثيابه لكنها ما زالت نائمة.

إقترب منها ثم بلا وعي جلس القرفصاء أمامها، رفع يده يوضب بها خصل شعرها البعثرة على وجهها و ليته لم يفعل، لم تزدد جمالاً بل زاد حباً فيها.

حبه لها أصبح ورطة بالنسبة له فلا سبيل منها إلا إليها و هي لا تكف عن تضليله و في أسوء الحالات دفعه بعيداً عنها.

إقترب و ترك ذلك الحب يسيطر عليه كما في يوم القبلة التي إفتضحته، طبع قبلة على وجنتها ثم رفع شفتيه عنها و نظر في وجهها.

إنها ببساطة لا تقاوم و هو لا يجيد المقاومة.

إنفرجت شفتاه تبغي أن تلثم منها لكنه قبل أن يحرر رغبة شفتيه أغلقها بإحكام و تنهد بأستياء ينظر إليها من جديد، إن بقي بهذا القرب ستنجرح مشاعره أكثر.

بغتة فتحت عيناها و كان هو بهذا القرب الحميم منها، وقف يبتغي الإبتعاد محرجاً لكنها تمسكت بيده سريعاً و جعلته يعود جالساً كما كان و قالت.

" أنت تحبني؟"

بحرج أبعد نظره عنها و أخذت أهدابه ترفرف بلا توقف، تبسمت ثم تمسكت بيده، قعدت تستند إلى مرفقها.

بغتة جذبته من قميصه إليها، مالت برأسها و انفرجت شفتيها بهفة أما عينيها فهي عالقة على شفتيه.

" إن منحتني فرصة و سمحت لمشاعري تنمو ناحيتك كإمرأة أنا سأستغلها أفضل إستغلال، ماذا تقول؟"

تكتم على الإجابة فهو لا يستطيع أن يتنفس فكيف له أن يتكلم و بالفعل وجهه بدأ يحمر لشدة حرجه.

تبسمت شفتيها بشكل ساحر ثم أغلقت عينيها، أنفاسها بنعومة تحط على بشرته ثم إنتفض قلبه بولع عندما وضعت قبلة خفيفة بجانب شفتيه.

احتفظت بقربها منه و همهمت تنتظر منه إجابة فهمس رغم أنه بصعوبة ينطق.

" لو ما نمت مشاعركِ تجاهي لا تكسريني و لا تمنحيني آمالاً زائفة"

إبتعدت قليلاً ثم رفعت بصرها من شفتيه إلى عينيه و قالت.

" لن أخذلك"

أومئ برضا و بانت على شفتيه إبتسامة شاكرة، نفثت أنفاسها ثم رفعت إبهامها تمسح أحمر الشفاه عن زاوية ثغره.

" لا أمنح مشاعري تلك الفرصة لأنك تستحقها و حسب بل لأنني لم أجد من هو أفضل علي منك."

تمسك بيدها التي على وجهه و استمع إليها تعلن.

" جيمين أنا لا أستطيع العيش بدونك!"

تبسم و قال متفكهاً.

" ليس بهناء فقط؟"

قهقهت بخفة ثم أومئت.

" بهناء و بدونه، لا أستطيع دونك"

كلماتها لذيذة على السمع كما ملامحها لذيذة للنظر و ألذ ما بها تلك الشفتين اللتين تنام أسفل حدبة أنفها.

" لا تلهبي مشاعري!"

نفت برأسها و أمالت رأسها قليلاً بينما راحتها قد إحتضنت وجنته بالفعل.

" دعها تلتهب!"

و إلتهبت!

ما كبته من مشاعر طوال فترة وقوعه لها حتى الآن أفرغها عندما هاجمها بقبلة محمومة و ذاخرة في الحب.

أسقطها على الكنبة بلا قصد و بإندافع أعتلاها بكتفيه و أخذ يقبلها كما لم يقبل فتاة من قبل، رغم أن شعور غريب راودها فلطالما كان أخ بالنسبة لها الآن يقبلها بشغف و رجولة.

أحاطت عنقه في ذراعيها و قررت أن تنخرط معه في هذه اللذة و الرغبة باسم الحب.

لطالما كفرت بمن قال أن الرجل و المرأة لا يسعهما أن يكونا مجرد أصدقاء، الآن كفرت بكل معتقداتها حول هذا الأمر و آمنت بمن قال هذا.

المرأة و الرجل لا يصح أن يكونا صديقين فعلاً، إبتعد عنه عندما إنتابته الشفقة عليها و لو كان الأمر عليه لعاش طوال عمره يقبلها و مات يقبلها.

شهقت تسترد أنفاسها الضائعة و هو أجلسها برفق ثم حكّ مؤخرة رأسه عندما بدأت تسعل بخفة.

طأطأ رأسه و اعتذر.

" أنا آسف"

بأنفاس مأخوذة قالت.

" لا بأس"

رفع وجهه ينظر لها ثم شهق بخفوت و يده إلى فمه قائلاً.

" شفتيكِ قد جُرِحَت!"

شهقت بحرج و نهضت سريعاً إلى مرآتها و هو يتبعها، إنتحبت و هي بالفعل على وشك البكاء عندما رأت جرح في زاوية شفتيها.

" يا إلهي جيمين لا تقبلني مجدداً!"

قهقه بخفة ثم لتخفيف عبء الجو بعثر شعرها قائلاً.

" حسناً"

لم تعتاد عليه حبيباً و لم يعتاد و لا يعرفان أن هذه العلاقة التي لتوها إنولدت لن تزيد الأمور سوى تعقيداً.

..................................

I'm sorry!


سلااااااااام

بناتي الحلوات كيفكم؟ أتمنى أنكم بخير؟

طبعاً التفاعل صاير صفرررررر و أنا ساكتة من البداية لأنو الأحداث مو محمومة، حتى ذلك الحين لنا كلام آخر.

البارت القادم بعد 60فوت و 60 كومنت.

١. رأيكم بعلاقة أوكتافيا بكيم؟ و كيف تحكمون على الأستاذ كيم و جونغ إن الآن؟!

٢. رأيكم بجيمين و الشجار الذي إفتعله؟ مشاعره الملتهبة أمام صد أوكتافيا المتكرر؟

٣. رأيكم بأوكتافيا لمنحها فرصة لعلاقتها بجيمين؟ و هل ترون أن القرب الحميمي سابق لآوانه أم أنه آتى في الوقت المناسب؟

٤. رأيكم ببيكهيون و الفتاة المعجبة به؟ هل هذه الفتاة قد تستطيع تليينه و نرى بيكهيون في إرتباط حقيقي؟

٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين♥️
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Love♥️



© Mercy Ariana Park,
книга «تفاح محرم».
Коментарі